
جعفر الكنسوسي يكتب عن الإمام الجزولي مؤلف دلائل الخيرات
قال عبد الرحمان بن خلدون في كتابه شفاء السائل موضحا تسلسل الأزمنة الأولى من بداية الإسلام "...ثم درج الصحابة رضوان الله عليهم وجاء العصر التالي لعصرهم تلقى أهله هدي الصحابة مباشرة وتلقينا وتعليما. وقيل لهم التابعون. ثم قيل لأهل العصر الذين بعدهم أتباع التابعين. ثم اختلف الناس... ونسي الناس أعمال القلوب وأغفلوها... ثم طرقت آفة البِدع في المعتقدات وتداعى العِباد وإلى هذا معتزلي ورافضي وخارجي ... فانفرد خواص السُنة المحافظون على أعمال القلوب المقتدون بالسلف الصالح في أعمالهم الباطنة والظاهرة وسموا بالصوفية".
في بعض الأحيان، ومن أجلِّ أعمال القُربات، كان بعض المحسنين المغاربة يلتجئون في القرون الماضية إلى طلاب جامعة ابن يوسف بمراكش من أجل استنساخ كتب جميلة مكتوبة بخط اليد من كتاب دلائل الخيرات للإمام الجزولي. وبالتالي لدينا بعض الشهادات الثمينة عن فن الخط من ذلك الزمن، واستنساخ الكتب المعظمة هو أنبل الفنون عند المسلمين، يتعاطاه الأمراء وأكابر العلماء بالأصالة. وبعد وصول الطبع على الحَجر إلى المغرب متأخرا حوالي عام 1869، سرعان ما أتقن صَنعتَها تاجر من فاس ورثها عن رجل من أهل سوس. وكان كتاب الشمائل للترمذي أول كتاب ينشر على هذا المنوال في المغرب وبعده مباشرة طُبع كتاب دلائل الخيرات. ونعلم ما لهذين المؤلفين من صلة ومن تعظيم لتعلقهما بشخص الرسول.
يُتداول كتاب دلائل الخيرات واستخدامه شائع، وغالبا ما يتم نشره بكيفية مجهولة وبدون إشارة إلى الناسخ. وعلى سبيل المثال، وفي إحدى الطبعات المتأخرة في بيروت لم يذكر حتى اسم المحسن الناشر على ما جرى به العمل.
فعلى الأقل، بفضل المطبعة، تيسرت حيازة هذا الكتاب. وغالبا ما يُهدى ويوزع مجانا. ويمكن شراء نسخة مقابل بضع عملات معدنية وهو معروض عند الكتبيين وفي الأكشاك في الساحات العمومية كجامع الفناء في مراكش، أو بداخل المكتبة المتواضعة المجاورة للمسجد الأكبر بباريس في الحي اللاتيني أو في القاهرة بحرم سيدنا الحسين أو في جاكرتا. وفي سوق المزاد للكتب بفناء بداخل الجامع اليوسفي للمخطوطات القديمة في مراكش، يوم الجمعة بعد صلاة العصر مباشرة، قد يحدث أن تظهر مخطوطة جميلة بارعة الخط من "الدليل"، وقد تكون واحدة من تلك النسخ التي دُوِنَتْ ونُمِّقَتْ وذُهِّبَتْ وسُفِّرَتْ بأناقة وبهاء بمال محسن أو محسنة ثم أرسلت إلى الآفاق. تظهر في هذا الجمع ثم تختفي على الفور في صخب المزاد.
أعتقد كذلك أن إشارة لطيفة إلى هذا الكتاب في الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم ضمنها كاتب شهير في روايته الأدبية، يظهر فيها شخص في نهاية القصة وتبرز حكايته مثل نشيد من متن رِقٍّ مسطور. ويخبرنا مؤلف الرواية أن الكناش يضم " مائة صفحة من خط يثير كماله وإتقانه إعجابا منقطع النظير".
يحدث هذا المشهد على شرفة منزل قديم في حي سيدي بن سليمان في المدينة بمراكش. يُعلَمُ القارئ أن شريفا شابا مضيف الراوي غالبا ما يسمع في الليل تلاوة على نموذج الذكر عند الصوفية وكان قلبه يمتلئ بمشاعر قوية، وأحيانا كان يبكي من السعادة. " ولا محالة تكون هذه إشارة إلى كتاب دلائل الخيرات في واحدة من أفضل الروايات الأدبية الحديثة التي ألفها كاتب مغربي. وسيكون هذا مثل الجانب الخفي الآخر من الرواية. ومن الجدير بالذكر على الأقل كفرضية، إذا ثبت أنها صحيحة فهذا يعني أن كتاب دلائل الخيرات ما يزال يستمر تأثيره في عالم الكتابة المعاصرة، على الأقل بهذه الطريقة اللطيفة في قلب أدبنا الحالي.
