
الصين تكشف عن طائرة مسيّرة بحجم بعوضة لأغراض عسكرية سرّية
في خطوة جديدة تعكس التقدم السريع في تقنيات الحرب و الروبوتات الدقيقة، طوّر مختبر الروبوتات في الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع (NUDT) بالصين ، طائرة مسيّرة فائقة الصغر بحجم بعوضة، مخصصة لتنفيذ عمليات عسكرية سرّية، من خلال قدرتها على الاستطلاع الدقيق ونقل المعلومات من ساحات القتال والمناطق الحساسة، مع صعوبة رصدها بالعين المجردة.
وجاء الإعلان عن هذه الطائرة غير التقليدية ضمن تقرير مصوّر بثته قناة CCTV-7 العسكرية التابعة لتلفزيون الصين المركزي، سلط الضوء على آخر تطورات الهندسة الروبوتية في الجامعة، بما في ذلك روبوتات شبيهة بالبشر، ونماذج أولية لطائرات مسيّرة دقيقة تكاد لا تُرى.
وفي الفيديو، ظهر ليانغ هيكسيانغ، الطالب بالجامعة، وهو يحمل الطائرة الدقيقة بين أصابعه قائلاً:
"ها هو بين يدي روبوت يشبه البعوضة.. الروبوتات البيونيكية المصغرة كهذا النموذج مناسبة بشكل خاص لجمع المعلومات وتنفيذ المهام الخاصة في ساحات المعارك."
وبحسب المشاهد التي عُرضت، يتميز النموذج بجناحين صغيرين شبيهين بأوراق النبات، و3 أرجل دقيقة جداً، وهيكل على شكل عصا، ما يجعل تصميمه قريباً من شكل الحشرات الطائرة في الطبيعة.
أشار التقرير إلى أن تصنيع هذا النوع من الطائرات يتطلب التغلب على صعوبات كبيرة تتعلق بالحجم المحدود، حيث يجب تضمين أجهزة استشعار دقيقة، ومصادر طاقة، ودوائر تحكم إلكترونية في مساحة صغيرة جداً، وهو ما يتطلب تعاوناً من تخصصات متعددة مثل هندسة الإلكترونيات المجهرية، وعلوم المواد، والإلكترونيات الحيوية.
كما عرض التقرير نموذجاً آخر لطائرة يتم التحكم بها عبر الهاتف الذكي، تحتوي على أربعة أجنحة يتحرك جناحان منها أفقياً على كل جانب من جسم الطائرة، وهو ما يعكس تقدماً تقنياً في التصميم والمرونة الحركية.
وفيما أُنتجت هذه الطائرات لأغراض استخبارية وعسكرية، أكد التقرير أن التطبيقات المستقبلية المحتملة لهذه التكنولوجيا لا تقتصر على المجال العسكري فقط، بل تمتد إلى المجالات الطبية والزراعية والبيئية، مثل التشخيص الدقيق، التصوير الطبي، المراقبة الزراعية، وحتى إجراء الجراحات المجهرية.
يُذكر أن القوات الجوية الأميركية أعلنت في عام 2021 عن تطويرها طائرات مسيّرة صغيرة مشابهة، لكن لم يصدر أي إعلان لاحق حول نتائج تطويرها أو استخدامها الميداني. كما سبق أن طوّر باحثون من جامعة هارفارد نموذجاً مشابهاً باسم "روبوبي" (RoboBee)، قادر على الطيران، والسباحة تحت الماء، بل والوقوف على الأسطح عبر الكهرباء الساكنة.
وفي السياق نفسه، يُستخدم حالياً نوع من الطائرات المسيّرة الصغيرة باسم "بلاك هورنت"، تُوجَّه من وحدة محمولة باليد ويستخدمها الجنود في ميادين القتال لاستكشاف المناطق الخطرة، عبر إرسال صور وبيانات في الوقت الحقيقي.
