logo
تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما

تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما

سيدر نيوزمنذ يوم واحد

منذ دخول الطاقة النووية في الاستخدام المدني، لم تكن بمنأى عن الحوادث والأعطال غير المتوقعة، فعلى مدى العقود الماضية، شهد العالم كوارث نووية شكّلت نقاط تحوّل في النقاش حول أمان هذه التقنية وحدود السيطرة البشرية عليها.
بعض الحوادث لقي تغطية واسعة، فيما بقيت أخرى طيّ الكتمان لسنوات، ورغم التقدّم في أنظمة السلامة، كشفت التسريبات غير المعلنة عن فجوات في الشفافية، وعززت المخاوف من أن بعض المخاطر قد تكون غير مرئية أو تُكتشف بعد فوات الأوان.
واليوم، يتجدد القلق مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن 'تأثيرات مباشرة' طالت قاعات تخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز الإيرانية، عقب ضربات إسرائيلية، وفق تحليل صور أقمار صناعية.
ورغم غياب التفاصيل الدقيقة، يُعدّ هذا التطور إنذاراً جديداً بخطورة استهداف منشآت نووية في النزاعات المسلحة.
في هذا السياق، تبدو العودة إلى أبرز الحوادث التي شهدها التاريخ النووي ضرورية لفهم ما تغيّر وما الذي لا يزال يُهدد التوازن بين التقنية والسلامة.
تشيرنوبل (أوكرانيا) – 1986
في 26 أبريل/نيسان 1986 ، وقع انفجار في المفاعل رقم 4 بمحطة تشيرنوبل النووية شمال أوكرانيا، التي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تسرّب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الغلاف الجوي.
وبحسب الرابطة العالمية للطاقة النووية، توفي عاملان فوراً، وتوفي 29 آخرون خلال الأسابيع التالية نتيجة الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحادة، من بين 134 شخصاً نُقلوا لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإشعاع مرتفع.
أعلنت السلطات السوفيتية إجلاء أكثر من 115 ألف شخص، بينهم سكان مدينة بريبيات، ثم توسعت عملية الإجلاء لاحقاً لتشمل نحو 350 ألفاً. وفُرضت 'منطقة محظورة' بقطر 30 كيلومتراً حول موقع المفاعل.
ووفقاً لمركز الدراسات النووية الفرنسي وهيئة الطاقة النووية السويدية، امتد التلوث الإشعاعي إلى أجزاء واسعة من أوروبا، منها السويد وألمانيا، وساهم في كشف الحادث دولياً بعد تأخر الإعلان الرسمي.
صُنّفت الكارثة على الدرجة السابعة، وهي الأعلى على مقياس الحوادث النووية الدولية، نظراً لحجم الإشعاع وتأثيراته الممتدة.
وعلى إثرها، بُنِي هيكل خرساني لاحتواء المفاعل، قبل أن يُستبدل لاحقاً بقبة فولاذية بدعم دولي افتُتِحت عام 2016.
وقد أسهمت الكارثة في مراجعة معايير السلامة النووية عالمياً، واعتُبرت من العوامل التي سرّعت انهيار الاتحاد السوفيتي.
فوكوشيما دايتشي (اليابان) – 2011
في 11 مارس/آذار 2011 ، تسبّب زلزال بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر، تبعته موجات تسونامي، في كارثة نووية بمحطة فوكوشيما دايتشي شمال شرق اليابان، صُنّفت على الدرجة السابعة – الأعلى – وفق مقياس الحوادث النووية الدولية، لتُعد ثاني أسوأ حادثة نووية بعد تشيرنوبل.
أدى الزلزال والتسونامي إلى تعطيل أنظمة التبريد في ثلاثة مفاعلات وانصهار أنويتها جزئياً، ما نتج عنه تسرّب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الجو والمياه.
لم تُسجَّل وفيات مباشرة نتيجة الإشعاع، لكن أكثر من 160 ألف شخص أُجبروا على مغادرة المناطق المحيطة، وفقاً للسلطات اليابانية.
وفيما بعد، قدّرت وزارة الصحة وقوع مئات الوفيات غير المباشرة بسبب الصدمات والتهجير، خاصة بين كبار السن.
تسرّب اليود والسيزيوم المشع إلى المحيط والمياه الجوفية أثار قلقاً بيئياً واسعاً بشأن الحياة البحرية وسلامة السلسلة الغذائية.
