عبد الله عوض القرني نشر في الرياض يوم 01 - 08
مضت قافلة التحول والترحال لتقف عين ذاك المراقب على مشهد هذه القرية السياحية اليوم، حيث تغيرتْ كل قاعات التشكيل والألوان، إلى تنوعٍ واختلاف هائلٍ في طبيعة المكان والمشهد، واختلفت مسارات الأفكار، وطبيعة التلقي بين العرض والطلب، فما إن يدلف الزائر الجديد مرّةً أخرى إلى القرية الجديدة حتى يشمّ رائحة البُنّ القوية، تفوح في ردهات القرية، ثم يجول ببصره في أروقة هذه القرية فإذا (البراندات) الحديثة، والأسماء (المودرن) التي تلفت نظر العابرين بتشكيلاتها وملامحها الحديثة جداً، هنا مقاعد للكوفيهات والمقاهي بالغة الأناقة والتصميم، وهناك تتجلى فكرة التصاميم الابتكارية المستقلة لذاتها (صوتاً وصورة). هنا؛ وفي هذه القرية ذاتها تحولت ثقافة التأمل المجانيّ إلى ثقافة الاستهلاك الماديّ والغذائيّ البحت، وخصوصا ثقافة المشروبات (والتقاط صورة الكوب الأنيق) وبالتأكيد أنّ من يعيش داخل المرحلة ويتفاعل معها، لن يلحظ ذلك التحول خصوصاً من أجيالنا الجديدة -رعاها الله- مثلما يلحظه من يراقب المشهد من بعيد وقد عاش المرحلتين، ولكنني أرصد حقيقة هذه التحولات التي تحمل فوق موجاتها المتسارعة أرتال البشر، دون وعي الأغلبية، ودون ممانعتهم أيضاً، والواقع أنّ التحولات الثقافية في ذهنية أي مجتمع بشكل عام هي طبيعةٌ كونية لا مناص منها، تفرضها العديد من العوامل المتناغمة والمتداعية، منها عوامل الوضع المادي والاقتصادي للمجتمع، ومنها طبيعة التأثر بالفعل الإعلامي والقوة المعاصرة ل(السوشل ميديا) ومنها، الميل البشريّ المعتاد نحو التغيير والتجديد، نتيجةً للسأم والضيق من الرتابة، ولا يعني في الوقت نفسه أنّ ثقافة القديم تفوّقت على الثقافة الجديدة، أو العكس، فلكل مرحلةٍ ثقافية جيلها وفكرها وظروفها، ومن العبث وهدر الوقت أن نستقبل الموجات العاتية بغربال الحنين إلى الماضي والبكاء على الأطلال، لأنّ حاضرنا الثقافيّ اليوم بكل ما له وما عليه سيكون ذات يومٍ ماضٍ نحنّ إليه أيضاً، ولكن ذلك الرقيب البعيد المهووس بالتأمل الصامت يظلّ علامةً فارقةً بين هذه التحولات، لأنه يلاحظ من خلال التأملات والمقارنات الزمانية والمكانية، ويعيش (الماقبل والمابعد) فيطوّقُ هذه الانتقالات ويحيطها بسحائب الفِكر والتحليل، وهو كذلك يجعل من ملاحظاته هذه توثيقاً وشهادة عيان، قد تكون مرجعاً إن دعت الحاجة، وقد يطويها قطار التحولات الهادر أبداً في عالم الانقراض.
جانب من معرض احتضنته القرية
جانب من المشغولات اليدوية في أحد الملتقيات بقرية المفتاحة
فن القط عراقة متجذرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 5 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : وفاة والد معتمد جمال مدرب الزمالك السابق
السبت 2 أغسطس 2025 12:40 صباحاً نافذة على العالم - أعلن معتمد جمال، المدرب السابق لنادي الزمالك عن وفاة والد مشيرا إلى موعد و مكان الجنازة . وكتب معتمد جمال عبر حسابه الرسمي بموقع فيسبوك :لا اله الا الله والدي في ذمة الله صلاة الجنازه بعد صلاة الظهر بمسجد احمد عرابي بجوار شركة الكهرباء و أشار :والعزاء امام شركة الكهرباء بجوار كوبري احمد عرابي. وانهالت التعازي علي معتمد جمال من جماهير الكرة المصرية وزملائه وتمنى الجميع للراحل الرحمة والصبر والسلوان لعائلتة.


