المقايضة بين إعادة الإعمار والسلاح: أميركا تنسحب من تعهدها؟
دخل ملف إعادة الإعمار حيّز الضغوط التي تُمارس على لبنان من أجل استكمال سحب سلاح حزب الله من كلّ الأراضي اللبنانية، كما قالت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. كما بات بحكم المُسلَّم به من قبل الدولة اللبنانية، أن لا انسحاب إسرائيلياً ما لم تعتبر الولايات المتحدة أن لبنان قد حقّق المطلوب منه. ولولا المبادرات المحلية التي يتولاها حزب الله، لكان الركام لا يزال بكامله على الأرض، وبقيت مناطق بأكملها مهدَّمة.
خلال مفاوضات وقف الحرب، كان الموفد الأميركي أموس هوكشتاين يؤكد للجانب اللبناني المفاوض التزامه بإعمار ما دمرته حرب إسرائيل على لبنان، واعدًا ببدء ورشة الإعمار فور انتهاء الحرب، بما أوحى أن شروط الاتفاق تتضمن حكماً مساعدة لبنان في نفض آثار الحرب عنه. مع وصول دونالد ترامب وتسلم مورغان أورتاغوس ملف لبنان، غُيّب موضوع إعادة الإعمار عن جدول أعمالها، كما غاب عن جدول الاجتماعات العربية اللبنانية أيضًا. وبقي موضوع سحب السلاح يحتل صدارة المتابعات المحلية والدولية، بينما لم يُولَ ملف الإعمار الأهمية ذاتها، كما موضوع استمرار احتلال نقاط في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. وعلى ما تظهر الوقائع، فإن ملف الإعمار بات مرتبطًا بجدول الشروط المفروضة على لبنان من قبل الولايات المتحدة، وهذا ما تؤكد عليه مصادر دبلوماسية مواكبة لعمل أورتاغوس، حين تقول إن الولايات المتحدة لن تلتزم بإعادة الإعمار طالما أن سحب سلاح حزب الله لم ينتهِ بالكامل.
حزب الله وسلام: عتب يلامس اللوم
يخفي حزب الله عتبًا يلامس اللوم على رئيس الحكومة "لتقصيره الفاضح في ملف إعادة الإعمار"، ولا يجد مبررًا لعدم تحريك ساكن من قبل الحكومة. لمناسبة التحرير، أجرى حزب الله جولة على رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري، بينما حال سفر سلام دون زيارته، وبانتظار فرصة ثانية للزيارة، فإن حزب الله يستغرب كيف يتم التركيز على موضوع السلاح، بينما تتجاهل الحكومة موضوع إعادة الإعمار ولا تحرك ساكنًا حيالها.
ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله إنه يجب إعادة الإعمار أمس قبل اليوم، ويستغرب كيف لا يلمس خطوات عملية على هذا المستوى من الحكومة، بينما الركام لا يزال على الأرض. يريد برّي الشروع في خطوات تنفيذية، خصوصًا وأن إعادة الإعمار كانت التزامًا من قبل موفد الولايات المتحدة. يقول بري: "يوم طلب منا الموافقة على اتفاق وقف الحرب، قالوا: وافقوا على الاتفاق وسنعيد بناء ما تهدم". التزم لبنان بالاتفاق، وتم سحب السلاح من جنوب الليطاني، وأنجزنا كل ما يلزم من جهتنا، بينما الجهات الضامنة لم تلتزم بوعودها.
وعلى ما يبدو، فإن ملف الإعمار سيحتل صدارة الاهتمام في المرحلة المقبلة، ومع قرب وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، فإن الثنائي رفع الصوت منتقدًا ومطالبًا الدولة بالإعمار. قالها برّي أمام زواره: "وعدوا، ولكن لا حس ولا خبر"، وردًا على المواقف التي تعلن عن عودة لبنان إلى الحضن العربي، تساءل بري: "طالما أن لبنان عاد إلى الحضن العربي، فكان ينتظر ترجمة هذه العودة على مستوى إعادة الإعمار، ولكن لا يتم تحريك ساكن بعد".