ولا تزال عملية تفكيك المحطة مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف القرن الحالي، وفي عام 2023، شرعت الحكومة اليابانية بتصريف المياه المعالجة إلى البحر، في خطوة أثارت انتقادات داخلية وخارجية من الصين وكوريا الجنوبية.
جزيرة الأميال الثلاثة (الولايات المتحدة) – 1979
في 28 مارس/آذار 1979 ، تعرّضت الولايات المتحدة لأخطر حادث نووي في تاريخها، حين شهد مفاعل في محطة 'جزيرة الأميال الثلاثة' قرب هاريسبرغ بولاية بنسلفانيا انصهاراً جزئياً في قلبه، نتيجة خلل تقني أعقبته سلسلة من الأخطاء البشرية.
ووفق هيئة التنظيم النووي الأمريكية (NRC) والرابطة العالمية للطاقة النووية، أدى الحادث إلى تسرب كميات محدودة من الغازات المشعة إلى الغلاف الجوي، ما أثار ذعراً واسعاً بين السكان ودفع الآلاف إلى مغادرة المنطقة المحيطة طوعاً، رغم عدم صدور أوامر رسمية بالإخلاء.
بدأت الأزمة بتوقف إحدى مضخات التبريد، تلاه فشل في قراءة طبيعة الخلل والتعامل معه، ما أدى إلى ارتفاع حرارة الوقود النووي وحدوث انصهار جزئي استمر لساعات قبل السيطرة عليه.
ورغم عدم وقوع انفجار أو أضرار مادية جسيمة، كشف الحادث عن ثغرات كبيرة في أنظمة المراقبة والسلامة، وأدى إلى تراجع الثقة العامة في الطاقة النووية.
ورغم أن السلطات لم تسجل وفيات أو إصابات مباشرة نتيجة التعرض للإشعاع، إلا أن سكان المناطق المجاورة أعربوا عن قلق مستمر، لاسيما مع ظهور مشكلات صحية لاحقة.
وخلصت التحقيقات الفيدرالية إلى أن الحادث كان يمكن تفاديه، وأوصت بتحديث الأنظمة وتعزيز التدريب والوقاية داخل المحطات.
وأدى الحادث إلى تباطؤ ملحوظ في صناعة الطاقة النووية في الولايات المتحدة، حيث توقفت مشاريع بناء المفاعلات الجديدة لسنوات، بينما خضعت المنشآت القائمة لمراجعات مشددة في أنظمة التشغيل والسلامة.
وقد أُغلق المفاعل المتضرر نهائياً بعد الحادث، فيما استمر المفاعل الآخر في نفس الموقع بالعمل حتى عام 2019.
كيشتم (روسيا) – 1957
في 29 سبتمبر/أيلول 1957 ، وقع انفجار نووي ضخم في منشأة 'ماياك' قرب بلدة كيشتم في جبال الأورال وسط الاتحاد السوفيتي، فيما يُعدّ ثالث أسوأ كارثة نووية في التاريخ بعد تشيرنوبل وفوكوشيما، رغم أن الحادث ظلّ طيّ الكتمان لأكثر من ثلاثة عقود.
ولم تُصدر السلطات السوفيتية أي إعلان رسمي وقتها، ما جعل الانفجار يُصنَّف ضمن أخطر التسريبات النووية السرية في القرن العشرين.
وبحسب موسوعة بريتانيكا وموقع 'وورد أطلس'، نتج الانفجار عن تعطل نظام تبريد في أحد خزانات النفايات النووية السائلة، ما أدى إلى تراكُم الحرارة وانفجار بقوة تعادل 70 إلى 100 طن من مادة TNT، مُطلقاً غيمة مشعة امتدت لأكثر من 300 كيلومتر نحو شمال شرق الموقع، فيما عُرفت لاحقاً المنطقة باسم 'المناطق الملوثة في أورال الشرق'.
ونتيجة للتعتيم، لم تُوثّق الخسائر البشرية بدقة في حينه، لكن تقديرات علمية لاحقة تشير إلى وفاة نحو 200 شخص، وتعرّض أكثر من 10 آلاف آخرين لمستويات عالية من الإشعاع، كما تم إجلاء سكان 20 قرية من دون إبلاغهم بالأسباب.
واستمر الإنكار الرسمي حتى كشف العالم السوفيتي زورس ميدفيديف تفاصيل الحادث في كتاب نشره عام 1976 من منفاه، بينما لم تعترف موسكو رسمياً بالكارثة إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، حين أُتيح للباحثين الوصول إلى بعض الوثائق.
ولا تزال آثار الحادث البيئية قائمة، إذ بقيت التربة والمياه ملوثة لعقود، بينما تُعدّ أجزاء من 'طريق الغيمة المشعة' غير صالحة للسكن حتى اليوم.
ويندسكيل (المملكة المتحدة) – 1957
