
الرقابة النووية: لا يوجد تلوث إشعاعي في أجواء الخليج
أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، أنه لا يوجد تلوث بيئي في محيط محطتي "نطنز" و"أصفهان" لتخصيب اليورانيوم، بناءً على ما تلقاه مركز عمليات الطوارئ النووية بهيئة الرقابة النووية -في إطار اتفاقية التبليغ المبكر عن حادث نووي- من إحاطة من مركز الأحداث الطارئة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عما ورده من الهيئة الرقابية النووية الإيرانية.
وأكدت الهيئة عبر حسابها على "أكس" أن القدرات الوطنية الاستباقية في المملكة العربية السعودية لتوقع التداعيات الإشعاعية تشمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولا يرى أن الموقف يتطلب تفعيل خطط الاستجابة للطوارئ النووية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 3 ساعات
- الشرق السعودية
بعضها قادر على حمل رؤوس نووية.. تعرّف على ترسانة إيران الصاروخية
أثارت الضربات غير المسبوقة التي شّنتها إسرائيل على إيران، فجر الجمعة، واستهدفت خلالها منشآت نووية وقادة كبار في الجيش وعلماء، والرد الإيراني على الهجوم، تساؤلات بشأن ترسانة الصواريخ الإيرانية وقدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية وإحداث أضرار في عمق أراضيها. وتمتلك طهران صواريخ فرط صوتية تُعرف باسم "فتاح-1" و"فتاح-2"، التي يصل مداها إلى 1500 كيلو متر، كما تمتلك صاروخ "قدر" وصاروخ "خيبر". وأفاد تقرير لموقع Missile Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، بأن إيران تمتلك الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ "كروز"، موضحاً أن بعض هذه الصواريخ قادرة على ضرب مناطق بعيدة مثل إسرائيل، وجنوب شرق أوروبا. واستثمرت إيران بشكل كبير لتحسين دقة هذه الأسلحة وقدرتها على التدمير، ما جعل قوتها الصاروخية تشكل تهديداً حقيقياً للقوات العسكرية الأميركية والمتحالفة معها في المنطقة. واستعرض الموقع أبرز الصواريخ في الترسانة الإيرانية، والتي يمكن لبعضها ضرب إسرائيل مباشرة، والقواعد الأميركية في المنطقة. "فتاح-1" على الرغم من أن إيران أعلنت تصنيع هذا الصاروخ قبل عامين، إلا أنه عاد إلى الواجهة مجدداً بعد أن ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن الحرس الثوري، استخدمه لأول مرة في هجوم على إسرائيل في أكتوبر 2024. وأفاد موقع Army Technology، بأن صاروخ "فتاح-1"، يعد أول صاروخ باليستي فرط صوتي إيراني، وتتراوح سرعته بين 13 إلى 15 ضعف سرعة الصوت، بينما يصل مداه إلى 1400 كيلومتر. وتعتقد إيران، أن الصاروخ الذي طورته محلياً، قادر على اختراق أي منظومة دفاعية في العالم، بما في ذلك "القبة الحديدية" في إسرائيل. ودخل هذا الصاروخ، الذي يعمل بالوقود الصلب، الخدمة في الحرس الثوري الإيراني في يونيو 2023، ويستطيع تعديل مستوى حركته في الفضاء، وأداء حركة جانبية إلى اليسار واليمين وإلى أعلى وأسفل، وكذلك الدوران أو الاندماج داخل الغلاف الجوي العلوي. "فتاح-2" استخدمت إيران صاروخها الفرط صوتي الثاني، "فتاح-2" في ردها على إسرائيل في أكتوبر 2024، وقالت وكالة "مهر" الإيرانية، إن الحرس الثوري استخدمه لتدمير منظومتي Arrow 2، و Arrow 3 الإسرائيلية للدفاع الصاروخي. وعلى الرغم من أن المعلومات الإيرانية بشأن نجاح الصاروخ في تدمير منظومة Arrow الإسرائيلية لم يتم التأكد منها بعد، إلا أن مشاركة الصاروخ في الهجوم يستلزم تسليط الضوء على قدراته ومواصفاته بشكل مفصل. وأعلنت إيران عن هذا الصاروخ لأول مرة خلال زيارة المرشد علي خامنئي، منشأة تابعة