logo
تبريد عالمي ومجاعة.. هل يختل الكوكب مع حرب نووية بين الهند وباكستان؟

تبريد عالمي ومجاعة.. هل يختل الكوكب مع حرب نووية بين الهند وباكستان؟

الجزيرة٠٧-٠٥-٢٠٢٥

بحلول صباح السابع من الشهر الجاري، يتواصل القصف المتبادل بين باكستان و الهند عبر معظم خط وقف إطلاق النار في كشمير بعد أن قصفت الأخيرة الليلة الماضية 9 مواقع داخل باكستان قائلة إنها "بنية تحتية تابعة لإرهابيين مسؤولين عن هجوم مسلح في كشمير" الشهر الماضي.
ويأتي ذلك في سياق مهم، أن كلا من الهند باكستان تمتلك في المجمل بين 300 و400 رأس حربي نووي، ويمكن للأسف أن تستخدم في أي لحظة مع تصاعد الصراع الحالي.
وبالطبع تبقى الاحتمالات ضعيفة، لكن حتى الاحتمالات الضعيفة ذات العواقب الكارثية تبقى خطيرة جدا، والواقع أن العلماء يتوقعون أن النواتج البيئية لنشوب صراع نووي بين الهند وباكستان، أو أية دول أخرى، قد تكون ذات أثر غير مسبوق على كل الكوكب.
أطنان السخام
وتقدم دراسة -أجراها ألان روبوك ورفاقه من جامعة روتجرز الأميركية- تفصيلا لهذه الآثار البيئية المحتملة، حيث يمكن أن يؤدي تبادل إطلاق نووي باستخدام أسلحة تتراوح قوتها بين 15 و100 كيلوطن، تُفجّر فوق المراكز الحضرية، إلى إشعال عواصف نارية هائلة.
ووفق الدراسة، تُقدّر هذه الكمية بحوالي 16-36 تيراغراما من السخام في الغلاف الجوي العلوي (التيراغرام يساوي مليون طن) وذلك حسب كمية الأسلحة المُستخدمة وعددها.
وستعمل جزيئات السخام كعازل جوي، حيث تمتص الإشعاع الشمسي، مما يُسخّن الهواء المحيط ويرفع الجسيمات الدقيقة في الغلاف الجوي إلى طبقة الستراتوسفير.
وستقلل هذه العملية في المجمل من كمية ضوء الشمس الواصلة إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى تبريد عالمي كبير، وتتوقع النماذج التي فحصها العلماء انخفاضًا في متوسط ​​درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.8 إلى 5 درجات مئوية، مع حدوث أشدّ انخفاض في السنوات القليلة الأولى بعد انتهاء الصراع، وقد تصل إلى 8 درجات انخفاضا.
اضطراب الغذاء العالمي
سيؤدي ذلك بالتبعية إلى اضطراب أنماط الأمطار، مع انخفاض هطول الأمطار العالمي بنسبة تصل إلى 30%، مما يؤثر بشدة على توافر المياه.
وقد يؤدي تضافر انخفاض ضوء الشمس وانخفاض درجات الحرارة وتغير هطول الأمطار إلى تقصير مواسم نمو النباتات بشكل كبير، وبالتبعية تقليل كميات الغلة الزراعية الناتجة.
وفي هذا السياق، قد تعاني المحاصيل الأساسية مثل الأرز والقمح والذرة من انخفاض كبير، مما يؤدي إلى نقص غذائي واسع النطاق.
وقد أفادت دراسة بدورية "بي إن إيه إس" أن صراع من هذا النوع، حتى في حدود ضيقة، قد ينخفض ​​إنتاج الذرة بنسبة 13% والقمح 11% والأرز 3% وفول الصويا 17%.
وأشارت إلى أن هذه الانخفاضات غير مسبوقة وتتجاوز آثار موجات الجفاف والانفجارات البركانية التاريخية.
وبسبب انخفاض ضوء الشمس وبرودة المياه السطحية، ستشهد العوالق النباتية (أساس شبكات الغذاء البحرية) انخفاضًا في النمو، مما يؤدي إلى آثار متتالية في جميع أنحاء النظم البيئية البحرية.
وسيؤثر هذا الانخفاض على مصائد الأسماك ومليارات الأشخاص الذين يعتمدون على المأكولات البحرية كمصدر رئيسي للبروتين.
خطر المجاعة