في أكتوبر/تشرين الأول 1957 ، اندلع حريق داخل أحد مفاعلي منشأة 'ويندسكيل' النووية في شمال غرب إنجلترا، فيما اعتُبر أول حادث نووي خطير في تاريخ المملكة المتحدة، وواحداً من أكثر الحوادث التي أحيطت بالسرية لعقود.
وبحسب موسوعة بريتانيكا، استمر الحريق نحو 16 ساعة، وأدى إلى تسرب مواد مشعة أبرزها اليود-131 في الغلاف الجوي، ما تسبب في تلوث بيئي طال مناطق واسعة في شمال إنجلترا واسكتلندا.
المنشأة كانت مخصصة لإنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية ضمن سباق التسلح النووي إبان الحرب الباردة، ووقع الحريق بعد محاولة رفع حرارة قلب المفاعل لتسريع الإنتاج دون تقييم كافٍ للمخاطر.
تأخر الفنيون في إدراك حجم المشكلة، واستخدموا وسائل بدائية في محاولة إخماد الحريق، قبل أن يُقرر في النهاية إغلاق أنظمة التهوية لخنقه، ما خفّف من حجم التسرّب دون أن يمنعه كلياً.
ولم تسجّل وفيات مباشرة، إلا أن الحكومة البريطانية قدّرت لاحقاً أن المئات ربما أُصيبوا بسرطان الغدة الدرقية نتيجة التعرض لليود المشع.
كما جرى سحب كميات كبيرة من الحليب من الأسواق كإجراء وقائي، في واحدة من أولى حالات التدخل الغذائي المرتبطة بتسرب نووي في أوروبا.
ورغبةً في الحفاظ على السمعة النووية للمملكة المتحدة في خضم المنافسة الدولية، ظلت تفاصيل الحادث طي الكتمان حتى الثمانينيات، حين كشفت تقارير رسمية أن الحريق كان أخطر بكثير مما أُعلن، وأن سوء تقدير فني كاد يؤدي إلى انفجار واسع النطاق.
التسريبات 'غير المعلنة' والمخاوف الجديدة
في فترات الحرب الباردة ، على وجه الخصوص، حرصت دول عدة، لا سيما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، على التعتيم الكامل على حوادث إشعاعية متكررة داخل منشآتها العسكرية، خاصة تلك المرتبطة بتصنيع الأسلحة النووية أو التخلص من نفاياتها.
وقد كشفت وثائق استخبارية وشهادات موظفين سابقين لاحقاً عن وقوع تسربات إشعاعية في منشآت مغلقة في سيبيريا، وكازاخستان، وأوك ريدج في الولايات المتحدة، لم يُعلَن عنها في حينه، وغالباً ما جرى التعامل معها داخل نطاقات عسكرية مغلقة، دون وجود رقابة مستقلة أو اعتراف رسمي.
ومن بين المصادر التي أفصحت عن ذلك، كانت وثائق أرشيف لجنة الطاقة الذرية الأمريكية، التي كشفت كيف أن مختبرات مثل أوك ريدج في الولايات المتحدة، خاصة في Y‑12 وORNL، شهدت حوادث تسرب داخلي وإشعاعي كان التعامل معها ضمن نطاقات محلية دون إعلان عام.
وازدادت في السنوات الأخيرة الدعوات لتعزيز الشفافية الدولية، لا سيما في ظل تقارير تشير إلى إشارات تسرّب مشع رُصدت بالأقمار الصناعية في مناطق نووية حساسة في دول مثل كوريا الشمالية وإيران، دون وجود تأكيدات قاطعة من قبل الحكومات المعنية.
وفي بعض الحالات، أفادت منظمات رقابية أوروبية برصد غيوم مشعة في الأجواء دون معرفة مصدرها الدقيق، كما حدث في عام 2017 عندما رُصدت جزيئات من الروثينيوم-106 فوق أوروبا الشرقية، في حادث لم تعترف أي دولة بمسؤوليته.
هذا النوع من التسريبات غير المرتبط بكوارث مفاجئة بل بتدهور تدريجي أو خلل في أنظمة التخزين، يثير قلقاً متزايداً لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تؤكد أن التهديد الأكبر قد لا يكون في الانفجارات، بل في الصمت الطويل المرافق للتسرّب البطيء والخفي.
وفي ظل عودة التوترات الجيوسياسية، خاصة في الصراعين الجاريين بين روسيا وأوكرانيا من طرف، وإٍسرائيل وإيران من طرفٍ آخر، وانتشار المنشآت النووية في تلك المناطق، تعود المخاوف من أن يكون العالم مقبلاً على جيل جديد من التسريبات النووية التي لا تُوثق إلا بعد فوات الأوان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زلزال بقوة 5.2 ريختر يضرب فيجي بالقرب من أستراليا
زلزال بقوة 5.2 ريختر يضرب فيجي بالقرب من أستراليا

