
الفصائل المسلحة في الضفة الغربية – كيف تشكلت وما قوتها؟
BBC
تعد الفصائل المسلحة المنظمة في الحالة الفلسطينية امتداداً لسياقات تاريخية مرت بها القضية الفلسطينية؛ هي من وجة نظر فلسطينيّة 'مقاومة' ضد إسرائيل، التي تعتبر هذه الفصائل 'إرهابية' و'تستهدف المدنيين الإسرائيليين'.
وفي داخل الضفة الغربية تحديداً، ارتبطت المجموعات المسلحة تنظيمياً وسياسياً بالفصائل الفلسطينية وخصوصاً الكبرى منها.
فماذا نعرف عنها؟ وما التغيّرات التي مرّت بها؟
تشكيلات عسكريّة تقليديّة
في نهايات ما يُعرف بالانتفاضة الأولى عام 1987، ظهرت تشكيلات عسكرية مسلحة مثل 'الجيش الشعبي' و'الفهد الأسود' و'صقور فتح' وجميعها كان يتبع حركة التحرير الوطنية الفلسطينية (فتح).
ومع اندلاع ما يُعرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية (28 سبتمبر/أيلول 2000)، عقب دخول السياسي الإسرائيلي أرييل شارون باحات المسجد الأقصى، انضوت كلّ التشكيلات تحت اسم كتائب شهداء الأقصى كجناح عسكري موحّد لحركة فتح.
ومع تأسيس الشيخ أحمد ياسين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1987، طورت الحركة أول جهاز عسكري لها، بعد أن كانت عبارة عن مجموعة من الخلايا السرية، واطلقت عليه اسم 'المجاهدون الفلسطينيون'، وبحلول عام 1991 غيرت الحركة الاسم إلى 'كتائب عزالدين القسام'، التي اتخذت من اسم الشيخ عز الدين القسام، الذي تصفه حماس بأنه 'رمز من رموز المقاومة الفلسطينية'.
ونشأت كذلك في عام 1987 كتائب 'النسر الأحمر'، والتي كانت تعد أحد الأجنحة العسكرية التابعة لـ 'الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وبرز اسم 'سرايا القدس' في قطاع غزة ثم الضفة الغربية، كجناح عسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تأسست في عام 1982 تحت اسم كتائب 'سيف الإسلام'، ومع مطلع التسعينيات، غيّرت قيادة 'الجهاد الإسلامي' حينها بقيادة محمود عرفات الخواجا، اسم الجناح العسكري إلى 'القوى الإسلامية المجاهدة' التي عُرفت اختصاراً باسم (قسم)، وصولاً إلى اسمها الحالي في مطلع التسعينيات.
أنماط جديد للعمليات والتشكيلات المسلحة منذ عام 2022
احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب عام 1967. ورغم انسحابها من القطاع عام 2005 الذي تسيطر عليه حماس، إلا أن إسرائيل أبقت على قوات عسكرية في مدن وقرى الضفة الغربية وزادت من عمليات الاستيطان، رغم أن السلطة الفلسطينية تتمتع بعلاقات دبلوماسية وأمنية توصف بالجيدة مع إسرائيل.
وقالت محكمة العدل الدولية، في يوليو/ تموز 2024، إن سياسة 'الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية تنتهك القانون الدولي'.
وشهد عام 2022 ارتفاعاً ملحوظاً في الاشتباكات المسلحة في مدن الضفة، ونشر مركز 'معطى' للمعلومات الفلسطينية إحصائيات حول 'أعمال المقاومة' في النصف الأول من عام 2023.
ووفق هذه المعلومات نفذت 6704 عملية في مدن الضفة الغربية.
لوحظ في الضفة الغربية في العام 2022، نمط جديد من أنماط المواجهة المسلحة؛ حيث ظهرت المجموعات المسلحة المصغرة، التي بدأت في شمال الضفة، وتكررت اشتباكاتها مع الجيش الإسرائيلي، وانتقلت بوتيرة أقل إلى جنوبها ووسطها.
وبرزت هذه المجموعات بالتزامن مع عمليات قتل نفذتها إسرائيل ضد 'قادة ميدانيين' من الفصائل الفلسطينية، وتصاعد المواجهة الفردية في الضفة أو ما يُعرف بـ'الذئاب المنفردة'.
