
من نفذ تفجيرات الحافلات في إسرائيل؟ وهل تبنتها القسام عبر تلغرام؟
انفجرت ثلاث حافلات في مدينتي بات يام وحولون، جنوب تل أبيب، مساء الخميس، دون وقوع إصابات، في عملية وصفتها الشرطة الإسرائيلية بـ"هجوم إرهابي مشتبه به".
وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأن عبواتٍ ناسفة وُضِعَت في حافلتين إضافيتين، إلا أنهما لم تنفجرا.
رداً على الحادث، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجيش بتنفيذ "عملية مكثفة ضد مراكز الإرهاب" في الضفة الغربية المحتلة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في أعقاب الانفجارات، وتظهر الصور من بعض المشاهد الخمسة المنفصلة أفراداً من الطب الشرعي وهم يفحصون في الحافلات المحترقة.
لكن ماذا نعرف عن حيثيات الانفجارات والجهات المشتبه بها؟
تفاصيل الانفجارات
وقعت الانفجارات حوالي الساعة 8:30 مساءً بالتوقيت المحلي (6:30 مساءً بتوقيت غرينتش) داخل ثلاث حافلات متوقفة في مواقف السيارات بمدينتي بات يام وحولون، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
ووفقًا للتقارير، وقع الانفجاران الأولان خلال دقائق من بعضهما، بينما انفجرت العبوة الثالثة بعد 15 دقيقة. وكانت جميع الحافلات فارغة وقت وقوع التفجيرات.
وبعد تمشيط المنطقة، عثرت قوات الأمن الإسرائيلية على عبوات ناسفة إضافية داخل حافلتين لم تنفجرا. وأكدت الشرطة أن جميع القنابل الخمس كانت متطابقة ومجهزة بمؤقتات.
تشير تقديرات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى أن المهاجمين كانوا ينوون تفجير العبوات الناسفة في الساعة التاسعة صباحًا، تزامنًا مع توجه المواطنين إلى أعمالهم، لكنهم أخطأوا في ضبط التوقيت، ما أدى إلى انفجارها مساءً بدلاً من ذلك.
ولم تُسجل أي إصابات، حيث كانت الحافلات متوقفة وخالية من الركاب بعد انتهاء رحلاتها. ووصف رئيس بلدية بات يام، تسفيكا بروت، الأمر بأنه "معجزة"، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
من يقف وراء الهجوم؟
صنّفت الشرطة الإسرائيلية التفجيرات على أنها "هجوم إرهابي"، وأطلق جهاز الشاباك حملة تحقيق واسعة لتحديد المسؤولين عن زرع المتفجرات.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، عُثر على إحدى العبوات الناسفة، التي تزن خمسة كيلوغرامات، وعليها عبارة مكتوبة: "هذا انتقام من مخيم طولكرم"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورة لما قالت إنه عبوة ناسفة عثر عليها في إحدى الحافلات المفخخة يظهر عليها كلمات تبدو عربية لكنها غير مفهومة.
وتشير التقارير إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن جماعات فلسطينية مسلحة من شمالي الضفة الغربية تقف وراء التفجيرات، رغم عدم تبنّي أي فصيل فلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو غزة، المسؤولية رسميًا وبشكل صريح العملية حتى الآن.
وفي سياق التحقيقات، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية، اليوم الجمعة، مشتبهين يهوديين إسرائيليين، وتجري تحقيقات حول احتمالية تورطهما في نقل منفذي الهجوم إلى موقع التفجيرات، حسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقد نشر حساب منسوب لـ "كتائب القسام-كتيبة طولكرم"، على منصة تلغرام، أن "ثأر الشهداء لا ينسى ما دام المحتل على أرضنا"، دون الإعلان قطعياً عن المسؤولية عن التفجيرات.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور يُزعم أنها تُظهر بعض المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم، إلا أنه لم تصدر أي بيانات رسمية حتى الآن تؤكد صحة هذه المقاطع أو ارتباطها بالحادث.
