logo
بعد غياب عامين.. محمد رمضان يعود إلى الشاشة بـ"مدفع رمضان"

بعد غياب عامين.. محمد رمضان يعود إلى الشاشة بـ"مدفع رمضان"

الجزيرة٠٩-٠٢-٢٠٢٥

أعلن الفنان المصري محمد رمضان عن عودته إلى الشاشة الصغيرة في رمضان 2025 من خلال عمل جديد يحمل عنوان "مدفع رمضان"، وذلك بعد غياب دام عامين عن الدراما التلفزيونية.
وأثار الإعلان تفاعلا واسعا بين متابعيه، خاصة أنه جاء بطريقة غير تقليدية عبر مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية بشبكات التواصل الاجتماعي.
رمضان ذكر في الفيديو أنه متحمس لهذا المشروع الجديد، مشيرا إلى أنه سيكون مختلفا عن أعماله السابقة، وسيحمل مفاجآت لجمهوره، دون أن يكشف تفاصيل أكثر عن طبيعة البرنامج.
ولم يكن إعلان الفنان المصري عن آخر أعماله بعيدا عن الجدل، إذ اعتاد إثارة الاهتمام قبل أي عمل جديد. وخلال الأشهر الماضية، نشر عدة فيديوهات غامضة على حساباته الرسمية، طالب فيها جمهوره بانتظاره في رمضان، دون الإفصاح عن أي تفاصيل، مما زاد من التكهنات حول طبيعة المشروع الجديد.
كما أن قراره خوض هذه التجربة جاء بعد سلسلة من التغييرات في خططه الفنية، حيث كان قد أعلن في وقت سابق عن تقديم جزء ثانٍ من مسلسل "جعفر العمدة" في 2024، إلا أنه تراجع عن هذا القرار بالتنسيق مع مخرج العمل محمد سامي.
وبعد ذلك، نشر رمضان عبر "إنستغرام" إعلانه عن مشروع درامي جديد كان من المفترض أن يرى النور، لكنه لم يكتمل، مما جعل عودته إلى الشاشة الرمضانية موضع ترقب كبير بين جمهوره.
من البلطجة إلى البطل الشعبي
وكان رمضان بدأ مسيرته الفنية عام 2005 بأدوار مساعدة في بعض المسلسلات، لكنه لفت الأنظار إلى موهبته عندما شارك في فيلم "احكي يا شهرزاد" للمخرج يسري نصر الله، حيث قدم دورا صغيرا لكنه مؤثر.
ثم توالت أعماله الدرامية، فشارك في مسلسل "دوران شبرا" للمخرج خالد الحجر، والذي كان بمثابة انطلاقة قوية له في التلفزيون.
وفي 2012، شارك رمضان في أفلام جماعية مثل "حصل خير" و"ساعة ونص"، قبل أن يصبح نجما منفردا في أفلام من إنتاج محمد السبكي، حيث قدم شخصية "البطل الشعبي"، الذي يحظى بجماهيرية واسعة بين الشباب، لكنه في الوقت نفسه يثير الجدل بسبب الشخصيات التي يجسدها.
وفي "عبده موتة" (2012)، قدم رمضان شخصية عبده، الشاب البلطجي الذي يعمل في تجارة المخدرات ويفرض الإتاوات على أهل الحي مستخدما قوته. ورغم النجاح الجماهيري الكبير، تعرض الفيلم لانتقادات شديدة بسبب الترويج للبلطجة.
ومع ذلك، استغل رمضان هذا النجاح ليقدم في العام نفسه فيلم "الألماني"، حيث جسد دور شاهين، "المسجل خطر"، الذي يحاول الوصول إلى القمة بطرق غير مشروعة.
وفي عام 2013، قدم فيلم "قلب الأسد"، حيث لعب دور شاب نشأ وسط السيرك مع الأسود والنمور، مما أضفى أبعادا إنسانية جديدة على شخصية "البطل الشعبي"، حيث بات يظهر في صورة أكثر إنسانية، بعيدا عن مجرد استعراض القوة.
