
دور الكبد في تنظيم ضغط الدم: مخاطر التلف ومضاعفاته
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يعتبر الكبد من أهم الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث يؤدي وظائف رئيسية مثل إزالة السموم، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وإنتاج البروتينات والإنزيمات الضرورية للعديد من العمليات الحيوية. لكن عندما يتعرض الكبد للتلف، سواء بسبب الأمراض المزمنة أو العادات غير الصحية، فإنه لا يؤثر فقط في صحة الكبد نفسه، بل يمكن أن يكون له تأثير مباشر في أجهزة الجسم الأخرى، وأحد أبرز هذه التأثيرات هو ارتفاع ضغط الدم.
يرتبط الكبد والجهاز الدوري بعلاقة وثيقة، حيث يمر الدم من الجهاز الهضمي عبر الكبد لتنقيته قبل أن يصل إلى بقية أجزاء الجسم. عندما يتضرر الكبد نتيجة أمراض مثل التهاب الكبد المزمن، أو الكبد الدهني، أو تليف الكبد، يتأثر تدفق الدم الطبيعي عبره، مما قد يؤدي إلى حالة تُعرف باسم ارتفاع ضغط الدم البابي. هذه الحالة تحدث عندما يرتفع الضغط في الوريد البابي الذي ينقل الدم إلى الكبد، مما يسبب مضاعفات خطرة مثل الدوالي في المعدة والمريء، والتي قد تؤدي إلى نزيف داخلي حاد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الكبد المصاب يفقد قدرته على تنظيم التوازن الهرموني ومستوى السوائل في الجسم، ما يؤدي إلى احتباس السوائل والصوديوم، وهو أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم العام في الجسم. كما أن ضعف وظائف الكبد يؤثر في قدرة الأوعية الدموية على التوسع والانقباض بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على جدران الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم المزمن.
هناك العديد من الحالات المرضية التي تصيب الكبد ويمكن أن تسهم بشكل مباشر في ارتفاع ضغط الدم. من أبرز هذه الحالات تليف الكبد، وهو من أخطر الأمراض الكبدية التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم البابي. يحدث التليف عندما تتشكل أنسجة ندبية داخل الكبد، مما يعيق تدفق الدم الطبيعي عبره، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط في الأوردة البابية وحدوث مضاعفات خطرة.
الكبد الدهني غير الكحولي هو حالة أخرى تسهم في ارتفاع ضغط الدم، حيث يتراكم الدهون في الكبد دون أن يكون للكحول دور في ذلك. غالبًا ما يكون هذا المرض مرتبطًا بالسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي، وهما عاملان رئيسيان يساهمان في ارتفاع ضغط الدم.
أما التهاب الكبد المزمن، سواء كان فيروسيًا مثل التهاب الكبد B وC أو مناعي المنشأ، فإنه يسبب التهابات مستمرة تؤدي إلى ضعف الكبد، مما يؤثر في قدرته في تنظيم الدورة الدموية. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الضعف إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.
عندما يؤدي ضرر الكبد إلى ارتفاع ضغط الدم، قد يواجه المريض مضاعفات خطرة تهدد حياته. من بين هذه المضاعفات الاستسقاء، وهو تراكم السوائل في البطن نتيجة فقدان الكبد قدرته على تنظيم توازن السوائل في الجسم. يؤدي ذلك إلى انتفاخ البطن والشعور بعدم الراحة، وفي الحالات المتقدمة قد يتطلب تصريف السوائل طبيًا.
الدوالي المريئية هي مشكلة أخرى تنتج عن ارتفاع الضغط في الوريد البابي، حيث تتوسع الأوعية الدموية في المريء والمعدة بشكل غير طبيعي. إذا تمزقت هذه الأوعية، فقد يحدث نزيف داخلي خطر يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
من أخطر المضاعفات التي قد تنتج من تدهور وظائف الكبد هو الفشل الكبدي، حيث يفقد الكبد قدرته على أداء وظائفه الأساسية. هذا التدهور قد يؤثر في باقي أجهزة الجسم، مما يزيد من خطر حدوث غيبوبة كبدية، وهي حالة تهدد الحياة وتحتاج إلى علاج فوري.
