
الوكالة الدولية: إيران باتت قادرة على تشكيل نواة لنحو 10 قنابل نووية
- قامت بأنشطة سرية غير معلنة وتعاونها «أقل من مرضٍ»
- سرّعت من وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة
سرّعت إيران، وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، بحسب ما أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم إعلان وزير خارجيتها عباس عراقجي، أن السلاح الذري «غير مقبول»، ومشيراً إلى أن نظيره العماني بدر البوسعيدي، زار طهران، لعرض بنود الاقتراح الأميركي لاتفاق نووي محتمل.
وأفادت الوكالة الذرية، بأن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة القريبة من مستوى 90 في المئة المطلوب للاستخدام العسكري، وذلك في تقريرين غير معدّين للنشر اطلعت عليهما «فرانس برس» و«رويترز»، أمس، قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.
ولفتت الوكالة إلى أن المخزون بلغ 408.6 كلغ في 17 مايو الماضي بزيادة 133.8 كلغ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة مقارنة بزيادة مقدارها 92 كلغ خلال الفترة السابقة.
وهذا يكفي، في حال زيادة التخصيب، لصنع 9 - 10 قنابل نووية، وفقاً لمعايير الوكالة.
وباتت كمية اليورانيوم المخصب الإجمالية تتجاوز 45 مرة الحد المسموح به بموجب الاتفاق المبرم في العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وتبلغ 9247.6 كيلوغرام.
وأفاد تقريرا الوكالة بأن «هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج إيران، الدولة الوحيدة غير النووية التي تنتج مثل هذه المادة النووية، وتخزينها اليورانيوم العالي التخصيب... تثير مخاوف كبرى».
«أقل من مرضٍ»
وفي تقرير ثانٍ، وضعته الوكالة الأممية بطلب من الدول الغربية بناء على قرار صادر في نوفمبر الماضي، نددت الوكالة بتعاون إيران الذي وصفته بأنه «أقل من مرضٍ».
وكتبت أن إيران في مرات عدة إما لم تجب وإما لم تقدم إجابات ذات صدقية من الناحية الفنية على أسئلة الوكالة ونظّفت مواقع، وهذا ما «أعاق أنشطة التحقيق» في ثلاثة مواقع تشتبه الوكالة بأنها شهدت أنشطة نووية غير معلنة، هي لاويسان شيان وورامين وتورقوز آباد.
وتابع التقرير أن قرصاً مصنوعاً من معدن اليورانيوم في لويزان - شيان في طهران، استخدم في إنتاج مصادر نيوترونية «مرتين على الأقل عام 2003، وهي عملية مصممة لإحداث الانفجار في سلاح نووي، مضيفاً أن ذلك كان جزءاً من اختبارات» صغيرة النطاق.
وطلب إعداد التقرير «الشامل» مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة في نوفمبر، ويمهد الطريق أمام مسعى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يهدف لأن يعلن المجلس أن طهران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وسيثير إصدار أي قرار غضب إيران، وقد يزيد من تعقيد المحادثات النووية.
ويقول دبلوماسيون إن القوى الغربية الأربع تخطط، استناداً إلى نتائج تقرير الوكالة، لطرح مسودة قرار على المجلس في اجتماعه المقبل بعد أيام.
وستكون هذه المرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاماً التي يتم فيها اعتبار إيران رسمياً في حالة عدم امتثال.
ويرجح دبلوماسيون أن يؤدي التقرير إلى إحالة إيران على مجلس الأمن، رغم أن ذلك سيحدث على الأرجح في اجتماع لاحق لمجلس محافظي الوكالة.
وسيدفع ذلك على الأغلب طهران مرة أخرى إلى تسريع أو توسيع برنامجها النووي الذي يتقدم بوتيرة سريعة، كما فعلت بعد التوبيخات السابقة في المجلس. ويمكن أن يزيد أيضاً من تعقيد المحادثات مع الولايات المتحدة التي تهدف إلى كبح جماح برنامج طهران النووي.
وتعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية والوكالة الدولية منذ فترة طويلة، أن إيران كان لديها برنامج سري منسق للأسلحة النووية أوقفته عام 2003. لكن طهران تنفي امتلاكها لمثل هذا البرنامج.
العرض الأميركي
وفي طهران، قال عراقجي، إن نظيره العماني قدم خلال زيارة قصيرة لطهران أمس، بنود مقترح أميركي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق نووي.
وأوضح أن طهران سترد «بما يتماشى مع المبادئ والمصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني».
كما أكد أن السلاح الذري «غير مقبول». وقال «اذا كانت المشكلة هي الأسلحة النووية، نعم، نحن نعتبرها أيضاً غير مقبولة»، مضيفاً في إشارة إلى الموقف الأميركي «نحن متفقون معهم على هذه النقطة».
واعتبر ان «حديث الغربيين عن عدم تخصيب إيران لليورانيوم هو شكل من أشكال فرض الهيمنة»، مشيراً أنه «وفقاً للقانون الدولي، لدينا كسائر البلدان الأخرى، الحق في الاستفادة من التكنولوجيا النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب».
والجمعة، جدد الرئيس دونالد ترامب، تأكيده أنه «لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي»، مشيراً إلى أن البلدين «قريبان جداً من اتفاق».
غير أن عراقجي كتب على منصة «إكس»، إنه «غير واثق» بالتوصل الى اتفاق «وشيك».
وفي ضوء ما تضمنه التقرير، اتهمت إسرائيل، إيران، بأنها «مصمّمة تماماً على استكمال برنامجها للأسلحة النووية».
وأفاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «هذا المستوى من التخصيب موجود فقط في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني».
وشدد على أنه «يتعيّن على المجتمع الدولي التحرك الآن لوقف إيران».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 9 ساعات
- الرأي
الجيش الإسرائيلي: 60 مقاتلة هاجمت 20 هدفاً عسكرياً في إيران
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، أن «60 مقاتلة إسرائيلية أنهت قبل قليل سلسلة هجمات على 20 هدفا عسكريا في إيران». وذكر أن «من بين الأهداف العسكرية المستهدفة، مواقع لتطوير الأسلحة النووية ومواقع إنتاج صواريخ في طهران». وأضاف: «المواقع التي استهدفناها تستخدم لتمكين إيران من توسيع تخصيب اليورانيوم لإنتاج أسلحة نووية.. كما هاجمنا مصانع لإنتاج المواد الخام ومكونات تجميع الصواريخ ومواقع لإنتاج أنظمة دفاع جوي».


الجريدة
منذ 12 ساعات
- الجريدة
الضربات تتصاعد على «نووي» إيران ومخاوف من كارثة «على بعد ملليمترات»
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، أمس، أن الضربات الإسرائيلية أدّت إلى «تدمير» مبنيَين واقعَين في كرج قرب طهران، حيث «كان يتم تصنيع مكوّنات لأجهزة طرد مركزية». وقالت الوكالة في منشور على منصة إكس «لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات تفيد باستهداف مبنيَين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في إيران، هما مجمع تيسا في كرج، ومركز طهران للأبحاث». وأضافت الوكالة أن «الموقعين كانا في السابق خاضعين لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كجزء من خطة العمل الشاملة المشتركة»، في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني. وفي غارة أخرى على طهران «أُصيب مبنى كان يُستخدم لتصنيع واختبار دوارات أجهزة الطرد المركزي المتطورة»، وفق ما أضافت الوكالة في منشور على منصة إكس. وفي وقت لاحق، أعلنت تل أبيب شن هجمات