
هل يدفع الصراع في الشرق الأوسط النفط إلى 120 دولارًا للبرميل؟
مثلت الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران وتحديدًا البنية التحتية للطاقة لحظة فارقة لأمن الطاقة العالمي، وعلى الرغم من استمرار تقييم الأضرار المادية التي شكلتها إلا أن تداعياتها بارزة على سوق النفط العالمية، مع إثارة مخاوف بشأن الإمدادات وارتفاع التضخم، وأيضًا خطر نشوب صراع إقليمي واسع النطاق.
رد فعل سريع
حذرت البنوك والخبراء من أن مسار أسعار النفط سيعتمد على مدى تفاقم الصراع، إذ تنتج إيران حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، وتصدر ما يقرب من 1.7 مليون برميل يوميًا، بما يعادل 1.6% من الطلب العالمي على النفط، وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني.
السيناريو الأكثر خطورة
لكن يتمثل السيناريو الأكثر خطورة -الذي لا يزال مستبعدا لكنه يمثل محور تركيز السوق- في أن يؤدي التصعيد إلى انقطاع في حركة الشحن عبر مضيق هرمز الممر المائي الذي يتدفق عبره 20% من إمدادات النفط العالمية.
سيناريوهات محتملة لسوق النفط وسط تطورات الصراع في الشرق الأوسط
الجهة
التوقع
آي إن جي
يرى أن توقف الحركة في مضيق هرمز، قد يدفع النفط إلى 120 دولارًا للبرميل، وحينها ستلجأ الحكومات لاستخدام احتياطياتها النفطية الاستراتيجية كحل مؤقت.
وأن "أوبك" وحلفاءها قد يسرعون من وتيرة زيادة الإنتاج حال حدوث أي انقطاعات، لكن سيكون من الصعب توفير دعم للسوق حال اتساع نطاق التوترات.
دويتشيه بنك
حذر البنك من أنه في حال شمل التصعيد المنطقة بأسرها، ما تسبب في إغلاق مضيق هرمز، فقد يمنع نفط الشرق الأوسط من الوصول للسوق العالمية، ما يؤدي لارتفاع حاد في الأسعار.
وأن الأسعار قد تصل إلى 120 دولارًا للبرميل، متجاوزة بذلك أعلى مستوياتها المسجلة في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
لكن هذا السيناريو ليس الأكثر احتمالاً، لأن البنك الألماني يرى أن السوق قد أخذت في اعتبارها بالفعل خسارة بعض إنتاج النفط الإيراني، وهو ما يعني أن الأسعار ستبقى مستقرة تقريبًا عند حوالي 75 دولارًا للبرميل.
ريستاد إنرجي
بينما يتوقع محللو شركة الاستشارات العالمية احتواء الصراع من خلال تدخل الولايات المتحدة التي تأمل في إبقاء أسعار النفط منخفضة.
وأضافت أن السوق سيبقى على الأرجح عند أقل من 80 دولارًا للبرميل إذا تمكن البيت الأبيض من التوسط والتوصل لفترة من الهدوء النسبي في المنطقة.
جيه بي مورجان
يتوقع البنك باحتمالية 17% حدوث اضطراب أوسع نطاقًا، ما قد يدفع سعر النفط لتجاوز 100 دولار، وربما يصل إلى 120 دولارًا في سيناريو أكثر تطرفًا.
إنرجي أسبكتس
يرى "ريتشارد برونز" رئيس قسم الجغرافيا السياسية لدى "إنرجي أسبكتس" للاستشارات والأبحاث أن الوضع الحالي بالغ الخطورة ومثير للقلق، لكن هذا لا يعني أن الصراع سيكون له تأثير كبير مثل الحرب في أوكرانيا أو حتى كالاضطرابات السابقة في الشرق الأوسط.
توم هولاند
ذكر "هولاند" من شركة "جافيكال" للأبحاث: وداعًا لأسعار النفط التي تقل عن 60 دولارًا للبرميل هذا العام، موضحًا أن الهجمات شكلت تحولاً عن الاشتباكات السابقة بين إيران وإسرائيل، واصفًا الهجمات الإسرائيلية بالعدوانية والاستباقية.
وتوقع استمرار أسعار النفط مرتفعة، على أن يتراوح متوسط خام برنت بين 67.5 و70 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من هذا العام.
