logo
أ. د. وائل عبد الرحمن التل : يوم تأسيس المَملكة العربيّة السّعودية

أ. د. وائل عبد الرحمن التل : يوم تأسيس المَملكة العربيّة السّعودية

أخبارنا٠٩-٠٣-٢٠٢٥

أخبارنا :
نحتفلُ باعتزازٍ وفخرٍ بالمناسبات الوطنيّة للمَملكة العربيّة السّعودية احتفالُنا بالمناسبات الوطنيّة لمملكتنا نظراً للعلاقات الأخويّة بين القيادَتين الحكيمتين، ولطبيعة العلاقات الاستراتيجيّة بين المملكتين، وللامتداد القَبَلي والعشائري، وللعلاقات الاجتماعيّة الوطيدة التي تربِطُ بين الشّعبين نَسَباً وصِهْراً وصَداقةً.
ومن المناسبات الوطنيّة التي تحتفلُ بها المَملكة العربيّة السّعودية هذه الأيام «يوم التّأسيس»، تأسيس الدولة السّعودية الأولى عام 1727م، وعاصمتها «الدِّرعِيّة»، ووَسْمُه «يوم بَدينا»، وهو يومٌ يرمِزُ إلى ثلاثة قرون من العمق التاريخي والحضاري والثقافي للدولة، ويعبّر فيه السّعوديون عن اعتزازهم بجذور دولتهم الرّاسخة، وبما أرْسَته من دعائم الاستقرار والأمن، وبما حقّقته من الوحدة الوطنيّة، وباستمرار البناء والتنمية، وبإنجازات ملوكهم، وبارتباطهم الوثيق بقادتهم.
ما يُعجبني في قصّة التّأسيس شمولية القصّة، وتفاصيل الاحتفال، بِدءاً من شِعار يوم التّأسيس، ورمزِه، وخَطِّه، مروراً بنَخْوة العوجا، والعَرْضَة، والمَجلِس، والمرأة، والأطعمة، والأزياء والمنسوجات، والفنّ وأدواته، والطّراز المعماري للمساكن والقصور والحُصون والمساجد، والرّاوي والرّواية، والأرض؛ فمثلاً، يُحتَفلُ في يوم التّأسيس بشعاره ورمزه وهو «العَلَم السّعودي، والنَخْلة، والصّقر، والخَيل العربيّة، والسّوق»، وبخَطِّه، وهو من نَمط الخَطّ التاريخي الذي كُتِبَت به إحدى المخطوطات التاريخية التي تؤرّخ أحداث الدولة السّعودية الأولى، وبنَخْوَةِ العُوجا، وهي النداء الذي يَبثُّ الحماسَ والفخرَ وروحَ الانتماء للوطن، وبالعَرْضَة، وهي في طريقة أدائها بإظهار الكثرة العددية أمامَ الأعداء وبأصوات قَرْع الطّبول وبترديد القصائد الحماسية تُعَدُّ قوّة دافعة للصّمود والتّصدي وإخافة الأعداء، وقوّة دافعة لبثّ روح الحَماسة ورفع الرّوح المعنويّة والحَميّة والشّجاعة في نفوس المقاتلين، وقوّة دافعة للاعتزاز بالنّصر وللابتهاج به بِفَخْر.
كما يُحتفلُ في يوم التّأسيس بالمَجلِس، لما يُمثّلُهُ المَجلِسُ من رمزيةٍ للتآلف والتّقارب بين أبناء المجتمع، وأحد المنابِع الأساسية لتعليم الأعراف والتّقاليد، وتدور فيه مناقشة أمور الحياة وما يطرأ فيها من أحداث، ويزخرُ بالشِّعر والأدب والقصص والحكايات، حتى أصبحَ المَجلِسُ جزءاً من الحياة اليوميّة للسّعوديين ومظهراً من مظاهرهم الاجتماعية والثقافية.
ويُحتَفلُ في هذا اليوم بالمرأة لدورها الكبيرُ في بناء المجتمع داخل أسوار الدولة السّعودية الأولى، حيث رَبّت أبناءَها على الشجاعة، وهي مصدر فخرها واعتزازها، وعلى إجارة الخائف «الدّخالة»، وعلى الكَرَم والصّبر، ولدورها الجليلُ في السّكن وشؤون البيت والأعمال المنزلية، ولمشاركتها الفاعلة في تأمين المتطلبات الحياتية، ولما ازدانت به من عقل ودين ومعرفة، كما يُحتفلُ فيه بالأطعمة التي كانت تَعُدُّها المرأة في ذاك الوقت، وبالأزياء والمنسوجات القطنيّة والصّوفيّة السّائدة وقتها للرَّجُل والمرأة، مثل ثوب وقميص الكِرْباس، وثوب الحرير، والخزّ الأحمر، والعباءة القَيْلانية، والحرير الهندي الملوّن، إضافةً إلى الخلاخِل والكُحُل والحنّاء والعِطر المصنوع من المسك والعنبر.
كما يُحتفلُ بالفن وبأدواته التي صُنِعَت في الدولة السعودية الأولى مما توافر فيها من مكوّنات الطبيعة، حيثُ كَيَّفَ الإنسانُ وقتها مما حولَه من مكوّنات الطبيعة بما يتناسب مع الحالة التي يعيشها؛ فصنع أهل وسط الدولة آلة الطّبل، واستخدموها في الحرب وفي رقصاتهم، مثل العَرْضَة والسّامِري، وقد ظهر الشِّعر رافداً لتلك الحالة، وصنع أهل كل منطقة آلَتَهم من مكونات طبيعة مناطِقهم، كما كان لهم فنّهم الشّعبي الذي اشتُهروا به.
أخيراً، كلّ عامٍ والمَملكة العربيّة السّعودية قيادةً وشعباً بخير، وأصدقائي النبلاء في كلّ مناطق المملكة بخير، وأهلي وأصدقائي الشّرفاء بجازان «المنطقة والجامعة» التي عشتُ فيها لأكثر من عشرين عاماً بخير، وصاحب السّمو المَلَكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بخير، «يا حليلْها جازان» و»يا حليل احتفالاتها»، والسّلام. ــ الدستور

