
أمريكا أرادت تفجير القمر: قصة مشروع A119 السرّي الذي كاد يُشعل الفضاء نوويًا
أطلق الاتحاد السوفيتي سبوتنيك إلى المدار، مُدشّنًا عهد التفوق الفضائي السوفيتي. شعرت واشنطن بالإهانة، وبدأت تبحث عن ردّ مدوٍ يعيد لها اليد العليا. لم تكن العقول في البنتاجون تفكر في سباق تكنولوجي فحسب، بل أرادت استعراضًا نوويًا يُرى من الأرض، يصعق الخصم، ويرفع الروح المعنوية للشعب الأمريكي.
هكذا وُلد مشروع A119، المعروف باسم "دراسة حول رحلات البحث القمري"، وهو الاسم البريء الذي أُطلق على واحدة من أكثر الخطط جنونًا في التاريخ: تفجير قنبلة نووية على سطح القمر.
انفجار على القمر... عرضٌ للقوة وليس للعلم
الهدف لم يكن بحثيًا أو استكشافيًا. بل كان المشروع – الذي أشرف عليه الفيزيائي البارز ليونارد رايفل – يهدف إلى إطلاق صاروخ نووي وتفجيره في "الخط الفاصل بين النور والظلام" على سطح القمر، بحيث يرى الناس من الأرض وهج الانفجار، فيُصدم الاتحاد السوفيتي، ويُبهر المواطن الأمريكي.
كل شيء كان مخططًا: اختيار الموقع، زاوية الرؤية من الأرض، توقيت الانفجار، وحتى كمية الطاقة النووية اللازمة لصنع وميض يُرى من نصف الأرض.
كارل ساغان الشاب... والعلم في مواجهة الجنون
من بين العلماء العاملين على المشروع، كان هناك شاب يُدعى كارل ساغان، كلّف بتحليل كيفية تطاير الغبار القمري ومدى وضوح الانفجار. لم يكن ساغان يعلم أنه يشارك في مشروع يحمل هذه الخلفية العسكرية النفسية، لكن مساهماته تركت بصمة علمية ستُذكر لاحقًا في مذكرات المشروع.
بالتوازي، بدأت تظهر الأسئلة الأخلاقية والعلمية: ماذا لو لوث الانفجار سطح القمر إشعاعيًا؟ ماذا لو فشل الصاروخ؟ ماذا عن ردة فعل العالم؟ هل يصبح القمر رمزًا للعنف النووي بدلًا من الأمل؟
ناسا تُنقذ القمر من الانفجار
مع تأسيس وكالة ناسا في نفس العام، تغيّر المزاج السياسي في واشنطن. رأت الإدارة الأمريكية أن الفضاء يجب أن يكون ساحة للعلم والاكتشاف، لا للعرض العسكري. بحلول 1959، أُلغي مشروع A119 سرًا، وبدلًا من تفجيره، بدأت أمريكا تخطط لهبوط أول إنسان على سطح القمر.
وفي عام 1969، أصبح نيل آرمسترونغ أول من وطأت قدمه القمر، في حدث غيّر التاريخ، وأصبح أيقونة للسلام والتقدّم، لا للرعب والردع النووي.
سر خرج من الظلام بعد عقود
ظل المشروع مدفونًا في الأرشيفات السرية حتى أواخر التسعينيات، حين كشف الفيزيائي رايفل عنه، ليصدم الرأي العام العالمي. حتى بعض العلماء المشاركين لم يكونوا على علم بطبيعة المهمة.
