logo
انحدار الإبداع في السينما الحديثة: بين التكرار وفقدان العمق

انحدار الإبداع في السينما الحديثة: بين التكرار وفقدان العمق

القدس العربي منذ 2 أيام

انحدار الإبداع في الأعمال السينمائية
لا يلاحظ المرء النسبة الكبيرة من الأفلام الجديدة التي هي في الحقيقة إعادة لأفلام سابقة، فلدينا مثلا سلسلة أفلام «روكي» التي تكونت من تسعة أجزاء، مع العلم أن فيلم «روكي» Rocky الأول الذي عرض عام 1976 كان في الأصل مقتبسا من فيلم شهير للممثل بول نيومان بعنوان «أحدهم في الأعلى يحبني» Somebody Up There Likes Me وعرض عام 1956.
وهناك سلسلة أفلام «مهمة مستحيلة» Mission Impossible التي تكونت من ثمانية أجزاء كان آخرها فيلم يعرض هذا العام. ولكن الأمر أحيانا أقل وضوحا من ذلك، فبعد نجاح سلسلة أفلام «صائدي الأشباح» Ghost Busters قررت شركات السينما تغيير بعض التفاصيل البسيطة لإنتاج السلسلة مرة أخرى، ولكن تحت إسم آخر. وكانت النتيجة سلسلة أفلام «رجال في ملابس سوداء» Men In Black ثم عرضت أجزاء جديدة لسلسلة الأفلام الأصلية في الوقت نفسه.
وهناك طرق أخرى للإعادة مثل اقتباس فكرة أفلام شهيرة سابقة وعرضها بأسماء جديدة، والاقتباس من مجلات الأطفال، ولذلك ظهرت أفلام الأبطال الخارقين بأجزائها العديدة، وأسمائها المختلفة، على الرغم من التشابه الهائل في قصصها. ومن طرق الاقتباس كذلك تلك التي بدأت مع صناعة السينما منذ نشوئها، وهي إعادة تشكيل فكرة فيلم شهير وقديم في إطار الحياة الحالية مثل فيلم «اثنا عشر رجلا غاضبا» Twelve Angry Men الذي اقتبست فكرته في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
ما أن ينجح الفيلم حتى تبدأ الأجزاء المتلاحقة، التي لا تعرض أي جديد، بل إن المشاهدين يعرفون مقدما ماذا سيشاهدون. ويدل هذا الاتجاه بوضوح على انعدام الإبداع لدى المسؤولين عن صناعة السينما، أو أن هناك ما يمنعهم عن الاستعانة بما هو جديد في الإبداع. ولكن ما هي الأسباب التي جعلت صناعة السينما في هذا الموقف السيئ، لاسيما أن عدد المشاهدين في تناقص في مختلف أنحاء العالم. ومهما كانت جنسية الفيلم، حيث يشعر المشاهدون بالاستياء والملل في هذه الأفلام المكررة، والأجزاء المتتالية، سواء أكان الفيلم فكاهيا، أم خياليا، أم رومانسيا، أم أي نوع آخر.
يفسر أغلب النقاد السبب، وهو خوف شركات الإنتاج السينمائي من المخاطرة التي قد تؤدي إلى فشل الفيلم، فمعدل تكلفة صناعة الفيلم ذي الممثلين المشهورين حوالي خمسة وستين مليون دولار، وإذا أضفنا تكاليف التوزيع والدعاية فترتفع التكلفة إلى مئة مليون دولار. ولذلك تمثل الأجزاء المتتالية لفيلم شهير نجاحا مضمونا، حتى إذا كان ذلك يعني حصر التركيز على قطاعات معينة من المشاهدين، حيث إن معرفة المشاهدين بالموضوع تجعل الفيلم جذابا لهواة هذا النوع فحسب، ومع ذلك فإن النجاح الكبير للفيلم غير مضمون، ففيلم «بياض الثلج» Snow White الذي عرض هذا العام لم ينل نجاحا كبيرا، على الرغم من أن كلفته تجاوزت 250 مليون دولار، والنجاح الهائل للفيلم الأصلي الذي عرض عام 1937. وكذلك تكرار إنتاج فيلم «الاستيلاء على قطار بيلهام واحد اثنين ثلاثة» Taking On Pelham One Two Three الذي عرض بنجاح كبير عام 1974، حيث لم يكن النجاح حليف النسخ الجديدة، على الرغم من ظهور ممثلين شهيرين فيها، ولكن السبب في هذه الحالة ربما كان معروفا، فكلا الفيلمين من العلامات الفارقة في السينما الأمريكية، كما أنهما مثلا مرحلتين تاريخيتين من التاريخ الاجتماعي، ما أضاف سببا آخر للجمهور لمشاهدتهما، حيث يرى المشاهد فترة من تاريخ العالم بكل ظروفه. وبالتالي، فإن إضافة بعض الأفكار الحديثة للفيلم تفقده نكهته وتجعله غريبا عن الواقع. ولهذا السبب، فإن إعادة إنتاج فيلم «ذهب مع الريح» Gone With The Wind الذي عرض عام 1939 مستحيلة من الناحية العملية، حيث يمثل الفيلم السينما العالمية في أفضل فترة لها على الإطلاق كما أن أداء فيفيان لي، لدور «سكارلت» قد ترسخ في ذهن المشاهد ومن المستحيل لأي ممثلة أخرى أن تحل محلها، وهناك أسباب أخرى لانعدام الإبداع في السينما الحديثة.
