logo
موقف بري قوبل باهتمام دولي ولبناني يُلزم 'الحزب'

موقف بري قوبل باهتمام دولي ولبناني يُلزم 'الحزب'

المركزيةمنذ 3 ساعات

وقوف الأمين العام لـ«حزب الله»، الشيخ نعيم قاسم، «إلى جانب إيران بكل أشكال الدعم التي نراها مناسبة وتُسهم في وضع حد للعدوان الأميركي – الإسرائيلي الذي يستهدفها»، لم يؤدِّ إلى حجب الأنظار عن الاهتمام الدولي والعربي عن الموقف غير المسبوق لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، بإعلانه «أن لبنان لن يدخل الحرب 200 في المائة، وأن لا مصلحة له في ذلك، وسيدفع الثمن، وإيران ليست بحاجة لنا».
فموقف بري طغى على المشهد السياسي، كونه تلازم مع اللقاءات التي عقدها السفير الأميركي لدى تركيا، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، اللبناني الأصل، توماس برّاك مع رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نوّاف سلام، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، والرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وخَلَفه نجله تيمور جنبلاط لرأب التصدّع الذي أصاب العلاقة الأميركية مع جنبلاط، جرّاء انتقادات لاذعة من نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس بحق جنبلاط، الذي تبيّن لاحقاً أنه شخصي، ولا يُلزم الإدارة الأميركية به، ولم يعد لها من دور في الملف اللبناني بعد أن أُلحقت بالوفد الأميركي إلى الأمم المتحدة برئاسة سفيرة أميركا السابقة لدى لبنان دوروثي شيا.
لا مفاعيل عسكرية لموقف قاسم
فإعلان بري جاء في أدق اللحظات السياسية التي يمر بها لبنان، ومن ثم لن يكون من مفاعيل عسكرية لإعلان قاسم بعدم وقوف الحزب على الحياد وتضامنه بالكامل مع إيران في حربها ضد إسرائيل، ولا يمكن تصنيف موقفه على أنه يتمايز عن بري بمعارضته دخول لبنان في الحرب.
وفي هذا السياق، تلفت المصادر النيابية إلى أن لدى قيادة الحزب ثقة لا تتزعزع حيال تفويضها لبري بكل ما يتعلق بملف الجنوب والمحادثات الرامية لإلزام إسرائيل بالانسحاب، وتؤكد أن قاسم ينأى بنفسه عن الدخول في منافسة معه على خلفية تأكيده -أي بري- أن لبنان لن يدخل الحرب، وبالتالي لا صحة لكل ما يُشاع بأن ما تضمنه بيان قاسم ردٌّ علي بري، وأن توقيت إصداره لم يكن في محله، ولا ينطوي مطلقاً على تمايز الحزب عن حليفه الاستراتيجي الذي يحمل منه تفويضاً غير قابل للنقض، وينطلق من وحدة الرؤيا لدى «الثنائي الشيعي» بكل ما يتعلق بوقف النار تطبيقاً للقرار «1701»، وحصرية السلاح بيد الدولة، خصوصاً أن بري من موقعه هو الأقدر على التواصل مع المجتمع الدولي بكل ما يتعلق بملف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتلفت المصادر النيابية لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه من غير الجائز تحميل التضامن المبدئي لقاسم مع إيران أثقالاً سياسية وعسكرية غير موجودة لديه في الأساس، للانقلاب على تعهد بري بأن لبنان لن يدخل الحرب، وإلا لماذا وافق الحزب بملء إرادته على اتفاق وقف النار، والتزم به نصّاً وروحاً بامتناعه الرد على الخروق والاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل، واستهدفت العشرات من كوادره الميدانية والعسكرية، من دون أن يُطلق رصاصة واحدة التزاماً منه بانسحابه من جنوب الليطاني، وتسهيل مهمة انتشار الجيش بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة الـ«يونيفيل» في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، وموافقته، بلا أي تردد، على قيام الوحدات العسكرية بالتنسيق مع هيئة الرقابة الدولية المشرفة على وقف النار بالكشف على مواقع الحزب، وصولاً لوضع يدها على ما تبقّى لديه من أنفاق وبنى عسكرية ومخازن لتخزين الصواريخ الدقيقة؟
لا انقلاب على التعهدات
وتؤكد المصادر أن الرئيس بري لا يُعير اهتماماً لمحاولات تفسير ما ورد في بيان قاسم على أنه تراجع ضمني عن التزامه بعدم دخول لبنان في الحرب، وهو الالتزام الذي أُعلن رسمياً وبات في عهدة المجتمع الدولي، الذي تقع عليه مسؤولية الضغط على إسرائيل للامتثال لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار «1701».
وتقول المصادر المواكبة للاتصالات التي جرت، في الساعات الأخيرة، بين قيادتي «أمل» و«حزب الله» للوقوف على خلفية الأسباب الكامنة وراء البيان الذي أصدره قاسم، والذي جاء بعد أقل من 24 ساعة على البيان الذي أصدره الحزب، إن بيانه ليس أبعد من تجديد التضامن مع إيران عاطفياً، بلا أي مقابل عسكري، ولا ينم عن وجود نية للدخول في الحرب.
تفويض بري مستمر
وترى أن الحزب باقٍ على تفويض «الأخ الأكبر»، أي بري، على حد قول قاسم، عندما كُلّف بالإنابة عن الحزب التفاوض مع الوسيط الأميركي آنذاك، أموس هوغستين، الذي أدّى للتوصل إلى اتفاق لوقف النار. وتسأل المصادر نفسها، ما الجديد في موقف بري؟ وتقول ألا يتناغم مع مواقف مماثلة كانت صدرت عن عدد من نواب الحزب، ليس بتجديد تضامنهم مع إيران فحسب، وإنما تأكيدهم أن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها، ولا تحتاج إلى أي معونة عسكرية أو تدخل من الخارج. وتشير إلى أن أحداً لم يتهم الحزب بالحياد، وكان الأجدر بقاسم ألا يتطرق في بيانه، في هذا الخصوص، على نحو يُعطي مادة سياسية دسمة لخصومه للإيحاء بوجود تباين بداخل الثنائي الشيعي لا أساس له من الصحة.
وتؤكد أن الحزب، كان ولا يزال حتى الساعة، يتموضع تحت سقف امتناعه الدخول في الحرب، وهذا ما يجمعه مع بري الأقدر على مراعاته للمزاج الشيعي الذي ينشد الاستقرار، ولا يريد العودة للحرب بتوفير الذرائع لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها على نطاق واسع بغياب الخطوط الحمر لضبطها، فيما يبقى شغله الشاغل الرهان على الدولة لتأمين المساعدات لإعادة إعمار البلدات المدمرة التي تمنع إسرائيل أهاليها من العودة إليها بعد أن حوّلتها إلى مناطق منزوعة من البشر، ولا تصلح للعيش فيها، إضافة إلى أن الحزب وإن كان ينأى بنفسه عن الدخول في مبارزة مع بري، فإنه ليس وارداً الدخول في حرب من شأنها أن تزيد تدفق موجات النزوح التي يتعذر استيعابها؛ نظراً لوضعه المالي، ويصعب على الحكومة إيجاد المأوى لإيوائهم.
محمد شقير - "الشرق الأوسط"

