logo
عاد المياحي فاستقامت الكلمة

عاد المياحي فاستقامت الكلمة

يمن مونيتور٠٦-٠٥-٢٠٢٥

ليست جملة خبرية، بل أمل نكتبه اليوم ونترك للتاريخ مهمة تحقيقه؛ نحن الذين لا نملك سوى القلم، نكتبها كي لا ننسى أن هناك صحفيًا خلف قضبان واحدة من أبشع السلالات التي عرفها التاريخ، لا لذنبٍ ارتكبه، بل لأنه آمن بأن الكلمة حق، ولأنه قال ما يجب أن يُقال.
في 20 سبتمبر 2024، داهمت مليشيا الحوثي منزل الصحفي محمد المياحي في العاصمة المختطفة صنعاء، بطريقة همجية، واقتادته إلى جهة مجهولة بعد مصادرة أجهزته وترويع أسرته، ومنذ ذلك اليوم، عاش في ظروف غامضة، قبل أن تسمح له المليشيا لاحقًا بعد أشهر من الإخفاء بالتواصل مع أسرته، وسط أخبار عن تعرضه لسوء المعاملة والتعذيب النفسي والجسدي.
في الآونة الأخيرة، أقدمت النيابة الجزائية المتخصصة على توجيه تهم رسمية بحقه، معظمها تتعلق بتعبيره عن رأيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهوره الإعلامي في برامج على قنوات تلفزيونية، منها قناة بلقيس ويمن شباب، انتقد فيها أداء الجماعة وسلوكها الطائفي.
ورغم وضوح الطابع الصحفي للتهم المنسوبة إليه، تُصر النيابة على إبقاء قضيته ضمن اختصاص المحكمة الجزائية، رافضةً إحالتها إلى محكمة الصحافة والمطبوعات، وهو ما يمثل انتهاكًا قانونيًا وتهربًا من توصيف قضيته ضمن إطارها المهني المتعارف عليه قانونيًا، كما أكد محاميه (عمار الأهدل).
قبل خمسة أيام فقط، نُقل المياحي إلى سجن آخر، بعد تعرض مقر مجاور لسجنه السابق للقصف، في خطوة تثير المزيد من القلق على سلامته، وعلى وضعه الصحي والنفسي، في ظل بيئة اعتقال تستخدم فيها المليشيا المعتقلين كدروع بشرية، وهي سجون مغلقة لا تخضع لأي تفتيش قضائي أو حتى رقابة حقوقية محايدة، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لكل القيم والقوانين الدولية.
محمد المياحي لم يكن شخصًا عاديًا، بل حالة استثنائية من الوعي، رجل لم يرفع سلاحًا، ولم يدعُ إلى فتنة، بل كتب بما يمليه عليه ضميره، وآمن بأن الكلمة حق، وأن الصحافة أمانة، كان متنورًا ولم يكن يومًا من أصحاب الخطابات المتطرفة أو النعرات العنصرية والمناطقية.
هو صحفي حر، مثقف، كاتب نزيه، سلاحه القلم لا سواه، اختار البقاء في بلده والكتابة من قلب العاصمة المختطفة، معقل المليشيا الحوثية، بكل شجاعة، وثبت في مكانه حين خُيّر كثيرون بين الصمت أو المغادرة أو القيد.
إن اعتقال الصحفي المياحي المستمر منذ أشهر يكشف عن نزعة قمعية متجذرة لدى هذه المليشيا، التي ترى في الكلمة الحرة تهديدًا لسلطتها القائمة على الخوف وتكميم الأفواه، وهذا الاعتقال ليس مجرد انتهاك فردي، بل هو سلسلة ممنهجة من الاعتداءات التي تستهدف الصحفيين، وتحوىل اليمن إلى بيئة طاردة للحقيقة والحريات.
وهو في الوقت ذاته امتحانٌ أخلاقيٌ لضمير المجتمع الدولي، ولكل من آمن بحق الإنسان في الرأي والتعبير، من منظمات ونقابات ومؤسسات حقوقية، يُفترض بها أن تكون صوتًا للصحفيين ومدافعةً عنهم، لا شاهدةً على قمعهم فقط.
نكتب اليوم: 'عاد المياحي فاستقامت الكلمة'، لا لأن الخبر تحقق، بل لأننا نؤمن بأنه سيتحقق، إن لم يكن اليوم فغدًا، وسنواصل كتابتها حتى يُفتح باب الزنزانة، وتكسر الكلمة قيدها، كما فعل صاحبها
وسنظل نؤمن أن المياحي سيخرج يومًا، لا ليحتفل بنجاته، بل ليكمل الكتابة من حيث توقف، لا انتقامًا؛ بل إيمانًا بأن القلم أقوى من السجّان، وأن الصوت الحر، وإن خُنق مؤقتًا، لا يموت!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليمن: محكمة خاضعة لجماعة الحوثيين تقضي بسجن الصحفي محمد المياحي عامًا ونصف
اليمن: محكمة خاضعة لجماعة الحوثيين تقضي بسجن الصحفي محمد المياحي عامًا ونصف

