
أسس «معهد السيناريو» عام 1963 وكان الأول من نوعه.. صلاح أبوسيف فى شهادة يوسف فرنسيس: «يمتلك عين الناقد».. و«بلغ ذروة الإتقان فى زفاف الموت»
لم ينل السينمائى الكبير صلاح أبوسيف (1915 ــ 1996) لقب «مخرج الواقعية» من فراغ. فهو أحد أهم المخرجين الذين حولوا مسار «السينما المصرية» من مجرد الإمتاع والترفيه إلى توجه أساسى وأكثر تأثيرا وأهمية. وهوالتثقيف ونشر الوعى، فأفلامه كانت تتسم بالرؤى الناضجة التى تثير التساؤل لدى المشاهد المصرى والعربى وتوجه تفكيره، بعد أن تكشف الكثير عن واقعه، وتبحث فى أعماقه.
وكما صرح أبوسيف نفسه، فإن نشأته فى بيئة شعبية، وما عناه ذلك بالنسبة لتكوينه، جعله يبدع فى تصوير تلك البيئة، وجعل منه رسول البسطاء عبر شاشة السينما. «شهق» رائحة أحياء وأزقة وريف مصر حتى امتلأ قلبه وعقله، وعاد لـ«يزفرها» فى أعماله السينمائية المبدعة، وذلك وفقا لفكر واضح وعقيدة فنية ملهمة، تبينت ملامحها فى لقاءات شتى جمعت مخرج الواقعية بمحرر «الأهرام».
ولا أنسب استدعاء أسس هذا الاعتقاد ومعالم هذا الفكر إلى الذكرى الـ110 لميلاد صلاح أبوسيف والتى توافق غدا، العاشر من مايوعام 1915. وذلك وفقا لما ورد فى «الأهرام».
وبصحبة إحسان عبدالقدوس ونجوم «الوسادة الخالية»
فى 17 مايو 1975، كتب الكاتب والفنان الموسوعى يوسف فرنسيس (1934 ـ 2001) تحت عنوان «نجوم تحت الشمس، لا..الجمهور مش عايز كده»، ويحكى فيه فرنسيس عن اختيار صلاح أبوسيف للمشاركة بثمانية من أفلامه فى مهرجان خاص بـ«جماعة الفن والتجربة الفرنسية» فى باريس، وهى المرة الأولى التى يعرض فيها المهرجان أفلاما مصرية لمخرج واحد.
«الفتوة» و«بداية ونهاية»:
وأورد فرنسيس ما كان من حوار أجراه مع أبوسيف بمناسبة سفره، ومما جاء فيه: « تتسع ابتسامة صلاح أبوسيف ويقول: أنا ابن بلد مكافح، مثلى الأعلى الإنسان الجدع، الذى يملك صفات الشهامة، إن الاشتراكية بأجلى معانيها فى أولاد البلد، لذلك لا اكتفى بأننى قد ولدت بينهم، ولكن أحب دائما أن أظهرهم فى أفلامى، إنهم نماذج صادقة للسينما».
ويعلق فرنسيس واصفا أبوسيف، فيقول: «إنه صلاح أبوسيف ابن البلد الذى يغادر شمس مصر ليعرض أفلامه تحت شمس أخرى، ويثبت أن (الفتوة) الذى أخرجه فى 1956 مازال يملك القدرة على مواجهة أى جمهور».
ويعود فرنسيس فى 1985، ليحتفل بالعيد الـ70 لميلاد أبوسيف، فينشر فى عدد 29 أبريل 1985 أدوار أبوسيف الفنية المتعددة ما بين النقد والإخراج وعمل المونتير السينمائى، وذلك تحت عنوان «70 شمعة مع صلاح أبوسيف أستاذا ومخرجا». يتساءل فرنسيس قائلاً: «هل كان ميلاد المخرج مع ميلاد ناقد مجلات أبوالهول والعروبة والصباح؟!، أم كان ميلاده الحقيقى مخرجا فى حجرة المونتاج باستديومصر، ومساعدا لكمال سليم، متفهما فى صبر عملية صناعة الفيلم؟».