رد الفعل الإسرائيلي
أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الجيش الإسرائيلي بتنفيذ "عملية مكثفة ضد مراكز الإرهاب" في الضفة الغربية المحتلة ردًا على التفجيرات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي نشر ثلاث وحدات إضافية في "القيادة المركزية"، المسؤولة عن العمليات العسكرية في الضفة الغربية.
وفي بيان له على منصة "إكس"، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن "الجيش سيواصل العمل على الصعيدين الدفاعي والهجومي لحماية مواطني إسرائيل".
من جانبها، أعلنت وزيرة النقل الإسرائيلية، ميري ريغيف، إيقاف جميع الحافلات والقطارات وقطارات السكك الحديدية الخفيفة في جميع أنحاء البلاد مؤقتًا، حتى يتم إجراء فحوص أمنية شاملة للكشف عن أي عبوات ناسفة محتملة.
هجمات سابقة استهدفت الحافلات في إسرائيل
شهدت إسرائيل العديد من الهجمات التي استهدفت وسائل النقل العام، خاصة خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، حيث نُفذت عدة تفجيرات انتحارية استهدفت حافلات في تل أبيب ومدن أخرى.
في أغسطس 2004، قُتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وأُصيب العشرات في تفجيرين انتحاريين متزامنين استهدفا حافلتين في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل.
ونفذ عنصر من حركة حماس تفجيرًا انتحاريًا في حافلة على طريق حافلات يافا في القدس عام 1996، ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً وتسعة جنود إسرائيليين.
واستهدف انتحاري من حماس عام 1994 حافلة في تل أبيب، مما أسفر عن مقتل 22 شخصًا.
تأتي هذه التفجيرات الأخيرة وسط تصاعد التوترات في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
من هو الجنرال ديفيد زيني، ولماذا يثير تعيينه رئيسا للشاباك جدلا في إسرائيل؟
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، تعيين الجنرال ديفيد زيني رئيسا لجهاز الأمن الداخلي المعروف اختصارا بـ "الشاباك"، وذلك خلفا لرئيس الجهاز الحالي "رونين بار" الذي تنتهي ولايته في 15 يونيو/حزيران المقبل. ويعد جهاز الشاباك واحداً من ثلاثة أجهزة استخبارية في إسرائيل، وهي : جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وجهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، بالإضافة إلى الاستخبارات الداخلية "شاباك"، والذي يعرف أيضاً باسم "الشين بيت"، وهو معنيٌ بالأمن الداخلي لإسرائيل ومكافحة التهديدات التي تستهدفها من الداخل، ويخضع مباشرة لرئيس الحكومة. وأشار بيان صدر عن مكتب نتنياهو إلى أن تعيين الرئيس الجديد للشاباك لا يزال بحاجة إلى موافقة لجنة مراجعة والمجلس الوزاري المصغّر (الكابينت)، مؤكدا أن الجنرال ديفيد زيني لن يتدخل في التحقيق بشأن قضية "قطر غيت". وتشير عبارة "قطر غيت" إلى التحقيق الذي يجريه الشاباك، بشأن شبهات بتلقي بعض مساعدي نتنياهو رشاوى من دولة قطر. وأثار إعلان نتنياهو تسمية زيني لمنصب رئيس الشاباك جدلا في إسرائيل، بعدما حظرت المدعية العامة للدولة على رئيس الوزراء تسمية خلف لرونين بار، خشية "تضارب مصالح" مع قضية "قطر غيت"، في ظلّ توتر بين نتنياهو والسلطة القضائية على خلفية محاولاته إقالة رونين بار. وكان رئيس الشاباك الحالي، رونين بار، قد أعلن استقالته في أبريل/نيسان الماضي، قائلا إنه سيتنحى عن منصبه في 15 يونيو/حزيران، بعد ستة أسابيع من محاولة نتنياهو إقالته. من هو ديفيد زيني؟ هو لواء في الجيش الإسرائيلي يشغل منصب قائد قيادة التدريب والتأهيل في الجيش، بالإضافة إلى كونه قائد الفيلق التابع لهيئة الأركان العامة. ولد عام 1974 في القدس ونشأ في أشدود، في بيئة عائلية ذات خلفية دينية متجذرة. ينحدر من عائلة متدينة أصولها جزائرية، وهو الابن الأكبر بين عشرة أبناء للحاخام "يوسف وبنينا زيني"، الذي أصبح لاحقًا حاخامًا للمنطقة "د" في أشدود. جده هو الحاخام مائير زيني، أحد أشهر الشخصيات في يهود الجزائر، وعمه الحاخام إلياهو رحاميم زيني. تلقى الجنرال زيني تعليمه المبكر في مؤسسات دينية توراتية، شكلت محطته الأولى نحو التحاقه بالجيش. يعيش في مستوطنة "كيشت" بهضبة الجولان المحتلة، وهو متزوج وله 11 طفلا. يحمل درجة البكالوريوس في التربية، والماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة. انضم للجيش الإسرائيلي عام 1992، والتحق بوحدة استطلاع هيئة الأركان العامة "سييرت متكال". تدرج في الجيش وتولى عدة مناصب أبرزها: قائد دورة قادة السرايا والكتائب، وقائد تشكيل عيدان، ومؤسس وقائد لواء عوز، وقائد لواء الإسكندروني، وقائد وحدة إيجوز. شارك زيني في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان. في عام 2006 تم تعيينه قائداً للكتيبة 51. وفي صيف عام 2007، قاد الكتيبة في نشاط عملياتي في قطاع غزة استمر حتى فبراير/شباط 2008. خلال عملية "الجرف الصامد" في عام 2014، وبعد إصابة قائد لواء "غولاني"، تم تعيينه مؤقتا بديلا له، وقاد اللواء خلال القتال في حي الشجاعية شرق غزة. في عام 2015، أسس زيني لواء الكوماندوز (عوز) وكان قائده الأول. وفي عام 2018 تمت ترقيته إلى رتبة عميد وتعيينه قائداً لتشكيل "عيدان". وفي عام 2020 أصبح قائدا للمركز الوطني لتدريب القوات البرية. في يونيو/حزيران 2023، تمت ترقيته إلى رتبة جنرال وتعيينه في منصبه الحالي - قائد قيادة التدريب والتأهيل في الجيش وقيادة الفيلق التابع لهيئة الأركان العامة. أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو قد اتخذ قرار تعيينه قبل نحو أسبوعين، لكنه لم يعلن ذلك حتى يتجنب ردود الفعل المعارضة لهذه الخطوة. لماذا يثير تعيينه جدلا؟ أثار تعيين رئيس جديد للشاباك جدلا وانتقادات في إسرائيل، نظرا لأنه ليس من داخل الجهاز، كما فاجأ الجميع، ومن بينهم المدعية العامة في إسرائيل التي أبدت تحفظاتها على ذلك التعيين. جاء تعيينه بعد 24 ساعة من قرار المدعية العامة، غالي بهاراف ميارا - والتي تتولى أيضا منصب المستشارة القضائية للحكومة – منع بنيامين نتنياهو، من تعيين رئيس جديد للشاباك، خلفا للرئيس الحالي للجهاز رونين بار، قبل استيفاء الفحص القانوني لقرار إقالته، وفقا لهيئة البث الرسمية. واعتبرت المحكمة العليا في إسرائيل، الأربعاء، أن إقالة حكومة نتنياهو لبار، كان قرارا "مخالفا للقانون". وعقب صدور قرار نتنياهو بتعيين الجنرال زيني، قالت المدعية العامة في إسرائيل، غالي بهاراف ميارا، في بيان مقتضب، إن "رئيس الحكومة تصرّف على نحو يتعارض مع التوجيهات القانونية". وأضافت أن "هناك مخاوف جدية من أنه تصرّف ضمن تضارب في المصالح، كما أن عملية التعيين تشوبها عيوب". ويقود الشاباك تحقيقاً مع مكتب نتنياهو، بخصوص علاقات مالية مزعومة بين دولة قطر ومسؤولين في مكتب رئيس الوزراء. وعلى هذا النحو، يواجه تعيين زيني عقبة قانونية كبيرة، ومن المتوقع أن تصدر المدعية العامة رأيًا رسميًا حول قانونية هذا التعيين خلال الأيام المقبلة، ما قد يؤدي إلى إلغائه. يواجه تعيين زيني كذلك رفضا من المعارضة الإسرائيلية، إذ دعا زعيم المعارضة، يائير لابيد، الجنرال ديفيد زيني إلى عدم قبول المنصب "طالما لم تبتّ المحكمة العليا في القضيّة"، في حين أعلنت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكومة في إسرائيل" غير الحكومية عن نيّتها تقديم دعوى قضائية بشأن "هذا التعيين الباطل". AFP هل أُقيل من الجيش؟ بدا قرار نتنياهو تحديا للنيابة العامة ولشريحة من المجتمع الإسرائيلي، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قائد الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، استدعى الجنرال زيني إلى "محادثة توضيح" معه صباح الجمعة، حيث لم يكن على علم بنية نتنياهو تعيينه. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن قيادة الجيش تفاجأت بقرار نتنياهو، تعيين رئيس جديد للشاباك، وإنه تم إعلام رئيس الأركان، إيال زامير، بالقرار "قبل دقائق قليلة من صدور البيان الصحفي لمكتب نتنياهو"، مشيرة إلى أن زامير "لم يكن جزءًا من عملية اتخاذ القرار بشأن هذه القضية، ولم يتم التشاور معه". وبعد هذا اللقاء، ثارت أنباء عن إقالة قائد الجيش للجنرال زيني من منصبه العسكري، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أصدر بيانًا قال فيه إن "الجنرال ديفيد زيني لم يُفصل من الجيش الإسرائيلي. وقد تم الاتفاق على تقاعده من الجيش، في ضوء تعيينه رئيسًا لجهاز الأمن العام - الشاباك. الجنرال زيني ضابط محترم يتمتع بامتيازات عديدة". لماذا حاول نتنياهو إقالة رونين بار؟ في مارس/آذار الماضي، قررت الحكومة الإسرائيلية إقالة رونين بار بناء على اقتراح من نتنياهو، برّره بـ"انعدام الثقة الشخصية والمهنية" بينهما، ما يمنع "الحكومة ورئيس الوزراء من ممارسة مهامهما بصورة فعّالة"، لكن تقارير أشارت إلى أن السبب يرجع إلى تحقيق يجريه الشاباك، بشأن الإخفاق الإسرائيلي في التصدي لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورداً على القرار، قال رئيس الشاباك رونين بار إنّ "وجود ولاءات شخصية لرئيس الوزراء يتناقض مع قانون الشاباك والمصلحة العامة". وأكد أن التحقيقات التي أجراها الجهاز "أظهرت إخفاقات داخلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولكن أظهرت أيضاً سياسات الحكومة ورئيسها"، فيما بدا انتقادات قوية لنتنياهو. وعلقت المحكمة العليا في إسرائيل قرار إقالة بار على الفور، على خلفية طعون عدة تقدمت بها المعارضة ومنظمات غير حكومية والمدعية العامة للدولة، ونددت تلك الطعون بقرار نتنياهو بوصفه "غير قانوني ويهدد الديموقراطية بشكل خطير". وأعلنت حكومة نتنياهو في أواخر أبريل/نيسان تراجعها عن قرار الإقالة الذي أثار احتجاجات واسعة، وذلك غداة إعلان بار أنه سيترك منصبه في 15 من يونيو/حزيران المقبل. "تراجع عن خطوة مماثلة" قبيل إعلان رونين بار عزمه الاستقالة، وفي خضم الأزمة بين نتنياهو والمؤسسة القضائية بشأن إقالة بار من منصبه، كان نتنياهو قد رشح القائد السابق لسلاح البحرية الأميرال، إيلي شارفيت رئيساً جديداً لجهاز الشاباك، وذلك في نهاية مارس/آذار 2025. لكن نتنياهو تراجع عن قراره بعد ساعات فقط من اتخاذه، وأوضح بيان لمكتبه حينذاك أن "رئيس الوزراء شكر الأميرال شارفيت على استجابته لنداء الواجب، لكنه أبلغه أنه بعد المزيد من التفكير ينوي النظر في مرشحين آخرين". هذا ما أعلنه نتنياهو، لكن تقارير أفادت بأنه تراجع عن قراره بعد أن تفاجأ بأن شارفيت كان قد شارك، خلال العام الماضي 2024، في تظاهرات شعبية معارضة لقوانين الإصلاح القضائي التي طرحتها حكومة نتنياهو، والتي اعتبرها معارضون تحد من صلاحيات واستقلال السلطة القضائية.


