
تصريحات مؤرخ جزائري عن الأمازيغية تثير جدلاً واسعاً، ومحكمة جزائرية تأمر بحبسه
أثار المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث، جدلاً واسعاً، إثر تصريحات أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة سكاي نيوز عربية، وصف فيها الأمازيغية بأنها "مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي".
ولم تقتصر ردود الأفعال على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أصدرت محكمة في العاصمة الجزائر، أمراً بحبس بلغيث مؤقتاً، على إثر "إدلائه بتصريحات تلفزيونية تستهدف الهوية الوطنية وتمس برموز وثوابت الأمة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
ودارت محاور المقابلة مع بلغيث حول العلاقة بين الجزائر وفرنسا، بالنظر إلى التاريخ الاستعماري الطويل، مستهلاً الحوار بالقول إن "الحبل السُريّ بين الجزائر وفرنسا لم ينقطع منذ عام 1962 – وهو تاريخ استقلال الجزائر عن فرنسا – فهناك أطراف بيننا في الجزائر يقولون إن الفرنسيين ليس كلهم سواء".
واتهم بلغيث الأطياف السياسية المختلفة في فرنسا، من "يمين ويسار ووسط"، بالاتفاق على "كراهية الجزائر"، على حدّ قوله.
لكن الجزء الأكثر جدلاً في المقابلة كان عند الحديث عن هوية الجزائر، إذ أشارت المذيعة إلى تصريحات سابقة لبلغيث تتعلق بالهوية الأمازيغية، وسألته عمّا إذا كان يمكن لمؤرخ أن "يلغي ثقافة بأكملها؟".
وأجاب بلغيث: "ليست هناك ثقافة، هذا مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي بامتياز، ليس هناك شيء اسمه أمازيغية، هناك شيء اسمه بربر، والبربر عرب قدماء، وهذا ما يقوله كبار المؤرخين في الشرق والغرب".
وتابع بلغيث أن قضية الأمازيغية عند "عقلاء الليبيين والجزائريين والمغربيين هي مشروع سياسي لتقويض أركان وحدة المغرب العربي، ونحن نعود في جذورنا إلى الفينيقيين والكنعانيين، نحن عرب".
وأضاف أن "هناك مكونات بربرية معروفة، وليست هناك هوية أمازيغية، ولا توجد هذه الهوية إلا في باريس وإسرائيل".
وتداول مستخدمون بياناً لنيابة الجمهورية في الجزائر بشأن توقيف بلغيث، حيث يشير البيان إلى أن "تحقيقاً قضائياً فُتح ضده، بجناية القيام بفعل يستهدف الوحدة الوطنية، وجنحة المساس بسلامة ووحدة الوطن، وجنحة نشر خطاب الكراهية والتمييز"، وهو ما أوردته كذلك وكالة الأنباء الجزائرية.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي جدلاً بعد قرار التوقيف، بين مؤيد له، ومعارض.
وعلّق أحد الحسابات عبر منصة إكس على خبر حبس بلغيث، مستنكراً ما وصفها بـ "سياسة الترهيب والوعيد وكمّ الأفواه".
فيما دافع حساب آخر عن قرار التوقيف، معلقاً: "لا أحد فوق القانون".
واتهم حساب موثّق للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، الإمارات – حيث تبث شبكة سكاي نيوز العربية - بـ "استهداف ثوابت الشعب الجزائري، ومحاولة التشكيك في أصولها"، واصفاً المقابلة بـ "التصعيد الإعلامي الخطير الذي يتجاوز الخطوط الحمراء".
ولم يشر المنشور صراحة إلى بلغيث، لكنه ألمح إلى أن الإمارات تستغل من وصفه بـ "تاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ" لبث "السموم الأيديولوجية".
وخلال المقابلة مع بلغيث أوردت المذيعة المحاورة وجهات نظر مخالفة لكلامه ونسبتها لمؤرخين آخرين، فردّ بلغيث: "هؤلاء المؤرخون أيديولوجيون".
