
ثقافة : عبد الكريم الحجراوى يوثق تجربة سليم كتشنر المسرحية فى كتاب "راهب المسرح"
نافذة على العالم - بالتزامن مع تكريم الكاتب والمخرج المسرحي سليم كتشنر ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري لعام 2025، صدر عن إدارة المهرجان كتاب نقدي جديد بعنوان "راهب المسرح: سليم كتشنر" من تأليف الدكتور عبدالكريم الحجراوي، يقدّم قراءة تحليلية شاملة لمسيرة كتشنر المسرحية الممتدة، ولملامح مشروعه الفني والفكري المتفرّد.
يتناول الكتاب الثالوث الأكثر إلحاحًا الذي شكل بنيان تجربة كتشنر المسرحي وتمثل في البعد الاجتماعي، والبعد الشعبي، والبعد الوجودي، ويكشف كيف تماهت هذه الأبعاد في أعماله لتكوّن رؤية مسرحية تحمل بصمة خاصة، منحازة للإنسان، ومرتبطة بالوجدان الشعبي، ومنشغلة بأسئلة الوجود والحرية والمصير.
يرصد الكتاب انشغال كتشنر الدائم بقضايا الطبقات المهمّشة، ورفضه الواضح للبنى السلطوية التي تكرّس الإقصاء. ويضع مشروعه المسرحي في سياق تجارب عربية ثورية مثل نجيب سرور، محمود دياب، ويسري الجندي. كما يتطرق إلى الحضور القوي للقضية الفلسطينية في مسرحه، بوصفها رمزًا مركزيًا لعدالة غائبة.
ويبرز الكتاب العمق الشعبي في أعمال كتشنر، الذي استلهم من الفنون الشعبية أدواته خيال الظل، الأراجوز، الموال، العدودة، الأمثال، كما استخدم فضاءات عرض بديلة كالساحات والمقاهي والخيام والعربات، مكرسًا بذلك مسرحًا شعبيًا مقاومًا بعيدًا عن الرسمية والترف الجمالي الزائف.
أما البعد الفلسفي الوجودي، فيُحلل الكتاب اشتغاله في نصوص كتشنر التي تعجّ بالشخصيات المتخبطة في أسئلة الكينونة، والرفض، والخذلان، والتي تنتهي أحيانًا إلى الجنون أو الانتحار، أو إلى تمرد داخلي صامت.
يوثق الكتاب بالدرس والتحليل المسرحيات التي شكّلت الملامح الكبرى لهذا المشروع، ومنها: مربط الفرس (1991)، إمبراطورية الكدابين (1991)، الأراجوز (1996)، العربة (2000)، آكل الحشرات (2003)، الضفة الأخرى (2004)، لو كان قلبي معي (2009)، الناس الزرق (2017)، المهان (2021)، طقوس الخيانة (2025)، مدام توتو (2025)، أحلام الفتى الضائع (2025) وغيرها.
ويُظهر الكاتب تطوّر التجربة منذ بدايتها، حتى بلوغها نضجًا فنيًا وفكريًا خاصًا، يكشف عن صوت مسرحي فريد لا يشبه سواه، يتأرجح بين الرمز والواقع، التهكم والحزن، الفرد والجماعة.
يأتي كتاب "راهب المسرح: سليم كتشنر" ليكون وثيقة نقدية مهمة ترصد تحولات أحد أبرز رموز المسرح المصري المعاصر، وتضيء على اشتباكه العميق مع الواقع والوجدان الجمعي، ليضيف إلى المكتبة المسرحية العربية مرجعًا نقديًا مهمًا يكشف أبعاد التجربة المتفردة لسليم كتشنر.
الدكتور عبدالكريم الحجراوي حاصل على درجة الدكتوراه (PhD) في النقد المسرحي من كلية الآداب، جامعة القاهرة. وهو عضو اتحاد الكتّاب المصريين وعضو نادي القصة، تنوعت إسهاماته بين النقد المسرحي، والبحث الأكاديمي، والكتابة الإبداعية.