للحرس الثوري في نوفمبر 2023، وهو صاروخ يعمل بالوقود السائل، ويصل مداه إلى 1500 كيلومتر، وفق موقع "Army Recognition" المتخصص في الشؤون العسكرية. ويستطيع الصاروخ حمل رأس حربي يزن 450 كيلوجراماً، ويتمتع بقدرة فائقة على المناورة وتجاوز الدفاعات الصاروخية المعادية. ويصل قُطر الصاروخ إلى نحو متر فقط، بينما طوله قرابة 15.3 متر، أما وزنه عند الإطلاق فيصل إلى نحو 12 طناً. ويستخدم الصاروخ نظام الملاحة بالقصور الذاتي INU، ونظام ملاحة عالمي عبر الأقمار الصناعية GNSS، ما يمنحه القدرة على الحفاظ على مساره بدقة عالية. "قدر-1" يعد صاروخ "قدر-1" نسخة مطورة من صاروخ "شهاب-3" الأصلي، ويتمتع بمدى يصل إلى 1950 كيلومتراً، بحسب موقع Missile Threat. ويصل طول الصاروخ 16.6 متر، وقطره 1.25 متر، وبإمكانه حمل رأس حربي زنة 800 كيلوجرام، بينما يبلغ إجمالي وزنه عند الإطلاق 19 ألف كيلوجرام. ويعتبر صاروخ "قدر-1" صاروخاً باليستياً متوسط المدى، وكشفت إيران عنه لأول مرة عام 2007. صاروخ "عماد" أعلنت إيران نجاحها في اختبار الصاروخ "عماد" في أكتوبر 2015، وقال وزير الدفاع الإيراني آنذاك، حسين دهقان، إنه أول صاروخ إيراني يمكن التحكم فيه، وتوجيهه حتى يصيب هدفه. وبينما تقول إيران إن الصاروخ "عماد" لا يمكنه حمل رؤوس نووية، إلا أن الولايات المتحدة ترى أنه قادر على حمل رؤوس نووية، معتبرةً تطويره انتهاكاً مباشراً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1929. ويحظر القرار على إيران المشاركة في أي نشاط تجاري يُضطلع به في دولة أخرى، وينطوي على استخراج اليورانيوم، أو إنتاج أو استخدام المواد والتكنولوجيا النووية المُدرجة في قائمة مراقبة الصادرات التي أقرتها الأمم المتحدة، خصوصاً أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة وجميع أنشطة أو تكنولوجيا الماء الثقيل المتعلقة بالقذائف القادرة على إيصال الأسلحة النووية. كما يُحظر على جميع الدول توريد الأسلحة التقليدية الثقيلة من قبيل الدبابات القتالية، أو مركبات القتال المدرعة، أو منظومات المدفعية من العيار الثقيل، أو الطائرات المقاتلة، أو الطائرات العمودية الهجومية، أو السفن الحربية، أو القذائف أو منظومات القذائف. ويبلغ مدى الصاروخ "عماد" 1700 كيلومتر، ويستطيع حمل رأس حربي زنة 750 كيلوجراماً، أما قُطره فيبلغ 1.38 متر، وطوله 16.5 متر. "شهاب-3" يعد "شهاب-3" صاروخاً باليستياً متوسط المدى يعمل بالوقود السائل، كما يعتبر أول صاروخ باليستي متوسط المدى قادر على الوصول إلى إسرائيل تنجح إيران في تطويره. ويصل مدى الصاروخ الذي دخل الخدمة عام 2003 إلى نحو 1300 كيلومتر، ويبلغ طوله 16.58متر، وقطره 1.38 متر، أما وزنه عند الإطلاق فيبلغ 17 ألفاً و410 كيلوجرامات. ويستطيع الصاروخ حمل رأس نووي أو تقليدي، وبدأت طهران عمليات تطويره في تسعينيات القرن الماضي، بعد شراء صاروخ No-Dong1 من كوريا الشمالية. وعمدت إيران خلال السنوات الماضية، إلى تطوير نسخ أخرى من صاروخ "شهاب-3"، أطلقت عليها أسماء مختلفة. ويستخدم صاروخ "شهاب-3" محركاً مشابهاً لمحرك صواريخ "سكود"، لكنه أكبر حجماً، ويعمل بالوقود السائل أحادي المرحلة. "سجيل" يعتبر "سجيل" صاروخاً باليستياً متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، جرى تصميمه وتصنيعه محلياً في إيران. ويُرجح أن تطوير صاروخ "سجيل" بدأ في أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكنه جاء مباشرة بعد أعمال تطوير صواريخ إيرانية سابقة أبرزها صاروخ "زلزال" الباليستي قصير المدى. ويرجع استخدام الوقود