
غابة سرّية في قاع الأرض تُحيّر العلماء
حفرة
في اكتشاف مذهل يحمل ملامح الأساطير، عثر فريق من مستكشفي الكهوف في الصين على حفرة طبيعية عملاقة تضم في قاعها غابة قديمة لا تزال على حالتها البدائية، ما يرجّح احتمال وجود كائنات غير معروفة للعلم في هذا النظام البيئي المنعزل.
حفرة "تيانكنغ"… البئر السموية جنوب الصين
تُعرف هذه الحفرة في اللغة الصينية بـ"تيانكنغ"، أي "البئر السموية"، وتقع في مقاطعة "لييه" ضمن منطقة "غوانغشي تشوانغ". ومع هذا الاكتشاف، يرتفع عدد الحفر العملاقة المسجلة في المنطقة إلى ثلاثين.
تُعدّ هذه الحفرة بين الأكثر إثارة في العالم، إذ يبلغ طولها أكثر من 300 متر، وعرضها يناهز 150 متراً، في حين يتجاوز عمقها 190 متراً، وتصل مساحتها الإجمالية إلى نحو 5 ملايين متر مكعب، بحسب ما ورد في بيان لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
غابة في عمق الأرض... وكهوف في الجدران
صرّح المهندس "تشانغ يوانهاي"، من معهد جيولوجيا الكارست التابع للمسح الجيولوجي الصيني، بأن الحفرة تحتوي على غابة بدائية محفوظة بشكل مدهش، إلى جانب ثلاثة كهوف متفرقة في جدرانها الصخرية.
وقد قاد فريق الاستكشاف "تشن ليشين"، بحيث نزلوا إلى عمق تجاوز 100 متر، وواصلوا السير ساعات في تضاريس وعرة حتى وصلوا إلى القاع. هناك، وجدوا شجيرات كثيفة يصل ارتفاعها إلى مستوى الكتفين، وأشجاراً شاهقة تجاوز ارتفاعها 30 متراً، ما يدل على استقرار النظام البيئي منذ زمن بعيد.
الكارست... عا لم جيولوجي خفي تحت الأرض
رغم الاكتشاف المدهش، إلا أنه يتماشى مع التوقعات الجيولوجية في جنوب الصين، المعروفة بتضاريسها الكارستية الفريدة. ويُقصد بالكارست ذلك النوع من التضاريس الذي ينشأ نتيجة ذوبان الصخور الكلسية أو الجبسية بفعل مياه الأمطار الحمضية، مكوّناً كهوفاً وينابيع وحفراً غائرة.
ووفقاً لهيئة الحدائق الوطنية الأميركية، فإن تضاريس الكارست تنجم عن انحلال الصخور الرسوبية القابلة للذوبان، مثل الكلس والرخام والجبس، بفعل المياه الحمضية الناتجة من تفاعل مياه الأمطار مع ثاني أوكسيد الكربون الجوي.
كيف تتكون التضاريس الكارستية؟
يشرح جورج فيني، مدير المعهد الوطني لأبحاث الكهوف والكارست، أن مياه الأمطار، بعد امتصاصها لثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، تتحول إلى حمض الكربونيك (H₂CO₃)، وهو حمض خفيف يتسرب إلى باطن الأرض ويبدأ بإذابة معدن الكالسيت المكوّن الأساسي للحجر الكلسي والرخام والدولوستون.
ومع مرور الوقت، تُفرغ هذه العملية الصخور من الداخل، فتتشكّل التجاويف، التي قد تتطور إلى كهوف أو حفر عميقة، وتشكل بذلك ملامح التضاريس الكارستية المعروفة.
المياه الجوفية... وفرة مهدّدة بالتلوث
تتميز المناطق الكارستية بأنها خزانات مثالية للمياه الجوفية بفضل نفاذية الصخور وسرعة تدفق المياه فيها. لكن في الوقت ذاته، تبقى هذه المناطق من أكثر الأنظمة الجيولوجية هشاشة أمام الملوّثات السطحية.