شفق نيوز
منذ 4 أيام
- شفق نيوز
"المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
بينما تدخل الحرب الإسرائيلية في غزة مرحلة جديدة من العنف، تتصاعد الأصوات الرافضة لها في إسرائيل، وللطريقة التي تتعامل بها الحكومة. وكان يائير غولان، السياسي اليساري البارز ونائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد أشعل موجة غضب يوم الاثنين عندما قال: "إسرائيل تسير نحو أن تُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة". وأضاف أثناء حديثه في برنامج إخباري صباحي في إذاعة إسرائيل: "الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية، ولا تتبنى هدفاً يتمثل في إجلاء السكان من مناطقهم". وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تلك التصريحات، ووصفها بأنها "محض افتراء". أما موشيه "بوغي" يعالون، وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فذهب لما هو أبعد من ذلك في تصريحاته. وقال في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: "ما يحدث ليس 'هواية'، بل سياسة تتبعها الحكومة، وغايتها النهائية هي التشبث بالسلطة، تلك السياسة تجرّنا نحو الدمار". هذه التصريحات كان لا يمكن تصوّرها، قبل 19 شهراً فقط، عندما اجتاز مسلحو حركة حماس السياج الحدودي إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، واحتجزوا 251 رهينة آخرين في غزة. أما الآن، فغزة غارقة في الدمار، وأطلقت إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً، وعلى الرغم من إعلانها الموافقة على إنهاء الحصار الذي دام 11 أسبوعاً، فإن المساعدات التي وصلت حتى اللحظة لا تزال ضئيلة جداً. وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن، في حين يؤيد 25 في المئة فقط تصعيد العمليات العسكرية واحتلال غزة. وتصر إسرائيل على تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين، كما يصرّ نتنياهو على قدرته على تحقيق "انتصار كامل"، معتمداً في ذلك على قاعدة دعم شعبية قوية لا تزال متمسكة به. لكن الشعور السائد بين فئات أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هو "الإحساس باليأس والصدمة، وغياب الشعور بالقدرة على إحداث أي تغيير"، وفقاً لما قاله غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضايا الرهائن. وأضاف: "الغالبية العظمى من عائلات الرهائن ترى جميعها أن الحرب يجب أن تنتهي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق". كما ترى نسبة ضئيلة أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون القضاء على حماس أولاً، ثم تحرير الرهائن. وشهد يوم الأحد خروج نحو 500 متظاهر، العديد منهم يرتدون قمصاناً تحمل عبارة "أوقفوا الرعب في غزة"، ورفعوا صوراً لأطفال قُتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، ونظموا مسيرة من مدينة سديروت إلى الحدود مع غزة، احتجاجاً على الهجوم العسكري الجديد لإسرائيل. ونظمت التظاهرة مجموعة تُطلق على نفسها "الوقوف معاً"، وهي مجموعة صغيرة يتزايد عددها من مواطنين يهود وفلسطينيين داخل إسرائيل يعارضون