بل ورد ذكر دلائل الخيرات في أول كتاب ألفه كاتب مغربي في القرن العشرين في الأدب الحديث، كما عده النقاد المعاصرون، أعني كتاب الزاوية للشيخ مولاي التهامي الوازني، ولو أن ما يَنزع إليه هؤلاء فيه نظر، حيث لا يستقيم أن نحشر هذا المؤلف الصوفي المُعبر عن توق السالك، نعده من باب التخييل الأدبي والرواية الحداثية. قال المؤلف " كنت سمعت من شيخنا العلامة سيدي أحمد الرهوني، فقد كان حدثنا على سبيل الاستطراد في درس من الدروس بأن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم مقام الشيخ. وذكر أن طريقة أسلافنا أهل وزان رضي الله عنهم قائمة على أساس الصلاة على النبي".
"وفي الحقيقة أن الإمام الجزولي هو من سنَّ سنة كبرى تتجلى في الأهمية القصوى التي اقترنت بالصلاة على النبي كعمل تعبدي عند الصوفية. ولو أن العمل بالصلاة على النبي لم يكن بدعا في المغرب الكبير علما أن التصلية هي من العناصر الأساسية في العبادات".
قال صاحب الممتع (ممتع الأسماع في ذكر الجزولي والتباع وما لهما من الأتباع): "التصلية هي الأساس الذي تستند عليها طريقته [الجزولي] وطريقة أتباعه." ومع ذلك فالإمام الجزولي لا شك هو أول من بنى طريقته في السلوك على هذه الممارسة من قُرب النوافل بل وأكد أن درجة السالك الروحية تعلو بموجب العمل الروحي بالتصلية.
سيدي بنسليمان هذا الاسم له وقع كبير ومثير للتعظيم عند المسلمين منذ قرون. بل إن اسمه يحمله اليوم حي كبير انتظم حول مركب حضري في قلبه ضريحه والجامع المحاذي له بمراكش العتيقة. فهذا الولي موضوع تبجيل المؤمنين، يحجون إلى مرقده من مشارق الأرض ومغاربها. وكم من مرة شهدت بنفسي وفود جماعات من الزائرين العلماء وغيرهم يدخلون زاويته في خشوع وغبطة وسرور. مولاي امحمد بنسليمان الجزولي مؤلف دلائل الخيرات، توفي عام 1465 (870 ه) وهي نفس السنة التي انتهى فيها حكم المرينيين الطويل بالمغرب. فزيارة ضريحه الفخم المهيب لدى السالك آنذاك كما هو الحال اليوم، هو الوقوف على المقامة الرابعة، واسطة عقد المقامات السبعة بمراكش، والزيارة الدائرية هذه "للرجال السبعة" تعتبر من أشهر المزارات ببلاد الإسلام.
لقد ألَّف الشيخ محمد المهدي الفاسي1698-1624) )، ثلاثة كتب، بما في ذلك الشرح الكبير على دلائل الخيرات بعنوان تحفة الأخيار يخبرنا فيه بأن هذا الولي كان يمتلك الكيمياء التي تحول معادن النفوس الخسيسة إلى إبريز أي ذهب خالص. لذلك بالنسبة للأجيال اللاحقة، فمقام الشيخ الجزولي يضاهي مقام الشيخ الجيلاني ببغداد، بحيث يتقاسم هذان الإمامان ثلاث شمائل أساسية: انتسابه لأهل البيت، غزارة علمه وعلو مقامه في عمل الإحسان والصلاح. ولإثبات ذلك يؤكد الشيخ الفاسي في كتابه "ممتع الأسماع" أن كتاب دلائل الخيرات هو من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول كاتب السيرة إنه حصل على هذه المعلومات من أسلافه، أي من أسرة السادة الفاسيين، وربما عن والده أبي العباس أحمد، وعن عمه أبي محمد سيدي عبد القادر، وخاصة من جده الأكبر أبي المحاسن سيدي يوسف الفاسي الفهري. . . ينتمي هؤلاء الرجال إلى سلسلة ممتدة متراسلة من العلماء والصوفية ذوي النسبة الجزولية. فلا غرابة من مثل هذه الدعوى. فإثنان من مشايخ المسلمين، الشيخ الأكبر ابن العربي إمام هذا الطريق" قبل الجزولي بوقت طويل، والشيخ سيدي أحمد التجاني في عصر متأخر من تجديد عمل الزوايا يُقران بنفس الدعوى ويتحدثان بالطابع المُلْهَم لكتاباتهما.
