"جيني": سلاح الاحتلال الجديد في ميدان الذكاء الاصطناعي في غزة
سرايا - كشف تقرير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل منذ حوالي ستة أشهر على تطوير روبوت دردشة ذكي يُعرف باسم 'جيني'، بهدف دعم قادة المعارك في اتخاذ قرارات سريعة وأكثر دقة في ساحات القتال، اعتمادًا على تحليل البيانات الضخمة والمعالجة اللغوية الطبيعية، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت.
ووفقًا للتقرير، فإن "جيني" صُمم ليكون مساعدًا افتراضيًا يُشبه في استخدامه واجهة ChatGPT، بصفحة ويب بسيطة وسؤال في منتصف الشاشة: "ما الذي تهتم به؟"، ويتيح للمستخدم إدخال الأسئلة بلغة طبيعية والحصول على إجابات فورية ومدعومة بالمراجع، مستفيدًا من قاعدة بيانات ضخمة محدثة لحظيًا ضمن شبكة سحابية داخلية تابعة للجيش الإسرائيلي.
وتم اختيار الاسم 'جيني' (الجني) لما يرمز إليه من سرعة الاستجابة وقدرته على تلبية الطلبات، في محاكاة للجني الأسطوري في قصة "علاء الدين". ويعمل النظام بالفعل في غرف العمليات العسكرية بنسخته الأولى، بعد أن أُطلق كتطبيق ويب على شبكة الجيش المغلقة قبل شهر.
ورغم أن النسخة الحالية تُعد "تجريبية" وفق مطوريها في وحدة الاتصالات العسكرية (C4I)، إلا أن ردود الفعل من الميدان كانت متحمسة. وتم تخصيص ثلاث غرف عمليات لتقديم ملاحظات يومية للفريق المطوّر، مع توقعات بإطلاق النسخة الكاملة خلال 3 إلى 4 أشهر، بالإضافة إلى نسخة مخصصة للهواتف العسكرية المحمولة قيد الإعداد.
وتبدو هذه الأداة تمامًا مثل واجهة ChatGPT أو أي روبوت دردشة حديث: شاشة نظيفة بها مربع نص في الوسط يسأل: "ما الذي يثير اهتمامك؟"، وفي الأسفل خيارات للبحث وتصفية مصادر المعلومات.
"جيني"، روبوت الدردشة الجديد التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُكشف عنه لأول مرة عبر موقع واي نت. سُمي تيمناً بجني المصباح في قصة علاء الدين، وقد أُطلق منذ شهر كتطبيق ويب ضمن شبكة الجيش الداخلية المغلقة، ويعمل حاليًا بنسخته الأولى في جميع مراكز القيادة العسكرية.
قائد يحتاج لاتخاذ عشرات القرارات الحرجة بسرعة وبناءً على بيانات موثوقة، يمكنه الآن ببساطة – مثل ChatGPT – طرح أسئلة مباشرة على "جيني" وتلقّي إجابات مفصلة. يتصل "جيني" بقاعدة بيانات العمليات الضخمة المخزّنة في سحابة الجيش، ويحدّث نفسه لحظيًا، ويستطيع تلخيص الأحداث، واستخلاص الرؤى، وتحديد الحالات الشاذة.
رغم أن مطوريه في وحدة C4I والدفاع السيبراني يؤكدون أن "جيني" ما زال في طور التجريب ولا يُعتمد عليه بالكامل لاتخاذ القرارات، إلا أن ردود الفعل كانت إيجابية للغاية. وتم اختيار ثلاث قيادات ميدانية لتقديم ملاحظات مباشرة يومية للفريق المطور، فيما يُتوقع إطلاق النسخة الكاملة خلال 3 إلى 4 أشهر، مع إصدار مخصص للأجهزة العسكرية المحمولة قيد التطوير أيضًا.
"مصنع النصوص" وراء جيني
وحدة "لوتيم" (Lotem) للاتصالات والتحكم في جيش الاحتلال تُعتبر كيانًا تقنيًا شاملاً: مزوّد إنترنت، مشغّل خلوي، شركة برمجيات وخدمات سيبرانية، ومقدم اتصالات عبر الأقمار الصناعية. تدير البنية التحتية السلكية واللاسلكية والسحابية الداعمة للعمليات القتالية.