وأكد بلغيث أن "البربر ليسوا عرقاً ولا توجد لغة اسمها بربرية"، وقال للمذيعة ممازحاً: "أنت دخلتِ الآن المحيط الأطلسي، إياكِ ألّا تحسني السباحة فيه".
وطالب أحد الحسابات عبر منصة إكس باعتقال بلغيث، واصفاً إياه بـ "الإرهابي"، مشيراً إلى أنه إذا لم يتم اعتقاله فهذا يعني أن السلطة في الجزائر تتبنى ذلك "الخطاب العنصري ضد الأمازيغية"، على حدّ تعبيره.
وعبّر حساب آخر على فيسبوك عن تضامنه مع بلغيث، زاعماً أن "الأيديولوجية الأمازيغية قد تم توظيفها للمساس بالوحدة الوطنية في الجزائر".
فيما أبدى مستخدمون آخرون استغرابهم من ردود الأفعال على حديث بلغيث في هذا التوقيت، خاصة أنه قد سبق وأن "صرح بتصريحات مماثلة".
https://twitter.com/hsom67/status/1918569068803879349
وينصّ الدستور الجزائري في ديباجته، على أن "المكوّنات الأساسية" لهوية البلاد، هي الإسلام والعروبة والأمازيغية، التي تعمل الدولة "دوماً على ترقية وتطوير كل واحدة منها".
وتنص فقرة أخرى من ديباجة الدستور على أن الجزائر، أرض عربية وأمازيغية، وجزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير.
وعلى الرغم من أن المادة الثالثة تنصّ على أن العربية هي اللغة الرسمية للدولة، إلا أن الدستور المعدّل عام 2020 ينص في مادته الرابعة على أن "تمازيغت هي كذلك لغة رسمية ووطنية"، وتمازيغت هو الاسم الأمازيغي للغة الأمازيغية.
وأبدى أحد الحسابات على تويتر استغرابه من "الاختيار الخاطئ" من قبل بلغيث لمكان وزمان إدلائه بتصريحاته، خاصة وأن الجزائر تشهد "دعوة للتعبئة العامة" على حد وصفه.
https://twitter.com/D4N3c/status/1918412292334686212
وخلال المقابلة، أكمل بلغيث حديثه في وصف "متبني المشروع الثقافي الأمازيغي"، وقال إنهم يتقبلون وصفهم بأي هوية، لكنهم لا يتقبلون وصفهم بالعرب، إذ أصبح "هناك ما يشبه العربوفوبيا، أي الخوف من العرب"، مكرراً اتهامه لفرنسا بأنها "تمارس التحريض من أجل تفكيك المكونات الاجتماعية في الجزائر".
وحين قاطعته المذيعة المحاورة بالقول: "سيغضب منك الكثيرون بسبب هذا الكلام"، رد بلغيث: "الناس في أكثر الأحيان يغضبون من الحق".
فيما رفض أحد الحسابات، ما وصفها بـ "لغة السبّ والتهديد" في ردود الأفعال التي صدرت ضد بلغيث، قائلاً إن تصريحاته يرد عليها أمثاله من "أهل الاختصاص، بالحجة والدليل".
وبحسب الموسوعة البريطانية، فإن الأمازيغ أو (البربر)، ينحدرون من السكّان الأصليين الذين سكنوا شمال إفريقيا قبل وصول العرب إليها، ويعيشون في تجمعات متفرقة في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ومالي والنيجر وموريتانيا.
ويتحدث الأمازيغ، وفقاً للموسوعة، باللغة الأمازيغية التي تنتمي إلى عائلة اللغات الإفريقية الآسيوية (الأفرو آسيوية).
وتقدّر مجموعة حقوق الأقليات، وهي منظمة حقوقية مقرّها لندن، وتعرّف المجموعة الحقوقية الأمازيغ على أنهم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، أن أعداد الأمازيغ في الجزائر، بـ 6.6 ملايين إلى 9.9 ملايين نسمة، وينقسمون لمجموعات عرقية متعددة، أبرزها القبايل، والشاويّة، وبني مزاب، والطوارق.
