logo
من حلم الطب إلى أسر الحرب: قصة مصري في الحرب الروسية الأوكرانية

من حلم الطب إلى أسر الحرب: قصة مصري في الحرب الروسية الأوكرانية

BBC عربية١٨-٠٤-٢٠٢٥

رحاب اسماعيل - القاهرة
وقع خبر إسقاط الجنسية عن الشاب المصري الذي انضم إلى الجيش الروسي في الحرب الأوكرانية كالصاعقة على أسرته، التي كانت تحلم بعودته طبيبًا من روسيا، وليس مقاتلًا في الجيش.
"تفاجأت بالخبر مثل الجميع عندما تناقلته وسائل الإعلام بعد نشره في الجريدة الرسمية، لا أعرف كيف أتصرف حيال الأمر، وكيف آلت الأمور بابني إلى هذا الحد"، هكذا وصفت والدة الشاب محمد رضوان سنوسي شعورها لبي بي سي.
محمد، ذو الأثنين والعشرين عامًا، هو ابن قرية المريس بمحافظة الأقصر، جنوب البلاد.
نشرت الجريدة الرسمية المصرية في أبريل/نيسان من العام الجاري قرار مجلس الوزراء "بإسقاط الجنسية المصرية عن محمد رضوان سنوسي محمد، لالتحاقه بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية دون الحصول على ترخيص سابق".
كيف تحول حلم دراسة الطب إلى القتال في الجيش الروسي؟
سافر محمد لدراسة الطب في روسيا عام 2021 وكانت ترجو أسرته أن يصبح مصدر فخر لهم.
ولكن لا تدري أسرة محمد كيف انتهى به الحال أسيرًا في أوكرانيا بعد انضمامه إلى الجيش الروسي.
يقول والد محمد عبر صفحته على موقع فيسبوك إن ابنه وقع "ضحية للروس"، حيث ألقت السلطات الروسية القبض عليه ووجهت له تهمة حيازة مواد مخدرة.
ويضيف رضوان سنوسي أنه حاول التواصل مع عدة جهات رسمية لمساعدة ابنه، ولكن لم يصل إلى حل، حتى حُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، وبعدها انقطعت أخباره تمامًا، ولم تعرف الأسرة عنه شيئًا.
تقول صفاء والدة محمد لبي بي سي إن آخر تواصل لها مع محمد كان في فبراير/ شباط الماضي، حيث تفاجأت برسالة على هاتفها من رقم غريب، يُبلغها فيها أن ابنها سيتواصل معها عبر الفيديو خلال دقائق.
عندما بدأت المكالمة، وجدت الأم مصريًا آخر يقول لها إن ابنها وقع أسيرا في أوكرانيا.
وقام المصري بدور المترجم أثناء مقابلة بين محمد وصانع محتوى أوكراني، وأخبرها أنها يجب أن توافق على نشر المقابلة حتى تتمكن من التحدث مع ابنها.
تقول الأم إنها لم تكن تدري ماذا تفعل، وظلت تسأل عدة مرات عن عواقب هذه الموافقة، وما إذا كانت قد تُعرّض ابنها للخطر، ولكنها لم تجد سبيلًا سوى الاطمئنان عليه، فوافقت على نشر المقابلة، بحسبها.
فور حديثها مع ابنها، عرفت أنه انضم إلى الجيش الروسي.
تقول صفاء لبي بي سي: "تفاجأت بكل ما قاله لي ابني أثناء المكالمة، وشعرت من صوته أنه يشعر برعب شديد، وقال لي إنه يتمنى العودة إلى مصر، لكنه لا يعرف كيف سيحدث ذلك".
رفض صانع المحتوى أن يخبر محمد والدته عن موقع احتجازه في أوكرانيا، وطلب منه فقط أن يُطمئنها أنه بخير.
ووجه محمد حديثه إلى والدته في الفيديو وقال: الحمد لله إني عايش يا أمي، أنا الآن رهينة، ولقد حصلت على الجنسية الروسية، فادعي لي أن تنتهي الحرب ويتم تبادلي.
لا تعرف أسرة محمد ملابسات انضمامه إلى الجيش الروسي لكنها تظن أنه قد يكون تعرض لضغط من الجانب الروسي حتى اضطر لقبول الانضمام للجيش مقابل إسقاط حكم السجن عنه.
نُشر الفيديو على منصة يوتيوب، وتضمن وصفًا أنه يعبر عن "كيفية خداع مواطن مصري ذهب إلى روسيا للدراسة، ثم تم خداعه وسجنه، ليوقع على عقد للانضمام إلى الجيش الروسي"، بحسب الفيديو المنشور على منصة يوتيوب لصانع المحتوى.
حاول فريق بي بي سي التواصل مع وزارتي الخارجية الروسية والأوكرانية لمعرفة وضع محمد ومكان احتجازه ومصيره، لكن لم نتلقي رد حتي موعد نشر المقال.
لماذا قد ينضم عدد من المصريين إلى الجيش الروسي؟
بحسب الباحث في الشؤون الإقليمية، أحمد سلطان، فإن وتيرة ضم المقاتلين الأجانب للجيش الروسي زادت خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لطبيعة الحرب مع أوكرانيا وازدياد أعداد القتلى والمصابين، بالإضافة إلى أن التوسع في التجنيد والتعبئة العامة في روسيا ليس بالقدر الكافي لأن روسيا ما زالت تعتبر الصراع مع أوكرانيا "عملية خاصة".
ويضيف سلطان أن روسيا توفر عقودًا تمنح المقاتلين المنضمين للجيش ميزات مادية مغرية، وإقامات، وحتى الحصول على الجنسية، مقابل وعود بالمشاركة في جولات قتال قصيرة على الجبهة، لكن عادة لا يكون لدى المنضمين صورة حقيقية عن الأوضاع في الحرب، فقد يتعرضون للقتل أو الإصابة أو الأسر.