الحرب، وسعوا إلى إغلاق طريق، واعتُقل قائد المجموعة، ألون-لي غرين، وثمانية آخرون. وقال غرين لبي بي سي: "أعتقد أنه من البديهي ملاحظة وجود صحوة بين الإسرائيليين، وملاحظة تبني المزيد من الأشخاص لموقف صريح". ولفت أوري فيلتمان، أحد نشطاء مجموعة "الوقوف معاً"، إلى أنه يعتقد أن ثمة قناعة تتزايد بأن استمرار الحرب "لا يضر المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يعرض حياة الرهائن، وحياة الجنود، وحياة الجميع منا للخطر". جدير بالذكر أن الآلاف من قوات الاحتياط الإسرائيلية، من مختلف أسلحة الجيش، وقّعوا في شهر أبريل/نيسان الماضي، رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف المعارك والتركيز على التفاوض من أجل إعادة الرهائن المتبقين. وعلى الرغم من ذلك تتفاوت وجهات النظر الأخرى بين الكثيرين في إسرائيل. وأجرت بي بي سي، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، يوم الأربعاء، مقابلة مع غيديون هاشافيت، عضو في مجموعة تحتج على السماح بدخول المساعدات. ووصف الموجودين في غزة بأنهم "ليسوا أبرياء، لقد اتخذوا قرارهم، عندما اختاروا الانتماء إلى منظمة إرهابية". وأعلنت المملكة المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على بعض من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وهي جماعات المستوطنين. وفي أقوى إجراء اتخذته حتى الآن، أوقفت المملكة المتحدة محادثات متعلقة باتفاقية تجارية مع إسرائيل واستدعت سفير الدولة، كما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، التصعيد العسكري في غزة بأنه "غير مبرر أخلاقياً". كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، إن "أغلبية قوية" من الأعضاء يؤيدون إعادة النظر في هذه الاتفاقية التي مضى عليها 25 عاماً. وشاركت أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، يوم الاثنين، في توقيع بيان مشترك شديد اللهجة، يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، ويحذر من "اتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة" في حال عدم تحسّن الوضع الإنساني في غزة. وقال فيلتمان: "الأجواء تتغير، والرياح بدأت تعصف في الاتجاه المعاكس".


ساحة التحرير
منذ 4 أيام
- ساحة التحرير
'أحداث غير مُتوقّعة'.. عَين الحوثيّين على منصّات الغاز الإسرائيلية' !ماجدة الحاج
'أحداث غير مُتوقّعة'.. عَين الحوثيّين على منصّات الغاز الإسرائيلية' ! ماجدة الحاج في تطوّر نوعي، أعلنت حركة 'انصار الله' اليمنيّة امس الإثنين، فرض حظر بحري على ميناء حيفا – أهمّ الموانىء في الكيان 'الإسرائيلي' وألمركز البحري المتقدّم في شرق المتوسّط، ليضع قرار الحظر اليمني على هذا الميناء، الكيان امام تحدّ استراتيجي فعلي، خصوصا وأنّ خطوة تصعيديّة قادمة قد تتجاوز هذا القرار الى ما هو اخطر وأكثر ايلاما، حيث اكدت شخصيّة دبلوماسيّة عربية-نقلا عن مصدر صيني وصفته ب'الموثوق'، 'انّ عيون الحوثيّين باتت تشخص على منصّات الغاز 'الإسرائيلية' فيما لو انزلقت الامور عن سياقها، 'بانتظار قرار من القيادة العليا'! بقرار الحظر البحري