صدى البلد

timeمنذ 8 ساعات

  • صدى البلد

زلزال بقوة 5.2 ريختر يضرب فيجي بالقرب من أستراليا

رصدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية زلزال بقوة 5.2 درجات على مقياس ريختر يضرب فيجي وذلك بعد منتصف الليل، حوالي الساعة 12:08 بتوقيت غرينتش، ولم يُشعر به أو على الأقل لم يتم الإبلاغ عنه حتى الآن. ويبلغ عمق الزلزال حوالي 619.9 كيلومتر وكان مركزه في جنوب المحيط الهادئ، على بعد حوالي 249 كم جنوب جزيرة كابارا في فيجي. تُعتبر فيجي من المناطق النشطة زلزاليًا في العالم، وذلك بسبب موقعها الجغرافي على حدود الصفائح التكتونية. حيث تقع بالقرب من الحد الفاصل بين صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة الهند وأستراليا. وتُعد جزءًا مما يُعرف بـ"حلقة النار"، وهي منطقة دائرية حول المحيط الهادئ تشهد نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا مرتفعًا.

وسط حرب إسرائيل - إيران.. إليكم أبرز حوادث نووية شهدها العالم
وسط حرب إسرائيل - إيران.. إليكم أبرز حوادث نووية شهدها العالم