هذا التقدم الصيني يأتي ضمن إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الهيمنة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، التي تراها بكين محركاً أساسياً لنمو اقتصادها المستقبلي، كما تدعم هذه الصناعة من خلال الإعفاءات الضريبية، والدعم الحكومي، وإنشاء مجمعات صناعية متخصصة في "اقتصاد الجو".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
غوغل تبدأ عرض الإعلانات في دردشات روبوتات الذكاء الاصطناعي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 18 ساعات
- المغرب اليوم
الصين تكشف عن طائرة مسيّرة بحجم بعوضة لأغراض عسكرية سرّية
في خطوة جديدة تعكس التقدم السريع في تقنيات الحرب و الروبوتات الدقيقة، طوّر مختبر الروبوتات في الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع (NUDT) بالصين ، طائرة مسيّرة فائقة الصغر بحجم بعوضة، مخصصة لتنفيذ عمليات عسكرية سرّية، من خلال قدرتها على الاستطلاع الدقيق ونقل المعلومات من ساحات القتال والمناطق الحساسة، مع صعوبة رصدها بالعين المجردة. وجاء الإعلان عن هذه الطائرة غير التقليدية ضمن تقرير مصوّر بثته قناة CCTV-7 العسكرية التابعة لتلفزيون الصين المركزي، سلط الضوء على آخر تطورات الهندسة الروبوتية في الجامعة، بما في ذلك روبوتات شبيهة بالبشر، ونماذج أولية لطائرات مسيّرة دقيقة تكاد لا تُرى. وفي الفيديو، ظهر ليانغ هيكسيانغ، الطالب بالجامعة، وهو يحمل الطائرة الدقيقة بين أصابعه قائلاً: "ها هو بين يدي روبوت يشبه البعوضة.. الروبوتات البيونيكية المصغرة كهذا النموذج مناسبة بشكل خاص لجمع المعلومات وتنفيذ المهام الخاصة في ساحات المعارك." وبحسب المشاهد التي عُرضت، يتميز النموذج بجناحين صغيرين شبيهين بأوراق النبات، و3 أرجل دقيقة جداً، وهيكل على شكل عصا، ما يجعل تصميمه قريباً من شكل الحشرات الطائرة في الطبيعة. أشار التقرير إلى أن تصنيع هذا النوع من الطائرات يتطلب التغلب على صعوبات كبيرة تتعلق بالحجم المحدود، حيث يجب تضمين أجهزة استشعار دقيقة، ومصادر طاقة، ودوائر تحكم إلكترونية في مساحة صغيرة جداً، وهو ما يتطلب تعاوناً من تخصصات متعددة مثل هندسة الإلكترونيات المجهرية، وعلوم المواد، والإلكترونيات الحيوية. كما عرض التقرير نموذجاً آخر لطائرة يتم التحكم بها عبر الهاتف الذكي، تحتوي على أربعة أجنحة يتحرك جناحان منها أفقياً على كل جانب من جسم الطائرة، وهو ما يعكس تقدماً تقنياً في التصميم والمرونة الحركية. وفيما أُنتجت هذه الطائرات لأغراض استخبارية وعسكرية، أكد التقرير أن التطبيقات المستقبلية المحتملة لهذه التكنولوجيا لا تقتصر على المجال العسكري فقط، بل تمتد إلى المجالات الطبية والزراعية والبيئية، مثل التشخيص الدقيق، التصوير الطبي، المراقبة الزراعية، وحتى إجراء الجراحات المجهرية. يُذكر أن القوات الجوية الأميركية أعلنت في عام 2021 عن تطويرها طائرات مسيّرة صغيرة مشابهة، لكن لم يصدر أي إعلان لاحق حول نتائج تطويرها أو استخدامها الميداني. كما سبق أن طوّر باحثون من جامعة هارفارد نموذجاً مشابهاً باسم "روبوبي" (RoboBee)، قادر على الطيران، والسباحة تحت الماء، بل والوقوف على الأسطح عبر الكهرباء الساكنة. وفي السياق نفسه، يُستخدم حالياً نوع من الطائرات المسيّرة الصغيرة باسم "بلاك هورنت"، تُوجَّه من وحدة محمولة باليد ويستخدمها الجنود في ميادين القتال لاستكشاف المناطق الخطرة، عبر إرسال صور وبيانات في الوقت الحقيقي. هذا التقدم الصيني يأتي ضمن إستراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الهيمنة في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، التي تراها بكين محركاً أساسياً لنمو اقتصادها المستقبلي، كما تدعم هذه الصناعة من خلال الإعفاءات الضريبية، والدعم الحكومي، وإنشاء مجمعات صناعية متخصصة في "اقتصاد الجو". قد يهمك أيضــــــــــــــا غوغل تبدأ عرض الإعلانات في دردشات روبوتات الذكاء الاصطناعي