وتجذب الجامعات الروسية الطلاب المصريين بسبب سهولة الالتحاق بها، خاصة كليات الطب والتخصصات العلمية، وانخفاض التكاليف مقارنة بالجامعات الأوروبية والأمريكية، بحسب سلطان، الذي يرى أيضًا أن روسيا مقصد لعدد من الفنيين وأصحاب المهن البسيطة الذين يسافرون إليها أملًا في فرص عمل أفضل.
بعد اندلاع الحرب مع أوكرانيا، زادت كلفة المعيشة في روسيا، ولم يستطع العديد من الطلاب الإيفاء بتكاليف الدراسة، بالإضافة لتوقف طرق تحويل الأموال إلى روسيا من دول أخرى.
ويعتقد الخبير في الشؤون الإقليمية، أن الأولوية في استقطاب المنضمين إلى القوات الروسية تكون من الموجودين داخل البلاد، أو الذين ينتمون لمناطق الصراع، أو يعانون من ظروف اقتصادية صعبة. ويضيف أن من يوقع هذه العقود يكون في موقف صعب، حيث يكون ملزمًا بالوفاء به، وإذا عاد إلى بلده قد يواجه مشكلات قانونية.
ماذا بعد إسقاط الجنسية المصرية؟
يستمر والد محمد في نشر مناشدات عبر صفحته على منصة فيسبوك إلى المسؤولين المصريين لمساعدة ابنه وإعادته لمصر.
ويوضح عضو المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية سامح سمير، لبي بي سي، أنه من حق الدولة المصرية إسقاط الجنسية عن أي مواطن في الحالات التي حددها قانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن الجنسية المصرية.
ومنها المادة 16 التي تمنع الانضمام للخدمة العسكرية لإحدى الدول الأجنبية دون ترخيص سابق يصدر من وزير الحربية.
وعن تبعات إسقاط الجنسية، يقول سمير إن أي شخص تُسقط عنه الجنسية يكون مثل أي مواطن أجنبي، ليس له حقوق كمواطن على الدولة المصرية، وليس عليه واجبات.
ويضيف المحامي سامح سمير أنه يحق للشخص الذي سقطت جنسيته أن يتقدم بطعن على القرار إلى القضاء الإداري بمجلس الدولة، أو أن يوكّل من ينوب عنه لتقديم هذا الطعن.
ويقول جمال عيد، مؤسس ومدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إنه رغم أن قرار إسقاط الجنسية يمكن الطعن عليه، إلا أن قرار مجلس الوزراء ووزارة الداخلية يظل صاحب التأثير الأكبر، ونادرًا ما يتم إلغاء القرار، "طالما استمرت الأسباب".
أوضحت والدة محمد لبي بي سي إنها فكرت في تقديم التماس أو تظلم، لكنها لا تعرف من يستطيع مساعدتها.
ويشير عيد إلى أنه في حالة الشاب محمد رضوان، فاستمرار خدمته في جيش أجنبي، فضلًا عن النص شديد المرونة في البنود 5 و9 من المادة 16 من قانون الجنسية، حيث تمثل تعابير مثل "تهديد المصالح العليا"، أو "الإضرار بمركز مصر الحربي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي أو المساس بأي مصلحة قومية أخرى"، مساحة تفسير واسعة تتيح لمجلس الوزراء ووزارة الداخلية اتخاذ القرار بناءً على تقديرهم.
وبالرغم من إسقاط الجنسية، يظل من حق أسرة محمد أن تلجأ للحكومة المصرية طالبةً التدخل لدعمه أو إنهاء أسره، لكنه يصبح "طلبًا إنسانيًا، وليس حقًا قانونيًا"، بمعنى اعتباره حالة إنسانية لمواطن أجنبي لديه أقرباء في مصر، بحسب توضيح المحامي جمال عيد.
وعن مستقبل الأسرى من الجانب الروسي في أوكرانيا، يرى الباحث أحمد سلطان أن مفاوضات تبادل الأسرى السابقة تُظهر أن الاهتمام ينصب على الروس الأصليين فقط، أما المقاتلين الذين حصلوا على جنسيات أو لم يحصلوا عليها، فسيكونون في ذيل القائمة، حيث أن الغرض الأساسي من ضمهم هو المشاركة في العمليات العسكرية، على حد تعبيره.
ويضيف سلطان أن الأزمة الحقيقية ستبرز في حال انتهاء الصراع أو الوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار، لأن هؤلاء الأسرى قد يقضون سنوات في السجون الأوكرانية خلال مراحل التفاوض.
ويقول سلطان إنه إذا قررت أوكرانيا الإفراج عنهم، قد لا يُسمح لهم بالعودة إلى روسيا، وبالطبع لن تسمح لهم دولهم بالعودة إليها لأنهم سيواجهون مشكلات قانونية أو قد يكونوا فقدوا جنسيتهم بسبب مخالفة القوانين، وقد يشكّلون خطرًا أو تهديدًا على دولهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مِس ريتشل" ترد على منتقدي دعمها أطفال غزة: الصمت لم يكن خياراً
"مِس ريتشل" ترد على منتقدي دعمها أطفال غزة: الصمت لم يكن خياراً