وتُقدر دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر فود" أن صراعًا نوويًا إقليميًا قد يُعرّض المليارات حول العالم لخطر المجاعة بسبب هذه الاضطرابات الزراعية، خاصة في سياق اقتصاد عالمي متوتر.
وقد وضعت الدراسة نماذج لسيناريوهات مختلفة لحرب نووية، ووجدت أنه حتى إذا حدث صراع محدود فإنه يمكن أن يؤدي إلى نقص كارثي في ​​الغذاء.
وعلى سبيل المثال، قد تؤدي حرب بين الهند وباكستان إلى أكثر من ملياري حالة وفاة عالمية بسبب المجاعة، بينما قد تؤدي حرب واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وروسيا إلى أكثر من 5 مليارات حالة وفاة.
وتتأكد تلك النتائج في تقرير صدر عام 2013 وقد خلص الباحثون من جمعية "الأطباء الدوليون لمنع الحرب النووية" إلى أن نحو ثلث سكان العالم سيكونون عرضة لخطر المجاعة في حالة حدوث تبادل نووي إقليمي بين الهند وباكستان، أو حتى باستخدام نسبة صغيرة من الأسلحة النووية التي تمتلكها أميركا وروسيا، وسيلي ذلك ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، مما يؤثر على مئات الملايين من الأشخاص الضعفاء في أفقر دول العالم.
طبقة الأوزون
إلى جانب ذلك، قد يؤدي ارتفاع درجة حرارة طبقة الستراتوسفير والتفاعلات الكيميائية -التي تتضمن أكاسيد النيتروجين- إلى استنزاف كبير لطبقة الأوزون.
وقد يزيد هذا التناقص من كمية الأشعة فوق البنفسجية الضارة التي تصل إلى سطح الأرض، مما قد يُشكل مخاطر على صحة الإنسان والزراعة والنظم البيئية.
وأفاد فريق من جامعة كولورادو الأميركية أن فقدان الأوزون قد يتجاوز 20% عالميًا، ويتراوح بين 25% و45% عند خطوط العرض المتوسطة، وبين 50% و70% عند خطوط العرض الشمالية العليا، ويستمر هذا الأثر 5 سنوات، مع استمرار خسائر كبيرة لمدة 5 سنوات إضافية".
العالم على الحافة
تُبرز هذه الآثار طويلة المدى الطابع العالمي لعواقب الحرب النووية، إذ تؤثر على مناطق بعيدة كل البعد عن مناطق الصراع الأولية، ولا يقف الأمر عند حد الهند وباكستان، فهناك بين 12 و18 ألف رأس حربي نووي في العالم تتفاوت في القوة بشكل مذهل.
وبعد نهاية الحرب الباردة، كان الإنفاق على الأسلحة النووية ثابتا، ولكن عام 2023 شهد العالم ارتفاعا جديدا بقيادة الولايات المتحدة التي أنفقت أكثر من جميع القوى النووية الأخرى مجتمعة، وفقا لتقرير نشر مؤخرا من قبل الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية.
وبحسب التقرير، فإن النادي النووي الذي يضم 9 دول فقط (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا وإسرائيل وباكستان والهند والصين وكوريا الشمالية) أنفق على صناعة الأسلحة النووية مبالغ قدرها 91.4 مليار دولار سنويا (250 مليون دولار يوميا) عام 2023 وحده، بزيادة 13% عن العام السابق.
وببساطة، نحن في سياق سباق تسلح جديد يشبه سابقه الذي بدأ خلال الحرب الباردة، مما يفتح بدوره الباب للعديد من الدول كي تتحسس مسدساتها، فتطور من ترسانتها العسكرية قدر إمكانها، بما في ذلك السلاح النووي، ولمن تمكن من تطويره.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتكاسة لبرنامج الفضاء الهندي بعد فشل إطلاق قمر صناعي لمراقبة الأرض
انتكاسة لبرنامج الفضاء الهندي بعد فشل إطلاق قمر صناعي لمراقبة الأرض