ليبانون 24

timeمنذ 15 ساعات

  • ليبانون 24

وسط حرب إسرائيل - إيران.. إليكم أبرز حوادث نووية شهدها العالم

أعادت الحرب الإيرانية - الإسرائيلية شبح التسرب النووي إلى الواجهة خصوصاً أن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف إيران تهدف لضرب المنشآت النووية بينما هناك مخاوف من إمكانية استهداف إيران لمنشأة ديمونة النووي في إسرائيل. المشهد الحالي أخذ الذاكرة إلى حوادث عديدة مثلت "كوارث نووية" في العالم.. فما هي هذه الحوادث؟ تشيرنوبل (أوكرانيا) - 1986 في 26 نيسان 1986، وقع انفجار في المفاعل رقم 4 بمحطة تشيرنوبل النووية شمال أوكرانيا ، التي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تسرّب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الغلاف الجوي. وبحسب الرابطة العالمية للطاقة النووية، لقي عاملان حتفهما فوراً، وتوفي 29 آخرون خلال الأسابيع التالية نتيجة الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحادة، من بين 134 شخصاً نُقلوا لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإشعاع مرتفع. أعلنت السلطات السوفيتية إجلاء أكثر من 115 ألف شخص، بينهم سكان مدينة بريبيات، ثم توسعت عملية الإجلاء لاحقاً لتشمل نحو 350 ألفاً. وفُرضت "منطقة محظورة" بقطر 30 كيلومتراً حول موقع المفاعل. ووفقاً لمركز الدراسات النووية الفرنسي وهيئة الطاقة النووية السويدية، امتد التلوث الإشعاعي إلى أجزاء واسعة من أوروبا ، منها السويد وألمانيا، وساهم في كشف الحادث دولياً بعد تأخر الإعلان الرسمي. وصُنّفت الكارثة على الدرجة السابعة، وهي الأعلى على مقياس الحوادث النووية الدولية، نظراً لحجم الإشعاع وتأثيراته الممتدة. وعلى إثرها، بُنِي هيكل خرساني لاحتواء المفاعل، قبل أن يُستبدل لاحقاً بقبة فولاذية بدعم دولي افتُتِحت عام 2016. كذلك، أسهمت الكارثة في مراجعة معايير السلامة النووية عالمياً، واعتُبرت من العوامل التي سرّعت انهيار الاتحاد السوفيتي. فوكوشيما دايتشي (اليابان) - 2011 في 11 آذار 2011، تسبّب زلزال بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر، تبعته موجات تسونامي، في كارثة نووية بمحطة فوكوشيما دايتشي شمال شرق اليابان، صُنّفت على الدرجة السابعة - الأعلى - وفق مقياس الحوادث النووية الدولية، لتُعد ثاني أسوأ حادثة نووية بعد تشيرنوبل. وأدى الزلزال والتسونامي إلى تعطيل أنظمة التبريد في ثلاثة مفاعلات وانصهار أنويتها جزئياً، ما نتج عنه تسرّب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الجو والمياه. لم تُسجَّل وفيات مباشرة نتيجة الإشعاع، لكن أكثر من 160 ألف شخص أُجبروا على مغادرة المناطق المحيطة، وفقاً للسلطات اليابانية. وفيما بعد، قدّرت وزارة الصحة وقوع مئات الوفيات غير المباشرة بسبب الصدمات والتهجير، خاصة بين كبار السن. وتسرُّب اليود والسيزيوم المشع إلى المحيط والمياه الجوفية أثار قلقاً بيئياً واسعاً بشأن الحياة البحرية وسلامة السلسلة الغذائية. ولا تزال عملية تفكيك المحطة مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف القرن الحالي، وفي عام 2023، شرعت الحكومة اليابانية بتصريف المياه المعالجة إلى البحر، في خطوة أثارت انتقادات داخلية وخارجية من الصين وكوريا الجنوبية. جزيرة الأميال الثلاثة (الولايات المتحدة) - 1979 في 28 آذار 1979، تعرّضت الولايات المتحدة لأخطر حادث نووي في تاريخها، حين شهد مفاعل في محطة "جزيرة الأميال الثلاثة" قرب هاريسبرغ بولاية بنسلفانيا انصهاراً جزئياً في قلبه، نتيجة خلل تقني أعقبته سلسلة من الأخطاء البشرية. ووفق هيئة التنظيم النووي الأمريكية (NRC) والرابطة العالمية للطاقة النووية، أدى الحادث إلى تسرب كميات محدودة من الغازات المشعة إلى الغلاف الجوي، ما أثار ذعراً واسعاً بين السكان ودفع الآلاف إلى مغادرة المنطقة المحيطة طوعاً، رغم عدم صدور أوامر رسمية بالإخلاء. وبدأت الأزمة بتوقف إحدى مضخات التبريد، تلاه فشل في قراءة طبيعة الخلل والتعامل معه، ما أدى إلى ارتفاع