انعدام المنافسة
قد يظن المرء أن ما يمنع تدهور مستوى الإبداع في الأعمال السينمائية، المنافسة الشديدة بين شركات الأفلام السينمائية العديدة. ولكن الحقيقة للأسف محزنة، فإذا أخذنا الولايات المتحدة الأمريكية كمثال، لأنها الدولة الأكثر شهرة وتأثيرا في صناعة السينما، فسنجد أن عدد الشركات أقل بكثير مما يظنه المشاهدون، فمثلا قد تبدو شركات «بكسار» و»دريموركس» و»تَشستون» و»مارفل» و»لوكاسفيلم» كشركات متنافسة، ولكنها في الحقيقة شركة واحدة من الناحية العملية، حيث تمتلكها جميعا شركة «وولت ديزني»، ولذلك فإن أكثر من ثمانين في المئة من أرباح الأفلام في الولايات المتحدة تذهب إلى خمس شركات فقط.
التأثير السياسي
تتعرض شركات السينما في مختلف أنحاء العالم إلى تأثير الحكومات المحلية والأجنبية بأشكال مختلفة، فقد تقرر حكومة ما حذف مشاهد من فيلم ما. وقد تعترض حكومة ما، على طريقة عرض الفيلم لمؤسساتها، أو شخصيات كبيرة فيها، أو الظواهر الاجتماعية والاقتصادية فيها. وتزداد قوة تلك الحكومة في حالة اشتراكها بطريقة ما في عملية التمويل، أو الإخراج وحتى التأليف. وللحكومات أحيانا قنوات مخفية، أو غير مباشرة للتأثير على قصص الأفلام.
دور الذكاء الاصطناعي في التأليف
الغريب في الأمر أن التطور السريع في تقنية الذكاء الاصطناعي ساهم في الحد من الإبداع في صناعة السينما لعدة أسباب. وأولها استخدامه في كتابة قصة الفيلم، فالذكاء الاصطناعي لا يبتكر، بل يعتمد في تحليله على تجارب سينمائية سابقة، ما يجعل اقتراحاته مشابهة لأعمال سابقة وبالتالي عديمة الإبداع ومملة، وتفتقر إلى العمق والفكرة الجديدة والمفاجأة، التي يتميز بها إنتاج المؤلف البشري. ويضاف إلى ذلك أن الذكاء الاصطناعي يعيد جوانب التحيز الذي كان موجودا في الأعمال السينمائية السابقة. وقد جرت دراسة بسيطة على 293 مراهقا حيث طلب من كل منهم كتابة قصة وسمح لثلثيهم باستعمال الذكاء الاصطناعي. وكانت النتيجة أن الطلاب الذين استعانوا بالذكاء الاصطناعي أنهوا كتابة قصصهم أسرع، ولكن الآخرين الذين لم يستعملونه نجحوا في كتابة القصص الأجمل والأكثر تأثيرا وعمقا، أي القصص الأكثر إبداعا.
دور الذكاء الاصطناعي في الإخراج
ما يزيد الطين بلة أن استعمال الذكاء الاصطناعي في الإخراج جعل عملية الإخراج أبسط، لاسيما أفلام الخيال العلمي، إن صحت هذه التسمية، والخيالية. وقد يسهل هذا عمل الممثلين والمخرجين، ولكنه يشجع شركات صناعة الأفلام السينمائية على إنتاج أفلام تمتاز بسطحيتها التي تصل إلى درجة العقلية الطفولية في الكثير من الأحيان، حتى إن بعض المشاهد تبدو وكأنها من لعبة فيديو، إذ لا يستطيع التعبير عن المشاعر الإنسانية بشكل كاف ومسايرة آخر التغييرات في الثقافة والمجتمع. ويضاف إلى ذلك تشابه هذه الأفلام الواضح، أي افتقادها التنوع. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأفلام تتمتع بميزة كثرتها في الإنتاج وتصاحبها أفضل دعاية، ما يسبب تشبعا في سوق الأفلام في العالم وجذب الجمهور من الأفلام التي تتميز بالإبداع والعمق الثقافي والاجتماعي.
تأثير قلة الإبداع في السينما على الجمهور
هذا الانحدار الواضح في الإبداع والعمق في صناعة السينما يؤثر على الجمهور بشكل سلبي، حيث يمثل تأثيرا لا إراديا على عقل المشاهد ويجعله أقل إبداعا بدوره، بالإضافة إلى تأثير هذا على نظرته إلى ما حوله والعالم بشكل عام وحتى تصرفاته. ويمثل هذا خطرا على مستوى ثقافة المجتمع بشكل عام.
باحث ومؤرخ من العراق

