logo
اغتيال

اغتيال

الزمانمنذ 5 أيام
اغتيال – هدى جاسم
منذ ان ادركت ان العالم حولها ليس مجرد اغنيات واحلام وامنيات تتحقق، قررت ان تلحق بخطوات من حولها وتسابق الزمن كي تبني لها دارا يتوسطه وتد يصعب على الريح ان تقلعه .
وضعت اغاني صباحات فيروز وامنيات كانت تحلم بها على الرف القريب من وسادتها وامسكت باول خيوط الحلم وراحت تشبك خيوطه لتخيط ملابسها وتعلقها في دولاب سيتوسط غرفة ذات يوم في بيت صغير تنام في احد اركانه دون ان يطرق بابها محتل او مختل بثياب عابر سبيل ، ورغم انها كانت في اول الطريق لكن حلمها كان كبير وخطواتها تشبه خطوات مارد يحقق الاحلام بقوة الارادة .كانت تدرس وتعمل وحصلت اثناء عملها على شهادتها الجامعية ، قلبها كان يخفق لكل من يمر ويحتاج الى اي مساعدة تمد يدها لتساعد باخر ماتبقى من رغيف الخبز الذي تملكه ، الجميع كان يعتقد انها من الاغنياء وان الاموال التي تنفقها لابد انها من ارث عائلتها ، لكنها وحدها كانت تعرف انها تنفق اخر ماتملك من مرتبها على من يطلب بحب ودون ان تطلب ارجاعه منهم ومع الوقت كانت خزائن عطائها تكبر والتعويض اكبر من الله .مع الوقت مر بها عابر صورته كانت تشبه صورة وتد رسمته في احلامها ، وكعادتها منحت الامان لاحلامها القديمة وهي ترسم بيت وشاطئ وباب يوصد على الفرح ، كبرت احلامها ووضعت في بيتها الصغير كل امانيها ، علقت ملابسها المصنوعة من خيوط تشبه الذهب في دولابها وسط غرفة علوية لها شرفة كانت تحلم ان تجلس فيها وهي امرأة كبيرة في السن ،تطل من خلالها على العالم الخارجي لتروي لهم كيف انها صمدت لتصنع كل تلك الاحلام والشرفات .تلفتت حول نفسها لم تجد ملابسها المصنوعة من خيوط الذهب ولا شرفتها ولا الاسطوانة القديمة التي تحتفظ بصوت فيروز ، وعندماافاقت من احلامها وجدت ان الوتد مجرد شجرة موصولة بماض منخور من الديدان لا تستطيع ان تستند عليه فتقع على الارض ، عندها قررت ان تصنع وتدا من بلور شفاف ترى من خلاله بوضوع كل احلامها وهي تكبر وتجعل منه صلبا لاتكسره الريح وان اشتدت ، انه وتد تأريخها باولادها واحفادها وبعض من اغنياتها التي احبت ، وان لا تسمح لاحد ان يغتال انسانيتها .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك
كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك

الزمان

timeمنذ يوم واحد

  • الزمان

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك

كريم صدام .. بالأمس أثنينا عليك واليوم ندينك – أحمد كاظم نصيف بالغ من حيث يدري أو لا يدري الكابتن كريم صدام في ولائه لنادي الزوراء، وهو يتحدث لأحد البرامج الرياضية، هذه المبالغة جعلته في ورطة كبيرة أمام الجماهير التي هتفت له في يومٍ ما، بل أنه قال ذات يوم: «عندما كنت ألعب لنادي الرشيد وأسجل هدفاً لم أرَ تفاعل الجماهير، ولم أسمع هتافاتهم، ولم أفرح كوني سجلت هدفاً، عكس ما كان يحدث عندما لعبت للزوراء وأسجل في مرمى الفريق الخصم، عندها أسمع صيحات المشجعين وهتافاتهم، وأكون في غاية السرور وأشعر بسعادة لا توصف»؛ ليعود اليوم ويدين ممارسة يفترض به أولاً أن يباركها، لا يسخر منها، ويقول: «هل يعقل أن مشجعاً يصبح رئيساً لنادي الزوراء»؟ عليك أن تذكر (يا أبا غيث) فضل هذا المشجع في دعمه وتشجيعه وهتافه لك، بل سخَّر نفسه واقتطع من قوت عائلته كي يقطع تذاكر المباريات من أجل أن يهتف لك، والآن تقف ضده وهو وقف معك في أوقات كثيرة؟ لولا هذا المشجع لم تكن كريم صدام، وهل المشجع حسب رأيك لا يفقه شيئاً عن كرة القدم، وإذا كان كذلك فلماذا تفرح عندما يهتف باسمك؟ وهل لمباريات كرة القدم طعم بدون جمهور؟ وأنت تعلم قبل غيرك بأن راتبك وما حصلت عليه من أموال وجميع من يعمل في هذه الرياضة، هو ما يدفعه المشجع من جيبه الخاص، ولولاه لأعلنت كرة القدم وغيرها من الألعاب إفلاسها، وبالتالي ستبحث عن عمل يناسبك! ولا تنسى بأنك كنت مشجعاً وما زلت، وهل خلقك الله تعالى لاعباً منذ الولادة؟ بالأمس أثنيتُ على حضرتك في مقال (نشر في هذا المكان) بتاريخ 27/ 5/ 2025 عندما أدليت بتصريح ينم عن روح وطنية تتضامن مع شعبك وأهلك، وهذا حق لك وما علينا إلّا أن نمجده وأنت تستحق عليه الثناء، لاسيما وأنت اللاعب الذي كان سبباً في تأهل منتخبنا لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، أما اليوم فأنت لا تستحق منّا إلّا الادانة، ولا بد لنا من أن نكون منصفين معك ومع غيرك، أتمنى أن تبقى كريم صدام صاحب الشعبية الكبيرة الذي هتفت له الجماهير التي تستهين بها الآن، وأن تحفظ لها حقها، لأننا لا نتوقع أطلاقاً من نجم كبير أن يكون ناكراً للجميل، ويخسر رصيده من مشجعي نادي الزوراء، بل الاساءة طالت جميع مشجعي أندية كرة القدم في العراق والاستخفاف بهم، هؤلاء جميعاً سيرغبون عنك بالهجر الجميل.