اليوم، يُستذكر A119 كتحذير مرعب من حدود التفكير العسكري حين يتجاوز ضوابط الأخلاق والعقل… ومن أن بعض الأفكار، مهما بدت جريئة، يجب ألا تُجرّب على القمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
"بحوث الإلكترونيات" يستقبل وفدًا دوليًا لتعزيز التعاون العلمي في الموجات الميكروئية والأنظمة اللاسلكية
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين المؤسسات البحثية المصرية ونظيراتها الدولية، مشيرًا إلى أن الشراكات الأكاديمية تسهم في نقل وتوطين التكنولوجيات الحديثة، بما يحقق رؤية الدولة في دعم الابتكار والتطوير المستدام. وفي هذا الإطار، وتطبيقًا لمبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، استقبل معهد بحوث الإلكترونيات برئاسة الدكتورة شيرين عبد القادر محرم وفدًا أكاديميًا دوليًا رفيع المستوى يضم نخبة من العلماء والخبراء البارزين في مجال تكنولوجيا الموجات الميكروئية والأنظمة اللاسلكية، لبحث التعاون المشترك. وأوضحت رئيس المعهد أن الزيارة تأتي في سياق جهود المعهد لترسيخ مكانته كمركز بحثي رائد إقليميًا ودوليًا وتوسيع آفاق التعاون العلمي مع المؤسسات العالمية، تماشيًا مع جهود الدولة لتعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات بما يسهم في تطوير منظومة البحث العلمي في مصر. وتضمنت الزيارة جلسات نقاشية مكثفة، من بينها جلسة موسعة ناقش خلالها الجانبان فرص التعاون المستقبلي وآليات تبادل الخبرات والمعرفة، حيث أكد الحضور أهمية بناء شراكات استراتيجية مستدامة في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتم الاتفاق على التعاون في عدد من المحاور من أبرزها تنظيم ورش عمل في مجال هندسة الموجات الميكروئية بمشاركة محاضرين من مصر ومن جامعات دولية وبتمويل جزئي من IEEE، إلى جانب عقد دورات تدريبية متخصصة بنظام التعلم عن بعد والاستفادة من التخفيضات التي أُقرت في اشتراك IEEE في هذا المجال، كما تم الاتفاق على إقامة مؤتمر علمي يصاحبه دورات تدريبية قصيرة حول أحدث التطبيقات في هندسة الموجات الميكروئية. وخلال الزيارة عرض أعضاء الوفد الزائر أحدث أبحاثهم وتطبيقاتهم العلمية المتقدمة، فيما قدم باحثو قسمي الدوائر الشريطية والموجات الميكروئية بالمعهد عرضًا تفصيليًا للأنشطة والمشروعات البحثية الجارية بما يعكس مستوى التميز البحثي والبنية التحتية المتطورة التي يتمتع بها المعهد، كما تم عرض مسيرة المعهد ورؤيته الإستراتيجية لتطوير البحث العلمي وأبرز إنجازاته العلمية والبحثية خاصة في مجالات الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتفقد الوفد منشآت المعهد والمعامل البحثية والمركزية، كما زار منشآت مدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث وصناعة الإلكترونيات التابعة للمعهد. ضم الوفد الزائر نخبة من العلماء البارزين في مجال هندسة الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) والاتحاد الدولي لعلوم الراديو (URSI)، بينهم: البروفيسور جوتام تشاتوبادياي، الباحث الرئيسي بوكالة ناسا ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والرئيس الحالي لجمعية نظرية وتقنيات الميكروويف IEEE MTT-S، والبروفيسور موريزو بوزي، أستاذ جامعة بافيا بإيطاليا والرئيس الجمعية لعام 2024، والبروفيسور نونو بورغيس كارفالو، أستاذ جامعة أفييرو بالبرتغال والرئيس السابق للجمعية لعام 2023، والبروفيسور سمير الغزالي، أستاذ جامعة أركنساس والرئيس الأسبق للجنة الجوائز ورئيس لجنة المعارض، بالإضافة إلى البروفيسور آري سيهفولا، رئيس اللجنة الوطنية الفنلندية للاتحاد الدولي لعلوم الراديو. وشهدت الزيارة حضور عدد من الأساتذة وأعضاء الهيئة البحثية بالمعهد بينهم الدكتور عصمت عبد الفتاح عبد الله الأستاذ المتفرغ بقسم الدوائر الشريطية والدكتور أحمد عطية رئيس قسم الموجات الميكروئية والأستاذ المساعد الدكتور أنور سيد رئيس معمل أنظمة الموجات الراديوية اللاسلكية والمحمولة والدكتور هاني زامل عضو هيئة البحوث بقسم الموجات الميكروئية.