يوضح الشيخ الجزولي هدفه بجلاء، في مقدمة مجموعه: جمع كل الأذكار السابقة، وجميع الصلوات المتعلقة بشخص النبي، دون ذكر مصادره، وذلك من أجل الإيجاز. ويكتب بالإضافة، أنه يروي بعض الأحاديث النبوية، ويحث المؤمن السالك على استدعاء روح النبي من خلال هذه الصلوات. ويبدو أن الكتاب هو عبارة عن تجميع، لم يبدع فيه المؤلف أي شيء جديد. مع علمنا أن الإقبال الذي لقيه الكتاب يعتبر حدثا روحيا استثنائيا وفريدا عند المسلمين يتراسل إلى يومنا هذا في باب التَّبتلِ والاستغاثة بشخص النبي. ويذهب بعض الباحثين أن أكبر عدد من ميراث المخطوطات الإسلامية على مر العصور حازها كتاب دلائل الخيرات. وهكذا أراد الشيخ الجزولي أن يكون هذا المجموع من الصلوات مرتبطة بالبركة مقرونة بالجمال والحسن والكمال. ويسأل الله أن تكون هذه الصلاة "دائمة إلى منتهى الأبد بلا انقطاع ولا نفاد" وترشد خطوات من يستدعيها في ليل الشك البهيم.
من الواضح أن هذه المؤشرات القليلة لا تفسر المصير المذهل لكتاب دلائل الخيرات. في الواقع، السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا أصبح مُؤَلَّف "الدليل" أداة أساسية لتلقين لمريدي الشيخ الجزولي ومن بعده تلامِذَتَهُ وهم من ظهروا على معظم الزوايا في هذه البلاد المغربية والمشرقية؟ من أين سيأتي نجاح هذا الكتاب؟
إن كتاب دلائل الخيرات الذي خول للإمام المرتبة العليا في بلاد المسلمين يمثل أداة مميزة توسل بها رجال التصوف لبسط نفوذهم في الأوساط الشعبية. فمن خلال "الدليل" ومراسم المولد النبوي الشريف وبردة الإمام البوصيري انتشر تعظيم شخص الرسول في المجتمع وحضوره في حياة المؤمنين.
إن محبة النبي وتعظيمه نجدها في مركز الحياة الروحية للمسلمين: في المراسم الشعبية كما هو الحال في التعاليم الصوفية العالمة. فلهذه المحبة أسس في النصوص الشرعية ونقف عليها في آلاف القصائد الشعرية كما نجدها في مجموعة كبيرة من مؤلفات العلماء. تؤكده كلود عداس الباحثة في الدراسات الإسلامية في كتابها "دار النبي". إن حركة النفس نحو المَدارِج العاليات ستكون دائما من خلال ذكر أسماء الله الحسنى. ومن ثمة بناء الجزء الأول بأكمله من الكتاب على هذا الجانب الأولي من الذكر. لكن التصلية ستحتل من الآن فصاعدا مكانا مركزيا في الأذكار. ولهذا أنكر المنكرون والمخاصمون على الشيخ صنيعَه. وسيقول هؤلاء لقد ابتدع الإمام منكرا ولهذا وجب حرق الكتاب ونعتوه "بمصحف الصوفية"!
على العكس من ذلك، ففي زمن الجزولي، لم يكن الكتاب مجرد مجموع مثير من الصلوات من عمل عالم محدث، ولكن حالفه نجاح اجتماعي، تلقفه معاصروه ومن بعدهم، لأن الصلاة على النبي والتعلق بذكراه ستكون علامة لاجتماعهم حول قضية وجودية، في مواجهة عدوانية الإيبريين الصليبية الذين حولوا أراضي دار الإسلام إلى منطقة حرب، سواء في الأندلس أو ما تبقى منها وفي المغرب الكبير. وإلا فمن حضَّر لعقود الأوساط العالمة والشعبية للمعركة الحاسمة في وادي المخازن واستنهض القُوى الكامنة في الضمائر وانتخب الأسرة السعدية التݣمدارتية لقيادة الحركة القومية المغربية آنذاك؟ هم بلا شك مشايخ الجزولية وفُرسانُهم وفِتيانهم.