الصلب، إلى التقدم في تكنولوجيا الوقود الذي سبق إحرازه بالتزامن مع برنامج "زلزال" خلال التسعينيات، والذي يُعتقد أن الصين ساعدت في تطويره. وعلى الرغم من أن الصاروخ له حجم ووزن ومدى مماثل لصاروخ "شهاب 3"، إلا أن استخدامه للوقود الصلب يعد تحسناً كبيراً، إذ يتيح وقت إطلاق أسرع، ما يجعل الصاروخ أقل عرضة للخطر أثناء الانطلاق. ومن ناحية أخرى، تتمتع الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب بخصائص أداء معينة تجعل من الصعب توجيهها والتحكم فيها، ولا يعرف حتى الآن الطريقة التي تغلب بها المهندسون الإيرانيون على هذه العقبات، لكن يرجح أنهم عدلوا أنظمة التوجيه، أو تلقوا مساعدة أجنبية كبيرة. ويبلغ طول صاروخ "سجيل" 18 متراً، وقطره 1.25 متر، ويصل وزنه عند الإطلاق إلى 23 ألفاً و600 كيلوجرام. ويمكنه إيصال حمولة تبلغ نحو 700 كيلوجرام إلى مدى يصل إلى 2000 كيلومتر. ويفترض أن يكون لديه القدرة على حمل رؤوس حربية شديدة الانفجار. "سومار" يعتبر "سومار" طرازاً من طرازات صاروخ كروز، يُطلق من الأرض، وجرى الإعلان عنه رسمياً في 8 مارس 2015، فيما يعتقد أنه استمرار لصاروخ "مشكاة" الذي أعلنت عنه إيران في سبتمبر 2012. ويعود أصل "سومار" للصاروخ الروسي Kh-55 ذو القدرة النووية. وفي عام 2005، اعترفت أوكرانيا بأن 12 صاروخاً من طراز Kh-55، دون رؤوس حربية نووية، جرى بيعها بشكل غير قانوني إلى إيران عام 2001 عبر السوق السوداء. وجرى تجهيز صاروخ "سومار" بمعزز صاروخي صلب، وبالتالي ينطلق من الأرض، وقالت إيران إن صاروخها الجديد يصل مداه إلى 3 آلاف كيلومتر. وللوصول إلى هذه المسافة، يحتاج "سومار" إلى خزانات وقود مطابقة، والتي لم تكن متوفرة عند الكشف عنه عام 2015. وتشير التقديرات، إلى أن صاروخ "سومار" يصل مداه إلى 2500 كيلومتر. وفي فبراير 2019، أطلقت إيران لأول مرة صاروخ كروز "الحويزة"، والذي من المحتمل أن يكون تطوراً لصاروخ "سومار". وذكر وزير الدفاع الإيراني آنذاك، أمير حاتمي، خلال حفل إزاحة الستار عن الصاروخ، أن مدى الصاروخ يزيد عن 1350 كيلومتراً، وهو أقل بكثير عن المدى الأصلي المعلن عنه لصاروخ "سومار" وهو 2500 كيلومتر. وكشفت إيران أيضاً عما يبدو أنه نسخة بحرية من "سومار" أو "الحويزة" في أغسطس 2020 على التلفزيون الحكومي، حين عرضت صاروخ "أبو مهدي"، المسمى على زعيم الحشد الشعبي السابق في العراق أبو مهدي المهندس، الذي قُتل خلال غارة أميركية مع قائد "فيلق القدس" السابق في الحرس الثوري قاسم سليماني. وقالت مصادر إيرانية، إن مدى صاروخ "أبو مهدي" يبلغ حوالي 1000 كيلومتر، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف سيدير تحديثات التوجيه في منتصف المسار أو لماذا يكون للصاروخ مدى أقصر بكثير من صاروخ "الحويزة" المشابه له نظرياً. وتدعي إيران، أن الصاروخ الجديد يضم محركاً نفاثاً، لكنها تنفي أن يكون نسخة طبق الأصل من صاروخ "الحويزة". "خيبر" في أوائل عام 2024، أظهرت إيران المدى الذي يصل إليه جيلها الجديد من الصواريخ، عندما هاجمت أهدافاً لتنظيم "داعش" في شمال غربي سوريا، إذ قطعت صواريخ "خيبر" نحو 1200 كيلومتر من طهران إلى العاصمة السورية دمشق. و"خيبر" عبارة عن صاروخ مدفعي غير موجه جرى تطويره وتصنيعه في سوريا، ويطلق من راجمة الصواريخ الصينية WS-1، وأطلقت هذه التسمية على الصاروخ نسبة إلى غزوة "خيبر". ويبلغ مدى الصاروخ نحو 100 كيلومتر، ويمكن أن تصل حمولته إلى 150 كيلوجراماً، وعادة ما يكون مزوداً برؤوس حربية كبيرة مضادة للأفراد، ويبلغ طوله 6.3 متر، ووزنه عند الإطلاق نحو 750 كيلوجراماً.