ويقول الخبير الأمني إيهاب الحباشنة لبي بي سي عربي نيوز 'إن المجموعات المسلحة الجديدة تباينت في مسار تشكّلها وتطورها، فشهدت بعض نماذجها تطوراً ملحوظاً وتراكماً عملياتياً، انعكس على الخبرة، والقدرة على الصمود، والتنسيق المشترك في المواجهة في ظل التحديات التي تتعرض لها، فيما تراجعت بعض المجموعات على الرغم من البداية الفاعلة لظهورها، بينما ظهر بعضها إعلامياً ثم اختفى'.
ويضيف: 'استطاعت المجموعات المسلحة الجديدة، البارزة منذ العام 2022، خلق نمط يختلف عن البنية التنظيمية للأحزاب الفلسطينية التقليدية، وشكّلت قيادة مستمدة من الميدان (القائد الميداني)، واكتسبت حاضنة شعبية واسعة، على الرغم من حداثة نشأتها وطابعها الشبابي'.
لكن الصحفي الإسرائيلي، يوآف شتيرن يرى في حديثه لبي بي سي أن' ظهور مثل هذه الفصائل المسلحة -وإن لو لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالتنظيمات الفلسطينية التقليدية مثل فتح وحماس والجهاد- فإن تنفيذها للعمليات المسلحة واستهداف الجيش والشرطة الإسرائيلية، وربما المدنيين، أمر يشترك فيه الجميع'.
وظهر نمط جديد للعمل الميداني المشترك في العام 2023؛ إذ ازداد عدد التشكيلات المسلّحة، وازداد تنسيق عناصرها دون إلغاء ارتباطها بتنظيماتها الأصلية، رغم انتماءاتها الفكرية المختلفة. والتي تتنوع بين الفكر اليساري الاشتراكي والشيوعي، والعلماني ذي البعد القومي العربي، وأيضاً هناك فصائل تنتمي إلى الفكر الإسلامي مع اختلافات فكرية فيما بينها.
وكان هذا الظهور جلياً من خلال البيانات التي تنشرها المجموعات، سواء كانت بيانات نعي لمقاتليها أو إعلان عن عمليات مشتركة وغيرها من الأمور.
كما أشار موقع واللا العبري نقلاً عن ضباط إسرائيليين 'عن تشابه العبوات الناسفة التي تزرع لاستهداف قواته في جنين ونابلس، ما قد يعني نقل هذه العبوات الناسفة بين جنين ونابلس'.
ووفقا لشتيرن فإن هذه الفصائل' تتلقى دعماً من إيران وحزب الله، وأنها تنسق وبشكل كبير مع القيادات الفلسطينية المقيمة في الخارج وخصوصا في لبنان وسوريا وقطر وتركيا'، مضيفا أنها تحصل على أسلحتها وعتادها 'عن طريق عمليات تهريب الأسلحة من كل من الأردن ومصر'.
وتتهم حركة فتح إيران بـ'محاولة إشاعة الفوضى في الضفة الغربية'، وفق بيان للحركة في أبريل/نيسان الماضي. ولا تنفي إيران هذه الاتهامات بشكل رسمي كما أنها لا تؤكدها.
BBC
وتشهد الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من عام تصاعداً في وتيرة العنف، لكن الوضع تدهور منذ اندلاع الحرب في غزة عقب الهجوم الدامي غير المسبوق الذي شنّته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين أول عام 2023.
وقُتل منذ ذلك الوقت في الضفة الغربية 742 فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية لغاية السابع من أكتوبر لعام 2024، فيما قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، خلال الفترة نفسها، وفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية.
وأوضح شتيرن أن الجيش الإسرائيلي 'كثف هجماته التي تستهدف قادة ومسلحي الفصائل في الضفة، بعد السابع من أكتوبر، لتشمل عمليات تستمر لبضعة أيام بعد أن كانت لا تتعدى بضع ساعات'.
ويلفت شتيرن إلى استخدام 'المسيرات والمروحيات والدبابات والمدرعات وسلاح الجو وأسلحة نوعية حديثة' في هجماته.
برأي الحباشنة، هناك عدّة عوامل لعبت دوراً مهماً في توسّع ظاهرة المجموعات المسلحة الجديدة، 'منها غياب الأفق السياسي، وفشل مسار المفاوضات، وأزمات السلطة المُركبة المتمثلة في الأزمة الاقتصادية واستمرار علاقاتها الأمنية المُعقدة والاقتصادية مع إسرائيل'.
