
اليمنيون بين مطرقة الحرب وسندان النسيان .. مأساة إنسانية بلا نهاية
اليمنيون بين مطرقة الحرب وسندان النسيان .. مأساة إنسانية بلا نهاية
قبل 3 دقيقة
الوضع في اليمن مؤلم و موجع و لم يعد مجرد أزمة عابرة أو خبر طارئ على شريط الأخبار، بل واقعًا يعيش فيه ملايين اليمنيين يوميًا يرثي له العالم و تتتألم له كل الشعوب الذي لجئ اليها اليمنيين وكل ذلك بسبب عصابة الحوثي الارهابية.
و اصبح اليمن اكبر كارثة إنسانية نتجت عن عصابة الحوثي الإرهابية، والتي تشهدها العالم بحسب تقرير الأمم المتحدة و المنظمات المعنية.
مأساة اليمنيين لم تعد تحتاج إلى تقارير دولية بقدر ما تحتاج إلى ضمير عالمي يصحو من سباته.. طفولة منهكة، ومآسٍ تتوارثها الأجيال في بلد كان يُعرف بـ"اليمن السعيد"، تحولت فيه الطفولة إلى مرحلة بائسة تفتقد أبسط حقوق الإنسان و ترملت مئات الالف من النساء او مقطعات الاطراف بسبب الغام الحوثي.
أكثر من 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، ويواجهون خطر الموت الصامت، بينما تكتفي المنظمات الدولية بالإحصاءات الدورية والزيارات البروتوكولية، فيما تتجاهل مليشيا الحوثي الإرهابية هذه المأساة، وكأن أطفال اليمن مجرد أرقام هامشية على هوامش الخرائط السياسية ، الخبز حلم، والماء رفاهية.
أصبح توفير رغيف الخبز بالنسبة للمواطن في اليمن إنجازًا يوميًا، والماء النظيف ترفًا لا يناله الجميع، في وقت تتكدس فيه المساعدات الإنسانية في مخازن المليشيا الحوثية.
النازحون.. وطن داخل خيمة
النازح اليمني لم يعد يحمل حقيبة سفر بل يحمل قصة بائسة من النزوح و التهجير، والخوف، والمجهول، أكثر من 4 ملايين نازح يعيشون في ظروف قاسية، بلا مأوى حقيقي، بلا رعاية صحية، ولا تعليم لأطفالهم، في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
الحرب التي قادتها مليشيا الحوثي في العام 2014، دفعت النازحين للوصول إلى شفير الهاوية، وذلك مع نقص حجم التمويل المعلن من قبل المانحين، وتوسع الاحتياج للنازحين مقارنة بأعدادهم المستمرة التي لم تتوقف، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية، وصعوبة حصولهم على الاحتياجات الضرورية للعيش.
وفي ظل تشتت العائلات، أصبح الأطفال والنساء على وجه التحديد يعانون من حالات نفسية، بسبب تشتت الأسر وانقطاع أخبار بعضها، حتى بات هناك ما لا يقل عن 1200 طفل غير مصحوب بذويه ومنفصل عن أسرته، وفقًا لتقارير دولية.
الموت في صمت
دخلت الحرب الدائرة في اليمن عامها الحادي عشر وسط تردي الوضع الصحي الإنساني، حيث انتشرت
الأوبئة، وخاصة الكوليرا والملاريا،و الحصبه وشلل الأطفال الذي عاد من جديد في ظل انهيار شبه تام للقطاع الصحي، وهو ما فاقم من معاناة اليمنيين.
المستشفيات تفتقر إلى المعدات والكوادر، فيما أصبح الدواء حلمًا لا يقدر عليه إلا من يمتلك المال أو "الواسطة"، والموت يتسلل من كل الزوايا دون أن يثير ضجة، والغريب أن المجتمع الدولي، بكل ثقله وثرائه، يكتفي بالبيانات الصحفية والتغريدات المتضامنة، وكأن اليمن بلد افتراضي، لا يموت فيه البشر فعلاً، بل في تقارير إعلامية فقط.
في ظل استمرار هذه الحرب ازداد الأغنياء غِنى، وازداد الفقراء فقراً واختفت فيما بينهما الطبقة الوسطى تماماً.
ويبقى دائماً الخاسر الوحيد من كل هذا الصراع هو المواطن اليمني البسيط، الذي لا ناقة له ولا جمل من كل ما يحدث اليوم.