انتقادات واتهامات بالترويج للبلطجة
رغم أن أفلام رمضان كانت تحقق إيرادات ضخمة في شباك التذاكر، فإنها تعرضت لانتقادات حادة من النقاد والجمهور على حد سواء، حيث اتُّهم بتشويه صورة المجتمع المصري والترويج لثقافة العنف.
وهو ما دفعه إلى التنوع في أدواره لاحقا، فقدم فيلم "واحد صعيدي" (2014)، الذي اعتمد على الكوميديا، و"شد أجزاء" (2015)، حيث جسد دور ضابط شرطة يسعى لتحقيق العدالة، في محاولة منه لكسر الصورة النمطية التي ارتبطت به.
إعلان
لكن رغم هذا التنوع، لم يتمكن رمضان من التفوق على بعض الأفلام المنافسة، حيث بلغت إيرادات "شد أجزاء" 22 مليون جنيه، مقارنة بأفلام أخرى في العام نفسه مثل "ولاد رزق" الذي تجاوزت إيراداته 85 مليون جنيه.
نمبر1.. في السينما أم الدراما؟
في مقابل تراجع إيراداته السينمائية في بعض الأفلام، عوّض الممثل البالغ من العمر 36 عاما ذلك بتصدره للمشهد في الدراما التلفزيونية، حيث بدأ أولى بطولاته المطلقة في رمضان 2014 بمسلسل "ابن حلال"، الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرته، حيث ابتعد عن شخصية البلطجي، وقدم دور شاب مكافح يسعى للعيش بشرف، لكنه يتورط في جريمة قتل بسبب ظروفه القاسية.
وفي 2016، بدأ تعاونه مع المخرج محمد سامي، وحققا معا نجاحا كبيرا في مسلسل "الأسطورة"، حيث قدم شخصيتين: رفاعي الدسوقي، تاجر السلاح سيئ السمعة، وناصر الدسوقي، الشاب الطموح الذي يحلم بأن يصبح قاضيا.
ثم واصل تصدره للمشاهدات بمسلسل "نسر الصعيد" (2018)، حيث لعب دور ضابط شرطة يواجه عدوا شرسا، ثم استمر في تقديم أعمال تجمع بين التشويق والانتقام، مثل "زلزال"، و"البرنس"، الذي جسد فيه شخصية رضوان البرنس، الشاب الذي يتعرض للخيانة من أشقائه ويقرر الانتقام منهم.
"جعفر العمدة".. عودة إلى القمة
في عام 2023، عاد النجم المصري للتعاون مع محمد سامي من خلال مسلسل "جعفر العمدة"، الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، واستطاع تصدر الترند طوال شهر رمضان، بسبب القصة المشوقة وأسلوب الإخراج الذي ركز على الإثارة والتشويق.
جسّد رمضان في المسلسل شخصية رجل ثري متزوج من 4 نساء، يواجه مؤامرات عدة في حياته، مما جذب الجمهور لمتابعة المسلسل بشغف.
ونتيجة لهذا النجاح، فكّر رمضان في تقديم جزء ثانٍ من العمل، لكنه قرر تأجيل الفكرة والبحث عن مشروع جديد مختلف.
وبعد عامين من الغياب، يتساءل الجمهور ما إذا كان "مدفع رمضان" سيمثل عودة قوية لمحمد رمضان إلى الشاشة، أم أنه مجرد تجربة جديدة قد لا تحقق النجاح المتوقع؟
الجمهور المصري اعتاد على متابعة رمضان في أعمال درامية ضخمة الإنتاج، فهل سيستطيع تحقيق نفس التأثير من خلال برنامج ترفيهي؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الصمت الرقمي: لماذا توقّفنا عن المشاركة في شبكات التواصل؟
الصمت الرقمي: لماذا توقّفنا عن المشاركة في شبكات التواصل؟