في قلب وحدة "متسفن" التابعة لـ"لطم"، يوجد فريق صغير يُعرف بـ"مصنع النصوص"، وهو المسؤول عن تطوير روبوت الدردشة "جيني". تأسس الفريق قبل ستة أشهر فقط، ويُعد مركز تطوير برمجيات الجيش. يقوده النقيب "د"، خريج هندسة بيانات وذكاء اصطناعي، ويحمل ماجستير إدارة أعمال. يقول: "نشتغل كأننا شركة ناشئة: لدينا مدراء منتجات، فرق تطوير، وزبائن — وهم كل وحدة ميدانية تستخدم الحواسيب أو الأجهزة العسكرية."
مواجهة معضلة البيانات الضخمة
حين يريد القادة مثلاً معرفة أي وحدة هاجمت مستشفى الشفاء في غزة أولًا، يضطرون غالبًا للبحث في أنظمة مختلفة ومتفرقة. يعلق النقيب "د": "إذا لم تكن المعلومة سهلة، فلن تُستخدم. جيني يستخرج البيانات الفورية من جميع الأنظمة التشغيلية ويقدّم إجابات موجزة بلغة طبيعية."
بدلاً من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد بمليارات الدولارات، يستخدم الجيش تقنية RAG (التوليد المعزز بالاسترجاع)، التي تُضيف بيانات الجيش الخاصة إلى نماذج مفتوحة المصدر.
ويتابع النقيب "د": "أكبر تحدي في الذكاء الاصطناعي هو الدقة. باستخدام RAG، نضع حدوداً صارمة — جيني لا يجيب إلا من مصادر معتمدة، وكل إجابة مدعومة بمراجع. هو لا يستبدل الحكم البشري، بل يسهله."
مستقبل قرارات تقودها الآلة؟
حالياً، يقدّم "جيني" إجابات فقط، لكن النقيب "د" يقر بأن التوجه يسير نحو دعم اتخاذ القرار عبر الذكاء الاصطناعي: "الجيش سيتكيّف مع أي تطور تقني."
من جهة أخرى، يقود الرائد يوناتان في جيش الاحتلال وحدة جديدة تُعنى بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي القادمة من الأوساط الأكاديمية والصناعية. يقول: "فكر في وحدة لطم كأنها أمازون تحلل بيانات الزبائن — فقط نحن نستخلص رؤى قتالية." هذه الوحدة تركز على الذكاء الاصطناعي البصري والسمعي، على عكس "جيني" الذي يركز على النصوص.
وينضم فقط 15 مختصًا من النخبة في الذكاء الاصطناعي إلى الجيش سنويًا، ثلثهم فقط يُخصص لوحدة C4I، مما يجعل المنافسة على المواهب شديدة. يقول النقيب "د": "الأمر ليس فقط مالياً. التأثير العملياتي، خاصة في وقت الحرب، هو ما يبقينا هنا."
حتى الآن، يظل "جيني" محصوراً في سحابة البيانات العملياتية لجيش الاحتلال، ولا يشمل الأنظمة اللوجستية أو الطبية، لكن إذا نُقلت تلك الأنظمة، فقد يمتد تأثير "جيني" إلى أبعد.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل القيادة العسكرية
في ظل التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع العسكري، تراهن إسرائيل على أن تكون في طليعة هذا التحول. ويقول أحد المسؤولين في المشروع إن وحدتهم تعمل كما لو كانت "أمازون"، ولكن بدلاً من تحليل بيانات المستهلكين، يقومون بتحليل بيانات العمليات العسكرية.
حتى الآن، لا يشمل عمل "جيني" الأنظمة الطبية أو اللوجستية، لكنه قد يتوسع لاحقًا في حال نقل تلك الأنظمة إلى البيئة السحابية ذاتها، في وقت تسعى فيه تل أبيب لاستخدام الذكاء الاصطناعي كمصدر تفوق تكتيكي في حروب المستقبل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 2 أيام
- أخبارنا
"OpenAI" تخطط لجعل "ChatGPT" رفيقا مدى الحياة!