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انخفاض النفط والدولار والذهب يواصل الارتفاع
انخفاض النفط والدولار والذهب يواصل الارتفاع

العربي الجديد

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربي الجديد

انخفاض النفط والدولار والذهب يواصل الارتفاع

انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة، لكنها في طريقها لتحقيق أول مكاسب أسبوعية في ثلاثة أسابيع بعد أن استأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ المحادثات التجارية، ما زاد الآمال في تحقيق نمو وتسجيل طلب أقوى في أكبر اقتصادين في العالم. بحلول الساعة 01:33 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتاً، أو 0.2%، لتصل إلى 65.22 دولاراً للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً، أو 0.2% أيضاً، إلى 63.22 دولاراً بعد أن كسبت حوالي 50 سنتاً أمس الخميس. وعلى أساس أسبوعي، يتجه كلا الخامين القياسيين لمكاسب بعد انخفاضهما لأسبوعين متتاليين. وتقدم خام برنت 2.1% حتى الآن هذا الأسبوع، وزاد خام غرب تكساس الوسيط 4%. وواصلت السوق التأرجح وسط أنباء مفاوضات الرسوم الجمركية والبيانات التي تُظهر كيف تؤثر حالة الضبابية بشأن الحرب التجارية وتداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي. من جانبها، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن المحادثات التجارية بين شي وترامب جرت بناء على طلب من واشنطن، وقال ترامب إن المكالمة أفضت إلى "نتيجة إيجابية للغاية". في حين صرحت وزيرة الصناعة الكندية ميلاني جولي بأن بلادها تواصل المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة وأن رئيس الوزراء مارك كارني يجري اتصالات مباشرة مع ترامب. بالنسبة للمؤشرات الاقتصادية، ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة مجدداً، ما يشير إلى تباطؤ سوق العمل. ويترقب المستثمرون تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية، اليوم الجمعة، للحصول على مزيد من المؤشرات حول سياسة مجلس الاحتياط الاتحادي بشأن أسعار الفائدة. الدولار يهبط مع تراجع الاقتصاد الأميركي والحرب التجارية يتجه الدولار نحو خسارة أسبوعية، اليوم الجمعة، متأثراً بمؤشرات على تراجع الاقتصاد الأميركي في وقت لم تشهد المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها التجاريين تقدماً يذكر رغم اقتراب الموعد النهائي. وتترقب الأسواق تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق اليوم، بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأضعف من المتوقع هذا الأسبوع والتي أكدت الرياح المعاكسة الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. وشهد أداء العملات تقلبات خلال الليل وارتفع معظمها مقابل الدولار في البداية على خلفية تفاؤل بعد أن تحدث ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، قبل أن تتقلص بعض المكاسب. اقتصاد دولي التحديثات الحية عصر جديد للحرب التجارية... أميركا والصين تهددان سلاسل التوريد وحصل اليورو على دعم من خطاب يميل للتشديد