الأيام
٣٠-٠٥-٢٠٢٥
- الأيام
هل يجعلنا الذكاء الاصطناعي 'أكثر غباء'؟
Getty Images تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستحسن من حياة البشر من خلال تأدية مهام مملة أو شاقة تتطلب الكثير من الوقت والجهد، ومن ثم تمنحنا فرصة أكبر للاستمتاع بالحياة أو التفرغ لأشياء أخرى أكثر أهمية. هذه هي وجهة نظر المتحمسين لما يعرف بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) التي انتشرت بشكل مهول في الأعوام القليلة الماضية، ولا سيما وسط الشعبية الهائلة التي حظي بها روبوت الدردشة 'تشات جي. بي. تي' الذي بلغ العدد الأسبوعي لمستخدميه النشطين في فبراير/شباط الماضي مليون مستخدم، وفق شركة 'أوبن. إيه. آي' التي أطلقته في عام 2022. على سبيل المثال، مهام مثل تلخيص الوثائق الطويلة أو صياغة رسائل إلكترونية روتينية أو ترجمة نصوص بسيطة أو كتابة سيرتك الذاتية بطريقة مهنية – كلها أشياء يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي القيام بها في ثوان معدودات. لكن هناك من يحذر من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدلا من أن يطلق العنان لأدمغتنا للانخراط في أشياء أهم وأعمق، قد يجعلنا 'أكثر غباء'. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟ وهل نستطيع الاستفادة من إمكانياته الهائلة من دون أن يؤدي ذلك إلى أن نصبح أقل ذكاء وإبداعا؟ إضعاف مهارات التفكير النقدي من بين أحدث الدراسات التي ربطت بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي وانخفاض القدرات المعرفية والإدراكية للبشر دراسة أجرتها شركة مايكروسوفت بالتعاون مع باحثين من جامعة كارنيغي ميلون في وقت سابق من العام الحالي. الدراسة، التي شملت 319 شخصا يعملون في مهن تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، وجدت أن هذه التقنية تغير طريقة التفكير النقدي لدى هؤلاء الأشخاص. فهي تقلل المجهود الذهني المطلوب لتنفيذ المهام، فيفرط المستخدمون في اعتمادهم على مخرجات الذكاء الاصطناعي، خصوصا عندما يثقون بها أكثر من اللازم. ويتحول المستخدمون من جامعين للمعلومات إلى متحققين من صحتها، من منفذين نشطين للمهام إلى مشرفين على مخرجات الذكاء الاصطناعي. وحددت الدراسة عدة أشياء قالت إنها تعرقل التفكير النقدي في المهام التي يساعد الذكاء الاصطناعي في تنفيذها، من بينها انخفاض الدافع للتفاعل بعمق مع المحتوى، وعدم امتلاك القدرة أو المعرفة الكافية لتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال. وهناك دراسة أخرى أجراها الدكتور مايكل غرليتش مدير معهد الاستشراف الاستراتيجي والاستدامة المؤسساتية بكلية التجارة السويسرية (إس.بي.إس) على 666 شخصا، وجدت أن ثمة صلة بين الاستخدام المستمر للذكاء الاصطناعي التوليدي وانخفاض القدرة على التفكير النقدي. يقول البروفيسور غرليتش لـ'بي. بي. سي. عربي' إن البحث الذي أجراه أظهر أن أدوات الذكاء الاصطناعي 'تشجع على التفريغ الإدراكي، أو بعبارة أخرى الاستعانة بمصدر خارجي هو الآلات للتفكير نيابة عنا. هذا ليس سلبيا في حد ذاته، ولكن إذا اعتدنا عليه، فإنه قد يقوض من قدرتنا على القيام بالتفكير المنطقي المعقد أو حل المشكلات أو التفكير النقدي'. التفكير النقدي لا يعني مجرد اكتشاف الأخطاء، بل هو عملية ذهنية معقدة تمكن الشخص من الحكم على معلومة ما بشكل