ولمواجهة الخطر المُحدق بوجود الإسلام رأسا في هذه البلاد، كرس الآلاف من أتباع الجزولي عدة أشهر للجهاد الدفاعي عن النفس والوطن كل سنة. وسندهم في ذلك كله كتاب دلائل الخيرات. من ناحية أخرى، سوف يستمد ورثته الروحيون من تعاليمه القوة اللازمة لمواجهة التأثير المتزايد للطائفة المنحرفة المسماة بالعكاكزة.
ظهرت هذه الطائفة على مجمل المغرب الكبير، بعد عقود قليلة من وفاة الشيخ. لا يمكن تقويم هذه الحقبة التي عرفت اهتزاز الوعي الروحي الجمعي والذي تولد عنه فتنة عقدية غير عادية، بشكل صحيح إلا على ضوء المفارقة التالية، بصفتها مأزق حقيقي للمؤرخين، وهي التي تشير بحق إلى عدم تجانس الطوائف الصوفية ما بين صوفي مهتدي وبدعي معتدي.
فالمثال الشَّاذ الذي قدمه العكاكزة يَعِظنا بشكل مثير للغاية بشأن مجافاة الشريعة والمنهاج المحمدي على السواء. واستمر الحديث عنهم حتى زمن الشيخ الحسن اليوسي (المتوفى عام 1691) والذي أفرد لهم فتوى شهيرة تدينهم. أما السلطان مولاي إسماعيل (توفي عام 1727)، من جانبه، فقد تصدى لهم بقوة وحاربهم أيضا. وبالنسبة لبعض المؤرخين، كانت هذه علامة على التفكك الاجتماعي، وفرضية التخلف المزعوم الذي مهد الطريق للتخلف.
وعلى النقيض من هذا التحليل، فإننا على الأقل نعمل على أن ندرك الوقائع. كان هناك أيضا انتعاش مذهل، وازدهار الطرق الصوفية والزوايا، بوسعنا أن نتعرف على مذاهبها ومشاربها تماما، ولا سيما من قبل أولئك المطلعين على كتاب الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي. تتعدد ما بين زاهد وعابد في خلوات الجبال أو في فيافي الصحراء والقفار أو ملتزم بأوراد طريقة صَحو أو طريقة سكر إلهي، والجميع وفقا لأسلوبه الخاص وسَنَنِهِ، شاركوا في الإحياء الروحي الحقيقي منذ ذلك العصر.
بل وبالرغم من النكير والتبديع، ومن خلال كل إدانات الممارسات المنحرفة، تظهر قناعة ذات وقع حاسم: في نظر المعاصرين، كانت الطريقة الجزولية بلا شك هي السور المنيع الذي احتمت وراءه العقيدة الإسلامية بالمغرب الكبير. وصف جاك بيرك، المستعرب الفرنسي البارز، عصر أصحاب الجزولي المباشرين بأنه "لحظات عظيمة" في المجتمعات المغاربية. وكتب الناصري في كتابه الإستقصا: "وما دخل الأشراف السعديون دار ملك المغرب إلا من باب شيوخهم الجزولية."
تجدر الإشارة الآن إلى أن نهج استخلاص العبرة من عمل الشيخ الجزولي وورثته الروحيين فقط على مستوى التاريخ السياسي والأحداث ليس إلا، يتبين في نهاية المطاف أنها مقاربة قاصرة. عِلاوة على ذلك، سيكون من السهل أن ننسى أن مطلبنا مُرْتَكَزُهُ بالأصالة يوجد في مضمار الوَلاية.
