البطوش: إيذاء الحيوانات مؤشر خطير قد يمتد للعنف ضد البشر
عمون - قالت الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية حنين البطوش، إن سلوك إيذاء الحيوانات يُعد من المؤشرات النفسية والسلوكية المثيرة للقلق، نظرًا لما يحمله من دوافع خفية واضطرابات داخلية قد تكون أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه في ظاهرها.
وأوضحت البطوش لعمون، أن هذا السلوك لا يحدث بمعزل عن السياق النفسي أو البيئي للفرد، مشيرة إلى أن البعض يلجأ لإيذاء الحيوانات كوسيلة لتعويض مشاعر النقص أو العجز، في محاولة للسيطرة على كائن أضعف، بينما يستخدمه آخرون كتنفيس عن الغضب أو الإحباط الناتج عن ضغوط حياتية أو أسرية، فيُسقطون مشاعرهم السلبية على كائنات لا تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها.
وأضافت أن الأخطر من ذلك هو ارتباط هذا السلوك باضطرابات نفسية أعمق، كاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والذي يتميّز بغياب الشعور بالندم والتعاطف، أو ببعض أنماط الاضطراب السلوكي التي تتشكل في بيئات يغيب فيها الوعي بالقيم والحدود.
وبينت البطوش أن ما يُعرف بـ'مثلث ماكدونالد' – الذي يربط بين ثلاثة سلوكيات في مرحلة الطفولة، وهي: التبول اللاإرادي، إشعال الحرائق، وإيذاء الحيوانات – يشير إلى أن هذه الأفعال قد تكون مقدمات لسلوك إجرامي أو عدواني في المستقبل.
وتابعت: عندما يغيب التعاطف في سن مبكرة، ويُطبع العنف ضد الحيوان دون مساءلة، فإن احتمالية انتقال هذا السلوك لاحقًا إلى البشر تصبح واردة جدًا، خصوصًا إذا لم يُعالج مبكرًا.
وأكدت البطوش أن الألم النفسي غير المُعالج في الطفولة، كالتعرض للإيذاء أو الإهمال، قد يدفع الطفل إلى 'إزاحة العدوان' على الحيوان، في محاولة غير واعية للسيطرة على مشاعر القهر أو العجز، ومع تكرار هذا النمط، يتحوّل الفعل إلى عادة وجدانية خالية من الرحمة، يصعب كسرها لاحقًا.
كما شددت على أن البيئة التربوية والثقافية تلعب دورًا بالغ الأهمية في تشكيل وعي الطفل تجاه الكائنات الأضعف، مضيفة: 'حين يُعرض على الطفل مشهد إيذاء للحيوان بوصفه أمرًا ترفيهيًا أو استعراضًا للقوة، يتبرمج عقله الباطن على قبول العنف كأداة للتفوق، لا كجريمة تستحق الرفض.'
وعزت جزءًا من المسؤولية إلى وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية، التي وصفتها بأنها تسهم أحيانًا في 'تطبيع العنف'، من خلال تصوير الأذى على أنه مضحك أو بطولي، مما يُفقد الطفل حساسيته تجاه الألم، ويجعله أقل قدرة على التعاطف بمرور الوقت.
وعن البعد القيمي والديني، أشارت إلى أن الرفق بالحيوان سلوك نبوي نابع من رقة القلب وكمال الرحمة، وهو خلق ينبغي أن يُزرع في النفوس المؤمنة اقتداءً برسول الله ﷺ، وهو ما يرسّخ أن الرفق بالحيوان مظهر من مظاهر إنسانية الفرد والمجتمع، وغيابه دليل على خلل أخلاقي أعمق.
وأضافت أن المؤسسات التعليمية والمجتمعية مطالبة بلعب دور فعّال في غرس مفاهيم الرحمة والرفق بالحيوانات في المناهج والأنشطة، وتشجيع الأطفال على التفاعل الإيجابي مع الكائنات الحية. كما دعت إلى تفعيل برامج التدخل المبكر التي تراقب السلوكيات المقلقة، وتوفّر الدعم النفسي والسلوكي قبل أن تتفاقم.
وختمت البطوش حديثها بالتأكيد على أن إيذاء الحيوانات ليس مجرد تصرف طائش، بل مؤشر خطر يستدعي التحرك الجاد من كافة الجهات: الأسرة، المدرسة، القانون، والإعلام، موضحة أن معالجة هذا السلوك تبدأ من الاعتراف بخطورته، وليس التهاون معه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 29 دقائق
- الدستور
«المَجِّة بْمِيِّة» في فرنسا!