منطقي وموضوعي من خلال فهم وتفسير الأدلة التي يجمعها عن طريق الملاحظة والقراءة والتجربة والنظر بعين الشك إلى الافتراضات القائمة وأخذ وجهات النظر المختلفة بعين الاعتبار. وللتفكير النقدي أهمية كبيرة في تعزيز اتخاذ القرارات وتحسين مهارات حل المشكلات وتقييم المعلومات وبناء الحجج القوية وزيادة الوعي بالذات والإبداع وتحسين مهارات اللغة والتعبير عن الأفكار. يضيف غرليتش أن 'عضلاتنا الذهنية، كتلك التي تستخدم في التفكير التحليلي، من الممكن أن يصيبها الوهن إذا لم تُدَرب بانتظام. ومع مرور الوقت، قد يؤدي اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي إلى تقويض قدرتنا على التفكير النقدي، ولا سيما في المواقف المصيرية أو الغامضة التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي التعامل معها. لقد أظهرت دراستي أن الشباب والأشخاص محدودي التعليم بوجه خاص يميلون إلى الاستعانة بتلك التقنية للقيام بعملية التفكير، وهو ما أدى إلى انخفاض مهارات التفكير النقدي لديهم'. Getty Images هل تحارب أدمغتنا على عدة جبهات؟ التحذير من الإفراط في استخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لما قد يكون له من تأثير سلبي محتمل على وظائفنا المعرفية والإدراكية يضاف إلى تحذيرات مماثلة من الإفراط في استخدام التقنيات الرقمية الحديثة خلال العقد الأخير. على سبيل المثال، هناك دراسات تربط بين قضاء فترات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية وانخفاض الانتباه وضعف نمو الدماغ. وفي نهاية عام 2024، اختار قاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية مصطلح 'brain rot' أو 'تعفن الدماغ' ليكون مصطلح العام. يشير المصطلح إلى 'التدهور المفترض لحالة الشخص العقلية والفكرية، ولا سيما عندما يُنظر إليه على أنه نتيجة للاستهلاك المفرط للمواد (خاصة محتويات الإنترنت) التي تعد تافهة أو لا تشكل تحدياً للعقل'، وفق تعريف القاموس. ربما يتساءل البعض عما إذا كان اعتمادنا على الذكاء الاصطناعي التوليدي أسوأ من اعتمادنا على محركات البحث على الإنترنت، أو الإفراط في مشاهدة المحتوى 'التافه' على وسائل التواصل الاجتماعي. يرى البروفيسور غرليتش أن 'ما تفعله وسائل التواصل ومحركات البحث بالأساس هو تشتيت انتباهنا أو توجيهه، وعادة ما يؤدي ذلك إلى تفتيت تفكيرنا وإغراقنا بالمعلومات الضحلة. أما الذكاء الاصطناعي التوليدي فينتج لنا محتوى، ومن ثم يخطو خطوة إضافية، إذ يفكر بالنيابة عنا. إنه اختلاف صغير ولكن مهم للغاية. عندما نتوقف عن صياغة حججنا أو التحقق من صحة المعلومات بشكل مستقل، فإننا نخاطر ليس فقط بفقدان تركيزنا، ولكن أيضا باستقلالنا المعرفي'. ويضيف: 'لذا، فإنه رغم أن الاتجاهين مثيران للقلق، فإن قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الفكر البشري قد تشكل تحدياً أعمق وأطول أمدا لكيفية بنائنا للمعرفة واتخاذنا للقرارات'. Getty Images هناك دراسات تربط بين قضاء فترات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية وانخفاض الانتباه وضعف نمو الدماغ الوجه الآخر قد يبدو الأمر بسيطا: اعتمادنا الزائد على الذكاء الاصطناعي وجعله يفكر بدلا من أن نفكر نحن ونستخدم وظائفنا الإدراكية والمعرفية سيؤدي إلى تقويض قدرتنا على التفكير المنطقي أو النقدي، ومن ثم يجعلنا أقل ذكاء أو 'أكثر غباء' كما يحلو لبعضهم أن يقول. لكنّ للصورة أبعادا أخرى. فالذكاء البشري مفهوم معقد يتأثر سلبيا أو إيجابيا بعوامل عديدة، منها الجينات الوراثية والتغذية والصحة البدنية والتعليم والتربية والتلوث، وهو ما يجعل من الصعب برأي بعض الخبراء النظر إلى