من المُسَلم به أن كتاب دلائل الخيرات عبارة عن مجموع "صغير" من المصنفات التي تحث على التقوى وعرض بسيط للغاية. لكن العقيدة التي هي وسيلة له ويحملها في طياته ليست بسيطة البتة. يروي كاتب الممتع عن الشيخ الجزولي: "قيل لي: يا عبدي، لقد فضلتك بين مخلوقاتي لكثرة صلاتك على النبي." هذا القرب الإلهي من العبد هو "ثمرة" الدوام على الذكر، وقرب النوافل التي مستندها في الحديث:.. ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحِبَّه... "يشير الأستاذ علي شودكيفيتش في كتابه "بحر لا ساحل له" إلى أن « ممارسة النوافل تفترض اختيارًا، اختيارًا إراديًا، وبالتالي إرادةً ذاتيةً ما تزال قائمة. أما الإلتزام بالفرائض، أي الخضوع الكامل للشريعة، فهي التعبير الأمثل عن العبودة أو العبودية الخالصة، والإقرار النهائي بعدم الوجود الكياني للمخلوق. «
عندما اتخذ الشيخ الجزولي الصلاة على النبي في مركز دائرة أذكاره، تمَكن بذلك من تجديد مسألة مركزية في العقيدة وتسويتها: وهي الأسوة الحسنة لأن النبي سيدنا محمد هو نموذج كل الكمال. كتب الشيخ الشعراني في القرن السادس عشر مخاطبا المريد السالك في كتابه "لواقح الأنوار": "إعلم أن الشيخ الحقيقي هو النبي صلى الله عليه وسلم. " ومن ثمة يتحقق السلوك التام بمعاهدة الشيخ الحقيقي: ففي شخص الرسول يوجد النموذج والأصل ومنتهى كل وَلاية. وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن الأوساط الصوفية في المغرب بعد القرن السادس عشر الميلادي كانت ترجع دائما إلى سلطة الإمام الجزولي رمز إحياء الوَلاية ومؤسسات الصلاح وتميزها في جميع جوانب الحياة، كلما ذكرت الصلاة على النبي.
وبالفعل يخبرنا مشايخ القرون المتأخرة أن كل أبواب الفتح الروحي قد سُدَّت إلا باب الصلاة على النبي. فلم يبق للسالك إلا اقتفاء أثر الشيخ الجزولي في عروجه تأسيا بتلك المرأة الولية بفاس التي أشارت عليه بهذا المسلك الأسنى: مسلك معرفة الله بالصلاة على النبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الصباح
منذ 2 ساعات
- جريدة الصباح
بنت أبي بكر… ذات النطاقين
نساء رسمن ملامح المرأة 5 أسماء بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنها، كانت واحدة من أعظم النساء في تاريخ الإسلام، وواحدة من أولى النساء اللواتي اعتنقن الإسلام وشاركن في الأحداث الكبرى، التي طبعت تاريخ الدعوة الإسلامية. هي بنت عبد الله بن أبي قحافة وأمها قتيلة بنت


حزب الأصالة والمعاصرة
منذ 8 ساعات
- حزب الأصالة والمعاصرة
جماعة الوطية تعطي انطلاقة أشغال الشطر الأول من مشروع تطهير السائل بأحياء المخيم والسلام
احتفاءً بالذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين، وفي إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل المندمج وإعادة استعمال المياه العادمة، أعطت جماعة الوطية، يومه الثلاثاء 05 غشت 2025، الانطلاقة الرسمية لأشغال الشطر الأول من مشروع تطهير السائل بأحياء المخيم والسلام. ويأتي هذا المشروع الحيوي في سياق جهود الجماعة الرامية إلى تعزيز البنية التحتية الأساسية، وتأهيل النسيج الحضري لمدينة الوطية، حيث يهدف إلى تحديث شبكة التطهير السائل، وتوسيعها لتشمل مختلف الأحياء، إضافة إلى صيانة وتأهيل المنشآت القائمة. وقد تم إعطاء الانطلاقة الفعلية للأشغال تحت إشراف مباشر من عامل إقليم طانطان السيد عبد الله الشاطر، وبحضور رئيس جماعة الوطية السيد نافع الوعبان، إلى جانب عدد من ممثلي المصالح التقنية والسلطات المحلية. إبراهيم الصبار


العيون الآن
منذ 16 ساعات
- العيون الآن
العيون تحتضن يوما دراسيا وطنيا لتجويد خدمات الجالية المغربية بالخارج..
