
تفاؤل حذر من شهر محرم المقبل ومطالب لا تزال معلقة
مرآة البحرين : أفهم أن السلطات المختلفة في هذا العالم تقوم بقمع احتجاجات واتخاذ إجراءات تعسفية تجاه مُكونٍ ما بغية قمعه وإفشال مطالباته وإن كانت مُحقة، أقول أفهم بمعنى استوعب الأسباب، لا بمعنى أبررها، فكل قمع لمطالب سلمية هو تعسف ظالم وغير مقبول، وانطلاقاً من ذلك الفهم يتولد سؤال: لماذا الإجراءات التعسفية التي طالت شهر محرم خلال السنوات الأخيرة وقد جرت من دون أن يكون هناك أي حراك سياسي مزعج للسلطة في البحرين؟
ففي السنوات الأخيرة مُنع عدد من الخطباء من المجيء للبحرين، كما استدعي العديد من خطباء الداخل والرواديد للتحقيق الأمني ، بل واستدعي عدد من مسؤولي المآتم وهُددوا بغلق مآتمهم إذا لم تجر المجالس بطريقة بعينها، أحد تلك المآتم انتُقد على منبرها يزيد، فكانت تلك تهمة تستحق الاستدعاء والتهديد.
إذن نحن أمام سلوك انتقامي، وليس سلوك ديكتاتوري اعتيادي، وهذا السلوك قد ينخفض أو يصعد بحسب المزاج الأمني، بمعنى، أن ليس ثمة قواعد مفهومة تحكم هذا السلوك وتنظم طريقته.
وبالتالي؛ فإن شهر محرم المقبل قد يمر بطريقة سلسلة يمارس فيه المكون الشيعي شعائره بطريقته الحزينة المتوارثة من مئات السنوات، أو قد يواجه الموسم المقبل عرقلة من قبل السلطة بحكم السلوك المشار إليه.
التراث البحريني المنصف، يؤكد على وجود تآلف جميل في إحياء عاشوراء، وكان الكثير من الطائفة السنية يزورون المآتم في سابق عهد هذا البلد الجميل، الذي لوثته الطائفية السياسية، وبمعية تراث مشهود في هدوئه وجماله، ثمة تعويل على وجوه الطائفة الشيعية، المعروفين بحنكتهم ورتمهم الهادئ، وانحيازهم للسلم الأهلي، بهذه المعية، يروم البحرينيون إلى وصول شهر محرم -الذي تفصلنا عنه أيام- بكل أريحية، ومن دون مضايقات أمنية لا معنى لها سوى التشويش وإرهاق المواطنين.
في عام 2021 أصدر مركز البحرين لحقوق الإنسان تقريرا بعنوان: عاشوراء في البحرين: التزام شعبي بالاحترازات وتضييق حكومي بذريعة الاحترازات، رصد فيه عددا من التجاوزات وتكررت تلك التجاوزات بوتيرة متباينة في السنوات التي أعقبت ذلك العام، وتتلخص التجاوزات في:
- إزالة الرايات الحسينية والمظاهر العاشورائية في مناطق عديدة قرى ومدن البحرين من بينها (بني جمرة، مدينة حمد، دمستان، المالكية، عالي، المصلى، الديه، البلاد القديم، السهلة، سترة، رأس رمان، الماحوز).
- اعتقال مجموعة من الأفراد على خلفية قيامهم بتركيب اللافتات العاشورائية واعتقال منشدين من ثم الإفراج عنهم بغرامة مالية.
- استدعاءات لعدد من الأفراد على خلفية مشاركتهم في إحياء مجالس عاشوراء، ومن ثم إخلاء سبيلهم مقابل غرامة مالية.
- استدعاء منشدين وخطباء شيعة على خلفية محاضرات أو قصائد تضمنت ما اعتبرته السلطة تجاوزًا، ومن بينهم (الشيخ محمد الرياش، المنشد حسن نوروز، الشيخ محسن الجمري، المنشد سيد أحمد العلوي، المنشد جعفر الدرازي).
