logo
الإفتاء: القلب السليم أصدق من صورة الطاعة أو المعصية

الإفتاء: القلب السليم أصدق من صورة الطاعة أو المعصية

صدى البلدمنذ 3 أيام
أكدت دار الإفتاء المصرية أن طاعة الله ورسوله هي سبيل الفوز الحقيقي برضا الله وجنته، وأن من ثمرات الطاعة مرافقة النبيين والصديقين والشهداء، مستشهدة بآيات قرآنية متعددة تدل على أن الطاعة طريق النجاة، ومنها قوله تعالى: ﴿ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات...﴾ [النساء: 13]، و﴿فقد فاز فوزا عظيما﴾ [الأحزاب: 71].
وشددت الدار في بيانها على أن المعصية سبب في الهلاك والعذاب والغضب الإلهي، مصداقا لقوله تعالى:﴿ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا﴾ [الأحزاب: 36].
القلب هو المعيار الحقيقي
وأوضحت دار الإفتاء أن القلب هو الميزان الحقيقي في القرب من الله، مستندة إلى قول الله تعالى:﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب﴾ [الحج: 46]، وإلى حديث رسول الله:
«إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم».
الطاعة ليست بالمظهر
وأكدت الدار أن الطاعة التي لا تورث تواضعا وانكسارا، وتنتج عنها حالة من الكبر والعجب، لا تعد طاعة حقيقية، بل قد تصبح سببا للخذلان، بينما قد تكون المعصية التي تدفع الإنسان إلى التوبة والتذلل والخشوع أقرب إلى القبول عند الله، مشيرة إلى قول الإمام ابن عطاء الله السكندري:'معصية أورثت ذلا وافتقارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا'.
وبينت دار الإفتاء أن هذا المعنى يتفق تماما مع مقاصد الشريعة وأصول السلوك الروحي، إذ يركز على مراقبة القلوب لا مجرد الظواهر، مشيرة إلى أن المقصود ليس مدح المعصية أو ذم الطاعة، وإنما التحذير من الغرور والتعالي بعد الطاعة، والتنويه بقيمة التوبة والخضوع بعد الذنب.
دعوة للتوبة والتجرد
ونقلت دار الإفتاء قول العارف بالله أبو مدين:
'انكسار العاصي خير من صولة المطيع'، مؤكدة أن الانكسار والافتقار صفات عبودية يحبها الله، بخلاف الاستكبار الذي هو من صفات الربوبية، ولا يليق بالعبد.
وختمت الإفتاء بيانها بالدعاء أن يرزقنا الله قلوبا سليمة، خاشعة، لا تعرف الكبر بعد الطاعة، ولا تيأس بعد الذنب، مستشهدة بقوله تعالى:
﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون ۞ إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ [الشعراء: 88-89].
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البطريرك الراعي خلال قداس في إهدن: البطريرك أسطفان الدّويهي كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة
البطريرك الراعي خلال قداس في إهدن: البطريرك أسطفان الدّويهي كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة

النهار

timeمنذ 21 دقائق

  • النهار

البطريرك الراعي خلال قداس في إهدن: البطريرك أسطفان الدّويهي كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة

توج البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات رعية إهدن - زغرتا بذكرى مولد الطوباوي البطريرك أسطفان الدويهي والذكرى السنوية الأولى لإعلان طوباويته. ترأس غبطته قداساً احتفالياً في كنيسة مار جرجس إهدن التي وصلها من الديمان قرابة الساعة الخامسة والنصف، وجرى له استقبال حاشد عند مدخل إهدن الجنوبي بقرب كنيسة مار ماما الاثرية حيث كان في الاستقبال جمع من الأهالي والأخويات والحركات الرسولية والكشافة والكهنة والمطارنة، وانتقل البطريرك إلى الكنيسة التي تحوي ذخائر الطوباوي الدويهي وضريح يوسف بك كرم وسط قرع الأجراس والزغاريد وحرق البخور. وعند السادسة تراس غبطته قداساً احتفالياً حضرته فعاليات زغرتا السياسية والاجتماعية والعسكرية وجمع من المؤمنين، وبعد الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظة من وحي المناسبة تناول فيها الدويهيي البطريرك والرحل المدافع عن الوطن والموارنة، وقال البطريرك: 1. وقعت دعوة المسيح هذه في قلب الطوباويّ أسطفان الدويهي، الذي يجمعنا هذا المساء، عشيّة ذكرى مولده في 2 آب 1630. لم تكن هذه الدعوة، بالنسبة إليه، عابرة، بل كانت دعوة حياة. الزهد هنا لا يعني اإنكار الذات لمجرّد التقشف، بل هو التحرّر من عبودية الأنا، والارتقاء إلى حبّ الله من دون قيد. الزهد الحقيقي هو بداية السير على درب المسيح، حيث يصبح حَملُ الصليب طاعةَ محبّة، لا خضوعاً قاسياً. الطوباوي البطريرك أسطفان زاهد بنفسه، وحمل صليبه، وتبع سيده بثبات في جميع مراحل حياته. 2.يسعدني أن أحييكم جميعاً، وقد توافدتم من كل مكان، للاحتفال معنا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نكرّم فيها ذكرى مولد الطوباوي البطريرك أسطفان الدويهي، ابن هذه المدينة إهدن، منبتِ البطاركة العظام والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين، وأرضِ رؤساء الجمهوريات، ورجال الثقافة والسياسة والشأن العام. 3. الطوباوي البطريرك كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة، كنسياً في العمق، مؤرخاً دقيقاً، كاتباً غزيراً، ورجلاً يوازن بين الإيمان والعقل، بين التقليد والتجدّد. وكان مربّياً للأجيال، ورائداً في الدفاع عن الهوية المارونية، ومقاوماً لكل محاولة تفتيتٍ أو تشويهٍ. عاش كاهناً قديساً، وأسقفاً ورعاً مثقّفاً، وبطريركاً مدبّراً شجاعاً، فأعلنته الكنيسة طوباوياً، واليوم نواكب بالصلاة دعوى رفعه قديساً فوق المذابح في كنائس العالم. 4. وُلد في زمن الشدائد والانقسامات، فحمل شعلة الإيمان والعِلم، وتربّى على التقوى والصلابة في الرؤية. عاش في روميه، وتثقّف في جامعاتها، لكنه ظلّ أميناً لتراث كنيسته المارونية، وعاد ليصير أسقفاً وبطريركاً في أحلك الظروف، وراح يكتب ويحفظ ويدوّن، حتى صار حارس التاريخ واللاهوت والليتورجية في الكنيسة المارونيّة، حافظاً لتراثها، ومجدداً لليتورجيتها، ومؤسساً لهويتها الحديثة. إن الكنيسة المارونية حين تقرأ سيرة قديسيها، لا تفعل ذلك لتذكرهم فحسب، بل لتستدعي حضورهم الحيّ، وتعيد تقديمهم كشفعاء وقدوة. ففي قداس اليوم، نرفع صلاتنا شاكرين الله على نعمة الدويهي، وملتمسين شفاعته من أجل كنيسة لبنان، وشعبنا المؤمن، ومؤسساتنا الروحية، ليبقى نورُ الايمان متقدّاً وسط ظلمات هذا الزمان. 5. كيف نذكر الدويهي، ولا نتذكّر رسالته الوطنية؟ كيف نحتفل به وننسى أنه كان رجل دولة بامتياز، يكتب إلى قناصل الدول، ويرعى شعبه في زمن الفقر والاحتلال؟ لقد كان صوتاً حراً في وجه القهر، وراعياً جسوراً في زمن الانقسامات. كان يرى أن البطريركية المارونية ليست فقط مسؤولية كنسية، بل رسالة وطنية، وصوتاً للكرامة، وجسراً للوحدة. من هذا الوادي المقدس الذي أنجب الدويهي، نرفع صلاتنا ليولد في لبنان اليوم رجال يعلون فوق الانقسامات، يحمون لبنان من شهوة السلطة، من جفاف الضمير، رجال يحكمون بالحقّ لا بالمصلحة، يقدمون المصلحة العامة، لا مصالحهم. 6.في ضوء كلمة الربّ في إنجيل اليوم: "من أراد أن يتبعني، فليزهد بنفسه، ويحمل صليبه ويتبعني" (متى 16: 24)، نتساءل "ألا يحتاج لبنان اليوم قادة يزهدون بذواتهم، ويتبعون صوت الضمير، صوت الله في أعماق نفوسهم؟ ألا نحتاج إلى زعماء وسياسيّين لا يبحثون عن النفوذ بل عن النهوض؟ ألا نحتاج إلى رجال دولة، لا رجال صفقات؟ إلى رجال فكر لا رجال مصالح؟ إلى رجال ضمير، لا أدوات تابعة؟". نحن نحتاج اليوم عودة روحيّة ووطنيّة، إلى بناء دولة تصان فيها الكرامة، ويعلوها الدستور، ويكون فيها المسؤول راعياً لا متسلّطاً، شريكاً لا خصماً. هذا ما شهده التاريخ في وجه الدويهي، وما يجب أن نشهده اليوم في وجه كلّ مسؤول، في أي موقع كان. 7. لقد حدّد لنا الطوباويّ البطريرك أسطفان الدويهي هوّيتنا وسالتنا. الهويّة هي فسيفساء الأديان والطوائف، أي الوحدة في التنوّع. أمّا الرسالة فهي العمل معاً من أجل إكمال قيام الدولة المدنيّة التي تفصل بين الدين والدولة، وتبقي قائمة العلاقة بين الدولة وعقيدة كلّ دين، وتجعل أساسها العدالة والمساواة وإشراك مختلف المواطنين في مؤسّسات الدولة. وعلى هذا الأساس تعود الثقة بين جميع اللبنانيّين، وتكون المواطنة حجر الزاوية. فبدون هذه الثقة تبقى الريبة هي الأساس، ويقود الشكّ إلى أن يحتمي المواطنون بالطائفة لا بالدولة. أمّا تنقية الذاكرة فتبقى المدخل الأساس إلى الثقة بين المواطنين. 8. فلنصلّ، أيّها الإخوة والأخوات، كي يشرق فجر جديد على لبنان، وعلى كنيستنا، وعلى عائلاتنا. نصلّي من أجل شرقنا الجريح، من فلسطين إلى سوريا والعراق، ومن أجل السلام في الأرض التي أحبّها الدويهي وكرّس حياته لأجلها. ونرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، إلى الأبد، آمين. * * *

هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟.. يسري جبر: ليسوا في غفلة
هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟.. يسري جبر: ليسوا في غفلة

صدى البلد

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى البلد

هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟.. يسري جبر: ليسوا في غفلة

قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الأموات في قبورهم ليسوا في غفلة تامة عن الدنيا، بل يشعرون ويُعرض عليهم من أعمال ذويهم ما يُسعدهم أو يُحزنهم، مؤكداً أن الموت بداية لحياة برزخية واعية. وأضاف الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن شعور الأموات بما يدور حولهم يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذوا أمواتكم بأعمالكم فإن أعمالكم تُعرض على أمواتكم"، مشيرًا إلى أن الإنسان مطالب بأن تكون أعماله بعد وفاة والديه وأجداده مصدر فخر وسرور لهم، لا مصدر أذى وألم. يسري جبر: النبي كان يسلم على أهل القبور ويخاطبهم بخطاب الحاضر وأضاف الدكتور يسري جبر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم على أهل القبور ويخاطبهم بخطاب الحاضر، قائلاً: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين"، وهو دليل على أن الأموات في حالة وعي وإدراك. وأشار الدكتور يسري جبر إلى قول سيدنا علي بن أبي طالب: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا"، مبينًا أن هذا القول لم يأتِ من فراغ بل من فهم عميق للقرآن والسنة، وهو الذي وصفه النبي بأنه "باب مدينة العلم". كما بيّن الدكتور جبر أن الموت ليس غفلة، بل هو لحظة كشف الحجب، حيث قال الله تعالى: "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد". فالإنسان يرى عند الموت من أمور الغيب ما لم يكن يراه في حياته، بل وقد يرى مكانه في الجنة أو النار، وتستقبله أرواح أهله الذين سبقوه. وأكد الدكتور يسري جبر على ضرورة معاملة الموتى بالأدب والتقدير، والامتناع عن ذكر مساويهم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم"، مشددًا على أن غيبة الميت أشد من غيبة الحي، لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وحرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًا.