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

الصمت الرقمي: لماذا توقّفنا عن المشاركة في شبكات التواصل؟

هل لاحظت أنك تقضي ساعات في التمرير على شبكات التواصل دون أن تكتب أو تُعلّق؟ هل تحوّلت من شخص يشارك فكره إلى متفرج صامت؟ لست وحدك.. هذا التحوّل الجماعي من المشاركة إلى الاستهلاك لم يحدث صدفة، بل هو نتيجة هندسة رقمية دقيقة، تستغل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتصميمات البصرية، والدوافع النفسية والاقتصادية، لتجعلنا نُشاهد أكثر مما نُبدع. في هذه التدوينة، نحلل كيف ساهمت منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وغيرها في خلق بيئة رقمية، تُكافئ الصمت وتُعاقب التفاعل، من خلال خوارزميات مصممة لإبقاء المستخدمين في حالة تمرير دائم، ومحتوى احترافي يُشعر الأفراد بأن مساهماتهم لا قيمة لها. ونستعرض بالأرقام كيف تراجعت نسب التفاعل، ولماذا أصبح المستخدم العادي يشعر بالخوف من النقد، أو بعدم جدوى المشاركة. لكننا لا نكتفي بوصف المشكلة، بل نطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الإبداع والتعددية الفكرية في هذا الفضاء الرقمي، ونقترح حلولًا عملية لإعادة التوازن بين الاستهلاك والمشاركة، من إصلاحات تقنية وتشريعية، إلى دعم ثقافة التعبير الفردي. ما الذي تفعله الشبكات الاجتماعية بالضبط؟ هدف شبكات التواصل الاجتماعي في الأساس هو تكوين مجتمع رقمي، نجتمع فيه لمتابعة المحتوى الذي ينشره أصدقاؤنا؟ وهذا ما كانت عليه بالفعل في أوجها خلال عقد الألفين.. كان فيسبوك المكان الذي تكتشف فيه أن قريبك انتقل للدراسة في بلدٍ جديد، أو أن أحد أصدقائك عقد قرانه دون أن يدعوك. لكن خلال العقد الماضي، بدأت منصات التواصل الاجتماعي تُشبه وسائل الإعلام التقليدية أكثر فأكثر؛ إذ أصبحت مكانًا نشاهد فيه مقاطع ترويجية يصنعها المشاهير، مع محللين يشاركون بردود أفعالهم على الأحداث، ومقاطع مجمَّعة من الثقافة الشعبية، وموجة متزايدة من المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي، وغير ذلك من المحتوى المصمَّم ليصل إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين. أما الأشخاص الذين نتابعهم، فالرسائل التي ينشرونها باتت تشعرنا وكأنها إبر ضائعة في كومة قش رقمية. وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أقل "اجتماعية" وقد أقرّ مؤسس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، بذلك خلال أكثر من عشر ساعات من الشهادة على مدى ثلاثة أيام، أوائل الشهر الحالي، في المرحلة الافتتاحية من محاكمة لجنة التجارة الفدرالية الأميركية (FTC) لمكافحة الاحتكار ضد "ميتا"، الشركة الأم لفيسبوك. قال زوكربيرغ إن الشركة باتت مؤخرًا