عن تلك البدايات، كان صلاح أبوسيف قد روى للمخرج والناقد السينمائى هاشم النحاس، الذى قدم كتاب «صلاح أبوسيف، محاورات هاشم النحاس»، عن ملابسات تقديم أول فيلم روائى طويل يقوم بإخراجه، وذلك فى عام 1946، فيقول: «كانت رغبتى ملحة فى إخراج فيلم روائى طويل، رفض الأستوديو، لأنهم لم يجدوا من يحل محلى فى المونتاج، هددت بترك العمل، حاولوا الاتفاق مع هنرى بركات ليحل محلى، طلب مرتبا أكبر، فعادوا للرفض، حتى عرضت على عقيلة راتب فكرة فيلم مقتبس من فيلم أجنبى، كتبت السيناريووساعدنى فى الحوار سيد بدير، وقرأته على بركات وكمال سليم». كان هذا أول فيلم روائى طويل للمخرج صلاح أبوسيف، وحمل عنوان «دايماً فى قلبى».
وبالعودة إلى احتفالية فرنسيس بعيد أبوسيف الـ70، فيجد القارئ أن الكاتب يجيب على ما أسلف وطرحه من أسئلة. فيشرح فرنسيس سر براعة أبوسيف فى مختلف الأدوار الفنية التى لعبها، موضحا: «لا شك أن صلاح أبوسيف يملك عين الناقد الذى يستطيع أن يحتوى الكل الفنى، وعين فنان المونتاج الذى يتحكم فى إيقاع المشهد وتتابع الفيلم، ويصل به فى النهاية إلى الذروة المتقنة». ثم يذكر أمثلة لإبداع أبوسيف:»..المشهد الذى يعتبر نموذجا للمونتاج الخلاق المملوء بالإيحاءات، مشهد زفاف الموت ـ كما أسماه أحد نقاد الغرب ـ فى فيلم ريا وسكينة، حيث رقصة الضحية وسط الدفوف والقطعات العظيمة الفهم فنياً ودرامياً، والنموذج الرائع الذى بهرنا دائماً (بداية ونهاية) لنجيب محفوظ، حيث تصاحب الأحداث الأبطال فى تصاعد مطرد حتى قمة الدراما، وحيث يعيش هذا الفيلم إلى اليوم لا يقبل إضافة كادر واحد أوحذفه».
ومن إبداعه كمخرج ومونتير، يتحدث فرنسيس عن إبداع أبوسيف كناقد فنى فيقول: «إن حاسة النقد عند صلاح أبوسيف لما حوله صنعت المادة الأولية لمعظم أفلامه كمحرك درامى أحيانا للأحداث، وهذا ما جعله يتردد ثلاثة أشهر على سوق الخضار قبل اخراج فيلم (الفتوة) لفريد شوقى».
عن كواليس ذلك الفيلم ـ «الفتوة» ـ يقول أبوسيف لهاشم النحاس: «فى مكتب فريد شوقى، مر علينا أحد الأصدقاء وقال تصوروا الطماطم النهاردة بـ20 قرشا، ودار الحوار حول التلاعب بأسعار الخضار... أثار الموضوع انتباهي... قضيت نحو شهرين أذهب لسوق الخضار يوميا، أدرس ماذا يجرى فى السوق... ولما كنت أقضى كل يوم دون أن اشترى، الباعة تشككوا فى شخصيتى، وانقذنى منهم واحد من كبار التجار، أخذنى إلى مكتبه، واكتشفت عنده ثلاجة الفاكهة الضخمة، التى أوحت لى بالمشهد المهم داخل الثلاجة فى الفيلم».
التجديد فى «بين السماء والأرض»
«بين السماء والأرض» و«البداية»:
عن علاقة صلاح أبوسيف بطلابه والمخرجين الشباب، يقول فرنسيس: «أستاذية صلاح أبوسيف الحقيقية هى مقدرته العظيمة على زمالة طلبته، بل والاستعانة بهم فى عمله، مؤمنا بالشباب وبالجديد، كان أول من فتح أبواب معهد السيناريوأمامنا، وسعادته بتخريج دفعة عملت معه كانت بالغة».
