تغيير كسوة الكعبة المشرفة في مشهد مهيب يعكس إرثًا عمره قرن
وشارك في تنفيذ هذه المهمة فريق متخصص من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة يتكوّن من 154 فنيًا ومهنيًا سعوديًا، موزعين وفق اختصاصاتهم على جوانب وسطح الكعبة، حيث بدأ العمل بتفكيك الكسوة القديمة، ثم تركيب الجديدة وتثبيتها بإتقان في أركان الكعبة المشرفة وسطحها.
وتزن الكسوة الجديدة نحو 1415 كيلوجرامًا، بارتفاع يبلغ 14 مترًا، وتتكون من أربعة جوانب منفصلة وستارة لباب الكعبة. وقد تم رفع كل جنب من الجوانب الأربعة على حدة، وفُردت الكسوة الجديدة فوق القديمة بطريقة دقيقة تضمن إحكام التثبيت، ثم أُزيلت الكسوة السابقة تدريجيًا. وبعد الانتهاء من تركيب الجوانب، تم خياطة الحزام على امتداد الجوانب الأربعة بخط مستقيم، قبل أن تُثبت الأركان من أعلى الكسوة إلى أسفلها.
كما استغرق تركيب ستارة الباب وقتًا وجهدًا كبيرين، حيث صُنعت لها فتحة مخصصة في القماش الأسود بطول 6.35 أمتار وعرض 3.30 أمتار، وتمت حياكتها وتثبيتها بدقة، مرورًا بعدة مراحل شملت الفتحات، والتثبيت الداخلي، والخياطة النهائية.
وتُصنع الكسوة من خامات فاخرة تشمل نحو 825 كيلوجرامًا من الحرير الخام المصبوغ باللون الأسود داخل المجمع، إضافة إلى 120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوجرامًا من الفضة الخالصة، و410 كيلوجرامات من القطن الخام.
وتتكون الكسوة من 47 طاقة من الحرير الأسود المنقوش، تُثبّت عليها 16 قطعة من الحزام الذهبي في أعلى الكسوة، و7 زخارف تحت الحزام، و5 قطع لستارة الباب، و17 قنديلًا ذهبيًا، إلى جانب زخارف جانبية وكينارات وصمديات وزخرفة الميزاب.
ويضم مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة عددًا من الأقسام المتخصصة، مثل: المصبغة، والنسيج الآلي واليدوي، وقسم الطباعة، والحزام، والمذهبات، والخياطة والتجميع، بالإضافة إلى أقسام مساندة تشمل المختبر، والجودة، والعلاقات العامة، والصحة المهنية، والسلامة.
ويعكس هذا الحدث السنوي أعلى مستويات الإتقان الفني والاعتزاز الديني، ويُجسّد عناية المملكة الدائمة بأقدس بقاع الأرض، بما يواكب المكانة العظيمة للكعبة المشرفة في قلوب المسلمين حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 11 ساعات
- سعورس
الطائف.. وجهة سياحية متجددة
تكتظ كل عام بالسياح من المملكة وخارجها الطائف (عروس المصايف)، وتشتهر بطبيعتها الخلابة ومناخها المعتدل، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة على مر العصور، بموقعها المميز في غرب المملكة، وتتبع منطقة مكة المكرمة وتقع على جانبي وادي (وج)، وتبعد عن مدينة مكة المكرمة 75 كم تقريباً وتحيط بها الجبال من جميع الجهات، وترتفع عن سطح البحر بمسافة تتدرج ما بين 1700م إلى 2500م، مما أكسبها جواً لطيفاً، ومصيفاً قديماً للأهالي وللمدن الحجازية السعودية القريبة كمكة المكرمة وجدة. وقد أكسبها الموقع مميزات عدة، حيث أنها تُعتبر البوابة الشرقية للحرمين الشريفين عبر مكة المكرمة ، كما أنها نقطة التقاء الطرق