تركز على "فكرة الترفيه العامة، والتعرف على العالم واكتشاف ما يحدث فيه". هذا التحول غير الملحوظ بعيدًا عن التواصل الشخصي تم قياسه من قبل الشركة نفسها.. خلال المرافعة الافتتاحية للدفاع، عرضت ميتا رسمًا بيانيًّا يُظهر أن "نسبة الوقت الذي يُقضى في مشاهدة محتوى نشره أصدقاء" انخفضت خلال العامين الماضيين، من 22% إلى 17% على فيسبوك، ومن 11% إلى 7% على إنستغرام. وعلى ما يبدو، فإن وسائل التواصل الاجتماعي ككيان مميز لم تعد موجودة بالطريقة التي كانت عليها في العقد الماضي، وما تُعرف به منصات الشركة الآن -أي الاستهلاك الرقمي لجميع أنواع المحتوى- أصبح منتشرًا، لدرجة أنه ليس هناك شركة واحدة يمكنها أن تُعتبر محتكرة له. كيف صممت شبكات التواصل الاجتماعي بيئةً تعزز الاستهلاك السلبي؟ الخوارزميات المُخصصة: تعتمد منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك على خوارزميات تعرض محتوى مخصصًا بناءً على سلوك المستخدم، ما يخلق حلقة من التمرير المستمر. هذه الخوارزميات تُبقي المستخدمين منشغلين بلا توقف، حيث تُظهر محتوى جذابًا دون الحاجة إلى بذل جهد في البحث، ما يقلل الحافز للإنتاج. سهولة الوصول إلى المحتوى: توفر المنصات كميات هائلة من المحتوى الجاهز للاستهلاك (فيديوهات قصيرة، صور، منشورات)، ما يجعل المشاهدة أسرع وأقل تكلفةً من إنشاء محتوى جديد. ووفقًا لدراسات، يقضي المستخدمون في المتوسط تسع ساعات يوميًّا في التصفح، مقارنةً بدقائق محدودة لإنتاج ومشاركة المحتوى. التصميم البصري الجذاب: تُركز المنصات على واجهات مستخدم تدفع للتمرير الأفقي أو العمودي، مع إبراز المحتوى الأكثر تفاعلًا. هذا التصميم يُعزز "ثقافة التمرير" بدلًا من ثقافة المشاركة. الأسباب النفسية وراء تفضيل دور المتفرج الخوف من النقد العلني: يُعتبر الخوف من التعليقات السلبية أو "التصيد" أحد العوامل الرئيسية. تشير دراسة لـ "إغنايت سوشيال ميديا" إلى أن 60% من المستخدمين يتجنبون المشاركة خوفًا من السخرية أو سوء الفهم، خاصةً في المجتمعات المتخصصة مثل "ريد إت". متلازمة المحتال: يشعر كثيرون أن مساهماتهم لن تكون ذات قيمة مقارنةً بالمحتوى الاحترافي المنتشر، ما يدفعهم للبقاء في الظل. ووفقًا لموقع "إفري وين سوشيال"، فإن 45% من الموظفين في الشركات يرفضون مشاركة محتوى بسبب هذا الشعور. الخوف من الالتزام: يتطلب إنشاء محتوى منتظم وقتًا وجهدًا، بينما لا يضمن تفاعلًا ملحوظًا؛ لذا يفضل المستخدمون تجنب هذا "الاستثمار المجهول". التأثير الاقتصادي: لماذا تفضل المنصات الاستهلاك السلبي؟ زيادة الإيرادات عبر الإعلانات: تعتمد المنصات على جذب أكبر عدد من المستخدمين لزيادة عائدات الإعلانات؛ فكلما زاد وقت التصفح زادت فرص عرض الإعلانات. ووفقًا لـدراسة قامت بها مجموعة "نيلسن نومان"، يُشكل المتفرجون 90% من الجمهور، ما يجعلهم مصدرًا رئيسيًّا للربح. تحويل المستخدمين إلى "منتجات": تُباع بيانات المستخدمين (مثل اهتماماتهم وسلوكهم) إلى المعلنين، ما يحوّلهم إلى سلعة رقمية دون حاجة إلى تفاعلهم النشط. لقد تحولت شبكات التواصل الاجتماعي من ساحات للتفاعل الإنساني والتبادل الثقافي إلى مسارح ضخمة، يُشاهد فيها الجميع ولا يتحدث أحد. هذا التحول لم يكن عشوائيًّا، بل نتيجة هندسة رقمية دقيقة إحصائيات تدعم التحول إلى الثقافة الاستهلاكية قاعدة 90-9-1: تُظهر الدراسات أن 90% من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي متفرجون، و9% متفاعلون متقطعون، و1% فقط منتجو محتوى نشطون. انخفاض التفاعل النشط: وفقًا لبحث لـ" إغنايت سوشيال ميديا"، فقد انخفضت مشاركة المستخدمين في التعليقات بنسبة 40% بين 2020 و2025، بينما زادت مشاهدات الفيديوهات بنسبة 70%. كيف تُغذي المنصات "مراكز النفوذ"؟ تعزيز المحتوى الاحترافي: تُركز الخوارزميات على المحتوى المُنتج من قبل المؤثرين أو الحسابات الكبيرة، ما يخلق فجوة بين "النخبة الرقمية" والمستخدم العادي. هذا يُعزز شعورًا بأن المشاركة العادية لن تُحدث فرقًا. خلق تيارات فكرية مُهيمنة: تُروج المنصات للمحتوى الذي يحقق تفاعلًا فوريًّا (مثل المحتوى المثير للجدل أو العاطفي)، ما يحد من تنوع الآراء ويُعزز الأفكار السائدة. إن استعادة روح المشاركة تتطلب أكثر من مجرد دعوات سطحية للمساهمة؛ إذ تحتاج إلى إعادة تصميم البنية الرقمية لتكافئ الإبداع، وتُقلل من هيمنة "النخبة الرقمية" الاستهلاك كثقافة مهيمنة لقد تحولت شبكات التواصل الاجتماعي من ساحات للتفاعل الإنساني والتبادل الثقافي إلى مسارح ضخمة، يُشاهد فيها الجميع ولا يتحدث أحد. هذا التحول لم يكن عشوائيًّا، بل نتيجة هندسة رقمية دقيقة، تستغل علم النفس الاجتماعي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستهلاك وتقليص المشاركة. لكن هذا الواقع ليس أمرًا محتومًا.. إن استعادة روح المشاركة تتطلب أكثر من مجرد دعوات سطحية للمساهمة؛ إذ تحتاج إلى إعادة تصميم البنية الرقمية لتكافئ الإبداع، وتُقلل من هيمنة "النخبة الرقمية"، وتُوفر بيئة آمنة نفسيًّا للمستخدم العادي. المسؤولية هنا جماعية، وعلى المنصات أن تعيد النظر في نماذجها الاقتصادية، وعلى الحكومات أن تضع أطرًا تنظيمية تحمي التعددية الفكرية، وعلى الأفراد أن يدركوا أن الصمت الرقمي هو أيضًا موقف، لكنه غالبًا ما يخدم مصالح لا تمثلهم. وقد قال "كريس دوكير": "المحتوى الفردي هو روح المنصات.. دمرته الخوارزميات، والآن حان وقت إحيائه".. فهل نملك الشجاعة لنُعيد الحياة إلى هذا المحتوى؟