و«معهد السيناريو» ـ كما أشار له هاشم النحاس فى كتابه السابق ذكره ـ أنشأه صلاح أبوسيف فى عام 1963، ويعد أول وآخر معهد من نوعه فى مصر. ظلت أبوابه مفتوحة لمدة أربعة أعوام تقريباً. ولعل هنا، يجدر التمهل أمام تجربة أبوسيف مع أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ (1911 ـ 2006). يروى محفوظ فى كتاب «نجيب محفوظ على الشاشة» بأنه عندما سأل أبوسيف عما هوالسيناريو؟، أوهمه بأن كتابة السيناريولا تختلف عما يكتبه، ويعترف محفوظ قائلاً: «الحقيقة أننى تعلمت كتابة السيناريوعلى يد صلاح أبوسيف، كان يشرح لى فى كل مرحلة ما هوالمطلوب منى بالضبط، وبعد أن أنفذه أعرضه عليه للمناقشة».
وبالعودة إلى ما كتبه فرنسيس عام 1985، فإنه يقول : «إذا تكلمنا عن الجديد فى فنه كمخرج، فلا يمكن أن ننسى تجربته الجديدة فى حشد أبطال قصة تدور فى مصعد معطل بين الأرض والسماء». وعن سبب اختيار تلك الفكرة، يحكى أبوسيف فى كتاب هاشم النحاس، فيقول: «كانت زوجتى حاملا وكنا فى الطريق إلى الدكتور، وفى المصعد انقطع التيار الكهربائى لمدة تقرب على ساعة، وشعرنا أن الموت يقترب منا، فى نفس الليلة توجهت إلى نجيب محفوظ فى مقهى بورفؤاد فى شارع فؤاد، وعرضت عليه الفكرة، وأعجبته، وعملنا بها نحو ما يقرب من سنة أو أكثر».
وفى حوار أهرامى آخر لمخرج الواقعية نشر بتاريخ 17 فبراير 1986، أجراه مع الصحفية ماجدة حليم، شرح فيه أسباب ابتعاده عن الإخراج، فقال: «أنا لم أمتنع عن الاخراج، فقد كنت احضر لفيلم اليرموك الذى يلى القادسية (إنتاج 1981)، وكان كل شيء جاهزا لكن الظروف منعتني. وفيلمى الجديد هومحاولة لتقديم فيلم سياسى بشكل كوميدى، أبطاله 12 شخصاً وفى مكان واحد، وهم يمثلون المهن المختلفة والأخلاقيات المختلفة، وعندما تضطرهم الظروف للحياة معا سنرى ماذا يحدث». ويقصد هنا فيلم «البداية» من بطولة النجوم جميل راتب وأحمد زكى ويسرا وصفية العمرى وسعاد نصر.
عن تلك الفترة يقول صلاح أبوسيف فى كتاب هاشم النحاس: «بعد القادسية مرت بى مرحلة من الضيق النفسى وعدم القابلية للعمل وقرف عام لا أستطيع تحديد أسبابه، وظلت هذه الحالة نحو 6 سنوات، وكان الناقد سمير فريد يعمل فى شركة حسين القلا، فأقترح عليه أن يقوم بإخراج (البداية)، ولكن المنتجين لم يرحبوا بإنتاجه من الشكل الفانتازى الجديد، إلى أن وافق حسين الملا على إنتاجه».
وكان فى «البداية» خير تعويض عن فترة الجمود التى مر بها أبوسيف. فوفقا لصفحة السينما فى عدد 31 أغسطس 1987، ولعنوان الخبر «عصا شارلى شابلن الذهبية للمخرج صلاح أبوسيف»، فإن فيلم «البداية» نال «جائزة العصا الذهبية» فى «المهرجان السابع لأفلام الكوميديا»، والمقام فى بلدة «فيفاى» السويسرية، والتى كان يقيم فيها الفنان شارلى شابلن.
