
ما هو "سجن التمساح" المزمع تشييده بفلوريدا لإيواء المهاجرين؟
في أقل من أسبوع، تحوّل مقترح لبناء مركز لاحتجاز المهاجرين على مهبط للطائرات في متنزه إيفرغلاديس الوطني في ولاية فلوريدا الأميركية من مجرد فكرةٍ مثيرة للجدل إلى واقع بعد أن أعطت الحكومة الفدرالية الضوء الأخضر لتنفيذه.
وتكمن أهمية ذلك، بحسب موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، في أن المركز المقترح سيكون له تأثيرات دائمة على بيئة المنطقة، التي تعد محمية طبيعية حيوية للنظام البيئي في ولاية فلوريدا.
وكانت صحيفة ميامي هيرالد قد كشفت أن المشروع سيكلف الولاية نحو 450 مليون دولار سنويا. كما اعتبره موقع أكسيوس أحدث مثال لاصطفاف قيادات فلوريدا خلف الرئيس دونالد ترامب في حملته ضد الهجرة.
وقد شوهدت شاحنات يوم الاثنين الماضي وهي تنقل دورات مياه متنقلة ومولدات كهرباء إلى الموقع الذي تملكه مقاطعة ميامي ديد، حسبما ورد في تقرير أكسيوس نقلا عن صحيفة ميامي هيرالد.
وصرحت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم للعديد من وسائل الإعلام بأن الحكومة الفدرالية ستمول خطط الولاية لبناء المنشأة التي يشير إليها المسؤولون باسم "تمساح الكاتراز".
ونقلت سومر بروغال مراسلة أكسيوس في تقريرها عن المدعي العام في فلوريدا جيمس أوثماير القول إن المنشأة الجديدة ستضم 5 آلاف سرير بحلول الأسبوع الأول من يوليو/تموز المقبل.
ويمنح قانون فلوريدا حاكم الولاية حق الاستيلاء على الممتلكات الخاصة للاستخدام العام إذا اقتضت الضرورة ذلك في حالات استثنائية.
معارضة السكان
لكن بناء المنشأة قوبل بمعارضة من بعض السكان في فلوريدا الذين تجمع المئات منهم يوم الأحد الماضي للاحتجاج على الخطة، ويدعون الجماهير لإبلاغ حاكم الولاية رون ديسانتيس برفضهم الخطة.
ووفق موقع أكسيوس، بعثت دانييلا ليفين كافا عمدة مقاطعة ميامي ديد رسالة يوم الاثنين الماضي إلى مسؤولي الولاية تشدد فيها على ضرورة نشر معلومات وتفاصيل إضافية بشأن الضوابط البيئية قبل المضي قدما في تنفيذ المشروع لما له من تأثيرات قد تكون مدمرة على البيئة.
بروغال: مهبط الطائرات في إيفرغلاديس كان من المفترض أن يكون في يوم من الأيام أكبر مطار في العالم تتجاوز مساحته 5 أضعاف مساحة مطار جون كينيدي الدولي
وكشفت بروغال في تقريرها أن مهبط الطائرات في إيفرغلاديس كان من المفترض أن يكون في يوم من الأيام أكبر مطار في العالم تتجاوز مساحته 5 أضعاف مساحة مطار جون كينيدي الدولي. لكن دعاة الحفاظ على البيئة أحبطوا هذه الخطة استنادا إلى دراسة حذرت من تداعياتها الكارثية على النظام البيئي.
وأشارت إلى أن جماعات الحفاظ على البيئة -من بينها أصدقاء إيفرغلاديس- يناهضون عمليات التعدين وإزالة الصخور على مساحة تزيد على 8 آلاف فدان جنوب بحيرة أوكيشوبي بالمنطقة.
وقد انتقدت إيف سامبلز المديرة التنفيذية لجماعة أصدقاء إيفرغلاديس الخطة، ووصفتها بأنها "اعتداء على بيئتنا". وقالت في تصريح لأكسيوس إن تلك "الأفكار المتتالية تبين حقا أن حاكم الولاية وحكومته بعيدون عن الواقع بشأن تطلعات سكان فلوريدا الآن المتعلقة بحماية مساحاتنا الخضراء وإيفرغلاديس".
