logo
حديث الجمعة _ عيد الأضحى المبارك

حديث الجمعة _ عيد الأضحى المبارك

الشرق الجزائريةمنذ يوم واحد

المهندس بسام برغوت
عيد الأضحى هو أحد أعظم المناسبات الدينية في الإسلام، ويُعرف أيضًا بـ'العيد الكبير' مقارنة بعيد الفطر الذي يُسمى 'العيد الصغير'. يحتفل به المسلمون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وهو اليوم التالي ليوم عرفة، أحد أعظم أيام العام في الإسلام. يترافق العيد مع موسم الحج الذي يُعد خامس أركان الإسلام، حيث يؤدي الحجاج مناسكهم في مكة المكرمة، بينما يحتفل المسلمون حول العالم بهذا اليوم المبارك من خلال الصلاة، والأضاحي، والتكبيرات، وصلة الأرحام.
لماذا سُمي 'عيد الأضحى' بهذا الاسم؟
سُمي 'عيد الأضحى' نسبةً إلى الأضحية التي يُقدمها المسلمون تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، إحياءً لذكرى نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله بذبح ابنه إسماعيل، فامتثل لأمر الله، ولكن الله فداه بكبش عظيم. وقد وردت القصة في القرآن الكريم في سورة الصافات، لتصبح بعد ذلك رمزًا للتضحية والطاعة المطلقة لله.
رمزية الاسم
لفظ 'الأضحى' مشتق من 'الضحى'، وهو وقت شروق الشمس، ويُقال إن وقت الأضحية المفضل هو بعد صلاة العيد، الذي يأتي عادة في وقت الضحى. كما يُشير الاسم أيضًا إلى التضحية، وهو المعنى الأسمى الذي يحمله هذا العيد في دلالاته الروحية والعملية.
القصة الرمزية: طاعة إبراهيم وابنه إسماعيل
تمثل هذه القصة ملحمة من الإيمان العميق والتسليم الكامل لأمر الله، حيث بلغ إبراهيم عليه السلام قمة الطاعة، وشارك ابنه إسماعيل في نفس درجة الإيمان، إذ قال له: 'يا أبتِ افعل ما تؤمر'. لقد أراد الله أن يختبر إيمان عبده إبراهيم، فلما نجح في الامتحان، كافأه الله بأن فدى ابنه بكبش عظيم.
هذه القصة تُعلم المسلمين معاني عظيمة، منها:
الطاعة المطلقة لله دون تردد.
الثقة في حكمة الله ورحمته.
التضحية بكل ما هو غالٍ في سبيل طاعة الله.
شعائر عيد الأضحى
صلاة العيد
تُقام صلاة العيد في صباح يوم العاشر من ذي الحجة، وتتكون من ركعتين تتخللهما تكبيرات زائدة، وتسبقها خطبة يُذكر فيها الناس بفضل الأضحية وأهمية الإحسان والتكافل.
ذبح الأضاحي
ذبح الأضاحي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ ، وتُقسم لحومها إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للمضحي، ثلث للأقارب، وثلث للفقراء والمحتاجين. وتشترط الشريعة أن تكون الأضحية خالية من العيوب، وأن تُذبح في الوقت المحدد.
يبدأ التكبير في عيد الأضحى من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، وتُعد هذه الشعيرة تعبيرًا عن فرح المسلمين باكتمال دينهم حيث نزل في يوم عرفة من حجة الوداع قوله تعالى: {… ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ الإسلامَ ديناً.. }[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٣]
يتبادل الناس الزيارات والتهاني، وتُقام ولائم جماعية، مما يعزز الروابط الاجتماعية والعائلية.
الأضحية في الإسلام
– أنواع الأضاحي:
الضأن (الخِراف)
الماعز
البقر
الإبل
– الشروط العامة للذبح :
بلوغ السن المحدد شرعًا.
سلامتها من العيوب (كالعور أو العرج أو المرض).
النية الخالصة لله.
الذبح في الوقت المشروع (من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة).
– الأجر والثواب:
ورد في الحديث الشريف أن رسول الله ﷺ قال:
'ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إهراق الدم…'
الأبعاد الاجتماعية والروحية لعيد الأضحى
– تعزيز التكافل الاجتماعي
عبر توزيع الأضاحي على الفقراء والمحتاجين، يُعزز عيد الأضحى روح العطاء والإيثار، ويشعر الفقير بأنه ليس وحده في المجتمع، بل هناك من يمد له يد المساعدة ويشاركه فرحة العيد.
– تقوية صلة الأرحام
العيد مناسبة سنوية للقاءات العائلية، ولم الشمل، وزيارة الأقارب والجيران، مما يعزز من ترابط المجتمع وتماسكه.
– غرس معاني التضحية
يعلمنا عيد الأضحى أن القرب من الله يتطلب أحيانًا أو وقتًا أو جهدًا.
– التسامح والمصالحة
كثير من الناس ينتهزون هذه الفرصة لتصفية الخلافات القديمة، وتبادل السلام، وإعادة بناء العلاقات المقطوعة.
الحج وعلاقته بعيد الأضحى
يرتبط عيد الأضحى بشكل مباشر بالحج، ويُعد اليوم العاشر من ذي الحجة يوم النحر للحجاج، حيث يقومون بعد رمي جمرة العقبة بذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم الطواف والسعي. ولغير الحجاج، فإن العيد يُعد فرصة روحية لمشاركة هذه الأجواء المباركة بالصلاة والتكبير والذبح.
كيف نستعد لعيد الأضحى؟
النية والتخطيط للأضحية: يجب أن يُخطط المسلم مسبقًا لشراء أضحية مناسبة حسب قدرته المادية.
المشاركة العائلية: تعليم الأبناء معنى الأضحية، وإشراكهم في التجهيز والتوزيع، يرسّخ القيم الإسلامية في نفوسهم.
التزين يوم الصلاة: من السنة أن يتزين المسلمون في العيد، ويلبسون أجمل ما عندهم…
صلاة العيد في الجماعة: يُستحب أداؤها في الساحات مع المسلمين لما فيها من روح جماعية وفرح جماعي.
ختاماً ،
عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة تمر مرة في السنة، بل هو رسالة متجددة تحمل معاني عظيمة من الإيمان والطاعة والتضحية والتراحم. وهو فرصة للمسلمين لتجديد علاقتهم بالله، وتزكية نفوسهم، وبناء جسور المودة في مجتمعاتهم. وقد سُمي 'عيد الأضحى' لهذا الارتباط العميق بالتضحية، والتقرب إلى الله، والإحياء الرمزي لقصة إبراهيم الخالدة.
في زمن كثرت فيه الانشغالات المادية، يذكّرنا هذا العيد بأن القرب من الله، والبذل في سبيله، هو ما يمنح لحياتنا المعنى الحقيقي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبي المنى: لإعلاء صوت الحكمة على أصوات النشاز
أبي المنى: لإعلاء صوت الحكمة على أصوات النشاز

IM Lebanon

timeمنذ 21 ساعات

  • IM Lebanon

أبي المنى: لإعلاء صوت الحكمة على أصوات النشاز

أمّ شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى المصلّين صبيحة عيد الأضحى المبارك في مقام المرحوم الشيخ أبو حسين شبلي أبي المنى في بلدة شانيه، بمشاركة شخصيات روحية وقضاة من المذهب الدرزي وأعضاء من المجلس المذهبي ومسؤولين في مديريتي المجلس ومشيخة العقل. وبعد تأدية الصلاة، ألقى شيخ العقل خطبة العيد، جاء فيها: 'إخواني، أيُّها المسلمون المؤمنون الموحِّدون، صباحُكم عيدٌ وعيدُكم مبارك. إنه صباحُ الأمل والعمل، يُشرقُ علينا بعد فجرٍ وليالٍ عشر؛ فجرِ الأمل برحمة الله، وليالي الجهاد في سبيل الله، وإنَّه العيدُ يتجلَّى بمعانيه الروحية والاجتماعية السامية، ويحملُ في راحتَيه أطباقَ السعادة للمستحقِّين الذين فرحوا بالفجر وجاهدوا في الليالي العشر. إننا نرفعُ الصلاة والدعاء لجميع المسلمين وبني البشر،سائلين اللهَ عزّ وجَلّ أن يُبصِّرَنا بحقيقة ما خُلقنا لأجله،وقد سخَّر لنا جميعَ مخلوقاته: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾، لا لشيءٍ سوى لكي نحقِّقَ الغايةَ من وجودِنا، وذلك لا يكونُ إلّا بفعل الإيمان والطاعة والتضحية والشكر والصبر، حيث يُجزى المؤمنُ الشَّكورُ الصَّبورُ جزيلَ الخير والثواب. جاء في الحديث الشريف قولُه (ص): 'عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ، و ليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ، إن أصابتْهُ سرَّاءٌ شكرَ وكان خيرًا لهُ، وإن أصابتْهُ ضرَّاءٌ صبرَ فكان خيرًا له'. أضاف: 'لقد انقضتِ الأيامُ والليالي المباركة، وانقضت معها مناسكُ الحجِّ إحراماً وطوافاً وسعياً وترويةً ووقوفاً، إلى أن أطلَّ يومُ التضحية والنحرِ إتماماً لها وبلوغاً للغاية منها، وما الغايةُ سوى نيلِ رضا الله وثوابُه بالقَبول والطاعة والانصياع لأمره تعالى الذي يُبدِّلُ العسرَ يُسراً والحزنَ فرحاً والغَمَّ سعادة، وهو الرحمنُ الرحيم، يمتحنُ عبدَه فيجازيه، ويبلوهُ فيُكافيه، ويوفِّقُ مَن سعى في مرضاتِه، ويفتدي ما هو غالٍ لدى المؤمن الصادق بما هو بخسٌ وإن كان عظيماً، لقوله تعالى:'وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ'، لأنه تعالى يُجازي بالإحسانِ إحسانا وبالسيِّئات عفواً وغفرانا، وهو تعالى القائلُ في مُحكم تنزيله: 'إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ'. طوبى لمن قبلَ أوامرَ الله تعالى وانتهى عن نواهيه، فسلك دربَ التضحية وارتقى في معارجِ المعرفة وصعد على درجاتِ الحكمة، مُغلِّباً الطاعةَ على المعصية، والنورَ على الظُّلمة، والتواضعَ على الاستكبار، والحِلمَ على الجهل،والليونةَ على المعاندة، مضحّياً بأهوائه ورغباته وبكلِّ ما يُعيقُه عن سلوك الدرب وعن تحقيق إنسانيّتِه المُثلى، ولو كان أثمنَ ما لديه، وأحبَّ ما عنده، أو بعضاً من هذا وذاك، حيث لا يُحمِّلُ اللهُ الإنسانَ مَا لَا طَاقَةَ لَه بِهِ ، لقولِه تعالى: 'لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚلَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ'. وتابع: 'العيدُ واحةُ سعادةٍ للروح قبل أن تكون فُسحةَ فرحٍ وابتهاج؛ واحةٌ تتسّعُ أو تَضيقُ بحسَب ما نُقدِّمُه من سعيٍ حثيث لإصلاح النفس وإصلاحِ ذاتِ البَين، وبحسب ما نستمرُّ عليه من مثابرةٍ ومجاهدة وما نختزنُه من زاد المعرفة والتقوى والعمل الصالح، فهنيئاً لمن عرف معنى العيد فأدخل البهجةَ الحقيقيةَ إلى قلبه وإلى قلوب إخوانه وأهلِه ومجتمعِه، وهنيئاً لمن أدركَ أن العيدَ صلاةٌ وصِلة؛ صلاةٌ بين المؤمن وخالقه، وصلةٌ بينه وبين أخيه ونظيره الإنسان، إذ مهما أُقيمتِ الصلاةُ وأُتِمَّ الواجبُ وصَدقتِ الزُلفى إلى الله سبحانه وتعالى، إلَّا أنّها لا تكتملُ إذا لم تَقترنْ بالتقرُّبِمن الناس ومحبتِهم ورحمتِهم، وبعيشِ الأُخوّة الصادقة معهم، وبالتعارف والتقوى. قال تعالى: 'يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ'. الأضحى معناه التضحية، والتضحيةُ هي غذاءُ الحياة، والحياةُ تُبنى على المحبّة لا على الكراهية، وعلى صفاء القلوب ورجاحة العقول لا على الحقد والجهل، وقد علّمنا أجدادُنا أنّ «حفظ الإخوان» ركنٌ من أركان الإيمان، وأنّ العيشَ المشترك ميثاقُ شرفٍ لا يُمسّ، وكلا الأمرين لا يقومان بغير التضحية. فمعَ كلّ أُضحيةٍ رمزيةٍ نقدّمُها اليوم، نَنحرُ الفُرقةَ ليسلَمَ المجتمع، والأنانيةَ لنحفظَ الوطن، والفوضى لنحقِّقَ الطمأنية، وقد آلينا على أنفسِنا أن نكون أوَّلَ المُضحّين والساعين من أجل صون تراثنا الروحيّ والاجتماعيّ والوطنيّ، والوقوفِ سدّاً منيعاً بوجه من يحاولُ تمزيقَ هُويتنا الوطنية الجامعة، وأوَّلَ المنادين بتحويل المبادئ الروحية إلى مبادراتٍ اجتماعية، سائلين الله تعالى أن يتقبّلَ منَّا ومنكم الصلاةَ والدعاء وأن يجعلَ من أعيادِنا عيداً أكبرَ للوطن وللإنسانية'. وقال: 'أمَّا على مستوى الأوضاع الراهنة، فللعيد معنىً إضافيٌّ يدعونا إلى التعامل مع الأمور بمنطق الحكمة والشجاعة، بالإقدام هنا والتضحيةِ هناك، وبالوعي الفردي والجماعي في مواجهة التحديات وأداء مهمة الإصلاح والإنقاذ، وقد لمسنا ذلك في مسيرة العهد الجديد وحركة الحكومة الواعدة، وإن كان المطلوبُ أكثرَ بكثير لإعادة البناءِ نتيجةَ التراكمات والفوضى التي تحكّمت بالبلاد على مدى عقود. لقد أثبتَتِ الخطواتُ الأولى للدولة بأنَّ الأمورَ تسيرُ في الاتّجاه الصحيح، ممَّا أنعشَ الأملَ والثقةَ لدى اللبنانيين بدولتهم، ولدى أشقّائهم العربِ والمجتمع الدولي بلبنان، وكأنَّه عائدٌ في القريب العاجل إلى معناه الحضاري ودوره الرسالي وحضوره المؤثّر وواقعه النوعي، إذا ما تشاركَ الجميعُ في فَهم هذا المعنى ولعِبِ هذا الدور وتأكيدِ هذا الحضور وصُنعِ هذا الواقع. إنها الشراكةُ الروحيةُ الوطنية التي نادينا وننادي بها، والتي لا نرى غيرَها مِظلَّةً للإصلاح والإنقاذ، شراكةٌ حقيقية تجمعُ العائلاتِ الروحيةَ والقوى الوطنية وأركانََ الدولة تحت سقفِ الوطن الواحدِ الموحَّد، وكم نحن بحاجةٍ إلى هذا الغطاءِ المعنويّ لنصون مهمةَ الإصلاح من الفساد ولنُنقذَ الوطنَ من الضَّياع، خاصةً وأننا نعيشُ ظروفَ التغيير الحتميِّ في المنطقة، حيث التدميرُ والتهجيرُ في مكان، وأهلُ غزَّةَ يدفعون الثمنَ الأكبر، وحيثُ انطلاقةُ عملياتِ البناء والاستثمار في مكانٍ آخر، وأبناءُ سوريا يستعيدون الحياةَ بقرارٍ دوليٍّ موازٍ، وحيثُ لبنانَ يستعدُّ للانطلاق بحذرٍ وبطء، ولكن بإرادةٍ وحزم، على أمل ألَّا يتأخَّر فيفوتُه القطار، وهذا هو التّحدّي'. واستطرد: 'كم نحن بحاجةٍ في زمن الأضحى المبارك إلى إعلاء صوت الحكمة والإيجابية على أصوات النشاز والعنتريات الفارغة والإساءاتِ المتعمَّدة والإطلالات الإعلامية الاستعراضية، لأن مسيرة العهد وخطابَ الدولة ومقتضياتِ المرحلة تفرضُ على الجميع أن يتحلَّوا بروح المسؤولية وتوجبُ على المتطرِّفين إسكاتَ أبواق المناكفة والسلبية في داخلهم. لقد تحقّقت جملةُ إنجازاتٍ تبشِّرُ بالخير، وعولجت جملةُ قضايا ولا بدَّ من استكمال المعالجات، واتُّخذ قرارُ قيام الدولة وبسطِ سلطتها في كلِّ مكان، والمطلوبُ هو التفاهمُ والحوار، ولكن معَ الإصرار على القرار، والتأكيد على حل المشاكل العالقة بروح إيجابية تصالحية، لا تصادميّة، وبإرادة وطنية قويَّة. نريدُ السلام، ولا شيء غيرَ السلام، لكننا نأبى الإذلالَ وطمسَ الهوية الذاتيةِ والوطنية. نُقرُّ بأنّنا نعيشُ عصرَ التغيير والانفتاح، لكنَّنا نرفضُ المساومة على حق الفلسطينيين وعلى حقوق الشعوب المستضعَفة، واستمرارَ حرب الإبادة والتدمير والتهجير وانتهاكِ حرمة المقدَّسات'. وأردف: 'نؤيِّدُ انتصارَ الثورة في سوريا على نظام القهر والاستبداد، وقيامَ إدارة جديدة تستمدُّ قيمَها من قيم ديننا الإسلاميِّ الحنيف، لكنَنا نحذِّرُ من التكفير والتطرُّف والتعصُّب الأعمى ومن إهمال حقوقِ الطوائفِ والمناطق. نعترفُ بالواقع الجديد الذي أسفرت عنه حربٌ عدوانيةٌ همجيةٌ مدمِّرة على جنوب لبنان، لكنّنا نَدينُ استمرارَ احتلالِ أراضٍ في جنوب لبنانَ ومواصلة الأعمال العدوانية بعد حصول اتفاق وقف إطلاق النار، وندعو دولَ القرار إلى وضعِ حدٍّ لمحاولات زعزعة الاستقرار والتشويش على نجاح العهد وعلى قرارِ إعادةِ بناء الدولة ومؤسساتها'. وختم: 'إنه الوقتُ الأنسبُ للتضامن ولتعزيز روح الشراكة بين اللبنانيين، ولتشجيع الشباب والمغتربين على الانخراط في مهمة البناء، وقد أطلَّت بشائرُ العودةِ العربيةِ إلى لبنان، ويجبُ أن تُستكمَلَ بتشجيع الاستثمار وإطلاق عجلة المشاريع الاقتصادية التي تُحصِّنُ الأمنَ الاجتماعيَّ والغذائيَّ للّبنانيين، وتعود بالنفعِ على لبنانَ وأشقَّائه العرب. ليكُنِ العيدُ حافزاً لرفع منسوب التفاؤلِ والأمل، بإقرانِه بإرادة التعاون والعمل. أضحى مبارَك وكلُّ عيدٍ وأنتم بخير'.