وعن تلك الجائزة وهذا المهرجان، يروى أبوسيف لهاشم النحاس: «التجاوب المتواصل بالضحك من جمهور المهرجان عندما عرض الفيلم جعلنى أشك فى أن يكون الجمهور من المصريين أوالعرب، وليس من السويسريين، وانتظرت بعد العرض أبحلق فى وجوههم، فلم أجد أحدًا من المصريين أوالعرب... فى حفل الختام بدأت إدارة المهرجان بتوزيع الجوائز الصغيرة، وعندما أعلنوا النتيجة بفوز فيلم البداية بجائزة الجمهور، وجدت نفسى أقفز من مقعدى إلى المنصة، وحصلت على عصا شارلى شابلن من بين 22 دولة».
كانت هذه رحلة وإنجاز الفنان الذى يقيم أعماله بعين الناقد. ولذلك فى عام 1992 جمع صلاح أبوسيف مقالات النقد التى تناولت أفلامه، ليطبعها فى كتاب حمل عنوان «صلاح أبوسيف والنقاد». وكان هذا الكتاب وراء ما أوردته الصحفية عواطف صادق فى عدد «الأهرام» المؤرخ 28 سبتمبر 1992 بعنوان «صلاح أبوسيف وقهوة الصباح». فكتبت تقول: «كتاب صلاح أبوسيف والنقاد، تجربة فنان مع بعض النقاد يسجل فيه دهشته،فمن كتبوا وصاحبوا أفلامه ثم مدحوها أوأعجبوا بها فيما بعد، وهذا إجحاف بالفنان والكتاب، فهناك كثير من المجهول فى حياة صلاح أبوسيف مع النقاد، فقد عاش عمره ومعظم وقته مع مئات بل آلاف النقاد والصحفيين، ويشهد على ذلك قهوة الصباح التى تبدأ فى السابعة منذ 33 عاماً، انتقلت من «لاباس» إلى «جروبى» إلى «البرازيلى» إلى «سيمندس» وانتهى بها المطاف وحتى الآن فى «كوزموبوليتاين»، لينتظر شباب الصحفيين من كل البلاد آخر رشفة فى القهوة ليبدأ يومه معهم، وتضم قهوة الصباح خليطاً من الشخصيات، مهندسين ومحاسبين ومحامين ومصورين ورجال أعمال، أشخاصًا ليس لهم علاقة بالسينما ولكن يربطهم جميعاً حب الفن والفنانين، وقد استوقفت سينما صلاح أبوسيف النقاد فى الخارج، وقد شاهدت حماسه الشديد لأصغر صحفى مثل كبار النقاد الذين كتبوا عنه، وفى مهرجان لاروشيل منذ شهرين وجدته يحضر أفلامه مع الجمهور ليعيد اكتشافها معه، لأن النقاد والمشاهدين يسألونه فى تفاصيل دقيقة هونفسه لم يلحظها».
هكذا كانت بعض ملامح التجربة الفنية والإنسانية لصلاح أبوسيف، مخرج الواقعية صاحب العيد 110، وذلك وفقا لما ورد فى «الأهرام».