اليمن الآن

timeمنذ 11 ساعات

  • اليمن الآن

اليمن: محكمة خاضعة لجماعة الحوثيين تقضي بسجن الصحفي محمد المياحي عامًا ونصف

أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، والتابعة لجماعة الحوثيين، السبت، حكمًا بسجن الصحفي والكاتب محمد دبوان المياحي لمدة عام ونصف، بعد إدانته بالتهم الواردة في قرار الاتهام. ووفقًا لما أُعلن داخل قاعة المحكمة، التي جرى فيها قراءة منطوق الحكم من هاتف محمول، أُلزم المياحي أيضًا بتقديم تعهد خطي، إضافة إلى دفع ضمانة مالية قدرها خمسة ملايين ريال في حال تكرار ما وصفته المحكمة بالأفعال المنسوبة إليه. ويُعتقد أن الحكم جاء على خلفية منشور للمياحي انتقد فيه خروج أنصار الجماعة إلى ميدان السبعين للاستماع إلى خطاب زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بحسب المحامي عبدالمجيد صبره، أحد أعضاء فريق الدفاع. وتشير إفادات صبره أن التهم المتعلقة بالتواصل مع قناتي "بلقيس" و"يمن شباب" كانت مجرد غطاء قانوني لإخفاء السبب الحقيقي وراء المحاكمة. وفي جلسة النطق بالحكم، كشف نقاش دار بين القاضي ربيع الزبير والمياحي أن جوهر القضية يتمحور حول موقفه من حرية الحضور في فعاليات الجماعة، وهو ما لم يُذكر صراحة في لائحة الاتهام، وفق إفادة فريق الدفاع.

مفتي عُمان يثني على دور أبطال اليمن في إدخال المساعدات إلى غزة، ويحذر من هذا الأمر!
مفتي عُمان يثني على دور أبطال اليمن في إدخال المساعدات إلى غزة، ويحذر من هذا الأمر!

وكالة الصحافة اليمنية

timeمنذ 3 أيام

  • وكالة الصحافة اليمنية

مفتي عُمان يثني على دور أبطال اليمن في إدخال المساعدات إلى غزة، ويحذر من هذا الأمر!

مسقط / وكالة الصحافة اليمنية // أعرب مفتي سلطنة عمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، اليوم الأربعاء، عن الشكر 'لأبطال اليمن المغاوير الذين ما فتؤا يواجهون كيان العدو المتعنت بالقوة والصرامة'، في إشارة إلى دور قوات صنعاء في الضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال الشيخ الخليلي في تدوينة على منصة 'إكس' : 'الحمد لله تعالى على دخول بعض المساعدات إلى غـ.ـزة العزيزة، ونأمل أن يواصل العالَم الحر ضغطه على الكيـ.ـان المجرم لفتح المعابر ودخول المساعدات كاملة'. وأضاف 'نشكر أبطال اليمن وكل الدول التي ضغطت بحسم في هذا الأمر، وكنا نتمنى أن يكون قرار الأشقاء في قمتهم أحر من السعير، ولكنه كان أبرد من الصقيع! وتابع': أن ما يروجه الصهاينة من السماح بدخول ما يكفي من المساعدات ما هو إلا ذَر الرماد في العيون وحيلة يتجنب بها ضغوطا دولية طالما كانت إلى صفه'، داعيا إلى عدم الانجرار وراء دعايتهم الخبيثة. وأعرب عن أمله في أن تحتشد القوى الدولية كاملةً في الشرق والغرب لردع عدوانه الذي يهلك الحرث والنسل في غزة، ويكاد يأتي على ما بقي من فلسطين.

ماذا قال مفتي سلطنة عمان عن دور قوات صنعاء في كسر الحصار على غزة؟
ماذا قال مفتي سلطنة عمان عن دور قوات صنعاء في كسر الحصار على غزة؟

اليمن الآن

timeمنذ 3 أيام

  • اليمن الآن

ماذا قال مفتي سلطنة عمان عن دور قوات صنعاء في كسر الحصار على غزة؟

يمن إيكو|أخبار: أشاد مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد الخليلي، الثلاثاء، بدور قوات صنعاء، في إدخال قوافل المساعدات إلى غزة، بعد العمليات العسكرية والحصار الذي تفرضه على الموانئ والمطارات الإسرائيلية، منتقداً موقف الدول العربية وواصفاً قرار قمتهم بأنه 'أبرد من الصقيع'. وأشار الخليلي في بيان نشره على حسابه بمنصة (إكس) رصده موقع 'يمن إيكو'، إلى دخول بعض قوافل المساعدات إلى غزة، 'وإن كانت دون ما تحتاج إليه بكثير جداً'. وأضاف 'نشكر جميع الذين كانوا السبب في ذلك، فنشكر أبطال اليمن المغاوير الذين ما فتئوا يواجهون كيان العدو المتعنت بالقوة والصرامة'. كما نشكر 'الدول التي ضغطت على ذلك الكيان وكانت حاسمة في هذا الأمر'، مؤكداً أن 'ما يروجه الصهاينة من السماح بدخول ما يكفي من المساعدات ما هو إلا ذر الرماد في العيون وحيلة ماكرة يتجنب بها ضغوطاً دولية طالما كانت إلى صفه'، حسب قوله. ودعا الخليلي من وصفهم بـ' العالم الحر' إلى مواصلة ضغوطه لفتح المعابر وإيصال المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها كاملة 'وأن تحتشد القوى الدولية في الشرق والغرب لردع عدوانه الذي يهلك الحرث والنسل في غزة، ويكاد يأتي على ما بقي من فلسطين'. وانتقد مفتي سلطنة عمان موقف الدول العربية وبيان قمتهم الأخيرة بقوله: 'كم كنا نتمنى من الأشقاء أن يكونوا أسبق إلى ذلك ولكن قرار قمتهم الذي صدر في هذا كان أبرد من الصقيع بدلاً من أن يكون أحر من السعير- كما كان يرتجى- فلم يكن يسمن أو يغني من جوع'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store