logo
دعوة من العلامة فضل الله إلى الدولة… وهذه تفاصيلها

دعوة من العلامة فضل الله إلى الدولة… وهذه تفاصيلها

بيروت نيوزمنذ 3 ساعات

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين. ومما جاء في خطبته السياسية:
عباد الله أوصيكم وأوصي نفسي بما كان يدعو به رسول الله (ص) مع كل بداية لسنة هجريّة جديدة عندما قال: 'اللهم أنت الاله القديم وهذه سنة جديدة، فأسألك فيها العصمة من الشيطان والقوة على هذه النفس الأمارة بالسوء، والاشتغال بما يقربني إليك يا كريم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون، ولا تؤاخذنا بما يقولون، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب' نسأل الله أن يوفّقنا لتكون سنة جديدة مفعمة بالخير والعمل الصّالح وأن تكون أفضل من ماضيها… لنكون بذلك أكثر وعيا ومسؤولية وقدرة على مواجهة التحديات'.
أضافر :'والبداية من الإنجاز الكبير الذي حققته الجمهورية الإسلامية في إيران في رد العدوان الصهيوني عليها والذي أكدت فيه مدى قدراتها الّتي فاجأت العدو ووصلت إلى عمق كيانه ما لم يعهده منذ نشوئه، ما دعاه إلى إيقاف عدوانه ومنعه من تحقيق أهدافه التي كان يسعى إليها والتي كنا أشرنا سابقا إلى أنها تجاوزت حدود ما أعلن عنه من منع إيران من امتلاك القدرة النووية إلى المس بقدراتها العسكرية والأمنية والاقتصادية والعلمية وتماسك شعبها ووحدته وصولا إلى تقويض أركانها.
لقد حصل هذا الانجاز رغم الاغتيالات التي قام بها العدو والاستهداف للمواقع العسكرية والاقتصادية ورغم القدرات التي يمتلكها هذا العدو والدعم المباشر وغير المباشر الذي حظي به من الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية ورغم الحصار الذي عانت منه طويلا، لقد استطاعت الجمهورية الاسلامية وبقدراتها الذاتية وامكاناتها التي طورتها وبدون أن تحظى بأي دعم خارجي أن تقدم أنموذجا يحتذى به في قدرتها على الوقوف في وجه أطماع هذا الكيان ومخططاته'.
وتابع فضل الله :'لقد مثلت إيران بهذا الانجاز عنصر ردع لهذا العدو ما سيجعله يعيد النظر بكل مخططاته التوسعية في المنطقة… كما سيعطي هذا الإنجاز الأمل لكل الذين عانوا من ويلات العدو وجرائمه بقدرتهم على استعادة قرارهم وحريتهم ودحر العدو عن أرضهم ومقدراتهم.
إننا أمام ذلك نهنئ الجمهورية الإسلامية في إيران على قدرتها في رد العدوان بفعل وعي قيادتها الحكيمة والصمود الذي أظهرته في مواجهة هذا العدوان ونحن على ثقة بأنها قادرة على تجاوز كل الجراح والآلام التي عصفت بها وستبقى أمينة على المبادئ والقيم التي حملتها ولأجلها قدمت التضحيات في الوقوف مع المظلومين والمستضعفين وعلى سياستها التي تقوم على عدم الاعتداء على أحد ولكنها لن تقبل أن يعتدي عليها أحد…
ونحن في هذه المناسبة، نحيي الموقف الموحد الذي اتخذته الدول العربية والاسلامية في إدانة هذا العدوان الظالم ورفضها له، ولكننا نريد أن يتجاوز موقفها حدود الإدانة إلى عمل مشترك لمواجهة التحدي الذي سيبقى ماثلا من قبل العدو الصهيوني الذي سعى ولا يزال يسعى ليكون هو الأقوى في هذه المنطقة والمهيمن عليها، ويقف أمام كل من يريد أن يسعى لبناء قواه الذاتية وتطوير قدراته وأن يكون له قراره الحر'.