حرارة الوقود النووي وحدوث انصهار جزئي استمر لساعات قبل السيطرة عليه. ورغم عدم وقوع انفجار أو أضرار مادية جسيمة، كشف الحادث عن ثغرات كبيرة في أنظمة المراقبة والسلامة، وأدى إلى تراجع الثقة العامة في الطاقة النووية. ورغم أن السلطات لم تسجل وفيات أو إصابات مباشرة نتيجة التعرض للإشعاع، إلا أن سكان المناطق المجاورة أعربوا عن قلق مستمر، لا سيما مع ظهور مشكلات صحية لاحقة. وخلصت التحقيقات الفيدرالية إلى أن الحادث كان يمكن تفاديه، وأوصت بتحديث الأنظمة وتعزيز التدريب والوقاية داخل المحطات. وأدى الحادث إلى تباطؤ ملحوظ في صناعة الطاقة النووية في الولايات المتحدة، حيث توقفت مشاريع بناء المفاعلات الجديدة لسنوات، بينما خضعت المنشآت القائمة لمراجعات مشددة في أنظمة التشغيل والسلامة. مع هذا، فقد أُغلق المفاعل المتضرر نهائياً بعد الحادث، فيما استمر المفاعل الآخر في نفس الموقع بالعمل حتى عام 2019. كيشتم (روسيا) - 1957 في 29 أيلول 1957، وقع انفجار نووي ضخم في منشأة "ماياك" قرب بلدة كيشتم في جبال الأورال وسط الاتحاد السوفيتي، فيما يُعدّ ثالث أسوأ كارثة نووية في التاريخ بعد تشيرنوبل وفوكوشيما، رغم أن الحادث ظلّ طيّ الكتمان لأكثر من ثلاثة عقود. ولم تُصدر السلطات السوفيتية أي إعلان رسمي وقتها، ما جعل الانفجار يُصنَّف ضمن أخطر التسريبات النووية السرية في القرن العشرين. وبحسب موسوعة بريتانيكا وموقع "وورد أطلس"، نتج الانفجار عن تعطل نظام تبريد في أحد خزانات النفايات النووية السائلة، ما أدى إلى تراكُم الحرارة وانفجار بقوة تعادل 70 إلى 100 طن من مادة TNT، مُطلقاً غيمة مشعة امتدت لأكثر من 300 كيلومتر نحو شمال شرق الموقع، فيما عُرف لاحقاً باسم "المناطق الملوثة في أورال الشرق". ونتيجة للتعتيم، لم تُوثَّق الخسائر البشرية بدقة في حينه، لكن تقديرات علمية لاحقة تشير إلى وفاة نحو 200 شخص، وتعرّض أكثر من 10 آلاف آخرين لمستويات عالية من الإشعاع، كما تم إجلاء سكان 20 قرية من دون إبلاغهم بالأسباب. واستمر الإنكار الرسمي حتى كشف العالم السوفيتي زورس ميدفيديف تفاصيل الحادث في كتاب نشره عام 1976 من منفاه، بينما لم تعترف موسكو رسمياً بالكارثة إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، حين أُتيح للباحثين الوصول إلى بعض الوثائق. ولا تزال آثار الحادث البيئية قائمة، إذ بقيت التربة والمياه ملوثة لعقود، بينما تُعدّ أجزاء من "طريق الغيمة المشعة" غير صالحة للسكن حتى اليوم. ويندسكيل (المملكة المتحدة) - 1957 في تشرين الأول 1957، اندلع حريق داخل أحد مفاعلي منشأة "ويندسكيل" النووية في شمال غرب إنجلترا، فيما اعتُبر أول حادث نووي خطير في تاريخ المملكة المتحدة، وواحداً من أكثر الحوادث التي أحيطت بالسرية لعقود. وبحسب موسوعة بريتانيكا، استمر الحريق نحو 16 ساعة، وأدى إلى تسرب مواد مشعة أبرزها اليود-131 في الغلاف الجوي، ما تسبب في تلوث بيئي طال مناطق واسعة في شمال إنجلترا واسكتلندا. المنشأة كانت مخصصة لإنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية ضمن سباق التسلح النووي إبان الحرب الباردة، ووقع الحريق بعد محاولة رفع حرارة قلب المفاعل لتسريع الإنتاج دون تقييم كافٍ للمخاطر. تأخر الفنيون في إدراك حجم المشكلة، واستخدموا وسائل بدائية في محاولة إخماد الحريق، قبل أن يُقرَّر في النهاية إغلاق أنظمة التهوية لخنقه، ما خفّف من حجم التسرّب دون أن يمنعه كلياً. ولم تسجّل وفيات مباشرة، إلا أن الحكومة البريطانية قدّرت لاحقاً أن المئات ربما أُصيبوا بسرطان الغدة الدرقية نتيجة التعرض لليود المشع. كذلك، جرى سحب كميات كبيرة من الحليب من الأسواق كإجراء وقائي، في واحدة من أولى حالات التدخل الغذائي المرتبطة بتسرب نووي في أوروبا. ورغبةً في الحفاظ على السمعة النووية للمملكة المتحدة في خضم المنافسة الدولية، ظلت تفاصيل الحادث طي الكتمان حتى الثمانينيات، حين كشفت تقارير رسمية أن الحريق كان أخطر بكثير مما أُعلن، وأن سوء تقدير فني كاد يؤدي إلى انفجار واسع النطاق. (BBC)

