logo
وثائقي نتفليكس يكشف الحقيقة بعد 14 سنة: هكذا فضح ظل بن لادن ومكالمة لمرساله مكانه

وثائقي نتفليكس يكشف الحقيقة بعد 14 سنة: هكذا فضح ظل بن لادن ومكالمة لمرساله مكانه

المركزيةمنذ يوم واحد

رغم مرور 14 سنة على العملية الأميركية التي انتهت بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، لا تزال العديد من تفاصيل تلك المطاردة التي امتدت سنوات طي الكتمان.
ففي وثائقي جديد صدر الشهر الماضي على شبكة نتفليكس، تحت عنوان "مطاردة أميركية.. أسامة بن لادن"، تكشف العديد من تفاصيل تتبع أثر "المطلوب الأول حول العالم" آنذاك.
فعلى مدى 3 أجزاء يروي العديد من المسؤولين في البيت الأبيض والسي آي إي والبنتاغون، كيف جرى هذا العمل المضني على مدى أكثر من 10 سنوات في تتبع أي خيط يوصل إلى بن لادن.
ولعل المحطة الفاصلة في هذا المشوار الذي بدأ مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 خلال عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن واستمر حتى ولاية باراك أوباما بشكل مكثف أكثر، كانت في تفجير قاعدة خوست على الحدود بين أفغانستان وباكستان.
تفجير خوست والطبيب الأردني
حينها كان ليون بانيتا رئيس جهاز السي آي إي، عندما وصلتهم معلومة بوجود طبيب (يدعى البلوي) مؤيد للقاعدة موقوف في الأردن. إذ أبلغت السلطات الأردنية نظيرتها الأميركية بإمكانية تجنيده كمخبر. فأرسل الرجل إلى أفغانستان، عساه يأتيهم بمعلومات عن كبار قادة القاعدة وعلى رأسهم بن لادن.
إلا أن الرجل اختفى لفترة طويلة امتدت أشهرا، ليتصل بهم فجأة بين ليلة وضحاها، ويتفق على لقائه في قاعدة خوسنت الأميركية.
وهكذا كان فأتى الرجل ودخل الموقع شديد الحراسة، دون تفتيش سبق، لكن عندما طلب منه الترجل من السيارة فجر نفسه، ليقتل 7 ضباط أميركيين في حادثة قلبت الموازين، وحثت واشنطن على المضي قدما.
لتظهر لاحقا تسجيلات للطبيب المذكور تحت اسم "أبو دجانة الخرساني"، متوعدا الأميركيين.
"مسألة شخصية"
فيما قال أحد المسؤولين الأميركيين المتابعين للقضية: "تحول الأمر عندها إلى مسألة شخصية" بمعنى ثأر شخصي.
لتبدأ رحلة طويلة من جمع الداتا والمداهمات المتعددة في أفغانستان استناداً إلى معلومات مخبرين على الأرض تبين أنها كانت زائفة.
فقد كان كل فيديو يظهر فيه بن لادن يحلل بدقة، لتسمع فيه عبر تقنيات متطورة كل شاردة وواردة من صوت العصافير في الخلفية أو المعامل، أو حتى أي تفصيل يظهر إلى جانبه.
تسجيلات بن لادن
ثم راحت المراقبة تتركز على كيفية إرسال تلك التسجيلات إلى إحدى محطات التلفزة العربية آنذاك، وهوية "الساعي الموثوق" الذي يتسلمها من بن لادن.
إلا أن البحث المضني لم يسفر سوى عن معلومة واحدة وهي أن كنية الساعي "أبو أحمد".