واستطرد فضل الله :'إننا نؤكد، أن العالم العربي والإسلامي لديه كل القدرات والإمكانات لمواجهة تحديات هذا العدو أو غيره ان عرف مكامن قوته وتوحدت جهوده وخرج من الانقسامات التي تعصف به والتي تشتت قدراته وتذهب بريحه، والتي يعمل عليها من خلال إثارة الغرائز الطائفية أو المذهبية أو القومية أو باستحضار سلبيات التاريخ أو تخويفها بعضها من بعض.
وبالانتقال إلى غزة، نرى أن العدو الصهيوني يستمر في ارتكاب أبشع المجازر فيها وعمليات القتل الجماعي التي تلاحق حتى الساعين لتأمين احتياجاتهم من الغذاء والدواء في ظل الحصار المطبق عليهم ما يندى له جبين الإنسانية، ومع الأسف يجري كل ذلك في ظل صمت العالم وسكوته وعدم اصداره حتّى بيانات الإدانة.
إننا نحيي صمود هذا الشعب وثباته في أرضه وعلى التمسك بمقاومته الشجاعة متسلحا في ذلك بإيمانه بالله وحقه بالحرية، ونحن على ثقة بأنه رغم قلة الامكانات والتضحيات الجسام سيمنع العدو من تحقيق أهدافه التي يسعى إليها وتحقيق تطلعاته في العيش الكريم على أرضه وامتلاك قراره فيها عاجلا أو آجلا'.
وقال :'ونعود إلى لبنان الذي يستمر العدو الصهيوني في استهدافاته من خلال الغارات المتواصلة على مناطقه، وعمليات الاغتيال للبنانيين أثناء تنقلهم وداخل قراهم أو التفجير للبيوت المتبقية في القرى الحدودية لمنع الناس من العودة إليها أو الطلعات الجوية لمسيراته التي تجوب المناطق اللبنانية وصولا إلى بيروت والتي يسعى العدو من خلالها إلى الضغط على لبنان للرضوخ لهذا العدو والقبول بمطالبه التي تمس بسيادة البلد وأمنه واستقراره'.
وأعاد السيد فضل الله دعوة الدولة، الى 'تحمل مسؤوليتها تجاه مواطنيها والقيام بدورها في حمايتهم'. فلا يجوز أن يمر هذا الأمر مرور الكرام ومن دون حتى بيانات استنكار وشجب وإدانة والتي هي أضعف الإيمان، وعدم التوقف عن التحرك الديبلوماسي لإيجاد بيئة دولية ضاغطة على الكيان الصهيوني لارغامه على الالتزام بالإتفاقات المعقودة'.
وجدد السيد فضل الله 'دعوتنا للبنانيين جميعا، إلى أن يكونوا أمناء على هذا الوطن وأن يتوحدوا ليواجهوا الضغوط التي تمارس أو تلك التي ستمارس عليهم والتي تمس أمنهم وسيادتهم وأن يستحضروا في مواجهة ذلك مواقع قوتهم وأن لا يسمحوا للعدو أن يستفيد من كلماتهم وتصريحاتهم ومواقفهم'.
وأردف :'وأخيرا سنكون في الأسبوع القادم وفي مثل هذا اليوم يوم الجمعة الرابع من تمّوز مع ذكرى ارتحال السيد الوالد إلى رحاب ربه، وهو الذي عاش معنا ولم يغادرنا في كل الظروف والصعوبات والتحديات ومن نهلنا من معين علمه وفكره وكلماته ومواعظه وأحاديثه ومن أفنى عمره ليخرجنا من ضعفنا وجهلنا وتخلفنا… ومن عمق وعينا بالإسلام في نقائه وصفائه وعرفنا أن الحياة لا تبنى بالضعف والتسليم بالأمر الواقع بل بمنطق الأعزاء والأحرار الذين يعيشون هموم الناس، كل الناس والأمة، ومن يقفون المواقف العزيزة ممن لا يخشون في الله لومة اللائم'.