معنويات السوق
ربما يرجع ارتفاع أسعار النفط بعد نشوب الصراع إلى تحولات في معنويات السوق أكثر من المخاوف بشأن المعروض، لأن صدمة الطاقة تجدد مخاوف التضخم بسبب ارتفاع تكاليف النقل والشحن على المستهلكين والشركات في مختلف القطاعات.
أسعار النفط ومسار الفائدة
وإذا عادت أسعار النفط أعلى مستوى 100 دولار للبرميل، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التضخم 1% في الاقتصادات المتقدمة، ما يعقد مسارات تخفيف السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية، وفقًا لتقديرات "كابيتال إيكونومكس".
هل هناك انقطاعات فعلية؟
حتى الآن، ليس هناك انقطاعات فعلية في الإمدادات، وهو ما قد يخفف من حدة ارتفاع الأسعار على المدى القصير، خاصة في حال استئناف الجهود الدبلوماسية، لكن هناك قلقا متزايدا من احتمال تصاعد الصراع وتوسع نطاقه.
احتمالية تصاعد الصراع
خاصة حال تكثيف إسرائيل استهدافها للمنشآت النفطية الإيرانية، من أجل إضعاف القدرة الاقتصادية لإيران وردع المزيد من الأنشطة النووية، وهو ما بالطبع يضيف ضغوط تصاعدية على أسعار النفط العالمية، وتحديدًا إذا أدت الإجراءات الانتقامية الإيرانية إلى تعطيل طرق الشحن.
بالطبع لا يمكن التنبؤ بنتائج الحروب، لكن يؤثر الصراع الحالي في الشرق الأوسط على سوق النفط حتى بدون وجود انقطاعات فعلية للإمدادات حتى الآن، إلى جانب أن التصعيد أو طول أمد الصراع يشكل خطرًا متزايدًا.. فمن وجهة نظرك إلى أي مدى يمكن أن ترتفع أسعار النفط؟
المصارد: أرقام - الجارديان – بارونز – ياهو فاينانس - ذا كونفرزيشن – بي بي سي - وول ستريت جورنال

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 22 دقائق
- الرجل
إكسبو 2030 الرياض يحصل على الضوء الأخضر الدولي رسميًا
أعلنت الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس، اعتماد ملف تسجيل معرض "إكسبو 2030 الرياض" بشكل نهائي، لتدخل المملكة بذلك المرحلة التنفيذية لتنظيم أحد أضخم الأحداث العالمية المرتقبة، كما تسلّم وفد المملكة علم معرض إكسبو الدولي، في خطوة تاريخية تُعد تتويجًا لمسيرة عمل مكثفة واحترافية. ترأس الوفد السعودي في الاجتماع المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض المكلّف، حيث قدّم عرضًا شاملاً لمكونات ملف التسجيل الذي يجسّد رؤية المملكة 2030، ويعكس التزامها بالتقدم التقني، والابتكار، والتعاون الدولي. A major milestone! We're proud to announce that the #Expo2030 Riyadh Registration Dossier has been officially approved by @bieparis. We look forward to hosting this global event to showcase Saudi Arabia's ambitions and inspire our visitors. في إنجاز تاريخي جديد يُسجل للمملكة… — Expo 2030 Riyadh (@Expo2030Riyadh) June 17, 2025 الرياض: أول مدينة تُنهي التسجيل في وقت قياسي تميّزت الرياض بكونها أول مدينة في تاريخ معارض إكسبو الدولية تنجح في استكمال وتسليم ملف التسجيل الكامل خلال فترة زمنية قياسية، بلغت نصف المدة المعتادة التي تستغرقها هذه العملية، ما يعكس الجاهزية العالية والاحترافية التي اتسمت بها فرق العمل المعنية. وأكد المهندس السلطان أن هذا الإنجاز يُمثل خطوة مفصلية، تؤسس لانطلاقة جديدة في رحلة المملكة نحو تنظيم نسخة غير مسبوقة من معرض إكسبو، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، ويعزّز مكانة المملكة العالمية على صعيد الفعاليات الكبرى. اقرأ أيضًا: الرياض ضمن أكثر 50 مدينة عالمية في عدد أصحاب الثروات من المقرر أن يُقام معرض إكسبو 2030 الرياض خلال الفترة من 1 أكتوبر 2030 إلى 31 مارس 2031، على مساحة 6 ملايين متر مربع، ليكون أحد أضخم معارض إكسبو في التاريخ من حيث الحجم والتنظيم. ويُتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 40 مليون زيارة، ويشارك فيه ما يزيد على 195 دولة، ضمن موقع صُمم وفق معايير عالمية من حيث البنية التحتية والضيافة والخدمات الذكية، ويُرتقب أن يُشكّل منصة للتواصل الدولي، وترسيخ مفاهيم التعاون والتنوع والمستقبل المستدام.