العربي الجديد

timeمنذ 8 ساعات

  • العربي الجديد

"مِس ريتشل" ترد على منتقدي دعمها أطفال غزة: الصمت لم يكن خياراً

ردّت "مِس ريتشل" على الانتقادات وحملات هجومية طاولتها الشهر الماضي من مؤيدي إسرائيل، بسبب دفاعها المستمر عن أطفال غزة ، واصفةً الاتهامات لها بالترويج لدعاية حركة حماس بـ"الكذب الصريح". واشتهرت "مِس ريتشل" على منصات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية، من خلال تقديمها مقاطع مصورة لتعليم الأطفال أو تقديم النصح للأهل، بوجه طفولي مبتسم. لكن الجمهور انقسم حول الممثلة الأميركية في الفترة الماضية، لأنها اتخذت موقفاً صريحاً ضد الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة. منذ العام الماضي، بدأت "مِس ريتشل"، واسمها الحقيقي ريتشل أكورسو، بالتحدث عن المآسي التي يواجهها أطفال غزة جراء العدوان الإسرائيلي في تغيير جذري عن الصورة التي صنعت شهرتها، وهي التحدث بأسلوب طفولي محبب وهي ترتدي زيّاً من الجينز وتلف رأسها بربطة زهرية اللون. في مايو/أيار 2024، أطلقت "مِس ريتشل" حملة جمعت خلالها 50 ألف دولار لصالح منظمة سايف ذا تشيلدرن. وتحدثت بتأثر بالغ عن تعليقات قاسية و"تنمّر" تعرضت له عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهام منتقديها لها باتخاذ موقف منحاز مناهض لإسرائيل. كتبت أكورسو رداً على ذلك أن "الأطفال الفلسطينيين، الأطفال الإسرائيليين، الأطفال في الولايات المتحدة، الأطفال المسلمين، اليهود، المسيحيين. كل الأطفال، في أي بلد كانوا، لا أحد مستثنى من حق الحياة". "مِس ريتشل" تتمسك بدعم أطفال غزة لكن ذلك، لم يخفف من وقع الاتهامات المتزايدة لها بمعاداة السامية أو مناهضة إسرائيل. في إبريل/نيسان الماضي، طلبت مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل من وزيرة العدل الأميركية، بام بوندي، فتح تحقيق بشأن ما إذا كانت أكورسو "تتلقى تمويلاً من طرف خارجي للترويج لدعاية مناهضة لإسرائيل بهدف تضليل الرأي العام". كذلك، اتهمتها منظمة أوقفوا معاداة السامية (StopAntisemitism) بأنها تعمل على ترويج "دعاية حماس"، وإن كانت قد أقرّت بأن أكورسو نشرت فيديوهات داعمة لأطفال إسرائيليين منهم أرييل وكفير بيباس، أصغر الرهائن سناً، واللذان لقيا حتفهما في قطاع غزة. من جهتها، وصفت "مسِ ريتشل" في مقابلة مع "نيويورك تايمز"، الأربعاء الماضي، الاتهامات الموجهة لها بالترويج لدعاية "حماس" بأنها "أمر عبثي" و"كذب صريح". ونقلت عنها الصحيفة الأميركية قولها: "الحقيقة المؤلمة... هي أن آلاف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة قتلوا وما زالوا يقتلون، ويتعرّضون للتشويه والتضوّر جوعاً. من الخطأ الاعتقاد بأن الاهتمام بمجموعة من الأطفال يحول دون اهتمامنا بمجموعة أخرى من الأطفال". وفي مقابلة أجرتها مع الصحافي الأميركي البريطاني، مهدي