نافذة على العالم
منذ 5 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: كان نفسي أشتغل مع دنيا سمير غانم
السبت 2 أغسطس 2025 12:40 صباحاً نافذة على العالم - أعرب الفنان محمد ممدوح عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في فيلمه الجديد "روكي الغلابة"، الذي يُعرض حاليًا في دور العرض السينمائي ضمن موسم أفلام صيف 2025، ويشاركه البطولة الفنانة دنيا سمير غانم، ومن إخراج أحمد الجندي. وعبّر محمد ممدوح، في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان ببرنامج "سبوت لايت"، المذاع على قناة صدى البلد، عن مدى حماسه للتجربة قائلاً: "مبسوط جدًا ويارب الفيلم يعجبكوا يارب إن شاء الله.. ويارب يبقى فيلم حلو وننبسط كلنا". العمل مع طاقم الفيلم وأكد محمد ممدوح أن العمل مع طاقم الفيلم كان تجربة ممتعة، مشيرًا إلى تقديره العميق لكل من شارك في هذا المشروع، قائلاً: "مبسوط بالتعاون جدًا مع كل الناس اللي في الفيلم الحمد لله، وشايف إننا كلنا عملنا مجهود كبير عشان الفيلم يطلع بشكل كويس". وتحدث محمد ممدوح عن تعاونه مع المخرج أحمد الجندي، مؤكدًا أن العلاقة بينهما قائمة على الاحترام الفني والثقة المتبادلة، قائلاً: "أحمد الجندي بحبه جدًا، وبحب أشتغل معاه جدًا، وبحب شغله جدًا.. وثقة كبيرة يعني في أستاذ أحمد الجندي". وأبدى محمد ممدوح إعجابه الشديد بالفنانة دنيا سمير غانم، معتبراً إياها "اكتشافًا" بالنسبة له على المستوى الفني، رغم شهرتها الكبيرة، قائلاً: "دنيا سمير غانم أنا اتشرفت بالشغل معاها فعلًا، اكتشاف بالنسبة لي، كان نفسي أشتغل معاها من زمان، ويارب يارب بقى ده يكلل بالنجاح".


نافذة على العالم
منذ 5 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار مصر : هل صلاة الرجل مع زوجته في البيت تعتبر جماعة؟.. دار الإفتاء تجيب
السبت 2 أغسطس 2025 12:40 صباحاً نافذة على العالم - ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: رجلٌ اعتاد أن يصلي الصلوات المفروضة في المسجد مع الجماعة، لكنه في بعض الأوقات يكون مرهقًا فيصلي في البيت هو وزوجته جماعةً، فهل يعد بذلك محققًا صلاةَ الجماعة هو وزوجته، مُحصِّلَين فضلَها؟ وقالت من المقرر شرعًا أن صلاة الجماعة من خصائص الشرع الحنيف، وركيزة من ركائزه التي انفرد بها عن غيره من الشرائع والأديان، وحث على أدائها بمضاعفة المثوبة والأجر عليها عن صلاة المنفردِ وَحدَه. وذكرت دار الإفتاء أن الأصل في ذلك: ما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه. وفي روايةٍ: «بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» أخرجها الإمام البخاري من حديث أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه. وتابعت: ومع اتِّفاق الفقهاء على فضل صلاة الجماعة، إلا أنهم اختلفوا في حكمها التكليفي إلى أقوال، بيانها ما يأتي: القول الأول: أنَّ صلاة الجماعة سُنة مؤكَّدة في حق الرجال، وإليه ذهب الحنفية في قول، والمالكية في المعتمد، والشافعية في وجهٍ. القول الثاني: أنَّ صلاة الجماعة فرض كفاية، وإليه ذهب الشافعية في الأصح، ووافقهم الإمامان الكَرْخِي والطَّحَاوِي من الحنفية، ونقله الإمام المَازَرِي عن بعض فقهاء المالكية. القول الثالث: أنَّ صلاة الجماعة واجبةٌ وجوبًا عينيًّا، وإليه ذهب الحنابلة، والحنفية في الراجح، والشافعية في وجهٍ آخَر. وأوضحت أنه من المقرر أيضًا أن الجماعة تنعقد في غير صلاة الجمعة والعيدين باثنين من المُكلَّفِين فأكثر، أي باجتماعِ واحدٍ مع الإمام، سواء كان ذلك الواحدُ -المأموم- رجلًا، أو امرأة، وسواء كان ذلك بالمسجد أو في غيره كالبيت والسوق ونحوه. والأصل في ذلك: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» أخرجه الإمامان: البخاري -واللفظ له- ومسلم من حديث مالك بن الحُوَيْرِث رضي الله عنه. ولَمَّا كان الأمر كذلك، فإذا أمَّ الرجلُ زوجتَه وصلى بها في البيت تحقق بصلاتهما الجماعةُ، ونالَا بذلك أجرَ ثوابها. وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فصلاة الجماعة من أعظم شعائر الإسلام، أمر بها ورغَّب في أدائها بمضاعفة المثوبة عليها وتعظيم أجرها عن صلاة المنفردِ، وهي تنعقد في غير الجمعة والعيدين باجتماعِ واحدٍ مع الإمام، رجلًا كان أو امرأة، في المسجدِ وغيره، ومن ثمَّ فإن أداء الرجل بعض الصلوات المفروضة في بيتهِ مع زوجتهِ أمرٌ تتحقق به صلاة الجماعةُ، وينالَان بذلك أجرَها، ويحصل لهما عظيمُ ثوابها.