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
مخاطر خفيّة تُهدد الشركات الناشئة
في أوقات الاضطراب الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي، لا تنجو حتى كبريات الشركات من المخاطر والتهديد؛ فما بالكم بروّاد الأعمال الجدد وصغريات الشركات! لذلك، في عالم الشركات الناشئة، نتعلم منذ اليوم الأول، أن نعمل من أجل النموّ المستمر؛ فنرغب في المزيد من العملاء، المزيد من التمويل، والمزيد من الزخم. لكن حين تتقلّب الأسواق، وتتسلل الاضطرابات المالية، يُصبح كلّ ذلك ثانوياً أمام شيء هام، هو مفهوم البقاء والاستمرارية حتى من دون تحقيق النموّ. الشركات الناشئة بين السيولة والركود يشير entrepreneur إلى أن السيولة تعني قدرة شركتك على الحركة، مثل: استمرارية التوظيف، البيع، التكيُّف والصمود. ويشير خبراء الموقع إلى أنه في أوقات الانتعاش، الكلّ يشتري، المشاريع تتوسع، والثقة تغذّي النموّ. لكن مع جفاف التداوُل والسيولة، يتجمد كلّ شيء. وتتوقف المشاريع، ليس لأنها غير مُجدية؛ بل لأنها لم تعُد قادرة على الحركة في بيئة مالية تعاني من الضيق والجفاف. نفس السيناريو حدث للشركات في مارس 2020 مع جائحة كورونا، ثم في أزمة السيولة بين عامي 2023 و2024، عندما ارتفعت أسعار الفائدة وتراجعت استثمارات رأس المال الجريء. كثير من المؤسسين، ممن جمعوا تمويلاً بسرعة، أو أنفقوا بسخاء على التوظيف من دون التحقق من الحاجة الحقيقية، وجدوا أنفسهم مهدَّدين. ليس لأن السوق لم يعُد يحتاجهم؛ بل لأنهم لم يعودوا قادرين على التكيُّف والاستمرارية؛ حتى ولو من دون نموّ. وكانت النتيجة: توقف العملاء، انسحب المستثمرون، وتقلّصت الإيرادات، واختفت شركات كانت واعدة. الفرق بين السيولة والربحية وهنا يشير الموقع المختص في ريادة الأعمال إلى أنه يمكن لشركتكم أن تكون مربحة على الورق، ومع ذلك مهددة بالفشل بسبب نقص السيولة. يمكن أن تُدرّ أرباحاً، وتفشل في دفع الرواتب. يمكن أن تتمتع بهوامش مرتفعة، وزبائن مخلصين، ومع ذلك تفقد قدرتك على الاستمرار؛ لأن الأموال لم تعُد تتدفق بالسرعة الكافية. حين يصبح التمويل متردداً أو قلقاً، تطول المدة الزمنية لكلّ شيء، فيلاحظ دورات البيع، توظيف المواهب، وحتى قرارات المستثمرين. وفي تلك اللحظات، لا تفوز الشركات ذات الإيرادات الأكبر؛ بل الشركات الأكثر مرونة. كيف تتجنب الشركات الناشئة مخاطر الفشل؟ في ظل أسواق بطيئة أو مهدَّدة، قد يحتاج الأمر إلى تغيير في قواعد الإدارة؛ حتى أن النموّ قد لا يعَد الهدف، ولكن الصمود والتكيُّف، والذي قد يتحقق من خلال الإستراتيجيات التالية: السرعة قبل حجم الأعمال يقول خبراء تحدثوا عن أن Harvard Business Review السرعة أهم من الحجم. لا تنتظر مهمات أو صفقات ضخمة، لكن جزّئ عملك إلى خطوات أسبوعية قابلة للتنفيذ. بهذه الطريقة يشعر العاملون و المستثمرون بأن شركتك ما زالت تتحرك. اقترب من عملائك التواصل مع العملاء هو أقصر طريق لضمان الولاء ربما أكثر من الأرقام والصفقات والعروض. اسأل العملاء كلّ أسبوع: ما الذي يجعلهم يترددون؟ ما الذي يجعلهم يدفعون أكثر أو يهتمون بالخدمة التي تقدّمها الشركة؟ هذا ليس فقط يُحسّن من الخدمات التي تقدّمها الشركة؛ بل يعزز الثقة ويحسّن الاحتفاظ بالعملاء. تنوُّع قنوات الترويج في أوقات التهديد، يصبح جذب الانتباه المدفوع مكلفاً. لكن امتلاك الشركة لقنوات متنوّعة مثل: النشرات البريدية، أو مجموعات صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، يصبح مجدياً على نحوٍ أفضل. أنشئ محتوًى مفيداً وبشكل منتظم. لا تنتظر أن تبحث عن جمهورك؛ بل ابنِه بنفسك. مراقبة معدل الحرق معدل الحرق أو Burn Multiple، هذا المصطلح يعني القياس الدوري لمدى كفاءة تحويل الإنفاق إلى دخل. يمكنك استخدام أدوات مثل: Runway، أو Forecast، أو حتى جداول إكسل لتتبُّع أدائك. تنوُّع خيارات التمويل لا تعتمدوا مطلقاً على مصدر واحد. رأس المال الجريء ليس دائماً الخيار المتاح، يمكنك البحث عن مصادر أخرى مثل: المنح، الدفعات المسبقة من العملاء، شراكات خفيفة، أو أدوات تمويل بديلة. حتى عروض تقاسُم الإيرادات أو تبادُل الخدمات، يمكن أن تفيدك. الاستعداد لعودة السوق عندما يعود التمويل للسوق؛ فإنه لا يتسلل بل يندفع كالسيل. والشركات الجاهزة هي مَن تلتقط الفرصة، مِن ثَم يجب على رائد الأعمال أن يكون مستعداً لهذه اللحظة. ابقَوا في حالة تأهُّب من خلال التحدُّث إلى المستثمرين بشكل مستمر، مع تطوير مسارات تسجيل العملاء. الإستراتيجيات السابقة اختُبرت من قبلُ وأبدت فعاليتها؛ لذلك على الشركات الناشئة تفهُّم السوق جيداً ودراسته والاستعداد لأيّ خطر بهدوء وبخطوات مدروسة. كما أن المرونة في أوقات الخطر، قد تكون السبيل الوحيد للمرور بسلام. اقرأي أيضاً


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
الأسهم السعودية تتراجع 1.4% وسط ضغط معظم الشركات على رأسها "أكوا باور"
أنهت الأسهم السعودية تعاملاتها في نهاية اليوم الثلاثاء منخفضة 1.4% لتصل إلى 10714 نقطة، وسط تراجع معظم الشركات على رأسها "أكوا باور" فيما استقرت تقريبا قيم التداول نحو 5 مليارات ريال. افتتحت جلسة الأحد عند مستويات منخفضة، إلا أن السوق حققت ارتفاعا قارب 500 نقطة حتى جلسة الأمس، ما دفع بأسهم ترتفع على نحو كبير أثناء تعاملات اليومين السابقة. المكاسب السريعة، تدفع بعض المتعاملين خاصة قصيري الأجل في البيع لجني الأرباح، خاصة مع تزايد ترقب اجتماع الفيدرالي الأمريكي، والنتائج المالية للربع الثاني. ستبحث السوق عن التماسك عند مستويات ما بين 10620 وحتى 10680 نقطة، لحين اجتماع الفيدرالي وظهور مزيد من البيانات التي توجه توقعات المستثمرين خلال الفترة المقبلة. على صعيد القطاعات، ارتفع "الإعلام والترفيه" وحيدا بنحو 4%، فيما تراجع بقية القطاعات على رأسها "المرافق العامة" بنحو 4.7%، بينما كان "المواد الأساسية" الأعلى تداولا بقيمة 976 مليون ريال.