
شاهد.. أطفال غزة يتحملون المسؤولية ويركبون الصعاب
غزة- لا تتوقف مأساة أطفال قطاع غزة عند قتلهم وإصابتهم في الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ عام ونصف العام، ومعاناتهم من النزوح والتشرد مع أسرهم، بل يجدون أنفسهم مجبرين على تحمّل كثير من المسؤوليات الجسام.
وبعد أن هجروا مدارسهم التي تحولت إلى مراكز إيواء، أو خرائب بعد أن دمرها جيش الاحتلال، تحوّل كثير من الأطفال إلى "تجار صغار" يجوبون الشوارع، عارضين بضائعهم البسيطة، على أمل الحصول على بعض النقود لسد حاجات عائلاتهم.
كما يتحمّل الأطفال العبء الأكبر في توفير احتياجات الأسرة من الماء، الذي يصطفون طوابير طويلة في انتظار الحصول عليه، قبل حمله مسافات بعيدة، وكذلك الحطب اللازم لطهي الطعام.
يوميات طفل غزّي
ما أن يصحو الطفل فايق أبو عاصي (15 عاما) فجرا، حتى يتجهز لرحلة جلب الماء، بنوعيه، العذب للشرب، والمالح للتنظيف، وهو ما يتطلب الوقوف في طوابير طويلة، حاملا الجالونات الفارغة، وراكضا أحيانا خلف سيارات المياه.
وتعد هذه المهمة، هي الأهم، والأصعب، وتحتاج إلى سرعة وصبر، حتى لا يفوته موعد التعبئة اليومي، الذي يكون عادة في الصباح الباكر.
وبعد أن يتم هذه المهمة الشاقة، يستعد لعمله الثاني المتمثل في بيع بعض السلع على "بسطة" في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
إعلان
ولأجل هذا، يضع فايق بضاعته في عربة يدوية صغيرة، وينقلها "على دفعتين" ويمشي بها مسافة طويلة على قدميه.
وبعد نحو ساعتين من وجوده على "البسطة"، يترك شقيقه مكانه ويأخذ العربة اليدوية ويلف في السوق، كي يحمل للناس أغراضهم مقابل أجرة بسيطة، قبل أن يعود للبسطة مساء ويلم البضاعة ويرجع بها إلى البيت.
وعندما يصل فايق إلى منزله ليلا، يكون الإرهاق قد نال منه، فينام فورا، كي يأخذ بعض الراحة قبل أن يبدأ في اليوم التالي تكرار المهمات الشاقة ذاتها.
يقول الطفل أبو عاصي للجزيرة نت، "نعاني بشدة من الحرب وما فعلته بنا، كان المفروض أن نكون في المدارس، نقضى يومنا في العمل والتعب، ونخشى أن نقتل في الغارات".
ويضيف "هذا العمل مرهق جدا، لكنه ضروري حتى نستطيع أن نعيش في هذه الحرب ونحصل على أكلنا وشربنا".
حياتنا صعبة
نزح الطفل محمد قاسم (9 سنوات)، وعائلته من بلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع إلى مدينة غزة قبل نحو شهر، بعد استئناف إسرائيل العدوان.
وكي يساعد أسرته على تدبر أمورها اليومية، يجلس على حجر، قرب ساحة "السرايا" وسط المدينة، مناديا على بضاعة بسيطة أمامه، هي عبوات صغيرة من سائل الاستحمام "الشامبو"، وعلبة من "فلفل الشطة".
وطوال النهار، ينادي محمد على بضاعته بصوته الضعيف، على أمل أن يبيع بعضها كي يساعد أسرته.
يقول الطفل محمد للجزيرة نت، "حياتنا صعبة، كنا قبل الحرب نذهب إلى المدارس، الآن فقط نعمل طوال النهار، إذا لم نعمل لا نستطيع أن نعيش وأن نوفر الأكل والشرب".
ويكمل "إن شاء الله تنتهي الحرب قريبا".
بحثا عن لقمة العيش
لم يجد الطفل عبد الله عمارة، (15 عاما)، كرسيا أو حجرا يجلس عليه، أو طاولة يضع عليها بضاعته المكونة من سائل الكلور الخاص بالتنظيف، فجلس على الرصيف، وصفّ العبوات أمامه.