وأًطلق الرومان على الأمازيغ قديماً تسمية "بربر"، التي يُعتقد بحسب إحدى النظريات أنها مشتقة من كلمة باربادوس، وتعني الأغراب باليونانية، أما كلمة أمازيغ، فتعني باللغة الأمازيغية "النبيل الحر".
وتراجعت استخدام اللغة الأمازيغية في في دول الشمال الأفريقي على مرّ القرون، بحسب مجموعة حقوق الأقليات، وتعزو ذلك إلى انتشار اللغة العربية كلغة دين وثقافة عامة، وصعود اللغة الفرنسية خلال فترة الاستعمار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 18 دقائق
- الزمان
ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين
باريس (أ ف ب) – ترأّس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء اجتماعا أمنيا بعد نشر تقرير يحذّر من جماعة الإخوان المسلمين وانتشار 'الإسلام السياسي' في فرنسا. وناقش الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الحكومة وأهم الوزراء، تقريرا يدعو إلى التحرّك للتعامل مع مسألة تزايد نفوذ الجماعة التي اعتبر أنها تشكّل تهديدا 'للتماسك الوطني' في فرنسا. وبعد الاجتماع، ستتخذ إجراءات 'سيتم الإعلان عن بعضها' فيما ستبقى الأخرى سريّة، بحسب قصر الإليزيه. وأعد التقرير بشأن الجماعة التي تأسست في مصر عام 1928 موظفان رسميان رفيعان بتكليف من الحكومة. وقال الإليزيه إن التقرير 'يحدد بوضوح الطبيعة المناهضة للجمهورية والتخريبية لـ+الإخوان المسلمين+' ويقترح 'طرقا للتعامل مع هذا التهديد'. وتضم كل من فرنسا وألمانيا أكبر نسبة من المسلمين مقارنة مع باقي بلدان الاتحاد الأوروبي. تسعى السلطات الفرنسية لمنع أي انتشار للفكر الإسلامي المتشدد في بلد هزّته سلسلة هجمات جهادية دموية. باتت مسألة التطرف الديني قضية جدلية في ظل تحوّل المشهد السياسي في فرنسا وازدياد شعبية اليمين المتشدد. وأثار التقرير ردود فعل حادة إذ اتّهمت زعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن الحكومة بعدم التحرك، قائلة على منصة 'إكس' إنها لطالما اقترحت إجراءات 'للقضاء على الأصولية الإسلامية'. من جانبه، قال رئيس حزبها 'التجمع الوطني' جوردان بارديلا عبر إذاعة 'فرانس إنتر' 'إذا وصلنا إلى السلطة غدا، فسنحظر +الإخوان المسلمين+'. لكن البعض دانوا ما يقولون إنه تزايد رهاب الإسلام في فرنسا. وقال اليساري المتشدد جان لوك ميلانشون على منصة 'إكس' إن 'رهاب الإسلام تجاوز الحد'. واعتبر أن اجتماع 'مجلس الدفاع' الذي ترأسه ماكرون يدعم 'النظريات الوهمية' للوبن ووزير الداخلية الفرنسي المتشدد برونو روتايو. وأشار التقرير الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه إلى تفشي الإسلام السياسي 'من الأسفل إلى الأعلى'، مضيفا أن الظاهرة تمثّل 'تهديدا على الأمدين القصير إلى المتوسط'. وأكدت الرئاسة الفرنسية في الوقت ذاته 'نحن متفقون تماما في قولنا إن علينا ألا نعمم في التعامل مع المسلمين'. وأضافت 'نقاتل ضد الإسلام السياسي وتجاوزاته المتطرفة'. وركّز التقرير على دور 'اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا' والذي وصفه بأنه 'الفرع الوطني لـ+الأخوان المسلمين+ في فرنسا'. – 'هدف خفي وتخريبي' – من جانبه، ندد 'اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا' بـ'الاتهامات التي لا أساس لها' وحذّر من الخلط 'الخطير' بين الإسلام والتطرف. وقال 'نرفض بشدة أي اتهامات تحاول ربطنا بمشروع سياسي خارجي'. وأضاف 'حتى الخلط غير المتعمد بين الإسلام والإسلام السياسي والراديكالية ليس خطيرا فحسب، بل يأتي بنتائج عكسية على الجمهورية نفسها'، محذّرا من 'وصم الإسلام والمسلمين'. وتابع أن 'الاتهام الدائم