المتصلة بجميع مناطق المملكة عبر مناطق ومدن أخرى، كما تضم الطائف ميقاتين من مواقيت الإحرام لأهل نجد وهما: السيل الكبير، للقادمين من المنطقة الوسطى، ووادي محرم، للقادمين من الجنوب ، ويعتبر موقع مدينة الطائف موقع استراتيجي مهم حيث يربط بين أقاليم الحجاز ونجد، وقد كانت مدينة الطائف قديما ذات سور حصين، وتعتبر الطائف إحدى مدن الشعر والأدب العربي الثلاثة قبل الإسلام، وهي من أقدم المدن في بلاد العرب. وفي تاريخنا المعاصر فقد اكتسبت الطائف أهمية خاصة منذ أن اتخذها المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- مصيفاً ومن ثم أبناؤه الملوك من بعده، حيث اتخذوا من ضاحية الحوية في محافظة الطائف منطقة اصطياف وتنزه منذ عام 1343ه، وكان الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - يفضل الابتعاد عن مدينة الرياض في الصيف ولا يطيق حر مكة المكرمة ، ولا رطوبة جدة ، ولكنه ألف الاصطياف في ضاحية الحوية ، على مقربة من مدينة الطائف ، ويلاحظ أن مناخ الطائف شديد الجفاف والحوية ألطف جوا، ولقد أمضى الملك عبدالعزيز آخر ثلاثة أشهر في حياته متنقلا في مصيفه المعتاد بين الحوية والطائف ، وأكثرها في الحوية وتوفي هناك، وأقيمت صلاة الميت عليه في الحوية ثم نقل جثمانه إلى الرياض ودفن في مقبرة العود، ومن ثم اتخذ الملوك من أبنائه مدينة الطائف مصيفاً لهم، واستمرت مدينة سياحية تجذب إليها الزوار من كافة مناطق المملكة ومن دول الخليج العربي، حيث أطلق عليها منذ القدم لقب (عروس المصائف)، حيث يجد فيها الزائر كافة سبل الراحة والإقامة الجميلة. تعد مدينة الطائف مدينة سياحية في بلادنا منذ القدم حيث تلقب. الطائف تاريخيا الطائف تعني في اللغة العاس أو العسس الذي يقوم بحراسة المنازل ليلاً، وقد ذكر ياقوت الحموي والقلقشندي أن اسم الطائف القديم هو (وج)، وقد كانت الطائف قديما بلاد قبيلتي (عدوان) و (فهم)، وفيها عامر بن الظرب العدواني ثم شاركتهم ثقيف فيها فكثروا بها، وقد كانت مدينة الطائف قبل الإسلام من أكثر مدن الحجاز، ثراء ورخاء نظراً لوفرة إنتاجها الزراعي، حتى اعتبرها المؤرخون ثاني موقع استيطاني بعد مكة المكرمة في ذلك الوقت، مما جعلها مطمعاً للقبائل البدوية في الصحراء، لذا أقامت حاضرة ثقيف حولها حائطا وسورا وحصنا منيعا مبنيا من الحجارة واللبن يطوف بالمدينة ، من كل أطرافها ونواحيها، ومن هنا سُميت (الطائف)، وقد وصف مستشار الملك عبدالعزيز والسفير السعودي في بريطانيا الشيخ حافظ وهبه في كتابه (جزيرة العرب في القرن العشرين) مدينة الطائف وذكر ما نصه: الطائف هي مدينة مسورة واقعة في سهل رملي محاطة بتلال منخفضة و تقع على بعد 75 ميلا إلى الجنوب الشرقي من مكة على ارتفاع خمسة آلاف قدم من سطح البحر وهي مصيف الأعيان ورجال الحكومة وبيوتها مبنية من الحجر، والمدينة تغص بالسكان زمن الصيف فقط، و جوها أبرد بكثير من مكة والمياه فيها غزيرة و هي في جوها وتربة أرضها تشبه الأراضي العالية في عسير واليمن، والأمطار الغزيرة تسقط هناك في فصل الخريف والآبار كثيرة ومنها تروى الأراضي