جديدة على مواقع لها علاقة بالبرنامج النووي في طهران. وفي مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ» أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، تسجيل ارتفاع طفيف عن المستوى الإشعاعي الطبيعي في منشأة نطنز النووية بإيران. وقال غروسي: «سجل تجاوز طفيف للمستوى الإشعاعي الطبيعي داخل المحيط الوقائي بالمنشأة النووية الإيرانية في نطنز»، مشيراً الى أن هذا الارتفاع «لا يشكّل أي خطر مباشر على السكان أو البيئة». ومساء أمس الأول، أكد غروسي لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أنه «لا يوجد دليل على وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي في إيران»، وشدد على ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية، لأنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمان النووي والسلامة الإقليمية والدولية. وحذّرت وزارة الخارجية الروسية، أمس، من أن العالم «على بعد ملليمترات من الكارثة، بسبب الضربات الإسرائيلية اليومية على البنية التحتية النووية لإيران». وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عبّر عن قلق روسيا إزاء المخاطر التي يشكّلها تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران على محطة بوشهر للطاقة النووية، الواقعة تحت إشراف الوكالة الذرية، والتي تزودها روسيا باليورانيوم المخصب. وقال ريابكوف للصحافيين: «إذا لم تكن هناك عواقب وخيمة حتى الآن، فهذا مجرد مصادفة في الوقت الحالي، لكنّ المخاطر كبيرة جداً». ونقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي، أمس الأول، أن تل أبيب لا تريد التسبب بكارثة نووية خلال تدميرها البرنامج النووي الإيراني.


الجريدة
منذ 12 ساعات
- الجريدة
خامنئي يرفض الاستسلام وترامب يوجه إنذاراً نهائياً
في وقت تواجه المنطقة احتمالات خطيرة لتوسع الحرب المستمرة منذ 6 أيام بين إسرائيل وإيران، رفض المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران إلى «الاستسلام غير المشروط»، في وقت تحدث الأخير عن «مهلة نهائية» لطهران، معتبراً أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، وسط تقارير تشير إلى أن واشنطن باتت قريبة من الانخراط المباشر بالحرب مع تقلص نافذة الدبلوماسية. ولم تمض ساعات على تصريحات خامنئي، حتى جدد ترامب مطالبته لإيران بالاستسلام غير المشروط، مؤكداً أن طهران «تريد التفاوض»، قبل أن يعلن «مهلة نهائية» للجمهورية الإسلامية. ورفض الرئيس الأميركي، الذي قال إنه سمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجوم على إيران، إعطاء جواب حاسم عما إذا كان سيشارك في الحرب، تاركاً الباب مفتوحاً أمام هذا الاحتمال، وكذلك أمام المفاوضات، وسط تحركات عسكرية أميركية متسارعة، بينها إرسال حاملة طائرات ثالثة ومقاتلات إلى المنطقة. وكان ترامب عقد أمس الأول اجتماعاً مع مجلس الأمن القومي انتهى من دون أي إعلان، مع تزايد الترجيحات بأنه يتجه لمساعدة إسرائيل من خلال شن ضربة نوعية ضد مفاعل «فوردو» الذي يعتبر قلب البرنامج النووي الإيراني بقنابل تدميرية ضخمة، لا تملكها إسرائيل، وكذلك من خلال مساعدة المقاتلات الإسرائيلية للتزود بالوقود في الهواء لتمكينها من تنفيذ المهام البعيدة والمُعقّدة، وربما المساهمة في ضرب الصواريخ الإيرانية على أرض إيران. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إيران قد تنشر ألغاماً بمضيق هرمز لشلّ الحركة في مياه الخليج الاستراتيجية ومحاصرة سفن الولايات المتحدة في حال شنّت واشنطن هجمات على منشآتها النووية، مضيفة أن طهران ستطلق صواريخها الموجهة إلى القواعد الأميركية في المنطقة. ميدانياً، ومع تراجع حدة إطلاق الصواريخ الإيرانية رغم استخدام صاروخ «فتاح» الفرط صوتي للمرة الأولى خلال القصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، واصل الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية العنيفة، وشن غارات على طهران وكرج، زعم أنه دمّر خلالها مركز الأمن العام الإيراني في طهران، كما دمر برجين لإنتاج أجهزة الطرد المركزي يقعان في مجمع تيسا في كرج ومركز طهران للأبحاث، حسبما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووسط نفي إيراني لتوجه وفد تفاوضي إلى مسقط، أقرت واشنطن خطة لإجلاء رعاياها من إسرائيل بالتزامن مع إجراء إسرائيلي لافت بالسماح بالمغادرة جواً، مع تسارع عمليات الإجلاء من إيران وإسرائيل. وفيما ناقشت الحكومة البريطانية احتمال تقديم دعم عسكري لواشنطن في حال قررت الانخراط بالحرب جددت دول مجلس التعاون إدانتها واستنكارها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مشددة على ضرورة إيجاد حل سلمي للنزاع، في حين وجه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، تحذيراً من أن المساعدة العسكرية الأميركية المباشرة لإسرائيل ربما تُزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط، بشكل جذري، داعياً واشنطن الى عدم التفكير حتى بهذا الاحتمال. وجدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد روسيا للوساطة لإيجاد حل دبلوماسي للمخاوف الإسرائيلية والغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال اتصال مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، اتفقا خلاله على ضرورة إنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران على الفور. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، أن بكين «قلقة بشدة» من احتمال خروج النزاع بين إسرائيل وإيران «عن السيطرة». وفي مكالمة هاتفية مع وزير خارجية سلطنة عمان، قال وانغ إن بلديهما «لا يمكنهما الوقوف مكتوفي الأيدي وترك المنطقة تنزلق إلى هاوية مجهولة». وفي تفاصيل الخبر: في ثاني خطاب علني له منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الصاعق على إيران الجمعة الماضية، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلده «لن تستسلم» للعدوان والأميركيين، محذّراً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا طهران إلى الاستسلام وتفكيك برنامجها النووي من دون شروط، من أي تدخُّل في الحرب الدائرة منذ 6 أيام. وشدد خامنئي على أن «الشعب الإيراني يقف بقوة أمام الحرب المفروضة، كما سيتصدى بقوة أمام سلام مفروض، وهذا الشعب لم ولن يستسلم أمام أحد». ووصف المرشد تهديدات ترامب، التي أطلقها أمس الأول، وتضمنت التلويح بقتله، بأنها سخيفة، وقال إن «العقلاء الذي يعرفون إيران وشعبها وتاريخها، لا يتحدثون أبداً بلغة التهديد مع هذا الشعب، لأن الشعب الإيراني لا يمكن أن يستسلم، وعلى الأميركيين أن يعلموا أنّ أي تدخل عسكري سيجلب لهم أضراراً وخسائر لا يمكن تعويضها». وأضاف خامنئي أن «الكيان الصهيوني ارتكب خطأ كبيراً وسينال عقوبة أعماله»، مؤكداً «لن نتسامح في دماء شهدائنا والاعتداء على أجوائنا»، ومشدداً على أن قوات بلده «جاهزة للدفاع عن إيران بدعم من المسؤولين وكل