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : عاصفة تحمل اسمها.. ناسا تخلد ذكرى رائدة طقس الفضاء جينيفر جانون
الخميس 22 مايو 2025 04:30 صباحاً نافذة على العالم - أطلقت ناسا اسما على العاصفة الجيومغناطيسية القوية التي نتج عنها شفقًا قطبيًا جميلًا في جميع أنحاء العالم في مايو العام الماضى، وهذه أول عاصفة تُطلق عليها اسم، واسمها يعود إلى عالمة طقس فضائي، يقول علماء ناسا إنها كانت رائدة في هذا المجال، وقد توفت فجأة في العام نفسه، وهى العالمةالدكتورة جينيفر ليا جانون. وفقا لما ذكره موقع space، كتب زملاؤها في إهداء نُشر في مجلة "سبيس ويذر": "كانت جين قدوة وزميلة وعالمة بارزة، برعت في بناء روح الجماعة في مختلف مجالات علوم الفضاء، سيفتقدها الكثيرون بشدة". توفيت الدكتورة جينيفر ليا جانون فجأةً في 2 مايو 2024 في جرينبيلت بولاية ماريلاند عن عمر يناهز 45 عامًا، وأشرفت جانون على نشر أكثر من 200 مخطوطة، ونشرت العديد من مقالاتها الافتتاحية. قادت غانون، الفنانة وعازفة البيانو الموهوبة، المجتمع العلمي بفهمها العميق للتيارات المستحثة مغناطيسيًا أرضيًا، واضطرابات المجال المغناطيسي الأرضي، وديناميكيات إلكترونات حزام الإشعاع، والمجال المغناطيسي الأرضي. حصلت على بكالوريوس العلوم في الفيزياء وعلوم الحاسوب من جامعة فرجينيا عام 2000، ودكتوراه في الفيزياء من جامعة كولورادو، بولدر عام 2005. بدأت عملها كمسؤولة اتصال أولى لشؤون طقس الفضاء في مكتب رصد طقس الفضاء التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) التابع لدائرة البيانات والمعلومات والأقمار الصناعية البيئية الوطنية (NESDIS) قبل بضعة أشهر من وفاتها.


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : برسيفيرانس تلتقط صورة فجرية لقمر ديموس فى سماء المريخ
الأربعاء 21 مايو 2025 04:30 مساءً نافذة على العالم - التقطت مركبة برسيفيرانس التابعة لوكالة ناسا صورة نادرة ومذهلة لقمر المريخ الصغير ديموس، وذلك قبيل الفجر يوم 1 مارس 2025، في اليوم المريخي رقم 1433 من المهمة. الصورة الفلكية تم توثيقها في الساعة 4:27 صباحًا بالتوقيت المحلي للمريخ، باستخدام الكاميرا الملاحية اليسرى للمركبة، وجُمعت من 16 صورة بتعريض طويل التُقطت على مدار 52 ثانية، باستخدام أقصى إعداد للتعريض (3.28 ثانية لكل إطار). رغم الضوضاء الرقمية وظروف الإضاءة المنخفضة، فإن النتيجة كشفت عن مشهد نادر لقمر ديموس يطفو في سماء المريخ المعتمة. وبحسب بيان من مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لناسا، فإن بعض النقاط البيضاء المنتشرة في السماء ضمن الصورة ناتجة عن الضجيج الرقمي أو اصطدام الأشعة الكونية بمستشعر الكاميرا، ومع ذلك، تبرز نجمتان لامعتان هما ريغولوس (Regulus) وألجيبا (Algieba)، من كوكبة الأسد، ما يضفي بُعدًا فلكيًا غنيًا على الصورة. الصورة تم تجميعها على متن المركبة نفسها قبل أن تُرسل إلى الأرض لتحليلها، وتُظهر قدرة برسيفيرانس على أداء مهام فلكية إلى جانب دورها الأساسي في استكشاف سطح المريخ وجيولوجيته. رغم التشويش والضباب الجوي، إلا أن الصورة تُثبت أن المراقبة الدقيقة لأقمار المريخ والنجوم البعيدة ممكنة من سطح الكوكب الأحمر باستخدام تعريضات محسوبة بعناية. ويبدو قمر ديموس أكثر سطوعًا بفضل طبيعته العاكسة واقترابه من موقع الرصد خلال لحظة التصوير. ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه الصور في فهم أفضل لظروف سماء المريخ وسلوك أقمارها. ومع تصاعد الاهتمام بـ فوبوس وديموس كمواقع محتملة لمهام مدارية مستقبلية، فإن توثيقهما من سطح الكوكب يوفر بيانات مهمة ومباشرة عن حركتهما وتفاعلهما مع الغلاف الجوي الرقيق للمريخ. تواصل ناسا دفع حدود التصوير الفضائي باستخدام أدوات برسيفيرانس، وفي كل يوم مريخي جديد (Sol)، تقدم المركبة رؤى بصرية علمية، حتى من أبعد الأجسام السماوية، مثل ديموس قبل الفجر.