"سماء بلا أرض".. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي
"سماء بلا أرض".. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي

الجزيرة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

"سماء بلا أرض".. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي

وقع اختيار مهرجان كان السينمائي الدولي -في دورته الـ78 المقامة من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري- على الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري لافتتاح مسابقة "نظرة ما"، حيث يشهد الفيلم عرضه العالمي الأول يوم الأربعاء 14 مايو/أيار. View this post on Instagram A post shared by MAD Films (@madfilmsofficial_) دراما إنسانية في مواجهة العنف والتهميش ينقل الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري مشاهد من واقع مأزوم عاشته تونس في فبراير/شباط، حين تصاعدت حملات التحريض ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، مما أدى إلى موجة عنف واعتقالات تعسفية وحالات طرد قسري. الفيلم مستوحى من هذه الوقائع، ويسلط الضوء على التوترات الاجتماعية التي تفجّرت بسبب خطابات الكراهية والخوف من الآخر. وتدور القصة حول "ماري"، وهي قسيسة من كوت ديفوار وصحفية سابقة تعيش في تونس، تفتح باب منزلها أمام "ناني"، أم شابة تطمح لبداية جديدة، و"جولي"، طالبة قوية الإرادة تحمل آمال أسرتها على كتفيها. مع وصول طفلة يتيمة إلى البيت، تتعرض علاقتهن لاختبار قاسٍ يكشف عن مدى هشاشتهن وقدرتهن على الصمود في ظل أجواء من التمييز والخوف بعد الإعلان عن اختيار فيلمها للمشاركة في مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، كشفت المخرجة التونسية أريج السحيري -في تصريحات إعلامية- عن أن قصة الفيلم مستوحاة من وقائع حقيقية شهدتها تونس، حين تعرض مهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء لموجة من العنف والتحريض، سواء في الإعلام أو في الشارع. وأوضحت السحيري أن ما جذبها إلى هذا المشروع هو رغبتها في كسر الصورة النمطية للمهاجرين، من خلال تقديم شخصيات تحمل طبقات إنسانية عميقة، مليئة بالتعقيد والواقعية، وتستطيع أن تلامس المشاهدين بصدقها. كما عبّرت -عبر حسابها على إنستغرام- عن امتنانها لكل من شاركها رحلة صناعة هذا الفيلم. View this post on Instagram A post shared by Erige Sehiri (@erigesehiri) في إطار مسابقة " نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، يشارك الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) للمخرجين طرزان وعراب نصار. يستعرض الفيلم بأسلوب الكوميديا السوداء، الذي سبق أن قدمه الثنائي في فيلمهما "غزة مونامور"، الأحداث التي وقعت في غزة قبل حرب "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما يشهد المهرجان مشاركة الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can't Fly Away) للمخرج مراد مصطفى، الذي يعود إلى مهرجان كان من جديد. يناقش الفيلم حياة المهاجرين الأفارقة في حي عين شمس بالقاهرة، مُركزًا على قصة عائشة، الشابة السودانية التي تعيش في هذا الحي الذي يضم عددًا من المهاجرين من مختلف دول القارة الأفريقية. تواجه "عائشة" في رحلتها المهنية في مجال الرعاية الصحية تحديات كبيرة عندما يطلب منها "زوكا"، أحد شباب العصابات التي تسيطر على المنطقة، خدمة مقابل حمايتها. يضع هذا الموقف أحلامها في مواجهة الواقع المرير الذي تعيشه، مما يجعلها تتنقل بين خيارات صعبة وأمل ضعيف. الفيلم من بطولة بوليانا سيمون، إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا، وعماد غنيم، وممدوح صالح. تترأس المخرجة وكاتبة السيناريو والمصورة البريطانية مولي مانينج ووركر لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما"، التي تضم 20 فيلمًا، من بينهم 9 أفلام تُعرض لأول مرة. وتضم اللجنة أيضًا المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية السويسرية لويز كورفوازييه، والمديرة الكرواتية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي فانيا كالودجيرسيك، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الإيطالي روبرتو مينرفيني، والممثل الأرجنتيني ناهويل بيريز بيسكايارت. يُعد فيلم "سماء بلا أرض" العمل الروائي الطويل الثاني للمخرجة التونسية أريج السحيري، التي تعاونت في كتابة السيناريو مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما تولت إنتاج الفيلم بالشراكة مع ديدار دومهري. يشارك في بطولة الفيلم كل من آيسا مايغا، وليتيسيا كي، وديبورا ناني، إلى جانب الممثل التونسي محمد جرايا. ويُعد هذا الفيلم المشاركة الثانية لأريج السحيري في مهرجان كان، بعد أن فاز فيلمها الأول "تحت الشجرة" بجائزة لجنة التحكيم من "نصف شهر المخرجين"، بالإضافة إلى حصوله على جائزة التانيت الفضي من مهرجان قرطاج وجائزة كبرى في النسخة الـ25 من مهرجان تايبيه السينمائي في تايوان.