وختم السيد فضل الله :'نحن وبسبب الظروف الصعبة الّتي نعيشها لن نقيم هذه الّنة احتفالا بل سنلتقي في هذا اليوم لنتوجه إليه بسلامنا ونهديه ثواب قراءتنا الفاتحة له اعترافا بالجميل، وشكرا له لما قدم والذي سنحفظه جميعا بكل ما استطعنا من قوة'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي
العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي

أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الليلة الاولى من محرم الحرام في مقر المجلس طريق المطار ، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، وأيضا بحضور علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين. وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ أحمد المقداد قدم الحفل الدكتور جهاد سعد، مستهلا كلمته بقوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". في خبايا النفس تنقدح شرارة ثورة ما عندما يرتقي الوعي إلى مرحلة إدراك الظلم والتردي في الواقع السياسي أو الإجتماعي أو الإقتصادي أو الروحي.... والوعي مسألة معقدة، تزداد أهمية في العصر الحديث بسبب قدرة الظلم المسلح بتقنيات الحداثة على الحؤول بين الوعي والواقع، إما عن طريق خلق واقع إفتراضي، أو عن طريق التلاعب بالحواس ومصادر المعلومات واللغة والمفاهيم والصور التي تعمل على كي الوعي ومنعه من النفاذ إلى حقيقة الصورة، هنا يصبح حجب الصورة السائدة والتشكيك بها من أهم طرائق تحرير الوعي ليواصل حركته نحو الأعماق. لقد كانت الأمة سنة 60 للهجرة في حالة من تحلل الوعي بفعل قوة الدعاية الأموية، النخبة مدركة ولكن خائفة، والعامة تساق بالسيف أو بالسم أو بالدعوة المزيفة لطاعة الملك العضوض. السلطة المنحرفة أصبحت وصية على الدين ، وشارب الخمر وملاعب القردة أصبح أمير المؤمنين، والثقافة السائدة تنحدر إلى حضيض الجاهلية الأولى وتمجد طاعة السلطان، فلا بد من صفعة تنبه العقول وتحيي الضمائر ، لا بد من صفعة تضع أمام عين الامة مشهد التدهور الذي وصلت إليه، صفعة مضمخة بالدم ، صارخة بالفاجعة، عميقة الألم، بارزة المظلومية .... لعلها تحدث فتحا في بصيرة الامة كفتح مكة فتفصل قدسية الدين عن السلطة السياسية ، وتحرر الأمة من إملاءآت المستبد، وتسقط هالة الشرعية المزورة التي تضفيها أجهزة الدعاية الأموية على الملك العضوض". أضاف :"فكانت كربلاء وكانت فاجعة عاشوراء ، وقدم الحسين نفسه وأهله و18 عشر قمرا من بني هاشم سمتهم السيدة زينب عليها السلام:" نجوم الأرض"، مع من صمد معه من خيرة الاصحاب ، فإذا بالنخبة تستيقظ على هول الفاجعة وترى بأم العين ثمن صمتها وتفريطها بالأمانة، وتنفك في لحظة المأساة تلك الصلة الوهمية بين خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وطغاة بني أمية، فلا يعود بإمكان أي سلطة جائرة بعد اليوم أن تدعي ارتباطها بالإسلام ، وإلى الأبد أصبح الموقف من شهادة الإمام الحسين مناراً ومعياراً للبصيرة السياسية والوعي المجتمعي والديني. ومن هذه الذخيرة تمكن أئمة أهل البيت من بسط سلطة العلم على حساب علم السلطة، وتأسست بعيداً عن ايادي الطغاة صروح حضارة أمة كان آل البيت عليهم السلام المحرك الأساسي لها في كافة المجالات العلمية والعملية. إذن كانت الشهادة فتحاً ولكن في معركة الوعي، كانت فتحاً في أفق البصيرة، وكانت فتحاً في تحديد معايير الحكم ، ومسارات الأمة حتى ظهور الإمام المنتظر عج . وبحراسة الحب والشعائر المنصوصة مغسولة بالدمعة تنتقل عين البصيرة الحسينية من جيل إلى جيل، وتزداد تألقاً من زمن إلى زمن، مؤيدة بالغيب وبالتسديد الإلهي والكرامات التي تفيض على المؤمنين في كل مواسم الحزن الواعي والحب المقدس". كلمة العلامة الخطيب والقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: "عاشوراء هذه المسيرة المستمرة منذ 1400 عام تقريبا، وما زالت هذه المجالس تقام، لأن عاشوراء لم تكن في الواقع صورة لزمان معين وحدث في مكان معين، وإنما هي دائمة باقية مع الزمان ومع المكان، وهي ليست حدثاً مختصاً بتاريخ معين وزمان معين، وإنما هي باقية بمبادئها واهدافها، بمبادئها في الدفاع عن الدين وعن القيم وفي مواجهة الظلم والظالمين وبأهدافها في تحقيق العدل وفي الدفاع عن مبادئ الدين وقيمه. لذلك يمتاز الامام الحسين (ع) بأن هذه البصمة هي بصمته الخاصة في كل زمان، ليس هناك حسين آخر، هو حسين واحد، وليس هناك كربلاء أخرى، هي كربلاء واحدة صنعها مع أهله وأصحابه ،ولكن خصوصية الامام الحسين(ع) أنه كان مبدعاً، أنه كان الأقدر على هذا الفعل في وقت معين وكل ما يأتي بعده يتعلم منه، ولذلك لا يجوز لنا على الاطلاق أن نُساوي بين أحد مهما علا شأنه وبين الامام الحسين (ع) الحسين ذلك لانه فريد، ولهذا نتعلم منه هذا الدرس في كل عام ونجدّد ذكراه ع ،وننهج منهجه ، ولذلك الثورة الحسينية لم تكن محدودة الأهداف في زمن معين وفي أرض معينة، هي دائماً وُجدت لكي تقوم بهذا الدور، بدور المواجهة والبذل حينما يقف الحفاظ على الدين والمبادئ والقيم على بذل النفس وعلى بذل المهج وعلى بذل الأبناء والأعزاء، حينئذ ينبغي أن يُفعل ذلك". أضاف :" الإمام الحسين هو مدرسة، مدرسة التاريخ نجددها في كل عام لنتعلم منها، لأن الأحداث هي تقريباً متشابهة، دائماً هناك صراع بين الحق والباطل، هو صراع اختبار الذي هو فلسفة الحياة، الله سبحانه وتعالى إنما خلقنا ليختبرنا وليرى ما نُقدِّم نحن في هذه الحياة، فلا بدّ أن تكون هذه الأحداث متكررة وهذه الصُّورة متكررة، هذا الصراع متكرر بين الحق وبين الباطل، تتغيّر أسماء الأشخاص ويتغيّر القائمون بالفعل ولكن الحقّ والباطل لا يتغيّران، هذا الصراع هو صراع دائم، عبرّ عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه حينما تحدث عن إبليس وعن آدم (ع)، لا بدّ أن يكون هناك نموذج، النموذج الذي يستطيع أن يُؤثر في الآخرين، المعلم، المعلمون كانوا دائماً هم لأنبياء ثم الأوصياء، وكان الحسين (ع) هو آخر صورة سجّلت هذا الحدث وهذا الموقف وأعطت الدرس إلى آخر يوم من أيام الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها". الإمام الحسين بعد النبي وبعد أبيه أمير المؤمنين والإمام الحسن صلوات الله عليهم، والإمام الحسين سلام الله عليه هو المعلم الأخير والانموذج الأخير لنا وللبشرية لكي نهتدي به ونسير على خطاه ونواجه الظلم والعدوان ونقف من أجل الحفاظ على القيم وعلى المبادئ وعلى الحق ونواجه الظلم ونواجه الباطل، كما هو اليوم منذ محرم الماضي إلى محرم اليوم، عاشوراء الماضي إلى عاشوراء اليوم، خضنا في هذه المنطقة وفي هذا البلد مع عدو الإنسانية مع العدو الإسرائيلي المدعوم من كل قوى الظلم في العالم، خضنا معه معركة على طريق الحسين وعلى طريق كربلاء، واجهنا فيها هذا الظلم، وهذا العدوان الذي دفعنا فيه الكثير من الشهداء ، الشهداء القادة، الشهداء الكبار من الأبناء من الإخوة والأهل". وتابع :" هذه المسيرة كانت مأخوذة من صورة كربلاء، وتعلمنا فيها أن نسير على طريق الإمام الحسين عليه السلام وأهل البيت في مواجهة هذا الظلم العالمي، وهي اليوم الصورة الوحيدة في هذا العالم، هي الضوء الوحيد في هذا العالم الذي يواجه الظلم والعدوان ويواجه قوى الشر ويواجه قوى الإبادة ويدافع عن القيم وعن الأخلاق في كل هذا العالم، فقط هذه الصورة موجودة هنا في الشرق في العالم العربي والإسلامي وفي فلسطين وفي لبنان وفي اليمن وأمس كانت في إيران". وقال الخطيب :".