على ميناء حيفا، تكون حركة 'انصار الله'، قد انتقلت الى مرحلة تصعيديّة لافتة بعد الحصار الجوّي الذي فرضته على 'اسرائيل'، وحيث بات استهداف مطار 'بن غوريون' بالصواريخ الباليستية وفرط الصّوتية كابوسا شبه يومي يؤرق تل ابيب ويضع ملايين المستوطنين في حال استنفار ورعب دائمَين، طالما انهم أصبحوا مُلزمين في ايّ لحظة، بالفرار الى الملاجئ هربا من الصواريخ اليمنيّة.. هذا عدا الآثار الإقتصادية السلبية الناتجة عن هذه الاستهدافات على قطاعات عديدة في الكيان-خصوصا السياحة والتصدير، والتي دفعت العديد من شركات الطيران الدولية للإذعان لقرار صنعاء وتعليق رحلاتها من وإلى 'اسرائيل'. بنيامين نتنياهو، الذي كانت تغمره 'النّشوة' وهو يُعلن انه يُغيّر الشرق الاوسط وضع 'اسرائيل' نفسها في مأزق وحصار فعليّ لن يعرف الخروج منهما- خصوصا وانّ مجالس العديد من القادة العسكريين وكبار المحلّلين والخبراء العسكريين الخاصّة-البعيدة عن الضوضاء، باتوا يُقرّون بصعوبة مواجهة 'الحوثيّين'، رغم الهجمات الجوّية العنيفة التي شنّتها المقاتلات 'الإسرائيلية' حتى الآن، وحيث كان آخرها الهجوم الذي شاركت فيه 15 مقاتلة تطلّب عبورها اكثر من 2000 كيلومتر ووُصف في 'اسرائيل' بأنه إنجاز نوعي وتقني، الا انها ضربت الأهداف نفسها كما في كلّ مرّة، نظرا الى افتقار 'اسرائيل'-كما الولايات المتحدة، للمعلومات الاستخباريّة وبنك الأهداف الفعليّ المتعلّق بالحركة اليمنيّة.. فماذا باستطاعة 'اسرائيل' ان تفعل تجاه اليمن بعد ان هربت الولايات المتحدة الاميركية نفسها من مواجهة 'الحوثيّين'؟ وآثر رئيسها المبادرة الى عقد اتفاق معهم بوساطة عُمانية؟ بعد الخسائر الجمّة التي مُنيت بها، رغم اعتماد حملتها العسكرية على حاملات طائرات وصواريخ دقيقة التوجيه وقاذفات استراتيجية واستهداف اكثر من 800 موقع في اليمن.. الا انّ 'انصار الله' واصلوا استهداف مدمّراتها وسفنها الحربية والتجاريّة في تحدّ غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. بعدما ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' الاميركية انّ الولايات المتحدة استنزفت في غضون اقل من ثلاثة اسابيع 7 مليارات دولار في قصف اليمن دون تحقيق اي نتائج، وانّ الحوثيّين اسقطوا حوالي 7 بالمئة من اجمالي مخزون اميركا من طائرات 'ام كيو 9 ' المسيّرة، كاشفة انّ حملة القصف هذه إستنفذت ذخائر نادرة وأدّت الى إضعاف القدرة العسكريّة الأميركية.. إعتبر موقع 'ميدل ايست مونيتور' البريطاني في تقرير تحليليّ امس الإثنين، انّ العدوان الاميركي على. اليمن، تحوّل من استعراض قوّة الى فشل عسكري واستراتيجي للولايات المتحدة ووصف الكاتب في الموقع بيتر روجرز، الحملة الأميركية على هذا البلد بأنها 'الأضخم منذ عقود'. فكيف ستواجه 'اسرائيل' وحدها هذه الجبهة التي لم تحسب لها ولقدراتها حسابا من قبل؟ هل تراهن على عامل استنزاف الحركة اليمنيّة التي لا تزال توجّه صواريخها الباليستية وفرط الصّوتية على 'اسرائيل' منذ بدء تنفيذ قرار إسناد غزّة حتى الآن؟؟ لا معلومات استخبارية لديها عن حجم ترسانة 'الحوثيّين' الصاروخية او طائراتها المسيّرة او حركة قادتها.. لربما تلقّفت التقارير المتداولة التي تفيد ببراعة 'الحوثيّين' في التصنيع العسكري المحلي.. قبل ان تبدأ تقارير عبرية بالتصويب على صواريخ متطوّرة حصلوا عليها من روسيا والصين. معهد دراسات الأمن القومي 'الاسرائيلي' وفي تقرير نشره في اواخر شهر نيسان الماضي، لفت الى انّ' روسيا كانت ارسلت عددا من ضبّاط الاستخبارات العسكرية الى قواعد الحوثيين، ونقل صور الأقمار الصناعية اليهم لتحسين توجيه عمليّات الإطلاق التي يقومون بها'، وذكر المعهد انّ اللقاءات شارك فيها تاجر الأسلحة الرّوسي المخضرم فيكتور بوت لتعزيز صفقات الأسلحة، مشيرا الى انّ الصينيّين بدورهم عقدوا اتفاقيات مع 'الحوثيين'. في خريف العام الماضي، ذكرت وكالة 'رويترز' في تقرير لها، انّ ايران توسّطت في محادثات بين موسكو و'الحوثيّين' لنقل صواريخ كروز 'بي800 ' المضادة للسّفن الى صنعاء- وهو سلاح فرط صوتي. وإذا ما اقترن ببيانات الإستهداف الدقيقة التي توفّرها الأقمار الصناعية الصينيّة، فهذا يضمن 'للحوثيّين' قدرة على ..تعطيل او إغراق حاملة طائرات اميركية متى قرّروا ذلك- وفق اشارة الوكالة. وليُلحق تقريرها بتواتر تقارير اخرى افادت 'انّ علاقة الصين بالحوثيين ادّت.. الى مساعدة شركات الأقمار الصناعية الصينيّة لهم في استهداف السّفن الحربية سيّما حاملات الطائرات الاميركية بدقّة اكبر. وذلك يصبّ في مصلحة الصّين، إذ لطالما مثّلت حاملة الطائرات الاميركية أخطر تهديد قد تواجهه في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة بشأن تايوان'- بحسب التقارير.. هذا قبل ان تذكر صحيفة 'ناشونال انترست' الاميركية بدورها خلال الشهر الجاري، 'انّ الحوثيّين بفضل تحالفهم مع ايران، يتمتعون بعلاقات ودّية مع كلّ من روسيا والصين، وهم مُنحوا مجموعة هائلة ومتنامية من الصواريخ المتطوّرة القادرة على ضرب اهداف بعيدة تصل الى 'اسرائيل'. وعليه، بات اليمن الجبهة التي تؤرق فعليّا الكيان 'الاسرائيلي'.. بعد تهديد رئيس المجلس السياسي الأعلى في حركة 'انصار الله' مهدي المشّاط لجميع الصهاينة ودعوتهم لالتزام الملاجىء من الآن وصاعدا، او المغادرة الى اوطانهم فورا 'لأنه لن يكون بمقدور حكومتكم الفاشلة حمايتكم بعد اليوم'-وفق تعبيره، جدّد زعيم الحركة السيّد عبد الملك الحوثي، تحذيره لإسرائيل من مفاجآت قادمة اكثر ايلاما اذا لم يتوقف العدوان على غزة ويُرفَع الحصار عنها.. مفاجآت قد تكون عنوان المرحلة القادمة، بدءا من اليمن، مرورا بغزّة، وصولا الى سورية ولبنان.. ثمّة معطيات تشير الى احداث كبرى مرتقبة في سورية خصوصا مع التصريح اللافت في توقيته اليوم الثلاثاء لوزير الخارجية الاميركي والذي قال 'إنّ سورية قد تكون على بُعد اسابيع من حرب اهليّة شاملة، مضيفا إنّ الإنهيار المحتمل للسلطة الإنتقالية السوريّة قد يكون على بُعد اسابيع وليس أشهر'!. ما يُعزّز فرضيّة ما رجّحه مصدر في موقع 'ميدل ايست آي'، عن' تطورات.. مرتقبة قد تكون غير متوقعة في المنطقة -خصوصا في سورية ولبنان، لربما تشكّل احداثا فارقة في لحظة مفصليّة تمرّ بها المنطقة!. 2025-05-21