
خط ساخن للتواصل على مدار الساعة بالمشاعر المقدسة.. «يسر البداية ورضا الختام» يهيئ الحجاج روحياً
الدوحة - العرب
عقدت حملة الفرقان للحج والعمرة الملتقى السنوي لحجاجها تحت شعار «يسر البداية ورضا الختام» بمشاركة كبيرة من حجاج الحملة وإدارييها ومرشديها الشرعيين والطبيين، في إطار استعداداتها لموسم حج 1446هـ، بهدف تهيئة الحجاج روحياً وتنظيمياً وصحياً قبل توجههم إلى الأراضي المقدسة.
شهد الملتقى الإعلان عن إطلاق تطبيق «الفرقان» الذكي، الذي يمثل خطوة نوعية في تعزيز الخدمات المقدمة لحجاج الحملة، ويتيح التطبيق للحاج إمكانية الدخول باستخدام رقم الجوال المرتبط بقاعدة بيانات الحملة، ومن ثم استلام رمز التحقق (OTP)، لتصفح ملفه التعريفي، ومتابعة بيانات السفر، والحافلة، والتذاكر، والتصاريح، بالإضافة إلى عرض مسار الحج، وأدعية مختارة، وتفعيل خاصية التنبيهات حسب الموقع (Geo Location) أثناء التواجد في المشاعر المقدسة مثل عرفات ومنى. ورحب الدكتور محمد جوهر المحمد، رئيس مجلس إدارة الحملة، بحجاج بيت الله الحرام من الحضور، وأكد أن الحملة أتمت جميع استعداداتها لخدمة حجاجها وتقديم أفضل مستوى من الخدمات، لافتا إلى الجاهزية لتقديم أفضل مستوى من الخدمات لحجاج أهل قطر المنتسبين للحملة، مشيرا الى أن الحملة لديها طاقم إداري من ذوي الخبرة والعلم الشرعي والتميز، وفريق ثقافي وشرعي وطبي متخصص للرجال والنساء، هدفهم الأول راحة الحجاج.
وأوضح أن الحملة خصصت خطاً ساخناً للتواصل المباشر مع الحجاج على مدار الساعة، مشدداً على أهمية التحلي بالصبر وحسن الخلق، والإخلاص في النية، والاستفادة من الأوقات في طاعة الله وذكره، خلال هذه الرحلة الإيمانية المباركة.
وألقى الشيخ الدكتور يحيى النعيمي، المرشد الديني للحملة، كلمة توعوية أكد فيها مكانة فريضة الحج كركن من أركان الإسلام، وكيف يمكن أن تكون العبادة طريقاً للتقوى وإصلاح النفس. كما شارك فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس ضيف الملتقى، بكلمة إيمانية تناول فيها شرح مناسك الحج والعمرة، موصياً الحجاج بالصبر، والتراحم، وعدم المزاحمة أثناء أداء المناسك، والتخلق بأخلاق الإسلام.وقدم طبيب الحملة كلمة أوضح فيها ضرورة مراجعة الحاج لطبيبه الخاص قبل السفر، والالتزام بتعليمات الوقاية الصحية، مشيراً إلى أن الحملة جهزت عيادة طبية متكاملة تتوافر بها كافة الأدوية الضرورية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج.تضمن الملتقى عرضاً مرئياً مفصلاً لبرنامج الحج ولجان الحملة العاملة في خدمة الحجاج، بالإضافة إلى الإعلان عن الفائزين في مسابقتي الفرقان العامة والخاصة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 6 ساعات
