
المقالالمدينة المنورة والتنمية المتسارعة
خلال زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة، لمست فيها وبالمحافظات التسع التابعة للمنطقة قفزات حضارية عملاقة ونهضة حضارية وعمرانية غير مسبوقة، جَسدتها البُنى التحيتة والفوقية الجبارة والضخمة، من شوارع ومن طرقات رئيسة ومحورية، التي أضفت إلى المدينة المنورة وللمنطقة رونقاً وجمالاً وزهواً حضارياً يتناغم وينسجم مع رؤية السعودية المباركة 2030، وبالذات مع أحد أهم وابرز برامجها برنامج "جودة الحياة".
هذه النقلة الحضارية التي شهدتها المدينة المنورة ومحافظاتها خلال فترة يسيرة وقصيرة جداً من الزمن، لم تأتِ من فراغ أو تأتِ بمحض الصدفة، وإنما أتت وتحققت نتيجة لجهود عظيمة بذلتها الجهات الحكومية المختلفة بالمنطقة كلاً في مجال عمله وبمجال اختصاصاته، بتنسيق مستمر ودائم مع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-
في مقال سابق نشر بالجريدة بعنوان "فرص استثمارية واعدة بالمدينة المنورة"، أشرت إلى أن المدينة المنورة والمنطقة تزخر بفرص استثمارية واعدة ومتنوعة، أسهمت بشكلٍ فاعل وواضح في تحقيق نمو متسارع بطيبة الطيبة خصوصاً وبالمنطقة عموماً، سيما حين النظر إلى المقومات الدينية والتاريخية والتراثية، بما في ذلك -وكما ذكرت- الفرص الاستثمارية الواعدة، والتي سلط الضوء عليها في وقتٍ سابق منتدى المدينة المنورة للاستثمار، الذي عُقد بالمدينة المنورة خلال الفترة 22 - 23 ديسمبر الماضي.
إن المدينة المنورة إلى جانب قدسيتها كمدينة دينية والمنطقة عموماً، فإنها تتمتع يقوة جذب واستقطاب عجيبة للمستثمرين المحليين والأجانب على حدٍ سواء، وما يؤكد على ذلك النمو المضطرد للاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، التي شهدت نمواً ملحوظاً بالمنطقة، بارتفاعها من 23.7 مليار سعودي في عام 2020، إلى 53.7 مليار ريال سعودي بنهاية عام 2023، مسجلة بذلك متوسط معدل نمو مرتفع بلغ نحو 10 % خلال تلك الفترة.
كما أن منطقة المدينة المنورة تسهم بشكلٍ فعال في تحقيق رؤية السعودية 2030، من خلال ما تشهده من تنوع اقتصادي بمجالات عدة، من بينها: خدمات الضيافة المقدمة لزوار المسجد النبوي الشريف، وأيضاً في مجالات أخرى كالصناعة، والسياحة، والنقل والتعدين، وغيرها من القطاعات والأنشطة الاقتصادية الأخرى.
وتتميز المدينة المنورة أيضاً بتوافد الملايين في كل عام من الزوار للمسجد النبوي الشريف الذي تجاوز عددهم 14 مليون زائر في عام 2023 من داخل المملكة وخارجها، كما أنها كمنطقة تستأثر بنحو 5.5 % من إجمالي المصانع العاملة في المملكة (بما يزيد على 520 مصنعاً) ويوجد بها عدة مدن صناعية تمتلك لمقومات صناعية متميزة، بما يدعم الصناعة واحتياجاتها.
يُذكر وكما ذكرت بالمقال السابق، أن المدينة المنورة قد حققت المرتبة الأولى محلياً والخامسة خليجياً والسابعة شرق أوسطياً في مؤشر أفضل مئة وجهة سياحية لعام 2024، والرابعة محلياً والسابعة عربياً بمؤشر المدن الذكية والثانية على مستوى المملكة انتقالاً للعمل فيها، والأولى عالمياً أماناً للسفر للنساء بمفردهن. كما وقد حَصدت المدينة النورى الشهادة الذهبية لبرنامج مدن أهداف التنمية المستدامة (SDG-Cities) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
أخيراً وليس آخراً، يأتي إطلاق مشروع درب الهجرة النبوية وتجربة "على خُطاه" الذي يحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- خلال الهجرة، ليعزز من المتانة الثقافية والتاريخية والحضارية للمنطقة المدينة المنورة، وما يحيط بهما من مواقع تاريخية.
ولعل ما يميز المشروع، أنه يترجم الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية العطرة، والإسهام في إثراء رحلتهم وتعميق تجربة زيارتهم إلى المملكة، وبما ينسجم مع شريعتنا السمحة دون إفراط أو تفريط.
وقد أشار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، بحفل إطلاق المشروع بأنه يمتد على مسافة تتجاوز 470 كيلومترًا، ويتيح للزوار فرصة مميزة لتتبع خطوات النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- وزيارة المواقع التي ارتبطت بتلك الرحلة العظيمة، مؤكدًا في نفس الوقت على أن المشروع يسهم في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، تجمع بين الأثر الإيماني العميق للهجرة، وتعكس جزءًا من الثقافة الوطنية الأصيلة التي تميز الشعب السعودي.