حسن، مطلع الأسبوع الماضي، رأت الممثلة البالغة 42 عاماً، وهي أم لولدين، أن "عدم قول أي شيء هو ما يجب أن يثير الجدل"، وعبّرت عن خيبة أملها من الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها بسبب حملات جمع التبرعات والمناصرة التي تقوم بها لمساندة الأطفال في القطاع الفلسطيني. وأضافت: "من المحزن أن يحاول الناس إثارة الجدل ضد من يرفع الصوت دفاعاً عن أطفال يتعرضون لمعاناة لا تقاس. الصمت لم يكن خياراً بالنسبة لي". سلّط هذا الاندفاع الضوء على الشخصية المحبوبة التي دخلت بابتسامتها العريضة ووجها البشوش، قلوب ومنازل ملايين من العائلات في الولايات المتحدة، وأصبحت من أبرز الوجوه على منصات التواصل الاجتماعي التي تقدم النصائح لمرحلة الطفولة المبكرة. في الوقت الحالي، يناهز عدد متابعي "مِس ريتشل" على منصة يوتيوب 15 مليون شخص. نجوم وفن التحديثات الحية "مِس ريتشل" تغضب جماعة مؤيدة للاحتلال انقسام أميركي متزايد يأتي الجدل حول الممثلة في وقت تزداد حدة الأزمة الإنسانية في غزة، مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ مطلع مارس/آذار الماضي إلى القطاع المحاصر، ما أثار انتقادات دولية لاذعة لدولة الاحتلال التي قالت إنها ستعاود السماح بدخول "كمية أساسية" من المعونات. لفتت "فرانس برس" إلى أن الانتقادات المثارة حول فيديوهات "مِس ريتشل" التي تتطرق إلى معاناة الأطفال في غزة تعكس الانقسام العمودي في الولايات المتحدة بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع، من الجامعات إلى المؤسسات الخاصة والمجتمع بشكل عام. ومنذ بدء حربها على القطاع، قتلت إسرائيل أكثر من 53 ألف فلسطيني، من بينهم أكثر من 10 آلاف طفل، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة غزة. ألغت "مِس ريتشل" إمكانية التعليق على بعض منشوراتها الداعمة لأطفال غزة، لكن المستخدمين لجأوا إلى منشوراتها الأخرى للتعبير عن آراء متفاوتة، فبينما كتب أحد المستخدمين: "أحب برنامجك وليس سياستك"، اعتبر آخر أن "مِس ريتشل كنز وطني". ودافعت بعض الشخصيات عن "مِس ريتشل"، مثل تومي فيتور الذي كان ضمن فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ويعمل حالياً مقدم بودكاست. كتب فيتور أن "معاداة السامية مشكلة حقيقية، والإدلاء بهذه التعليقات (بحق مِس ريتشل) بشكل خبيث... لغايات سياسية، يجعل الأمور أسوأ". وعلى الرغم من كل الانتقادات تمسكت ريتشل أكورسو بمواقفها الداعمة لأطفال غزة، ونشرت مؤخراً صورة برفقة الطفلة رهف البالغة ثلاثة أعوام التي فقدت ساقيها في الحرب، وكتبت: "نعلم أن معاملة الأطفال كما يحصل في غزة ليست أمراً صائباً أخلاقياً. نعلم ذلك في قلوبنا وأرواحنا"، متوجهةً بالقول إلى "القادة الملتزمين الصمت الذين لا يساعدون هؤلاء الأطفال، يجب أن تشعروا بالعار. صمتكم سيبقى في الذاكرة". (فرانس برس، العربي الجديد)