تأثير عامل واحد بمعزل عن باقي العوامل. كما أن هناك من يرى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يغير الطريقة التي نفكر بها، ولكن ليس بالضرورة إلى الأسوأ. يقول دكتور كارلوس زدنيك مدير مركز فلسفة الذكاء الاصطناعي بجامعة إيندهوفين في هولندا لـ بي. بي. سي. عربي إن من بين الآثار التي قد تترتب على ذلك هو 'أن تفكيرنا، أو الطريقة التي نعبر بها عن تفكيرنا، على الأرجح سوف تتغير. ففي حين كنا في السابق نعبر عما نفكر فيه بالكلام أو الكتابة أو الرسم أو عزف الموسيقى مثلا، في المستقبل قد نعبر عنه بطرق تعتمد على التفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي أو استخدامها لمساعدتنا على القيام بكافة تلك الأنشطة وغيرها. وبالطبع هذه ليست ظاهرة جديدة، ففان غوخ أظهر عبقريته بالطريقة التي كان يستخدم بها فرشاة الرسم، وروجر فيدرر بطريقة استخدامه لمضرب التنس…الجيل القادم من المفكرين ربما سيظهر مواهبه بالطريقة التي يستخدم بها الذكاء الاصطناعي'. Getty Images تزايد استخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير في الأعوام القليلة الماضية، بما في ذلك بين الشباب والأطفال كيف نستفيد من دون أن نصبح 'أكثر غباء'؟ الدراسة التي أجرتها مايكروسوفت أظهرت أن الأشخاص الذين لديهم ثقة بالنفس كانوا أكثر نزوعا لاستخدام التفكير النقدي للتحقق من مخرجات الذكاء الاصطناعي. وخلصت إلى أن ثمة حاجة إلى أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مصممة بحيث تعزز التفكير النقدي لدى العاملين في مجالات تتطلب استخدام المعلومات. وإلى أن يتحقق ذلك، يتعين على المستخدم التعاطي مع الذكاء الاصطناعي بطريقة تجعله يتفادى خطر أن يؤدي ذلك إلى إضعاف قدراته على اتخاذ القرارات وعلى مهاراته الإدراكية والمعرفية. يقول البروفيسور غرليتش: 'كلما تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه مساعد قائد الطائرة وليس طيارا آليا، كلما حافظنا على قدراتنا الإدراكية والمعرفية بل وعززناها'. ويضيف أنه ينبغي أن 'نتعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس بوصفه بديلا للتفكير، ولكن كشريك نتناقش معه، كشيء يتحدانا وينقح أفكارنا ويساعدنا على استكشاف وجهات نظر مختلفة. ولتفادي البلادة الفكرية، يجب أن نتفاعل بشكل واعٍ مع مخرجات الذكاء الاصطناعي، ونطرح أسئلة وننتقد الافتراضات ونتحقق من صحة المزاعم'. أما الدكتور زدنيك فيشدد على أهمية 'محو الأمية' في مجال الذكاء الاصطناعي، ويشمل ذلك التعريف بما تعنيه تلك التقنية، وكيف تعمل، وما تستطيع وما لا تستطيع تحقيقه، ومتى ينبغي استخدامها، ومتى لا ينبغي استخدامها. ويضيف: 'أتوقع أن تنتشر تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، ولذا من المهم أن يتم هذا النوع من محو الأمية مبكرا وعلى نطاق موسع. الأطفال ينبغي أن يتعلموه، والمعلمون ينبغي أن يدرسّوه. لا يجب أن نحظر على الأطفال استخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن يجب أن نعلمهم كيف يستخدمونه بحكمة'. ويشير زدنيك كذلك إلى أهمية تحمل الحكومات مسؤولية إدارة تقنية الذكاء الاصطناعي 'بما يحقق توازنا بين سلامة المجتمع من جهة، والنمو الاقتصادي والابتكار من جهة أخرى'. خلاصة القول: الذكاء الاصطناعي التوليدي مثله مثل أي تقنية أخرى يمكن أن تكون له منافع هائلة للأفراد والمجتمعات، ويمكن أن يعود علينا بالضرر، والأمر يتوقف إلى حد كبير على طريقة استخدامنا له. ومن خلال التوعية بإمكانياته وطريقة عمله ومواطن ضعفه، والتشجيع على التفاعل معه بشكل لا يلغي تفكيرنا، يمكننا استثمار إمكاناته الهائلة من دون أن نصبح أقل ذكاء.