يشكّل العقول ويثير المخاوف وبكل أسف، يساهم في أعمال العنف'، مشيرا إلى حادثة مقتل المالي أبوبكر سيسيه (22 عاما) بطعنه عشرات المرات بينما كان يصلي داخل مسجد في جنوب فرنسا. وذكرت صحيفة 'لوفيغارو' المحافظة التي كانت أول وسيلة إعلامية تنشر مقتطفات من التقرير 'الصادم' الثلاثاء أن جماعة الإخوان المسلمين 'تسعى إلى إدخال الشريعة إلى فرنسا'. لكن التقرير أفاد بأن 'أي وثيقة لم تظهر مؤخرا رغبة المسلمين في فرنسا بتأسيس دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق قوانين الشريعة هناك'، لافتا مع ذلك إلى أن التهديد حقيقي. وقال التقرير 'لا نتعامل مع حالة انفصالية عدائية' بل مع 'هدف خفي.. ولكنه تخريبي للمؤسسات'. واقترح حزب ماكرون منع القاصرات دون الخامسة عشرة من ارتداء الحجاب الذي اعتبر أنه 'يقوّض بشكل خطير المساواة بين الجنسين وحماية الأطفال'. كما يسعى الحزب إلى 'تجريم أولياء الأمور الذين يجبرون بناتهم دون السن القانونية على وضع الحجاب، بتهمة الإكراه'. وعام 2023، منعت فرنسا طالبات المدارس الحكومية من ارتداء العباءة.


ساحة التحرير
منذ 8 ساعات
- ساحة التحرير
الحرب الأوكرانيّة:ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل!سعيد محمّد
الحرب الأوكرانيّة: ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل! سعيد محمّد* امتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديم جدول زمني لمحادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها 'ستبدأ على الفور'. وأعلن بوتين بعد مكالمة هاتفيّة استمرت ساعتين مع نظيره الأمريكي (بعد ظهر الإثنين) ' اتفقنا مع الرئيس الأمريكي على أن روسيا ستقترح ومستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني على مذكرة إطار بشأن تسوية ممكنة تتضمن المبادئ التي سيقوم عليها سلام دائم والتوقيت المحتمل لذلك، ويمكن أن تشمل وقفاً لإطلاق النار لفترة من الوقت إذا تم التوصل إلى اتفاقات معينة'، لكنّه أشار إلى أن الهدف الرئيسي لروسيا من الانخراط في هكذا عمليّة يظل دائماً 'إزالة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة'. وتحدث الزعيمان عبر خط مشفر، الرئيس الروسي من منتجع سوتشي على البحر الأسود، والأمريكي في واشنطن، وتخاطبا بالأسماء الأولى، حيث هنأ بوتين ترامب على ولادة حفيده الأخير. ووصف بوتين للصحافيين المكالمة ب'الصريحة جداً، والمفيدة للغاية'، فيما قال ترامب إنها سارت 'بشكل جيد للغاية'، وقد سألت بوتين 'متى سننهي هذا يا فلاديمير؟'. وتحدث الرئيس الأمريكي بعد المكالمة إلى العديد من القادة بمن فيهم الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ووضعهم في صورة مضمون حديثه إلى الرئيس الروسي. وقال ترامب لاحقاً: ' لقد صرح الفاتيكان، ممثلاً بالبابا (ليو الرابع عشر)، أنه سيكون مهتماً جداً باستضافة المفاوضات (الروسية الأوكرانية المباشرة)، فلتبدأ العملية، وسيكون ذلك رائعاً'، مشيراً إلى أن ذلك 'سيضيف هيبة إضافية إلى الإجراءات'. ولم تعلق مصادر الفاتيكان على تصريحات ترامب حتى الآن. لكن على الرغم من التفاؤل الذي أظهره الرئيس ترامب حول إطلاق اتصالات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنّه حذّر من احتمال إنهاء جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لأن هناك 'بعض الغرور الكبير المتضمن في المسألة'، وأضاف: 'بدون تقدم، سأنسحب، فهذه ليست حربي، ولدي خط أحمر في رأسي بعده سأتوقف عن الضغط على الجانبين'. من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين (صباح أمس الثلاثاء) تعليقاً على مكالمة