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • الجزيرة

انتكاسة لبرنامج الفضاء الهندي بعد فشل إطلاق قمر صناعي لمراقبة الأرض

في صباح اليوم الأحد (18 مايو/أيار 2025) شهدت الهند انتكاسة في برنامجها الفضائي بعد فشل إطلاق القمر الصناعي لمراقبة الأرض "إيوس-09" الذي كان على متن الصاروخ "بي إس إل في -سي 61". بدأ الإطلاق من مركز ساتيش داوان الفضائي في سريهاريكوتا، وكان الهدف هو وضع القمر الصناعي في مدار شمسي متزامن بارتفاع 525 كيلومترًا. ويعرف هذا المدار بأنه مدار يمر القمر الصناعي فيه فوق النقطة نفسها من الأرض تقريبًا في الوقت الشمسي المحلي نفسه كل يوم، أي إنه يلتقط صورا بزاوية الإضاءة نفسها القادمة من الشمس إلى الأرض، مما يسهل المقارنة بين الصور الملتقطة على مدار الأيام. المرحلة الثالثة القمر مزود برادار فتحة تركيبية، يسمح له بالتقاط صور عالية الدقة لسطح الأرض في جميع الأحوال الجوية، ليلًا ونهارًا، ويهدف لتعزيز قدرات الهند في المراقبة الأرضية والاستشعار عن بُعد، ومن ذلك مراقبة الحدود وإدارة الكوارث والتخطيط الحضري. وبحسب المخطط له، أدت المرحلتان الأولى والثانية للصاروخ وظيفتهما بشكل طبيعي، ولكن في المرحلة الثالثة حدث انخفاض في ضغط غرفة الاحتراق أدى إلى فشل المهمة وعدم وصول القمر الصناعي إلى مداره المحدد. إعلان وأعلن رئيس وكالة الفضاء الهندية، في. نارايانان، خلال البث المباشر لإطلاق الصاروخ، عن تشكيل "لجنة تحليل الفشل" للتحقيق في الأسباب الفنية وراء الخلل في المرحلة الثالثة. صواريخ الهند هذا الفشل يُعد الثالث في تاريخ صواريخ "بي إس إل في" منذ بدء استخدامها في التسعينيات، مما يُبرز التحديات المستمرة في مجال استكشاف الفضاء. ويعد "بي إس إل في" أنجح وأكثر مركبات الإطلاق الهندية موثوقية، ويُستخدم لوضع الأقمار الصناعية في المدار، ويعمل بالتناوب بين مراحل الوقود الصلب والسائل. كما أن الصاروخ متعدد الاستخدامات، إذ يمكنه إطلاق أنواع مختلفة من الأقمار الصناعية، في مجالات مراقبة الأرض، والاتصالات، والملاحة، وغيرها. ويهدف الصاروخ بشكل أساسي لإطلاق الأقمار الصناعية إلى مدارات قطبية، إلى جانب مدارات أخرى أيضًا مثل المدار الثابت بالنسبة إلى الأرض والمدار المتزامن مع الشمس.

موقع إيطالي: سقوط صاروخ صيني بالهند قد يكشف أسرارا عسكرية
موقع إيطالي: سقوط صاروخ صيني بالهند قد يكشف أسرارا عسكرية