ويضيف إلى ذلك 'عدم قدرة حركة حماس على الجمع بين السلطة والمقاومة، وتركيزها على تشجيع المقاومة المسلحة في الضفة والتهدئة في غزة'. إذ أن حماس تحاول الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة مع صفقة لتبادل الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، وبالوقت ذاته تحاول حث الفصائل في الضفة الغربية على التصعيد للضغط على إسرائيل نحو الصفقة التي تريدها حماس. وهو ما قد يُفهم على أنه ازدواجية في خطاب حماس.
كما يشير إلى أن هذه العوامل تتأثر أيضاً بما وصفه 'تصاعد وتيرة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والتوسع الاستيطاني والقتل والاعتقال وتشجيع اليمين المتطرف في إسرائيل لاعتداءات المستوطنين -غير المُعترف بوجودهم دولياً- على المناطق الفلسطينية'.
أمّا شتيرن فينقل أن تنامي نشاط المجموعات المسلحة في المخيمات الفلسطينية شمال الضفة الغربية، أصبح أمراً 'يثير قلق إسرائيل'، ويعود وبشكل كبير' إلى أن هذه المجموعات المسلحة خارج سيطرة السلطة الفلسطينية، التي لا تستطيع ولم تنجح في مواجهتها. ما جعلها تهديدًا مباشراً على حياة الإسرائيليين'.
علما أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تعتقل أحيانا عدداً من المسلحين الفلسطينيين 'في إطار مهمتها لحفظ الأمن في مناطق سيطرتها' وفق بيانات أمنية رسمية، وهو الأمر الذي 'تستنكره' المجموعات والفصائل المسلحة، التي تؤكد في بيانات رسمية أنها 'لا تريد الاشتباك مع السلطة وأن الوجهة الوحيدة للقتال هي الاحتلال'.
ورغم أن السلطة لا تستخدم خطاباً معادياً معلناً للفصائل، يبدو أنها غير قادرة على فرض سيطرتها التامة على تنامي الظاهرة المسلحة، بدليل تصاعد العنف في الضفة الغربية على مدار السنوات السابقة.
أبرز الفصائل المسلحة النشطة في الضفة الغربية
BBC
عقب ما سمتها حماس معركة سيف القدس في مايو/ أيار 2021، تراكمت الأحداث الميدانية في الضفة وبدأت المجموعات المسلحة إثر ذلك بالتبلور:
تعد أولى هذه التشكيلات، ومقرها مخيم جنين، وتشكلت في 7 سبتمبر/أيلول 2021، وتضم الكتيبة عناصر من مختلف الانتماءات، خاصةً 'لواء الشهداء' الذي أسسه داود الزبيدي، والذي قتل لاحقاً ونعته حركة فتح، باعتباره من أحد كوادرها .
كتيبة طولكرم
تأسست الكتيبة في مارس/ آذار 2022 على يد سيف أبو لبدة الذي قتل في جنين. هي أبرز الكتائب المقاتلة، ويطلق عليها أيضاً 'الرد السريع'، وتنتمي إلى 'سرايا القدس' الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
كتيبة بلاطة
نشات الكتيبة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في مخيم بلاطة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي أنشئ عام 1950 داخل حدود مدينة نابلس. ويتكون المخيم من عدة شرائح سكانية تعود لأصول مختلفة. يُعرف معظم عناصر الكتيبة بانتمائهم لحركة فتح، لكن ليس هناك بيانات رسمية تشير إلى علاقة بين الكتيبة وفتح، ويطلق عليها محلياً اسم 'عش الدبابير'، وفق الإعلام الإسرائيلي، في إشارة إلى أنها باتت مزعجة لحركة الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
كتيبة نابلس
تشكلت الكتيبة في البلدة القديمة أواخر العام 2021، وقد قتلت إسرائيل أبرز قادتها محمد الدخيل، وأشرف مبسلط، وأدهم مبروكة، في 8 شباط/ فبراير 2022، ومن ثم قُتل إبراهيم النابلسي مع إسلام صبوح وحسين طه في 9 أغسطس/ آب من العام ذاته. وانبثقت منها مجموعة 'عرين الأسود'.