أظهرت لقطات بثتها قناة محلية تابعة لشبكة "إن بي سي" (NBC) بدء أعمال البناء في الموقع، الذي سيضم خيامًا كبيرة لإيواء المهاجرين ومقطورات للموظفين، وصرح مسؤول في فلوريدا الأسبوع الماضي بأن المنشأة ستكون ذات إجراءات أمنية محدودة نظرًا للحواجز الطبيعية التي توفرها مراعي المستنقعات القاسية المحيطة بها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
طهران وواشنطن وتل أبيب.. ما إستراتيجيات المرحلة المقبلة؟
ما وراء الخبر ناقش برنامج 'ما وراء الخبر' -في حلقته بتاريخ (2025/6/26)- التضارب الكبير في التقييمات الإيرانية والأميركية والإسرائيلية لنتائج الحرب، وطبيعة القضايا التي شملها الاتفاق الذي قاد لوقف إطلاق النار. اقرأ المزيد


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك
واشنطن ـ في مشهد سياسي غير مسبوق، فجر الشاب الأميركي المسلم زهران ممداني (33 عاما) مفاجأة مدوية بفوزه في الانتخابات التمهيدية ل لحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب لمنصب عمدة مدينة نيويورك ، متفوقا على نخبة سياسية واقتصادية ضخمة، ومخترقا واحدة من أكثر المؤسسات نفوذا في الولايات المتحدة. ففي السباق التمهيدي، حصد ممداني، وهو ابن مهاجرين من أصول هندية وأفريقية، 43.5% من الأصوات، مقابل 36.4% لمنافسه الأوفر حظا، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو ، المدعوم من أقطاب الحزب الديمقراطي التقليدي، ومنهم شخصيات مثل بيل كلينتون ، والملياردير مايكل بلومبيرغ، إضافة إلى نخب "وول ستريت" وجماعات الضغط اليهودية القوية في المدينة. ويعكس هذا الفوز تصاعدا في شعبية التيار التقدمي اليساري داخل الحزب الديمقراطي، الذي بات يشكل بديلا حقيقيا من شعبوية اليمين المتطرف المتمثلة في تيار " ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة من جديد). ترامب يسخر ويحذر وجاء رد الفعل الأول من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي سخر من فوز ممداني قائلا عبر منصته "تروث سوشيال": "لقد حدث ذلك أخيرا. الديمقراطيون تجاوزوا كل الخطوط الحمر. زهران ممداني، شيوعي 100%، فاز بالتمهيدية، وهو في طريقه ليصبح عمدة نيويورك، لقد كان لدينا يساريون راديكاليون من قبل، لكن الأمر مضحك، إنه ليس ذكيًا، وصوته صاخب، وتدعمه ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، والسناتور الفلسطيني تشاك شومر يتوسل إليه!". أما الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومير ، المقربة من ترامب، فقد هاجمت ممداني بسبب ديانته، مغردة عبر منصة "إكس": "لماذا يكتفي الجمهوريون بوصفه بالشيوعي؟ الأخطر أنه مسلم شيعي وجهادي. لماذا لا يعترفون بأن الإسلام يمثل تهديدا للغرب؟". شبيه أوباما؟ يشكّل فوز ممداني نقطة تحول داخل الحزب الديمقراطي، خاصة بعد الهزيمة المدوية في انتخابات 2024، إذ يرى فيه بعضهم بادرة أمل لبعث روح جديدة داخل الحزب. وقبل أشهر قليلة، لم يكن ممداني يتجاوز 1% في استطلاعات الرأي، بينما كان كومو يحظى بـ33%. لكن حملته حظيت بدعم مؤثر من شخصيات، مثل النائبة التقدمية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ، والسناتور بيرني ساندرز ، ما أتاح له زخما شعبيا متناميا، كما استثمر في وسائل التواصل الاجتماعي استثمارا ذكيا، وتعاون مع مؤثرين ونجوم شباب، وشارك في برامج بودكاست، وبث فيديوهات قصيرة جذبت جمهورا شابا ومتنوعا. وتقول إسراء كامل، أميركية من أصول مصرية تقيم في بروكلين، للجزيرة نت: "ممداني ألهم الناخبين، خاصة بعد خيبة خسارة كامالا هاريس في 2024، هو شاب كاريزمي، ويمنح الأمل لجيل كامل.. يذكرني بصعود أوباما". وعود جذرية بنى ممداني حملته على برنامج يساري طموح، يعد بجعل المواصلات العامة مجانية، وضخ 70 مليار دولار في مشاريع إسكان مدعومة، وتجميد الإيجارات في الشقق السكنية، وجند قرابة 50 ألف متطوع طرقوا أبواب 1.6 مليون منزل، حسب فريق حملته الانتخابية. كما دعا إلى فرض ضرائب أكبر على الشركات والأثرياء لتمويل مشاريعه، في مدينة تعد الأعلى في أميركا من حيث ضريبة الدخل (14.78%). وبهذا، اصطدم مباشرة بمصالح نخبة الأعمال، ما دفع شخصيات بارزة مثل بلومبيرغ، والملياردير المؤيد لإسرائيل بيل أكرمان، ومؤسس "نتفليكس" ريد هاستينغز، إلى ضخ ملايين الدولارات في حملة مضادة لهزيمته. يستند ممداني في رؤيته إلى واقع ديموغرافي جديد في نيويورك، حيث يعيش أكثر من 67% من