وتشير تقارير إلى أن ما يزيد عن 700 مليون شخص حول العالم يعتمدون على المياه المستخرجة من طبقات كارستية كمصدر رئيسي للشرب.
كارست جنوب الصين... تراث طبيعي عالمي
يوضح فيني أن مظهر الكارست يختلف كثيراً من منطقة الى أخرى، تبعاً للاختلافات في الجيولوجيا والمناخ. ففي الصين، تأخذ تضاريس الكارست شكلاً بصرياً آسراً، من حفر ضخمة ومداخل كهوف هائلة، بينما في مناطق أخرى قد تكون الحفر الكارستية صغيرة بالكاد تكون مرئية.
ونظراً الى قيمتها الجيولوجية والجمالية، أدرجت منظمة اليونسكو "كارست جنوب الصين" ضمن قائمة التراث العالمي، ووصفتها بأنها "أحد أبرز الأمثلة في العالم على الكارست المداري الرطب، من الهضاب الداخلية إلى السهول المخفوضة، وتشكل واحدة من أعظم المناظر الطبيعية على سطح الأرض".
ما هي الحفر الغائرة؟ ولماذا تظهر؟
الحفر الغائرة أو "Sinkholes" هي انخفاضات مفاجئة أو تدريجية في سطح الأرض، تنشأ بسبب انهيار الطبقة العليا فوق فراغات جوفية. وتتنوع في حجمها من أمتار قليلة إلى مئات الهكتارات، وقد تكون ضحلة أو عميقة لأكثر من 30 متراً.
كيف تتكوّن؟
تتشكل هذه الحفر أساساً نتيجة عملية التجوية الكيميائية، حيث تذيب مياه الأمطار الحمضية الصخور القابلة للذوبان، مثل الحجر الكلسي أو الجبس، فتتكوّن تجاويف تحت السطح، تؤدي لاحقاً إلى انهياره.
أسباب ظهورها
• عوامل طبيعية: وتشمل ذوبان الصخور، التعرية، وتغير منسوب المياه الجوفية.
• عوامل بشرية: مثل الإفراط في استخراج المياه الجوفية، أعمال الحفر والتعدين، تسرب أنابيب الصرف الصحي أو مياه الأمطار، وحتى انهيار المناجم القديمة.
أين تنتشر هذه الظاهرة؟
تنتشر الحفر الغائرة بكثرة في المناطق التي تحتوي على صخور قابلة للذوبان، مثل الحجر الكلسي أو الجبس أو طبقات الملح. وتشمل أبرز هذه المناطق: ولاية فلوريدا وكنتاكي في الولايات المتحدة، منطقة البحر الميت، جنوب الصين، وشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
أبرز الحفر المعروفة عالمياً
من أشهر الحفر الغائرة حول العالم:
• "الثقب الأزرق العظيم" في بيليز.
• "سيما هومبولت" في فنزويلا.
• "حفرة شياوتشاي السموية" في الصين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 5 أيام
- النهار
غابة سرّية في قاع الأرض تُحيّر العلماء
حفرة في اكتشاف مذهل يحمل ملامح الأساطير، عثر فريق من مستكشفي الكهوف في الصين على حفرة طبيعية عملاقة تضم في قاعها غابة قديمة لا تزال على حالتها البدائية، ما يرجّح احتمال وجود كائنات غير معروفة للعلم في هذا النظام البيئي المنعزل. حفرة "تيانكنغ"… البئر السموية جنوب الصين تُعرف هذه الحفرة في اللغة الصينية بـ"تيانكنغ"، أي "البئر السموية"، وتقع في مقاطعة "لييه" ضمن منطقة "غوانغشي تشوانغ". ومع هذا الاكتشاف، يرتفع عدد الحفر العملاقة المسجلة في المنطقة إلى ثلاثين. تُعدّ هذه الحفرة بين الأكثر إثارة في العالم، إذ يبلغ طولها أكثر من 300 متر، وعرضها يناهز 150 متراً، في حين يتجاوز عمقها 190 متراً، وتصل مساحتها الإجمالية إلى نحو 5 ملايين متر مكعب، بحسب ما ورد في بيان لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا". غابة في عمق الأرض... وكهوف في الجدران صرّح المهندس "تشانغ يوانهاي"، من معهد جيولوجيا الكارست التابع للمسح الجيولوجي الصيني، بأن الحفرة تحتوي على غابة بدائية محفوظة بشكل مدهش، إلى جانب ثلاثة كهوف متفرقة في جدرانها الصخرية. وقد قاد فريق الاستكشاف "تشن ليشين"، بحيث نزلوا إلى عمق تجاوز 100 متر، وواصلوا السير ساعات في تضاريس وعرة حتى وصلوا إلى القاع. هناك، وجدوا شجيرات كثيفة يصل ارتفاعها إلى مستوى الكتفين، وأشجاراً شاهقة تجاوز ارتفاعها 30 متراً، ما يدل على استقرار النظام البيئي منذ زمن بعيد. الكارست... عا لم جيولوجي خفي تحت الأرض رغم الاكتشاف المدهش، إلا أنه يتماشى مع التوقعات الجيولوجية في جنوب الصين، المعروفة بتضاريسها الكارستية الفريدة. ويُقصد بالكارست ذلك النوع من التضاريس الذي ينشأ نتيجة ذوبان الصخور الكلسية أو الجبسية بفعل مياه الأمطار الحمضية، مكوّناً كهوفاً وينابيع وحفراً غائرة. ووفقاً لهيئة الحدائق الوطنية الأميركية، فإن تضاريس الكارست تنجم عن انحلال الصخور الرسوبية القابلة للذوبان، مثل الكلس والرخام والجبس، بفعل المياه الحمضية الناتجة من تفاعل مياه الأمطار مع ثاني أوكسيد الكربون الجوي. كيف تتكون التضاريس الكارستية؟ يشرح جورج فيني، مدير المعهد الوطني لأبحاث الكهوف والكارست، أن مياه الأمطار، بعد امتصاصها لثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، تتحول إلى حمض الكربونيك (H₂CO₃)، وهو حمض خفيف يتسرب إلى باطن الأرض ويبدأ بإذابة معدن الكالسيت المكوّن الأساسي للحجر الكلسي والرخام والدولوستون. ومع مرور الوقت، تُفرغ هذه العملية الصخور من الداخل، فتتشكّل التجاويف، التي قد تتطور إلى كهوف أو حفر عميقة، وتشكل بذلك ملامح التضاريس الكارستية المعروفة. المياه الجوفية... وفرة مهدّدة بالتلوث تتميز المناطق الكارستية بأنها خزانات مثالية للمياه الجوفية بفضل نفاذية الصخور وسرعة تدفق المياه فيها. لكن في الوقت ذاته، تبقى هذه المناطق من أكثر الأنظمة الجيولوجية هشاشة أمام الملوّثات السطحية. وتشير تقارير إلى أن ما يزيد عن 700 مليون شخص حول العالم يعتمدون على المياه المستخرجة من طبقات كارستية كمصدر رئيسي للشرب. كارست جنوب الصين... تراث طبيعي عالمي يوضح فيني أن مظهر الكارست يختلف كثيراً من منطقة الى أخرى، تبعاً للاختلافات في الجيولوجيا والمناخ. ففي الصين، تأخذ تضاريس الكارست شكلاً بصرياً آسراً، من حفر ضخمة ومداخل كهوف هائلة، بينما في مناطق أخرى قد تكون الحفر الكارستية صغيرة بالكاد تكون مرئية. ونظراً الى قيمتها الجيولوجية والجمالية، أدرجت منظمة اليونسكو "كارست جنوب الصين" ضمن قائمة التراث العالمي، ووصفتها بأنها "أحد أبرز الأمثلة في العالم على الكارست المداري الرطب، من الهضاب الداخلية إلى السهول المخفوضة، وتشكل واحدة من أعظم المناظر الطبيعية على سطح الأرض". ما هي الحفر الغائرة؟ ولماذا تظهر؟ الحفر الغائرة أو "Sinkholes" هي انخفاضات مفاجئة أو تدريجية في سطح الأرض، تنشأ بسبب انهيار الطبقة العليا فوق فراغات جوفية. وتتنوع في حجمها من أمتار قليلة إلى مئات الهكتارات، وقد تكون ضحلة أو عميقة لأكثر من 30 متراً. كيف تتكوّن؟ تتشكل هذه الحفر أساساً نتيجة عملية التجوية الكيميائية، حيث تذيب مياه الأمطار الحمضية الصخور القابلة للذوبان، مثل الحجر الكلسي أو الجبس، فتتكوّن تجاويف تحت السطح، تؤدي لاحقاً إلى انهياره. أسباب ظهورها • عوامل طبيعية: وتشمل ذوبان الصخور، التعرية، وتغير منسوب المياه الجوفية. • عوامل بشرية: مثل الإفراط في استخراج المياه الجوفية، أعمال الحفر والتعدين، تسرب أنابيب الصرف الصحي أو مياه الأمطار، وحتى انهيار المناجم القديمة. أين تنتشر هذه الظاهرة؟ تنتشر الحفر الغائرة بكثرة في المناطق التي تحتوي على صخور قابلة للذوبان، مثل الحجر الكلسي أو الجبس أو طبقات الملح. وتشمل أبرز هذه المناطق: ولاية فلوريدا وكنتاكي في الولايات المتحدة، منطقة البحر الميت، جنوب الصين، وشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. أبرز الحفر المعروفة عالمياً من أشهر الحفر الغائرة حول العالم: • "الثقب الأزرق العظيم" في بيليز. • "سيما هومبولت" في فنزويلا. • "حفرة شياوتشاي السموية" في الصين.


ليبانون 24
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
علماء يكتشفون سحابة جزيئية ضخمة متوهجة بالقرب من الأرض
اكتشف علماء الفلك أقرب سحابة جزيئية معروفة إلى الأرض، مما أتاح للعلماء فرصة فريدة من نوعها لنظرة عن قرب على عملية إعادة التدوير الكونية للمادة التي تُحفّز تكوّن الكواكب والنجوم الجديدة. السحابة المكتشفة حديثًا، والتي سُميت "إيوس" تيمنًا بإلهة الفجر اليونانية ، هي كتلة ضخمة من غاز الهيدروجين على شكل هلال ، تبعد عن الأرض 300 سنة ضوئية فقط، وهي واحدة من أكبر التكوينات في السماء، إذ تمتد على مساحة تعادل حوالي 40 قمرًا للأرض، مرتبة جنبًا إلى جنب، بعرض يقارب 100 سنة ضوئية. وفقًا لدراسة نُشرت في 28 نيسان في مجلة "نيتشر أسترونومي"، أفلتت سحابة إيوس حتى الآن من الرصد بسبب انخفاض تركيز أول أكسيد الكربون (CO)، وهو غاز كيميائي ساطع وسهل الرصد، يستخدمه علماء الفلك عادةً لتحديد السحب الجزيئية، على الرغم من حجمها الهائل وقربها النسبي من الأرض. اكتشف الباحثون إيوس من خلال التوهج الفلوري لجزيئات الهيدروجين داخله - وهو نهج جديد قد يكشف عن العديد من السحب المخفية المشابهة في جميع أنحاء المجرة، وصرح بوركهارت لموقع لايف ساينسز: "هناك بالتأكيد المزيد من سحب أول أكسيد الكربون المظلمة التي تنتظر الاكتشاف". تكوين إيوس والدراسات الإضافية تشكّل إيوس على شكل هلال من خلال تفاعلاته مع النتوء القطبي الشمالي ، وهي منطقة شاسعة من الغاز المؤين. ويتوافق الشكل تمامًا مع النتوء القطبي الشمالي عند خطوط العرض العليا ، مما يشير إلى أن الطاقة والإشعاع الصادرين من هذا الهيكل الضخم قد أثرا على الغاز المحيط به، بما في ذلك إيوس. سيتبخر خلال حوالي 6 ملايين سنة بسبب تمزق خزان الهيدروجين الجزيئي الخاص به بفعل الفوتونات الواردة والأشعة الكونية عالية الطاقة، لم تجد دراسة متابعة أي انفجارات كبيرة لتكوين النجوم في الماضي، ولكن لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت السحابة ستبدأ في تكوين النجوم قبل أن تتبدد. يتم تطوير مركبة فضائية تابعة لوكالة ناسا تحمل اسم السحابة الجزيئية المكتشفة حديثًا لمراقبة الأطوال الموجية فوق البنفسجية البعيدة لقياس محتوى الهيدروجين الجزيئي في السحب عبر مجرة درب التبانة. (اليوم السابع)


الديار
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الديار
مصدر غير متوقع للمياه على سطح القمر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت دراسة حديثة بقيادة ناسا عن آلية مدهشة لتكوين المياه على سطح القمر، حيث تؤدي الرياح الشمسية دورا محوريا في هذه العملية. وتقدم الدراسة، بعد عقود من البحث عن مصدر جزيئات الماء التي رصدتها البعثات الفضائية على القمر، تفسيرا علميا مقنعا يعتمد على التفاعل بين الجسيمات الشمسية والسطح القمري. وتعمل الرياح الشمسية، التي هي في الأساس تيار مستمر من الجسيمات المشحونة تنطلق من الشمس بسرعة تصل إلى 1.6 مليون كيلومتر في الساعة، على قصف سطح القمر يوميا بسبب غياب غلاف مغناطيسي قوي كالذي يحمي الأرض. وتحتوي هذه الرياح الشمسية بشكل رئيسي على بروتونات، وهي نوى ذرات الهيدروجين التي تفتقد إلكتروناتها. وعند اصطدامها بتربة القمر الغنية بالأوكسجين، تحدث سلسلة من التفاعلات الكيميائية تؤدي في النهاية إلى تكوين جزيئات الماء (H₂O) وجزيئات الهيدروكسيل (OH). ولإثبات هذه النظرية، لجأ العلماء إلى عينات تربة قمرية حقيقية جلبها رواد "أبولو 17" عام 1972. وفي مختبرات متخصصة، قام الفريق البحثي ببناء مسرع جسيمات مصغر لمحاكاة تأثير الرياح الشمسية في هذه العينات. وبعد تعريض التربة القمرية لـ "رياح شمسية صناعية" لمدة أيام (ما يعادل 80 ألف سنة من التعرض الطبيعي على القمر)، أظهرت التحاليل الكيميائية الدقيقة تكون جزيئات ماء جديدة لم تكن موجودة في العينات الأصلية. وهذا الاكتشاف يفسر النمط اليومي الغريب الذي لاحظه العلماء في توزيع المياه على سطح القمر، حيث تتبخر جزيئات الماء من المناطق الدافئة المعرضة لأشعة الشمس، بينما تبقى محتجزة في المناطق الأكثر برودة. والأهم من ذلك، أن كميات الماء تعود إلى مستواها الأصلي كل يوم، ما يشير إلى وجود مصدر متجدد للمياه، وهو ما تؤكده هذه الدراسة بأنه الرياح الشمسية. وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في ضوء خطط استكشاف القمر المستقبلية، حيث يمكن أن توفر المياه الموجودة في المناطق القطبية موردا حيويا لرواد الفضاء. كما تفتح الباب لفهم أعمق لكيفية انتشار الماء وتكونه على الأجرام السماوية الأخرى التي تفتقر إلى الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي القوي. وبهذا المعنى، فإن هذه الدراسة لا تحل لغزا علميا قديما فحسب، بل تمهد الطريق لاستكشافات فضائية أكثر طموحا في المستقبل.