
ما لا تعرفه النماذج اللغوية قد يضللك
ما يكشف حجم المشكلة هو قدرة هذه الأدوات على بث معلومات غير دقيقة، خصوصاً في سياق الأخبار العاجلة، حيث تندر المصادر الموثوقة وتتسابق المواقع والمنصات على تقديم روايات متضاربة. في واقعة حديثة مرتبطة بالاحتجاجات في لوس أنجلوس، لجأ البعض إلى أدوات الذكاء الاصطناعي للتحقق من صور انتشرت على نطاق واسع، ليكتشفوا أن الردود التي حصلوا عليها تعود إلى مناسبات أخرى لا علاقة لها بالحدث، ما ساهم في تضخيم الشكوك بدلاً من تفنيدها.
الخلل لا يعود إلى سوء نية في تصميم هذه الأنظمة، بل إلى بنية تدريبها نفسها. فهي تتعامل مع الكمّ الهائل من المحتوى الرقمي وكأنه متساوٍ في القيمة والمصداقية، دون اعتبار لمصدره أو درجة موثوقيته. الأخبار الملفقة، المقالات المشبوهة، والمحتوى المكرر من مصادر غير موثوقة، جميعها تندرج ضمن ما يُستخدم لتوليد الردود. وكلما تكرر المحتوى، ازداد احتمال أن يظهر مجدداً على لسان الأداة.
وقد أكّد تقرير صادر عن منظمة NewsGuard في يناير 2025 أن النماذج اللغوية، ومنها ChatGPT وGrok، تميل إلى "ابتلاع التضليل وإعادته للمستخدم"، خصوصاً عندما تكون المعلومات منتشرة على الإنترنت وتفتقر إلى سياقات موثوقة. وأوضح التقرير أن هذه النماذج لا تمتلك آلية تحقق داخلية فعالة، بل تميل إلى تكرار المعلومات التي تتكرر أمامها بغض النظر عن صحتها. وذكر أن عشرة من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي كررت معلومات مضللة بنسبة وصلت إلى 40% عند التعامل مع قضايا آنية أو متنازع عليها، وهو ما ينسجم تماماً مع ملاحظات الباحثين حول أن هذه النماذج مصممة لتقديم ردود تبدو مفيدة أكثر من كونها دقيقة.
الأزمة تتعمق أكثر مع تصاعد الاعتماد على هذه الأدوات كمصادر للمعرفة الفورية. فبدلًا من البحث والتقصّي، بات كثير من المستخدمين يكتفون بسؤال روبوت دردشة افتراضي، ثم يبنون مواقفهم أو قراراتهم على أساس الرد الذي يحصلون عليه. وما يزيد الأمر سوءاً هو أن هذه الأدوات لا تتوقف عند حدود المعلومات القديمة، بل تبحث أيضاً في الإنترنت لحظياً، مما يجعلها عرضة لالتقاط التضليل الذي ينتشر بسرعة في لحظات الالتباس أو الفراغ المعلوماتي.
في الوقت نفسه، تتراجع آليات التحقق التقليدية على منصات التواصل الاجتماعي. أنظمة الإشراف تم تفكيكها أو إضعافها لصالح نماذج تعتمد على مساهمات المستخدمين. وهو ما يُدخل بيئة الإنترنت في مرحلة جديدة من الفوضى، تتغذى فيها نماذج الذكاء الاصطناعي على محتوى أقل مصداقية، وتعيد توزيعه بسرعة وكأنها جزء من آلة دعاية غير مقصودة.
هذا الانكشاف أمام التلوث المعلوماتي لا يحدث بالصدفة. هناك جهات تنشط عمداً لنشر محتوى زائف بغرض تسميم أدوات الذكاء الاصطناعي، في عملية تُعرف بـ 'LLM grooming'. يُنشئ هؤلاء مواقع متشابهة ومتكررة، ويضخّون عبرها مقالات متطابقة، حتى تصبح جزءاً من نسيج البيانات التي تعتمد عليها هذه النماذج في صياغة إجاباتها. وكلما ازداد تعقيد هذا التكتيك، ازداد صعوبة تتبع أثره أو تفاديه.