الرياض
منذ 9 ساعات
- الرياض
نجاح موسم الحج 2025 منظومة متكاملة يقودها الذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن
شهد موسم الحج لعام 2025 (1446هـ) نجاحًا استثنائيًا عكس حجم الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل تسهيل أداء المناسك وتوفير أعلى مستويات الراحة والسلامة لضيوف الرحمن. وقد جاء هذا النجاح ليؤكد أن تجربة الحج أصبحت نموذجًا عالميًا يُحتذى به في التخطيط والتنظيم وإدارة الحشود، بفضل توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. الذكاء الاصطناعي في قلب المنظومة من أبرز ما ميّز حج 2025 هو التوسع الكبير في استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة الحج، إذ لعب دورًا محوريًا في عدة جوانب، أهمها استعانت الجهات المنظمة بخوارزميات تحليل الحركة للتنبؤ بالتكدسات وإعادة توجيه الحشود بشكل فوري وآمن. كاميرات المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي رصدت الكثافة في المواقع الحيوية مثل الجمرات والطواف، ما مكّن من اتخاذ قرارات فورية لضمان الانسيابية. أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيقات مدعومة بالمساعد الذكي بلغات متعددة، لتقديم الإرشادات الفورية والإجابات على الأسئلة الشرعية والتنظيمية، مما سهل تجربة الحجاج، خصوصًا كبار السن والناطقين بلغات غير العربية. أسهم الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر الصحية المحتملة من خلال تحليل البيانات الحيوية للحجاج، وتوجيه فرق الطوارئ قبل حدوث أزمات. كما ساعدت الروبوتات الطبية والعيادات الذكية في تقديم الرعاية الفورية وتقليل الازدحام في المستشفيات. استخدمت منظومة النقل أنظمة تحليل المسارات الذكية لتوزيع حركة الحافلات والقطارات، وتحديد أوقات الذروة والتوجيه الفوري، مما قلل من وقت الانتظار ورفع كفاءة التشغيل. تكامل بشري وتقني ورغم اعتماد المملكة على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، فإنها لم تُغفل البُعد الإنساني؛ فقد شارك آلاف المتطوعين والمتطوعات في خدمة الحجاج، جنبًا إلى جنب مع الأنظمة الذكية، ليجسدوا أروع صور التلاحم بين الإنسان والتقنية في خدمة أعظم شعيرة إسلامية. نجاح يعكس رؤية طموحة يعكس نجاح موسم الحج 2025 مدى التقدم الذي حققته المملكة في إطار رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تمكين القطاعات الحيوية عبر التحول الرقمي وتحقيق استدامة الخدمات الحكومية. كما يُعد هذا النجاح رسالة للعالم بأن المملكة قادرة على الجمع بين أصالة القيم الإسلامية وحداثة الابتكار في آنٍ واحد. لم يكن نجاح موسم الحج هذا العام محض مصادفة، بل هو نتيجة تخطيط استراتيجي، وتكامل بين الإنسان والتقنية، واستثمار واعٍ في الذكاء الاصطناعي لخدمة ملايين الحجاج. وبذلك، تواصل المملكة دورها الريادي في قيادة تجربة الحج إلى آفاق جديدة من الكفاءة والتميز ختامًا، نتقدم بخالص الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة على ما بذلته من جهود جبارة في نجاح موسم الحج، سائلين الله أن يجزيهم خير الجزاء، ويبارك في مساعيهم لخدمة الإسلام والمسلمين.