تشكيل هيئتين وطنيتين للعدالة الانتقالية والمفقودين في سورية
تشكيل هيئتين وطنيتين للعدالة الانتقالية والمفقودين في سورية

العربي الجديد

timeمنذ 2 أيام

  • العربي الجديد

تشكيل هيئتين وطنيتين للعدالة الانتقالية والمفقودين في سورية

أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع ، مساء يوم السبت، مرسومين رئاسيين بتشكيل "الهيئة الوطنية للمفقودين" و"الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية" في سورية . وجاء في مرسوم رئاسي: "بناء على الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية، واستناداً إلى الإعلان الدستوري، وحرصاً على الكشف عن مصير آلاف المفقودين في سورية، وإنصاف ذويهم، يعلن عن تشكيل هيئة وطنية مستقلة باسم الهيئة الوطنية للمفقودين". وحدد المرسوم مهمة الهيئة في الكشف عن مصير آلاف المفقودين والمختفين قسراً في سورية، وتوثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، وتقديم دعم قانوني وإنساني لعائلاتهم. وأوضح أن أمام الهيئة 30 يوماً لوضع نظامها الداخلي والانطلاق في عملها. وعين المرسوم محمد رضا جلخي رئيساً للهيئة، مع منحها استقلالاً إدارياً ومالياً. وتأتي هذه الخطوة بعد مطالب متكررة من ذوي المفقودين والمختفين قسراً، ومن منظمات وجمعيات حقوقية وإنسانية، للحكم الجديد في سورية، بالاهتمام بهذا الملف، نظراً إلى أنه يمس مئات آلاف العائلات السورية. كما نص المرسوم الآخر على تشكيل هيئة مستقلة باسم "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية"، وتعنى بكشف الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة التي تسبب فيها النظام السابق، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وجبر الضرر الواقع على الضحايا، وترسيخ مبادئ عدم التكرار والمصالحة الوطنية. وبموجب المرسوم، "يعين عبد الباسط عبد اللطيف رئيساً للهيئة، ويكلف بتشكيل فريق العمل ووضع النظام الداخلي خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً من تاريخ الإعلان". ومنح المرسوم الهيئة الاستقلال المالي والإداري، وصلاحية ممارسة عملها في جميع أنحاء الأراضي السورية. أخبار التحديثات الحية أبو قصرة: دمج جميع الفصائل في وزارة الدفاع السورية محمد رضا جلخي.. أكاديمي سوري يرأس هيئة المفقودين محمد رضا جلخي أكاديمي سوري يحمل دكتوراه في القانون الدولي عام 2023 من جامعة إدلب. وشغل عدة مناصب في مجال التعليم العالي، منها أمين جامعة إدلب. وعقب سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عين جلخي عميداً لكلية العلوم السياسية في جامعة دمشق، كما جرى اختياره ليكون عضواً في مجلس الأمناء الجديد لـ"الأمانة السورية للتنمية"، التي تحول اسمها إلى "منظمة التنمية السورية". وعُين جلخي في 2 مارس/آذار الماضي في اللجنة المكلفة بصياغة مسودة الدستور السوري في إطار تنظيم مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. محمد رضا جلخي رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين من مدينة سلقين بريف إدلب وكان يشغل منصب عضو مجلس أمناء منظمة التنمية السورية ،كما أنه كان ضمن اللجنة المكلفة لصياغة الاعلان الدستوري حاصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة إدلب — غيث (@ghaith2323) May 17, 2025 وإلى جانب عضويته في مجلس أمناء "منظمة التنمية السورية"، يتولى جلخي عدة مناصب قيادية في قطاع التعليم العالي والتنمية، مثل أمين جامعة إدلب، وعضو اللجنة المكلفة بتسيير أعمال جامعة دمشق منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، ورئيس لجنة تسيير أعمال الجامعة الافتراضية السورية منذ 3 فبراير/شباط 2025، وهو باحث مشرف في المركز السوري للدراسات الاستراتيجية. عبد الباسط عبد اللطيف.. المكلف بهيئة العدالة الانتقالية أما المكلف بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية عبد الباسط عبد اللطيف، فهو من مواليد محافظة دير الزور 1963، وشغل منصب الأمين العام السابق للائتلاف الوطني السوري التابع للمعارضة السياسية السورية. كان قد حصل على إجازة بالحقوق من جامعة حلب 1986، وهو نائب سابق لرئيس لجنة الحج العليا السورية، ورئيس المكتب السياسي لفصيل "جيش أسود الشرقية"، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس المحلي لدير الزور في الحكومة السورية المؤقتة 2018.