مقامة الونين
مقامة الونين

موقع كتابات

timeمنذ 3 أيام

  • موقع كتابات

مقامة الونين

عندما نشر مظفر النواب قصيدته الشهيرة المغناة : (( حن وآنه أحن )) ماكانت هكذا , كانت بدايتها تقول : (( ون وآنه أون , نحبس الونة ونمتحن , مرخوص بس كت الدمع , شرط الدمع , يجوي الجفن , ون وآنه أون )) , ويبدو أنهم غيروها لضرورات التلحين أو لضمان لوعات المستمعين , وأنا اكاد أسمع ونين المندلاوي الجميل وهو يقول : (( امنية متواضعة : بعدنا نفيض اشواك , عمرنا بعز شبابه , الحب جمع كلبين , حلاة الحب عذابه , فمتى ؟؟؟؟؟؟؟؟ لكينا اليسعد الروح كتاب الحب كتابه , صبرت , صبرت , صبرت ,وعوض الله على اشكد ما صبرنا , ومن اجمل ما اتمناه ان يتحقق ان اغني :وداعا يا حزن ولا ترجع بعد !!!!!!!!)) , تلك ونة صاحبنا الثمانيني التي تعبر عن وجع العمر الضائع , يموسقها لنا على وقع المدمي , وحسرات طلعان الروح , في عمر تبدد . قد يمثل (( ونين المندلاوي )) صوتًا شخصيًا ومؤلمًا , ولكن لو حللنا مايقوله : (( عمرنا بعز شبابه , صبرت , صبرت , صبرت , وداعاً يا حزن )) , نجد هذه الكلمات تعبر عن مشاعر لجيل كامل من العراقيين الذين عاصروا الحروب والنزاعات , وبددت أحلامهم وآمالهم في ظل ظروف قاسية , هنا نتمكن من ربط هذا الونين الشخصي بالوجع الجمعي الذي يتجاوز الفرد ليشمل كل من عاش التجربة , ولربط الونّة بالحكمة والمصير نستذكر قصيدة (( البراق )) لأبي فراس الحمداني , فعلى الرغم من أن القصيدة تتحدث عن المجد , الا ان فيها شواهد مثل : (( وَقَد يَكونُ لِكُلِّ شَيءٍ وَنّ وَلَكِنَّ وَنّاً عَلى أُخرى يَشيرُ فَإِنّي رَأَيتُ الوَنّ مِنها هُنا وَعَلَى الوَجَهَينِ الأَسى وَالمَصيرُ )) , هذان البيتان يطرحان فكرة أن (( الونّة )) جزء من المصير, وأن لكل شيء نهاية مؤلمة )) . يعطي هذا النص عمقاً تاريخياً , ويُظهر أن (( الونّة )) هي تجربة إنسانية مشتركة , تتجاوز العصور والأجيال , وهذه قصيدة حرز للنواب : (( بيه أونين ماونه كبل مذبوح صبر اكبور , بومه اتموت , بومة تنوح , وحشه وظلمه يسحن ضلع فوك الروح , وأسري بليل أضم أجروح حدر أجروح واجزي أمضايف الطيبين شيمه وهيل وافناجين ,كل دله ابسماهه اهلال تشرك بالمضيف اسنين , وأنته اهناك بالدخان تعلك لهبه ارياحين , كريه وزبونك طيف طرز نومة الغافين, سيلن ياغتر واسكن فججنه اطيور وبساتين اذكرك ياحرز والروح بيهه اونين يصك اونين )) , ذلكم هو الوجع الشامل , الذي يعبر عنه المندلاوي , حيث ثمة تداخلٌ واضحٌ بين الهم العاطفي وبين الحس الوطني الأصيل , وكثيراً ما تغنى االشعراء بالأفكار الإنسانيَّة المنيرة , وبالعمر المفقود , وبالأبطال الذين قدموا أنفسهم قرباناً على طريق الحرية والعدالة والحق والمساواة . قد يُخفف الفن من قسوة الوجع ليصبح أكثر جماهيرية وتأثيراً , وهكذا من ونّة النواب إلى ونّة الثمانيني , حكاية وجع لا تنتهي , وعندما يصبح الونين لغة , نطالع الوجع العراقي بين الشعر والحياة , فنستنتج ان (( الونّة )) ما زالت حاضرة في الوعي العراقي , وأنها أصبحت جزءا من الهوية الثقافية , فليس الونين مجرد صوت , بل هو لغة بحد ذاتها , تعبر عن ما لا يمكن قوله بالكلمات , والونّة لا زالت مستمرة , وكذلك الأمل يبدو مفقودا , فكيف سنجيب عن السؤال الذي طرح ضمنيًا : هل يمكن أن تأتي نهاية للونين ؟ وماذا يعني أن يغني أحدهم (( وداعاً يا حزن)) ؟ ليس أمامنا ألا التطلع للمستقبل , مع أضفاء لمسة من التفاؤل الحذر.

مشاركة واتساب مكتوبة من أبي جهاد حول زيارة الأربعين
مشاركة واتساب مكتوبة من أبي جهاد حول زيارة الأربعين

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 3 أيام

  • اذاعة طهران العربية

مشاركة واتساب مكتوبة من أبي جهاد حول زيارة الأربعين

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته زيارة الأربعين ملحمةٌ من الضوء البشري الغزير تفند عتمة الفلسفات والأدلجات الواهية التي لاتريد أن تعترف بخوائها أمام الإيمان والولاء المطلقين، ملحمة لاغتسال الأرواح بالخطى المتجهة صوب الجمال المحض وهو يرتكز على شعائر من يقين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store