البطريرك الراعي خلال قداس في إهدن: البطريرك أسطفان الدّويهي كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة
البطريرك الراعي خلال قداس في إهدن: البطريرك أسطفان الدّويهي كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة

تيار اورغ

timeمنذ 2 ساعات

  • تيار اورغ

البطريرك الراعي خلال قداس في إهدن: البطريرك أسطفان الدّويهي كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة

توج البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي احتفالات رعية إهدن - زغرتا بذكرى مولد الطوباوي البطريرك أسطفان الدويهي والذكرى السنوية الأولى لإعلان طوباويته. ترأس غبطته قداساً احتفالياً في كنيسة مار جرجس إهدن التي وصلها من الديمان قرابة الساعة الخامسة والنصف، وجرى له استقبال حاشد عند مدخل إهدن الجنوبي بقرب كنيسة مار ماما الاثرية حيث كان في الاستقبال جمع من الأهالي والأخويات والحركات الرسولية والكشافة والكهنة والمطارنة، وانتقل البطريرك إلى الكنيسة التي تحوي ذخائر الطوباوي الدويهي وضريح يوسف بك كرم وسط قرع الأجراس والزغاريد وحرق البخور. وعند السادسة تراس غبطته قداساً احتفالياً حضرته فعاليات زغرتا السياسية والاجتماعية والعسكرية وجمع من المؤمنين، وبعد الإنجيل المقدس ألقى غبطته عظة من وحي المناسبة تناول فيها الدويهيي البطريرك والرحل المدافع عن الوطن والموارنة، وقال البطريرك: 1. وقعت دعوة المسيح هذه في قلب الطوباويّ أسطفان الدويهي، الذي يجمعنا هذا المساء، عشيّة ذكرى مولده في 2 آب 1630. لم تكن هذه الدعوة، بالنسبة إليه، عابرة، بل كانت دعوة حياة. الزهد هنا لا يعني اإنكار الذات لمجرّد التقشف، بل هو التحرّر من عبودية الأنا، والارتقاء إلى حبّ الله من دون قيد. الزهد الحقيقي هو بداية السير على درب المسيح، حيث يصبح حَملُ الصليب طاعةَ محبّة، لا خضوعاً قاسياً. الطوباوي البطريرك أسطفان زاهد بنفسه، وحمل صليبه، وتبع سيده بثبات في جميع مراحل حياته. 2.يسعدني أن أحييكم جميعاً، وقد توافدتم من كل مكان، للاحتفال معنا بهذه الليتورجيا الإلهية التي نكرّم فيها ذكرى مولد الطوباوي البطريرك أسطفان الدويهي، ابن هذه المدينة إهدن، منبتِ البطاركة العظام والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين، وأرضِ رؤساء الجمهوريات، ورجال الثقافة والسياسة والشأن العام. 3. الطوباوي البطريرك كان لاهوتياً متبحّراً في العقيدة، كنسياً في العمق، مؤرخاً دقيقاً، كاتباً غزيراً، ورجلاً يوازن بين الإيمان والعقل، بين التقليد والتجدّد. وكان مربّياً للأجيال، ورائداً في الدفاع عن الهوية المارونية، ومقاوماً لكل محاولة تفتيتٍ أو تشويهٍ. عاش كاهناً قديساً، وأسقفاً ورعاً مثقّفاً، وبطريركاً مدبّراً شجاعاً، فأعلنته الكنيسة طوباوياً، واليوم نواكب بالصلاة دعوى رفعه قديساً فوق المذابح في كنائس العالم. 