كيف تستعد لكارثة نووية وسط تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران؟
كيف تستعد لكارثة نووية وسط تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 20 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

كيف تستعد لكارثة نووية وسط تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران؟

المصدر: الشرق في ظلّ تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، وتهديد تل أبيب العلني بتدمير البرنامج النووي الإيراني، والقلق من ردّ طهران، تتزايد المخاوف من كارثة نووية في حال تعرّض أي مفاعل لضربة مباشرة. ويثير مفاعل بوشهر المطلّ على الخليج العربي، ومفاعل ديمونة في صحراء النقب، قلقاً خاصاً لما قد ينجم عن أي أضرار فيهما من تسرّبات إشعاعية تهدد صحة السكان وسلامة البيئة في المنطقة. 1) كيف تنتشر المنشآت النووية في إيران؟ يضم البرنامج النووي الإيراني العديد من المنشآت النووية التي قد تكون أهدافاً محتملة في حال شنّت إسرائيل هجمات عليها. أبرز هذه المنشآت هي "نطنز" وهو مجمع خارج مدينة قم جنوب طهران، يضم منشآت تتضمن محطتين للتخصيب واحدة تحت الأرض وأخرى فوق الأرض. وكانت إسرائيل قد وجّهت بالفعل ضربات للمنشأة يوم الجمعة الماضي. وأشارت السلطات الإيرانية إلى أنها لم ترصد أي تلوث نووي خارج المحطة بعد الهجمات. منظر لمبنى المفاعل في محطة بوشهر للطاقة النووية، روسية البناء، مع تحميل أول وقود في 21 أغسطس 2010 في بوشهر جنوب إيران. - المصدر: بلومبرغ منظر لمبنى المفاعل في محطة بوشهر للطاقة النووية، روسية البناء، مع تحميل أول وقود في 21 أغسطس 2010 في بوشهر جنوب إيران. - المصدر: بلومبرغ على الجانب المقابل من قم، يقع موقع "فوردو" للتخصيب، وهو محفور داخل جبل، وبالتالي يُحتمل أن يكون محصناً بشكل أفضل. كما تمتلك إيران مركزاً كبيراً للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ثاني أكبر مدنها، ويتضمن مصنعاً لتصنيع صفائح الوقود (FPFP) ومنشأة لتحويل اليورانيوم (UCF) التي يمكنها معالجة اليورانيوم إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم الذي يُغذى في أجهزة الطرد المركزي. وتضمّ مفاعل أبحاث يعمل بالماء الثقيل كان يُعرف سابقاً باسم "أراك"، وأصبح الآن يُسمى "خنداب"، بالإضافة إلى "بوشهر" وهي محطة الطاقة النووية الوحيدة التي تعمل في إيران، وتطلّ على الخليج. 2) ماذا عن إسرائيل؟ يقع المفاعل النووي الرئيسي في إسرائيل في منطقة ديمونة بصحراء النقب، وقد بدأ تشغيله سرّاً في ستينيات القرن الماضي. وبحسب مركز الحد من التسلح ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، يُعتقد أن إسرائيل تمتلك 90 رأساً حربياً نووياً صنعتها من البلوتونيوم، وأنتجت ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ما بين 100 إلى 200 سلاح نووي. ولا يخضع مجمع ديمونة النووي لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما لا يُسمح لمفتشيها بالذهاب إلى هناك. ويصف كثيرون امتلاك إسرائيل لسلاح نووي على أنه أكثر سرّ معروف في العالم. 3) من في دائرة الخطر؟ في حال استُهدفت منشآت نووية داخل إيران أو إسرائيل، فإن المناطق المحيطة ستكون الأكثر تأثراً، حيث قد يؤدي انفجار في مفاعل أو منشأة نووية إلى انبعاث نظائر مشعة مثل اليود-131 والسيزيوم-137 وسترونتيوم - 90 في الهواء والمياه والتربة، بحسب تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولا تتوقف التأثيرات عند حدود الدولتين، فقد يمتد نطاق الإشعاع إلى مئات الكيلومترات من موقع الانفجار حسب اتجاه الرياح، كما أظهرت تجربتا تشيرنوبيل عام 1986 وفوكوشيما عام 2011. ففي تشيرنوبيل، أدى الانفجار إلى تسرب إشعاعي هائل رُصد بعد يومين في محطة "فورسمارك" النووية بالسويد، على بُعد أكثر من ألف كيلومتر، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبيانات منظمة الصحة العالمية. أما في حالة كارثة فوكوشيما، فتشير تقارير "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" إلى رصد آثار إشعاعية على السواحل الغربية للولايات المتحدة. بالتالي، إذا ضُرب مفاعل بوشهر، فإن دول الخليج: الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، شرق السعودية، عُمان، بالإضافة إلى العراق، قد تواجه خطر التلوث الإشعاعي، خصوصاً مياه الخليج التي تعتمد عليها المنطقة في تحلية مياه الشرب. وكان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حذر في مقابلة مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون في مارس، من أن استهداف مفاعل بوشهر الإيراني قد يؤدي إلى تلويث مياه الخليج. وقال إن بلاده أجرت تجربة محاكاة، قبل بناء خزانات المياه منذ بضع سنوات، أظهرت أن قطر قد تنفد من المياه الصالحة للشرب خلال ثلاثة أيام في حال وقوع تسرّب إشعاعي. وأضاف: "لا مياه، لا أسماك، لا شيء... لا حياة." ولفت إلى أن التداعيات لن تقتصر على قطر، بل ستطال أيضاً دولاً مجاورة مثل الكويت والإمارات. وحذر المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعه الاستثنائي المنعقد عبر الاتصال المرئي في 16يونيو من العواقب الخطيرة لأي استهداف للمنشآت النووية، لما يشكّله "من مخاطر بشرية وبيئية جسيمة". أما إذا استُهدف مفاعل "ديمونة"، فقد يمتد الخطر إلى الأردن والضفة الغربية ولبنان وسوريا ومصر، وهي مناطق غنية بالزراعة والمياه الجوفية، ما يزيد من حجم التهديد للأمن الغذائي والبيئي. 