- العرب القطرية
خط ساخن للتواصل على مدار الساعة بالمشاعر المقدسة.. «يسر البداية ورضا الختام» يهيئ الحجاج روحياً
الدوحة - العرب عقدت حملة الفرقان للحج والعمرة الملتقى السنوي لحجاجها تحت شعار «يسر البداية ورضا الختام» بمشاركة كبيرة من حجاج الحملة وإدارييها ومرشديها الشرعيين والطبيين، في إطار استعداداتها لموسم حج 1446هـ، بهدف تهيئة الحجاج روحياً وتنظيمياً وصحياً قبل توجههم إلى الأراضي المقدسة. شهد الملتقى الإعلان عن إطلاق تطبيق «الفرقان» الذكي، الذي يمثل خطوة نوعية في تعزيز الخدمات المقدمة لحجاج الحملة، ويتيح التطبيق للحاج إمكانية الدخول باستخدام رقم الجوال المرتبط بقاعدة بيانات الحملة، ومن ثم استلام رمز التحقق (OTP)، لتصفح ملفه التعريفي، ومتابعة بيانات السفر، والحافلة، والتذاكر، والتصاريح، بالإضافة إلى عرض مسار الحج، وأدعية مختارة، وتفعيل خاصية التنبيهات حسب الموقع (Geo Location) أثناء التواجد في المشاعر المقدسة مثل عرفات ومنى. ورحب الدكتور محمد جوهر المحمد، رئيس مجلس إدارة الحملة، بحجاج بيت الله الحرام من الحضور، وأكد أن الحملة أتمت جميع استعداداتها لخدمة حجاجها وتقديم أفضل مستوى من الخدمات، لافتا إلى الجاهزية لتقديم أفضل مستوى من الخدمات لحجاج أهل قطر المنتسبين للحملة، مشيرا الى أن الحملة لديها طاقم إداري من ذوي الخبرة والعلم الشرعي والتميز، وفريق ثقافي وشرعي وطبي متخصص للرجال والنساء، هدفهم الأول راحة الحجاج. وأوضح أن الحملة خصصت خطاً ساخناً للتواصل المباشر مع الحجاج على مدار الساعة، مشدداً على أهمية التحلي بالصبر وحسن الخلق، والإخلاص في النية، والاستفادة من الأوقات في طاعة الله وذكره، خلال هذه الرحلة الإيمانية المباركة. وألقى الشيخ الدكتور يحيى النعيمي، المرشد الديني للحملة، كلمة توعوية أكد فيها مكانة فريضة الحج كركن من أركان الإسلام، وكيف يمكن أن تكون العبادة طريقاً للتقوى وإصلاح النفس. كما شارك فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس ضيف الملتقى، بكلمة إيمانية تناول فيها شرح مناسك الحج والعمرة، موصياً الحجاج بالصبر، والتراحم، وعدم المزاحمة أثناء أداء المناسك، والتخلق بأخلاق الإسلام.وقدم طبيب الحملة كلمة أوضح فيها ضرورة مراجعة الحاج لطبيبه الخاص قبل السفر، والالتزام بتعليمات الوقاية الصحية، مشيراً إلى أن الحملة جهزت عيادة طبية متكاملة تتوافر بها كافة الأدوية الضرورية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج.تضمن الملتقى عرضاً مرئياً مفصلاً لبرنامج الحج ولجان الحملة العاملة في خدمة الحجاج، بالإضافة إلى الإعلان عن الفائزين في مسابقتي الفرقان العامة والخاصة.