4. وُلد في زمن الشدائد والانقسامات، فحمل شعلة الإيمان والعِلم، وتربّى على التقوى والصلابة في الرؤية. عاش في روميه، وتثقّف في جامعاتها، لكنه ظلّ أميناً لتراث كنيسته المارونية، وعاد ليصير أسقفاً وبطريركاً في أحلك الظروف، وراح يكتب ويحفظ ويدوّن، حتى صار حارس التاريخ واللاهوت والليتورجية في الكنيسة المارونيّة، حافظاً لتراثها، ومجدداً لليتورجيتها، ومؤسساً لهويتها الحديثة.إن الكنيسة المارونية حين تقرأ سيرة قديسيها، لا تفعل ذلك لتذكرهم فحسب، بل لتستدعي حضورهم الحيّ، وتعيد تقديمهم كشفعاء وقدوة. ففي قداس اليوم، نرفع صلاتنا شاكرين الله على نعمة الدويهي، وملتمسين شفاعته من أجل كنيسة لبنان، وشعبنا المؤمن، ومؤسساتنا الروحية، ليبقى نورُ الايمان متقدّاً وسط ظلمات هذا الزمان. 5. كيف نذكر الدويهي، ولا نتذكّر رسالته الوطنية؟ كيف نحتفل به وننسى أنه كان رجل دولة بامتياز، يكتب إلى قناصل الدول، ويرعى شعبه في زمن الفقر والاحتلال؟ لقد كان صوتاً حراً في وجه القهر، وراعياً جسوراً في زمن الانقسامات. كان يرى أن البطريركية المارونية ليست فقط مسؤولية كنسية، بل رسالة وطنية، وصوتاً للكرامة، وجسراً للوحدة.من هذا الوادي المقدس الذي أنجب الدويهي، نرفع صلاتنا ليولد في لبنان اليوم رجال يعلون فوق الانقسامات، يحمون لبنان من شهوة السلطة، من جفاف الضمير، رجال يحكمون بالحقّ لا بالمصلحة، يقدمون المصلحة العامة، لا مصالحهم. 6.في ضوء كلمة الربّ في إنجيل اليوم: "من أراد أن يتبعني، فليزهد بنفسه، ويحمل صليبه ويتبعني" (متى 16: 24)، نتساءل "ألا يحتاج لبنان اليوم قادة يزهدون بذواتهم، ويتبعون صوت الضمير، صوت الله في أعماق نفوسهم؟ ألا نحتاج إلى زعماء وسياسيّين لا يبحثون عن النفوذ بل عن النهوض؟ ألا نحتاج إلى رجال دولة، لا رجال صفقات؟ إلى رجال فكر لا رجال مصالح؟ إلى رجال ضمير، لا أدوات تابعة؟". نحن نحتاج اليوم عودة روحيّة ووطنيّة، إلى بناء دولة تصان فيها الكرامة، ويعلوها الدستور، ويكون فيها المسؤول راعياً لا متسلّطاً، شريكاً لا خصماً. هذا ما شهده التاريخ في وجه الدويهي، وما يجب أن نشهده اليوم في وجه كلّ مسؤول، في أي موقع كان.7. لقد حدّد لنا الطوباويّ البطريرك أسطفان الدويهي هوّيتنا وسالتنا. الهويّة هي فسيفساء الأديان والطوائف، أي الوحدة في التنوّع. أمّا الرسالة فهي العمل معاً من أجل إكمال قيام الدولة المدنيّة التي تفصل بين الدين والدولة، وتبقي قائمة العلاقة بين الدولة وعقيدة كلّ دين، وتجعل أساسها العدالة والمساواة وإشراك مختلف المواطنين في مؤسّسات الدولة. وعلى هذا الأساس تعود الثقة بين جميع اللبنانيّين، وتكون المواطنة حجر الزاوية. فبدون هذه الثقة تبقى الريبة هي الأساس، ويقود الشكّ إلى أن يحتمي المواطنون بالطائفة لا بالدولة. أمّا تنقية الذاكرة فتبقى المدخل الأساس إلى الثقة بين المواطنين. 8. فلنصلّ، أيّها الإخوة والأخوات، كي يشرق فجر جديد على لبنان، وعلى كنيستنا، وعلى عائلاتنا. نصلّي من أجل شرقنا الجريح، من فلسطين إلى سوريا والعراق، ومن أجل السلام في الأرض التي أحبّها الدويهي وكرّس حياته لأجلها. ونرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والإبن والروح القدس، إلى الأبد، آمين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store