صدرت له مجموعة من المؤلفات المهمة ، من أبرزها: "المسرحية الشعرية العامية في مصر"، "تجليات السيرة الشعبية في المسرح العربي" (دراسة تداولية)، "صدمة التوحش: صورة داعش في المسرح العربي"، "الهوية: رؤية مأساوية للعالم"، كما أصدر أعمالًا أدبية منها المجموعة القصصية "كان لك معايا"، والرواية "سيرة هشّة ليوم عادي".ويأتي كتابه الجديد "راهب المسرح: سليم كتشنر" ضمن مسيرته النقدية التي تمزج بين الرؤية الأكاديمية والانشغال الجمالي بقضايا المسرح العربي المعاصر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 20 ساعات
- مصرس
المهرجان القومي للمسرح يكرم سليم كتشنر بندوة وكتاب تحليلي عن مسيرته
في إطار الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري، وتحت محور "المكرَّمين"، أقيمت ندوة لتكريم الكاتب المسرحي سليم كتشنر، أحد أبرز المحتفى بهم هذا العام، بحضور الناقد د. عبد الكريم الحجراوي، مؤلف كتاب «سليم كتشنر.. راهب المسرح»، وإدارة د. مسعود شومان، بمشاركة نقاد وكتاب منهم أحمد خميس وصفاء البيلي. استهل الحجراوي الندوة بكلمة تناول فيها علاقته بكتشنر، مؤكدًا أنه صاحب مشروع مسرحي فريد، يتسم بالوعي والصدق، مقدمًا الشكر لإدارة المهرجان على التكريم المستحق، مشيرًا إلى أن الكتاب تناول تحليليًا 15 نصًا مسرحيًا جسدت الأبعاد الاجتماعية والشعبية والفلسفية في أعمال كتشنر.وأوضح أن الإصدار تجاوز الطابع الاحتفالي، متعمدًا الغوص في الشخصيات المسرحية وطقوسها لربطها بأعماق فكرية، مؤكدا أن كتشنر لا يجامل أو يساوم، بل يخلص لفنه ويمنحه كل وعيه وتجربته، ويستحق عن جدارة لقب "راهب المسرح".وفي كلمته، استعرض سليم كتشنر محطات من رحلته الفنية، معبرًا عن شكره العميق للحجراوي، ومشيرًا إلى أنه امتداد لجيل الستينيات المتأثر بحلم القومية العربية، واستلهم من رموز الأدب المصري كيوسف إدريس ونجيب سرور لبناء هوية مسرحية عربية معاصرة.واستعاد كتشنر تجربة "مسرح العربة" التي تفاعل معها الجمهور من الشرفات، لكنها لم تُستثمر لاحقًا، كما تحدث عن عرض "حق عرب" الذي تناول طقوس الجلسات العرفية وأسقطها على الخلافات العربية، وحقق صدى ملموسًا عند عرضه بعدة محافظات، وكذلك مسرحيته "مربط الفرس" التي عبر فيها عن غياب التيار المسرحي المعبر عن جيله.بدوره، وصف د. مسعود شومان تجربة كتشنر بأنها متفردة في استلهام التراث والمأثور الشعبي، مشيرًا إلى أنها تجاوزت الطابع الشكلي إلى الإبداع المعرفي، ودمجت بين الأبعاد الاجتماعية والكونية، وخلقت تناصًا جماليًا بين النص المسرحي واللغة والموروث الشعبي، ما يجعلها نموذجًا جديرًا بالتحليل والتقدير.


فيتو
منذ 21 ساعات
- فيتو
المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالكاتب سليم كتشنر (صور)
استضافت إحدى الندوات الكاتب المسرحي سليم كتشنر، أحد أبرز المكرّمين بالدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري. المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالكاتب سليم كتشنر وجاء ذلك بحضور الناقد عبد الكريم الحجراوي، مؤلف كتاب «سليم كتشنر.. راهب المسرح»، وبإدارة د. مسعود شومان، وبمشاركة عدد من النقاد والكتاب من بينهم الناقد أحمد خميس والكاتبة صفاء البيلي. مسيرة الكاتب سليم كتشنر واستعاد كتشنر ملامح رحلته في المسرح قائلًا: أنا امتداد لجيل الستينيات، الجيل الذي نشأ على أحلام القومية العربية، وقرأت مبكرًا ليوسف إدريس ونجيب سرور، وعملت على بلورة هوية لمسرح عربي معاصر". وسرد كتشنر محطات بارزة من مسيرته، مثل تجربة مسرح الشارع "العربة" التي استعان فيها بالحاوي وتفاعل معها الجمهور من الشرفات، لكنها – للأسف – لم يتم استثمار نجاحها، كما تحدث عن عرضه "حق عرب"، الذي رصد من خلاله طقس "الجلسات العرفية" وأسقطها على الخلافات العربية – العربية، ليُعرض لاحقًا في محافظات متعددة، محققًا صدى واسعًا. وعن تجربته "مربط الفرس"، أشار كتشنر إلى أبرز إشكاليات جيله، مؤكدًا أن ما يواجهه هو غياب التيار المسرحي الواضح الذي يعبّر عن هذا الجيل فكريًا وجماليًا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