النقدي للبنك المركزي الأوروبي بعد خفض سعر الفائدة، ما أدى إلى ارتفاع العملة الموحدة إلى أعلى مستوى لها في شهر ونصف شهر عند 1.1495 دولار أمس الخميس. وصعد في أحدث التعاملات 0.05% عند 1.1449 دولار. ويتوقع نيك ريس، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في مونكس أوروبا، خفضاً آخر لسعر الفائدة في سبتمبر/أيلول لتصل الفائدة على الودائع إلى 1.75%. وارتفع الجنيه الإسترليني 0.1% فقط إلى 1.3583 دولار بعد أن سجل أعلى مستوى له في أكثر من ثلاث سنوات في الجلسة الماضية، ويتجه لتحقيق مكاسب 0.9% هذا الأسبوع. ولم يطرأ تغير يذكر على مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، ليستقر عند 98.72 بعد أن سجل أدنى مستوى له في ستة أسابيع أمس الخميس، ويتجه لتكبد خسارة أسبوعية بنسبة0.7%. وتتجه الأنظار الآن إلى بيانات الوظائف التي ستصدر لاحقاً اليوم للحصول على مزيد من المؤشرات بشأن تحركات العملات. وقال راي أتريل، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني: "في ظل كل هذه الضوضاء... ربما كان الضعف الذي شهدناه في البيانات هذا الأسبوع مسؤولاً عن هبوط الدولار مقارنة بأي شيء آخر". ومما يزيد من الرياح المعاكسة للدولار، لا يزال المستثمرون قلقين بشأن المفاوضات التجارية الأميركية وعدم إحراز تقدم في التوصل إلى اتفاقات قبل الموعد النهائي في أوائل يوليو/تموز. كما أن المكالمة التي كانت متوقعة للغاية بين ترامب وشي لم تقدم الكثير من الوضوح وسرعان ما تبدد تأثيرها بسبب الخلاف العلني بين ترامب وإيلون ماسك. أسعار الذهب تواصل الارتفاع ارتفعت أسعار الذهب ، اليوم الجمعة، وتتجه صوب تحقيق مكاسب أسبوعية مستفيدة من بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة عززت الطلب على الملاذ الآمن. كما ساهم تراجع الدولار في زيادة الدعم للمعدن، في حين يترقب المتعاملون بيانات الوظائف الأميركية لجمع مؤشرات حول مسار أسعار الفائدة الأميركية. وبحلول الساعة 00:36 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.3% عند 3361.36 دولاراً للأوقية (الأونصة). وزاد المعدن 2.3% خلال الأسبوع حتى الآن، وفقاً لوكالة "رويترز". كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3384.40 دولاراً. اقتصاد عربي التحديثات الحية تهاوي الذهب الأبيض في سورية... الجزيرة الأكثر تضرراً ويتجه مؤشر الدولار إلى تكبد خسارة أسبوعية، ما يجعل الذهب أرخص ثمناً بالنسبة لحائزي العملات الأخرى. وارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر الأسبوع الماضي. ويترقب المستثمرون الآن بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، بعد سلسلة من البيانات على مدار الأسبوع تسلط الضوء على تباطؤ سوق العمل. في الوقت نفسه، قال صناع السياسات في مجلس الاحتياط الاتحادي، أمس الخميس، إن التضخم لا يزال مصدر قلق أكبر مقارنة مع تباطؤ سوق العمل، ما يشير إلى الإبقاء على السياسة النقدية الحالية مدة أطول. وأغلقت وول ستريت على انخفاض حاد وسط خلاف بين ترامب والملياردير إيلون ماسك. (رويترز، العربي الجديد)