أخلص القول؛ إن المدينة المنورة والمنطقة تشهد تقدماً وتطوراً تنموياً ملحوظاً بجميع مناحي الحياة، لتعكس بذلك الصورة الإسلامية الصحيحة للتطور التي تشهده كمكان مقدس، يعكس التراث والتاريخ الإسلامي العظيم، ويعكس أيضاً الجهود الحكومية المبذولة لخدمة الإسلام والمسلمين بشتى بقاع الأرض، بما في ذلك مدينة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والزائرين للمدينة المنورة وللمنطقة ولمسجد النبوي الشريف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة رواد الأعمال
منذ ساعة واحدة
- مجلة رواد الأعمال
المنافذ الجمركية تواصل جهودها لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن
واصلت المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية جهودها في استقبال وخدمة ضيوف الرحمن القادمين إلى المملكة. وذلك بإمكانيات متكاملة تركز على إدارة منظومة الخدمات الجمركية بكفاءة عالية. المنافذ الجمركية وأوضحت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك أنها تسعى من خلال خطتها التشغيلية في موسم الحج إلى الإسهام في تيسير إجراءات دخول حجاج بيت الله الحرام عند قدومهم إلى المملكة. وتحقيق التعاون الفاعل والتنسيق المستمر مع الجهات ذات العلاقة المرتبطة بخدمة الحجاج، وتوحيد الجهود وتحقيق العمل التكاملي. الأمر الذي يسهم في جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وفقًا لوكالة الأنباء السعودية 'واس'. كما أكدت الهيئة أنها تعمل على تحقيق أفضل الخدمات الجمركية لحجاج بيت الله الحرام. وذلك بما يتماشى مع تطلعات القيادة الرشيدة -أيّدها الله- المتمثلة في تسهيل دخول ضيوف الرحمن. وتقديم كل الخدمات لهم منذ قدومهم للمملكة وحتى مغادرتهم إلى بلادهم سالمين. هيئة الزكاة والضريبة والجمارك فيما تم وضع حجر الأساس بعد صدور قرار مجلس الوزراء، القاضي بدمج 'الهيئة العامة للزكاة والدخل' و'الهيئة العامة للجمارك' في كيانٍ واحد؛ يعمل على جباية الزكاة وتحصيل الضرائب والرسوم الجمركية. وتحقيق أعلى درجات الالتزام من المكلفين وفقًا لأفضل الممارسات وبكفاية عالية. إضافة إلى تمكين المملكة من أن تكون مركزًا لوجستيًا عالميًا عبر تيسير التجارة وحماية الأمن الوطني. وتنظيم جميع الأنشطة المتعلقة بالعمل الجمركي والمنافذ الجمركية، وإدارتها. بما يكفل النهوض بمستواها إلى أقصى درجة من الكفاية والإنتاجية والتنافسية؛ وذلك من خلال تقديم خدمات عالية الجودة يتم فيها التركيز على العميل وخدمته وفق أفضل الممارسات.


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
المنافذ الجمركية تواصل جهودها لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن
واصلت المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية جهودها في استقبال وخدمة ضيوف الرحمن القادمين إلى المملكة وذلك بإمكانيات متكاملة تركز على إدارة منظومة الخدمات الجمركية بكفاءة عالية.وأوضحت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك, أنها تسعى من خلال خطتها التشغيلية في موسم الحج إلى الإسهام في تيسير إجراءات دخول حجاج بيت الله الحرام عند قدومهم إلى المملكة، وتحقيق التعاون الفاعل والتنسيق المستمر مع الجهات ذات العلاقة المرتبطة بخدمة الحجاج، وتوحيد الجهود وتحقيق العمل التكاملي، الأمر الذي يُسهم في جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.وأكدت الهيئة أنها تعمل على تحقيق أفضل الخدمات الجمركية لحجاج بيت الله الحرام، وذلك بما يتماشى مع تطلعات القيادة الرشيدة -أيّدها الله- المتمثلة في تسهيل دخول ضيوف الرحمن وتقديم كافة الخدمات لهم منذ قدومهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم إلى بلادهم سالمين.

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
تعليم الأحساء يكرم 30 طالباً وطالبة حققوا جوائز دولية ووطنية
وفي كلمته خلال الحفل، وصف الأستاذ حمد العيسى الأحساء بأنها باتت أيقونة للتميز، حيث أصبح أبناء وبنات الأحساء في صدارة المنافسين على كافة المستويات العالمية ،رافعين بذلك راية الوطن في المنافسات الدولية والإقليمية، معرباً عن فخر الجميع بهذا، لافتاً إلى أن هذه المنجزات إنما هي استثماراً للدعم الذي يلقاه قطاع التعليم في بلادنا من قيادتنا الرشيدة – أيدها الله -، فالتعليم من القطاعات المهمة جداً والتي تقوم عليه تنمية هذا الوطن ورعايته لذا فهو يحتاج إلى رجال مخلصين من معلمين ومعلمات من أبناء الوطن يسعون لتنمية مواهب وقدرات أبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات حتى يخرجوا ما لديهم إمكانات لينافسوا أقرانهم في دول العالم وهو ما تحقق بفضل الله ثم دعم دولتنا - حماها الله – حيث بات حضور المملكة لافت ومميز في كافة الجوانب ومنها الذكاء الاصطناعي . وشمل تكريم مدير التعليم،: 10 طلاب وطالبات حصلوا جوائز في مسابقة الربوت العالمية VEX في الولايات المتحدة الأمريكية ، وطالبة وطالب فازوا بجائزة المستثمر الذكي الخليجي على مستوى دول الخليج لعام 1446 ه، ومدرستين متميزتين والأكثر تسجيلاً في الجائزة المستثمر الذكي الخليجي لعام 1446 ه، كما كرم طالبة فائزة بجائزة في مسابقة تحدي القراءة العربي في موسمها التاسع لعام 1446 ه، وكرم 4 مدارس فائزة ببرنامج ريادة الأعمال ( ريادي) على المستوى الوطني لعام 1446 ه، وكرم 11 طالب وطالبة فائزين في برنامج الوعي المالي والادخار ( ريالي ) لعام 1446 ه ،كما كرم 22 مديراً ومديرة وسفيراً لريالي، كما كرم سفيرين متميزين على المستوى الوطني في برنامج ( ريالي).