وأخيرًا، من المهم متابعة الفحوصات الطبية بانتظام للكشف المبكر عن أي أمراض كبدية أو ارتفاع في ضغط الدم. يساعد التشخيص المبكر في اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة قبل تفاقم المشكلة وحدوث مضاعفات خطرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
ودّع القلق والتوتر... بماذا تفيدك الأسماك والمأكولات البحريّة؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في ظل ضغوط الحياة المتسارعة وكثرة الملهيات اليومية، يبحث الكثيرون عن حلول طبيعية وفعالة للتعامل مع التوتر وتعزيز صحة الدماغ. وبينما يتجه البعض إلى المكملات أو العلاجات السريعة، تُعدّ المأكولات البحرية من الخيارات الغذائية الغنية بالعناصر التي تساهم بشكل مباشر في تحسين الحالة النفسية وتعزيز الأداء العقلي. تتميّز المأكولات البحرية، وعلى رأسها الأسماك الدهنية مثل السلمون، السردين، والماكريل، بتركيزٍ عالٍ من أحماض أوميغا-3 الدهنية، وهي أحماض أساسية لا يستطيع الجسم إنتاجها بمفرده. وقد أظهرت الدراسات أن أوميغا-3 تؤدي دورًا مهمًا في تنظيم المزاج والحد من الاكتئاب والقلق، من خلال تأثيرها المباشر في المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين. إلى جانب تأثيرها في تهدئة الأعصاب، تحتوي المأكولات البحرية على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الحيوية، مثل فيتامين D، B12، والزنك، والتي تساهم في تعزيز صحة الدماغ وتحسين الذاكرة والتركيز. فمثلاً، يُعرف فيتامين B12 بدوره الحيوي في تكوين خلايا الدم وتحفيز النشاط العصبي، بينما يساعد الزنك في حماية الخلايا العصبية من التلف التأكسدي الناتج عن التوتر. ولا يقتصر تأثير المأكولات البحرية على الجانب النفسي فقط، بل تمتد فوائدها بشكل واضح إلى دعم وظائف الدماغ الإدراكية والمعرفية. فقد ربطت العديد من الدراسات العلمية بين الاستهلاك المنتظم للأسماك والمأكولات البحرية وبين انخفاض خطر الإصابة بالأمراض التنكسية مثل ألزهايمر، الخرف، وتدهور الذاكرة المرتبط بتقدم العمر. وتُعزى هذه الفوائد إلى المحتوى الغني لأحماض أوميغا-3 الدهنية (خصوصًا DHA وEPA)، التي تدخل بشكل مباشر في تركيب أنسجة الدماغ، وتُعدّ مكونًا أساسيًا في الخلايا العصبية. تعمل هذه الأحماض على تعزيز السيالة العصبية وتقوية الروابط بين الخلايا العصبية، مما يساهم في تحسين القدرة على التركيز، وسرعة المعالجة الذهنية، والاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول. كما أن لها دورًا في تحفيز نمو الخلايا العصبية الجديدة في منطقة الحُصين (Hippocampus)، وهي المنطقة المسؤولة عن التعلم والذاكرة، مما يجعلها ذات تأثير عميق في الوقاية من تراجع القدرات الذهنية. من جهة أخرى، تُعدّ المأكولات البحرية مصدرًا غنيًا بالبروتين عالي الجودة، الذي يحتوي على مجموعة متكاملة من الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاج اليها الجسم لإنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين، النورأدرينالين، والدوبامين. هذه المواد الكيميائية الحيوية تؤدي دورًا محوريًا في تنظيم المزاج، تحفيز