BBC
كتيبة عرين الأسود
ظهرت رسميا بتاريخ 2 سبتمبر/ أيلول 2022، وينسب تأسيسها إلى محمد العزيزي الذي قتل لاحقاُ، وكان مقرباً من النابلسي. وتعرضت المجموعة للعديد من الاستهدافات والاعتقالات في صفوف قياداتها بشكل أدى إلى استنزافها، إذ قُتل 21 عنصراً من أفرادها منذ تأسيسها، وسلم بعض عناصرها نفسه للسلطة الفلسطينية، ما ساهم في تراجعها، فتحولت عملياتها إلى 'الصد والاشتباك' وفق البيانات الصادرة باسمها.
منذ مايو/ أيار 2023، قلصّت المجموعة نشر بياناتها عبر قناتها على تلغرام، ولم تعد تظهر في عروض عسكرية، واتجهت نحو تكتيك ممارسة 'العمل المقاوم السري' كما تصفه، و'عنصر المباغتة في القتال وتقليص الظهور الإعلامي'، عكس بدايتها.
وتعد الكتيبة أول مجموعة مسلحة فلسطينية حديثة تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات وتدرج اسمها على قوائم العقوبات ، لمسؤوليتها أو تواطئها أو مشاركتها المباشرة أو غير المباشرة أو محاولتها، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، 'المشاركة في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الضفة الغربية'.
مجموعات أخرى
لواء الشهداء، وشباب الثأر والتحرير التابعين لكتائب شهداء الأقصى، ومجموعات الفارعة التابعة لسرايا القدس، وكتيبة مخيم عقبة جبر، وكتيبة مخيم الجلزون.
وقد ازدادت الحاضنة الشعبية للمجموعات والفصائل المسلحة، وأشار استطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، في يونيو/ حزيران 2023، أن 71 في المئة من الفلسطينيين يؤيدون تشكيل المجموعات كعرين الأسود وكتيبة جنين.
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ يوم واحد
- الميادين
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. وسلسلة اعتداءات للاحتلال في الضفة الغربية
اقتحم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأُفيد بأنّ عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية قوات الاحتلال. بحماية من قوات الاحتلال .. قطعان المستوطنين يؤدون طقوساً تلمودية خلال اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك 19 أيار 19 أيار وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 10 فلسطينيين من محافظة بيت لحم. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر القديم شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية. قوات الاحتلال تعيق عمل الصحفيين والطواقم الطبية خلال الاقتحام المستمر لمخيم عسكر القديم شرق نابلس. أصيب فلسطيني وزوجته في إثر الاعتداء عليهما من قبل المستوطنين في مسافر يطا جنوب الخليل، جنوبي الضفة. وأمس، عمد الاحتلال إلى اعتقال عددٍ من الفلسطينيين في مناطق مختلفة في الضفة وإلى هدم منازل سكنية، في استمرار لتصعيد عدوانه واعتداءته بالتزامن مع استمراره في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.


IM Lebanon
منذ 2 أيام
- IM Lebanon
مستعمرون اقتحموا المسجد الأقصى
اقتحم مستعمرون صباحا باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي. ونقلت 'وفا' عن مصادر محلية أن 'عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، فيما ضيقت قوات الجيش الاسرائيلي على المصلين عبر حواجزها الحديدية المنتشرة على بوابات المسجد الأقصى'. May 19, 2025 11:06 AM


بوابة اللاجئين
منذ 3 أيام
- بوابة اللاجئين
100 شهيد على الأقل واستهداف ممنهج للصحفيين والمستشفيات
ارتفع عدد شهداء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد (18 آيار/مايو) إلى 100 شهيد على الأقل، في سلسلة مجازر طالت منازل الفلسطينيين ومدارس الإيواء وخيام النازحين في مختلف أنحاء القطاع، وسط تصعيد غير مسبوق مع بدء عدوان "عربات جدعون"، ترافقه استهداف للصحفيين والمستشفيات. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الشهداء، منذ ساعات الفجر، بلغت 125 شهيداً على الأقل، بينهم 55 في مدينة غزة وشمال القطاع. بينما أفادت مصادر طبية لاحقًا بارتفاع العدد إلى أكثر من 100 شهيد إثر القصف "الإسرائيلي" المكثف، خاصة في مناطق خانيونس ودير البلح وجباليا وبيت لاهيا. استهداف الصحفيين.. 