مسلسلات رمضان 2025.. فانتازيا شعبية وأزمات اجتماعية حقيقية
مسلسلات رمضان 2025.. فانتازيا شعبية وأزمات اجتماعية حقيقية

الجزيرة

time٢٨-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

مسلسلات رمضان 2025.. فانتازيا شعبية وأزمات اجتماعية حقيقية

قد تبدو متابعة المسلسلات في الموسم الرمضاني وسيلة بسيطة لتمضية الوقت والتسلية خلال نهار وليالي رمضان، لكن خلف هذا المشهد الترفيهي يدور سباق من نوع آخر قد يكون أكثر إثارة من المسلسلات نفسها: نقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تكشف انقسامات واضحة في آراء الجمهور حول هذه الأعمال. فبينما تتصدر بعض المسلسلات قوائم الأعلى مشاهدة على المنصات الرقمية، تسيطر أعمال أخرى على حديث منصات التواصل الاجتماعي، في حين تحظى مجموعة ثالثة بمتابعة جمهور المقاهي الشعبية عبر شاشات التلفاز. هذا التنوع في طرق المتابعة يجعل من الصعب الاعتماد على وسيلة واحدة لقياس شعبية المسلسلات. ويبقى السؤال الأبرز: ماذا شاهد الجمهور في رمضان 2025؟ فانتازيا شعبية: إعجاب جماهيري وسخرية رقمية يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة "شاهد" مسلسل "إش إش"، ويليه مسلسل "سيد الناس"، بينما يتصدر مسلسل "فهد البطل" قائمة منصة "واتش إت" المماثلة. والمسلسلات الثلاث تنتمي إلى فانتازيا الحارة الشعبية، وهو نوع درامي يتصدر المشهد التلفزيوني في السنوات الأخيرة. وتدور أحداث هذه المسلسلات في أحياء يُفترض أنها شعبية، لكن حتى لو تم التصوير في أماكن حقيقية، فهي أماكن خيالية تماما، مثل حي شبرا في "إش إش" أو السبتية في "سيد الناس" أو شق الثعبان في "فهد البطل". فكل من هذه المسلسلات لا تعكس الحياة الواقعية لسكان هذه الأحياء، بل هي في الحقيقة مجرد مسرح لقصص خيالية تماما. وتقدم هذه المسلسلات تنميطا غريبا لسكان هذه الحارات الشعبية، تنميطا يُداعب خيال المتفرجين من طبقات مختلفة. فأبناء الطبقة الدنيا يرون أن البطل الشعبي يمثل طموحاتهم أو الحلم الذي يتمنون الوصول إليه، مثل شخصية جعفر العمدة أو سيد الناس، حيث لا يحتاج هذا الشخص القوي والغني إلى شهادات جامعية ليصل إلى ما هو عليه، فقط شهامته وجدعنته وقوة ذراعه تمثل أسبابا كافية للنجاح في الحياة. أما أبناء الطبقة الوسطى فيعتبرون هذه المسلسلات دليلا جديدا على منطقية نظرتهم الدونية للطبقة الشعبية. وتحقق هذه المسلسلات أعلى المشاهدات على المنصات الإلكترونية، ويلتف حولها المشاهدون في المقاهي الشعبية، بينما هي محل سخرية بعض متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لا يأخذونها بجدية. مسلسلات تنتمي لمخرجيها على الجانب الآخر، تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع وتحليلات لنوع مختلف للغاية من المسلسلات، أعمال لا تصل إلى قمة قوائم الأعلى مشاهدة، لكن لها مكانتها عند شريحة معينة من المتفرجين، شريحة تتابع الأعمال بناء على مخرجيها وليس على أبطالها وممثليها. عُرض مسلسلان خلال هذا العام