- تهديد مباشر لرؤساء المآتم والمجالس الحسينية في (المصلى، المقشع، مدينة حمد، سلماباد، كرزكان) لمنع خروج العزاء خارج نطاق المأتم، واستدعاء رؤساء المآتم التالية واعتقالهم (الإمام علي في منطقة الدير، هيئة مواكب الدير) قبل الإفراج عنهم في وقت لاحق.
أما في عام 2023، فقد أصدرت ثلاث منظمات حقوقية، وهي: منظمة سلام للديمقراطية، ومنتدى البحرين لحقوق الإنسان، ومركز الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان، تقريرا بعنوان: عاشوراء البحرين (ترهيب وتقييد أمني .. وتهميش إعلامي)، ذكرت فيه العديد من التجاوزات الحقوقية، وختمتها بتوصيات، وهي:
1- يجـب علـى الحكومة البحرينيـة احتـرام وحمايـة حقـوق الإنسان المتعلقة بحرية الأديان والتعبير عن الرأي وحق المشاركة في الفعاليات الدينيـة والالتزام بالمعايير الحقوقية الدوليـة المعنية.
2- يجـب علـى السـلطات البحرينيـة التوقـف عـن تقييـد حريـة السـفر والتنقـل للوافديـن للمشـاركة في فعاليـات موسـم عاشـوراء بسـبب معتقداتهـم الدينيـة او جنسـيتهم.
ً 3- ينبغي أن تلتزم السلطات بمبدأ عدم اعتقال الأفراد تعسفيا بسبب مشاركتهم في فعاليات موسم عاشوراء أو أي نشاط ديني مشروع آخر.
4- يجـب علـى الحكومة البحرينيـة السـماح للمواطنين بممارسـة حقهـم في التجمـع السـلمي والمشاركة في الفعاليـات الدينيـة دون تدخـل أمنـي غيـر مبـرر.
5- يجـب حمايـة المظاهر الدينيـة المتعلقة بموسـم عاشـوراء وعـدم السـماح بـأي تعـدي أو تخريـب لهـذه المظاهر.
6- ينبغـي مراجعـة التشـريعات ذات الصلـة لضمـان لضمـان حمايـة حقـوق حريـة الديـن والمعتقد والتعبيـر عـن الـرأي والتجمـع السـلمي.
7- ينبغـي مراجعـة السياسـات اإلعالميـة وضمـان حصـول جميـع الأطياف الدينيـة علـى تغطيـات إعلامية في وسـائل الإعلام الرسـمية والمدعومة مـن الحكومة.
و للأسف لم تستجب حكومة البحرين لهذه النداءات، واستمرت التجاوزات، وتتكرر تلك التصرفات تجاه الشعائر الدينية في مناطق وبطرق مختلفة، وبادعاءات مُخترعة، الأمر الذي يدفع الناس بالتوجس والحذر هذا العام، رغم التفاؤل الحذر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 2 ساعات
- الوطن
هجوم صاروخي واسع من إيران وإسرائيل تتوعد برد قوي
أطلقت إيران، مساء الجمعة، عشرات الصواريخ باتجاه مناطق متعددة في إسرائيل، في تصعيد غير مسبوق وصفه وزير الدفاع الإسرائيلي بأنه "تجاوز للخطوط الحمراء". الدفاعات الجوية تتصدى.. وأمريكا شاركت رغم تقارير أولية تحدثت عن أكثر من 200 صاروخ، أوضح الجيش الإسرائيلي أن عدد الصواريخ كان أقل من 100، وتم اعتراض معظمها بفضل أنظمة الدفاع الجوي، بمساعدة من الولايات المتحدة. إصابات وأضرار في عدة مناطق تسبب الهجوم بإصابة 40 شخصًا، من بينهم اثنان في حالة حرجة وأربعة في حالة متوسطة. كما سجلت أضرار مادية في عدة مناطق، أبرزها تل أبيب، حيث سقطت صواريخ على مبانٍ سكنية. الإنقاذ والإطفاء: عمليات معقدة فرق الإنقاذ والإطفاء عملت على إخماد حرائق وإنقاذ محتجزين من مبانٍ مدمرة في مناطق الوسط والشمال، كما تم التعامل مع حرائق اندلعت بسبب شظايا الصواريخ. تحذير أمني للمدنيين دعت السلطات الإسرائيلية السكان إلى عدم نشر صور أو مواقع الضربات عبر الإنترنت، مؤكدة أن إيران تراقب هذه المعلومات لتحسين دقة ضرباتها. تصريحات إسرائيلية نارية قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "إيران تجرأت على ضرب مراكز سكنية مدنية، وهذا تجاوز واضح للخطوط الحمراء". وأضاف: "سنجعل النظام الإيراني يدفع ثمناً باهظاً على هذا العمل الإجرامي".