وكان البحث عن أبو أحمد بدأ سابقا في 2002 دون نتيجة. فاستكمل جمع المعلومات عبر التحقيق مع القيادي في القاعدة خالد شيخ محمد الذي كان معتقلا في غوانتانامو، إلا أن الأخير أكد أن أبو أحمد تقاعد منذ فترة ولم يعد يعمل مع القاعدة.
مكالمة أبو أحمد
لكن مجتمع المخابرات الأميركية استكمل بحثه عنه، حتى تلقف مكالمة هاتفية عام 2010 بين "الساعي المتقاعد" وأحد أصدقائه القدامى، الذي أصر على معرفة أحواله وماذا يفعل حاليا، فما كان منه إلا أن قال له بعد إلحاح، أنه "عاد إلى عمله السابق".. ففهم عناصر السي آي إي حينها أنه عاد لخدمة بن لادن.
عندها بدأ ترقب تحركاته بالتفصيل من بيشاور إلى آبوت آباد في باكستان، عبر الأقمار الصناعية.
وعندما تكثفت زياراته لأبوت آباد، وتحديدا إلى مجمع كبير في المنطقة مسيج بجدران عالية، بدأت الشكوك تتصاعد.
"منطقة سياحية"
لاسيما أن آبوت آباد منطقة جميلة بجبالها الخضراء لا بل سياحية أيضا وفق ما أكد بانيت في الوثائقي، متسائلا "من يبني أسوارا عالية 5 أمتار في منطقة سياحية ويحجب المناظر الخلابة".
ليخلص إلى نتيجة مفادها أن هناك بالتأكيد شخص مختبئ في المكان.
حينها تركز التدقيق في هذا المكان، إلا أنه لم يكن بحوزة المخابرات إلا المراقبة عبر الأقمار الصناعية. لاسيما أن المجمع كان خاليا من الهواتف أو الإنترنت، كما أن أبو أحمد كان يفصل هاتفه عن البطارية عند التوجه إلى المجمع.
ظل "المتمشي"
إلا أن عناصر السي آي إي لاحظوا وجود 3 عائلات في المجمع الكبير الأبيض، عائلتان تخرجان وتدخلان وعائلة لا تتحرك من المكان أبدا.
ومع استمرار المراقبة، لوحظ خروج رجل بشكل يومي لكي يمشي في حديقة المجمع، على شكل دوائر أو حلقات وكأنه حبيس في سجن. فأطلقوا على الرجل اسم المتمشي.
وفي يوم مشمس لوحظ "ظل" الرجل أو خياله، فبدأت دراسة طوله وترجيح حجم قامته، ليتبين أنه طوله قريب جدا من طول بن لادن.
إلا أن السي آي أي أرادت التأكد فطلبت من الصحافي جون ميلر الذي قابل بن لادن عام 1998 الإتيان بكل ما لديه من تسجيلات مصورة أيضا للتثبت من المعلومة التي توصلوا إليها، ومعرفة من يرافقه عادة ويحيط به أيضا. فتثبتوا من "عرجة خفيفة" في مشيته مطابقة لطريقة سير "المتمشي".
عندها بدأ التخطيط الجدي لاقتحام المجمع. فكلف مدير السي آي إي أنذاك (ليون بانيتا) قائدا في البحرية الأميركية بوضع المخطط التنفيذي واختيار الجنود المناسبين والمدربين لمثل تلك المهمات.
"جيرونيمو"
فكانت وحدة "سيل 6" التي ترأسها روبرت أونيل، وبدأ التدريب على عملية "رمح نبتون"، وأطلق على بن لادن اسم "جيرونيمو".
فأنشئ مجمع مشابه تماما من الخارج لمجمع أبوت آباد. لكن تقسيمات المجمع من الداخل بقيت مجهولة. فتدرب الجنود على 100 محاكاة مع تغيير تقسيم الجدران من الداخل.
وبعد أشهر قليلة من التدريبات المكثفة، أعطى أوباما الأمر بالمضي في عملية الانزال، فيما رفض حينها الرئيس السابق جو بايدن الأمر معتبراً أنه يحمل مخاطر كبيرة وغير مضمونة.