مجلة هي
منذ 10 ساعات
- مجلة هي
مدونة أصوات.. مشروع سعودي فريد يحول اللهجات إلى كنز رقمي خالد
في عصرٍ باتت فيه اللغة مادة خام لصناعة المستقبل، تخرج إلينا "مدونة أصوات" كمشروع سعودي طموح لا يكتفي فقط بالحفاظ على الهوية، بل يُعيد تقديمها من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية هذا المشروع ليكون أول مدونة صوتية لغوية تمثّل المجتمع السعودي بصوته الحقيقي، ولهجاته المتنوعة، وتوثّق اللغة كما تُنطق على الأرض، لا كما تُكتب فقط على الورق. ما هي مدونة أصوات؟ مدونة أصوات ليست مجرد مكتبة تسجيلات للهجات، بل مشروع علمي متكامل يُبنى بمنهجيات دقيقة، ويهدف إلى تفريغ اللغة المنطوقة كتابيًا، مع تحليلها صرفيًا ونحويًا ودلاليًا. تسعى هذه المدونة إلى تمثيل مختلف أطياف المجتمع السعودي، من الأطفال إلى كبار السن، رجالًا ونساءً، من خلال تسجيلات تُستقى من الحياة اليومية، مثل وصف الأطعمة، الحديث عن العادات والتقاليد، أو حتى سرد القصص. ومن خلال هذه المقاطع الحية، تُبنى قاعدة بيانات غنية وموثوقة تُسهم في تقديم صورة دقيقة عن اللغة المحكية في المملكة. مدونة أصوات هي خريطة لغوية تنبض بالحياة في ربوع المملكة خريطة لغوية تنبض بالحياة تتوزع عملية جمع البيانات الصوتية على أكثر من 40 نقطة جغرافية في أنحاء المملكة، في مشروع ضخم يشبه رسم خريطة صوتية حقيقية للمجتمع السعودي. كل نقطة تمثل لهجة، وكل لهجة تمثل ذاكرة، وكل تسجيل يحمل نكهة المكان وروح المتحدث. بهذا التنوع، تتيح المدونة فرصة لا مثيل لها لفهم التباين اللغوي داخل المملكة، وتوثيق اللهجات قبل أن تذوب في موجات العولمة. هنا يتحول الصوت من مجرد أداة تواصل إلى وقود لتقنيات المستقبل. "مدونة أصوات" لا تكتفي بالتوثيق، بل تسعى إلى خدمة مطوري الذكاء الاصطناعي والباحثين في اللغويات الحاسوبية، من خلال تقديم بيانات دقيقة قابلة للقراءة الآلية. هذه البيانات يمكن استخدامها في تطوير تقنيات مثل الإملاء الصوتي، والتعرف على اللهجات، وبناء المعاجم الإلكترونية، وتحليل الفروقات بين الفئات العمرية والمناطق المختلفة، وهو ما يمثل قفزة حقيقية نحو ذكاء اصطناعي يفهم ويتكلم "سعودي" هذا المشروع يستهدف الباحثين والمهتمين باللغة واللهجات، من الأكاديميين وصناع المعاجم، إلى المختصين بالتخطيط والسياسات اللغوية، وصولًا إلى المهندسين والمبرمجين الذين يعملون على تطوير أدوات ذكية تتعامل مع اللغة. فبفضل المعايير العالمية التي تتبعها المدونة مثل (CODA) و(TEI)، بات بالإمكان بناء أدوات دقيقة ومفيدة تنقل اللهجات من البيئات الشفهية إلى منصات التقنية والبحث. مدونة أصوات.. مشروع سعودي فريد يحول اللهجات إلى كتز رقمي خالد الرؤية أعمق من مجرد تسجيل في العمق، تتماشى مدونة أصوات مع رؤية السعودية 2030، وخصوصًا ضمن أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية. فهي لا تهدف فقط إلى حفظ اللهجات، بل إلى توظيفها كأداة تعليمية، بحثية، وتقنية في آن واحد. إنها خطوة نحو تعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا، وتوسيع استخدامها في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحقيق توازن بين المحافظة على الأصالة والانطلاق نحو المستقبل. منصة "فلك": البوابة إلى هذا الكنز كل هذه الجهود تُرفع إلى منصة "فلك" للمدونات اللغوية، وهي بوابة مفتوحة للباحثين والمهتمين يمكن من خلالها الوصول إلى المادة الصوتية، دراستها، تحليلها، أو حتى المساهمة بإضافات جديدة. وكأن المنصة تقول: "صوتك له مكان هنا… وله قيمة علمية عظيمة". حين يتحوّل الصوت إلى هوية رقمية "مدونة أصوات" ليست مشروعًا عابرًا، بل وثيقة حيّة تنبض بتفاصيل الحياة اليومية، وتحفظ اللهجات من الضياع، وتمنح الباحثين والمطوّرين نافذة لفهم المجتمع السعودي بعمق لم يكن ممكنًا من قبل. هي مشروع لغوي، ثقافي، تقني، وإنساني في آن واحد، يهمس لنا أن الصوت، إذا ما اعتُني به، يمكن أن يكون أكثر من مجرد كلام… يمكن أن يكون علمًا، وذاكرة، ومستقبلًا. مدونة أصوات.. مشروع سعودي ملهم للحفاظ على الهوية السعودية الأصيلة