بوتين-ترامب: 'لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن تكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، لكن، بالطبع، الشيطان يكمن في التفاصيل'، مؤكداً أنه 'ستتم صياغة مسودات (لمذكرة الإطار بشأن تسوية ممكنة) من قبل كل من الجانبين الروسي والأوكراني، ومن ثم تبادل تلك المسودات، وبدء اتصالات قد تكون معقدة للتوصل إلى نص مشترك'. وبحسب مصادر صحفيّة، وتصريحات ليوري أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للسياسة الخارجية، فإن المكالمة تضمنت كذلك مناقشة صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا بمجرد انتهاء الحرب، وتبادلاً جديداً محتملاً للسجناء بين البلدين قد يشمل تسعة أشخاص. وقال أوشاكوف إن الزعيمين الروسي والأمريكي يريدان الاجتماع شخصياً وكلفا فرقهما للعمل على التحضير لذلك وإن لم يتم التوافق بعد على مكان لعقده، مؤكداً أن ترامب قال لبوتين: ': فلاديمير، عزيزي، يمكنك أن تتصل بي في أي وقت، وسأكون سعيداً بالرد، والتحدث إليك'. في كييف، شدد زيلينسكي على ضرورة استمرار دور ترامب في التوسط لإنهاء الحرب. وكتب على موقع إكس بعد تلقيه مكالمة الرئيس الأمريكي: 'إن هذه لحظة حاسمة، لكن من الأهمية بمكان بالنسبة لنا جميعا ألا تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المحادثات والسعي لتحقيق السلام، لأن الشخص الوحيد الذي يستفيد من ذلك هو بوتين. وأنا أشكر كل من يدعم هذا النهج'. وأضاف: 'إذا رفضت روسيا وقف عمليات القتل، ورفضت إطلاق سراح أسرى الحرب والرهائن، وإذا طرح بوتين مطالب غير واقعية، فهذا يعني أن روسيا تواصل إطالة أمد الحرب، وتستحق أن تتصرف أوروبا وأمريكا والعالم حينها وفقاً لذلك، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات'. ورحب زيلينسكي باقتراح ترامب للفاتيكان كمكان محتمل للمفاوضات المباشرة مع روسيا، وقال: 'أوكرانيا مستعدة لإجراء مفاوضات بأي شكل يحقق نتائج'، وإن تركيا، أو الفاتيكان، أو سويسرا يمكن أن تستضيفها، مشيراً إلى إن كييف وشركائها يسعون إلى أن تكون المفاوضات على صيغة اجتماع رفيع المستوى تحضره إلى جانب أوكرانيا وروسيا كلاً من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا. الحلفاء الأوروبيّون من ناحيتهم لم يكونوا راضين فيما يبدو عن مضمون مكالمة بوتين-ترامب، إذ ثمة خشية بينهم من أن يبرم ترامب في عجلته من أمره لإنهاء القتال اتفاقاً مع بوتين يحصل فيه الأخير على معظم مطالبه على حساب أوكرانيا. ونقلت فايننشال تايمز اللندنية عن رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قوله إن المكالمة مع ترامب كانت 'بلا شك انتصارا لبوتين'، وإن الزعيم الروسي 'صرف النظر عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وبدلاً من ذلك يمكنه الآن مواصلة العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي يمارس فيه الضغط على طاولة المفاوضات'. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين قال المستشار الألماني فريدريك ميرز إن القادة الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على مضمون مكالمته. ويبدو – بحسب رويترز – أن الرئيس الأمريكي قد أبلغ حلفاءه الأوكراني والأوروبيين بأنّ بلاده لا تدعم مبدأ فرض مزيد من العقوبات على روسيا لأن ذلك 'قد يزيد الأمر سوءاً'. ووجه الأوروبيّون قبل عشرة أيّام إنذاراً لروسيا بضرورة قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار أو مواجهة مزيد من العقوبات، لكن موسكو تجاهلته ودعت إلى عقد مفاوضات ثنائيّة مباشرة مع الطرف الاوكراني عقدت في اسطنبول