تلاشي الوعود بالإعمار
يعتبر الثنائي أن حزب الله التزم بالمطلوب منه وفق الاتفاق، وقد أخلى جنوب الليطاني، بينما تلاشت الوعود، والناس بدأت تتململ. وهناك خشية من أن يكون مقابل إعادة الإعمار مطالب لا يقوى لبنان على تنفيذها، ترتبط بما يدور في المنطقة. وحسب انطباعات رئيس المجلس، وعلى ما يبدو، فليس اللبنانيون من يربطون مستقبل الوضع بالمفاوضات الأميركية الإيرانية، وإنما غيرهم.
وحيال تواصل الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، يسأل رئيس المجلس: "أين اجتماعات لجنة المراقبة؟ ولماذا لم تعاود الاجتماع بعد تعيين رئيس جديد؟ وهل يكفي اجتماع واحد لصد الخرق الإسرائيلي المستمر على الجنوب؟". وبينما يتخوف لبنان من سلطة شروط جديدة قد تحملها أورتاغوس، تؤكد مصادر مواكبة لحراكها لـ"المدن" أنها ستستطلع مراحل سحب السلاح، وتحدثت عن عتب الولايات المتحدة عما أسمته تقاعس رئيس الجمهورية والحكومة في لبنان عن القيام بما يلزم، وأن أورتاغوس تعتبر أن ترك لبنان يعني عودة حزب الله إلى قوته، ويجب أن نستكمل المسار إلى أن يسلم حزب الله سلاحه بالكامل، وإلا فليترك حزب الله لقدره.
هي مقايضة بين السلاح وإعادة الإعمار، يرفضها الثنائي وقد غادر صمته وانتهت مهلة المئة يوم للحكومة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ 39 دقائق
- تيار اورغ
تراجع السجال بين "الحزب" وسلام
بعض ما جاء في مانشيت اللواء: تراجع السجال الداخلي بين الرئيس نواف سلام وحزب الله حول اولويات «الاصلاح والسيادة» ومصير سلاح الحزب، وبعد التصعيد الذي جرى حول ملف السلاح، تحدثت مصادر متابعة عن السعي لدى طرفي السجال لتهدئة الخطاب السياسي ونبرة التعاطي مع ملف السلاح، لتمهيد الارضية لحوار هادئ وبناء، يمكن ان يُعوّل عليه اذا حصل اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة نواف سلام وبين كتلة الوفاء للمقاومة، والذي تأخر بسبب سفر الرئيس سلام والانشغالات الاخرى اليومية، لكن توقعات المصادر الحكومية بأنه سيحصل نتيجة المساعي المبذولة للتهدئة والتي دخل على خطها الرئيس جوزاف عون. وحسب معلومات «اللواء»، فقد وصلت عن طريق «بعض المحبّين» ملاحظات الى المعنيين بالسجال، تشير الى خطورة التصعيد في المواقف، ونصائح بتهدئة الحملات والعودة الى الخطاب الهادىء ولو من باب تأكيد موقف كل طرف لكن بطريقة دبلوماسية ولبقة، بإنتظار تدخّل احد الرئيسين جوزف عون ونبيه بري او كلاهما لدى الطرفين لوقف السجال او التخفيف من حدته. وفي سياق مساعي التهدئة، علمت «اللواء» ان الرئيس عون قد يكون اثار الموضوع مع الرئيس سلام في اجتماعهما الثنائي قبيل جلسة مجلس الوزراء امس، كما ان رئيس الجمهورية خاطب الوزراء موصياً بالتضامن والمعالجات الهادئة للأمور بالحوار والنقاش وتلافي خطاب الاستفزاز. في اشارة الى بعض المواقف الوزارية التي كانت حادة حول عدد من المواضيع العامة ومنها التعاطي مع موضوع سلاح الحزب. وفي توقعات المصادر الرسمية ان الجو سيميل الى التهدئة لا سيما اذا حصل اللقاء بين الرئيس سلام ووفد حزب الله خلال اليومين المقبلين، لأن وضع البلد لا يحتمل مزيداً من التوترات والانقسامات والخلافات، وبخاصة انه على ابواب موسم صيف واعد، وعلى ابواب تطورات اقليمية ودولية مهمة وحساسة ستطال بتأثيراتها بلا شك لبنان.


