logo
ثلاثة أمور أخطأ فيها أينشتاين 'نوعاً ما'

ثلاثة أمور أخطأ فيها أينشتاين 'نوعاً ما'

سيدر نيوز٠٩-٠٤-٢٠٢٥

حتى العباقرة بشر.
قد يكون أبا نظرية النسبية والفيزيائي الذي استكشف وفسّر الجاذبية والضوء، لكن حتى العظيم ألبرت أينشتاين كان أحياناً يفتقر إلى الإيمان بنظرياته.
هذا الشك الذاتي دفعه إلى ارتكاب أخطاء جسيمة.
'أكبر خطأ'
وخلال عمله على نظريته النسبية العامة، أشارت حسابات أينشتاين إلى أن الجاذبية ستؤدي إما إلى انكماش الكون أو تمدده، على عكس الرأي السائد آنذاك بأن الكون ساكن.
لذا، في ورقته البحثية عام 1917 حول النسبية العامة، أضاف أينشتاين 'ثابتاً كونياً' إلى معادلاته لمواجهة تأثير الجاذبية بفعالية، مُؤيداً بذلك الاعتقاد السائد بأن الكون ساكن.
وبعد عقد من الزمان تقريباً، بدأ العلماء بجمع أدلة جديدة على أن الكون ليس ساكناً على الإطلاق. بل إنه في الواقع يتمدد.
وكتب الفيزيائي جورج جاموف لاحقاً في كتابه 'خط عالمي: سيرة ذاتية غير رسمية' أن أينشتاين أشار، بعد فوات الأوان، إلى أن 'إدخال مصطلح الثابت الكوني كان أكبر خطأ ارتكبه في حياته'.
Nasa/Esa/J Merten/D Coe
لكن هناك تطور آخر.
يمتلك العلماء الآن أدلة على أن تمدد الكون يتسارع بفضل 'طاقة مظلمة' غامضة.
ويعتقد البعض أن ثابت أينشتاين الكوني، الذي استُخدم في البداية لمقاومة الجاذبية في معادلاته، قد يُفسر هذه الطاقة بالفعل، وبالتالي ما كان هناك خطأ على الإطلاق.
كشف المجرات البعيدة
وتنبأت نظرية أينشتاين للنسبية العامة أيضاً بظاهرة أخرى، وهي أن مجال جاذبية جسم ضخم، مثل نجم، سيحني الضوء القادم من جسم بعيد خلفه، ليعمل كعدسة مكبرة عملاقة.
واعتقد أينشتاين أن هذا التأثير، المعروف باسم 'عدسة الجاذبية'، سيكون ضئيلاً جداً بحيث لا يُرى. ولم يكن ينوي حتى نشر حساباته، حتى أقنعه بذلك مهندس تشيكي يُدعى ر. و. ماندل.
وفي بحثه المنشور عام 1936 في مجلة 'ساينس'، كتب أينشتاين إلى المحرر: 'اسمحوا لي أيضاً أن أشكركم على تعاونكم في نشر هذا المنشور الصغير، الذي انتزعه مني السيد ماندل. إنه ذو قيمة ضئيلة، لكنه يُسعد المسكين'.
ولقد تبيّن أن قيمة ما ورد في هذا المنشور الصغير بالغة الأهمية لعلم الفلك.
فهي تسمح لوكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا' وتلسكوب هابل التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بالتقاط تفاصيل المجرات البعيدة جداً، كما يتم تكبيرها بواسطة مجموعات هائلة من المجرات الأقرب إلى الأرض.
Nasa/Esa
'الله لا يلعب بالنرد'
وساهمت أعمال أينشتاين، بما في ذلك بحثه المنشور عام 1905 الذي وصف فيه الضوء كموجات وجسيمات، في إرساء أسس فرع ناشئ من الفيزياء.
وتصف ميكانيكا الكم عالم الجسيمات دون الذرية الدقيقة الغريب والمخالف للبديهة.
على سبيل المثال، الجسم الكمي يمكن أن يكون في أكثر من حالة في نفس الوقت حتى يتم رصده وقياسه، وهي حالة تسمة 'تراكب' وعندها يتم تحديد قيمته.
وقد وضّح الفيزيائي إروين شرودنجر هذا الأمر على نحو بارز في مفارقته، حيث يُمكن اعتبار قطة داخل صندوق حية وميتة في آنٍ واحد حتى يفتح أحدهم الغطاء للتحقق.
Getty Images
ورفض أينشتاين قبول هذا الشك. وفي عام 1926، كتب إلى الفيزيائي ماكس بورن قائلاً: 'الله لا يلعب النرد'.
وقد استنتج في ورقته البحثية التي نشرها عام 1935 مع العالمين بوريس بودولسكي وناثان روزن، أنه إذا انفصل جسمان في حالة 'تراكب' بعد أن ارتبطا بطريقة ما، فإن الشخص الذي يرصد الجسم الأول ويعطيه قيمة سيحدد قيمة للجسم الثاني فوراً، دون أن يُرصد الجسم الثاني.
ورغم أن هذه التجربة الفكرية كانت تهدف إلى دحض نظرية التراكب الكمي، إلا أنها في الواقع مهدت الطريق بعد عقود لتطوير فكرة أساسية في ميكانيكا الكم تُسمى الآن التشابك. وتدّعي هذه الفكرة أنه يمكن ربط جسمين معاً كجسم واحد، حتى لو كانا متباعدين.
لذا، يبدو أن أينشتاين كان بارعاً في نظرياته، وساهم في تألقه حتى في الأمور التي أخطأ فيها أحياناً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريّة-أميركية غزَت الشمس…العالِمة شادية حبال تثير حسرة السوريين
سوريّة-أميركية غزَت الشمس…العالِمة شادية حبال تثير حسرة السوريين