الجزيرة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

موقع إيطالي: سقوط صاروخ صيني بالهند قد يكشف أسرارا عسكرية

قال موقع "شيناري إيكونومتشي" الإيطالي إن الصاروخ جو-جو الصيني من طراز "بي إل-15 إي" الذي سقط داخل الأراضي الهندية خلال المعارك بين باكستان والهند، يُعدّ "غنيمة عسكرية ثمينة" قد تفتح الباب لكشف أسرار تكنولوجية صينية متقدمة. وذكر الموقع في تقرير أعده الكاتب فابيو لوغانو أن "بي إل-15" من أكثر الصواريخ الصينية تطورا، وقد سقط في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبقيت أجزاء منه سليمة تماما، وهو ما قد تستفيد منه الهند. ودول حليفة أخرى. ونقل الكاتب عن مسؤولين باكستانيين قولهم في مؤتمر صحفي إن المقاتلات صينية الصنع من طراز "جي-10" و"جي إف-17″، وكذلك مقاتلات "إف-16 فايبر" الأميركية قد شاركت في الاشتباكات الجوية ضد القوات الهندية في ليلة السادس إلى السابع من مايو/أيار، وأشاروا بوضوح إلى استخدام صواريخ "بي إل-15 إي" في المعارك مع الهند. تحييد الصاروخ ويقول لوغانو إن أجزاء كثيرة من صواريخ "بي إل-15 إي" الصينية سقطت في الأراضي الهندية على طول الحدود مع باكستان وبقيت أجزاء كبيرة منها سليمة، حيث تُظهر الصور ومقاطع الفيديو معظم القسم الخلفي من أحد هذه الصواريخ وما يبدو أنه جزء من قسم التوجيه ملقى على الأرض. وأوضح الكاتب أن مقطع فيديو متداولا يُظهر عناصر من القوات الهندية وهم يؤمّنون موقع سقوط الصاروخ، لكن لا يبدو أن هناك صورا تُظهر التدمير الفعلي للصاروخ، ومن المرجح ألا يكون الجانب الهندي قد تخلص من كامل أجزائه بالنظر إلى أهميته الاستخباراتية. لماذا بقي الصاروخ سليما؟ أكد الكاتب أن فقدان الصواريخ -خاصة عندما تبقى سليمة- قد يكون ناتجا عن عدة عوامل، ويشمل ذلك الإطلاقات التي تتم على أقصى مدى خارج نطاق الرؤية، من دون دعم توجيهي مستمر من الطائرة المُطلِقة. كما يمكن استخدام هذه الإطلاقات بشكل دفاعي أو هجومي، إذ يُطلق الصاروخ باتجاه هدف ويدخل في وضعية "أطلق وانسَ"، من دون مساعدة من الطائرة المُطلِقة، وذلك قبل وقت طويل من تفعيل الباحث الخاص به. وخلال هذه الإطلاقات، يحاول الصاروخ تقدير مكان الهدف استنادا إلى البيانات الأولية إلى حين توقف طائرة الإطلاق عن إرسال التحديثات في منتصف المسار، ثم يقوم رادار الصاروخ الذي يمتلك مدى محدودا، بالبحث عن الهدف عندما يعتقد أنه أصبح ضمن نطاقه. وحسب الكاتب، تُقلل هذه الوضعية في الإطلاق بشكل كبير من احتمالية إصابة الهدف، لكنها قد تزيد بشكل كبير من فرص بقاء الطائرة المُطلِقة بعيدا عن الخطر. وبالنظر إلى أن الطائرات الهندية أو الباكستانية لم تتجاوز الحدود ضمن هذه المناوشات الجوية، فمن المرجح أنه تم تنفيذ إطلاقات من مسافات بعيدة مع توجيه محدود من قبل الطائرات المُطلِقة. وذكر الكاتب أنه لا يمكن أيضا استبعاد احتمال حدوث خلل بسيط في الصاروخ، مما أضعف من أدائه أثناء الطيران، أو قد يكون الأمر نتيجة الاصطدام مع طائرات هندية بالنسبة للأجزاء الأصغر. أضاف الكاتب أن صاروخ "بي إل-15" دخل الخدمة في الصين منذ منتصف العقد الماضي، ويعد واحدا من أكثر صواريخ جو-جو الصينية تطورا. ويُعتقد أنه تم تطويره ليكون نظيرا تقريبيا لصاروخ "إيه آي إم-120 أمرام" الأميركي. وتابع أن هذا الصاروخ الصيني موجه بالرادار ومزود بباحث من نوع مصفوفة المسح الإلكتروني النشط بما يتيح أوضاعا نشطة وسلبية. كما يُذكر ضمن ميزاته أنه يوفر مقاومة محسّنة للتدابير المضادة للترددات الراديوية مقارنة بسابقيه من الصواريخ الصينية، كما يحتوي على وصلة بيانات ثنائية الاتجاه تسمح بتحديثات التوجيه بعد الإطلاق. وختم الكاتب بأن المدى الأقصى المعلن لصاروخ "بي إل-15" هو حوالي 200 كيلومتر، لكن مدى النسخة المعدّة للتصدير "بي إل-15 إي" والتي تستخدمها باكستان حاليا يرجح أنه لا يتجاوز 145 كيلومترا.

اكتشاف سحابة نجمية ضخمة لم تكن مرئية بالقرب من نظامنا الشمسي
اكتشاف سحابة نجمية ضخمة لم تكن مرئية بالقرب من نظامنا الشمسي