العيون الآن الحافظ ملعين ـ العيون في سياق العناية الموصولة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لمغاربة العالم، وتجسيدا لتوجيهات وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أعلنت الوكالة الحضرية للعيون – الساقية الحمراء عن حزمة من التدابير والإجراءات المواكبة لعملية 'مرحبا 2025″، الرامية إلى تحسين ظروف استقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وتيسير اندماجهم المؤقت أو الدائم بجهة العيون الساقية الحمراء. وفي هذا الإطار، احتضن المقر الجديد للوكالة بمدينة العيون، يومه الأربعاء، يوما دراسيا بحضور عدد من الفاعلين والمهنيين والخبراء وممثلي القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والمجتمع المدني، خصص لمناقشة سبل تجويد الخدمات الموجهة للجالية وتعزيز آليات التنسيق بين مختلف المتدخلين. وفي تصريح لممثل الوكالة الحضرية، السيد إبراهيم بلالي، أوضح أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يأتي في إطار التعبئة الوطنية الشاملة لإنجاح عملية 'مرحبا'، التي تحظى برعاية ملكية سامية، وتفعيلا لتعليمات وزارة إعداد التراب الوطني الرامية إلى تعبئة كل المصالح والمكونات المؤسساتية الجهوية، من بينها الوكالة الحضرية، وشركة 'العمران الجنوب'، والمديرية الجهوية للإسكان، والمفتشيتين الجهويتين لإعداد التراب والهندسة المعمارية. وأضاف بلالي أن الوكالة باشرت، بشكل استباقي، اجتماعات تنسيقية مع باقي الفاعلين، أسفرت عن اتخاذ مجموعة من التدابير الميدانية، منها إحداث فضاءات استقبال خاصة بمناطق العبور، لا سيما مطار الحسن الأول بالعيون، إلى جانب تفعيل شباك وحيد داخل الوكالة، تشرف عليه خلية خاصة تعنى بمواكبة مغاربة العالم إداريا واستثماريا خلال مقامهم الصيفي. وأشار إلى أن الخلية تضم أطرا من مختلف المديريات، وتعمل على ضمان سلاسة معالجة الملفات المتعلقة بالسكن، والرخص، والتخطيط، وكذا تسهيل المساطر العقارية والقانونية، مؤكدا أن 'كل هذه الجهود تندرج في إطار سياسة القرب وتكريس التفاعل المباشر مع مغاربة العالم'. من جهته، ثمن الدكتور طالب بويا زايدنا، المهتم بقضايا الهجرة، مبادرة الوكالة الحضرية، معتبرا أن اللقاء يندرج ضمن مقاربة تشاركية لإعادة فتح النقاش حول قضايا مغاربة الخارج، خصوصا خلال فترة الصيف التي تشهد توافدا مكثفا على الجهة. وأشار زايدنا إلى أن اللقاء ناقش قضايا أساسية تمس واقع مغاربة المهجر، وفي مقدمتها تبسيط المساطر الإدارية المرتبطة بالقانون 19.55، إلى جانب الإكراهات المرتبطة بالولوج إلى المعلومة، لا سيما ما يتصل بالمنصات الرقمية التي أحدثتها الوزارة، والتي 'لا تزال دون مستوى التطلعات'، حسب قوله. ودعا طالب بويا إلى ضرورة إحداث مكاتب للتوجيه والمواكبة داخل نقاط العبور، كالمطارات والموانئ، إلى جانب خلق خلايا تفكير جماعية تعمل على تقديم مقترحات عملية لتسهيل عودة واستقرار مغاربة العالم. أما الفاعل الجمعوي عبد الله الحيرش، فقد أبرز أهمية اللقاء في تعزيز جسور التواصل مع الجالية، مشيرا إلى أن اللقاء ناقش مجموعة من الإشكالات التي تواجه أبناء الجهة المقيمين بالخارج، خصوصا في ما يتعلق بولوجهم لفرص الاستثمار والسكن. وشدد الحيرش على ضرورة تعميم نتائج هذا اللقاء وتوصياته على أوسع نطاق، من أجل تحفيز الجالية على الانخراط في تنمية أقاليمها الأصلية، مؤكدا أن 'الرسالة وصلت، ونأمل أن تتوسع لتشمل كل جهات الجنوب، من العيون إلى الداخلة'. واختتم اليوم الدراسي برفع مجموعة من التوصيات العملية التي من شأنها تحسين ظروف استقبال مغاربة العالم، وتجويد الخدمات المقدمة لهم، مع التأكيد على أهمية الاستمرار في اعتماد مقاربة شمولية تجمع بين الرقمنة، والتواصل القريب، والتدبير المؤسساتي الفعّال. ويُعد هذا اللقاء نموذجا يعكس مدى التفاعل الجهوي مع التوجيهات الوطنية، ويبرز الدور المتنامي للوكالات الحضرية كمحاور أساسي في سياسات التعمير والتواصل مع المواطن، سواء داخل الوطن أو خارجه.