العرب القطرية
منذ يوم واحد
- العرب القطرية
قطر الخيرية: مراكزنا الخدمية تعزّز التنمية بموريتانيا
الدوحة - العرب انطلاقا من سعيها لإحداث أثر تنموي مستدام في الدول التي تعمل فيها، والانسجام مع الخطط التنموية الوطنية للدول، ومعالجة التحديات التي تواجهها، وحرصا منها على تلبية احتياجات المجتمعات المحلية، سطرت قطر الخيرية قصص نجاح بإنشاء مراكز متعددة الخدمات في مقاطعات عديدة في الداخل الموريتاني (مال، بتلميت، انتيكان، المذرذرة، اركيز، الطينطان). وتكتسب هذه المراكز أهمية خاصة لأن المناطق البعيدة عن العاصمة والمدن الرئيسة بموريتانيا تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مما يدفع سكانها إلى السفر والانتقال نحو العاصمة نواكشوط، وإزاء هذه التحديات تبذل أجهزة الدولة جهودا كبيرة في دعم التنمية المحلية في هذه المناطق. وقد أسهمت هذه المراكز التي تقدّم خدمات متنوعة في تثبيت السكان المحليين وتعزيز جهود التنمية المحلية، ومن أهم هذه المراكز مركز النور الإسلامي للخدمات المتعددة في بلدية التاكلالت بمقاطعة المذرذرة، الذي ترك أثرا واضحا منذ إنشائه. يشتمل المركز الذي أنجز قبل سنوات على مسجد ومدرسة ومركز صحي وبئر ارتوازية، ولأنّ مباني المدرسة الإعدادية التي تأسست في قرية التاكلالت عام 1999م تعرضت للتهالك فقد تم نقلها إلى مركز النور الإسلامي 2018م بعد تجهيز إعدادية جديدة بستة فصول، حيث تخرج فيها مئات الطلبة على مدار السنوات الماضية، ويدرس فيها الآن 186 تلميذا تمثل الطالبات بينهم نسبة 70%. توفير الاستقرار أما المركز الصحي فيقدم خدماته مستقبِلا العديد من المرضى ويقوم بالكشف عن حالتهم، وتقديم العلاج لهم، كما يقوم بحملات التلقيحات والتوعية الصحية، والكشف عن الأمراض وسوء التغذية، ويستقبل المركز المئات من عاصمة البلدية والقرى المجاورة لها. وبخصوص البئر الارتوازية فإنها توفر نحو 33% من حاجيات عاصمة البلدية من المياه الصالحة للشرب. يستذكر محمد حبيب المسؤول المالي لرابطة التنمية الجماعية للتاكلالت التي تقوم بتسيير المركز الصعوبات التي كانت تواجه السكان قبل إنشاء مركز النور، ويقول إنهم قبل سنوات واجهوا إشكالية تتعلق بالمدرسة والمستشفى في عاصمة البلدية مما جعلهم يطرقون كل الأبواب لحلحلة الموضوع؛ ليأتي الرد إيجابيا من (قطر الخيرية) ويترجم عمليا ببناء مركز متعدد الخدمات، وهو ما ترك أثرا إيجابيا على حياتهم. وتتابع السيدة فاطمة تتابع حالتها الصحية بشكل دوري في المركز الصحي، وتراقب دراسة أبنائها يوميا في المدرسة المجاورة، وتأخذ زادها من السوق المجاور وتعود لبيتها سعيدة بحصولها على هذه الخدمات المحورية بيسر وسهولة، داعية الله للمتبرعين من أهل قطر الذين كانوا سببا في تشييد هذا المعلم الخدمي الذي انتظره سكان المنطقة كثيرا بعد عقود من المعاناة والحرمان. وقال محمدن الفالي مسؤول رابطة التلاميذ « إن السفر والانتقال إلى العاصمة نقصا بعد تشييد هذا المركز، فقبله كانت رحلات الأهالي إلى العاصمة شبه يومية للعلاج والدراسة وشراء الميرة (المؤونة)، بينما الآن وبعد بناء المركز فقد صار محل استقطاب للقرى المجاورة بشكل دائم أو موسمي زمن الدراسة.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
مع الـ"أنا" والهَوى.. ضاعت البوصلة!