الجزيرة

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

اكتشاف سحابة نجمية ضخمة لم تكن مرئية بالقرب من نظامنا الشمسي

اكتشف فريق دولي من العلماء، بقيادة جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأميركية، سحابة هيدروجينية جزيئية يُحتمل أن تكون مُشكّلة للنجوم، وهي واحدة من أكبر الهياكل المنفردة في السماء، ومن بين أقربها إلى الشمس، والأرض بالتبعية، على الإطلاق. وتقول الدكتورة بليكسلي بوركهارت، الأستاذة المشاركة في قسم الفيزياء والفلك بجامعة روتجرز والتي ساهمت في إعداد الدراسة، في تصريحاتها للجزيرة نت: "يفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة لدراسة الكون في نطاق السحب الجزيئية، ولمزيد من الاستكشافات التي كنا غافلين عنها، كما يفتح نافذة جديدة على كيفية تشكل النجوم والكواكب، وكيف تتكوّن مجرتنا". السحابة الخفية أطلق العلماء على سحابة الهيدروجين الجزيئية المكتشفة اسم "إيوس"، ويتعلق بإلهة في الأساطير اليونانية القديمة تُجسّد الفجر. ووفقا لبيان جامعة روتجرز، فقد تم الكشف عن تلك الكرة هلالية الشكل، التي ظلت غير مرئية للعلماء لفترة طويلة، من خلال البحث عن مُكوّنها الرئيسي وهو الهيدروجين الجزيئي. وتقول الدكتورة بليكسلي بوركهارت في تصريحات خاصة للجزيرة نت: "ظلت سحابة إيوس مختبئة لفترة طويلة لأنها لا تظهر بالطريقة المعتادة التي يكتشف بها علماء الفلك السحب في الفضاء، حيث إنه في معظم الأحيان، يبحث العلماء عن غاز يُسمى أول أكسيد الكربون لرصد السحب المُشكّلة للنجوم". إعلان وتضيف "لكن سحابة إيوس مختلفة، فهي تتكون في الغالب من جزيئات هيدروجين لا تلمع بالطريقة المعتادة، وتحتوي على نسبة ضئيلة جدا من أول أكسيد الكربون، وبالتالي فإن هذا جعلها شبه غير مرئية للتلسكوبات التقليدية". وتوضح بوركهارت -في تصريحها للجزيرة نت- أن ما تم الكشف عنه كذلك هو "طريقة جديدة ترصد وهجا فوق بنفسجي خافتا ينبعث من جزيئات الهيدروجين عند اصطدامها بضوء النجوم، ويبدو الأمر كما لو أن السحابة كانت تتوهج بهدوء في الظلام، لكننا لم نكن ننظر بالنوع المناسب من الضوء حتى الآن". تقع السحابة على بُعد حوالي 300 سنة ضوئية من الأرض، وكتلتها حوالي 3400 ضعف كتلة الشمس، وقد نشر الفريق مقطعا مرئيا يوضح هيكليتها بدقة. تتكون السحب الجزيئية من الغاز والغبار، والجزيء الأكثر شيوعا هو الهيدروجين، وهو اللبنة الأساسية للنجوم والكواكب، وهو ضروري للحياة. وضمن تصريحاتها للجزيرة نت، تقول بوركهارت "السحابة الجزيئية أشبه بحضانة كونية، فهي سحب ضخمة مظلمة في الفضاء تتكون في معظمها من جزيئات الهيدروجين، وهي باردة للغاية، ببضع درجات فقط فوق الصفر المطلق، ومليئة بما يكفي من الغاز والغبار لتكوين نجوم وأنظمة كوكبية كاملة". ونظرا لبرودة هذه السحب وكثافتها، يمكن للجاذبية أن تسيطر وتتسبب في انهيار أجزاء منها، مما يُشكّل نجوما جديدة على مدى ملايين السنين، وقد تُشكّل هذه النجوم كواكب، وفي النهاية أنظمة شمسية مثل نظامنا الشمسي. وتقول بوركهارت "سحابة إيوس هي أقرب سحابة معروفة لمواد مُشكّلة للنجوم والكواكب إلى الأرض، وهي تبعد عن الأرض بحوالي 300 سنة ضوئية فقط. هذا وحده يجعلها حدثا مهما، فهي تقع في فنائنا الخلفي الكوني الذي لم نكن نعلم بوجوده". وتضيف "وبالتالي فإن اكتشاف إيوس قد يُغير قواعد اللعبة، وهو ما يعني أن هناك العديد من السحب الخفية الأخرى، القريبة وحتى البعيدة عبر الكون، والتي كنا غافلين عنها، كما أن اكتشاف إيوس يعتبر بمثابة اكتشاف مثير للاهتمام، لأنه يُمكننا الآن قياس كيفية تشكل السحب الجزيئية وتفككها بشكل مباشر، وكيف تبدأ المجرة بتحويل الغاز والغبار البينجمي إلى نجوم وكواكب".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store