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر حكومية "تهوّن" من كلام قاسم... "ما بيقدر يقول إلا هيك"!
مصادر حكومية "تهوّن" من كلام قاسم... "ما بيقدر يقول إلا هيك"!

صوت بيروت

timeمنذ 12 دقائق

  • صوت بيروت

مصادر حكومية "تهوّن" من كلام قاسم... "ما بيقدر يقول إلا هيك"!

قبل أن يتقدّم 'حزب الله' على خطّ إسناد غزة، وقبل أن يبدأ عقد 'المحور' بالتفكك حبّة حبّة، كانت عين التينة أشبه بمحجّ دائم للمبعوث الأميركي السابق آموس هوكستين. مرّات ومرّات، بدت واشنطن وكأنها سلّمت بأن ثنائية 'أمل' – 'حزب الله' هي حجر الزاوية في البيت اللبناني، فيما الودّ الفاقع الذي أبداه كبير المفاوضين الأميركيين تجاه نبيه بري، أغرى كثيرين بالاعتقاد أن الشيعية السياسية قد كُتب لها أن تحكم لبنان لقرنٍ مقبل. لكن، ما إن لمحت واشنطن إشارات تجاوزٍ للدور، حتى تبدّل المزاج. سُحب 'الصديق الظرفي' بهدوء من دائرة الضوء، وصعد إلى الخشبة بطل آخر. وفي الوقت المستقطع، تتصاعد المخاوف من انزلاق 'حزب الله' إلى جبهة إسناد. التصريحات المتفجّرة التي تخرج من الضاحية الجنوبية، وتُلاقيها نبرات عالية من طهران، توحي بأنّ الحرب قد تطرق أبواب لبنان في أيّ لحظة. ما يفتح الباب أمام سؤال بديهي: هل يملك لبنان الرسمي ضمانات فعلية من 'حزب الله'؟ مصادر حكومية توضح لـ 'نداء الوطن' أنّه مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، نُقلت رسالة عبر الجيش اللبناني إلى 'حزب الله'، تحذّره من مغبّة الانخراط في أي مواجهة خارج قرار الدولة. وتُضيف المصادر: 'المؤشّرات الآتية من 'الحزب' حتى اللحظة، تدل على أنه ليس في وارد التورط'. لكن ماذا عن تصريح الأمين العام لـ 'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، الذي قال بوضوح: سنتصرّف بما نراه مناسباً في مواجهة العدوان الأميركي – الإسرائيلي على إيران؟ المصادر الحكومية تُهوِّن من وطأة التصريح، معتبرة أن كلام قاسم لا يمكن أن يكون مختلفاً في العلن، لكنه لا يعني بالضرورة قراراً بالتحرّك، وتضيف: 'ما بيقدر يقول غير هيك'. ما تقوله مصادر السرايا، يتقاطع مع ما يقوله مصدر بارز. يخبر المصدر أنّه مع بدايات التصعيد ضدّ إيران، وصلت إلى 'حزب الله' رسالة إسرائيلية، محمولة على جناح الحمام الأميركي الزاجل، تحذّر من مغبّة الانخراط في جبهة إسنادٍ جديدة. 'الحزب'، بحسب المصدر، لم يغلق الباب، بل ردّ على الطلب بطلب ضمانة من إسرائيل بالكفّ عن خرق اتفاق الهدنة، في مقابل ضمانة بعدم التدخّل. عندما وصل الجواب إلى الوسيط الأميركي تساءل بدهشة: وهل يملك 'حزب الله' فعلاً القدرة على التدخّل؟ فعاجله حامل الجواب: لماذا إذاً تسأل عن ضمانات؟ وهنا السؤال الذي يُطرح: إذا كانت واشنطن مقتنعة بأن 'حزب الله' لا يملك من الإسناد إلاّ ما يُقال، لا ما يُفعل، فلماذا أرسلت المبعوث الأميركي توم براك إلى بيروت؟ تجيب المصادر الحكومية، أنّ زيارة براك إلى بيروت كانت مقرّرة قبل بدء الحرب بين إسرائيل وإيران، وهي لا تُقرأ من بوابة التخوّف الأميركي أو الإسرائيلي من دخول 'حزب الله' على خطّ إسناد إيران، بل من زاوية أكثر هدوءاً. فالمسألة ليست جبهات وإسناد، بقدر ما هي فراغ في إدارة الملفّ اللبناني، دفع واشنطن إلى إعادة الإمساك بالخيوط المتروكة، ألا وهي حصر السلاح بيد الدولة وترسيم الحدود البرية. وإن كان برّاك لم يغفل احتمال دخول 'حزب الله' على الخطّ بين إسرائيل وإيران، بحيث مرّر رسالة حول ضرورة تحييد لبنان.

إسرائيل تستهدف موقع أصفهان النووي في إيران
إسرائيل تستهدف موقع أصفهان النووي في إيران

صوت بيروت

timeمنذ 12 دقائق

  • صوت بيروت

إسرائيل تستهدف موقع أصفهان النووي في إيران

حريق يشتعل في مستودع نفط شهران في طهران بعد هجوم إسرائيلي. رويترز ذكرت وكالة فارس للأنباء السبت أن إسرائيل استهدفت موقع أصفهان النووي في إيران، مضيفة أنه لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك. وفي وقت سابق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة إن مديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحا نوويا. وسبق أن نفى ترامب هذا العام صحة تقييمات نقلتها مديرة المخابرات والتي أفادت بأن طهران لا تعمل على تطوير سلاح نووي، وذلك خلال حديثه مع صحفيين بمطار موريستاون بولاية نيوجيرزي. وقال ترامب 'إنها مخطئة'. وأدلت جابارد بشهادتها أمام الكونجرس في مارس آذار مشيرة إلى أن تقييمات أجهزة المخابرات الأمريكية لا تزال تشير إلى أن طهران لا تعمل على تطوير رأس نووية. وجاءت تصريحات ترامب متزامنة مع قوله إنه سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في الهجمات على إيران. وفي تبريره لشن غارات جوية على أهداف نووية وعسكرية إيرانية على مدار الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن طهران على وشك امتلاك رأس نووية. وكان مكتب جابارد أشار سابقا إلى تصريحات قالت فيها إنها وترامب 'على توافق' فيما يتعلق بوضع البرنامج النووي الإيراني. وتنفي إيران تطوير أسلحة نووية وتؤكد أن برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص للأغراض السلمية فقط. وقال مصدر مطلع على تقارير المخابرات الأمريكية لرويترز إن التقييم الذي قدمته جابارد لم يتغير. وأضاف المصدر أن تقديرات أجهزة المخابرات تشير إلى أن إيران تحتاج لما يصل إلى ثلاث سنوات لبناء رأس حربية بإمكانها إصابة هدف من اختيارها.

خارطة طريق دقيقة و"مبكّلة"
خارطة طريق دقيقة و"مبكّلة"

ليبانون 24

timeمنذ 20 دقائق

  • ليبانون 24

خارطة طريق دقيقة و"مبكّلة"

وصف كثيرون ممن التقوا الموفد الرئاسي الاميركي توماس باراك بان الاقتراحات التي قدمها كحلول للأوضاع الراهنة، بانها خارطة طريق للتوجهات الاميركية في المرحلة المقبلة وهي وإن كانت متنوعة إلا انها تتميز بانها دقيقة و" مبكلة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store