أبناء الشعب». وقبل بثّ الكلمة المسجلة، أعلن المرشد الإيراني، في سلسلة تدوينات عبر منصة إكس، انطلاق «المعركة» ضد إسرائيل، مشدداً على أن طهران «لن تدخل في أي مساومة مع الكيان الصهيوني». صورة من الاقمار الصناعية وقال خامنئي في تدوينته الأولى «باسم حيدر الجبار تبدأ المعركة»، مضيفاً «علي يعود إلى خيبر مع ذو الفقار»، في إشارة إلى قيادة الإمام علي بن أبي طالب معركة خيبر بين المسلمين واليهود. كما دعا المرشد إلى التعامل بقوة وعدم إظهار «أي رحمة» تجاه الإسرائيليين. تهديد وسيطرة في موازاة ذلك، اتهم سفير إيران لدى الأمم المتحدة، علي بحريني، إسرائيل بأنها «استهدفت مناطق مأهولة دون تمييز ومن دون إنذار»، لافتاً إلى أنه «إذا تم التوصل لاستنتاج مفاده بأن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الهجمات على إيران، فسنبدأ في الرد عليها». وأضاف بحريني خلال وجوده في جنيف: «لن نبدي أي تردد في الدفاع عن شعبنا، وأمننا، وأرضنا، وسنرد بجديّة وقوة، ودون ضبط للنفس»، مشيراً إلى أن «تل أبيب ارتكبت عملاً عدوانياً وهاجمت طهران من دون أي سبب». وتابع أن «إيران وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها بأنها سترد بحزم شديد». صواريخ على الخليج في هذه الأثناء، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إيران قد تنشر ألغاماً بمضيق هرمز لشلّ الحركة في مياه الخليج الاستراتيجية ومحاصرة سفن الولايات المتحدة في حال شنّ واشنطن هجمات على منشآتها النووية. وذكرت الصحيفة الأميركية أن الجمهورية الإسلامية أعدت خياراتها الخاصة لمواجهة التدخل الأميركي المرتقب. ونقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه إذا انضم البيت الأبيض إلى الحرب الإسرائيلية ضد إيران لاستهداف منشآتها النووية، وخاصة «فوردو» المحصن جيداً تحت سفوح جبال قرب قُم، فإن إيران أعدت صواريخ لاستهداف القواعد الأميركية في الخليج. وأشار المسؤولون إلى أن إيران لا تحتاج إلى استعداد كبير لاستهداف القواعد الأميركية، حيث إن صواريخها قادرة على الوصول إليها بسهولة. وكشف المسؤولون أن القوات الأميركية في قواعدها بجميع أنحاء المنطقة في حالة تأهب. وذكرت الصحيفة الأميركية أنه يتوقع أن تبدأ جماعة أنصار الله الحوثية، المتحالفة مع طهران، بمهاجمة سفن الولايات المتحدة في البحر الأحمر وقواعدها بالمنطقة. جاء ذلك في وقت دعا وزير الاقتصاد الإيراني السابق إحسان خاندوزي، إلى السيطرة على مضيق هرمز ومنع ناقلات النفط وشحنات الغاز الطبيعي المسال من المرور عبره إلّا بإذن من طهران، محذراً من أن عدم تنفيذ تلك السياسة لمدة مئة يوم «يعني إطالة أمد الحرب داخل البلاد». انخراط أميركي ولم تمض ساعات على التصريحات الإيرانية، حتى جدد ترامب مطالبته لإيران بالاستسلام غير المشروط، مؤكدا أن طهران لديها مشاكل كثيرة، و«تريد التفاوض»، معلناً عن «مهلة نهائية» للجمهورية الإسلامية. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان سيضرب المنشآت النووية الإيرانية من عدمه، قال ترامب: «قد أفعل، وقد لا أفعل»، مشيراً إلى أسبوع حاسم لإيران، مضيفاً: «قد لا نستكمل الأسبوع». ورداً على سؤال عن رفض خامنئي الاستسلام، قال ترامب: «حظاً سعيداً». وأتى ذلك وسط ترجيحات بأن ترامب يتجه للجوء إلى خيار عسكري قد يشمل شن ضربة نوعية ضد مفاعل «فوردو» بقنابل تدميرية ضخمة، لا تملكها إسرائيل، وعبر مساعدة مقاتلات الأخيرة بالتزود بالوقود في الهواء لتمكينها من