«كادر» مبدع ومعبر فى فيلم «القاهرة 30»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ 16 ساعات
- بوابة ماسبيرو
صلاح أبوسيف.. الأب الروحى للواقعية الجديدة فى السـينما المصرية
فى مثل هذا الشهر من عام 1915 وُلِد الفنان الكبير المخرج العبقرى «صلاح أبوسيف»، وهو من مواليد قرية «الحومة» فى مركز «الواسطى» بمحافظة «بنى سويف» وكان والده عمدة القرية، وكانت والدته معلمة ابتدائى، ووقع الانفصال بين العمدة والمعلمة، وأصبح الطفل «صلاح» مقيماً مع والدته فى القاهرة، وبالتحديد فى حى «بولاق مصر» المشهور عند الناس بـ»بولاق أبوالعلا» نسبة إلى سيدى «أبوالعلا» وهو من أصحاب المقامات ونسبه ينتهى إلى آل البيت «من نسل الحسين بن على رضى الله عنهما». وعبر هذه «الخلطة» تشكلت الرؤية والذائقة والانحياز الذى عاش به صلاح أبوسيف.. ولك أن ترى فيلم «الأسطى حسن» لتعرف الأثر العميق الذى خلفه «حى بولاق» فى تفكيره، رغم أن القصة كتبها «فريد شوقى»، لكن المؤكد أن «صلاح أبوسيف» كتب السيناريو أو شارك فى كتابته، وهذه طريقته فى العمل، لأنه كان يتبنى نظرية تقول إن السيناريو الجيد يحقق النجاح المضمون للفيلم حتى لو كان الإخراج رديئاً، وهو الذى قدم فى «الأسطى حسن» حالة التناقض الاجتماعى والاقتصادى التى عاشها المجتمع المصرى، والفيلم مواكب لثورة 23 يوليو 1952 التى كانت العدالة الاجتماعية نظريتها الأساسية التى بشّرت بها.. وفى الفيلم مقابلة بين «حى الزمالك»، الحى الغنى الراقى، وحى «بولاق»، مسكن الفقراء والخدم الذين يعملون فى قصور وعمارات الزمالك.. وفى فيلم مشهور له «الزوجة الثانية» ـ كتب قصته أحمد رشدى صالح ـ صاغ «أبوسيف» القرية المصرية كما لم تصغ من قبل فى السينما، فالقرية فى السينما الرومانسية هى الطبيعة الرائعة، والفلاح هو القانع الراضى بما قسم الله له، والفلاحة هى «خضرة أو مسعدة» التى تحب أن تخدم «الباشا» وأبوها «الخولى» الذى يستقبل الباشا وأسرته عند حضورهم من القاهرة لقضاء عدة أيام فى «العزبة» من باب تغيير المناظر أو تغيير «الهوا»، لكن قرية «صلاح أبوسيف» فى «الزوجة الثانية» هى قرية الفلاح الحافى الذى تداهمه حمى الملاريا ويموت جوعاً ويعيش مقهوراً تحت سطوة العمدة الظالم، آكل أموال الفلاحين، وكانت هذه الرؤية جديدة على السينما المصرية، والمعنى المقصود هنا هو النظرة الجديدة التى جعلت «المجتمع» بكل تعقيداته حاضرا فى السيناريو، وجعلت الناس يفكرون فى الصور التى تعرض عليهم، فالتسلية انتهت والتفكير اختلط بالمتعة، وكان فيلمه «البداية» وهو آخر أفلامه دعوة للديمقراطية وانحيازاً للناس، وفى شهر يونيو 1996 رحل رائد الواقعية الجديدة فى السينما المصرية وترك وراءه مدرسة عظيمة، تحترم المشاهد وتحرص على عقله وتدعوه للتفكيرفى حياته لا الهروب من أزماتها. بداية ونهاية.. هدية نجيب محفوظ لطبقة الموظفين المقهورة الحقيقة فى فيلم «بداية ونهاية» هى أن «صلاح أبوسيف» أهدى السينما المصرية كاتباً كبيراً اسمه «نجيب محفوظ» بعد أن قرأ له رواياته الواقعية واستعان به فى كتابة سيناريوهات لأفلامه، وكانت رواية «بداية ونهاية» فاتحة خير على محفوظ بعد أن خرجت فى صورة فيلم من إخراج «أبوسيف» فى عام 1960.. والعلاقة بين «أبوسيف» و»محفوظ» هى العلاقة القائمة بين الأدب الواقعى والسينما الواقعية، والواقعية معناها الرفض والتحريض على تغيير المجتمع إلى الأفضل والأرقى، وتحسين ظروف الحياة لكل من ينتج ويعمل ويخدم الوطن، وتوزيع الثروة توزيعاً يحقق