وسط هذا المشهد، لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي مرجعاً معرفياً موثوقاً، خاصة في المواضيع المتنازع عليها أو تلك المرتبطة بالراهن السياسي والاجتماعي. بل إن ما يقدمه قد يكون انعكاساً مشوشاً لما هو رائج وليس لما هو صحيح.
الخطورة لا تكمن فقط في تداول معلومات خاطئة، بل في الاعتماد المتزايد على هذه الأدوات في اتخاذ قرارات فعلية. فحين تُدمج هذه الأنظمة في البنى الإدارية أو الإعلامية أو السياسية، دون رقابة صارمة على نوعية البيانات التي تعتمد عليها، نكون أمام تحوّل جذري في طريقة تشكّل الرأي العام، مبني على تصورات مغلوطة لا على حقائق مدققة.
في النهاية، لا مفرّ من العودة إلى دور الإنسان: المراجعة، التحقق، والمقارنة بين المصادر. فالذكاء الاصطناعي لن يميز الحقيقة ما لم نعلّمه كيف يفعل، ولن يفعل ذلك ما دامت بياناته مشوبة ومصدرها عالم رقمي بلا حراسة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 6 ساعات
- صدى البلد
هواوي تستعد لإطلاق سلسلة Mate 80 بمستشعر كاميرا جديد متطور.. مايكروسوفت تكشف عن حاسوب الأعمال Surface Laptop 5G
نشر موقع "صدى البلد"، مجموعة من الموضوعات الخاصة بأحدث أخبار التكنولوجيا خلال الساعات الماضية، تناولت أخبارا وتقارير عن أحدث التقنيات، نستعرض أبرزها فيما يلي: مايكروسوفت تكشف عن حاسوب الأعمال Surface Laptop 5G.. سعر ومواصفات أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق جهاز Surface Laptop 5G عالميا، ليكون أول لابتوب من السلسلة يدعم شبكات الجيل الخامس. هواوي تستعد لإطلاق سلسلة Mate 80 بمستشعر كاميرا جديد متطور كشفت تقارير جديدة أن سلسلة هواوي القادمة Huawei Mate 80 القادمة ستشهد ترقية كبيرة في نظام التصوير، مع توجه الشركة لاستخدام مستشعر كاميرا رائد من تطوير شركة SmartSens الصينية، في خطوة تعكس تعزيز الاعتماد على الابتكارات المحلية. بتصميم شيك ومزايا ذكاء اصطناعي .. سامسونج تطلق Galaxy A56 كشفت سامسونج عن هاتفها الجديد Galaxy A56 5G ضمن الفئة المتوسطة مع تحسينات ملحوظة تشمل ميزات ذكاء اصطناعي جديدة ومعالج أسرع وشاشة محسنة ودعم الشحن السريع وميزة الشريحتين الإلكترونية. بدأت شركة ميتا، المالكة لتطبيق التراسل الفوري الشهير واتساب WhatsApp، في التخلي عن التطبيق الأصلي Native، لنظام التشغيل ويندوز، واستبداله بإصدار يعتمد على تقنية Web Wrapper، وهو نسخة تعتمد على الويب ولكن ضمن تطبيق مغلف. مع تبقي أقل من 10 أشهر على موعد إطلاق GTA 6 – والتي تعد من أكثر ألعاب الفيديو ترقبا في التاريخ– تتواصل التسريبات والشائعات حول اللعبة بشكل متسارع، دون تأكيد رسمي من شركة Rockstar حتى الآن. إنترنت أسرع بـ 4 ملايين مرة من أمريكا .. اليابان تحطم الرقم القياسي في السرعة في إنجاز غير مسبوق، نجح فريق من الباحثين اليابانيين في نقل بيانات بسرعة تجاوزت 125 ألف جيجابايت في الثانية لمسافة تزيد عن 1800 كيلومتر، محققين بذلك رقما قياسيا عالميا جديدا في سرعة الإنترنت، بحسب ما أفادت به وكالة UNN نقلا عن موقع LiveScience. أعلنت شركة OpenAI أن مستخدمي ChatGPT يرسلون يوميا 2.5 مليار طلب (prompt)، مع 330 مليون طلب تقرببا من الولايات المتحدة فقط، هذا الرقم يعكس النمو السريع لشعبية ChatGPT، الذي لا يزال يشهد تزايدا مذهلا في استخدامه. من المعروف أن أجهزة آيباد برو، مثل باقي الأجهزة اللوحية، تمتلك عادة كاميرا أمامية واحدة تستخدم لإجراء مكالمات فيديو، بالإضافة إلى دعم فتح القفل باستخدام Face ID. بدأت شركة مايكروسوفت في طرح مجموعة من الميزات الجديدة المعززة بالذكاء الاصطناعي لمستخدمي نظام التشغيل ويندوز 11، من أبرزها أداة Copilot Vision التي يمكنها فحص وتحليل كل ما يظهر على شاشة المستخدمن.