5 شهداء في غارات ليلية استشهد خمسة صحفيين فلسطينيين خلال الليل جراء قصف منازلهم، ما أسفر أيضًا عن استشهاد عدد من أفراد عائلاتهم، بينهم نساء وأطفال. ومن بين الشهداء الصحفية نور قنديل التي قضت في مدينة دير البلح مع زوجها الصحفي خالد أبو سيف وابنتهما، والصحفي عبد الرحمن العبادلة الذي استشهد في بلدة القرارة شمال شرق خانيونس. إلى جانب الصحفي عزيز الحجار الذي استشهد مع زوجته وأطفاله في منزله بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، وأحمد الزيناتي الذي استُهدف بغارة وسط القطاع. مجازر بحق عائلات بكاملها شمال غزة شمال قطاع غزة شهد مجازر دموية طالت العديد من العائلات منها استشهاد 12 شخصًا من عائلة نصر، كما ارتقى 10 آخرون من عائلة مقاط في منطقة جباليا النزلة. وفي بيت لاهيا، ارتقى 7 أشخاص من عائلة البراوي، بينما استشهد 15 شخصاً في قصف على منزل في منطقة الصفطاوي. وفي السياق أعلنت وزارة الصحة عن إصابة اثنين من المرضى أثناء محاولتهما الخروج من المستشفى الإندونيسي الذي يحاصره جيش الاحتلال في هذه الأثناء. وأكدت أن الاحتلال يواصل حملة ممنهجة لتعطيل المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، ما يمنع وصول الجرحى إلى مراكز العلاج مع تزايد أعداد الضحايا. وسط وجنوب القطاع..عشرات الشهداء في قصف المنازل والخيام وفي وسط القطاع، ارتقى 9 شهداء في منزل بمنطقة الزوايدة، بينما استشهد 3 آخرون في قصف استهدف منزلًا في دير البلح، كما استشهد الشاب نادر المصدر في بلدة المصدر بعد استهدافه من قبل طائرة مسيرة "إسرائيلية". وامتد القصف "الإسرائيلي" إلى محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا وخيمة تؤوي نازحين، مما أسفر عن سقوط عدد من المصابين. ومن بين الشهداء ارتقى اليوم شقيق القائد يحيى السنوار، زكريا السنوار، في قصف خيمته وسط قطاع غزة فجر اليوم، وهو دكتور محاضر في مادة التاريخ في الجامعة الإسلامية. جنوبي قطاع غزة، ارتكبت الاحتلال مجزرة مروعة غرب مدينة خانيونس في منطقة المواصي التي تؤوي نازحين، حيث ارتقى 41 فلسطينيًا على الأقل في حصيلة أولية إثر استهداف منازل وخيام النازحين. وباستهداف آخر، أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف الاحتلال حارة أبو صلاح في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، ومنزلاً لعائلة عاشور في قاع القرين شرقا. واستشهد اثنين من الفلسطينيين، جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الفرا في منطقة الفخاري شرق مدينة خان يونس.كما يواصل جيش الاحتلال الحربي قصف شارع جمال عبد الناصر في منطقة بطن السمين جنوب المدينة. أما في مدينة غزة، فقد استشهد 5 فلسطينيين، بينهم أطفال، في قصف على محيط مدرسة صلاح الدين التي تُستخدم كمركز إيواء للنازحين غربي المدينة. كما ارتقى عدد من الشهداء في غارات فجر اليوم استهدفت منازل في منطقتي السلاطين والكرامة، فيما ارتقى فلسطيني في غارة شمالي منطقة الكرامة، وآخر في قصف من طائرة مسيرة على حي الزيتون جنوبي المدينة. أوضاع كارثية في مدينة غزة.. نزوح 300 ألف فلسطيني وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد أعلن بالأمس أن الاحتلال ارتكب خلال الـ48 ساعة الماضية مجازر أدت إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني في محافظة شمال غزة وحدها، مع تدمير أكثر من 1000 وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، وتهجير قسري لأكثر من 300 ألف مواطن نزحوا باتجاه مدينة غزة التي تعاني أصلًا من شلل في البنية التحتية. وأشار إلى وجود 140 شهيدًا لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، نتيجة تعمد الاحتلال منع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى مواقع القصف، في جريمة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف. وأضاف أن أوضاع النازحين في مدينة غزة تتجه نحو كارثة إنسانية، في ظل غياب مراكز إيواء كافية، ما اضطر آلاف العائلات للنوم في الشوارع، خاصة في شارع الجلاء ومنطقة الصفطاوي، بلا خيام أو مأوى، وسط انعدام شبه كامل لمقومات الحياة من غذاء وماء ودواء، واستمرار القصف والحصار. وكالات