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

سوريّة-أميركية غزَت الشمس…العالِمة شادية حبال تثير حسرة السوريين

في خطوة لاقت تفاعلاً واسعاً بين السوريين، احتفت صفحات السفارة الأميركية لدى سوريا في الشبكات الاجتماعية، بالعالمة السورية-الأميركية شادية رفاعي حبّال، المولودة في مدينة حمص العام 1945، وباتت تُعد من أبرز الأسماء العالمية في مجال فيزياء الشمس. وجاء في منشور السفارة، باللغتين العربية والإنكليزية، أن حبّال "مثال حي على كيف يمكن للسعي وراء المعرفة، واقتناص الفرص، وخدمة المجتمع، بما يشكل جوهر التميز الأميركي"، مذكراً بتاريخها الأكاديمي، إذ بدأت العالمة السورية بدأت مسيرتها في سوريا، ودرست الفيزياء والرياضيات في جامعة دمشق في ستينيات القرن الماضي (قبل حكم "البعث")، ثم تابعت دراساتها العليا في جامعة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية، لتنال فيها درجتي الماجستير والدكتوراه في الفيزياء. وسلطت السفارة الضوء على أبحاث حبال الرائدة في هالة الشمس والطقس الفضائي، مشيرة إلى أنها قادت بعثات علمية بدعم من وكالة "ناسا" و"مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية" (NSF)، وأسهمت اكتشافاتها في تعزيز الفهم العلمي للنشاط الشمسي، وساعدت في حماية التكنولوجيا الحديثة من تأثيرات العواصف الشمسية. وقالت السفارة إن "قيادتها واكتشافاتها ساهمت في تعزيز مكانة الولايات المتحدة العلمية عالمياً"، مشيدة بإسهاماتها في "تشكيل صورة التميز الأميركي القائم على الابتكار والانفتاح على العقول المهاجرة". تفاعل واسع وأثار منشور السفارة موجة تفاعل بين السوريين الذين عبّروا عن فخرهم بابنة حمص التي وصلت إلى موقع علمي متقدم عالمياً. وكتب أحد المدوّنين: "في خضم هذه الأخبار السوداء، تذكّرنا السفارة الأميركية بأن الظروف وحدها من تقهر الإنسان. شادية حبّال هي ما يمكن أن يكون عليه الإنسان السوري حين تتوافر له بيئة عادلة، آمنة ومحفزة". وانتشرت تعليقات تدعو السفارات السورية في الخارج إلى الاقتداء بهذه المبادرة، عبر تسليط الضوء على قصص النجاح السورية في المهجر، بدلًا من ترك هذه المبادرات حكراً على بعثات دول أخرى. وعلقت صفحات محلية : "كم من سوري في العالم اليوم يحقق إنجازات علمية وفنية وإنسانية، ولا نسمع عنه في الإعلام السوري الرسمي، بينما يتصدر هؤلاء نشرات وكالات الفضاء، وجوائز الأكاديميات الكبرى". وليست هذه المرة الأولى التي يُحتفى بشادية حبّال من قبل مؤسسات أميركية، إذ سبق لوزارة الخارجية الأميركية أن أشادت بإنجازاتها في نيسان/أبريل 2023، بمناسبة شهر تراث الأميركيين العرب. ونشرت آنذاك مقطعاً من مقابلة أجرتها معها شبكة "الجزيرة"، تحدثت فيه عن بداياتها، وتأثرها في سن مبكرة بقصة العالمة البولندية ماري كوري، التي قرأت عنها للمرة الأولى حين كانت في الثانية عشرة من عمرها، وشكلت لها حافزاً كبيرًا لدخول عالم العلوم. مسيرة استثنائية وقادت البروفيسورة حبّال، بين العامين 1995 و2010، عدداً من بعثات رصد الكسوف الكلي للشمس، وحققت من خلالها سلسلة من الاكتشافات العلمية المتقدمة، من بينها دراسات تفصيلية حول الرياح الشمسية والانبعاثات الكونية التي تؤثر في كوكب الأرض. ونتيجة تميزها، تقلدت حبّال جوائز مرموقة من وكالة "ناسا" و"مؤسسة الفكر العربي"، كما تشغل منذ سنوات منصب رئيسة هيئة التدريس في معهد علم الفلك بجامعة هاواي، وتُعد من الأسماء المرموقة في الأوساط الأكاديمية الغربية، حيث تُلقّب أحياناً بـ"أول امرأة عربية تغزو الشمس".

ناسا تعرض حلقة أينشتاين المكونة من ثلاث مجرات
ناسا تعرض حلقة أينشتاين المكونة من ثلاث مجرات

المردة

timeمنذ 3 ساعات

  • المردة

ناسا تعرض حلقة أينشتاين المكونة من ثلاث مجرات

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية 'ناسا' أن تلسكوب هابل الفضائي تمكن مؤخرا من التقاط صور لثلاث مجرات تشكل ظاهرة تعرف باسم حلقة أينشتاين. حلقة أينشتاين هي صورة لمصدر ضوء في الفضاء مُشوّهة إلى شكل حلقي بسبب انحناء الضوء حول جسم فائق الكتلة (مثل مجرة أو عنقود مجري) بتأثير عدسة الجاذبية. وتتكون هذه الحلقة عندما يقع مصدر الضوء، وجسم العدسة، والراصد (المراقب) على خط مستقيم واحد. في الصور التي التقطها التلسكوب الفضائي هابل، تقع المجرات المشار إليها على مسافات تبلغ 19.5 مليار سنة ضوئية، و5.5 مليار سنة ضوئية، و2.7 مليار سنة ضوئية من الأرض. ووفقا للباحثين، فإن أي تركيز للمادة – بغض النظر عن نوعها، حتى لو كانت مادة مظلمة – يمكنه أن يحرف الإشعاع الكهرومغناطيسي ويغير اتجاهه، مشابها لانكسار الضوء عبر العدسات البصرية. وفي بعض الأحيان، تُمكِّن هذه الظاهرة الفلكيين من رصد أجسام بعيدة جدا، كان من المستحيل رؤيتها دون مساعدة عدسات الجاذبية.