صدى البلد
منذ 14 ساعات
- صدى البلد
ChatGPT يقهر جوجل.. أهم أوجه الاختلاف بينهما في عالم البحث
- ChatGPT يسجل نموا هائلا بـ2.5 مليار استفسار يوميا - شات جي بي تي يتحدي هيمنة جوجل في عالم محركات البحث - أبرز الفروقات بين ChatGPT Search وبحث جوجل أعلنت شركة OpenAI أن مستخدمي ChatGPT يرسلون يوميا 2.5 مليار طلب (prompt)، مع 330 مليون طلب تقرببا من الولايات المتحدة فقط، هذا الرقم يعكس النمو السريع لشعبية ChatGPT، الذي لا يزال يشهد تزايدا مذهلا في استخدامه. وفي حين أن شركة ألفابت، الشركة الأم لـ جوجل، لا تنشر بيانات يومية حول محرك البحث، إلا أن الإحصاءات الأخيرة تظهر أن جوجل يعالج نحو 13.7 إلى 14 مليار عملية بحث يوميا، رغم هذه الأرقام الضخمة، يشير النمو السريع لـ ChatGPT إلى تحدي متزايد هيمنته التقليدية في عالم محركات البحث. ما يميز ChatGPT عن جوجل؟ عند إطلاقه في نوفمبر 2022، أحدث ChatGPT تحولا في الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع محركات البحث، فبدلا من عرض قائمة من الروابط كما يفعل جوجل، يقدم ChatGPT إجابات مباشرة وموثوقة، مما يتيح للمستخدمين تجربة أكثر تفاعلية وسهولة. وفي أكتوبر 2024، أضافت OpenAI ميزة ChatGPT Search، التي تتيح للمستخدمين الوصول إلى معلومات حية ومحدثة عبر شراكات مع محركات بحث مثل Bing ووسائل إعلام كبرى مثل رويترز وفايننشال تايمز، مما يوسع قدراته. الفروقات بين ChatGPT Search وبحث جوجل يعتمد ChatGPT Search على نموذج GPT-4o ويجمع المعلومات من مجموعة بيانات تم تدريبها مسبقا، بالإضافة إلى بعض الشراكات مع مزودي البحث مثل Bing، يختلف هذا عن بحث جوجل الذي يعتمد على خوارزميات معقدة للزحف المستمر عبر الويب وجمع البيانات بشكل لحظي. بينما ChatGPT يقدم واجهة دردشة تفاعلية حيث يتفاعل المستخدم مع الذكاء الاصطناعي في محادثة مستمرة، جوجل يعتمد على مربع بحث تقليدي يعرض قائمة من الروابط، كما أن ChatGPT يسعى للحفاظ على سياق الأسئلة المتتابعة بشكل أفضل من جوجل. تحديات ChatGPT على الرغم من التقدم الكبير لـ ChatGPT، إلا أنه يواجه عدة تحديات مقارنة بـ جوجل من أبرزها الوصول إلى معلومات لحظية، حيث إن جوجل يستمر في الزحف عبر الإنترنت لتحديث معلوماته في الوقت الحقيقي، بينما ChatGPT يعتمد على بيانات تم تدريب النموذج عليها مسبقا مع بعض المصادر المحدثة. كما أن ChatGPT قد يعاني من مشكلات في دقة الإجابات بسبب القيود التي تواجهها النماذج اللغوية الكبيرة، مثل مشكلة الهلوسة، وهي توليد إجابات غير صحيحة أحيانا، على عكس جوجل، الذي يعتمد على الزحف الشبكي لتقديم معلومات دقيقة وأحدث. هل يمكن أن يحل ChatGPT محل جوجل؟ لا، ليس في الوقت الحالي، على الرغم من النمو السريع لـ ChatGPT وظهور بعض الإمكانيات المميزة له، إلا أن جوجل لا يزال يتمتع بتفوق كبير في حجم البيانات التي يستطيع الوصول إليها وقدرته على تقديم نتائج محدثة بشكل لحظي. لكن، مع تطور نموذج ChatGPT Search، قد يقلل الفجوة تدريجيا بينهما، إذ أن ChatGPT يوفر إجابات مباشرة وشخصية للمستخدمين، بينما جوجل لا يزال يتفوق في عرض مجموعة متنوعة من المعلومات بمصادر متعددة. ويظل جوجل محرك البحث المهيمن، لكنه يواجه منافسة متزايدة من ChatGPT، الذي يقدم تجربة بحث مبتكرة وأكثر تفاعلية، ومن الممكن أن يتغير المشهد مع مرور الوقت إذا استمر ChatGPT في التطور وتوسيع نطاق مصادره بشكل أكبر.


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
بتقنيات مبتكرة ومزايا متقدمة.. إليك أفضل ساعة ذكية في الأسواق
أطلقت CMF، العلامة التجارية الفرعية Nothing، ساعة Watch 3 Pro الجديدة. وتتميز الساعة بشاشة AMOLED مقاس 1.43 بوصة، و تعزيز خدمة ChatGPT، ومكالمات بلوتوث، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ، وبطارية تدوم حتى 13 يومًا، أما عن مواصفات الساعة فهي تأتي بتصميم معدني. إليك المواصفات كاملة وسعرها. مواصفات ساعة CMF Watch 3 Pro تتميز ساعة CMF Watch 3 Pro بشاشة AMOLED أكبر حجمًا بقياس 1.43 بوصة، بدقة 466 × 466، ومعدل تحديث 60 هرتز. وقد زاد سطوعها الأقصى قليلاً إلى 670 شمعة، وتحتفظ الساعة بالتاج الدوار للتنقل عبر واجهة المستخدم. كما تتميز الساعة ببطارية بسعة 350 مللي أمبير/ساعة، تكفي حتى 13 يومًا من الاستخدام العادي أو 3.5 أيام مع تفعيل ميزة الشاشة الدائمة. وتستغرق عملية الشحن الكامل حوالي 99 دقيقة، وتتضمن الساعة مستشعرًا مُحسّنًا لمعدل ضربات القلب رباعي القنوات، ومراقبة تشبع الأكسجين في الدم (SpO2)، وتتبعًا مُحسّنًا للنوم، وتتبعًا للإجهاد، وتذكيرات بالترطيب والخمول، وميزات صحية للنساء، مع 131 وضعًا رياضيًا (7 منها مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي. ميزات ساعة Watch 3 تدعم الساعة مكالمات بلوتوث مع ميكروفونات MEMS مزدوجة، وتفاعلات تعتمد على الإيماءات مثل التقليب أو الهز. أما عن سعر ساعة CMF Watch 3 Pro فهي متوفرة الآن بسعر 99 دولارًا أمريكيًا. تتوفر بثلاثة ألوان: البرتقالي، والرمادي الداكن، والرمادي الفاتح. يمكن للمشترين شراؤها عبر الموقع الرسمي لشركة Nothing، ومن المتوقع توفرها قريبًا لدى شركاء البيع بالتجزئة.