
إني أفتقدك يا وطني..؟!
أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد هويتك، وسكينتك، وامنك، وذاتك، وشعورك بالأنتماء للمكان، الذي ولدت فيه وترعرعت، وحلمت، وشطحت باحلامك فيه ومن أجله ..!
أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد لمحيطك الأسري والاجتماعي، وللقيم والأخلاقيات والمبادئ، التي استوطنت وجدانك.. أن تفتقد وطنك فأنت تفتقد لدفء المكان، وتناغمه نفوس كل من فيه.. أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد لرائحة ' أمك' لعطرها، لبخورها، ' لسجادة الصلاة' التي كانت تقف عليها، تواجه ' الله' وتبتهل إليه، أن يحفظك، ويوفقك، ويعلي شأنك، ويحقق لك أحلامك..!
أن تفتقد وطنك.. فأنت تفتقد طفولتك وشبابك، تفتقد طريقا كنت تمر بها، ومكانا كنت تلهو به وتلعب مع أقرأنك.. أن تفتقد وطنك، فأنت تفتقد لعقود من الذكريات المتداخلة بفرحها واحزانها..!
أن الوطن ليس مجرد 'بطاقة' ولا 'جواز سفر' دونت عليهما فترة صلاحياتهما..؟!
فالوطن ليس ' مصنعا' و ' اناء، وأنتم، وهم، وهن، ونحن' جميعا لسنا ' علب فول' محدودة الصلاحية..!
أن الوطن الذي نفتقده، ليس هذا الذي نحن فيه، فما نحن فيه، ليس وطننا، بل 'حلبة مصارعة' لي' فرسان الخيبة' الذين ينظرون للوطن بأنه ' مجرد منجم ' وإقطاعية خاصة بهم فيما _نحن _ بنظرهم ' كومبارس ' نؤدي أدوار في' مسرحية تراجيديا'حسب توصيات المخرج..؟!
أن الوطن هو احلامنا، طفولتنا، ابنائنا، وابائنا، أجدادنا، وتاريخنا الذي نلقنه ابنائنا واحفادنا، وهم بدورهم، سيلقون أحداثه أبنائهم واحفادهم..!
أن الوطن هو احلامنا، وهو ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا..!
هو' وادي في القرية ' وهو' حي في المدينة'، هو 'حقل' تعفرت بترابه أقدامنا، ونحن نسير خلف 'البتول' ننظف ترابه من الشوائب.. هو الطريق التي تعبنا وتخاصمنا من أجل شقها.. وهو المدرسة التي جاءت بعد طول غياب..!
والوطن ليس ' راية ملونة' ولا ' نشيدا وطنيا'، والوطنية لا تقتصر على تحية العلم، ولا الوقوف إحتراما للنشيد الوطني.. أن الوطن هو الدم الذي يجري في عروقنا، والوطنية هي الشهيق والزفير والهواء الذي نستنشقه..!
أن الوطن هو أبي، واباك، وأبائهم، وهو أبني، وابنك، وأبنهم، وهو حفيدي، وحفيدك، واحفادهم.. إنه' الوكر' الذي به نحتمي، و' الملاذ' الذي إليه ناوي.. وهو مسقط رؤسنا، وميدان طفولتنا، وحلم شبابنا، وكهف أسرنا، ومرتعا لشيخوختنا، وهو الحضن الذي سنواري فيه حين يحل أجلنا..!
أن الوطن الذي نفتقده، ليس هذا الذي نعيشه، والوطن الذي حلمنا به، ودفعنا ثمن احلامنا دما، ودموعا، واهات، ليس هذا الذي نعيش فيه، مجبولين بالقلق، والخوف حد الرعب من الحاضر والمستقبل..!
أن وطننا الذي نفتقده، لا نخاف ونحن في حضنه، ولا نقلق فيه، ولا تنتابنا الكوابيس على مستقبل أولادنا واحفادنا فيه..!
أن الوطن الذي نفتقده، هو ذاك الحافل بالماضي العريق، الذي شيدت عليه حضارة اذهلت العالم.. هو ذاك الذي هندس أجدادنا جباله الشاهقة، وجعلوا فيها مدرجات تعجز عن الأتيان بمثلها ' ريشة أمهر الفنانين التشكيليين' الذين ساهموا في 'نهضة أوروبا' ، لكنهم لن يكونوا أكثر مهارة من أولئك الذين هندسوا مدرجات زراعية في وطني، وصمموا شبكات الري، وجعلوا من ' معبد الشمس' آية من آيات الفن والجمال..!
أن الوطن الذي نفتقده، هو اليمن السعيد، الواحد الموحد، تحرسه دولة النظام والقانون، والمواطنة المتساوية.. وطن يرعى الطاقات الإبداعية، لكل أبنائه، ويعيش فيه الجميع، بحرية وكرامة ومساواة، وطن خال من كل الشوائب، القبلية، والطائفية، والمذهبية، والمناطقية، والحزبية.. وطن تتجسد على ترابه كل معاني وقيم الحكمة، وترفرف في قمم جباله بيارق السعادة، وتخيم عليه سكينة وطمأنينة، وعدالة تستوطن النفوس قبل القوانين والدساتير..!