أخبارنا : كشف الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" الأمريكية سام ألتمان عن رؤيته الطموحة لتطوير "ChatGPT"، حيث يقترح تحويل روبوت الدردشة إلى مرافق دائم، يسجل مسيرة حياة المستخدم كاملة. بما في ذلك كل محادثة، وكتاب مقروء، ورسالة مستلمة، وحتى البيانات من مصادر أخرى. وحسب ألتمان، فإن الجهاز المستقبلي سيكون نظاما مدمجا خاصا بمعالجة المعلومات بسعة سياق هائلة تصل إلى تريليونات الوحدات ("الرموز"). وسيتمكن المستخدم من دمج كل حياته فيه: أي أحداث، سواء كانت محادثات، قراءة كتب أو لحظات أخرى. سيكون هذا النظام بمثابة مستودع شامل للذكريات، يوفر إمكانية العودة الفورية إلى أي حدث من الماضي بفضل واجهة مدروسة وآليات بحث سريعة. وأضاف أن الشركات يمكنها استخدام هذه التكنولوجيا لجميع بياناتها، مما يفتح آفاقا جديدة لتطبيقاتها واسعة النطاق على مستوى المؤسسة. كما أشار إلى توجه ملحوظ لاستخدام الأشخاص في سن 20-30 سنة روبوت الدردشة كمرشد للحياة، بينما يراه الجيل الأكبر سنا بديلا عن محرك البحث غوغل. وهذا الاختلاف في الاستخدام يسلط الضوء على كيفية تكييف الأجيال المختلفة مع الذكاء الاصطناعي وفقا لاحتياجاتهم. وتشمل الأمثلة العملية على استخداماته: التخطيط التلقائي لتغيير زيت السيارة. تنظيم رحلات لحضور حفلات الزفاف خارج المدينة مع طلب الهدايا. الحجز المسبق للمجلد التالي من السلسلة الكتابية المفضلة، وما إلى ذلك. كل هذه الأمثلة توضح كيف يمكن أن يصبح ChatGPT مساعدا لا غنى عنه في تبسيط المهام اليومية. ورغم الآفاق المثيرة، فإن الوثوق الكامل بشركة تكنولوجية كبيرة تثير مخاوف جدية. كما تظل مخاطر التلاعب والتحيز والمعلومات المضللة من قبل الذكاء الاصطناعي مشكلة كبيرة.


جو 24
منذ 2 أيام
- جو 24
"OpenAI" تخطط لجعل "ChatGPT" رفيقا مدى الحياة!
جو 24 : كشف الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" الأمريكية سام ألتمان عن رؤيته الطموحة لتطوير "ChatGPT"، حيث يقترح تحويل روبوت الدردشة إلى مرافق دائم، يسجل مسيرة حياة المستخدم كاملة. بما في ذلك كل محادثة، وكتاب مقروء، ورسالة مستلمة، وحتى البيانات من مصادر أخرى. وحسب ألتمان، فإن الجهاز المستقبلي سيكون نظاما مدمجا خاصا بمعالجة المعلومات بسعة سياق هائلة تصل إلى تريليونات الوحدات ("الرموز"). وسيتمكن المستخدم من دمج كل حياته فيه: أي أحداث، سواء كانت محادثات، قراءة كتب أو لحظات أخرى. سيكون هذا النظام بمثابة مستودع شامل للذكريات، يوفر إمكانية العودة الفورية إلى أي حدث من الماضي بفضل واجهة مدروسة وآليات بحث سريعة. وأضاف أن الشركات يمكنها استخدام هذه التكنولوجيا لجميع بياناتها، مما يفتح آفاقا جديدة لتطبيقاتها واسعة النطاق على مستوى المؤسسة. كما أشار إلى توجه ملحوظ لاستخدام الأشخاص في سن 20-30 سنة روبوت الدردشة كمرشد للحياة، بينما يراه الجيل الأكبر سنا بديلا عن محرك البحث غوغل. وهذا الاختلاف في الاستخدام يسلط الضوء على كيفية تكييف الأجيال المختلفة مع الذكاء الاصطناعي وفقا لاحتياجاتهم. وتشمل الأمثلة العملية على استخداماته: التخطيط التلقائي لتغيير زيت السيارة. تنظيم رحلات لحضور حفلات الزفاف خارج المدينة مع طلب الهدايا. الحجز المسبق للمجلد التالي من السلسلة الكتابية المفضلة، وما إلى ذلك. كل هذه الأمثلة توضح كيف يمكن أن يصبح ChatGPT مساعدا لا غنى عنه في تبسيط المهام اليومية. ورغم الآفاق المثيرة، فإن الوثوق الكامل بشركة تكنولوجية كبيرة تثير مخاوف جدية. كما تظل مخاطر التلاعب والتحيز والمعلومات المضللة من قبل الذكاء الاصطناعي مشكلة كبيرة. المصدر: تابعو الأردن 24 على