رحلة في خفايا النفس، واشتباك الأنا مع الحقّ حين تخوض نقاشًا مع أحدهم، فتيقّن تمامًا أنك لا تواجه فكرة مقابل فكرة، بل إنك تلامس أعماقًا إنسانية مركبة، وتحتكّ ببُنى نفسية داخلية قد تكتنفها نوازع لا علاقة لها بالحق: كبرياء خفي، أو ميل للغلبة، أو هوى متجذر، أو نفعية مصلحية، أو عاطفة عمياء، أو أحقاد دفينة، أو حتى حب للانتصار للرأي والامتياز عن الناس.. كم من حوارات ظاهرها الفكرة، وباطنها الـ"أنا" وهوى النفس! باطن النفس البشرية عالم لوحده! النفس البشرية ليست سطحًا أملس؛ في باطنها بحر تتصارع فيه أمواجه، وما لم يتجرد الإنسان عن أدرانها، فلن يبصر الحق وإن وقف قبالته، بل إن أكثرنا -ونحن نكتب وننصح- لسنا بمنأى عن الوقوع في شِراك هذه الأمراض والنوازع! باطن النفس البشرية هو من أعقد العوالم التي لا تُدرَك بالحواس، ولا تُقاس بمعايير خارجية.. إنه عالَم تتشابك فيه الدوافع والرغبات، ويتنازع فيه الخير والشر. وفي غمرة هذا الصراع، لا يكون الإنسان على حالٍ واحدة، بل تتبدل وجوهه الداخلية كما تتبدل فصول السنة، وكلها تعيش في مساحة واحدة، تحت جلد واحد. في واقع الناس: قد يُعرِض بعضهم عن الحق، لا لأنه يجهله، بل لأنه يخشى التصدع مع "الرفاق"، أو لأنه ربط الحق بأشخاص لا بمبادئ، فصار ولاؤه للأسماء لا للقيم، وللرموز لا للهدى ما المُنقذ؟ الصدق.. الصدق في طلب الحق، والاجتهاد الصادق في السعي إليه، هو القاعدة الصلبة التي ينبغي أن ننطلق منها جميعًا. هذا الصدق لا تحجبه القدرات، ولا يحدّه مستوى الذكاء؛ فمن يطرق باب الحق بإخلاص، فإن الله يفتح له أبوابه، ويهديه سُبله، ويعلّمه ما لم يكن يعلم. إعلان ولا ينجو الإنسان من باطنه إلا بمجاهدة صادقة، لا تستثني شيئًا من النقد، ولا تُبقي رغبةً دون مساءلة، وعلى قدر ما في هذه المجاهدة من مشقة وانصهار فإنه يعقبها لذة ونور ورضا! جماعةً وأفرادًا، يجب أن نعلم أنّ نقاشاتنا في الدين أو السياسة، في تفاصيل الحياة، في الأسواق والمكتبات والبيوت، أو حتى في الفقه والإيمان والعقيدة.. جميعها تحتاج إلى هذه الروح المتجرّدة، الباحثة عن النور لا الغلبة؛ لأن من لم يُرِد الحق، أو رفض النقد، أو جحد الصواب، فلن يتقدّم قيد أنملة، بل ستتوقف حركة الإصلاح، ويُجمَّد البناء، ويتآكل المجتمع -والفرد قبله- من داخله. إنها رحلة مستمرة من التنقيب الداخلي، وحين يصدق الإنسان مع نفسه، يعرف طريقه، وتُردّ له البوصلة، ولو بعد طول تيه. حجاب التماهي مع الجماعة! ثمة حجاب آخر خفيٌّ خطير، يحول بين الإنسان وبين الوصول إلى الحق، قلّ من يتنبه له أو يُقرّ بسطوته على القلب والعقل، وهو: الذوبان في الجماعة، أو التماهي الأعمى مع الحزب أو التنظيم أو التيار.. ذلك الانتماء الذي يتجاوز الفكرة إلى الهوية، ويتحول من وسيلة إلى غاية، حتى يصبح المرء لا يرى الحق إلا من خلال جماعته؛ فإن نطقت به صدّقه، وإن خالفته أعرض عنه، وإن كان بيّنًا كالشمس! وقد أشار نبي الله الخليل إبراهيم -عليه السلام- إلى هذا المعنى العميق، حين واجه قومه بقول بليغ، يصف تعلقهم الوثني لا بالأصنام وحدها، بل بروابطهم النفسية والاجتماعية حولها، فقال -كما جاء في القرآن الكريم-: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [العنكبوت: 25]. أي: لم تكن عبادتكم للأصنام مجرد عقيدة، بل كانت