«المجّة» كما يعرفها المدخنون هي تلك «السّحبة» التي يؤذي بها المدخن نفسه ومن حوله -شهيقا واستنشاقا- مما تكون علامته توهّج نار السيجارة أو فحمات الأرجيلة! تلك التقليعة التي صارت موضة، شاعت بين الإناث والمراهقين في السنوات القليلة الماضية. ألا وبئس ما ظنّه الناس بديلا أقل ضرارا عن السجائر التقليدية. في فرنسا تشديد في مكافحة آفة التدخين لدرجة التوسع والتشدد في حظره حتى خارج الأماكن المغلقة، فيما يعرف بالفضاء العام أو الأماكن العامة المفتوحة للناس، كالمتنزهات العامة والأسواق الشعبية وأماكن الانتظار في وسائط النقل العام والخاص.يعني الأمر فيما يعنيه عمليا، سقوط مقولة «أشارع أبيك هذا؟» التي يسارع البعض إلى التنمّر على المحتجين على التوغل على الفضاء العام، سواء أكان شارعا أم رصيفا أم الحق الطبيعي والوجودي في الاستمتاع بهواء غير ملوث بمادة فيها أربعمئة من مسببات السرطان وأمراض قاتلة وخطرة أخرى.الكلفة الحقيقية الدقيقة لذلك النَّفَس الأول قبل أن تصل الأمور إلى ضرب الأنفاس، نعدل العقوبة أو الغرامة بالدينار الأردني نحو مئة واثني عشر دينارا، ما دمنا في هدنة «حرب الاثني عشر يوما»! الحرب على الرئتين والقلب والشرايين أكثر فتكا من الصواريخ و»أم القنابل» المعروفة اختصار ب «مواب» يقرؤها البعض مؤاب، فيما تلفظ «ماب»!مئة وخمسة وثلاثين «يورو» عقوبة ذكية رادعة، كفيلة بجعل المدخّن يعد للعشرة قبل اقتراف هذه الجريمة بحق نفسه، وبحق من يحب، وبحق الشعارات الكبرى السّجعيّة التي يهتف بها رواد المنصّات و»البكمات» والمسيّرات! مجرد فحص بسيط عند طبيب عام، أو العَدْو خلف ميكروباص لم ينتبه سائقه لإشارة الرغبة بركوب الحافلة، ستذكّر شرائح عريضة من مجتمعنا، بأن التدخين كارثة خاصة عامة، لا بد من التعامل معها على نمط «غرفة عمليات» لا ورش عمل أو حلقة بحثية في زاوية علمية أو خلوة نخبوية!من واقع تجربة مدخن شره تعافى من براثن التدخين قبل خمسة عشر عاما، أشهد بأنه لا صحة على الإطلاق الزعم بأن «دخِّنْ عليها تنجلي»، بل «تنطلي» على الجميع كذبة ووهم وشر اسمه الحقيقي هو الإدمان، والوقاية منه يبدأ من السيجارة وقد يؤدي لا قدّر الله إلى ما هو أخطر، إلى ذلك العالم السفلي، بمعاقرة الكحول وتعاطي السموم المسماة المخدرات.غدا يوم آخر، وحديث بعون الله عن «سيف ذي حدين» في معضلة الانعتاق من التدخين والتعافي من الإدمان.

الدستور
منذ 29 دقائق
- الدستور
مجزرة المشروب
رحم الله الذين تعرضوا للسم، نتيجة تناولهم (للسم المسموم)، وإنها حقا لمجزرة، قالت الأخبار بأننا فقدنا بسببها 9 من المواطنين وربما اكثر.. ولست ادري إن كنا فقدنا مثل هذا العدد من الناس في اية حادثة لتعاطي المخدرات، التي تدمر البلدان والمجتمعات!المؤسف حقا؛ كالمعتاد، ينشغل الفضاء بجدل سقيم عقيم، حول وفاة بل قتل هؤلاء الأشخاص، وهل يجوز ان نترحم عليهم، وما ارتبط بهذا من قناعات شرعية وعقائدية، ويتناسى المتجادلون بان الذين ماتوا بالتسمم بشر، لهم عائلات تشبه عائلاتهم، ويعيشون حيوات حافلة بالحيوية..ترى لماذا يصبح بعضهم أربابا، يحكمون على الناس بالحريق في جهنم، وهم يعلمون علم اليقين بأن الله وحده، من سيحاسب البشر في الحياة الآخرة، ولا يترك «مثقال ذرة» من عمل إلا ويحاسبهم عليه سبحانه... وهو الغفور الرحيم؟!.كحول الخشب (الميثانول)، مادة كيميائية تستخدم في تصنيع المنظفات وهي الوقود «العضوي» الذي تقوم شركات ودول باستخراجه وتحضيره، لاستخدامه في السيارات، كبديل للوقود الأحفوري كالنفط، باعتباره صديقا للبيئة.. هذا المركب الكيميائي، قام بعض صناع السّم بدسه في بعض أنواع الخمور، خلافا لكل القوانين والتعليمات فوق مخالفة الأخلاق، وذهب ضحيته هذا العدد من الأبرياء..الميثانول مادة ذات سمّيّة عالية إذا ما تناولها الكائن الحي، ويوجد حول العالم أناس كثر، يضيفونها إلى المشروبات الكحولية، وقد حدثت مجازر في العالم بسببها، ففي الهند مثلا، توفي اكثر من 400 شخص بسبب خلطها في الخمور، حتى في ألمانيا، توفي قبل وقت، 3 من المواطنين الألمان، بسبب تناولهم لمشروب «الفودكا» الذي يحتوي على نسبة من الميثانول، فالجريمة حدثت في دول أخرى، وهي ليست بالجديدة، وليست أردنية.. فالمجرمون الذين يريدون الثراء على حساب أرواح ودماء الناس، موجودون في كل العالم.لن تتوانى مؤسسات الدولة المعنية عن مطاردة هؤلاء، الذين وبدافع من الجشع، سمموا السم نفسه، فقتلوا الناس، ولن تترك الدولة هذه الجريمة بدون عقاب رادع، ضامن لعدم تكرارها، نقول هذا ونعلن تضامننا مع أسر وعائلات القتلى الذين لا ذنب اقترفوه ليموتوا بهذا السم والإجرام.كم من المجرمين يجتهد لبيع سموم ونفايات الدنيا للفقراء والبسطاء، ليحققوا ثراء، ضاربين عرض الحائط بالقانون والقيم والأخلاق والعدالة..ترى ماذا سيكون حكم القضاء على هؤلاء القتلة الذين تسبب جشعهم بهذه المجزرة في بلدنا؟!..لا حول ولا قوة إلا بالله.