سجن مع وقف التنفيذ للمؤثرة صوفيا بن لمان بعد تهديدها بقتل معارضين جزائريين
سجن مع وقف التنفيذ للمؤثرة صوفيا بن لمان بعد تهديدها بقتل معارضين جزائريين

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • العربي الجديد

سجن مع وقف التنفيذ للمؤثرة صوفيا بن لمان بعد تهديدها بقتل معارضين جزائريين

حُكم على صوفيا بن لمان، وهي مؤثرة فرنسية جزائرية، الثلاثاء، في ليون (وسط شرق فرنسا)، بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة توجيه تهديدات بالقتل لمعارضين للنظام الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي. كما قضت المحكمة الجنائية في ليون بإلزام صوفيا بن لمان بتمضية 200 ساعة من الخدمة المجتمعية، وأمرت بمنعها من استخدام تطبيقي " تيك توك " و" فيسبوك " لمدة ستة أشهر، وذلك في ظل تجدد التوتر بين باريس والجزائر. وكان المدعي العام قد طالب، في جلسة عقدت في 18 مارس/آذار، بالسجن سنة مع وقف التنفيذ بحق بن لمان، مندّداً بما وصفه بـ"تصريحات خطرة فعلاً ومشحونة بالكراهية لا مكان لها بتاتاً في دولة ديمقراطية". إعلام وحريات التحديثات الحية الإعلام الفرنسي يُزايد على الحكومة في استعداء الجزائر وأوقفت صوفيا بن لمان في مطلع يناير/كانون الثاني، شأنها شأن ثلاثة مؤثرين جزائريين آخرين اتُّهموا بنشر محتويات مشحونة بالكراهية ودعوات إلى العنف على الإنترنت. واستند الادعاء إلى تسجيلات مصوّرة للمرأة البالغة من العمر 54 عاماً، والعاطلة من العمل، والتي يتابعها أكثر من 350 ألف شخص على منصّتي "تيك توك" و"فيسبوك"، أبرزها بث مباشر أهانت فيه امرأة أخرى وتمنّت لها الموت. وخلال محاكمتها، التي حضرتها وهي ترتدي ملابس بألوان علم الجزائر، قالت بن لمان إن ما صدر عنها كان مجرد "أسلوب في الكلام"، نافية أن تكون لديها نيّة فعلية لتنفيذ ما قالته، وصرّحت بأنه "كانت الكلمات أكبر من أفكاري". من جانبه، رأى محاميها فريديريك لاليار أنه "لولا السياق السياسي الحالي، لما كانت (لمان) أمام المحكمة"، معتبراً أن ما نُسب إليها كان مجرد "كلام أُلقي على عواهنه" خلال "دردشات صبيانية"، وأن موكلته لا تتمتّع بالنفوذ الفكري أو العقائدي الذي يُنسب إليها. وسبق أن حُكم على صوفيا بن لمان، وهي لاعبة كرة قدم سابقة، بالسجن سبعة أشهر مع وقف التنفيذ سنة 2001، بعدما اقتحمت ملعب "ستاد دو فرانس" رافعة العلم الجزائري خلال مباراة ودية جمعت بين فرنسا والجزائر. (فرانس برس)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store