وفي الأخير تبقى الحالة الإنسانية في اليمن ليست مجرد عنوان مؤلم، يعكس واقعًا مأساويًا، بل هي عار أخلاقي على جبين القوى الجمهورية و الحكومة الشرعية و العالم المتحضر، حالة تتطلب إلى فعل حقيقي، وتضامن صادق، ومسؤولية دولية تتجاوز التصريحات إلى العمل الملموس بتحرير اليمن من اسوأ عصابة طائفية و سلالية في التاريخ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
اليونسكو تدعو سلطات الاحتلال إلى الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها الإضرار بموقع سبسطية الأثري
باريس - سبأ: دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الامتناع عن القيام بأي أعمال من شأنها الإضرار بالموقع الأثري في بلدة سبسطية، وأكدت فيه المسؤولية الجماعية في حماية القيم التاريخية والثقافية الاستثنائية لهذا الموقع لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية. وأعربت اليونسكو، بعد إبلاغها بالمشاريع الإنشائية والتنموية الجارية، إلى جانب الأنشطة الأثرية التي تقوم بها وزارة التراث التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في الموقع، عن تأكيدها أن جميع هذه الأعمال يجب أن تلتزم بالقانون الدولي، وأن تُنفذ بموافقة جميع الأطراف المعنية وتعاونها، تماشياً مع التوصية الصادرة عام 1956 بشأن المبادئ الدولية المتعلقة بالحفريات الأثرية، ومبادئ اتفاقيات "اليونسكو" ذات الصلة. وتُعتبر سبسطية، المُدرجة على القائمة التمهيدية لدولة فلسطين منذ عام 2012، موقعاً ذا أهمية حضارية متجذرة، يعكس تعاقب الحضارات على أرض فلسطين، ويُعد من المواقع الثقافية التي تخضع لحماية عدد من الأدوات القانونية الدولية، أبرزها: اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، وبروتوكولها الثاني لعام 1999، واتفاقية التراث العالمي لعام 1972 .


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الاتحاد الأوروبي يهنئ اليمنيين باليوم الوطني للجمهورية
هنأ الاتحاد الأوروبي، اليوم، الشعب اليمني، بحلول الذكرى الخامسة والثلاثين لقيام الوحدة اليمنية. وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن في تدوينة على حسابها بمنصة التواصل الاجتماعي إكس: "عن خالص تهانيه للشعب اليمني بمناسبة يوم الوحدة اليمنية". وأكدت البعثة أن "الاتحاد الأوروبي ملتزم بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله، ويدعم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ودائمة للصراع برعاية الأمم المتحدة".


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
مقتل موظفيْن بسفارة إسرائيل بواشنطن والمهاجم يهتف "الحرية لفلسطين"
قتل موظفان في السفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن مساء أمس الأربعاء (بالتوقيت المحلي) في حادث صنفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن "معاداة السامية". وتعرض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق النار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف الذي كان يستضيف في ذلك الوقت حفل استقبال للدبلوماسيين الشباب. وقالت شرطة العاصمة واشنطن إن مطلق النار يدعى إلياس رودريغيز من مدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، ويبلغ من العمر (30 عاما)، وأوضحت أن سجله يخلو من أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن منفذ الهجوم استهدف الضحايا من مسافة قريبة بنحو 10 طلقات، وأوضحت أنه تجول في المتحف اليهودي وأطلق النار ولم يفر من موقع الحادث، وانتظر وصول الشرطة قرب بوابة المتحف. وأشارت إلى أن منفذ الهجوم هتف "الحرية لفلسطين"، وقال "فعلت ذلك لأجل غزة". وأكد مكتب التحقيقات الفدرالي أن المشتبه به يخضع حاليا للتحقيق من قبل شرطة العاصمة وفريق مكافحة الإرهاب الفدرالي، وأشار المكتب إلى أنه "تصرف بشكل منفرد ولا معلومات عن عمله ضمن تنظيم"، في حين تحدثت قائدة شرطة واشنطن باميلا سميث عن عدم وصول "أي معلومات استخباراتية بشأن عمل إرهابي أو جريمة كراهية في المدينة". وجرى الهجوم خلال فعالية في المتحف اليهودي أقامتها اللجنة اليهودية الأميركية، وهي مجموعة مناصرة تدعم إسرائيل وتواجه معاداة السامية، وفقا لموقعها على الإنترنت. وتصف دعوة عبر الإنترنت للحضور الفعالية بأنها استقبال للدبلوماسيين الشباب، وتجمع للمهنيين اليهود الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و45 عاما والمجتمع الدبلوماسي في واشنطن. ونشر الرئيس الأميركي تعزية لأسرتي الضحيتين، وقال عبر منصة تروث سوشيال "إطلاق النار يعزى إلى معاداة السامية.. يجب أن تنتهي فورا جرائم القتل المروعة في واشنطن، والتي بنيت بلا شك على معاداة السامية.. لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة، ومن المحزن حدوث مثل هذه الأمور". وتوالت ردود الفعل على الحادث، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "مصدوم من جريمة القتل المروعة المعادية للسامية.. الافتراءات الدموية ضد إسرائيل تسفك الدم ويجب محاربتها والقضاء التام عليها"، وتعهد بـ"تعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم". ووصف مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إطلاق النار بأنه "عمل إرهابي معاد للسامية". وكتب دانون على موقع إكس "إيذاء الدبلوماسيين والجالية اليهودية يتجاوز الخط الأحمر. ونحن على ثقة بأن السلطات الأميركية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي". ووصف وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو ما جرى بأنه "فعل وقح من العنف الجبان والمعادي للسامية" وتعهد بملاحقة المسؤولين عن الحادث وتقديمهم للعدالة. من جانبه، قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر إن ممثلي إسرائيل "دوما في خطر، وخاصة في هذه الفترة هم في خطر متزايد". وتحدث زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عن "جريمة قتل مروعة في واشنطن" و"عمل إرهابي معاد للسامية" كان "نتيجة مباشرة للتحريض الذي شهدناه في المظاهرات حول العالم".