
الكيان الصهيوني: الشر المستطير
لن تعرف منطقة الشرق الأوسط الهدوء والأمن والاستقرار قطْ طالما بقي الكيان الصهيوني جاثماً فوق أرض فلسطين المحتلة، مدعوماً غربياً، ومُمعناً في جرائمه بدون رادع.
اضافة اعلان
وما يزال «بنيامين نتنياهو» يعتقد أن الفرصة مواتية الآن لما زعمه «بتغيير وجه» الشرق الأوسط، من خلال شن العدوان على إيران، بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، ورفض الانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية، والمسارعة في الاستيلاء على جبل الشيخ ومواقع عدة بالجولان السوري فور سقوط النظام السوري، في 8 ديسمبر 2024، وإعلان إنهاء اتفاق «فض الاشتباك» مع سورية لعام 1974 والسيطرة على المنطقة العازلة التي تقدر مساحتها بـ 235 كلم مربع، جراء أهميتها البالغة بالنسبة للمخطط الصهيوني التوسعي في المنطقة.
وإلى جانب الدعم الأميركي، مالاً وعتاداً وسلاحاً؛ سارعت دول غربية عديدة لإسناد الكيان المُحتل في هجومه على إيران، وفي مقدمتها ألمانيا، أسوة بموقفها من حرب غزة، فرغم الإدانات الخجولة التي صدرت عنها لجرائم الاحتلال في القطاع والمطالبة بوقفها عقب دعمها المطلق، إلا أنه من الواضح أن برلين لا تزال حبيسة العلاقة الصهيونية– النازية ولم تبرحها بعدْ، وهي علاقة وثيقة شائكة أنتجت منافع كثيرة متبادلة، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
لم تنقضِ آثار التعاون الوثيق بين الصهيونية وألمانيا النازية بنهاية النظام النازي وموت زعيمه «أدولف هتلر»، عام 1945، بل استمرت بعده، عبر تمثله فكراً وسلوكاً في الكيان المُحتل، ومن خلال ما أثمرت عنه من اتفاقية ثنائية مهمة عام 1933 أسهمت في تعزيز المشروع الصهيوني وتمهيد الأرضية لقيام «الدولة» لاحقاً في فلسطين المحتلة، وهي تفاصيل مهمة كشف عنها الكاتب والمفكر الأميركي «دوغلاس يوفان» في مقال نشره على منصة «ResearchGate» في أكتوبر 2024، وقام بترجمته مشكوراً الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بني هاني مؤلف «معجم لسان العرب الاقتصادي» الصادر حديثاً، لما يُفسر حجم الدعم الألماني المُطلق للكيان الصهيوني والمتواصل حتى اليوم.
أطرت اتفاقية «هافارا»، التي تعد حلقة وازنة في العلاقات الصهيونية – الألمانية، أكبر عملية هجرة يهودية إلى فلسطين المحتلة في ذلك الوقت، تنظيماً وتمويلاً، حينما مكنت زهاء 50 ألف يهودي بين عامي 1933 – 1939 من مغادرة ألمانيا نحو «أرض الميعاد» المزعومة، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية واستيطانها بالقوة المسلحة عقب مصادرتها وطرد أصحابها الأصليين، مما أسهم في تعزيز المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة.
أما تمويلاً؛ فقد سهلت الاتفاقية تحويل أصول اليهود في ألمانيا إلى فلسطين عبر شراء البضائع الألمانية التي تُشحن لاحقاً وتُباع للمستوطنين، وتُحول عائداتها إليهم وحدهم، بالتنسيق مع مؤسسات مالية وتجارية تابعة للحركة الصهيونية، لاسيما بنك «أنغلو – فلسطين» الذي تأسس عام 1902 لدعم مشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين، ولعب دوراً محورياً في تنفيذ الترتيبات المالية «لهافارا».
وبذلك؛ فإن ألمانيا النازية فتحت المجال أمام مسار تنظيمي مُنسق للهجرات اليهودية الضخمة المتعاقبة فيما بعد، واستفادت اقتصادياً إزاء الترويج لصادراتها المحلية، وساعدت أيضاً في تأسيس دعائم اقتصادية للمشروع الاستيطاني الإحلالي الاستعماري في فلسطين المحتلة، عادت بالنفع على مسار التحول الذي قاد لاحقاً لإعلان الكيان الصهيوني.
وبطبيعة حال براغماتية الحركة الصهيونية؛ فلم تكترث كثيراً للانتقادات والأصوات اليهودية المعارضة للتعاون مع النظام النازي الذي كانت تصنفه كمعادٍ للسامية، وتعتبر أن الاتفاقية تُقوض حملة المقاطعة الدولية ضده وتشكل خرقاً لمقاطعة البضائع الألمانية آنذاك. وقد أسهم هذا التغاضي عن التباينات حتى لو كانت جوهرية لأجل تحقيق مكاسب سياسية، في تعزيز التوجه الصهيوني الداعي لحصر «الخلاص» اليهودي بفلسطين، مما جهز الأرضية الخصبة لدعم المخطط الصهيوني التوسعي.