فوضعت المخططات وبدأ العمل في قاعدة جلال آباد في أفغانستان، البعيدة عن الحدود الباكستانية بنحو ساعة. ووضعت مروحيتان شبحيتان تستعملان لأول مرة، لقدرتهما على تجنب الرادارات الباكستانية، في دلالة على أهمية التكنولوجيا في مثل تلك العمليات الاستخباراتية.
وفي الأول من مايو عند الساعة 11 تقريبا انطلقت المروحيات نحو الهدف، مجمع أبوت آباد.
تعطل مروحية
لتصل قرابة الساعة 12 ونصف إلى المجمع. وفيما كان يرتقب أن تحط على سطحه، ترنحت إحدى المروحيات إذ اضطرت إلى الهبوط دون أن تنفجر.
ما أحدث بلبلة، لاسيما أن بعض الأخبار بدأت ترشح على مواقع التواصل حول تحطم مروحية عسكرية باكستانية.
عندها تغيرت المخططات ونزلت مروحية أخرى أمام المجمع، وترجل منها جنود البحرية ودخلوا المجمع عبر باب "موقف للسيارات".
"دروع بشرية"
وحين دخلت الفرقة ظهر في وجهها أولا "أبو أحمد"، فأردوه قتيلا، ثم ارتمت زوجته أمامهم، وكأنها درع بشري بحسب ما وصف أونيل اللحظة، قائلا "النساء تحولت دروعا بشرية".
ثم ظهر لاحقا نجل بن لادن، خالد ابن العشرين عاماً، فأردوه أيضا، وتوجهوا نحو الطابق الثالث من المبنى، مرجحين وجود بن لادن هناك.
فما كان من زعيم القاعدة إلا أن ظهر أمام أونيل، فأطلق رصاصه نحوه وقتله.
لكن المهمة لم تنته هنا فعمد الجنود إلى جمع كل ما أمكن من وثائق وصور ومحفوظات موجودة في المجمع، ثم غادروا عائدين إلى جلال آباد.
ويصف أونيل تلك اللحظات، لاسيما بعدما حلقت الطائرات الباكستانية في السماء، إثر اكتشافها لدخول المروحيات الأميركية، قائلا إنه راح يعد الدقائق.
"أهلا بكم في افغانستان"
وبعد نحو 80 دقيقة دخلت المروحيات الأجواء الأفغانية، فتنفس أونيل وفريقه الصعداء، قائلا في الوثائقي: "كانت المرة الأولى التي أسعد فيها لسماع عبارة "أهلا بكم في أفغانستان"!
هكذا انتهت رحلة 10 سنوات من البحث عن مفجر برجي التجارة الأميركيين، ومبنى في البنتاغون يوم 11 سبتمبر 2001.
لعل الأهم في الوثائقي أنه يلقي الضوء على العمل الاستخباراتي الذي يتطلب في الغالب سنوات، فضلا عن أهمية التكنولوجيا التي لم تكن حينها بالتقدم الحاصل اليوم، مع قدرات الذكاء الاصطناعي الآيلة إلى التطور.
فجمع الداتا وتحليلها الذي كان قبل أكثر من 25 سنة يتطلب أشهرا وسنوات، بات اليوم ربما يأخذ أياما أو أسابيع وربما أقل.
كما يلقي الضوء على فعالية المخبرين على الأرض إن كانوا موثوقين، ولعل هذا ما بدأ بوضوح أكثر خلال الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.
كذلك يذكّر بكيفية تمهيد ثغرة واحدة لفك العديد من الشفرات في مسيرة الملاحقات!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكرملين: لن نتدخل في الخلاف بين ترامب وماسك
الكرملين: لن نتدخل في الخلاف بين ترامب وماسك

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

الكرملين: لن نتدخل في الخلاف بين ترامب وماسك

أكد الكرملين اليوم الجمعة أنه لن يتدخل في خلاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيلون ماسك، وأكدت الرئاسة الروسية ثقتها في قدرة ترامب على التعامل مع الموقف. وأوضح دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الخلاف بينهما شأن داخلي أميركي. وانهار التحالف السياسي بين دونالد ترامب وإيلون ماسك الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة. وقال ترامب في تصريحات نقلها التلفزيون من المكتب البيضوي "خاب أملي كثيرا" بعدما انتقد مساعده السابق وكبار مانحيه مشروع قانون الانفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأميركي المشروع بأنه "كبير وجميل". وتبادل الرجلان بعد ذلك الإهانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر بماسك إلى حد نشر منشور قال فيه من دون أي دليل على أن اسم ترامب وارد في وثائق حكومية بشأن الملياردير جيفري ابستين المدان بجرائم جنسية. وأفادت صحيفة "بوليتيكو" بأنها تواصلت مع ترامب عبر الهاتف للتعليق على هذا الخلاف وقال لها "إنه ليس بالأمر المهم"، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يتحدث الرجلان في محاولة لتهدئة الأمور. بعد تحول تحالفهما إلى خلاف علني... ترامب وماسك سيتحدثان اليوم وقد يكون لهذا الخلاف تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة مع تراجع كبير لأسهم شركة تيسلا للسيارات الكهربائية التي يملكها ماسك فيما تعهد هذا الأخير وقف برنامج مركبات الفضاء الأميركي الحيوي جدا. وسرت تكهنات كثيرة عن أن العلاقة بين أغنى شخص في العالم والرئيس الأميركي لن تدوم طويلا، إلا ان سرعة انهيارها فاجأت الأوساط السياسية في واشنطن. وقال ترامب لصحافيين في المكتب البيضوي وإلى جانبه المستشار الألماني فريدريش ميرتس: "لقد خاب أملي كثيرا، لقد ساعدت إيلون كثيرا". ومضى يقول: "إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما اذا ستبقى كذلك". وأشار ترامب البالغ 78 عاما بنبرة حزينة، في كلامه الذي استمر 10 دقائق إلى انه أقام قبل اسبوع فقط حفلة وداع لماسك بعدما أنهى مهامه على رأس لجنة الكفاءة الحكومية. وفي وقت لاحق وصف ترامب ماسك بأنه "مجنون" وأكد أنه طلب منه المغادرة. ورد ماسك على الفور عبر منصة اكس التي يملكها بقوله إن الرئيس الجمهوري ما كان ليفوز في الانتخابات في 2024، من دونه قائلا أنه "ناكر للجميل". وتصاعد السجال مع قول ماسك إن اسم ترامب "وارد في ملفات ابستين" في إشارة إلى وثائق للحكومة الأميركية حول الثري الذي انتحر في زنزانته في العام 2019 بانتظار محاكمته. وقد أثارت قضية انتحاره نظرية مؤامرة. وأضاف ماسك "يوما سعيدا دي جاي تي" في إشارة إلى اسم ترامب الكامل، دونالد جون ترامب. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لوكالة فرانس برس إن منشور ماسك حول ابستين "فصل مؤسف من جانب إيلون المستاء من مشروع القانون +الكبير والجميل+ لأنه لا يتضمن السياسات التي يريد". ورد ماسك الذي كان أكبر المتبرعين في حملة ترامب الانتخابية مع 300 مليون دولار، في منشور منفصل بقوله إن المرشح الجمهوري ما كان ليفوز في انتخابات 2024 من دون دعمه واتهمه بانه "ناكر للجميل". ورد ماسك على منشور اقترح عزل ترامب بالإيجاب، وانتقد بشدة الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها ترامب معتبرا انها قد تتسبب بانكماش. وألمح ترامب إلى توجيه ضربة موجعة للمقاول "المجنون"، مهددا بالغاء العقود الحكومية التي أبرمها ماسك بقيمة مليارات الدولارات وتشمل إطلاق صواريخ إلى الفضاء واستخدام مجموعة الأقمار الاصطناعية ستارلينك. وكتب ترامب عبر تروث سوشال: "الوسيلة الأسهل لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات الدولارات، تكون بإلغاء عقود إيلون مع الحكومة والدعم المقدم له". ورد ماسك مجددا مؤكدا انه سيبدأ "سحب" مركبة دراغون الفضائية من الخدمة، علما بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية. وجاء في منشور لماسك: "في ضوء بيان الرئيس حول إلغاء عقودي الحكومية، ستباشر سبايس إكس سحب مركبة دراغون الفضائية من الخدمة على الفور". لكنه بدا لاحقا وكأنه يتراجع عن ذلك في معرض رده على مستخدم عبر اكس "حسنا لن نسحب دراغون" إلا ان كلامه لم يكن واضحا.