السوسنة
منذ 3 أيام
- السوسنة
آبل تعيد بناء سيري لتواكب الذكاء الاصطناعي
السوسنة- تسعى شركة آبل إلى تصحيح مسارها في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد الإخفاقات التي صاحبت إطلاق مزاياها الأولى في هذا المجال خلال العام الماضي.ووفقًا لتقرير موسّع من وكالة بلومبرغ، تركّز جهود الشركة حاليًا على إعادة تصميم مساعدها الرقمي 'سيري' بالكامل، بإصدار جديد يعتمد على نماذج اللغة الكبيرة (LLM)، ويحمل داخليًا اسم 'سيري LLM'.وأشار التقرير إلى أن مشروع 'Apple Intelligence' واجه تحديات كبيرة، من أبرزها تردد كريج فيدريجي، رئيس قسم البرمجيات في آبل، في الاستثمار المبكر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى انطلاقة الشركة المتأخرة مقارنة بمنافسيها، حيث لم تبدأ آبل فعليًا تطوير المشروع إلا بعد إطلاق ChatGPT أواخر عام 2022. وأشارت بلومبرغ إلى أن جون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل، كان من المعارضين لفكرة المساعدات القائمة على الذكاء التوليدي، مؤكدًا لموظفيه أن المستخدمين غالبًا لا يرغبون في أدوات مثل ChatGPT، كما أن محاولات إدماج تقنيات الذكاء التوليدي في النسخة القديمة من سيري لم تُحقق النتائج المرجوة، وسط شكاوى من الموظفين بأن كل إصلاح تقني يتسبب بظهور مشكلات جديدة. ويبدو أن جياناندريا، الذي التحق بآبل قادمًا من جوجل عام 2018، لم يتمكن من التأثير في الدوائر القيادية للشركة، ولم يدافع بقوة للحصول على التمويل اللازم، بحسب التقرير. وقد اُستبعد جياناندريا من الإشراف على مشاريع سيري والروبوتات حديثًا، وسط حديث داخل الشركة عن توجه لوضعه على طريق التقاعد ، مع التخوف من مغادرة الفريق الذي جاء معه إلى آبل. وبهدف إنقاذ المشروع، تعمل آبل حاليًا على تطوير نسخة جديدة كليًا من سيري عبر فريق الذكاء الاصطناعي التابع لها في مدينة زيورخ، حيث تُبنى البنية الجديدة بالكامل على نموذج لغوي كبير لجعل المساعد أكثر قدرة على المحادثة، وفهم السياق، وتحليل المعلومات. وتسعى آبل إلى استخدام تقنيات تراعي الخصوصية، وتحسين جودة البيانات التي تُدرب بها نماذجها، من خلال مقارنتها محليًا مع رسائل البريد الإلكتروني للمستخدمين في أجهزة آيفون دون إرسال البيانات الأصلية إلى خوادمها. وتناقش الشركة أيضًا السماح لسيري الجديد بتصفح الإنترنت، وجمع البيانات من مصادر متعددة، مما يجعله أقرب إلى أدوات بحث ذكية مثل Perplexity، التي أشارت التقارير إلى أن آبل تدرس التعاون معها لإدماج مساعدها الذكي في سفاري. يُذكر أن آبل كانت قد بالغت في تسويق قدرات مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها Apple Intelligence عند إعلانها، خاصةً في ما يتعلق بتحسينات سيري، قبل أن تضطر لاحقًا إلى تأجيل إطلاق تلك المزايا. اقرأ المزيد عن: