logo
علاء عواد يكتب : الجيش الأردني وسلاح الجو: حصن الوطن في وجه العواصف الإقليمية

علاء عواد يكتب : الجيش الأردني وسلاح الجو: حصن الوطن في وجه العواصف الإقليمية

بقلم : علاء عواد
في ظل التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، تتجه أنظار المنطقة والعالم إلى الأردن، ذلك البلد الذي لطالما شكّل واحة استقرار في محيط مضطرب.
اليوم، وفي هذه المرحلة الدقيقة، يبرز دور الجيش العربي الأردني، وتحديداً سلاح الجو الملكي، كخط الدفاع الأول عن السيادة الوطنية وحماية حدود الدولة من تداعيات هذا الصراع المتفجر.
حيث يحتل الأردن موقعاً جغرافياً حساساً، يجاور كلّاً من فلسطين وسوريا والعراق والسعودية، ما يجعله في قلب معادلة الأمن الإقليمي. ومع تصاعد الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والتي تشمل استخدام طائرات مسيّرة وصواريخ طويلة المدى، تتزايد التحديات أمام المملكة في ضمان سلامة أجوائها وحدودها.
فسلاح الجو الملكي الأردني، بخبراته المتراكمة وتحديثاته المتواصلة، يقوم اليوم بدور استراتيجي في حماية المجال الجوي الأردني.
فمن خلال طلعات الاستطلاع، وتكثيف المراقبة الجوية باستخدام الطائرات المقاتلة والرادارات الحديثة، يتم رصد أي تحركات مشبوهة قد تؤثر على أمن البلاد.
وقد أفادت مصادر عسكرية بأن سلاح الجو في حالة تأهب قصوى منذ بدء التصعيد، خصوصاً مع احتمال اختراق طائرات مسيّرة لأجواء المملكة سواء بقصد مباشر أو نتيجة انحراف في المسارات بسبب تشابك العمليات العسكرية في المنطقة.
وإلى جانب سلاح الجو، يُظهر الجيش العربي الأردني جاهزية عالية على طول الحدود الشمالية والشرقية، خصوصاً مع تسجيل بعض حالات تسلل لمسيّرات في الأشهر الماضية. ويأتي ذلك ضمن إطار استراتيجية شاملة لعدم السماح لأي طرف باستغلال الأراضي الأردنية في أي صراع عابر للحدود.
كما كثّفت القيادة العامة للقوات المسلحة من تنسيقها مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، ورفعت من مستوى التعاون الإقليمي والدولي لتبادل المعلومات حول أي تهديد محتمل.
ورغم التحديات، يظل الموقف الأردني الرسمي واضحاً: حماية الأمن الوطني أولاً، وعدم الانجرار إلى أي صراع لا يخدم المصلحة الوطنية. ومع ذلك، فإن الجيش الأردني مستعد، يقف متأهّباً، ويدير المشهد بحكمة عسكرية رفيعة، نابعة من عقيدة راسخة بأن 'الجيش العربي هو درع الوطن وسياجه'.
واخيراً وليس اخراً
من القلب… إلى من يحملون السماء على أكتافهم في زمن تتقاذفه العواصف وتختلط فيه الاتجاهات، يبقى الوطن هو الحقيقة الثابتة، والجيش العربي الأردني هو النبض الذي لا يتوقف.
إلى أولئك الرجال الذين يسهرون لتنام العيون مطمئنة، إلى نسور سلاح الجو الذين يحمون سماءنا كما تُحمى الروح، نقول: أنتم الفخر، أنتم الشموخ، أنتم الدليل الحيّ أن الأردن ليس مجرد أرض، بل كرامة تمشي على قدمين وتحلّق في السماء.
نكتب عنكم بكل الحبر، ونفتخر بكم بكل النبض، لأنكم ببساطة… أنتم الأردن.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاحتلال يطالب هاغاري بالعودة للخدمة
الاحتلال يطالب هاغاري بالعودة للخدمة

عمون

timeمنذ 19 دقائق

  • عمون

الاحتلال يطالب هاغاري بالعودة للخدمة

عمون - كشفت القناة السابعة العبرية أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب من المتحدث السابق باسم الجيش دانيال هاغاري العودة للخدمة. بحسب القناة، فإنّ هاغاري مطالب بالعودة للمساعدة في نظام المعلومات بعد إطلاق عملية "عام كلافي" في إيران.

«الشعوبية» في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة
«الشعوبية» في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة

عمون

timeمنذ 28 دقائق

  • عمون

«الشعوبية» في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة

‏ما فعلته بعض التيارات السياسية في بلدنا، على امتداد العقود الماضية، وما تفعله بقايا فلولها الآن، يشبه -تماما - ما فعلت حركة «الشعوبية « التي ازدهرت إبان الدولة العباسية؛ لكي نفهم أكثر، استندت هذه الحركة إلى فكرة «التسوية» بين العرب وغيرهم من الأعراق والعجم، ثم تحولت إلى ذم الجنس العربي والانتقاص منه، كان موضوع الهوية حاضراً في المشهد، كما كان الصراع على الدولة وفي داخلها حاضراً أيضاً. أترك للقارئ الكريم مهمة البحث في التاريخ ليطلع أكثر على نشأة «الشعوبيين» ورواياتهم، ومحاولات تسللهم إلى عصب الدولة ومفاصلها، ثم إخضاعها لأهدافهم، أكيد سيتفاجأ القارىء بأسماء عديدة ومعروفة لمفكرين وشعراء شاركوا في هذه الحركة؛ بعضهم باسم الدين أو الزندقة، وبعضهم اختبأ تحت عباءة السلطة وتبرطع في غنائمها وخيراتها، ولم يتردد عن دسّ السم لها من داخلها، المهم في المسألة أن هؤلاء الخليط التقوا على هدف واحد وهو تقويض الدولة والتشكيك بشرعيتها وتاريخها، وتشويه هويتها والانتقاص من إنجازاتها، وتحميلها مسؤولية ما حلّ من خراب بالأمة. ‏ما حدث في بلدنا، وربما في العديد من أقطارنا العربية، أن تيارات « شعوبية» توزعت بين القومية والأيدولوجيا الدينية، وظّفت قضايا عابرة للحدود، واستنجدت بنماذج أممية أو إقليمية، ثم تعمدت خلط الأوراق، فهي تارة تتحدث باسم الأمة، وتارة باسم العروبة، وثالثة باسم فلسطين، ورابعة باسم أنظمة الممانعة والصمود، تربط رمزيتها بزعامات تاريخية أو أنظمة تختلف في منطلقاتها، لكنها تتوحد على خطاب واحد، مرتكزاته: عدم الاعتراف بالدولة القُطرية التي تنتسب إليها أو تعيش فيها، بذريعة سايكس بيكو، عدم الانضواء تحت الهوية الوطنية، الإساءة للشخصية الوطنية وتجريحها وذم تاريخها والتشكيك فيه. ‏بصراحة أكثر، أي استدارة للداخل الأردني لا تأخذ بعين الاعتبار تجفيف ينابيع « الشعوبية» وكشف طبقة الشعوبيين، ودحض الأساطير التي استندوا إليها لترويج بضائعهم، سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الثقافة، الدين أو السياسة، ستبقى استدارة ناقصة أو سطحية، الحملة التي شهدناها ضد بلدنا، خلال الأشهر المنصرفة، منذ الحرب على غزة إلى الحرب على إيران، تؤكد ما قلناه سلفا، لقد استبسل «الشعوبيون» واستنفروا واحتشدوا لتشويه اي موقف وطني، وضرب اي إنجاز للدولة، هؤلاء لا يتحركون إلا في سياق واحد، وهو سياق الهدم لكل ما يتعارض مع أجنداتهم المغشوشة. ‏الدولة الأردنية تستند إلى شرعية دينية وتاريخية وإنسانية، والأردنيون أصلاء لهم هوية وطنية واحدة، لا يمكن لأحد أن يعزلهم عن أمتهم وقضاياها، ولا عن محيطهم الإنساني ولا عن عروبتهم، وفي موازاة ذلك لا يمكن لأحد أن يلحقهم بغيرهم، أو يذيبهم، أو يحملهم مسؤولية الخيبات والهزائم التي أصابت الأمة كلها. ‏الآن، يبدو أن موجة « الشعوبية» في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبالتالي أصبح أمام الدولة، وأمام الأردنيين الذين يؤمنون ببلدهم وتاريخهم وإنجازاتهم وشرعية قيادتهم، فرصة كبيرة للتحرر من هذه الأفكار السامة، وإعادة الاعتبار إلى منطق الدولة الوطنية/ دولتهم، التي لا يمكن ان تخضع لشروط «الشعوبيين» وأهدافهم، تماماً كما فعل العباسيون قبل نحو 1275 عاماً.