ليبانون 24
منذ 42 دقائق
- ليبانون 24
الفصائل الفلسطينية لم تتبلّغ موعد أو آليّة تسليم السلاح... والثقيل منه انتهى
كتب كمال ذبيان في" الديار": المرحلة الاولى من تنفيذ الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، بتسليم السلاح من المخيمات الفلسطينية في كل من صبرا وشاتيلا ومار الياس وبرج البراجنة، وحدد تاريخها في 15 حزيران المقبل، ما زالت مجهولة، ولم توضع آلياتها، كما لم يتم ابلاغ الفصائل الفلسطينية، سواء المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية او التي خارجها، عن كيفية إجراء العملية. حصل اثناء زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى لبنان ، حيث التقى رؤساء الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام ، انه قدم ورقة السلاح الفلسطيني دون ان يملك القرار فيه، وفق توصيف مصدر قيادي فلسطيني معارض لنهج عباس، الذي لم يتشاور مع فصائل منظمة التحرير ولا "تحالف القوى الفلسطينية"، التي تجمعهما "هيئة العمل الفلسطيني المشترك"، لهذا لم يؤخذ موقف الرئيس الفلسطيني على محمل الجد، لان اجتماع اللجنة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، التي اجتمعت في السراي الحكومي برئاسة السفير رامز دمشقية المكلف الملف الفلسطيني، غاب عنه السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، ومسؤول حركة "فتح" في لبنان فتحي ابو العردات، وهما المعنيان مباشرة بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وهذا ترك تساؤلات حول غيابهما او تغييبهما، والاكتفاء بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الاحمد الذي يتابع الوضع الفلسطيني في لبنان. فموعد 15 حزيران ليس دقيقا وثابتا، وتم تسريبه بعد اجتماع اللجنة التي لم تضع الآلية، وتفرق اعضاؤها، سوى ما عرضه المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير ، حول كيف ستتم عملية تسليم السلاح وما هو نوعه، ومتى يبدأ، وهل يكون على مراحل ام في مرحلة واحدة؟ وتكشف مصادر فلسطينية من مختلف الفصائل، انها لم تتلق بعد معلومات حول كيف ستتم معالجة السلاح الفسلطيني، سوى ما جرى اثناء الزيارة – "الهمروجة" للرئيس الفلسطيني، الذي بقيت مواقفه بالعموميات، وهذا ما ترك زيارته غير فاعلة تقول المصادر، التي تشير الى ان لا سلاح ثقيل في المخيمات، وهو المقصود لانه تم تسليمه خارج المخيمات، وهذا ما يعلمه الجيش اللبناني ومخابراته التي تسلمت هذا السلاح سلميًا، وبالتوافق مع الجبهة الشعبية – القيادة العامة و "فتح الانتفاضة" في قوسايا وكفرزبد وحلوى والناعمة.


ليبانون 24
منذ 43 دقائق
- ليبانون 24
ستارلينك قبل نهاية حزيران
برزت في النشاط الرئاسي المداولات الخاصة بملف الاتصالات وما يتعلق بخدمات ستارلينك، وفي السياق ذكرت «نداء الوطن»، أن المحادثات بين وفد شركة «ستارلينك» ووزارة الاتصالات قطعت شوطاً كبيراً، وجرى التفاهم على تسريع دخول الشركة العالمية إلى لبنان، بعدما أُزيلت كل العقبات السياسية وفي مقدمها، موافقة جميع الاطراف على المشروع. وبات من شبه المؤكد أن الشركة ستبدأ تقديم خدماتها في لبنان قبل نهاية حزيران المقبل. وفي المعلومات أيضاً، أن المفاوضات مع وزارة الاتصالات أدّت إلى تحسين كبير في عائدات الدولة اللبنانية لقاء استعمال الإنترنت الذي توفره «ستارلينك»، وأن نسبة الـ 5 % التي كانت مطروحة سابقاً انتهت، وقد تم التوصل إلى اتفاق مبدئي يمنح الخزينة اللبنانية أضعاف هذه النسبة. وعُلم أيضاً، أن «ستارلينك» ستؤسس شركة لبنانية لمواكبة تنفيذ الاتفاق عن كثب، وستكون خدماتها مؤمّنة للشركات، عبر اشتراكات تبلغ 100 دولار شهرياً.