ونزحت عائلة الطفل عبد الله إلى حي تل الهوى (غرب غزة)، قادمة من حي الشَعَف (شرق) قبل نحو شهر بعد أن اجتاحه جيش الاحتلال إثر استئنافه العدوان. كما هدم الاحتلال منزله وقتل عمه وزوجته.
ويقول عبد الله للجزيرة نت، إنه يصحو من الساعة 6 صباحا كي يحمل عبوات الكلور ويتوجه إلى بيعها في وسط شارع عمر المختار وسط غزة، الذي يبعد عن مكان إقامته نحو 3 كيلومترات.
ويضيف "أبيع الكلور حتى أحصل على لقمة العيش لي ولأسرتي، وكي أصرف على البيت مع أبي".
ويقول، إنه يتعب كثيرا خلال عمله، خاصة أنه يضطر إلى حمل العبوات في حقيبة والسير بها، والمكوث تحت الشمس الحارقة طوال النهار.
كما يعمل عبد الله في المنزل على جلب المياه وتعبئتها من بعيد، وخبز الطعام على النار. ويختم حديثه، "نتمنى أن تنتهي الحرب ونرجع إلى مدارسنا ومنازلنا وننهي هذا العذاب".
بضاعته ماء مثلج
لم يجد الطفل محمد منيّة (15 عاما) رأس مال يشتري به بضاعة كي يتاجر بها، فلجأ إلى بيع الماء المثلج، وسط شارع عمر المختار.
وقصف الاحتلال منزل منيّة ب حي الشجاعية شرقي المدينة، فجُرحت أمه وأشقاؤه في القصف، ونزحت الأسرة إلى غرب غزة.
وسبق أن عانت عائلته من النزوح إلى جنوبي القطاع ثم عادت أثناء وقف إطلاق النار، لكنها شُردت من جديد.
وتعاني أسرة محمد من صعوبات كثيرة في تلبية احتياجاتها اليومية من طعام وشراب، وهو ما دفعه إلى بيع الماء المثلج للمارة، حيث يشتري أكياس نايلون ويعبئها ماءً عذبا ثم يثلجها ويبيعها وسط الشارع.
وفي آخر النهار يكون محمد مرهقا جدا وقد بحّ صوته من المناداة لبيع الماء.
ويتمنى الطفل الغزي انتهاء الحرب، والعودة إلى المدرسة، خاصة أنه يقول، إن مستواه التعليمي ضعف جدا، وإذا استمر هذا الوضع فسوف ينسى القراءة والكتابة.
ولم يدرس منية منذ بداية الحرب ولم يستطع أن يتعلم عبر الإنترنت من خلال المنصات التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم لصعوبة الوصول إلى الإنترنت والتكلفة العالية لذلك.
من أجل إخوتي
دنيا معروف، طفلة عمرها 12 عاما، لم تجد أسرتها مأوى سوى خيمة بسيطة على رصيف شارع الوحدة، وسط مدينة غزة.
الخيمة بسيطة ومتواضعة وبُنيت على شكل هرم لتوفير الخشب والقماش، ولا تتسع للأسرة. وعلى باب الخيمة، تبيع دنيا بعض الأطعمة المنزلية التي تطهوها أمها.
وتبدأ عملها من الصباح الباكر وحتى آخر النهار مع أذان العشاء، مبررة ما تتعرض له من تعب، "أنا هنا طول النهار من أجل رزقتنا ورزقة إخوتي. نتمنى أن تنتهي الحرب قريبا حتى نعود لمنزلنا ولمدارسنا".