شيخ العقل في خطبة الأضحى: اتُّخذ قرار قيام الدولة والمطلوب التفاهم والحوار
شيخ العقل في خطبة الأضحى: اتُّخذ قرار قيام الدولة والمطلوب التفاهم والحوار

المركزية

timeمنذ 21 ساعات

  • المركزية

شيخ العقل في خطبة الأضحى: اتُّخذ قرار قيام الدولة والمطلوب التفاهم والحوار

أمّ شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى المصلّين صبيحة عيد الأضحى المبارك في مقام المرحوم الشيخ أبو حسين شبلي أبي المنى في بلدة شانيه، بمشاركة شخصيات روحية وقضاة من المذهب الدرزي وأعضاء من المجلس المذهبي ومسؤولين في مديريتي المجلس ومشيخة العقل. وبعد تأدية الصلاة، ألقى شيخ العقل خطبة العيد، جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيِّبين، إخواني، أيُّها المسلمون المؤمنون الموحِّدون، صباحُكم عيدٌ وعيدُكم مبارك. إنه صباحُ الأمل والعمل، يُشرقُ علينا بعد فجرٍ وليالٍ عشر؛ فجرِ الأمل برحمة الله، وليالي الجهاد في سبيل الله، وإنَّه العيدُ يتجلَّى بمعانيه الروحية والاجتماعية السامية، ويحملُ في راحتَيه أطباقَ السعادة للمستحقِّين الذين فرحوا بالفجر وجاهدوا في الليالي العشر. إننا نرفعُ الصلاة والدعاء لجميع المسلمين وبني البشر،سائلين اللهَ عزّ وجَلّ أن يُبصِّرَنا بحقيقة ما خُلقنا لأجله،وقد سخَّر لنا جميعَ مخلوقاته: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾، لا لشيءٍ سوى لكي نحقِّقَ الغايةَ من وجودِنا، وذلك لا يكونُ إلّا بفعل الإيمان والطاعة والتضحية والشكر والصبر، حيث يُجزى المؤمنُ الشَّكورُ الصَّبورُ جزيلَ الخير والثواب. جاء في الحديث الشريف قولُه (ص): "عَجبًا لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ، و ليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ، إن أصابتْهُ سرَّاءٌ شكرَ وكان خيرًا لهُ، وإن أصابتْهُ ضرَّاءٌ صبرَ فكان خيرًا له". اضاف: "لقد انقضتِ الأيامُ والليالي المباركة، وانقضت معها مناسكُ الحجِّ إحراماً وطوافاً وسعياً وترويةً ووقوفاً، إلى أن أطلَّ يومُ التضحية والنحرِ إتماماً لها وبلوغاً للغاية منها، وما الغايةُ سوى نيلِ رضا الله وثوابُه بالقَبول والطاعة والانصياع لأمره تعالى الذي يُبدِّلُ العسرَ يُسراً والحزنَ فرحاً والغَمَّ سعادة، وهو الرحمنُ الرحيم، يمتحنُ عبدَه فيجازيه، ويبلوهُ فيُكافيه، ويوفِّقُ مَن سعى في مرضاتِه، ويفتدي ما هو غالٍ لدى المؤمن الصادق بما هو بخسٌ وإن كان عظيماً، لقوله تعالى:"وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، لأنه تعالى يُجازي بالإحسانِ إحسانا وبالسيِّئات عفواً وغفرانا، وهو تعالى القائلُ في مُحكم تنزيله: "إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ". طوبى لمن قبلَ أوامرَ الله تعالى وانتهى عن نواهيه، فسلك دربَ التضحية وارتقى في معارجِ المعرفة وصعد على درجاتِ الحكمة، مُغلِّباً الطاعةَ على المعصية، والنورَ على الظُّلمة، والتواضعَ على الاستكبار، والحِلمَ على الجهل،والليونةَ على المعاندة، مضحّياً بأهوائه ورغباته وبكلِّ ما يُعيقُه عن سلوك الدرب وعن تحقيق إنسانيّتِه المُثلى، ولو كان أثمنَ ما لديه، وأحبَّ ما عنده، أو بعضاً من هذا وذاك، حيث لا يُحمِّلُ اللهُ الإنسانَ مَا لَا طَاقَةَ لَه بِهِ ، لقولِه تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚلَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ". وتابع: "العيدُ واحةُ سعادةٍ للروح قبل أن تكون فُسحةَ فرحٍ وابتهاج؛ واحةٌ تتسّعُ أو تَضيقُ بحسَب ما نُقدِّمُه من سعيٍ حثيث لإصلاح النفس وإصلاحِ ذاتِ البَين، وبحسب ما نستمرُّ عليه من مثابرةٍ ومجاهدة وما نختزنُه من زاد المعرفة والتقوى والعمل الصالح، فهنيئاً لمن عرف معنى العيد فأدخل البهجةَ الحقيقيةَ إلى قلبه وإلى قلوب إخوانه وأهلِه ومجتمعِه، وهنيئاً لمن أدركَ أن العيدَ صلاةٌ وصِلة؛ صلاةٌ بين المؤمن وخالقه، وصلةٌ بينه وبين أخيه ونظيره الإنسان، إذ مهما أُقيمتِ الصلاةُ وأُتِمَّ الواجبُ وصَدقتِ الزُلفى إلى الله سبحانه وتعالى، إلَّا أنّها لا تكتملُ إذا لم تَقترنْ بالتقرُّبِمن الناس ومحبتِهم ورحمتِهم، وبعيشِ الأُخوّة الصادقة معهم، وبالتعارف والتقوى. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". الأضحى معناه التضحية، والتضحيةُ هي غذاءُ الحياة، والحياةُ تُبنى على المحبّة لا على الكراهية، وعلى صفاء القلوب ورجاحة العقول لا على الحقد والجهل، وقد علّمنا أجدادُنا أنّ «حفظ الإخوان» ركنٌ من أركان الإيمان، وأنّ العيشَ المشترك ميثاقُ شرفٍ لا يُمسّ، وكلا الأمرين لا يقومان بغير التضحية. فمعَ كلّ أُضحيةٍ رمزيةٍ نقدّمُها اليوم، نَنحرُ الفُرقةَ ليسلَمَ المجتمع، والأنانيةَ لنحفظَ الوطن، والفوضى لنحقِّقَ الطمأنية، وقد آلينا على أنفسِنا أن نكون أوَّلَ المُضحّين والساعين من أجل صون تراثنا الروحيّ والاجتماعيّ والوطنيّ، والوقوفِ سدّاً منيعاً بوجه من يحاولُ تمزيقَ هُويتنا الوطنية الجامعة، وأوَّلَ المنادين بتحويل المبادئ الروحية إلى مبادراتٍ اجتماعية، سائلين الله تعالى أن يتقبّلَ منَّا ومنكم الصلاةَ والدعاء وأن يجعلَ من أعيادِنا عيداً أكبرَ للوطن وللإنسانية". ومضى يقول: "أمَّا على مستوى الأوضاع الراهنة، فللعيد معنىً إضافيٌّ يدعونا إلى التعامل مع الأمور بمنطق الحكمة والشجاعة، بالإقدام هنا والتضحيةِ هناك، وبالوعي الفردي والجماعي في مواجهة التحديات وأداء مهمة الإصلاح والإنقاذ، وقد لمسنا ذلك في مسيرة العهد الجديد وحركة الحكومة الواعدة، وإن كان المطلوبُ أكثرَ بكثير لإعادة البناءِ نتيجةَ التراكمات والفوضى التي تحكّمت بالبلاد على مدى عقود. لقد أثبتَتِ الخطواتُ الأولى للدولة بأنَّ الأمورَ تسيرُ في الاتّجاه الصحيح، ممَّا أنعشَ الأملَ والثقةَ لدى اللبنانيين بدولتهم، ولدى أشقّائهم العربِ والمجتمع الدولي بلبنان، وكأنَّه عائدٌ في القريب العاجل إلى معناه الحضاري ودوره الرسالي وحضوره المؤثّر وواقعه النوعي، إذا ما تشاركَ الجميعُ في فَهم هذا المعنى ولعِبِ هذا الدور وتأكيدِ هذا الحضور وصُنعِ هذا الواقع. إنها الشراكةُ الروحيةُ الوطنية التي نادينا وننادي بها، والتي لا نرى غيرَها مِظلَّةً للإصلاح والإنقاذ، شراكةٌ حقيقية تجمعُ العائلاتِ الروحيةَ والقوى الوطنية وأركانََ الدولة تحت سقفِ الوطن الواحدِ الموحَّد، وكم نحن بحاجةٍ إلى هذا الغطاءِ المعنويّ لنصون مهمةَ الإصلاح من الفساد ولنُنقذَ الوطنَ من الضَّياع، خاصةً وأننا نعيشُ ظروفَ التغيير الحتميِّ في المنطقة، حيث التدميرُ والتهجيرُ في مكان، وأهلُ غزَّةََ يدفعون الثمنَ الأكبر، وحيثُ انطلاقةُ عملياتِ البناء والاستثمار في مكانٍ آخر، وأبناءُ سوريا يستعيدون الحياةَ بقرارٍ دوليٍّ موازٍ، وحيثُ لبنانَ يستعدُّ للانطلاق بحذرٍ وبطء، ولكن بإرادةٍ وحزم، على أمل ألَّا يتأخَّر فيفوتُه القطار، وهذا هو التّحدّي". واستطرد: "كم نحن بحاجةٍ في زمن الأضحى المبارك إلى إعلاء صوت الحكمة والإيجابية على أصوات النشاز والعنتريات الفارغة والإساءاتِ المتعمَّدة والإطلالات الإعلامية الاستعراضية، لأن مسيرة العهد وخطابَ الدولة ومقتضياتِ المرحلة تفرضُ على الجميع أن يتحلَّوا بروح المسؤولية وتوجبُ على المتطرِّفين إسكاتَ أبواق المناكفة والسلبية في داخلهم. لقد تحقّقت جملةُ إنجازاتٍ تبشِّرُ بالخير، وعولجت جملةُ قضايا ولا بدَّ من استكمال المعالجات، واتُّخذ قرارُ قيام الدولة وبسطِ سلطتها في كلِّ مكان، والمطلوبُ هو التفاهمُ والحوار، ولكن معَ الإصرار على القرار، والتأكيد على حل المشاكل العالقة بروح إيجابية تصالحية، لا تصادميّة، وبإرادة وطنية قويَّة. نريدُ السلام، ولا شيء غيرَ السلام، لكننا نأبى الإذلالَ وطمسَ الهوية الذاتيةِ والوطنية. نُقرُّ بأنّنا نعيشُ عصرَ التغيير والانفتاح، لكنَّنا نرفضُ المساومة على حق الفلسطينيين وعلى حقوق الشعوب المستضعَفة، واستمرارَ حرب الإبادة والتدمير والتهجير وانتهاكِ حرمة المقدَّسات". وأردف: "نؤيِّدُ انتصارَ الثورة في سوريا على نظام القهر والاستبداد، وقيامَ إدارة جديدة تستمدُّ قيمَها من قيم ديننا الإسلاميِّ الحنيف، لكنَنا نحذِّرُ من التكفير والتطرُّف والتعصُّب الأعمى ومن إهمال حقوقِ الطوائفِ والمناطق. نعترفُ بالواقع الجديد الذي أسفرت عنه حربٌ عدوانيةٌ همجيةٌ مدمِّرة على جنوب لبنان، لكنّنا نَدينُ استمرارَ احتلالِ أراضٍِ في جنوب لبنانَ ومواصلة الأعمال العدوانية بعد حصول اتفاق وقف إطلاق النار، وندعو دولَ القرار إلى وضعِ حدٍّ لمحاولات زعزعة الاستقرار والتشويش على نجاح العهد وعلى قرارِ إعادةِ بناء الدولة ومؤسساتها". وختم الشيخ أبي المنى: "إنه الوقتُ الأنسبُ للتضامن ولتعزيز روح الشراكة بين اللبنانيين، ولتشجيع الشباب والمغتربين على الانخراط في مهمة البناء، وقد أطلَّت بشائرُ العودةِ العربيةِ إلى لبنان، ويجبُ أن تُستكمَلَ بتشجيع الاستثمار وإطلاق عجلة المشاريع الاقتصادية التي تُحصِّنُ الأمنَ الاجتماعيَّ والغذائيَّ للّبنانيين، وتعود بالنفعِ على لبنانَ وأشقَّائه العرب. ليكُنِ العيدُ حافزاً لرفع منسوب التفاؤلِ والأمل، بإقرانِه بإرادة التعاون والعمل. أضحى مبارَك وكلُّ عيدٍ وأنتم بخير". معايدة ‎ وفي إطار المعايدة بعيد الأضحى المبارك تمّ التواصل الهاتفي بين سماحة شيخ العقل الشيخ الدكتور سامي أبي المنى وكلٍّ من أصحاب السماحة الشيخ موفّق طريف والشيخ حكمت الهجري والشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي، وقد تمنّى سماحة الشيخ أبي المنى أن "يكون عيد الأضحى محطة مباركة، لتجديد النهضة الدينية وتثبيت القيم الاخلاقية في مجتمعاتنا، وللتأكيد على التعلق بإرث الأجداد التوحيدي والوطني الذي يبقى حافظاً للطائفة المعروفية ودافعاً لأبنائها لعيش الموّدة والاحترام في ما بينهم، فوق كل الاعتبارات"، وآملاً أن "تزول الغيوم من سماء المنطقة، وأن تبقى طائفة الموحدين الدروز محصنةً دائماً بتراثها التوحيدي وقيمها الاجتماعية وأصالتها الإسلامية والعربية التي عُرفت بها عبر التاريخ".