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
نتنياهو يتوعد إيران بالمزيد ويوجه كلمة للإيرانيين
وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، دعاهم فيها إلى التخلص مما وصفه بـ"النظام الظالم والطاغي"، مشددا على أن إسرائيل لا تعتبر الشعب الإيراني عدوا، بل ترى أن معركتها موجهة ضد "نظام قاتل يهدد أمن المنطقة ويفقر شعبه". وقال نتنياهو، في كلمة ألقاها عقب هجوم صاروخي إيراني استهدف الأراضي الإسرائيلية: "المعركة ليست ضدكم، بل ضد نظام يظلمكم ويضعفكم. نحترم ثقافتكم وتاريخكم. نوركم سيهزم الظلام. أنا معكم، وشعب إسرائيل معكم." وأوضح أن إسرائيل تنفذ حاليا "واحدة من أعظم العمليات العسكرية في تاريخها" في إشارة إلى عملية "الأسد الصاعد" والتي تهدف، بحسب قوله، إلى إزالة "التهديد النووي والباليستي الذي يشكله النظام الإيراني". وتابع: "النظام الإيراني يهدد بتدمير إسرائيل منذ أكثر من خمسين عاما، وقد نجحنا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في تدمير جزء كبير من ترسانته الباليستية، والمزيد قادم". وفي تحول لافت في لهجته، توجه نتنياهو إلى الإيرانيين قائلا: "كانت إيران وإسرائيل حليفتين في الماضي. حان الوقت لتوحيد الصفوف من أجل نيل حريتكم. هذه فرصتكم: نساء، حياة، حرية." وفي السياق ذاته، أطلقت إيران موجة ثالثة من الصواريخ الباليستية باتجاه وسط إسرائيل، حيث استهدفت سبعة مواقع، بعضها مناطق سكنية. وأفادت مصادر محلية باندلاع حريق في مبنى سكني بمدينة تل أبيب إثر إصابته بصاروخ، دون توفر معلومات دقيقة بعد عن الخسائر البشرية. من جانبها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الحكومة قولهم إن "إسرائيل سترد على القصف الإيراني باستهداف مناطق مدنية في إيران"، مؤكدين أن "طهران ستدفع ثمنا باهظا على هذا التصعيد الخطير".


البلاد البحرينية
منذ 2 ساعات
- البلاد البحرينية
بوتين يدين الضربات الإسرائيلية على إيران
دان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، الضربات الإسرائيلية على إيران معتبرا أنها "تصعيد خطير"، وذلك في اتصالين هاتفيين مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس وزراء الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت الرئاسة الروسية في بيان إن بوتين "شدد على أن روسيا تدين خطوات إسرائيل التي تشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، مشيرة الى أنه أعرب لنتنياهو عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات"، وأنه حذّر من "خطر (...) التداعيات المدمرة على كامل المنطقة". من جهتها، أفادت الرئاسة الإيرانية بأن بزشكيان جدد لبوتين أن طهران "لا تعتزم تطوير أسلحة نووية، وهي دائما مستعدة لتوفير ضمانات في هذا الشأن الى الهيئات الدولية المتخصصة". في وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن "الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقا". ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن "روسيا قلقة وتدين التصعيد الحاد للتوتر".