روابط اجتماعية، ومودّات جماعية، وأُلفة تجمعكم في الدنيا، فصارت تلك الأصنام رمزًا لانتماء لا يُمسّ، ولو خالف التوحيد. وهكذا في واقع الناس: قد يُعرِض بعضهم عن الحق، لا لأنه يجهله، بل لأنه يخشى التصدع مع "الرفاق"، أو لأنه ربط الحق بأشخاص لا بمبادئ، فصار ولاؤه للأسماء لا للقيم، وللرموز لا للهدى. ليست المسألة "محتوى الرسالة"، بل "محتوى النفس"، ويمكن إسقاط ذلك كله على أعظم وأجلّ القضايا.. قضية الإيمان بالله والتوحيد، تلك الفكرة التي قامت بها السماوات والأرض، وأرسل الله بها الأنبياء والرسل، من أولهم إلى خاتمهم محمد ﷺ، لم تُقبل أو تُرفض بسبب وضوحها أو غموضها، بل بحسب ما في القلوب من استعداد لقبولها. تأمّل: نفس الرسالة، نفس النبي، نفس الآيات، نفس الزمان والمكان.. لكن، صدّقها قلب أبي بكر -رضي الله عنه- وتلقّاها بصفاء ومحبة وتفانٍ، فكان صدّيق الأمة.. وأنكرها قلب أبي جهل بكِبرٍ وعنادٍ وجحود، فكان فرعون هذه الأمة. إذن، فليست المسألة "محتوى الرسالة"، بل "محتوى النفس".. والقضية جدّ خطيرة، وليست مسألةً عابرة إن شئنا أخذنا بها وإن شئنا تركناها! ولهذا -وبهذا- أثنى الله على طائفة من أهل الكتاب لما تجاوزوا ما اعتادوه وما نشؤوا عليه، وقبلوا الحق لما جاءهم، وتلقوا رسالة النبي ﷺ بعيون دامعة، وقلوب خاشعة، فقال تعالى فيهم: {وإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)} ثم جاءت النتيجة الكريمة بعدها مباشرةً.. {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)} [سورة المائدة]. إعلان بما قالوا.. فقط! لأنهم صدّقوا حين سمعوا، وتفاعلوا حين عرفوا، وأقبلت قلوبهم فلم يجادلوا الحق حين أتاهم، بل ضحّوا بكل شيء في سبيله، تجاوزوا هوى النفس، وتخلّصوا من إرث الجحود، وقالوا: سمعنا وآمنا. النقاش الإيجابي، والتبليغ، والبيان، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فذلك عين ما دعا إليه الدين والعقل والمنطق ما هو "المِراء/ الجدال" الذي نهى عنه النبي ﷺ؟ من يُجادل من أجل الجدال، ويُخاصم ليُظهِر ذاته لا ليُدرك الحقيقة، فذاك المِراء، وهو نقاش مسموم، يفسد العقل والقلب والروح.. اهرب منه كما تهرب من المجذوم، بل أشدّ، لأنه يُميت قلبك وأنت لا تشعر! ولذلك، وعد النبي ﷺ ببيت في ربض الجنة لمن ترك "المِراء/ الجدال" ولو كان محقًّا.. لماذا؟ لأن ترك الجدال في هذه الحالة، حين تُدرك أن مَن أمامك لا يطلب الحق، هو في حدّ ذاته نُصرة للحق، وترك الجدال حين تدرك أنّك لا تناقش إلا انتصارًا لنفسك، وحبًّا للتمايز عن الناس، حتى لو كنت مصيبًا، هو في حدّ ذاته انتصار على هوى نفسك! ولأنه من الممكن أن يترتّب على حصائد هذا الجدال العقيم نزاع وفتن وخصومات. أمّا النقاش الإيجابي، والتبليغ، والبيان، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فذلك عين ما دعا إليه الدين والعقل والمنطق.. فإنما "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به" (حديث صحيح متنه ومعناه، ضعيفٌ سنده، لكنه يُلخّص القضية كلّها)! وإن كان لي من نصيحة لنفسي وأحبابي، فهي "أن نستمع أكثر مما نجادل، وأن نتعلّم أكثر مما نتكلم!". نسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختُلف فيه من الحق بإذنه، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.