الزراعية البعيدة عن مجاري المياه، يبلغ عدد سكانها نحو عشرة آلاف نسمة، وأغلبهم من ثقيف وعتيبة ويشتغلون بزراعة البساتين والخضر وفاكهة الطائف مشهورة بجودتها في سائر البلاد العربية ففيها العنب والرمان والخوخ والليمون الحلو والمشمش والسفرجل، أما زراعة النخيل في الطائف فلا تجود لشدة البرد، وينمو الورد في الطائف ويستخرج منه عطر فاخر يباع على الحجاج في موسم الحج، وقد حظيت مدينة الطائف بافتتاح أول مدرسة نظامية أسسها جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهي مدرسة دار التوحيد وذلك في عام 1364ه، وربطها بالشعبة السياسية التابعة للديوان الملكي لتحظى بمميزات مادية ومعنوية وتكون دافعاً لأولياء أمور الطلاب الذين لم يألفوا المدارس، وتأسست المدرسة في حي قروى بالطائف ، ولعل من الأسباب التي دعت الملك عبدالعزيز لاختيار مدينة الطائف أنها في مكان يتسم بالتوسط الجغرافي والاجتماعي بحكم الصلة الوثيقة بالبيئة الاجتماعية بمكة المكرمة ، وقريب منها بحكم موقعه ولجوء المصطافين إليه، وأيضاً تمتاز الطائف بتيسير التأقلم مع الجو التعليمي الغريب عن بيئتهم، وكلف الملك عبدالعزيز الشيخ محمد بهجت البيطار لتنفيذ الفكرة واختيار المكان الملائم، فوقع اختياره على مدينة الطائف ، وتألف أعضاء اللجنة من يوسف ياسين وعبدالسلام غالي وعبدالله بن سليم، وبلغ من اهتمام الملك عبدالعزيز بالمدرسة أن ربطها بالقصر مباشرة ووصى الأمير منصور بن عبدالعزيز بأن يلبي مطالب المدرسة كلها في حين المرجع له النائب العام لجلالة الملك عبد العزيز الأمير فيصل بن عبدالعزيز في حين بقي له الأشراف المباشر على المدرسة. من أجمل المصائف كانت مدينة الطائف في نهاية القرن الهجري المنصرم من أجمل المصائف في مملكتنا الغالية والتي امتازت باختيار ملوك البلاد وأمرائها مصيفاً لهم، فاستقبلت المصطافين من كافة مناطق المملكة الذين يقضون فيها أشهر الصيف متمتعين بجوها البارد الخلاب، حيث يمتاز مناخ الطائف باعتدال الحرارة في الصيف، والبرودة في الشتاء، باستثناء أطرافه الجنوبية التي قد تصل فيها درجة الحرارة إلى درجة التجمد، وأما صحاريه الشمالية والشرقية تزيد فيها درجة الحرارة صيفاً، والأمطار موسمية تكثر في فصل الربيع، والهواء يميل إلى الجفاف، وترتفع نسبة الرياح العاصفة، وتقل في المناطق الجبلية عنه في المناطق الصحراوية، ومما يدل على أن مدينة الطائف كانت المصيف الأول في بلادنا هي أغنية طلال مداح الشهيرة التي لا زال صداها يتردد منذ عدة عقود مضت من الزمن والتي يقول مطلعها ذاك البيت الشهير: جينا من الطايف والطايف رخى والساقيه تسقي يا سما سما وأيضاً تلك الكلمات التي شدى بها وغناها الفنان حمد الطيار والتي يقول مطلعها: ألا ياهل الطايف متى ينتهي المشوار تجو عندنا في مشتل الخرج بالديرة سقا الله عيد اجتمعنا بذيك الدار قضينا معاكم طيب الوقت والسيرة ومن أشهر معالم الطائف السياحية: مسجد حليمة السعدية في بني سعد جنوب الطائف ، ومسجد عبدالله بن العباس- رضي الله عنه -، وقصر شبرا التاريخي، وسد سيسد، وسوق عكاظ التاريخي، ومن أشهر الاماكن السياحية (الهدا) التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 2000 متر، وتعرف بأجوائها الباردة وطقسها الملبد بالضباب في أغلب فترات السنة، وكذلك (الشفا) التي ترتفع 2240 متراً عن سطح البحر وفيها مجموعة من المرتفعات أشهرها جبل (دكا)، ومتنزه (الردّف) الذي يقع على امتداد شارع (شهار)، وتبلغ مساحته 565 ألف متر مربع وتتجاوز أطوال أضلاعه 4 كيلو مترات، ويضم بحيرة مائية ومجموعة من الحدائق ومسرحاً مفتوحاً للفعاليات، ويحتوي على ملاعب رياضية ويتميز بوجود التطور التقني من خلال الأنظمة الصوتية وأنظمة الأمن والسلامة. نهضة تنموية شاملة تشهد محافظة الطائف نهضة تنموية شاملة، حيث تعمل أمانة الطائف حالياً على إنجاز 38 مشروعا تنمويا وتطويريا خلال 2025، وذلك لتحقيق التنمية الشاملة في المحافظة، وانطلقت خلال هذا الشهر فعاليات (صيف الطائف 2025) والذي أطلقه محافظ الطائف الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز، بحضور وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، وجاء ذلك خلال استقبال محافظ الطائف ، في مكتبه اليوم، وزير السياحة، ونائبته الأميرة هيفاء بنت محمد، وذلك خلال زيارتهما بصحبة عدد من مسؤولي الوزارة إلى محافظة الطائف ضمن برنامج (صيف السعودية)، وأوضح وزير السياحة أن الزيارة تأتي في إطار برنامج ( صيف السعودية ) الذي يهدف لتطوير الوجهات السياحية الصيفية في المملكة، إضافة لإثراء تجربة السائح والارتقاء بالخدمات المقدمة، مشيرًا إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها محافظة الطائف ، كإحدى أهم الوجهات السياحية البارزة في المملكة، وقد كشفت بيانات القطاع السياحي في الطائف أن عدد السياح المحليين والدوليين الذين زاروا المدينة خلال العام (2024) تجاوز (3.6) ملايين سائح، بزيادة (9%) مقارنة بالعام 2023، وسجلت إجمالي إنفاق سياحي سنوي بقيمة (3.4) مليارات ريال، فيما وصل عدد التراخيص الصادرة للمنشآت السياحية إلى (266) ترخيصًا، وبلغ عدد الغرف الفندقية (10,220) غرفة مع نهاية شهر يونيو 2025. تشتهر بعدد من القصور الأثرية دار التوحيد بالطائف أول مدرسة نظامية بالمملكة جمال الطبيعة يجذب المتنزهين سوق عكاظ بات من أجمل الوجهات السياحية الثقافية بالمملكة فعاليات سياحية متعددة في كل عام إعداد: حمود الضويحي


الرياض
منذ يوم واحد
- الرياض
أنشئت 1390هـ بموافقة الملك سلمان على الرئاسة الفخرية لهامدارس الرياض.. خمسة عقود من التميز والعطاء
المدارس باتت تحت مظلّة مؤسسة محمد بن سلمان (مسك الخيريّة) للعناية والتطوير أكثر من نصف قرن مرّ على تأسيس مدارس الرياض، تلك المدارس التي خرّجت جيلا قياديا متميزا، وأسهمت على مدى عقود في بناء قادة وطنيين قادرين على المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث كانت رسالتها (إعداد الطلاب فكريًا وأخلاقيًا وروحيًا لتحقيق تطلعاتهم والمساهمة في خدمة المجتمع) ورؤيتها تخريج متعلمين موهوبين وقادة شغوفين يقومون على خدمة مجتمعنا، وأهدافها تعزيز القيم الإسلامية