وطنا نيوز
منذ 2 ساعات
- وطنا نيوز
إصابات جديدة في عمّان والزرقاء والبلقاء بسبب كحول ملوثة بالميثانول
وطنا اليوم:أعلن مدير إدارة الشؤون الفنية في وزارة الصحة، ورئيس اختصاص طب الطوارئ، الدكتور عماد أبو يقين، عن تسجيل 10 حالات تسمم خطيرة إثر تناول مادة كحولية تحتوي على 'الميثانول'، نقلت من محافظات الزرقاء وعمّان والبلقاء. وأوضح أبو يقين اليوم الإثنين، أن جميع الحالات (15) التي وصلت إلى المستشفيات كانت في وضع صحي حرج، وقد خضعت لعمليات غسيل دم خلال ساعات متأخرة من الليل، مشيراً إلى أن بعض المرضى يمكثون حالياً في أسرة العناية الحثيثة، وقد تُسجّل وفيات – لا قدّر الله – نتيجة تدهور حالتهم الصحية. وأكد أبو يقين أن مادة 'الميثانول' تُعد شديدة السمية، وتناولها بكميات كبيرة يؤدي إلى الوفاة خلال 6 ساعات فقط، مشدداً على أن تعاطي هذه المادة لا يحتمل أي نوع من المغامرة. وفي تطور لافت، كشف أبو يقين عن ضبط مصنع غير مرخص يقوم بإنتاج المادة الكحولية الملوثة، مؤكداً أن عمليات التصنيع كانت تتم في أكثر من موقع وبمسميات متعددة، وقد أثبتت الفحوصات المخبرية وجود مادة مسممة ضمن المنتجات. ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى توخي الحذر من استهلاك أي مواد كحولية غير معروفة المصدر، والإبلاغ الفوري عن أي حالات اشتباه بالتسمم عبر الطوارئ الطبية. وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، إنّ فريق التحقيق المكلّف بمتابعة التحقيق بقضية وفيات الزرقاء نتيجة تناول مادة الكحول الميثيلي ( الميثانول) تمكّن من تحديد مصدر تلك المادّة من أحد مصانع المشروبات الكحولية المرخّصة . وبيّن أنّ فريق التحقيق عمل منذ لحظة تلقي البلاغات والتقاط العيّنات من مسرح الحادث وظهور نتائج الفحوصات المخبرية على جمع عدد كبير من العيّنات من محال بيع المشروبات الكحولية في مدينة الزرقاء، حيث عثر على مادة الكحول الميثيلي ( الميثانول ) في عدد من المنتجات الكحولية التي تم الاستدلال على أنها تنتج في ذلك المصنع وبأسماء تجارية مختلفة، وجرى على الفور التوجّه إلى المصنع المنتج لتلك المشروبات وأخذ عيّنات متنوعة من داخله لتظهر آثار لتلك المادّة داخل إحدى خزانات خطوط الإنتاج والتعبئة بعد إجراء الفحوصات المخبرية . وأضاف الناطق الإعلامي، أنّه جرى وبالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء إغلاق المصنع والتحفظ على محتوياته وإلقاء القبض على المسؤولين عن تشغيله وبوشرت التحقيقات معهم تمهيداً لإحالتهم للقضاء . وأكّد أنّه يجري وبالتنسيق مع مؤسسة الغذاء والدواء جمع الكمّيات المنتجة والمباعة من المصنع لمحال بيع المشروبات الكحولية سواء بشكل مباشر أو عن طريق الموزعين . وبيّن ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن تناول تلك المادة إلى سبع وفيات وحالة واحدة سيئة بعد أن أجريت الفحوصات المخبرية وتشريح الجثث وما زال التحقيق جارياً.