صلاة الأضحى في المسجد النبوي... خطيب العيد: حذار من إتيان السحرة والكهنة والعرافين
صلاة الأضحى في المسجد النبوي... خطيب العيد: حذار من إتيان السحرة والكهنة والعرافين

النهار

timeمنذ 21 ساعات

  • النهار

صلاة الأضحى في المسجد النبوي... خطيب العيد: حذار من إتيان السحرة والكهنة والعرافين

أدّى جموع المصلين في المسجد النبوي اليوم الجمعة، صلاة عيد الأضحى، يتقدمُهم أمير منطقة المدينة المنورة سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز. وعقب الصلاة، استهلّ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير خطبة عيد الأضحى، موصيًا المسلمين بتقوى الله تعالى، وأداء الواجبات والعبادات، واجتناب ما نهى عنه من المحرمات، والثبات على التوحيد الخالص، واتّباع أصوله الراسخة، وقواعده الراسية، محذرًا من طُرُق الضَّلال، والبِدعِ المُحدثة التي تقودُ المرء إلى الخسران والتهلُكة. وحثّ الشيخ صلاح البدير على المداومة على ذِكرِ الله تعالى، وحمده، والثناء عليه حمدًا كثيرًا على ما أنعم وتفضلّ به على عباده من نعم. وهنأ إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين بيوم النحر، مذكرًا أن "الله جل شأنه بوّأ الله نبيّه وخليله إبراهيم مكان البيت الحرام، وأمره ببنائه على الملة الحنيفيةِ البيضاء، وتطهيرِهِ من الملة الغاويةِ العوجاء". وأضاف: "أوصى ربنا تبارك وتعالى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بالتوحيد الخالص الذي هو أصل الأصول ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها". وتابع داعيًا المسلمين إلى الحذر من إتيان السحرة والكهنة والعرافين، والمُنَجِّمين والمشعوذين الدجالين، أو الذين يدّعون علم المغيبات، ومعرفة ما يستقبل من الأمور الخفيّات، فيضربون بالحَصى، ويَزجُرُون بالطَّيرِ، وينظرون في الفنجال، ويقرأون الكفّ، ويخطون في الأرض تمويهًا وكذبًا ودجلًا، وعدم سؤالهم أو تصديقهم أو الإصغاء إلى أباطيلهم، مستشهدًا بالحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "من أتىٰ كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد". وختم مذكرًا العباد أن هذا يومُ التسامح، ويوم التصافح، والتصالح، فتصافَحوا، وتسامحوا، وتصالحوا وتراحموا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store