وتختتم "حياتنا صعبة جدا، ننتظر التكية من الصبح علشان نأكل ونشرب. ونعمل في البسطة حتى نستطيع أن نعيش".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 38 دقائق
- العرب القطرية
خط ساخن للتواصل على مدار الساعة بالمشاعر المقدسة.. «يسر البداية ورضا الختام» يهيئ الحجاج روحياً
الدوحة - العرب عقدت حملة الفرقان للحج والعمرة الملتقى السنوي لحجاجها تحت شعار «يسر البداية ورضا الختام» بمشاركة كبيرة من حجاج الحملة وإدارييها ومرشديها الشرعيين والطبيين، في إطار استعداداتها لموسم حج 1446هـ، بهدف تهيئة الحجاج روحياً وتنظيمياً وصحياً قبل توجههم إلى الأراضي المقدسة. شهد الملتقى الإعلان عن إطلاق تطبيق «الفرقان» الذكي، الذي يمثل خطوة نوعية في تعزيز الخدمات المقدمة لحجاج الحملة، ويتيح التطبيق للحاج إمكانية الدخول باستخدام رقم الجوال المرتبط بقاعدة بيانات الحملة، ومن ثم استلام رمز التحقق (OTP)، لتصفح ملفه التعريفي، ومتابعة بيانات السفر، والحافلة، والتذاكر، والتصاريح، بالإضافة إلى عرض مسار الحج، وأدعية مختارة، وتفعيل خاصية التنبيهات حسب الموقع (Geo Location) أثناء التواجد في المشاعر المقدسة مثل عرفات ومنى. ورحب الدكتور محمد جوهر المحمد، رئيس مجلس إدارة الحملة، بحجاج بيت الله الحرام من الحضور، وأكد أن الحملة أتمت جميع استعداداتها لخدمة حجاجها وتقديم أفضل مستوى من الخدمات، لافتا إلى الجاهزية لتقديم أفضل مستوى من الخدمات لحجاج أهل قطر المنتسبين للحملة، مشيرا الى أن الحملة لديها طاقم إداري من ذوي الخبرة والعلم الشرعي والتميز، وفريق ثقافي وشرعي وطبي متخصص للرجال والنساء، هدفهم الأول راحة الحجاج. وأوضح أن الحملة خصصت خطاً ساخناً للتواصل المباشر مع الحجاج على مدار الساعة، مشدداً على أهمية التحلي بالصبر وحسن الخلق، والإخلاص في النية، والاستفادة من الأوقات في طاعة الله وذكره، خلال هذه الرحلة الإيمانية المباركة. وألقى الشيخ الدكتور يحيى النعيمي، المرشد الديني للحملة، كلمة توعوية أكد فيها مكانة فريضة الحج كركن من أركان الإسلام، وكيف يمكن أن تكون العبادة طريقاً للتقوى وإصلاح النفس. كما شارك فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس ضيف الملتقى، بكلمة إيمانية تناول فيها شرح مناسك الحج والعمرة، موصياً الحجاج بالصبر، والتراحم، وعدم المزاحمة أثناء أداء المناسك، والتخلق بأخلاق الإسلام.وقدم طبيب الحملة كلمة أوضح فيها ضرورة مراجعة الحاج لطبيبه الخاص قبل السفر، والالتزام بتعليمات الوقاية الصحية، مشيراً إلى أن الحملة جهزت عيادة طبية متكاملة تتوافر بها كافة الأدوية الضرورية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج.تضمن الملتقى عرضاً مرئياً مفصلاً لبرنامج الحج ولجان الحملة العاملة في خدمة الحجاج، بالإضافة إلى الإعلان عن الفائزين في مسابقتي الفرقان العامة والخاصة.