هذه المعركة المستمرة والتي ستستمر طالما بقي هذا العدوان وطالما استمر هذا العدوان، هي صورة أخرى من صور كربلاء نأخذ فيها نموذج الامام الحسين (ع) ونتعلم من مدرسته كيف نقف حينما يجب علينا أن نقف، وحينما لا يكون هناك سبيل إلا الوقوف وإلا البذل وإلا العطاء، وهذا الطريق لا يسلكه إلا الشرفاء وإلا الكبار. أما الذين يحبون الحياة الدنيا الهابطة، حياة الملذات، حياة المصالح الصغيرة، هؤلاء لم يكونوا أهلاً لكي يكونوا في هذا الصف. الذي يكون في هذا الصف وفي هذا النهج وعلى هذا الطريق هؤلاء الذين كانت القيم والأخلاق هي الأهم لديهم، لأنهم أهل القيم، وأهل الأخلاق. هؤلاء هم الذين لديهم القدرة عن الوقوف أمام قوى الشر وقوى الباطل الذي يتسع مداها والتي يكثر اتباعها، أما اتباع الحق والمدافعون عن القيم فهم القلة القليلة، ولكن هذه القلة القليلة هي الفاعلة في التاريخ، هي المواجهة لهذا الباطل على كثرته وعلى قوته وعلى ما بيديه من وسائل كثيرة، إلا أن ذلك لم يكن ليرهب هؤلاء الذين يتمسكون بهذه القيم لأن هذه القيم هي أهم و أقوى من كل السلاح الذي يمتلكه أولئك الظالمون المعتدون". وقال: نحن في لبنان أيها الأخوة الأعزاء رأينا ذلك حينما تكون هناك إرادة و إيمان، ماذا تفعل هذه الإرادة وماذا يفعل هذا الإيمان في مواجهة الشر، إن الانتصار كان لهذه الإرادة وكانت الهزيمة لقوى الشر، نحن في لبنان لم نهزم ، الذي هزم هو العدو الإسرائيلي وقوى الشر العالمية الذي تقف وراءه، ونحن الذين انتصرنا بالسلاح وانتصرنا بالقيم وانتصرنا بالإرادة واستطعنا أن نقف في وجه هذا العدو، وأن نفشل أهدافه التي أراد تحقيقها من وراء عدوانه". وتابع :"نحن اليوم في هذا الخط وفي هذا المسار نرى أيضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقف العالم كله مع هذا العدو بكل الاسلحة المتطورة في مواجهة إيران الوحيدة في هذا العالم، لم يقف إلى جانبها أحد ولكن أهل هذا البلد وشعب هذا البلد وقيادة هذا البلد التي تمسكت بهذه القيم بالدفاع عن القضية بالفلسطينية، وبالدفاع عن جنوب لبنان و عن قضايانا ، لم تخف من كل التهديدات وخاضت الحرب فعلياً حينما واجهت الولايات المتحدة الأمريكية وواجهت إسرائيل واستطاعت ان تسجل هذا الانتصار اليوم في وجه قوى العالم كله، وان تحقق هذه النتائج وان يرضخ العدو لأن يوقف الحرب مجبوراً بعد الفشل في تحقيق هذه الأهداف، وبعد أن وقف قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها في وجه هذا العدوان واستطاعوا ان يسجلوا لأول مرة هذا الموقف وان يدكّوا حصون هذا العدو في أقدس مقدساته في تل أبيب وفي حيفا وفي كل مربعاته الحصينة، لأول مرة نستطيع ان ندكّ هذه الحصون وان نسجل للتاريخ أننا على قدر هذه المواجهة مع هذا العدو". واردف :" هذه ملحمة فاصلة من ملاحم التاريخ الحديث والحاضر، نحن في مرحلة جديدة بعد هذه المواجهة ننتقل إلى مرحلة أخرى أمام كل أنظار العالم الذي يرى أن هذه الفئة المؤمنة على قلتها المحاصرة تستطيع ان تقف بكل شجاعة لأنها تمسكت بهذه المبادئ وتعلمت من مدرسة أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه". وختم الخطيب :"هذا الخط سيبقى بإذن الله سبحانه وتعالى المدافع عن بلادنا العربية والإسلامية، والمدافع عن قضايانا الوطنية والقومية والاسلامية في مواجهة الظلم والعدوان، هو يسجّل اليوم ليس لإيران فقط بل يسجل لنا جميعاً هذا الانتصار وهذه الوقفة. وان شاء الله سيكون لهذا الانتصار ما بعده من ان تلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة هذا الظلم العالمي وهذه الفرعونية العالمية، ويحقق بإذن الله أحلام شعوبنا في الانتصار،وفي الحياة الحرة الكريمة". وفي الختام تلا الشيخ نعمة عبيد مجلس عزاء حسيني.

قبلان: الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى تسوية إقليمية قوية
قبلان: الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى تسوية إقليمية قوية

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

قبلان: الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى تسوية إقليمية قوية

وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رسالة لمناسبة شهر محرم الحرام ورأس السنة الهجرية لهذا العام، من على منبر مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وقال :"لأننا في قلب الحدث، حيث الحقيقة المخضبة تحولت رأسا يتلو القرآن فوق القنا، ولأن القضية "محرم" بكل ما يعنيه محرم من قربان الحقيقة الإلهية والثقل المقرون بمواثيق العرش، ولأن رأس الامام الحسين جمع طين الكلمة بعذابات الأنبياء والأولياء، فقد حمل عبء الحقيقة منذ اليوم الأول للدعوة الإلهية. وما المحرم بما فيه من مذبح الحق والحقيقة التي تحولت ملاذا للحياة ورأس السنة الهجرية إلا تاريخ واحد على قبس النبوة ومعدن الرسالة التي بعثها الله من جديد بوريد الذبح العظيم الظمآن، الذي خصه الله بالإمام الحسين. واللحظة لوجع الامام الحسين، الذي تحول نارا تلتهم فساد السلطة وجنون الأنا، ووثنية الطغاة، وسياسات استغلال الدين لقتل الدين، ولعبة الجشع السياسي والعائلي والاجرام الفكري، ونيران السواتر التي جمعت كل أوثان الجاهلية الأولى بشياطين النفاق. لقد نهض الامام الحسين بثورته ليقول للخليقة جمعاء: الصمت خيانة والحياد حرام ولا شيء فوق الحق، ولا شيء أعظم من الحقيقة، وأن الثورة قد تكون أمة، وقد تكون فردا أكبر من الزمان والتاريخ والمكان". أضاف :"لقد أكد بثورته خلود الكلمة وضرورة كشف الأشياء عن سواترها وهو الذي إعتمد وعي الحقيقة عمادا للتضحية والبذل والقرابين، وضرورة لتفكيك الخوف، ونزعه من دنيا الإنسان، وهو الذي حرم العبودية ومزارعها، وأبطل معموديتها، ونادى بكونية الفكرة، وعظمة أبطالها. حين افترش الطف من كربلاء بوريد نازف وجسد ممزق، أخبر الخليقة أنه قضية وفكرة، ودليل وجود، وموقف خالد ضد الجهل والظلم والفساد والنفاق والفقر والطغيان، وعقلية المَزارع ونزعة القوة والسلطة المطلقة وإثرة الملك ولعبة المصالح القذرة. ولأنه وريد الآية السماوية، فقد جمع جون العبد بعلي الأكبر، ووهب المسيحي بحبيب بن مظاهر المسلم، وزهير بن القين العثماني بعابس الشاكري الحسيني، وهزّ وجدان الحرّ الرياحي، وهو أكبر أبطال الدولة الأموية، ليجثو على الركب قائلاً لأبي عبد الله الحسين: بحقّ جدّك المصطفى الذي بعثه الله رحمة للعالمين اقبلني قتيلاً بين يديك. وبهذا المشهد قدّم الله الامام الحسين(ع) دعوة عالمية للحقيقة، وعنواناً لإلفة الوجود، ومنطقاً للعدل الشامل، وسبباً لرفض الظلم والاضطهاد والفساد، وبيتاً للمسيحية والإسلام، وعنواناً لحقيقة الدين، وملاذاً للحقّ، وطريقاً للصدق، حتى أن الرجل في آفاق الأرض كان يقول: "بحقّ من قُتل ظمآناً لتحيا الخليقة أغثني بالحقّ"، ويكفيه فخرا قول جده المصطفى المتواتر فيه: "حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله من أحب حسيناً". وتابع :"والبلد اليوم يختصره نداء الامام الحسين، الذي أكد أن الخليقة أمة واحدة، وأن الحق واحد، وأن العدل لا يتغير بالطوائف؛ ولا شيء فوق الحق والعدل، وما نشكو منه في هذا البلد كثرة الفساد، وطغيان الحقد، والتمزيق الطائفي، والارتزاق السياسي والإعلامي، ونزعة الحرية بلا مسؤولية، والخصومة الوطنية، والمشاريع الزبائنية، والسياسات الارتجالية. واللحظة للبنان وشعبه كضرورة للتاريخ والمصير، والوحدة الوطنية قدس أقداس هذا البلد، ويجب تمكين شروطها. ودين المسلم يمر بالمودّة المسيحية، والمحبة دين الله، والرأفة عنوان الرسالة المحمدية، ومشكاة التعاليم المسيحية". واستطرد المفتي قبلان في رسالته :"ما نريده عائلة إسلامية مسيحية تحزن معا وتفرح معا. وعلى المستوى الإسلامي - الإسلامي، وحدتنا ليست بالروح والعيش معا فقط، بل بالقرآن والسنة النبوية والجوامع الأخلاقية. والسنة والشيعة كالجسد الواحد يقوم بعضه ببعض، فلا حياة للسنة والشيعة إلا بوحدتهم، وعظيم أخوتهم، التي افترضها القرآن، والتي لا تتعارض مع المسيحية وأخوتها الرسالية. إن الوحدة المسيحية – الإسلامية عماد هذا البلد، وهي شرط أساسي لأخلاقية لبنان، ومصالح لبنان تتسع للجميع، وتاريخنا واحد، ومواثيقنا الروحية واحدة ومصيرنا واحد، ولا أقليات في هذا البلد بل عائلة وطنية يحكمها التكامل والمحبة والتضامن". أضاف :"والبلد مظلوم وواقعه ينزف، وبرامجه السياسية قاصرة، وإعلامه يفرق، وأسواقه لا ضبط لها، ولوائحه مدوّلة، أما الحكومة فهي مطالبة بشراكة أبوية، وبرامج وطنية واجتماعية واقتصادية وتوجيهية، ودون ذلك ضياع بلدنا. أما الجنوب والبقاع والضاحية فملحمة وطنية وجبهة تضحيات سيادية؛ وإعمار ما دمّرته إسرائيل شرط لشرعية السلطة ووظيفتها؛ وإسرائيل عدو أبدي والمقاومة فخر العائلة اللبنانية الوطنية، وواقع الشرق الأوسط يغلي بالأزمات، والقدرات الداخلية والسيادية حاجة ماسة لبقاء لبنان وإعادة بنائه بشكل صحيح وسليم. وأميركا ليس لديها حلفاء، بل حلفاؤها مصالحها، ولا شرعية لأي جهة تطلب منك أن تسلّم سلاحك لتفتك بك إسرائيل العدوانية، وخاصة أن العرب يعيشون أسوأ لحظات الغربة والوحدة والفشل بسبب تمزقهم". ولفت المفتي قبلان الى ان "اللحظة للوحدة العربية الإسلامية". وقال :" وغزة محنة العرب والمسلمين، والتطبيع أو أي مسمى آخر خيانة للتاريخ والضمير والإنسانية، والشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى تسوية إقليمية قوية، تجمع السعودية وتركيا وإيران وباكستان ومصر. فالأمة العربية الإسلامية قضية تاريخية، والدفاع السيادي قوة ومحبة ولقاء أبدي، فلا شرف كشرف الوحدة والتضحية والمحبة". وختم :"نعم، في أيام سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين، لن يهدأ لنا بال، حتى ننعم بدولة قوية عادلة وسلطة لا طائفية ومواطن محمي ومكفول، ومؤسسات لا وظيفة لها إلا خدمة شعبها بعيدا عن الواسطة والزواريب والفساد ولعبة الصفقات. وكما قدم الإمام الحسين نفسه الزكية في سبيل الإنسان، العهد أن نقدم أنفسنا في سبيل خدمة الإنسان، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا".