سوريّة-أميركية غزت الشمس…احتفاء بالعالِمة شادية حبال
سوريّة-أميركية غزت الشمس…احتفاء بالعالِمة شادية حبال

المدن

timeمنذ 8 ساعات

  • المدن

سوريّة-أميركية غزت الشمس…احتفاء بالعالِمة شادية حبال

في خطوة لاقت تفاعلاً واسعاً بين السوريين، احتفت صفحات السفارة الأميركية لدى سوريا في الشبكات الاجتماعية، بالعالمة السورية-الأميركية شادية رفاعي حبّال، المولودة في مدينة حمص العام 1945، وباتت تُعد من أبرز الأسماء العالمية في مجال فيزياء الشمس. وجاء في منشور السفارة، باللغتين العربية والإنكليزية، أن حبّال "مثال حي على كيف يمكن للسعي وراء المعرفة، واقتناص الفرص، وخدمة المجتمع، بما يشكل جوهر التميز الأميركي"، مذكراً بتاريخها الأكاديمي، إذ بدأت العالمة السورية بدأت مسيرتها في سوريا، ودرست الفيزياء والرياضيات في جامعة دمشق في ستينيات القرن الماضي (قبل حكم "البعث")، ثم تابعت دراساتها العليا في جامعة سينسيناتي بولاية أوهايو الأميركية، لتنال فيها درجتي الماجستير والدكتوراه في الفيزياء. وسلطت السفارة الضوء على أبحاث حبال الرائدة في هالة الشمس والطقس الفضائي، مشيرة إلى أنها قادت بعثات علمية بدعم من وكالة "ناسا" و"مؤسسة العلوم الوطنية الأميركية" (NSF)، وأسهمت اكتشافاتها في تعزيز الفهم العلمي للنشاط الشمسي، وساعدت في حماية التكنولوجيا الحديثة من تأثيرات العواصف الشمسية. وقالت السفارة إن "قيادتها واكتشافاتها ساهمت في تعزيز مكانة الولايات المتحدة العلمية عالمياً"، مشيدة بإسهاماتها في "تشكيل صورة التميز الأميركي القائم على الابتكار والانفتاح على العقول المهاجرة". تفاعل واسع وأثار منشور السفارة موجة تفاعل بين السوريين الذين عبّروا عن فخرهم بابنة حمص التي وصلت إلى موقع علمي متقدم عالمياً. وكتب أحد المدوّنين: "في خضم هذه الأخبار السوداء، تذكّرنا السفارة الأميركية بأن الظروف وحدها من تقهر الإنسان. شادية حبّال هي ما يمكن أن يكون عليه الإنسان السوري حين تتوافر له بيئة عادلة، آمنة ومحفزة". وانتشرت تعليقات تدعو السفارات السورية في الخارج إلى الاقتداء بهذه المبادرة، عبر تسليط الضوء على قصص النجاح السورية في المهجر، بدلًا من ترك هذه المبادرات حكراً على بعثات دول أخرى. وعلقت صفحات محلية : "كم من سوري في العالم اليوم يحقق إنجازات علمية وفنية وإنسانية، ولا نسمع عنه في الإعلام السوري الرسمي، بينما يتصدر هؤلاء نشرات وكالات الفضاء، وجوائز الأكاديميات الكبرى". وليست هذه المرة الأولى التي يُحتفى بشادية حبّال من قبل مؤسسات أميركية، إذ سبق لوزارة الخارجية الأميركية أن أشادت بإنجازاتها في نيسان/أبريل 2023، بمناسبة شهر تراث الأميركيين العرب. ونشرت آنذاك مقطعاً من مقابلة أجرتها معها شبكة "الجزيرة"، تحدثت فيه عن بداياتها، وتأثرها في سن مبكرة بقصة العالمة البولندية ماري كوري، التي قرأت عنها للمرة الأولى حين كانت في الثانية عشرة من عمرها، وشكلت لها حافزاً كبيرًا لدخول عالم العلوم. مسيرة استثنائية وقادت البروفيسورة حبّال، بين العامين 1995 و2010، عدداً من بعثات رصد الكسوف الكلي للشمس، وحققت من خلالها سلسلة من الاكتشافات العلمية المتقدمة، من بينها دراسات تفصيلية حول الرياح الشمسية والانبعاثات الكونية التي تؤثر في كوكب الأرض. ونتيجة تميزها، تقلدت حبّال جوائز مرموقة من وكالة "ناسا" و"مؤسسة الفكر العربي"، كما تشغل منذ سنوات منصب رئيسة هيئة التدريس في معهد علم الفلك بجامعة هاواي، وتُعد من الأسماء المرموقة في الأوساط الأكاديمية الغربية، حيث تُلقّب أحياناً بـ"أول امرأة عربية تغزو الشمس".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store