سجال حاد وحرب تغريدات متبادلة بين ترامب وماسك
سجال حاد وحرب تغريدات متبادلة بين ترامب وماسك

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • العربي الجديد

سجال حاد وحرب تغريدات متبادلة بين ترامب وماسك

تبادل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك الانتقادات، الخميس، بعد أيام من مغادرة الأخير منصبه الحكومي، إذ أعرب ترامب عن "استياء بالغ" مما أدلى به حليفه السابق بشأن مشروع الميزانية الضخم، ليردّ أغنى أغنياء العالم بالقول إن الرئيس الجمهوري كان سيخسر الانتخابات الرئاسية لولا دعمه. وكان ماسك قد ندد، الثلاثاء، بمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب لإقراره في الكونغرس. وفي أول تعليق له على المسألة، انتقد ترامب لدى استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرز في البيت الأبيض مالك شركتي سبايس إكس وتسلا، وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي "إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما اذا كانت ستبقى كذلك. لقد فوجئت" بانتقادات ماسك بعد أيام من مغادرته منصبه على رأس هيئة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الأميركي. وتابع "لقد خاب أملي كثيراً، لأن ماسك كان يعلم التفاصيل الدقيقة لمشروع القانون هذا أفضل من كل الجالسين هنا... فجأة أصبحت لديه مشكلة". ولم تمض دقائق حتى ردّ ماسك عبر منصته إكس، واصفاً تصريحات الرئيس البالغ من العمر 78 عاماً حول علمه بالتفاصيل الدقيقة لمشروع القانون، بأنها "خاطئة". وأرفق مالك منصة إكس فيديو لترامب يقول فيه إن ماسك امتعض من فقدان الدعم المخصص للسيارات الكهربائية، بعبارة "خاطئ"، وفق ما نقلت "فرانس برس". وتصاعدت حرب التغريدات، حيث كتب ترامب أنه طلب من إيلون ماسك مغادرة منصبه على رأس هيئة الكفاءة، واصفاً إياه بـ"المجنون" ومحذراً من حرمانه من العقود مع الهيئات الحكومية، مع احتدام الانتقادات المتبادلة بينهما. وكتب ترامب عبر منصته تروث سوشال "طلبت منه (إيلون) أن يغادر"، مضيفاً "الطريقة الأسهل لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات ومليارات من الدولارات، هو إنهاء الدعم والعقود الحكومية لإيلون". وبعيد ذلك، صعّد قطب التكنولوجيا لهجته حيال الرئيس الأميركي، معتبراً أنه كان سيخسر انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024 لولا دعمه. وكتب ماسك "من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. أي قلة وفاء هذه". وتكبدت شركة تسلا للسيارات الكهربائية المملوكة لماسك خسائر هائلة في بورصة وول ستريت، الخميس، على خلفية السجال. وقرابة الساعة 19:05 بتوقيت غرينيتش، تراجع سعر سهم الشركة الى 285.41 دولاراً، بخسارة قدرها 14.04%، ما أفقد الشركة أكثر من 140 مليار دولار من قيمتها السوقية، بحسب ما أوردت "رويترز". اقتصاد دولي التحديثات الحية مخاوف في الأسواق بعد هجوم ماسك ضد قانون ضرائب ترامب ويأتي السجال العلني بعد أقل من أسبوع على حفل وداعي أقامه ترامب لماسك في المكتب البيضاوي مع انتهاء مدة توليه إدارة هيئة الكفاءة المكلفة بخفض النفقات الفدرالية. وتصاعدت التوترات بين ترامب وماسك بعدما ندّد الأخير بمشروع الميزانية. وقال ترامب إنه قد يتفهم سبب استياء ماسك من بعض الخطوات التي اتخذها، بما في ذلك سحب مرشحه لقيادة وكالة الفضاء ناسا. ويصف ترامب مشروع قانون الميزانية بأنه "كبير وجميل"، لكن ماسك وصفه، الأربعاء، بأنه "ضخم وشائن" و"رجس يثير الاشمئزاز". على خلفية السجال، لوّح ترامب بإلغاء عقود حكومية ضخمة ممنوحة لماسك، بما في ذلك لإطلاق صواريخ فضائية واستخدام خدمة الأقمار الصناعية ستارلينك. وقدّرت وسائل إعلام أميركية قيمة العقود بـ18 مليار دولار. رداً على ذلك قال ماسك إن شركته سبايس إكس ستباشر "سحب" مركبة دراغون الفضائية من الخدمة، علما أنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية. وجاء في منشور لماسك على إكس "في ضوء بيان الرئيس حول إلغاء عقودي الحكومية، ستباشر سبايس إكس سحب مركبة دراغون الفضائية من الخدمة على الفور". وانضم ماسك إلى الحكومة بخطط جريئة لخفض تريليوني دولار من الميزانية الاتحادية. وقد غادر الأسبوع الماضي بعدما حقق أقل من ذلك بكثير، حيث تمكن من تقليص حوالي نصف بالمئة فقط من إجمالي الإنفاق. وتسبب عمله في إلغاء آلاف الوظائف الاتحادية وخفض مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية وغيرها من البرامج في إحداث اضطراب في الهيئات الاتحادية، بينما أثار احتجاجات واسعة النطاق في مراكز بيع تسلا في الولايات المتحدة وأوروبا.