العلامة الخطيب :على الجميع الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدو
العلامة الخطيب :على الجميع الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدو

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

العلامة الخطيب :على الجميع الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدو

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة ، قال فيها: 'نحن في اليوم الاول من محرم ،ذكرى ثورة الحسين .ان توظيف عاشوراء للدفاع عن الامة ومصالحها كما ارادها سيد الشهداء في خطاب اعلان الثورة ضد السلطة الاموية الجاهلية الظالمة'. واضاف:'لقد رأيتم بأم اعينكم كيف بهت الله المثبطين عن نصرة فلسطين، لما اثبتت ايران ان عداوتها للصهاينة حقيقية، وان قتالها لهم لم يكن ادعاء كما كان يصوره الأعداء، وان المقاومة في لبنان كانت النصير الوحيد مع الجمهورية الاسلامية لغزة والشعب الفلسطيني العزيز'. اردف قائلا :'لقد كان انتصار الجمهوية الاسلامية الايرانية على الغرب متمثلا بالولايات المتحدة الامريكية واداتها العدو الصهيوني، انتصارا لنا جميعا وللامتين العربية والاسلامية ولجميع المستضعفين والمظلومين في العالم. وكان من نتائجها هذا التقارب الاسلامي والعربي الذي سيتعمق اكثر فأكثر باذن الله، وعسى ان يكون ذلك قريبا وان يقف الجميع صفا واحدا في مواجهة العدو وسيكون ذلك اهم عوامل القوة في مواجهة العدوان والصلف الغربي الذي يبتز دولنا وشعوبنا وينهب خيراتنا. وتابع :'وعسى ان يكون في ما جرى من ثبات للجمهورية الاسلامية الايرانية نتائج إيجابية على الساحة اللبنانية بسقوط المراهنات على العدو الإسرائيلي، وان يعلم الخائفون واصحاب الحسابات المادية الخائبة ان القوة لله جميعا، وان النصر بيد الله، وان الاستسلام للوهم والجبن لن تكون نتائجه الا الخزي والعار في الدنيا والاخرة، وانه لا كرامة ولا استقلال، ولا حفظ سيادة الاوطان الإ بالتضحيات، وان الآخرين لن يهبوك سلامة الا ان ياخذوا منك الكرامة والحرية'. وأكد العلامة الخطيب ان' السيادة والكرامة والحرية لا توهب وانما تنتزع، وسيفكر العدو بعد فشله المدوي في عدوانه على الجمهورية الاسلامية الايرانية الف مرة، في بقائه محتلا لجزء عزيز من وطننا ، بل لن يزيده هذا الفشل الا خوفا على المستقبل، فلم يعد يشكل القوة الحاسمة في المنطقة، وقد كشفت هذه الحرب هشاشته وحاجته الى من يدافع عنه، وانه غير قادر على الدفاع عن نفسه. وهذا ما يسلبه الشعور بالأمان، وهذا ما يستدعي الجهوزية من المسؤولين والمقاومة، وان يحذروا من تحركاته وتحركات واقوال داعميه ووسوستهم وضغوطهم وتخويفهم ومن شياطينهم، شياطين الانس والجن الذين ينفخون في ابواق الفتنة والتضليل في حروبهم النفسية التي يجيدونها'. وختاما، لفت العلامة الخطيب الى 'ان العدو اليوم يسجل مزيدا من الاعتداءات في جنوب لبنان ،ولا نرى موقفا عمليا في مواجهة هذا العدوان والخروقات. على الجميع الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدو ،لا ان يقف بعضنا ضد البعض وان يواجه المسؤولون ويرفعوا صوتهم لتحرير الارض التي يحتلها العدو، تحية الى صانعي مجدنا واستقلالنا وسيادتنا الاحرار الابرار من الشهداء الابرار والمجاهدين الاخيار'. المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store