يوم الجمعة، وهي الأولى منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. لكن تقدماً لم يتحقق. وتعهد الرئيس ترامب قبل انتخابه بإنهاء الحرب في اليوم الأول من ولايته الثانية، لكن السلام أثبت أنه بعيد المنال مع استمرار التباعد بين مطالب الجانبين. وتريد روسيا أن يتضمن أي اتفاق سلام تقييداً على قدرات وحجم الجيش الأوكراني، ووقف تلقيه إمدادات عسكريّة من الغرب، وأن يقرّ نظام كييف بسلطة موسكو على خمسة أقاليم ضمتها روسيا بما فيها أربعة يسيطر الجيش الروسي بالفعل على معظمها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. وبينما لا يمانع الروس من التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبيّ، إلا أنهم يرفضون قطعياً مسألة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفيما يتقبل الجانب الأمريكيّ السيادة الروسية على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسيّ بالفعل في أوكرانيا، فإن نظام كييف يجد أن تقديم تنازلات بشأن أراضي الجمهوريّة أمر صعب للغاية، كما أن زيلينسكي متردد أيضا في الموافقة على أي شيء قد يقيد حق نظامه في الدفاع عن نفسه في الحروب المستقبلية أو يمنعها من بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية عميقة مع الغرب، ويطالب بتمركز قوات أوروبيّة عبر البلاد كضمانة أمنية. – لندن 2025-05-21


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
رسميا .. الاتحاد الأوروبي يعلن رفع جميع العقوبات الاقتصادية عن سوريا
شفق نيوز/ أعلن الاتحاد الأوروبي رسمياً، مساء اليوم الثلاثاء، رفع جميع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بهدف مساعدة الشعب على بناء البلاد ودعم تعافي دمشق. وأعطى الاتحاد الأوروبي موافقته المبدئية على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وفقا لما ذكره دبلوماسيون، موضحين أن الاتفاق تم التوصل إليه بين سفراء الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي. ومن المقرر أن يعلن هذا الاتفاق وزراء الخارجية رسمياً في وقت لاحق اليوم. وجاء قرار الاتحاد الأوروبي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، رفع واشنطن عقوباتها عن سوريا. وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء عزلة البنوك السورية عن النظام المالي العالمي، كما سيُفضي إلى رفع تجميد أصول البنك المركزي السوري. ومع رفع العقوبات الاقتصادية، يعتزم الاتحاد فرض عقوبات فردية جديدة على مسؤولين متورطين في إثارة توترات عرقية، خاصة عقب هجمات استهدفت الأقلية العلوية وأسفرت عن سقوط قتلى. ومن المقرر الإبقاء على إجراءات أخرى تستهدف نظام الأسد، تشمل حظر بيع الأسلحة أو المعدات التي يمكن استخدامها في قمع المدنيين. من جهته، أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في تدوينة عبر منصة "إكس" تابعتها وكالة شفق نيوز: "نحقق مع شعبنا السوري إنجازاً تاريخياً جديداً برفع عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على سوريا". وأضاف، "كل الشكر لدول الاتحاد الأوروبي، ولكل من ساهم في هذا الانتصار، سيعزز هذا القرار الأمن والاستقرار والازدهار في سوريا، تستحق سوريا مستقبلا مشرقا يليق بشعبها وحضارتها". وتأتي هذه الخطوة من الاتحاد الأوروبي استكمالا لخطوة سابقة في شباط/فبراير، تم فيها تعليق بعض العقوبات على قطاعات اقتصادية سورية رئيسية. وقال مسؤولون أوروبيون إن هذه الإجراءات قابلة للإلغاء وإعادة الفرض في حال أخل قادة سوريا الجدد بوعودهم المتعلقة باحترام حقوق الأقليات والمضي قدما نحو الديمقراطية.