الانتباه، وضبط الاستجابات العاطفية، ما يفسّر العلاقة القوية بين النظام الغذائي والصحة النفسية. علاوةً على ذلك، فإن انخفاض محتوى المأكولات البحرية من الدهون المشبعة والسكريات المكررة يجعلها خيارًا مثاليًا للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، الأمر الذي ينعكس بدوره على صحة الدماغ، نظرًا للعلاقة الوثيقة بين تدفق الدم إلى الدماغ وكفاءته الوظيفية. وفي سياق متصل، أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك بانتظام يتمتعون بمعدلات أعلى من المادة الرمادية في الدماغ، وهي المسؤولة عن المعالجة العاطفية واتخاذ القرار. كما أن تناول الأسماك في مراحل مبكرة من الحياة، مثل الطفولة والمراهقة، قد يُعزز من التطور المعرفي ويساعد في تحسين الأداء الأكاديمي والتركيز والانتباه. ختامًا، تمثل المأكولات البحرية أكثر من مجرد وجبة شهية أو تقليدًا غذائيًا في الثقافات الساحلية؛ إنها عنصر غذائي استراتيجي يقدّم للجسم والعقل معًا دعمًا متكاملًا. وللتغلب على التوتر، وتعزيز صفاء الذهن، وتحفيز الدماغ للعمل بكفاءة أعلى، يُنصح بإدراجها في النظام الغذائي بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، مع مراعاة تنويع المصادر البحرية بين الأسماك الدهنية، والمحار، والجمبري، والسردين، مع اختيار مصادر نظيفة وآمنة لضمان تحقيق أقصى فائدة صحية.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
كركي يدعو المستشفيات للإسراع في تقديم معاملاتها المنجزة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب صدر عن مديرية العلاقات العامة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي البيان الآتي: "تأكيدًا منه على المسار التطويري المتصاعد، الذي يأتي استجابة للتحدّيات المتراكمة والظروف الاستثنائية التي أرخت بثقلها على أداء المؤسسات العامّة، يواصل المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي د. محمد كركي اتخاذ خطوات نوعيّة تهدف إلى تحسين آليّة العمل وتسريع وتيرة إنجاز المعاملات، بما يضمن حقوق المضمونين ويحفظ كرامتهم، ويؤمّن في الوقت ذاته مستحقّات مقدّمي الخدمات الصحية. وفي هذا الإطار، أصدر د. كركي توجيهاته بصرف دفعة ماليّة جديدة للمستشفيات والأطبّاء وقدرها 61 مليار ل.ل. لتسديد قيمة المعاملات الاستشفائيّة المتعلّقة بالأعمال الجراحيّة المقطوعة المنجزة وذلك ضمن سياسة الدفع المنتظم والممنهج التي اعتمدتها إدارة الصندوق لضمان استمرارية الدعم وتأمين الحقوق الماليّة لمقدّمي الخدمات الطبيّة والاستشفائيّة. وأشار المدير العام إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق خطة شاملة تهدف إلى تعزيز الثقة والتعاون مع مختلف الجهات الصحيّة، من مستشفيات وأطباء ومؤسسات، مؤكدا أن العمل مستمر لتأمين المزيد من المستحقات في المرحلة المقبلة، وفقا للأولويات والإمكانات المتوافرة. كما جدّد د. كركي طلبه من كل المستشفيات المتعاقدة مع الصندوق لتأمين المستندات المطلوبة والمعاملات الاستشفائيّة المنجزة للمباشرة بدفع السلفات الماليّة عن الأعمال الاستشفائيّة غير المقطوعة (أعمال الطبابة)".