ينتميان لهذه الفئة، "قلبي ومفتاحه" لتامر محسن، و"إخواتي" لمحمد شاكر خضير، كلا المخرجين قدم على مدار السنوات الماضية أعمالا ناجحة، لكنها أعمال تخاطب طبقة لها خلفية ثقافية محددة من المشاهدين، لا تهتم فقط بالقصة والتسلية والتواءات الحبكة والمفاجآت في نهاية كل حلقة، بل كذلك بما وراء الحبكة، من أداء تمثيلي وتصوير وإضاءة وديكور. وعلى الرغم من نجاح "قلبي ومفتاحه" و"إخواتي" عند هذه الطبقة من المتفرجين، فإنهما لم يستطيعا اكتساب أرضية جديدة للمخرجين، ولم يحققا نجاحا كبيرا مساويا لما حققاه في أعمالهما السابقة، مثل "لعبة نيوتن" لتامر محسن الذي أثار جدلا يوميا على مواقع التواصل بتناوله قضايا مثل الطلاق الغيابي والأزمات الزوجية وغيرها، أو مسلسل "تحت الوصاية" الذي سلط الأضواء على قضية وصاية العم والجد على أبناء المتوفى، مما يُظهر عيوبا واضحة في قوانين الأحوال الشخصية، وبالتالي مر "قلبي ومفتاحه" و"إخواتي" مرور الكرام، وما أن انتهى عرضهما في النصف الأول من رمضان حتى أسقطهما الجمهور والتف حول أعمال جديدة قد تكون أقوى. ورشة سرد تضرب من جديد دأبت ورشة سرد للسيناريو تحت إدارة مريم نعوم في السنوات الأخيرة على تقديم مسلسلات تحقق حِراكا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، ويتزايد هذا الحِراك عاما بعد عام، خصوصا مع زيادة أهمية القضايا الرئيسية التي تفككها. فبينما نجحت مع مسلسلات مثل "مين قال؟" و"خلي بالك من زيزي"، اللذين تناولا قصة شباب في صراع أجيال مباشر مع أهلهم الذين لا يفهمون دوافعهم الحقيقية، وهي قصص تجذب المشاهدين لكنها لا تثير نقاشات كبيرة على مواقع التواصل، قدّمت الورشة عام 2023 "الهرشة السابعة" الذي اشتبك بشكل مختلف مع قضايا الزوجات والأزواج، فابتعد عن تنميط أي جانب. وها هي الورشة تقدم في 2025 أحد أنجح المسلسلات على مواقع التواصل الاجتماعي في "لام شمسية"، لكنه نجاح لم يُترجم إلى مشاهدات على المنصات الإلكترونية حتى الآن، ويتناول المسلسل قضية شائكة للغاية، وهي التحرش الجنسي بالأطفال، وذلك عبر حبكة متشابكة تحلل الشبح المرعب الذي قد يزور أي عائلة في أي وقت، ومن أكثر الأفراد قربا. وتسعى مسلسلات ورشة لتقديم قصص أقرب إلى الواقعية، لكنها واقعية ذات بعد طبقي واضح، فهي تتناول بشكل أساسي قضاياها من وجهة نظر الطبقة الوسطى والطبقة الوسطى العليا، وبالتالي يظل اشتباكها مع شريحة محدودة من المتفرجين، على عكس أعمال فانتازيا الحارة الشعبية التي يشاهدها شرائح مختلفة لأسباب متنوعة، البعض للمتعة، وآخرون للسخرية على المواضيع المبتذلة والتمثيل المتواضع وغيرها من مواضع النقص. يُعطي تعداد المسلسلات هنا انطباعا بالتنوع الكبير في الخريطة التلفزيونية لشهر رمضان 2025، لكنه في الوقت ذاته يدل على الهوة الطبقية الاجتماعية الواضحة في اختيار الجمهور المستهدف لهذه المسلسلات، والتي تتعمق كل عام نتيجة لنجاحها في عيون شريحتها المحددة مسبقا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store