رشقات الصواريخ فوق الأقصى
رشقات الصواريخ فوق الأقصى

عمون

timeمنذ 28 دقائق

  • عمون

رشقات الصواريخ فوق الأقصى

رأيت مقطعا مصورا للصواريخ الإيرانية فوق مدينة القدس، وتمر تحديدا فوق المسجد الأقصى، والمقطع تم توزيعه ونشره على قطاع واسع ليلة السبت. اللافت للانتباه تعليقات المعلقين، إذ إن أغلبها كان ذكيا، وهي تعليقات يؤيد أصحابها قصف إسرائيل، ولا يدافعون عنها، وهم ينتمون إلى عائلات وأسماء معروفة، وأغلبهم تحدث عن نقطة محددة، أي خوفهم من توظيف إسرائيل لهذه الرشقات التي يمر بعضها فوق الأقصى تحديدا، بهدف افتعال حادثة وتدمير المسجد الأقصى بصاروخ إسرائيلي، واتهام إيران بكونها السبب وأن مصدر الصاروخ الذي سقط على المسجد الأقصى إيراني في سياق استثارة العرب والمسلمين ضد إيران، وخفض موجة التعاطف والانجذاب نحو الإيرانيين في هذه الحرب ما دام العدو هو إسرائيل، وأيضا تنفيذ المخطط الإسرائيلي بهدم الحرم القدسي، أو أحد المسجدين قبة الصخرة، أو المسجد القبلي، بذريعة العمليات العسكرية الإيرانية. برغم أن نظرية المؤامرة تسود في حالات كثيرة، ويرفضها كثيرون أيضا في الوقت ذاته، إلا أن تعليقات المعلقين منطقية هنا، حيث أننا نعيش أجواء حرب، وهذه الصواريخ عمياء في بعض الحالات، ونشهد يوميا قصفا متبادلا، بحيث لا تستثني الصواريخ المدنيين حيث رأينا سقوط بعضها على مناطق فلسطينية مثل الخليل والجليل الأعلى وغيرها، والمقاطع التي تم بثها من هذه المناطق يراد منها تحريض العرب والمسلمين على إيران، بكونها تقتل الفلسطينيين، في محاولة مكشوفة وغبية للتحريض ولمنع أي انجذاب إلى إيران في هذه الحرب، ومحاولات منع الانجذاب تتشارك بها دول وجهات تخشى أن ترتفع موجة التشيع السياسي في المنطقة مجددا، خصوصا مع رصد وسائل التواصل الاجتماعي حيث بدأ الرأي العام بالانقلاب من شعار "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين" بسبب موقف المنطقة السلبي من إيران، الى شعارات ثانية تحيي إيران على قدراتها وموقفها، وتطالبها بمزيد من الانتقام من إسرائيل، بما يعني تغيرا جزئيا في الرأي العام لصالح إيران ما دام الطرف الثاني هو الاحتلال الإسرائيلي البشع الذي يمارس كل الجرائم. في كل الأحوال جذر الأزمة أصله إسرائيل وليس شعوب المنطقة، حتى لا تتوزع التهم يمينا ويسارا، وربما على إيران أن تتجنب في عملياتها المنطقة فوق المسجد الأقصى، حتى لا تستغل إسرائيل هذه الممرات وتقوم بقصف الأقصى في توقيت رشقة ما تمر من إيران فوق الاقصى، وهذا أمر ممكن ومتاح عسكريا، لإدراكنا جميعا أن تاريخ إسرائيل حافل بكل السيناريوهات والاحتمالات، والرغبة بغدر الفلسطينيين وأهل المنطقة ومقدساتهم عالية جدا، والأدلة على ذلك كثيرة. لا يمكن لإسرائيل إلا أن تتورط بمزيد من العمليات الدموية في المنطقة، وقد رأينا أنه بالإضافة إلى العمليات العدوانية ضد إيران، يتم قصف اليمن مجددا، وقد تكون العراق ساحة مؤجلة قليلا لكنها مستهدفة، ومازلنا في البداية وكل المؤشرات تقول إن الحرب مؤهلة للتوسع وليس للتراجع، خصوصا، مع استمرار القصف الإسرائيلي على إيران، واحتمالات شراكة الأميركيين العسكرية العلنية في الحرب. في بعض التأويلات فإن صورة رشقات الصواريخ الإيرانية فوق الأقصى، يراد منها رفع الروح المعنوية، لكن المعلقين الذين يحذرون من التوظيف الإسرائيلي يدركون أن مناخات الحرب الحالية قد تؤدي الى توظيفات مختلفة، وهم هنا لا يريدون التوطئة لاتهام إيران بدلا عن إسرائيل، بقدر رغبتهم التنبيه الى الاحتمالات المستقبلية، بوجود عدو لديه الاستعداد لفعل أي شيء. وجهة نظر كاتب هذه السطور تختلف عن المعلقين جزئيا، فإسرائيل بإمكانها أن تستغل أي ظرف خلال هذه الحرب، وتفجير وتدمير الأقصى بصاروخ، سواء عبرت الصواريخ فوقه أو لم تعبر، واتهام غزة، أو اليمن، أو سورية، أو العراق، أو إيران، بكونها المتسبب ما دمنا في ساحة حرب مفتوحة تأتيك بالصواريخ. "الغد"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store