العرب القطرية
منذ يوم واحد
- العرب القطرية
قطر الخيرية: مراكزنا الخدمية تعزّز التنمية بموريتانيا
الدوحة - العرب انطلاقا من سعيها لإحداث أثر تنموي مستدام في الدول التي تعمل فيها، والانسجام مع الخطط التنموية الوطنية للدول، ومعالجة التحديات التي تواجهها، وحرصا منها على تلبية احتياجات المجتمعات المحلية، سطرت قطر الخيرية قصص نجاح بإنشاء مراكز متعددة الخدمات في مقاطعات عديدة في الداخل الموريتاني (مال، بتلميت، انتيكان، المذرذرة، اركيز، الطينطان). وتكتسب هذه المراكز أهمية خاصة لأن المناطق البعيدة عن العاصمة والمدن الرئيسة بموريتانيا تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مما يدفع سكانها إلى السفر والانتقال نحو العاصمة نواكشوط، وإزاء هذه التحديات تبذل أجهزة الدولة جهودا كبيرة في دعم التنمية المحلية في هذه المناطق. وقد أسهمت هذه المراكز التي تقدّم خدمات متنوعة في تثبيت السكان المحليين وتعزيز جهود التنمية المحلية، ومن أهم هذه المراكز مركز النور الإسلامي للخدمات المتعددة في بلدية التاكلالت بمقاطعة المذرذرة، الذي ترك أثرا واضحا منذ إنشائه. يشتمل المركز الذي أنجز قبل سنوات على مسجد ومدرسة ومركز صحي وبئر ارتوازية، ولأنّ مباني المدرسة الإعدادية التي تأسست في قرية التاكلالت عام 1999م تعرضت للتهالك فقد تم نقلها إلى مركز النور الإسلامي 2018م بعد تجهيز إعدادية جديدة بستة فصول، حيث تخرج فيها مئات الطلبة على مدار السنوات الماضية، ويدرس فيها الآن 186 تلميذا تمثل الطالبات بينهم نسبة 70%. توفير الاستقرار أما المركز الصحي فيقدم خدماته مستقبِلا العديد من المرضى ويقوم بالكشف عن حالتهم، وتقديم العلاج لهم، كما يقوم بحملات التلقيحات والتوعية الصحية، والكشف عن الأمراض وسوء التغذية، ويستقبل المركز المئات من عاصمة البلدية والقرى المجاورة لها. وبخصوص البئر الارتوازية فإنها توفر نحو 33% من حاجيات عاصمة البلدية من المياه الصالحة للشرب. يستذكر محمد حبيب المسؤول المالي لرابطة التنمية الجماعية للتاكلالت التي تقوم بتسيير المركز الصعوبات التي كانت تواجه السكان قبل إنشاء مركز النور، ويقول إنهم قبل سنوات واجهوا إشكالية تتعلق بالمدرسة والمستشفى في عاصمة البلدية مما جعلهم يطرقون كل الأبواب لحلحلة الموضوع؛ ليأتي الرد إيجابيا من (قطر الخيرية) ويترجم عمليا ببناء مركز متعدد الخدمات، وهو ما ترك أثرا إيجابيا على حياتهم. وتتابع السيدة فاطمة تتابع حالتها الصحية بشكل دوري في المركز الصحي، وتراقب دراسة أبنائها يوميا في المدرسة المجاورة، وتأخذ زادها من السوق المجاور وتعود لبيتها سعيدة بحصولها على هذه الخدمات المحورية بيسر وسهولة، داعية الله للمتبرعين من أهل قطر الذين كانوا سببا في تشييد هذا المعلم الخدمي الذي انتظره سكان المنطقة كثيرا بعد عقود من المعاناة والحرمان. وقال محمدن الفالي مسؤول رابطة التلاميذ « إن السفر والانتقال إلى العاصمة نقصا بعد تشييد هذا المركز، فقبله كانت رحلات الأهالي إلى العاصمة شبه يومية للعلاج والدراسة وشراء الميرة (المؤونة)، بينما الآن وبعد بناء المركز فقد صار محل استقطاب للقرى المجاورة بشكل دائم أو موسمي زمن الدراسة.


العرب القطرية
منذ 2 أيام
- العرب القطرية
أفراح المظافرة
الدوحة - العرب احتفل السيد عويضة بن خالد المظفري الهاجري واخوانه بزواج نجله «سالم»، وأقام بهذه المناسبة حفلاً بهيجاً، حــضـره عدد من أصحاب المعالي والسعادة الشيوخ والوزراء، ولفــيف من الأهــل والأصـــــدقاء، الذين قـــدمـوا أجــمـل التهــاني والتبريكات، وتمنوا للمعرس حياة تظللها المودة. وأسرة تحرير العرب تقدّم خــالص التهــاني للمـعرس «سالم»، متمنية له حياة زوجية مليئة بالفرح والسرور، وأن يرزقه الله تعالى الذرية الصالحة، جعله الله زواجاً مباركاً.