والمبادئ، وتعزيز الثقافة السعودية، وتوفير بيئة آمنة ماديًا واجتماعيا وفكرياً، وجاء تأسيس مدارس الرياض في العام الدراسي 1390 / 1391هـ، وكان المقر الرئيسي لها في حي (عليشة) الذي كان من أقدم أحياء مدينة الرياض، واليوم تتربع على مساحات كبيرة في حي المؤتمرات الراقي بمبان بنيت على نفقة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، وحظيت المدارس منذ نشأتها بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الرئاسة الفخرية للمدارس وهو المشهود له بالحكمة وبعد النظر ومواكبة متطلبات الحياة ومستجدات العصر، حيث حظيت المدارس منذ نشأتها عام 1390هـ بشرف موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الرئاسة الفخرية للمدارس وهو المشهود له بالحكمة وبعد النظر ومواكبة متطلبات الحياة ومستجدات العصر، ووثّق خادم الحرمين الشريفين عرى التعاون والتكاتف بين البيت والمدارس من خلال حرصه على حضور ومتابعة جلسات الجمعية العمومية، حيث كان مستمعاً جيداً ومعلقاً صائباً وموجها حكيماً في كل ما من شأنه زيادة الفاعلية والإيجابية، واستمراراً للدعم وخلال احتفال مدارس الرياض بمرور 5 عقود على تأسيسها، الذي أُقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رئيسها الفخري، أعلنت مؤسّسة محمد بن سلمان (مسك) عن توسّع استراتيجي لمجموعة المدارس وتتضمّن الخطّة التوسعية إنشاء أكثر من 44 مدرسة في مختلف مناطق المملكة بحلول عام 2034، إذ سيكون لها وجود في 10 مناطق إدارية، مع افتتاح أول مدرسة للمجموعة خارج مدينة الرياض عام 2026. ذكرى سعدت أسرة مدارس الرياض للبنين والبنات، إدارة ومعلمين، ومعلمات وطلاّباً وطالبات، وخريّجين وخرّيجات بذكرى مرور أكثر من خمسين عاماً على بداية المسيرة الجادّة لهذه المدارس المتميّزة التي لا تهدف للربح المادّي، وإنّما لإعداد أبنائها وبناتها الإعداد الأفضل لخدمة دينهم وبلادهم السعوديّة الغالية وقيادتها الكريمة السَّامية في ضوء التعاليم الإسلاميّة الكريمة والقيم العربيّة الأصيلة، ولذا أقامت المدارس حفل احتفاءٍ بهذه الذكرى العزيزة مساء يوم الجمعة السادس عشر من رجب عام 1446هـ الموافق 16 يناير 2025م يحمل شعار (خمسة عقود وأجيالنا تقود) تحت رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأطال عمره عزّاً وذخراً للإسلام والمسلمين- وبمتابعة حكيمة من خرّيجها البارّ الوفيّ صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليّ العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه وأدام عزّه وتوفيقة لكلّ ما فيه الخير والازدهار للوطن والمواطنين-، حيث استعرض الأستاذ موسى بن محمد السليم مدير مدارس الرياض للبنين سابقاً (في الفترة من1397هـ وحتى عام 1411هـ) -والذي يعد من أشهر مدرائها- قصّه مسيرة هذه المدارس الأهلية التعليميّة التربويّة غير الرّبحيّة وذلك من خلال حديث صحفي شيق في الزميلة (مجلة اليمامة) حيث قال: إن المدارس تزدان منذ إنشائها وحتى الآن طيلة خمسة وخمسين عاماً بومضات مضيئة وباقات عطرة في مجالات المسؤوليّة الاجتماعية والاهتمامات الفكريّة والوطنيّة والرعاية الأبويّة والتربويّة التي واكبتها منذ بداية افتتاحها في العام الدراسي 1390 / 1391هـ، برعاية كريمة وتوجيهات حكيمة بعد توفيق الله من رئيسها الفخريّ الملك المفدّى سلمان بن عبدالعزيز الذي كان آنذاك -أطال الله عمره وجزاه بخير الجزاء- أميراً لمنطقة الرياض، وبحرص واهتمام من أصحاب المعالي والسعادة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة التأسيسي لهذه المدارس برئاسة معالي الأستاذ الجليل عبدالله بن عبدالعزيز السديري -رحمه الله- حيث ضمّ المجلس في عضويته كلاً من أصحاب المعالي والسعادة الذين شاركوا معالي الأستاذ السديري في مناقشة فكرة إنشاء هذه المدارس غير الربحيّة وتعاونوا معه في العمل على إنجازها وهم: صاحب المعالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، ومعالي الأستاذ فيصل بن محمد الشهيل، وسعادة المهندس عمر عبدالفتّاح عقّاد، وسعادة اللواء متقاعد ابراهيم بن محمد المالك، وسعادة الأستاذ عابد خزندار، سعادة الدكتور إحسان شاكر -تغمّدهم الله جميعاً بواسع رحمته ومغفرته-، وبحكم أن هذه المدارس لم تكن تهدف للربح المادّي فقد انتدبت وزارة المعارف في ذلك العام سعادة الأستاذ جميل ياسين فطاني -رحمه الله- مديراً عامّا للمدارس منذ افتتاحها وحتى عام 1396هـ، ومن الجدير بالذكر أن معالي الأستاذ عبدالله السديري -رحمه الله- قد أوضح في لقاء صحفي تمّ نشره في الكتاب السنويّ لمدارس الرياض خلال العام الدراسي 1405/ 1406هـ قال فيه: إن فكرة تأسيس هذه المدارس بدأ التشاور حولها قبل سنتين من افتتاحها في بداية العام الدراسي 1390/ 1391هـ، حيث كنتُ وبعض الزملاء المهتمين بالثقافة والتعليم في حديث عن حاجة الرياض إلى مدارس تحمل طابعاً متميّزا غير حكوميّ محض، ولا تجاريّ يستهدف الربح المادّي، بل يجمع بين الحداثة في أدائه التربويّ والتعليميّ والمحافظة على القيم الدّينيّة والاجتماعية، وكان الدافع لذلك أن البعض من المواطنين في بلادنا يعانون من وجود أولادهم خارج المملكة للدراسة في بيروت، والقاهرة، وفي بعض الدول الأوروبيّة، في وقت بدأت خلاله بعض هذه الدول تعاني من أزمات سياسيّة، ولذا اتفقت مع الزملاء الذين شاركوني فكرة التأسيس على عرضها لنظر صاحب السموّ الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث وافق عليها -حفظه الله- وشجّعنا على مواصلة العمل من أجلها وتفضّل بالموافقة أن يكون سموُّه الرئيس الفخريّ لها، فجاءت هذه الموافقة الكريمة من سموّه -بعد توفيق الله- دفعة قويّة للمدارس في بداية افتتاحها وتشجيعاً لمسيرتها بكلّ نجاح وخطوات فساح، كما قال معاليه -رحمه الله- في حديثه عن بداية خطوات المدارس بأنّه تم بعد موافقة سمو الأمير سلمان تشكيل أوّل مجلس إدارة لها من الزملاء الذين ناقشتُ وإيّاهم فكرة تأسيسها ودراسة أهدافها، وكان أوّل إنجاز لهذا المجلس وضع النظام الإداريّ والماليّ الذي ستسير عليه المدارس في نهجها لتحقيق أهدافها، ثمّ تمّ توجيه الدعوة مرفقةً بنسخة من النظام المقترح لمن توسّم أعضاء المجلس فيهم الرغبة في إنشاء هذه المدارس للتصديق على نظامها ومن ثمّ المشاركة في متابعة مسيرتها، وأوضح معاليه -رحمة الله- أن التسجيل في مدارس الرياض للبنين والبنات كان متاحاً للجميع لا تمييز فيه بين طالب وآخر ولا أولويّة في القبول إلاّ في ضوء مدى الفروق بين المتقدمين من الطلاّب والطالبات في القدرات والتحصيل الدراسي، ولذلك التحق بالدراسة فيها عدد كبير من الطلاّب والطالبات السعوديّين وغير السعوديّين، ومن الجدير بالذكر أن مدارس الرياض للبنين قد حظيت بثقة أخرى من رئيسها الفخري حين تفضّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره- خلال السنوات الأولى من بداية مسيرتها الدراسية بإلحاق نجله الكريم -صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز- بالمرحلة الابتدائية في المدارس حيث كان آنذاك -حفظه الله- الأصغر سنّا من أنجال الملك المفدّى -حفظهم الله جميعاً وأدامهم ذخراً وفخراً لوطنهم ومواطنيهم-، وفي بداية العام الدراسي 1397/ 1398هـ، تمّ اختيار الأستاذ عبدالله بن محمد الشويعـر من لدن (وزارة المعارف) مديراً عاماًّ للمدارس؛ وحيث ارتأى مجلس الإدارة آنذاك في تلك الفترة برئاسة صاحب المعالي الشيخ تركي بن خالد السديري إحداث منصبين جديدين هما (مدير مدارس الرياض للبنين) و(مدير الشؤون الماليّة )، وقد تشرّفتُ شخصيّاً خلال الفصل الأوّل من ذلك العام بإعارة خدماتي من وزارة المعارف للعمل (مديراً لمدارس الرياض للبنين) وكذلك تمت إعارة الأخ الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز المانع -رحمه الله- مديراً للشؤون الماليّة، وقد شرفت وزملائي في المسؤولية الإداريّة والتعليميّة -ولله الحمد والثناء- طيلة الأربعة عشر عاماً التي أمضيتها في خدمة المدارس بالتعاون التربويّ والتعليميّ المعطاء مع الآباء الأجلاّء الذين نالت المدارس ولله الحمد جميل ثقتهم وعلى رأسهم قدوة الآباء في المتابعة والاهتمام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك الجليل فهد بن عبدالعزيز -تغمّده الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه الفردوس الأعلى من جنّته- وجزاه تعالى بخير الجزاء عن أسرة هذه المدارس آباءً وأمهاتاً ومسؤولين ومسؤولات وخرّيجين وخرّيجات على تفّضله -طيب الله ثراه- بإهدائه للمدارس مبانيها الحاليّة الواقعة شرق معهد العاصمة بحيّ النموذجيّة والتي أعطت لها في مسيرتها التعليميّة مجالاً أشمل وتأثيراً أفضل في إفادة واستيعاب طلاّبها وطالباتها بكلّ ما فيها من فصول تعليميّة ومختبرات علميّة وصالات للأنشطة الثقافيّة والفنيّة وملاعب وساحات رياضيّة وقاعة كبرى لحفلاتها السنويّة تتّسع لأكثر من ألف ومئتي مقعد، تمّت تسميتها (بقاعه الملك سلمان بن عبدالعزيز) اعتزازاً وامتناناً ووفاءً لرُبّان سفينة هذه المؤسَّسة التعليميّة غير الربحيّة ورئيسها الفخري مليكنا الجليل سلمان العزم والاهتمامات البنّاءة الرائدة في مسيرة الأجيال الصاعدة، وحيث تضّمن النظام التأسيسي للمدارس الذي تفضّل سيّدي الرئيس الفخري بدعمه والموافقة عليه بأن تكون