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
حصوات الكلى تبدأ من الكوب: المشروبات الغازية تحت المجهر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعتبر حصوات الكلى من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم. وتتنوع أسباب تكوّن هذه الحصوات بين العوامل الوراثية والنظام الغذائي ونمط الحياة. لكن في السنوات الأخيرة، ازداد الجدل العلمي حول الدور المحتمل الذي تؤديه المشروبات الغازية في تحفيز تشكل هذه الحصوات، ما يدفع إلى التساؤل حول مدى خطورة هذه العادة اليومية على صحة الكلى. حصوات الكلى هي كتل صلبة تتكون من تراكم بلورات معدنية في الكليتين أو المسالك البولية. وتشمل هذه البلورات عادةً الكالسيوم، الأوكسالات، أو حمض اليوريك. وتتشكل الحصوة عندما تتراكم هذه المواد وتصبح أكثر من قدرة البول على إذابتها، ما يؤدي إلى تبلورها وتجمّعها على شكل حصوات. تشير دراسات متعددة إلى أن الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية، خاصة تلك التي تحتوي على السكر الصناعي و"الأسيد الفوسفوري"، يمكن أن يزيد من خطر تكوّن الحصوات. فالمشروبات الغازية ترفع من حموضة البول وتؤثر في التوازن الكيميائي فيه، مما يهيئ بيئة مثالية لتكوّن البلورات. كما أن احتواء هذه المشروبات على كميات كبيرة من السكر والمحليات الصناعية، مثل الفركتوز، قد يسهم في زيادة إفراز الكالسيوم في البول، مما يزيد من احتمالية ترسيب الأملاح. إلى جانب ذلك، فإن الكافيين الموجود في العديد من المشروبات الغازية قد يرفع من معدل الجفاف، وهو عامل رئيسي في تشكل الحصوات. هذا ولا تقتصر آثار حصوات الكلى على الألم الحاد فقط، بل قد تتسبب بمضاعفات صحية خطيرة إذا لم تُعالج بالشكل المناسب. ففي كثير من الحالات، يعاني المصابون من ألم مبرح في الخاصرة أو أسفل الظهر، وقد يمتد الألم ليصل إلى منطقة البطن والفخذ. ولا يقتصر الضرر على الشعور بالألم، إذ قد تظهر آثار دموية في البول نتيجة احتكاك الحصوة بجدران الحالب، ما يسبب نزيفًا داخليًا طفيفًا ولكنه مؤلم ويدعو للقلق. إلى جانب ذلك، تؤدي الحصوات إلى التهابات بولية متكررة أو مزمنة، نتيجة عرقلة تدفق البول وتوفير بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. كما أن الحصوات الكبيرة أو المتعددة قد تتسبب بانسداد المسالك البولية، وهو ما يشكل تهديدًا خطرًا قد يصل إلى حدوث فشل كلوي مؤقت أو دائم إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب. والأخطر من ذلك هو أن تكرار تكوّن الحصوات أمر شائع، خاصة في حال استمرار العوامل المحفزة دون تغيير نمط الحياة أو تعديل النظام الغذائي. للوقاية من حصوات الكلى، يوصي الأطباء باعتماد نمط حياة صحي يركّز على ترطيب الجسم بشكل دائم. فالإكثار من شرب المياه يعدّ أحد أهم العوامل التي تساعد على تخفيف تركيز الأملاح والمعادن في البول، ما يمنع تبلورها وتشكّل الحصوات. كما يُنصح بتجنّب المشروبات الغازية، خصوصًا تلك التي تحتوي على حمض الفوسفوريك والمحليات الصناعية، لما لها من تأثير سلبي في صحة الكلى وتوازن مكونات البول. إلى جانب ذلك، يُعدّ اتباع نظام غذائي متوازن، غني بالخضراوات والفواكه، ضروريًا للحفاظ على الصحة العامة وتقليل فرص تكوّن الحصوات. وينبغي تقليل تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل السبانخ والمكسرات، التي قد تسهم في تشكيل بعض أنواع الحصوات. كما يُفضل مراقبة مستويات الكالسيوم في الجسم، وتجنّب تناول مكملاته دون استشارة طبية مختصة، لأن الإفراط فيها قد يفاقم المشكلة بدلا من حلها.