أن وطننا فرحة وابتهاج، وأمل، وحب، وتعايش مشترك، وبناء وتعمير.. أن النكد والخوف والقلق، ليست أقدار كتبت علينا، بل هي صناعة من اعتادوا العيش على حساب الوطن والشعب، وليس من أجلهما، وهؤلاء ظواهر طبيعية عابرة مثلهم، مثل ' الفيضانات، والزلزال، والسيول الجارفة' سوف يتجاوز وطننا وشعبنا محنتهم..!
أن الوطن الذي نفتقده، وسنظل نحلم به، وسوف نوصي أولادنا، واحفادنا بأن يواصلوا مسيرتهم وتوريث الحلم لأبنائهم، واحفادهم، هو وطن الحب، والسلام، والتعايش فيه الجميع سواسية، تضللهم سحب المودة والاخلاص والوفاء والأخوة، وحتى يتحقق الحلم ويعود الوطن إلى عشاقه، من آدمنوا رائحة ترابه، ولم يدمنوا روائح 'خزائنه' ولا 'رائحة البارود' والدم ..؟!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 24 دقائق
- اليمن الآن
حجاج اليمن يرمون جمرة العقبة ويؤدون طواف الإفاضة في يوم النحر
بدأ حجاج اليمن، مع بزوغ فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، بالتوافد إلى مشعر منى مهللين ومكبرين، لأداء ركن رمي جمرة العقبة الكبرى، اقتداءً بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، في يوم عيد الأضحى المبارك. وأدى الحجاج اليمنيون طواف الإفاضة في المسجد الحرام، وهو أحد أركان الحج الأساسية، وذلك عقب وقوفهم بعرفة، ومبيتهم في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في منى. ويُشرع للحجاج بعد إتمام رمي الجمرة الكبرى أن ينحروا هديهم، ثم يحلقوا أو يقصروا شعرهم، ويتحللوا التحلل الأصغر، قبل أن يؤدوا طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة. وفي مشعر منى، يواصل ضيوف الرحمن من اليمن أداء مناسكهم خلال أيام التشريق، حيث يمكثون ثلاثة أيام يكثرون فيها من ذكر الله وشكره، ويستكملون رمي الجمرات الثلاث: الصغرى، ثم الوسطى، فالكبرى، كل منها بسبع حصيات،.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
حجاج اليمن يرمون جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى ويؤدون طواف الإفاضة
[06/06/2025 02:59] منى - سبأنت توافد حجاج اليمن إلى مشعر منى مع بزوغ فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، مهللين مكبرين، لرمي جمرة العقبة، اتباعاً لسنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام-. كما أدى حجاج اليمن، طواف الإفاضة في المسجد الحرام، أحد أركان الحج الأساسية، وذلك بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، والمبيت في مزدلفة، ورمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى. ويشرع للحجاج بعد رمي جمرة العقبة في هذا اليوم نحر هديهم، ثم حلق رؤوسهم والتحلل الأصغر والطواف بالبيت الحرام، والسعي بين الصفا والمروة. وفي مشعر منى، يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق، يذكرون الله كثيرًا ويشكرونه أن منّ عليهم بالحج، ويكملون رمي الجمرات الثلاث بدءًا بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات.


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
مبادرة 'سواسية' توزّع لحوم الأضاحي في مخيم الفيوش للنازحين
سمانيوز /خاص لحج/ياسر منصور في لفتة إنسانية تجسد معاني التكافل والتراحم، قامت مبادرة سواسية للأعمال الخيرية والإنسانية صباح اليوم بتوزيع لحوم الأضاحي على النازحين في مخيم الفيوش، وذلك تزامنًا مع حلول عيد الأضحى المبارك. وفي تصريح له، عبّر الأستاذ ناصر الريوي، رئيس المبادرة، عن تهانيه الخالصة للشعب اليمني والأمة الإسلامية بهذه المناسبة المباركة، متمنيًا أن يكون عيدًا يحمل الخير والسلام للجميع. وأضاف الريوي: 'الوضع الاقتصادي الصعب أثقل كاهل المواطنين، وهذا أمر مؤلم لا يمكن تجاهله. لكن الخير لا ينقطع، بفضل الله ثم بفضل أهل العطاء الذين يسعون إلى مرضاة الله ويعشقون التجارة معه، فكانوا خير سند للفقراء والمحتاجين.' كما توجه بخالص الشكر والتقدير إلى الداعمين الكرام الذين تكفلوا بتوفير الأضاحي، سائلًا الله أن يتقبل منهم وأن يكتب أجرهم في ميزان حسناتهم. وختم الريوي تصريحه بالدعاء قائلاً: 'نسأل الله أن يصلح العباد والبلاد، وأن يعيد علينا الأعياد بالخير واليُمن والبركات. وكل عام وأنتم بخير.'