العدل الاجتماعى، والعدل هو الهدف الذى يسعى إليه المصريون منذ عصور ما قبل التاريخ، والمصريون يحبون الإمام العادل، ويكرهون الظالم ويدعون عليه فى صلواتهم، وكانت اللقطة العبقرية فى رواية «بداية ونهاية» هى وصول خبر وفاة «الموظف» الصغير رب الأسرة المكونة من ثلاثة أولاد وبنت وزوجة، لولديه «حسنين وحسين» فى المدرسة الثانوية، ومن هذه اللقطة تولدت القصص والمشاهد وتفرعت الحكايات وظهرت المصائر المحددة لطبيعة كل شخصية من شخوص الرواية، التى اهتمت برصد حياة أسرة تنتمى إلى طبقة الموظفين المقهورة، فلم يكن للموظف معاش يضمن لعائلته الستر والكرامة بعد موته، ولم يكن الراتب يكفى نفقات الأسرة فى حياته، وكان الباشوات يملكون الأطيان فى القرى ويملكون القصور فى المدن، وجاءت مدرسة «الواقعية الجديدة» فى السينما لتجعل من «بداية ونهاية» فيلماً يرى فيه الناس مأساة طبقة الموظفين فى العصر الملكى، وهذه المدرسة تأثر بها صلاح أبوسيف بعد رحلته إلى إيطاليا، وكان يقوم بإخراج النسخة العربية من فيلم «الصقر» (قامت ببطولته سامية جمال ومعها الفنان عماد حمدى).. ونجحت الواقعية الجديدة فى مصر وتخلص المشاهدون من الرومانسية القديمة بشكل جزئى، ونجحت رواية «بداية ونهاية» فى خلق علاقة قوية بين روايات محفوظ والسينما، وتحولت روايات كثيرة من إبداعه إلى أفلام حققت نجاحا كبيرا منها «زقاق المدق، خان الخليلى، ميرامار، ثرثرة فوق النيل»، وما زال التراث المشترك للمبدعين الكبيرين «نجيب محفوظ « و«صلاح أبوسيف» حياً فى قلوب الشعب المصرى وكل الشعوب العربية التى تعرف قدرهما حق المعرفة. زينات صدقى.. كوميديانة «جدعة» من حىّ الجمرك الفنانة «زينت صدقى» ـ رحمها الله ـ شربت كأس الفن حتى النهاية.. كانت رائدة فى مجال التمثيل والغناء، ولم تحقق الحلم بالصورة التى تخيلتها، ودفعت ضريبة التمرد على قانون العائلة المقيمة فى حى الجمرك بالإسكندرية، فهى اختارت «التمثيل» والتحقت بمعهد للتمثيل كان مؤسسه هو الفنان الرائد «زكى طليمات» لكن والدها رفض دخولها هذا المجال، وأخرجها من المعهد وزوّجها لواحد من أبناء عمها يعمل طبيباً، وكان شديد الأنانية، منعها من كل شىء تحبه، وطلبت الطلاق، وحصلت عليه، وانغمست فى الفن، ورآها «نجيب الريحانى» وهى تغنى فى أحد المسارح الشعبية، فضمها إلى فرقته ومنحها دوراً فى مسرحية من مسرحياته، وتركت اسمها الرسمى «زينب محمد سعد» وأصبح اسمها الفنى «زينات صدقى».. وعملت فى المسرح والسينما حتى بلغ عدد الأفلام التى شاركت فيها أربعمائة فيلم، وفى منتصف طريقها الفنى قابلها ضابط من «الضباط الأحرار» وتزوجها سرّاً أربعة عشر عاماً، وطلبت الطلاق منه، وتدخّل الرئيس جمال عبد الناصر للصلح بينها وبين زوجها، لكنها أخبرت الرئيس بأن زوجها الضابط طلب منها أن تطرد أمها المريضة وتودعها فى دار للمسنين، وطلب منها ترك الفن، واندهش عبدالناصر وقال لها «اعتبرى نفسك ما سمعتيش كلامى.. خدى قرارك»، ووقع الطلاق، وعاشت بقية حياتها فى شقة متوسطة المستوى فى شارع عماد الدين بوسط القاهرة، ومرت بظروف قاسية، حتى إنها اضطرت لبيع أثاث بيتها لتجد ما تنفق منه على طعامها، وفى «عيد الفن» كرمها «السادات».. وفى «2 مارس 1978» انتقلت إلى جوار ربها وهى المولودة فى «4 مايو 1912»، فكان مجموع سنوات عمرها خمسا وستين سنة، استطاعت خلالها أن تكون «كوميديانة» لها مكانتها فى المسرح والسينما، وكانت «الجدعنة والطيبة» سمة من سماتها الأخلاقية التى اشتهرت بها فى الوسط الفنى.