4) ما المخاطر الفورية وطويلة الأمد للكوارث النووية؟ تشمل الآثار الفورية لأي كارثة نووية الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحاد خلال ساعات أو أيام، والتي تترافق مع أعراض تشمل الغثيان والتقيؤ والحروق الجلدية، وصولاً إلى فشل الأعضاء والموت. وسُجّلت مثل هذه الحالات في كارثة تشيرنوبل عام 1986، حيث توفي العديد من أوائل المستجيبين خلال أسابيع. أما الخطر الأكبر فيكمن في الآثار طويلة الأمد، إذ تبقى بعض النظائر المشعة في البيئة لعقود، ملوّثة التربة والمياه وسلاسل الغذاء. وترتبط هذه التراكمات بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، واضطرابات الهرمونات، والطفرات الجينية، حسبما أظهرته دراسات صادرة عن منظمة الصحة العالمية ولجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع. ففي كارثة فوكوشيما (2011)، رغم أن التسرب كان أقل حدّة من تشيرنوبل، إلا أنه خلّف تلوثاً طويل الأمد وقاد إلى عمليات إجلاء جماعية. فالكارثة النووية لا تنتهي بالانفجار، بل تمتدّ لأجيال. 5) كيف تستعد لكارثة نووية؟ في حال حدوث كارثة نووية ناجمة عن استهداف منشأة نووية أو تسرّب إشعاعي، توصي الجهات المتخصصة مثل وكالة إدارة الطوارئ الأميركية (FEMA) ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بعدد من الخطوات الوقائية الأساسية: تبدأ أولى هذه الخطوات بالتوجّه فوراً إلى مأوى داخلي، مثل الطابق السفلي أو غرفة داخلية بعيدة عن النوافذ، وإغلاق الأبواب والنوافذ وإيقاف أنظمة التهوية لمنع دخول الجسيمات المشعّة، مع استخدام شريط لاصق ولفائف بلاستيكية لإغلاق الفتحات. مع العلم أن الإشعاع لا يُرى بالعين ولا يُشمّ، فهو خطر صامت بلا لون أو رائحة. براميل تحمل علامة تحذير من الإشعاع، مغطاة بطبقة من الطلاء الأخضر - بلومبرغ براميل تحمل علامة تحذير من الإشعاع، مغطاة بطبقة من الطلاء الأخضر - بلومبرغ ومن المهم تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على كمية كافية من المياه وطعام معلب لا يحتاج إلى طهي، وراديو يعمل بالبطاريات أو يشحن يدوياً، ومصباح يدوي، وبطاريات احتياطية، وأدوية أساسية، بالإضافة إلى أقنعة تنفس من نوع N95 أو أعلى. كما يُنصح بالحصول على أقراص يود للحماية من امتصاص اليود المشع، شرط تناولها فقط بعد صدور تعليمات رسمية من السلطات الصحية. وفي حال التعرض للهواء الخارجي أثناء أو بعد الحادث، يجب خلع الملابس فوراً ووضعها في كيس بلاستيكي محكم، ثم الاستحمام بالماء الدافئ والصابون لتقليل التلوّث. كما يجب البقاء داخل الملجأ لمدة 24 إلى 72 ساعة على الأقل، أو حتى تُصدر الجهات الرسمية تعليمات بالخروج. هذه الإجراءات ليست ضماناً كاملاً، لكنها تقلّل من مخاطر التعرّض للإشعاع والأضرار الصحية المحتملة. 6) ما هي استعدادات الدول العربية لمواجهة أي كارثة نووية؟ في السنوات الماضية، اتخذت عدة دول عربية خطوات متفاوتة لتعزيز جاهزيتها لمواجهة الطوارئ النووية والإشعاعية، ضمن جهود وطنية وإقليمية بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتُعد الإمارات العربية المتحدة من الدول الأكثر تقدّماً في هذا المجال، إذ طوّرت منظومة متكاملة للاستجابة لحالات الطوارئ، بالتوازي مع تشغيل محطة "براكة" للطاقة النووية. وفي السعودية، أُنشئت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية لتطوير خطط الطوارئ الإشعاعية، من خلال تقييم المخاطر، ونمذجة انتشار الإشعاع، ووضع توصيات وقائية وتنظيمية. أما قطر، فقد نظّمت في عام 2024 ورشة عملية موسعة لتنفيذ الخطة الوطنية للطوارئ النووية والإشعاعية، بمشاركة وزارات الدفاع والداخلية والبيئة، شملت تأسيس نظام إنذار مبكر، وتدابير لحماية المواطنين، وكشف الإشعاع. وفي الكويت، وُضعت خطة وطنية للطوارئ الإشعاعية تُعنى بالاستجابة لحوادث قد تقع في الدول المجاورة، وتُحدّد أدوار الوزارات والجهات المسؤولة. وأنشأت مصر الهيئة للرقابة النووية والإشعاعية التي أصدرت بياناً السبت الماضي طمأنت المواطنين أنها تتابع على مدار الساعة التطورات المتعلقة بوضع المنشآت النووية بالمحيط الإقليمي في ضوء التطورات الجارية. ويضمّ لبنان شبكة مراقبة إشعاعية تضم 26 محطة أرضية تغطي مختلف المناطق، بهدف رصد التغيرات في مستويات الإشعاع البيئي وإصدار تنبيهات. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store