24 القاهرة
منذ يوم واحد
- 24 القاهرة
لُطف من نوع آخر
كذاب اللي يقول إن حياته مافيهاش ولو على الأقل شخص واحد كان واقف في ضهره بدون ما يعوز منه أي مصلحة أو غرض.. من رحمة ولُطف ربنا بينا إن كتب لينا كلنا الشخص ده في حياتنا، يمكن بس بتكون مشكلة بعضنا إننا بنحصر الشخص ده في شخص معين لو ما جاش الدعم منه هو بالذات يبقي مفيش دعم هييجي من غيره. يعني مثلا تلاقي شاب بيحب واحدة وراسم كل السيناريوهات المستقبلية في باله إنها هتكون شريكة حياته بس القصة تتفشكل لأسباب عدم محبتها له أو عدم التكافؤ، أو أي ظروف تانية فيحس إن كل خططه اتهدت ومش هتكمل، وفي النص ينسى إن جنبه والدة مش سايباه ليل نهار أو أب ماقصرش معاه أو أخ أو صديق واقفين في ضهره وبينسى معاهم كل مشاكله، محدش مننا جه للدنيا إلا ومكتوب له نصيبه من وجود شخص مخلص، وفي، وعايزه أفضل في كل شيء. من حاجة وعشرين وسنة كانت السيدة "سامية" بائعة خضار بسيطة في منطقة منيل شيحة التابعة لأبو النمرس في الجيزة، بتشتغل الشغلانة المرهقة دي من صباحية ربنا لحد بالليل عشان تصرف على تعليم ومعيشة وتربية 4 أولاد. 'أولادي هيكملوا تعليمهم وهيبقوا أحسن الناس' ربنا أراد إن ابن منهم يكون كفيف وهو محمد، لا انشغلت عنه ولا قالت مش هخليه يتعلم.. لأ.. زيه زي باقي إخواته واللي هيقدرني على تربية التلاتة وتعليمهم هيقدرني برضه على تعليم الرابع. من اللحظة الأولى دخلّت محمد ابنها الحضانة وكانت بتوديه مكان الحضانة وثم المدرسة الإبتدائي وبعدها الإعدادي كل يوم، الفكرة إن كل المدارس اللي كان محمد بيروحها كانت بتبقى بعيدة نسبيا عن بيتهم، والفكرة برضه إن ركوب المواصلات من مكان سكنهم هيبقى مش أفضل خيار من الناحية المادية.. فتقرر الأم تعمل إيه؟ تمشي هي وإبنها على رجليهم معظم المسافة كلها ولما يتعب تشيله على ضهرها باقي المسافة! متخيل؟ مش كده وبس، لما بتوصله بترجع عشان تبيع الخضار وبعدها ترجع تاني عشان تجيبه وترجع تكمل شغل! إيه القوة والإرادة والمحبة دول؟ في سنة 2023 يعني من سنتين بالظبط كانت نهاية المشوار وتتويجه بالشكل اللي يليق بالست العظيمة دي. محمد اتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة وصمم وهو بيستلم شهادته إن والدته تكون واقفة معاه على المسرح عشان يشكرها قدام الكل زي ما كانت واقفة معاه وفي ضهره من أول الطريق، مش كده وبس، ده حكى اللي الست دي عملته معاه بالتفصيل عشان يكون واقف النهاردة وهو بيستلم شهادته وبيتكرم وقال إن التكريم ده هي اللي أولى بيه منه. صحيح إن المذاكرة والاجتهاد كانوا بتوعه هو، لكن هي عملت معاه اللي خلاّه مصمم يطلع الأول ويتفوق وزي ما بيقولوا ياكل الكتب أكل عشان تبقى هي كلمة "شكرًا" اللي هي منتظراها وتستحقها. أي فضل حصل أو حاصل أو لسه هيحصل لأي واحد فينا لو دورت وراه هتلاقي سببه بصمة أب عينه ماكانتش بتنام عشان يوفرلك كل اللي أنت عايزه، وأيادي أم كانت مرفوعة للسما كل ليلة بتدعيلك. أي خير أو فضل أو نعمة إحنا فيهم النهاردة كان سببهم أب وأم عرفوا معنى إنهم يكونوا أب حقيقي وأم بجد، عشان كده هنفضل لآخر يوم في أعمارنا عايشين بخيرهم في خيرهم، وهنفضل دايمًا مديونين ليهم بدين مابيتسدش، وحب مايتقارنش، وامتنان مايتعوّضش. ومش بس الأب والأم، أحيانًا بيكون أخ، أو صديق، أو حتى جار بيمد إيده من غير ما يستني مقابل، ورا كل خطوة نجحنا فيها، فيه حد كان مؤمن بينا، بيشيل عنا، وبيدعمنا من غير ما يحسبها. الناس دي هي اللي بتصنع مننا اللي إحنا عليه النهاردة، وبدونهم كان ممكن نقف في نص الطريق، وهما اللي يستحقوا مليون "شكرًا" لإن مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله.