
نائب رئيس جامعة الأزهر يدعو خريجي الثانوية للتأني في اتخاذ قرارهم الأكاديمي
وأشار بكري، خلال لقائه ببرنامج "البيت" على قناة الناس، إلى أن كثيرًا من خريجي الثانوية يشعرون بالارتباك بعد الانتهاء من الاختبارات، وأن هذا الشعور طبيعي، لكنه يستوجب معالجة عقلانية، ونصحهم بالرجوع إلى نتائجهم الدراسية لتحديد الميول، مضيفًا: "الدرجات الأعلى تعكس في كثير من الأحيان نوع التخصص الذي يناسب الطالب، سواء كان في المجال الأدبي أو العلمي".
وتحدث عن خيارات متعددة في قطاع الكليات الأدبية، كالإعلام، واللغات والترجمة، والدراسات الإسلامية باللغات، معتبرًا أنها مجالات تدمج بين الثقافات والدين وتفتح أبوابًا واسعة، خاصة لمن يطمح للعمل في الإعلام الديني أو في المنظمات الدولية ذات الطابع الثقافي.
وعن خطط الجامعة المستقبلية، كشف عن دراسة لإنشاء كلية متخصصة في الآثار والتراث والحضارة، تهدف إلى تلبية احتياجات الطلاب المهتمين بالتاريخ والإرشاد السياحي، مضيفًا أن هذا التوجه يعكس حرص الأزهر على تطوير التخصصات الأدبية وإثرائها.
وفي ختام حديثه، شدد "بكري" على أن الاختيار الأكاديمي يجب أن يكون نابعًا من الذات، وأن النجاح الحقيقي لا يتحقق بمجرد دخول الكلية، بل بالتميز والاستعداد لسوق العمل بعد التخرج.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 10 ساعات
- الدستور
مجالس النور.. «الدستور» داخل جلسات مكافحة التطرف فى جامع الحسين
تستهدف تعزيز الانتماء الوطنى وإعادة الاعتبار للخطاب المعتدل تشمل دروسًا فى الشريعة والفكر وتشهد إلقاء قصائد من المديح النبوى ومجالس ذكر فى قلب القاهرة القديمة، وتحديدًا بمنطقة الإمام الحسين، تنبعث أنوار جديدة من مجالس العلم والتصوف، حيث تشهد «مجالس النور العلمية الصوفية» حضورًا متزايدًا ومتناميًا بين شباب الأزهر وطلاب الجامعات ومريدى الطرق الصوفية. هذه المجالس لم تعد مجرد حلقات دينية تقليدية، بل تحولت إلى منابر فكرية وروحية تسعى إلى مواجهة التطرف الفكرى عبر بوابة التصوف الإسلامى، مستندة إلى منهج الوسطية والمحبة. يقود هذه المبادرة الشيخ جابر بغدادى، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية رئيس مؤسسة «حى على الوداد»، الذى استطاع أن يجمع تحت مظلتها كبار علماء الأزهر ودعاة التصوف، فى إطار علمى وروحى يهدف إلى تحصين الشباب من الأفكار المتشددة، وإعادة الاعتبار للخطاب الدينى المعتدل، عن طريق دروس الشريعة ومحاضرات الفكر، وقصائد المديح النبوى ومجالس الذكر، لتتشكل بذلك تجربة فريدة تستحق الوقوف عندها. «الدستور» تدخل إلى عمق هذه المجالس لترصد عن قرب ما يدور داخلها، وتكشف كيف تحولت إلى فضاء يجمع بين العلم والمحبة، وبين مقاومة التطرف وغرس القيم الروحية فى نفوس الشباب. تدريس «الخصائص» و«الأربعون النووية».. وأحمد عمر هاشم وإبراهيم الهدهد أبرز المحاضرين قال الدكتور جابر بغدادى إن المجالس، التى تنظم تحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية، وبالتعاون مع مؤسسة «حى على الوداد»، تهدف إلى نشر الوسطية وسماحة الإسلام وتعليم القرآن والسيرة النبوية بنهج الأزهر الشريف، بالتوازى مع ترسيخ حب الأوطان ونبذ التطرف والتفلت الأخلاقى، وحماية الأجيال الحالية من خطر الإلحاد والمخدرات، ونشر التصوف الوسطى السنى. وأضاف: «مجالس النور العلمية التى تنظم بالحسين شعارها (حى على الوداد)، أى أنها تحمل رسالة حب تهدف لإحياء الضمائر، وتؤكد أن التصوف الحقيقى هو تدريب للنفس على الكمال، وفق العقيدة الأشعرية والعلوم الأزهرية، وعلى ما يُرضى الله ويحفظ الأوطان، ويحيى الإنسان ولا يخالف العدنان، ووفق حبنا لآل البيت، كما جاء فى الكتاب والسنة». وواصل: «المجالس تعد مدرسة سنية، فكل مَن يحاضر فيها هم أساتذة من الأزهر الشريف ومن علماء التصوف الإسلامى، ويتم فيها تدريس عدة كتب مهمة، منها كتاب (الخصائص الكبرى) للسيوطى على يد الدكتور يسرى عزام، و(مدخل فى علم مصطلح الحديث) للأستاذ الدكتور محمد أبوهاشم، وكذلك شرح (الرسالة القشيرية) و(الأربعون النووية) على يد الدكتور محمد عزت، و(الإتقان فى علوم القرآن) على يد الدكتور محمد فيصل، و(بهجة النفوس) لابن أبى جمرة على يد الدكتور مصطفى عبدالسلام، ويشارك أيضًا فيها الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور أحمد عمر هاشم، وعدد آخر من علماء الأزهر والطرق الصوفية». وأشار «بغدادى» إلى أن عدد الحاضرين لتلك المجالس يزداد يومًا بعد يوم، ما يعود إلى وجود العلماء والأساتذة الذين يشاركون فيها، بالإضافة إلى وضوح المنهج الصوفى واعتداله، الذى يجمع الناس على محبة الله ورسوله وآل بيته والصالحين، ويحصنهم من التطرف والعنف والإرهاب. وقال: «منذ انطلاق مجالس النور العلمية وجدنا أن الشباب المصرى يبحث عمن يطمئنه، لا من يخوفه، لأن العلاقة مع المولى، عز وجل، يجب أن تكون قائمة على المحبة لا الخوف، وهو ما يتبناه الفكر الصوفى الذى يبعد الناس عن التطرف ويدعوهم للتمسك بالإسلام الوسطى». وواصل: «أرجو من جميع السادة العلماء أن يحببوا الشباب فى المولى، سبحانه وتعالى، وسيدنا رسول الله وآل بيته الكرام، لأن أهل التطرف جعلوا الشباب يخافون من لقاء الله بسبب خطابهم، وجذب الشباب إلى المعية الإلهية يجب أن يُستخدم فيه أسلوب خاص، لأن شباب اليوم بحاجة لمن يعالجهم روحيًا، خاصة أن الحياة المادية جعلت الشباب ينفرون من مجالس العلم الدينية ومن رجال الدين، كما أن جماعات التطرف تعمل على إفهام الشباب بأن القتل والذبح والإرهاب هو طريقهم إلى الجنة، وهذا غير صحيح». حضور لافت للشباب من الجنسين.. واعتماد المنهج المحمدى ومبادئ التصوف الإسلامى ذكر الدكتور محمد جمال، أحد المشاركين فى مجالس النور العلمية، أن المجالس انطلقت منذ نحو عام، وتنظم داخل مؤسسة «حى على الوداد لعلوم القرآن وإحياء التراث»، تحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية، وتهدف إلى تعريف الشباب بالمنهج الإسلامى الوسطى وتحذير الشباب من الأفكار المتطرفة، معتمدة فى ذلك على المنهج المحمدى ومبادئ التصوف الإسلامى. وقال: «هناك كثيرٌ من الشباب الذين تلوثت عقولهم بالفكر المتطرف والجماعات المتشددة، وعندما يأتون إلى هنا تتغير أفكارهم عندما يسمعون من علماء الدعوة الوسطية والتصوف الإسلامى». وأضاف: «الشيخ جابر بغدادى، وغيره من الأساتذة الكبار، يعتمدون فى دروسهم على المنهج الإسلامى المحمدى، وفى رسالتهم إلى الشباب لا يخوفونهم من الله، سبحانه وتعالى، كما يفعل أهل الفكر المتشدد، لكنهم يستخدمون منهج الحب، ويؤكدون أن من يحب الله ورسوله وآل بيته عليه أن يفعل الخير ويبتعد عن الشر، وأن من أراد أن يكون له مكان بجوار النبى، صلى الله عليه وسلم، فى الجنة، عليه أن يفعل كل شىء جميل، حتى يكتب مع المحبين». وأشار «جمال» إلى أن أغلبية المشاركين فى مجالس النور هم من الشباب من الجنسين، ومعظمهم من طلاب جامعة الأزهر ومن مريدى الطرق الصوفية، مؤكدًا أن مجالس النور نجحت فى تغيير كثير من الأفكار المتطرفة التى كان الشباب يحملونها قبل حضورهم إليها. وأضاف: «هناك عدد من الشباب كانوا يحرّمون زيارة الأضرحة والمقامات، وعندما حضروا واستمعوا لمحاضرات شيوخ الصوفية تغيرت أفكارهم، وهذا يدل على أن هذه المجالس لها دور مهم وكبير فى تحصين الشباب من أفكار التطرف ومناهج التشدد». الجلسات تكشف فساد الآراء السلفية حول تحريم زيارة الأضرحة كشف محمد عبدالله، من طلاب الأزهر، أن مشاركته فى مجالس النور العلمية بالحسين جاءت بعد لقائه أحد الطلاب الإندونيسيين، الذى نصحه بحضور هذه المجالس لأنها تعرّف الشباب بالإسلام الصحيح الوسطى البعيد عن التطرف والعنف والإرهاب. وقال «عبدالله»: «حضرت بالفعل، ورأيت هناك الشيخ جابر بغدادى، وهو رجل له أسلوب مختلف وفريد فى توصيل المعلومة إلى الشباب المشاركين فى هذه الفعاليات؛ إذ إنه يتعامل مع الطلاب والشباب المشاركين وفق منهج يتسم بالمرونة، ويجعل الجميع فى حالة تشوق لحضور مجالسه العلمية التى تقام طوال أيام الأسبوع فى مؤسسة (حى على الوداد) بالحسين». وأضاف: «مجالس النور العلمية لها دور مهم وكبير فى تصحيح الصورة الخاطئة التى روج لها دعاة التطرف عبر وسائل التواصل وفى الإعلام عن الإسلام والمسلمين، ولذلك نصحت الكثير من الشباب بالمشاركة فى هذه المجالس العلمية المهمة التى تعرّف الشباب وتفهمهم أمور دينهم بشكل صحيح». وأكد: «الشيخ جابر بغدادى يضطلع بمسئولية إنقاذ الشباب من فكر الجماعات المتطرفة، وعند الذهاب للمشاركة فى هذه الفعاليات نجد أن أعداد المشاركين تزداد كل مرة، ومعنى ذلك أن الشباب يحبون حضور هذه المجالس العلمية، التى تحصنهم من أفكار الجماعات والتيارات المتطرفة». وتابع: «استخدام التصوف الإسلامى فى تصحيح بعض المفاهيم الدينية الخاطئة جعل الشباب يغيرون وجهة نظرهم عن الطرق الصوفية وعن علماء التصوف، وكذلك بعض المعتقدات الخاطئة المتعلقة بالدعاء عند أضرحة الصالحين وزيارتهم؛ إذ إن شيوخ التطرف يحرّمون الزيارة ويحرّمون الدعاء ويحرّمون قراءة الأذكار والأوراد المختلفة من باب أنها بدعة ولم تكن موجودة فى زمن النبى». طلاب آسيويون: أسلوب الشرح البسيط «كلمة السر» فى الإقبال قال الطالب محمد رشيد، من إندونيسيا، إن مجالس النور العلمية بمشاركة الشيخ جابر بغدادى وعدد من علماء الدين الإسلامى من رجال الأزهر والطرق الصوفية كان لها دور كبير فى تعريفه بالإسلام الوسطى. وأضاف «رشيد»: «يتحدثون خلال تلك المجالس عن الإسلام والتصوف، ويحذرون من التطرف والأفكار التى تروجها الجماعات والتيارات المتطرفة بين الحين والآخر، وقد استفدنا من هذه المجالس، ونشكر الدكتور جابر بغدادى والدكتور يسرى عزام وغيرهما من العلماء الكبار». وواصل: «ما يجذب الشباب إلى مجالس النور البساطة فى أسلوب الشرح، والاعتماد على التصوف الإسلامى لمحاربة التطرف، ويرددون الأناشيد بعد الانتهاء من المجلس، وذلك يجعل قلوب الشباب ترق إلى حضور مثل هذه المجالس، لأن الغلظة والشدة فى الدروس العلمية والمحاضرات الدينية تجعل الشباب يبتعد عن هذه المجالس». وفى السياق ذاته، قال عبدالله شكر، من ماليزيا، إنه يشارك فى مجالس النور العلمية بالحسين منذ شهر تقريبًا. وأضاف «شكر»: «العلماء الذين يتحدثون معنا أسلوبهم مقنع، وعلى رأسهم الشيخ جابر بغدادى، ويحذرون الشباب من تكفير الآخر»، موضحًا: «الدعاة المتشددون من السهل والعادى بالنسبة لهم تكفير الآخر، لكن فى مجالس النور يحذرنا العلماء من تكفير أى مسلم، لأن التكفير أمر فى غاية الخطورة. وأنصح الشباب الماليزى بجامعة الأزهر بحضور هذه المجالس، لأنها تفيد الشباب والطلاب إفادة كبيرة وتعرّفهم أمور دينهم». وتابع: «شاركت قبل ذلك فى مجالس علمية أخرى، ووجدت أن منهج العلماء والدعاة المشاركين قائم على التطرف، وبعيد عن صحيح الإسلام وعن منهج الأزهر الشريف»، مشددًا على أنه لم يذهب إلى تلك المجالس مرة أخرى. وأكد أن الشيخ جابر بغدادى يقول للشباب «عليكم بمحبة الآخرين ولا تكفّرون أحدًا مهما حدث، لأن التكفير آفة هذا العصر، ويجب على المسلم أن يعامل أخاه المسلم بالحب، لأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو رسول المحبة». وأشار إلى أن الشيخ جابر بغدادى عالم كبير، وله أسلوب راقٍ فى التعامل مع الشباب الذين يشاركون فى مجالسه العلمية بالحسين. شباب مشاركون: التصوف ليس انحرافًا بل هو جوهر الدين قال محمد الشعيبى، شاب مغربى يحرص على حضور المجالس بانتظام منذ قدومه إلى مصر، إن «هذه المجالس علمتنا التصوف الحقيقى، وحذرتنا من الفكر المتطرف، وما يميزها هو اعتمادها على خطاب وسطى مستنير، بعيد عن الغلو والتشدد، وهذا ما جذب الشباب إليها»، مشيرًا إلى أن «الشيخ جابر بغدادى لديه أسلوب رائع فى توصيل المعلومة، ويجعلنا نعيش روح التصوف بمحبة ووعى». أما على مندور، من القاهرة، فيوضح أنه يشارك أسبوعيًا فى دروس الدكتور جابر بغدادى يومى الأحد والإثنين، وقال: «المنهج المعتدل الذى يتبعه الشيخ جابر جعلنى أحرص على الحضور، وهذه المجالس تحذرنا من التيارات المتطرفة، وتكشف لنا حقيقة بعض من يدّعون العلم وهم فى الحقيقة ينتمون لفكر متشدد يجب الحذر منه». من جهتها، أكدت سارة إبراهيم، طالبة بكلية الدراسات الإسلامية، أن مشاركتها فى مجالس النور جاءت بعد أن لمست تأثيرها الإيجابى على وعى الفتيات، وقالت: «هذه المجالس صححت الكثير من المفاهيم المغلوطة لدينا حول التصوف، خاصة بعد أن استمعنا إلى علماء الأزهر مثل الدكتور محمد أبوهاشم والدكتور يسرى عزام والدكتور أحمد عمر هاشم»، مضيفة: «لقد اكتشفنا أن التصوف ليس انحرافًا، كما يروج البعض، بل هو جوهر الدين القائم على المحبة والرحمة».


بوابة الأهرام
منذ 12 ساعات
- بوابة الأهرام
رئيس جامعة الأزهر: آية الصيد في سورة المائدة كنز من كنوز الإعجاز البلاغي وابتلاء عظيم للمؤمنين
عبدالصمد ماهر قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن آية الصيد في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، هي كنز من كنوز الإعجاز البياني والبلاغة الربانية التي تعلو على طاقة البشر. موضوعات مقترحة وأوضح داود، خلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن هذه الآية نزلت في سياق ابتلاء حقيقي واجهه الصحابة الكرام في عام الحديبية، حينما كان الصيد يقترب من رحالهم حتى أصبح في متناول أيديهم ورماحهم، وهو أمر يشكل امتحانًا دقيقًا لإيمانهم والتزامهم، خاصة أن العرب كانوا أهل صيد ومهارة فيه، لكنهم امتثلوا لأمر الله رغم الإغراء الشديد. وأشار رئيس الجامعة إلى أن ذكر "الابتلاء" قبل النهي الصريح عن الصيد في الآية التالية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ"، جاء لتمهيد الحكم وتغليظه، وإبراز الصدق في الطاعة والانقياد، مؤكدا أن هذا الامتحان الإيماني العميق يبرز من يخشى الله في الغيب، ويقدم صورة رفيعة من صور الامتثال والخضوع لأوامر الشريعة. وأضاف أن مصطلح "مناسبة النزول" أدق من مصطلح "سبب النزول"، لأن المناسبة تتعلق بالإطار العام والسياق الذي جاءت فيه الآية، وليس فقط بحادثة بعينها.


نافذة على العالم
منذ 13 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار مصر : أمين كبار العلماء: ختم الفتوحات الإلهية يؤكد عناية الأزهر وشيخه بعلوم التراث
الخميس 7 أغسطس 2025 04:00 مساءً نافذة على العالم - عقدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر احتفاليةً علميةً كبرى بالجامع الأزهر، بمناسبة ختم شرح كتاب «الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية» للإمام العلّامة أحمد بن عجيبة الحسني، والذي تولى شرحه وإجازته فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك وسط حضور علمي رفيع، ضم نخبةً من علماء الأزهر وطلابه من مصر ومختلف دول العالم، في مشهدٍ يعكس استمرارية المدرسة الأزهرية في خدمة السُّنة النبوية وإحياء تقاليد المجالس العلمية. وقدَّم الحفل الدكتور علي شمس الدين، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء. جاء ذلك برعاية كريمة من فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر. وفي كلمته، أكّد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن ختم شرح كتاب «الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية» يُعد مناسبةً علميةً بالغةَ الأهمية، تُجسّد عناية الأزهر الشريف وشيخه الجليل بعلوم التراث. مشيرًا إلى أن هذا الكتاب الذي نحتفي اليوم بختمه، وسط نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، إنما نحتفي من خلاله بعالِمٍ جليلٍ بذل الغالي والنفيس في رحاب الأزهر وجامعه، ونهل من علمه الأساتذةُ قبل الطلاب، وهو فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء. وأضاف الدكتور شومان أن فضيلة الدكتور حسن الشافعي، الذي شرح نفيسةً من نفائس علم التصوف، قد بسَّط معانيها، وكشف عن مبهمها، وأوضح مشكلها؛ هو أحد أبرز كبار علماء الجامع الأزهر الذين نتعلم منهم كل يومٍ معنى الالتزام، والأدب، والجِد، والاجتهاد، حيث كانت محاضراته في الجامع الأزهر عنوانًا للانضباط والإخلاص والالتزام. مبينًا أن الدكتور الشافعي يُعدّ قائدًا في المناقشات العلمية، دقيقًا في الفحص، محكمًا في إبداء الرأي، فضلًا عن كونه عالمًا لغويًا نَحْريرًا، تعلمنا منه أصول الكلمات ونطقها وفصاحتها، كما تعلمنا منه العقيدة وغيرها من العلوم الشرعية واللغوية. من جانبه، أعرب فضيلة الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، عن سعادته بختم هذا الكتاب القيم، قائلًا: "نحن في الجامع الأزهر، الذي يستمدّ ازدهاره من بنت رسول الله ﷺ وأبيها، وقد كان هذا المكان الزاهر مثالًا لتكريم العلوم الشرعية وتوقيرها وتعظيمها، ومن ذلك هذا الكتاب الذي نُشرِف بتقديمه هذا اليوم، في كوكبة من علماء الأزهر وطلابه". وقدَّم فضيلته الإجازة لشرح الكتاب بجميع مروياته عن شيوخه، قائلًا: "أروي هذا الكتاب عن جماعةٍ من مشايخي، منهم شيخُنا العلّامة المُحدّث محمد الحافظ بن عبد اللطيف بن سالم التيجاني المالكي –رحمه الله– إجازةً، وهو يرويه عن المُسنِد المُعَمَّر العلّامة أبي الإسعاد محمد عبد الحي الكتاني، عن والده الإمام عبد الكبير بن محمد الكتاني، عن المفتي المُعَمَّر الناسك المرشد أبي محمد عبد القادر بن أحمد بن عجيبة النجري التطواني، عن الشيخ المبارك أبي الحسن علي اللغميش، عن مصنِّفه الإمام أبي العباس أحمد بن عجيبة –رحمه الله–." من جانبه، أكّد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن انعقاد هذا المجلس العلمي هو امتداد طبيعي لسُنَّةٍ علميةٍ أصيلةٍ درج عليها علماء الأزهر عبر العصور، حيث ظلّ الجامع الأزهر منارةً شامخةً للعلم والهدى لأكثر من ألف عام، ينشر المعرفة ويهدي الناس إلى سواء السبيل. مضيفًا أن هذه المجالس العلمية المباركة تُحيي إرثًا خالدًا من حلقات الدرس التي كانت تنعقد بين أروقة هذا الصرح العريق، ويعاهد الأزهرُ ربَّه أن تبقى هذه المجالس مستمرة، وأن يبلغ بها –بعون الله– الألف مجلسٍ وأكثر، وأن يكون له فيها نَفَسٌ لا ينقطع، خدمةً للعلم والدين والإنسان. وأوضح داود أن الأزهر تميز عبر تاريخه بالعلوم التي ترتقي بالإنسان في روحه وسلوكه، وتزكي نفسه في عالمٍ غلبت فيه المادة على الروح، فجاء هذا الكتاب، موضوع المجلس، ليُعالِج هذه الإشكالية بعلمٍ وبصيرة. مثمِّنًا جهود فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وحرصه الدائم على دعم المجالس العلمية في الجامع الأزهر، كما عبّر عن بالغ امتنانه للدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، الذي شرَّف المجلس بعلمه وفكره، مشيرًا إلى أنه شخصية جمعت بين الأصالة والمعاصرة؛ فهو ثمرةٌ من ثمار الأزهر ودار العلوم، يجمع بين عشق العربية وبراعة الإنجليزية، ويجسّد الوطنية بروح إنسانية سامية. وقد شهدت الاحتفالية حضورًا علميًا مميزًا، ضمّ فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور فتحي عبد الرحمن حجازي، أستاذ اللغة العربية، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء، وأساتذة الجامعة، وطلاب العلم، في أجواءٍ علميةٍ جسدت تواصل الأجيال والانتماء العميق لتراث الأمة، وسط إشادةٍ واسعةٍ بالدور الحضاري الذي يضطلع به الأزهر في حفظ علوم السنة النبوية، ونقلها إلى الأجيال بمنهجيةٍ راسخةٍ وروحٍ متجددة.