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استقبل فيها ولي العهد ترمب.. 'الدرعية' مهد الدولة وعراقة التاريخ وأصالة الحاضر
استقبل فيها ولي العهد ترمب.. 'الدرعية' مهد الدولة وعراقة التاريخ وأصالة الحاضر

الوئام

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الوئام

استقبل فيها ولي العهد ترمب.. 'الدرعية' مهد الدولة وعراقة التاريخ وأصالة الحاضر

لطالما شكلت الدرعية التي استقبل فيها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مركزًا حضاريًا للعلم والثقافة والتجارة، وهو نهج تبناه الإمام محمد بن سعود –رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى؛ بعد أن عانت الجزيرة العربية ولسنوات طويلة من الإهمال وعدم الأمان والاستقرار. دولة توحد كُل الأرجاء ومنذ توطيد أركان الدولة السعودية الأولى عام (1139هـ / 1727م)؛ حرص الإمام محمد بن سعود –رحمه الله – على نشر العلم والتعليم والتطوير والتنمية، وجعل ذلك من أولوياته؛ حتى أضحت الدرعية نموذجًا، طبّقه وطوره، وتحولت من دولة مدينة إلى دولة واسعة توحّد كل الأرجاء. تأسست على ضفتي وادي حنيفة ويعود تاريخ بناء الدرعية للعام 850هـ، حيث قامت وتأسست على ضفتي وادي حنيفة في عهد الأمير مانع بن ربيعة المريدي، الذي جعل من حي 'غصيبة' -وهو النواة- الحي الرئيس في المدينة، وجعل 'فيضة المليبيد' الاختيار الأنسب لأن تكون مقرًا للمزارع الخاصة بالدرعية بسبب توافد السيول من خلال وادي صفار – أحد روافد الأودية بالدرعية – الذي كان سببًا في نقل التربة الخصبة والمياه للفيضة. مقر الحُكم والإدارة وتطورت الدرعية بعد ذلك شيئًا فشيئًا، ونشأت أحياء جديدة، (الطرفية، سمحان، السهل، المريّح، القصيرين، البجيري، الظويهرة، السريحة)، وأحياء أخرى كثيرة، وفي عهد الإمام عبد العزيز بن محمد، عمل على نقل الدولة من الجانب الشرقي لوادي حنيفة إلى الجانب الغربي منه، ونشأ حي الطريف، الذي تميز بموقعه الاستراتيجي، لذلك نقل إليه مقر الحكم والإدارة وبنى فيه قصر سلوى والجامع الكبير، وبعد ذلك شيدت القصور وبيوت الأمراء. بصمة الثقافة السعودية وتُشكل الدرعية بصمة خاصة في الثقافة السعودية، فأحياؤها التراثية، وعمارتها الأثرية، ومتاحفها، أصبحت مركزًا عربيًا حضاريًا تمتزج فيها عراقة التاريخ وأصالة الحاضر، حيث اشتهر في الدولة السعودية الأولى (قصر سلوى، ومسجد الطريف) وتميزا بجمال التصاميم، وقوة البناء، وقـد أبـدع البنـاؤون المحترفـون فـي إظهـار العناصـر الجماليـة الخارجيـة لمبانـي الدرعية عموماً، حيث زينت بالحقاف وهي الزخرفة التي تقع فوق الأفاريز 'الحدايـر' وهـي عبـارة عـن خطـوط زخرفيـة ناتئـة ومثلثـة تحيـط بواجهـة البيـت. معالم أثرية عريقة وتحتضن الدرعية على ترابها اليوم معالم أثرية عريقة مثل: حي غصيبة التاريخي، ومنطقة سمحان، و'حي الطريف' الذي وُصف بأنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم وتم تسجيله في قائمة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو، ومنطقة البجيري ووادي حنيفة في الدرعية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات.

عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية
عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية

العرب اليوم

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • العرب اليوم

عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية

كتاب «تاريخ الراية السعودية أعلام وأوسمة وشارت وطنية» للمؤرخ والأديب والناشر السعودي، عبد الرحمن بن رويشد (رحمه الله) من الكتب اللطيفة في موضوعها، المُنيفة في رسائلها، النادرة في ميدانها. أمس الثلاثاء 11 مارس (آذار) هو يوم «العلَم السعودي» الذي جعلته الدولة يوماً وطنياً للاحتفاء بهذه الراية التاريخية الخضراء. في الماضي يوم الخميس 11 مارس 1937، أصدر الملك عبد العزيز أمره بالموافقة على قرار مجلس الشورى الذي أقرّ فيه مقاس العَلَم السعودي وشكله الذي نراه اليوم، وفي الحاضر جاء الأمر الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز على «أن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعَلَم باسم يوم العَلم». لهذا الكتاب اللطيف حكاية ألطف، بها دلالة ذات قيمة، ففي لقاءٍ مع جريدة «الرياض» السعودية مارس 2007، قال الأستاذ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد إن فكرة إصدار هذا الكتاب نبعت لديه حينما زعم أحدهم في مناسبة كان حاضراً فيها، بأن «الراية والعلَم السعودي» من خواطر شخص عربي يُعدّ أحد مستشاري الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن (يرحمه الله)، فقمتُ ساعتها وأبديتُ رأيي بأن ذلك ليس دقيقاً فالراية هي منذ قيام الدولة السعودية الأولى عام 1727م. الكتاب عملٌ أصيلٌ بذل فيه مؤلفه جُهداً تاريخياً توثيقياً من بطون الكتب والمراجع، ومن أفواه الرواة، عن أصل الراية السعودية، ولونها الأخضر، وعبارة التوحيد فيها، ومتى وكيف رُسمت السيوف عليها، ومتى كانت عبارة الفتح مكتوبة عليها، وما هي راية الملك الخاصة، وأصل شعار السيفين والنخلة، ومن هي الأسر التي كانت تنسج وتخيط العلَم السعودي، ومن هم حمَلته عبر العصور، الذين يرفعون «البيرق» في ساحات الحروب، وفي لحظات الاحتفال، أو «البيارقية» من الأسر الكريمة. هذه راية قديمة، رصدتها عيون التاريخ قديماً من ذلك ما ورد على لسان الجاسوس الإسباني الذي ادعّى الإسلام، دومونيغو باديا، أو «الحاج علي العبّاسي»، وشاهد الإمام سعود العظيم في الدولة الأولى في موسم حجّ 1807، أتيح لهذا الجاسوس حينها فرصة رؤية دخول جيش الإمام سعود إلى مكة المكرمة، البالغ عددهم 45 ألفاً، وهم في ثياب الإحرام، كما شاهد جيش سعود وأتباعه يزحفون داخل مكة لأداء المناسك، يتقدَمهم عَلَمٌ أخضر طُرّزت عليه بحروف كبيرة بيضاء عبارة: لا إله إلا الله محمد رسول الله. عِلماً بأن ذكر هذه الراية بهذه الصِفة مذكور قبل هذا التاريخ بخمسين عاماً تقريباً. تحّية لعمل الأستاذ عبد الرحمن رويشد، من رُوادّ تدوين التاريخ السعودي، خصوصاً تاريخ الأسرة السعودية بتفاصيل تميّز بها، الذي ثارت عاطفته الصادقة بسبب «سلبطة» بعض الأدعياء على التاريخ والعلم.

عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية
عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية

الشرق الأوسط

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية

كتاب «تاريخ الراية السعودية أعلام وأوسمة وشارت وطنية» للمؤرخ والأديب والناشر السعودي، عبد الرحمن بن رويشد (رحمه الله) من الكتب اللطيفة في موضوعها، المُنيفة في رسائلها، النادرة في ميدانها. أمس الثلاثاء 11 مارس (آذار) هو يوم «العلَم السعودي» الذي جعلته الدولة يوماً وطنياً للاحتفاء بهذه الراية التاريخية الخضراء. في الماضي يوم الخميس 11 مارس 1937، أصدر الملك عبد العزيز أمره بالموافقة على قرار مجلس الشورى الذي أقرّ فيه مقاس العَلَم السعودي وشكله الذي نراه اليوم، وفي الحاضر جاء الأمر الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز على «أن يكون يوم 11 مارس من كل عام يوماً خاصاً بالعَلَم باسم يوم العَلم». لهذا الكتاب اللطيف حكاية ألطف، بها دلالة ذات قيمة، ففي لقاءٍ مع جريدة «الرياض» السعودية مارس 2007، قال الأستاذ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد إن فكرة إصدار هذا الكتاب نبعت لديه حينما زعم أحدهم في مناسبة كان حاضراً فيها، بأن «الراية والعلَم السعودي» من خواطر شخص عربي يُعدّ أحد مستشاري الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن (يرحمه الله)، فقمتُ ساعتها وأبديتُ رأيي بأن ذلك ليس دقيقاً فالراية هي منذ قيام الدولة السعودية الأولى عام 1727م. الكتاب عملٌ أصيلٌ بذل فيه مؤلفه جُهداً تاريخياً توثيقياً من بطون الكتب والمراجع، ومن أفواه الرواة، عن أصل الراية السعودية، ولونها الأخضر، وعبارة التوحيد فيها، ومتى وكيف رُسمت السيوف عليها، ومتى كانت عبارة الفتح مكتوبة عليها، وما هي راية الملك الخاصة، وأصل شعار السيفين والنخلة، ومن هي الأسر التي كانت تنسج وتخيط العلَم السعودي، ومن هم حمَلته عبر العصور، الذين يرفعون «البيرق» في ساحات الحروب، وفي لحظات الاحتفال، أو «البيارقية» من الأسر الكريمة. هذه راية قديمة، رصدتها عيون التاريخ قديماً من ذلك ما ورد على لسان الجاسوس الإسباني الذي ادعّى الإسلام، دومونيغو باديا، أو «الحاج علي العبّاسي»، وشاهد الإمام سعود العظيم في الدولة الأولى في موسم حجّ 1807، أتيح لهذا الجاسوس حينها فرصة رؤية دخول جيش الإمام سعود إلى مكة المكرمة، البالغ عددهم 45 ألفاً، وهم في ثياب الإحرام، كما شاهد جيش سعود وأتباعه يزحفون داخل مكة لأداء المناسك، يتقدَمهم عَلَمٌ أخضر طُرّزت عليه بحروف كبيرة بيضاء عبارة: لا إله إلا الله محمد رسول الله. عِلماً بأن ذكر هذه الراية بهذه الصِفة مذكور قبل هذا التاريخ بخمسين عاماً تقريباً. تحّية لعمل الأستاذ عبد الرحمن رويشد، من رُوادّ تدوين التاريخ السعودي، خصوصاً تاريخ الأسرة السعودية بتفاصيل تميّز بها، الذي ثارت عاطفته الصادقة بسبب «سلبطة» بعض الأدعياء على التاريخ والعلم. وتحية لكل عاملٍ مُجدٍّ لا يعيد تدوير بحث غيره، باسمه، وكأنه مكتشف الكهرباء... في أسواق السوشيال ميديا!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store