لست مهتماً بالحديث مع رجل فقط عقله
لست مهتماً بالحديث مع رجل فقط عقله

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

لست مهتماً بالحديث مع رجل فقط عقله

نفى مصدر مطلع في البيت الأبيض أي حديث عن اتصال بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب و الملياردير إيلون ماسك. وشد المصدر على أنه لا توجد خطط لإجراء اتصال هاتفي بين الرجلين على خلفية الحرب الكلامية التي اشتعلت بينهما خلال الساعات الماضية. وأفادت تقارير صحافية أن الرئيس الأميركي ظهر وكأنه غير مبال بخصوص خلافه مع ماسك، كما لو لم يكن الحدث الأكثر اهتماما خلال الساعات الماضية.

"لست مهتماً بالحديث معه"... ترامب: ماسك فقد عقله!
"لست مهتماً بالحديث معه"... ترامب: ماسك فقد عقله!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون ديبايت

"لست مهتماً بالحديث معه"... ترامب: ماسك فقد عقله!

على خلفية السجال الكبير بين اثنين من أبرز الشخصيات في العالم، نفى مصدر مطّلع في البيت الأبيض أي حديث عن اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، اليوم الجمعة. وأكد المصدر أنه لا توجد أي خطط حالياً لإجراء اتصال مباشر بين الرجلين، على الرغم من التصريحات المتبادلة التي أشعلت حرباً كلامية خلال الساعات الماضية. وفي حديث مع شبكة "ABC News"، بدا ترامب غير مبالٍ بما يجري، حين سُئل عن إمكانية تواصله مع ماسك. فأجاب بسخرية: "هل تقصد الرجل الذي فقد عقله؟... لست مهتماً بالتحدث معه الآن". وأضاف، "هو من يريد التحدث إليّ، لكنني لست مستعداً للرد". وجاء هذا التصريح فيما كان بعض مساعدي ترامب قد لمحوا إلى إمكانية حصول اتصال بهدف تهدئة السجال، وفق ما أوردت صحيفة "بوليتيكو". وكان التوتر بين ترامب وماسك قد بلغ ذروته، أمس الخميس، بعد تبادل الانتقادات اللاذعة بين الطرفين. إذ وصف ترامب ماسك بـ"المجنون"، بينما ردّ مالك منصة "إكس" باتهامه الرئيس بالتورط في قضية رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، الذي توفي في ظروف غامضة. كما ذهب ماسك أبعد من ذلك، بدعوته إلى عزل ترامب من منصبه وتعيين نائبه جيه دي فانس مكانه. وردّ ترامب لاحقاً ملمّحاً إلى إمكانية تعليق العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، في مؤشر واضح على تصاعد التوتر بين الطرفين. بدأ الخلاف العلني بعدما هاجم ماسك مشروع قانون الموازنة الذي يسعى ترامب إلى تمريره في الكونغرس، والذي وصفه الرئيس بـ"الكبير والجميل والرائع"، بينما اعتبره ماسك "ضخماً وشائناً ومثيراً للاشمئزاز". وتأثرت شركة تسلا التابعة لماسك بشدّة نتيجة هذه التصريحات، إذ تراجع سهمها بنسبة 14,04% في بورصة وول ستريت، ليصل إلى 285.41 دولار، ما تسبب بخسارة سوقية تتجاوز 140 مليار دولار. وأثار هذا الاشتباك غير المسبوق انقساماً في أوساط الرأي العام الأميركي، حيث دافع ملايين المتابعين عن كلٍّ من الطرفين عبر وسائل التواصل ووسائل الإعلام. أما الأوساط السياسية، فتتابع عن كثب تداعيات هذا الصدام بين حليفين سابقين، كانا حتى الأمس القريب يتبادلان الدعم والمجاملات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store