بوابة الفجر
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة الفجر
شاهد.. أول صورة لـ يسرا في التمثيل
شاركت الفنانة يسرا جمهورها بصورة لها من بدايتها في التمثيل، وذلك عبر حسابها الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات 'إنستغرام '. وعلقت 'يسرا' على الصورة قائلة :"البداية ..صلاح أبو سيف"، حيث يحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج صلاح أبو سيف" فبهذه الطريقة تحيي يسرا ذكرى ميلاده. أحدث أعمال يسرا ومن ناحية اخري، ظهرت يسرا الفترة الماضية ضيف شرف ضمن أحداث مسلسل برستيج من بطولة محمد عبدالرحمن، والعمل يدور في إطار كوميدي تشويقي، ويضم راندا عوض، سامى مغاورى، مصطفى غريب، وبسام رجب، ومن تأليف إنجى أبو السعود وإخراج عمرو سلامة. آخر أعمال يسرا وكان آخر أعمال يسرا هو فيلم شقو، بطولة عدد كبير من النجوم، أبرزهم: عمرو يوسف، محمد ممدوح، دينا الشربيني، أمينة خليل، وليد فواز، محمد جمعة، وعدد آخر من الفنانين، والعمل من تأليف وسام صبري وإخراج كريم السبكي، ودارت أحداثه حول مجموعة أصدقاء خارجين عن القانون يمارسون أعمالًا إجرامية ومشبوهة، لكنها تقودهم إلى أزمات كبيرة وتحدث وراءها تبعات خطيرة. وايضا شاركت في فيلم ليلة العيد، وحقق ردود فعل إيجابية على المستوى الجماهيري والنقدي، ودارت أحداثه في إطار اجتماعي درامي شعبي في يوم واحد، وناقش عدد من المشكلات التي تعاني منها المرأة في المجتمع منها القهر والعنف الزوجي وزواج القاصرات وختان الإناث، وذلك من خلال العديد من القصص المختلفة.


بوابة الفجر
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة الفجر
شاهد.. أول صورة لـ يسرا في التمثيل
شاركت الفنانة يسرا جمهورها بصورة لها من بدايتها في التمثيل، وذلك عبر حسابها الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات 'إنستغرام '. وعلقت 'يسرا' على الصورة قائلة :"البداية ..صلاح أبو سيف"، حيث يحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج صلاح أبو سيف" فبهذه الطريقة تحيي يسرا ذكرى ميلاده. أحدث أعمال يسرا ومن ناحية اخري، ظهرت يسرا الفترة الماضية ضيف شرف ضمن أحداث مسلسل برستيج من بطولة محمد عبدالرحمن، والعمل يدور في إطار كوميدي تشويقي، ويضم راندا عوض، سامى مغاورى، مصطفى غريب، وبسام رجب، ومن تأليف إنجى أبو السعود وإخراج عمرو سلامة. آخر أعمال يسرا وكان آخر أعمال يسرا هو فيلم شقو، بطولة عدد كبير من النجوم، أبرزهم: عمرو يوسف، محمد ممدوح، دينا الشربيني، أمينة خليل، وليد فواز، محمد جمعة، وعدد آخر من الفنانين، والعمل من تأليف وسام صبري وإخراج كريم السبكي، ودارت أحداثه حول مجموعة أصدقاء خارجين عن القانون يمارسون أعمالًا إجرامية ومشبوهة، لكنها تقودهم إلى أزمات كبيرة وتحدث وراءها تبعات خطيرة. وايضا شاركت في فيلم ليلة العيد، وحقق ردود فعل إيجابية على المستوى الجماهيري والنقدي، ودارت أحداثه في إطار اجتماعي درامي شعبي في يوم واحد، وناقش عدد من المشكلات التي تعاني منها المرأة في المجتمع منها القهر والعنف الزوجي وزواج القاصرات وختان الإناث، وذلك من خلال العديد من القصص المختلفة.