مراكش الآن
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- مراكش الآن
الصين تنظّم أول سباق نصف ماراثون في العالم للروبوتات
ركضت عشرات من الروبوتات الشبيهة بالبشر في أول سباق نصف ماراثون مخصص لها أقيم السبت في بكين، وهو حدث يؤشر إلى طموحات الصين في التكنولوجيات الجديدة. وأقيم السباق في 'إي تاون'، وهي منطقة مُخصصة للابتكار التكنولوجي في العاصمة الصينية، وشارك فيه رياضيون بشر أيضا، إلى جانب الآلات التي تسير على قدمين. بعد إعطاء إشارة انطلاق السباق بمسدس البداية، وعلى وقع موسيقى البوب التي صدحت عبر مكبرات الصوت، انطلقت الروبوتات واتخذ خطواتها الأولى التي بدت مترددة أحيانا في السباق الممتد على مسافة 21 كيلومترا. على الجانب الآخر من الطريق، أخرجَ المشاركون من البشر الذين كانوا يركضون على مسار منفصل، هواتفهم المحمولة لالتقاط صور للروبوتات. تمكّن روبوت صغير سقط على الأرض من النهوض بنفسه بعد بضع دقائق وسط هتافات الجمهور، بينما انحرف روبوت آخر عن المسار واصطدم بحاجز وأوقع مهندسا على الأرض. في حديث إلى وكالة فرانس برس، قال نائب مدير لجنة الإدارة في منطقة إي تاون ليانغ ليانغ إنّ الركض على مسار يبدو خطوة صغيرة للإنسان، لكن بالنسبة إلى روبوت بهيئة بشرية، فهو قفزة هائلة'. ويؤكد أن 'هذا الماراثون يمثل خطوة إضافية نحو تصنيع الروبوتات الشبيهة بالبشر'. شارك في هذه المسابقة نحو عشرين فريقا من مختلف أنحاء الصين، مع روبوتات تتراوح أحجامها بين 75 إلى 180 سنتيمترا ويصل وزنها إلى 88 كيلوغراما. وتركض بعض الروبوتات بشكل مستقل، بينما يتم التحكم في أخرى من بعد. وقال مهندسون لوكالة فرانس برس إن الهدف هو اختبار أداء الروبوتات وما إذا كانت جديرة بالثقة. ويؤكدون أنّ الأولوية هي الوصول إلى خط النهاية لا الفوز بالسباق. ورأى كوي وينهاو، وهو مهندس يبلغ 28 عاما في شركة 'نوتيكس روبوتيكس' الصينية، إن 'سباق نصف الماراثون يشكل دفعا هائلا لقطاع الروبوتات بأكمله'. وأضاف 'بصراحة، لا يملك القطاع سوى فرص قليلة لتشغيل آلاته بهذه الطريقة، بكامل طاقتها، على هذه المسافة ولوقت طويل. إنه اختبار صعب للبطاريات والمحركات والهيكل، وحتى الخوارزميات'. وأوضح أن روبوتا تابعا للشركة كان يتدرب يوميا على مسافة تعادل نصف ماراثون، بسرعة تزيد على 8 كيلومترات في الساعة. وشدّد مهندس شاب آخر هو كونغ ييتشانغ (25 عاما) من شركة 'درويد آب'، على أن سباق نصف الماراثون هذا يساعد في 'إرساء الأسس' لحضور هذه الروبوتات بشكل أكبر في حياة البشر. وشرح أنّ 'الفكرة الكامنة وراء هذا السباق هي أنّ الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها الاندماج بشكل فعلي في المجتمع البشري والبدء بأداء مهام يقوم بها بشر'. تسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى أن تصبح الأولى عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مما يضعها في منافسة مباشرة مع الولايات المتحدة التي تخوض معها راهنا حربا تجارية. أصبحت الشركات الصينية وتحديدا الخاصة منها، أكثر نجاحا في استخدام التقنيات الجديدة. في يناير، أثارت شركة 'ديب سيك' الناشئة اهتماما إعلاميا واسعا في الصحف العالمية بفضل روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي، وتقول إنها ابتكرته بتكلفة أقل بكثير من تكلفة البرامج التابعة لمنافسيها الأميركيين مثل 'تشات جي بي تي'.