تعد اتفاقية «هافارا» أحد أشكال التواطؤ الغربي مع الصهيونية ضد الحقوق الفلسطينية والعربية، والذي أدى لإقامة كيان استعماري «وظيفي» في فلسطين المحتلة، أضحى شراً مُستطيراً على المنطقة بكاملها.
للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
وزير خارجية إيران يطلب من واشنطن 'اتصال هاتفي واحد'
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، تستطيع وقف هجمات إسرائيل 'باتصال هاتفي واحد'. وقال وزير الخارجية الإيراني، الإثنين، إن اتصالا هاتفيا واحدا من واشنطن يكفي لوقف الحرب الإسرائيلية، وتمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية. وأضاف عراقجي عبر منصة 'إكس' أن بلاده لم تبدأ الحرب، لكنها مستعدة للقتال حتى آخر لحظة، مشددا على أن الرد الإيراني على إسرائيل مستمر ما دامت الهجمات الإسرائيلية مستمرة. وحذر عراقجي من توريط الولايات المتحدة في الحرب، قائلاً إنه سيُدمر أي أمل في حل تفاوضي، وسيجلب 'عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها، وربما تكون كارثية على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي'. شهدت العاصمة الإيرانية طهران، صباح الاثنين، تصعيدا عسكريا حادا بين إيران وإسرائيل، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مقرات قيادية إستراتيجية تابعة لفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقاً)، أن 'طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه استخباراتي دقيق من هيئة الاستخبارات العسكرية، أغارت على مقرات قيادة تابعة لفيلق القدس والجيش الإيراني'. وبرر أدرعي العملية بالقول إن 'عناصر من فيلق القدس استخدمت مقرات القيادة، بهدف التخطيط لعمليات إرهابية ضد دولة إسرائيل عبر وكلاء النظام الإيراني في الشرق الأوسط'. ونشر المتحدث العسكري الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر المواقع المستهدفة، والتي تضمنت مباني قيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
ترامب: إيران لن تنتصر.. يجب أن تتفاوض 'قبل فوات الأوان'
شارك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، في اليوم الأول من قمة مجموعة السبع في كندا، حيث يتصدر تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران جدول أعمال الزعماء. وفي تصريحات أدلى بها على هامش القمة، قال ترامب إن استعداد إيران للتفاوض إشارة إلى نيتها خفض التصعيد تجاه إسرائيل. وأشار ترامب للصحفيين: 'لكن كان عليهم فعل ذلك من قبل. أعطيتهم 60 يوما، وكان لدي 60 يوما (لإبرام اتفاق نووي)، وفي اليوم الـ61 قلت: 'ليس لدينا اتفاق'. وأضاف ترامب: 'عليهم إبرام اتفاق، إنه أمر مؤلم للطرفين، لكنني أقول إن إيران لن تفوز بهذه الحرب.. ويجب أن يتفاوضوا فورا قبل فوات الأوان'. وعند سؤاله عن إمكانية تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع بين طهران وتل أبيب، رفض ترامب التعليق قائلا: 'لا أريد الحديث عن ذلك'. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي، إنه سيتم التوصل 'قريبا' إلى سلام بين إسرائيل وإيران. وذكر ترامب، في منشور على منصة 'تروث سوشال': 'إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماما كما جعلت الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق'.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
نتنياهو: لا أستبعد اغتيال خامنئي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إنه لا يستبعد إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. واعتبر نتنياهو في مقابلة مع شبكة 'إي بي سي نيوز' الأميركية، أن مثل هذه الخطوة قد تسهم في تهدئة التوترات في المنطقة، خلافا لما يشاع عن أنها قد تؤدي إلى تصعيدها. وفي وقت سابق، ذكرت مصادر أميركية لرويترز أن ترامب عارض خلال اليومين الماضيين خطة إسرائيلية لاغتيال خامنئي، معتبرا أن طهران لم تهاجم أي أهداف أميركية حتى الآن. تهديد من وزير الدفاع وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل ستضرب 'الديكتاتور الإيراني أينما وجد' في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وذلك بعد استهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في طهران. وقال كاتس في بيان 'تم استهداف هيئة البث التابعة للنظام الإيراني، المسؤولة عن الدعاية والتحريض … وذلك بعد تنفيذ عملية إخلاء واسعة للسكان في المنطقة'. وأضاف 'سنضرب الديكتاتور الإيراني أينما وجد'.