سكانها، البالغ عددهم 9 ملايين، في شقق مستأجرة، ويفتقر أكثر من 80% إلى سيارات خاصة، ما يجعل مجانية المواصلات قضية جذابة، كما أن قرابة 48% لا يتحدثون الإنجليزية في منازلهم، و37% ولدوا خارج الولايات المتحدة، وفق بيانات مركز بيو. في السنوات الأخيرة، تسببت سياسات الإيجارات في سحب آلاف الشقق من السوق، بينما أدت قوانين بيئية صارمة وتكاليف الطاقة والعمالة إلى رفع أسعار السلع والخدمات الأساسية، ويقدم ممداني نفسه كمن يسعى لإعادة التوازن إلى هذه المنظومة المختلة. ورغم أن المدينة تضم أكبر نسبة يهود في العالم خارج إسرائيل، فإن التحولات السكانية وديناميكيات الحراك المناهض للعدوان الإسرائيلي، خصوصًا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جعلت من مواقف ممداني المناصرة لفلسطين نقطة جذب وليست عبئا، كما ظهر في احتجاجات جامعة كولومبيا وفعاليات واسعة شارك فيها. معركة نوفمبر رغم فوزه الكبير في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية المصنفة، لا يزال أمام ممداني معركة شرسة في الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، حيث سيواجه عددا من المرشحين، أبرزهم الجمهوري كورتيس سليوا، والمستقل جيم والدن، إضافة إلى العمدة الحالي إيريك آدامز، بينما لا يستبعد بعضهم عودة أندرو كومو مستقلا، وهو ما قد يؤدي إلى انقسام أصوات الديمقراطيين وتقليص فرص ممداني. وبينما يرى بعضهم في فوز ممداني لحظة تحول تعكس توازنات جديدة في المشهد الأميركي، يعتبرها آخرون مجرد فقاعة قد تتلاشى سريعا، لكن المؤكد أن اسمه دخل التاريخ بوصفه أول مسلم من أصول أفريقية آسيوية يقترب من عمدة المدينة التي توصف بأنها "عاصمة العالم".


الجزيرة
منذ 14 ساعات
- الجزيرة
المادة الخامسة من معاهدة الناتو.. سلاح ترامب الجديد لإخضاع حلفائه
قالت مجلة لوبوان إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستخدم المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) للضغط على بعض الدول الأعضاء في الحلف، التي ينظر إليها على أنها مُتراخية في الإنفاق. وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم توماس غريندورج- أن ترامب هدد بالتوقف عن الدفاع عن "المتخلفين عن السداد"، مما يعني احتمال التخلي عن المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي تعد ركيزة أساسية من ركائز الدفاع الجماعي. وقد طرحت هذه القضية على ألسنة الجميع في لاهاي، حيث اجتمع أعضاء الناتو أمس، في وقت يتعين فيه على الدول الـ32 تأكيد التزامها بتخصيص 5% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الأمني بحلول عام 2035. ويشير الموقع الإلكتروني للناتو إلى أن هذه المادة متعلقة بالدفاع الجماعي، وهي "في صميم المعاهدة التأسيسية"، موضحا أنها "فريدة وغير قابلة للتغيير لأنها توحد أعضاء التحالف الذين يتعهدون بحماية بعضهم بعضا، وترسي روح التضامن داخل التحالف"، بمعنى أن أي دولة عضو تتعرض لهجوم يجب أن تتلقى المساعدة من الأعضاء الآخرين. وبموجب هذه المادة، اتفق الأطراف على أن أي هجوم مسلح يقع على أحدها في أوروبا أو أميركا الشمالية، يعدّ هجوما على جميع الأطراف، وبناءً عليه اتفقوا على أنه عند وقوع مثل هذا الهجوم، فإن كل واحد منها سيساعد الطرف أو الأطراف التي تتعرض للهجوم باتخاذ الإجراءات اللازمة فورا بشكل فردي وبالاتفاق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة الأمن وضمانه في منطقة شمال الأطلسي. الرقم السحري وذكرت الصحيفة أن المادة التالية للمادة 5 تحدد حدود ما يعتبر هجوما مسلحا، موضحا أن هذا الالتزام فردي، وأن كل حليف "مسؤول عن تحديد ما يراه ضروريا لتقديمه في السياق المحدد"، دون أن يكون الرد بالضرورة عسكريا. وأشارت الصحيفة إلى وجود غموض مقصود في المادة، وقالت إنه ناتج عن خلاف بين الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن آليات التنفيذ وقت صياغة المعاهدة، إذا "أرادت الدول الأعضاء الأوروبية ضمان أن تقدم الولايات المتحدة المساعدة تلقائيا.."، في حين "لم ترغب الولايات المتحدة في مثل هذا الالتزام". ونتيجة عدم التزام الولايات المتحدة، أصبح بإمكان ترامب الآن تهديد حلفائه في الناتو في حال عدم التزامهم بتخصيص 5% على الأقل من ناتجهم المحلي الإجمالي للإنفاق الأمني خلال 10 سنوات، وقد لخص دبلوماسي أوروبي الموضوع قبيل انعقاد القمة قائلا "الرقم خمسة هو الرقم السحري"، 5% والمادة الخامسة.