تنفيذ المهام البعيدة والمُعقّدة. وعقد مجلس الأمن القومي الأميركي ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، لأول مرة، اجتماعاً خاصاً لبحث خيارات الإدارة الأميركية بشأن الحرب الإسرائيلية - الإيرانية وملف الأخيرة النووي، لكنه «لم يتخذ أي قرار» بشأن المضي قُدماً في تنفيذ الهجوم الذي تشير أغلب التقديرات إلى إجماع بأنه شبه أكيد. وقال مسؤول أميركي لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية إن «الحركة في الوقت الراهن تبتعد عن الدبلوماسية، وتتجه نحو انخراط الولايات المتحدة في الحرب مع إيران. نحن نتجه نحو تدمير المنشآت النووية الإيرانية. كل قاذفة B52 تحتاج إلى 30 ساعة للوصول من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري، مع التزود بالوقود مرات عدة، مما قد يفسر سبب عدم اتخاذ الولايات المتحدة أي إجراء مباشر حتى الآن. لا أحد في الجناح الغربي يتحدث عن تغيير النظام. الأمر لا يتعلق بتغيير النظام، بل بإزالة قدراته النووية». ورغم نقل «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أن الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي كان «مجرد أحد الخيارات التي نوقشت»، ذكرت شبكة سي بي إس أن «مشرّعين من كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري يسعون لإجبار ترامب على العودة الى الكونغرس لإعلان الحرب». وذكر 3 مسؤولين أميركيين أن الجيش الأميركي دفع بمزيد من الطائرات المقاتلة من طراز إف 16 وإف 22 وإف 35 إلى الشرق الأوسط، ووسّع نطاق نشر طائرات حربية أخرى. وبينما يدفع ترامب - الذي حذّر من نفاد صبره تجاه إيران - بذخائر ثقيلة وبقاذفات نووية من طراز بي 52 إلى المنطقة، حيث ترددت أنباء عن قيامها بمناورات مشتركة مع قوات إسرائيلية أمس، كشف موقع متخصص في مراقبة حركة الملاحة أن حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس نيميتز» اختفت من أنظمة تتبُّع حركة السفن بعد مغادرتها بحر الصين وتوجهها إلى الخليج. جدعون ساعر: إيران لديها «خطة استراتيجية» للقضاء على إسرائيل عاصفة وإفناء ووسط ترقّب إسرائيلي لمشاركة أميركية ترجح كفّة تل أبيب على طهران بالمعركة التي تخشى الأولى أن تتحول إلى حرب استنزاف، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «إعصاراً يجتاح طهران. يتم قصف رموز القوة وتنهار، وقريباً هناك أهداف أخرى، مع فرار أعداد غفيرة من السكان. هكذا يتم سقوط الدكتاتوريات». وأعلن كاتس أن إسرائيل استطاعت تدمير «المقر العام للأمن الداخلي» الإيراني. وكرر تهديده لخامنئي بأنه يجب أن يتذكر المصير الذي حل بدكتاتور العراق صدام حسين «الذي تعامل بهذا الأسلوب ضد إسرائيل». وفي خطوة منفصلة، صادق كاتس على توصية قيادة الجبهة الداخلية بتسهيل عمل المرافق الاقتصادية، لافتا إلى أنه «إلى جانب القتال الشديد ضد إيران، سنفتح المرافق، ونحرر تدريجياً الجمهور، ونعيد دولة إسرائيل إلى العمل والأمن، مع المحافظة على الاعتبارات الأمنية». من جهته، أرسل وزير الخارجية، جدعون ساعر، رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يزعم فيها أن إيران لديها «خطة استراتيجية» للقضاء على بلاده. وكتب ساعر في رسالته أن هجوم إسرائيل على إيران «شُن عقب تطوّر حاسم في برنامج إيران النووي، ويهدف إلى إحباط التهديد الوشيك بهجمات صاروخية وهجمات بالوكالة»، وجاء في الرسالة أن قرار الهجوم اتُخذ كـ «حلّ أخير». تقدير وعجز وفي حين لفتت أوساط عبرية إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران لا تزال تمتلك 1800 صاروخ بالستي، حذّر مسؤول أميركي من أن مخزون إسرائيل من صواريخ منظمة الدفاع الجوي «آرو» بدأ ينفد، وهو ما يثير المخاوف بشأن قدرتها على مواجهة الصواريخ البالستية الطويلة المدى القادمة من طهران إذا لم يتم حل الصراع قريباً. وأكد المسؤول أن الصواريخ الاعتراضية الموجودة في المخزون الأميركي بالدولة العبرية معرّضة لخطر النفاد أيضاً. صواريخ «فاتح» وتتحدث التقييمات الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية عن أن تل أبيب قد تتمكن من الصمود لـ 10 إلى 12 يوماً إضافياً، في حال استمرت الهجمات بنفس الوتيرة، ما لم تحصل على دعم مباشر وفوري أو ذخائر من الولايات المتحدة. ضربات إسرائيلية ميدانياً، تبادلت الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية عشرات الهجمات أمس. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف عدد من المواقع العسكرية والصاروخية والنووية، وفي مقدمتها موقع «فوردو». وقال الجيش إن 50 مقاتلة حربية شنّت خلال الساعات الأخيرة غارات في طهران، حيث سُمعت أصوات انفجارات قوية بالعاصمة، معلناً مهاجمة 5 مروحيات عسكرية إيرانية في قاعدة كرمنشاه. وأضاف أن غاراته استهدفت موقعاً لصناعة أجزاء صواريخ أرض ـ أرض ووسائل قتالية، كما طالت موقعاً لصناعة أجهزة الطرد المركزي في طهران ضمن مساعي تدمير البرنامج النووي، وشنّت مقاتلات إسرائيلية غارة على جامعة الإمام الحسين العسكرية المرتبطة بـ «الحرس الثوري». وبيّن متحدث عسكري أن القوات الإسرائيلية نفذت مئات الطلعات الجوية قصفت خلالها أكثر من 1100 هدف داخل إيران، منذ بدء الحرب الجمعة الماضية، في حين أفادت منظمة حقوقية إيرانية بمقتل نحو 600 شخص. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 3 مسيّرات أطلقت من إيران باتجاه شمال إسرائيل ومسيّرتين بمنطقة البحر الميت. وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن 94 مصاباً وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية، نتيجة الضربات الإيرانية. وذكرت تقارير عبرية أن الصواريخ الإيرانية سقطت على إسرائيل بعدما أخفقت الدفاعات في اعتراضها، مما أدى إلى اندلاع حرائق وأضرار بأحد المباني ضمن رشقتين صاروخيتين شملتا نحو 30 صاروخاً خلال أقل من ساعة. وأوضح بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ بالستي باتجاه إسرائيل «مع تسجيل سقوطها في 40 موقعاً، ومقتل 24 شخصاً، وإصابة 804»، لافتا إلى اضطرار حوالي 3800 شخص إلى إخلاء منازلهم. «فتاح» إيران وفي أول ساعتين بعد منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، أعلن «الحرس الثوري» أنه استخدم للمرة الأولى الجيل الأول من صواريخ فتّاح البالستية الفرط صوتية في الموجة الـ 11 من عملية الوعد الصادق 3. وقال إن صواريخ فتّاح اخترقت الدرع الدفاعية الصاروخية وزلزلت ملاجئ إسرائيل، مضيفاً أن «الصواريخ بعثت رسالة بشأن قوة إيران إلى حليفة تل أبيب المتوهمة والمحرّضة على الحرب»، في إشارة إلى واشنطن. واعتبر أن الهجوم الصاروخي ليل الثلاثاء ـ الأربعاء أظهر أن إيران تسيطر تماماً على أجواء الأراضي المحتلة. وفي الداخل الإيراني، تحدثت الشرطة عن ضبط 14 مسيّرة ورصد ورش إنتاج مسيّرات يستخدمها عملاء لـ «الموساد» في أقاليم مختلفة، وأفادت السلطات الإيرانية بإسقاط طائرات مسيّرة في مدن ورامين وأصفهان وهمدان وسمنان وشاهرود.