الجمعيّة العموميّة لآباء طلاّب وطالبات (مدارس الرياض) هي الجهة المشرفة على رسم السياسة التربوية والتعليمية والماليّة والإداريّة لها ومتابعة تنفيذها، وانتخاب أعضاء من الجمعية العموميّة للآباء للعمل متعاونين متطوّعين لرئاسة وعضويّة مجالس إدارتها بواقع مدّة عامين دراسيّيّن لكلّ مجلس إدارة قابلة للتجديد في التعاون مع مسؤولي الإدارة العامّة والإدارة المدرسيّة استشارة ومتابعة، فقد سعدتُ خلال الأربعة عشر عاماً التي أمضيتها في خدمة هذه المدارس الغالية في أعماقي بالعمل والتعاون مع عدد من أصحاب السموّ والمعالي والفضيلة والسعادة الآباء الكرام الذين تعاقبوا متطوعين خلال تلك الأعوام -جزاهم الله خيراً- على رئاسة وعضويّة مجالس إدارة المدارس رغم أعباء التزاماتهم الرسميّة والعمليّة الخاصّة بهم. اهتمام شرُفت (مدارس الرياض) بكريم الاهتمام وجميل الرعاية من صاحب السمّو الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قدوة الأخيار من شباب الوطن الأبرار الذي ازدادت المدارس فخراً بتخرّجه منها في عام (1424هـ / 2002م) وبما حباها سموه من نبيل الاهتمام وكريم العطاء برئاسته في إحدى الفترات لمجلس إدارتها، ثم بتفضّله -رعاه الله وحفظه- لجعلها تحت مظلّة مؤسسة محمد بن سلمان (مسك الخيريّة ) عناية بها ومتابعة وتطويراً لها، وقد تفضّل سمّوه الكريم بمشاركة كريمة في حفل الاحتفاء بمرور خمسة عقود على إنشاء مدارس الرياض تمّ عرضها على شـاشة هذا الحفل قال فيها (الاستثمار في التعليم ليس خياراً بالنسبة لنا بل هو ضرورة لبناء مستقبل مزدهر لوطننا فهو لا يقتصر على نقل المعرفة بل يزرع قيم القيادة والأثر لتحقيق الاستدامة وجودة الحياة، ومدارس الرّياض مثال حيّ لهذه الرؤية؛ صرح انطلق منذ عقود ليغرس في أجياله روح التعليم الراسخ والأثر المستدام)، كما أشار سعادة الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) رئيس مجلس إدارة مجموعة مدارس الرياض الدكتور بدر بن حمود البدر في كلمته التي ألقاها بأن الخطّة الإستراتيجية لمجموعة مدارس الرياض في مؤسسة مسك تتضّمن إنشاء أكثر من (44) مدرسة في مختلف مناطق المملكة بحلول عام (2034م) -بإذن الله- حيث ستتواجد مدارس الرياض للبنين والبنات في عشر مناطق إداريّة، وسيتم افتتاح أوّل مدرسة للمجموعة خارج مدينة الرياض في عام (2026م) وأضاف بأن مجموعة مدارس الرياض ستركّز على إنشاء وتشغيل مدارس ذات جودة عالية بمناهج دراسيّة متميّزة وبما يتوافق مع أهداف رؤية السعوديّة (2030م).


عكاظ
منذ 2 أيام
- عكاظ
آل النمنكاني يستقبلون المواسين في وفاة والدتهم
استقبل آل النمنكاني التعازي والمواساة من الأهل والأصدقاء في وفاة فقيدتهم والدة كل من عبدالباسط وعبدالعزيز وعبدالحميد وعبدالملك وعبدالرحمن أبناء عبدالهادي النمنكاني. والتي وافتها المنية أمس الأول (الاثنين)، وصلي عليها في المسجد الحرام، ودفنت في مقبرة المعلاة بمكة الكرمة. ويتقبل العزاء في الحمراء في منزل عبدالملك وعبدالرحمن النمنكاني. يشار إلى أن غداً (الخميس) آخر أيام العزاء. أخبار ذات صلة