شركة استثمار خاص مقرها شيكاغو لها مصالح مرتبطة بمؤسسة غزة الإنسانية
شركة استثمار خاص مقرها شيكاغو لها مصالح مرتبطة بمؤسسة غزة الإنسانية

القدس العربي

timeمنذ 6 ساعات

  • القدس العربي

شركة استثمار خاص مقرها شيكاغو لها مصالح مرتبطة بمؤسسة غزة الإنسانية

واشنطن: تملك شركة استثمار خاص مقرها شيكاغو – يسيطر عليها أحد أفراد العائلة التي أسست شركة النشر الأمريكية راند ماكنالي – 'مصالح اقتصادية' في شركة خدمات لوجستية تشارك في عملية توزيع المساعدات الجديدة المثيرة للجدل في قطاع غزة. وقال متحدث باسم ماكنالي كابيتال، التي أسسها وارد ماكنالي في عام 2008، إن الشركة ساعدت في 'دعم تأسيس' شركة سيف ريتش سولوشنز. وهي شركة هادفة للربح تأسست في ولاية وايومنغ في نوفمبر/ تشرين الثاني، حسبما تُظهر سجلات التسجيل في الولاية. وهي في دائرة الضوء بسبب ارتباطها بمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بدأت الأسبوع الماضي في توزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب. وعلّقت المؤسسة عملها أمس الأربعاء بعد وقائع إطلاق نار أسقطت عشرات القتلى قرب مراكز التوزيع التابعة لها، واستقال مديرها الشهر الماضي قبيل بدء عملياتها. وقال المتحدث باسم الشركة 'قدّمت ماكنالي كابيتال المشورة الإدارية لسيف ريتش سولوشنز، وعملت بالتعاون مع أطراف متعددة لتمكين سيف ريتش سولوشنز من تنفيذ مهمتها'. وأضاف 'في حين أن ماكنالي كابيتال لديها مصالح اقتصادية في سيف ريتش سولوشنز، فإن الشركة لا تديرها فعليا وليس لها دور تشغيلي يومي'. ويدير سيف ريتش سولوشنز مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اسمه فيل رايلي، لكن لم يُكشف عن ملكيتها من قبل. ولم تتمكن رويترز من تحديد الجهة التي تموّل الشركة المنشأة حديثا. ولم يقدّم المتحدث تفاصيل عن حجم الاستثمار في سيف ريتش سولوشنز من قبل شركة ماكنالي كابيتال، التي تقول إنها تدير استثمارات بقيمة 380 مليون دولار. (رويترز)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store