logo
في ذكرى زفافهما الـ14.. سر صمود زواج ويليام وكيت مقابل فشل تشارلز وديانا!

في ذكرى زفافهما الـ14.. سر صمود زواج ويليام وكيت مقابل فشل تشارلز وديانا!

الرجل٢٩-٠٤-٢٠٢٥

تابع أكثر من 100 مليون شخص في مثل هذا اليوم من عام 2011، حول العالم الزفاف الملكي الذي جمع الأمير ويليام بكيت ميدلتون، في حفلٍ مهيب داخل جدران ويستمنستر آبي.
مشهد القُبلة الشهيرة على شرفة قصر باكنغهام بات رمزًا لعصر ملكي جديد، يحاول ترميم ما تصدّع من إرثٍ قديم، بدأ بزواج والديه الأمير تشارلز والأميرة ديانا وانتهى بطلاقٍ مؤلم.
اليوم، يحتفل ولي العهد البريطاني وزوجته بعيد زواجهما الرابع عشر، وسط حالة من الاستقرار الأسري والنجاح الرمزي الذي قلّ أن نجده في حياة الأزواج الملكيين.
ومع هذه المناسبة، تعود التساؤلات مجددًا: ما الذي جعل زواج ويليام وكيت يصمد؟ ولماذا فشل زواج تشارلز وديانا رغم الحفل الأسطوري؟
حكايتان... ونهايتان مختلفتان
يسلط المؤرخ الملكي روبرت لايسيفي كتابه "صراع الإخوة" " (Battle of Brothers), الضوء على أحد أكثر الفروقات الجوهرية بين الزواجين: المدة التي سبقت الخطوبة.
فبينما استغرق ويليام وكيت ما يقرب من عشر سنوات من المعرفة، والصداقة، والانفصال، والعودة، لم يخرج تشارلز وديانا في أكثر من 13 موعدًا فقط قبل إعلان الخطوبة في 1981.
ديانا... من حلم الطفولة إلى قصر الوحدة
التقت ديانا سبنسر بتشارلز للمرة الأولى عام 1977، وكانت حينها فتاة في السادسة عشرة من عمرها، بينما كان هو يبلغ من العمر 29 عامًا ويواعد أختها الكبرى، سارة. لكن لم يبدأ التقارب العاطفي بينهما إلا بعد زيارة إلى قلعة بالمورال في 1980، حيث نالت إعجاب العائلة المالكة.
أُعلن عن خطوبتهما في فبراير 1981، لكن تصريحات تشارلز خلال اللقاء الصحفي تركت أثرًا نفسيًا عميقًا في خطيبته، إذ قال عند سؤاله عمّا إذا كانا "واقعين في الحب":
"أياً يكن معنى أن تكون في حالة حب".
بينما أجابت ديانا: "بالطبع نحن في حالة حب".
ذلك التعليق كان نذيرًا مبكرًا بأن شيئًا ما لم يكن على ما يرام. ولم تكن الشهور التالية أقل حزنًا، فقد أمضت ديانا وقتها في عزلة شبه تامة داخل قصر باكنغهام، في وقت كان فيه الأمير خارج البلاد في جولة استغرقت خمسة أسابيع.
بحسب الكاتبة الملكية إنغريد سيوارد، فكرت ديانا في إلغاء الزواج، وذهبت إلى منزل والدها، إيرل سبنسر، لتخبره بذلك. لكن والدها أقنعها بالمضي قدمًا، فكانت النتيجة: زفاف أسطوري في يوليو 1981 شاهده 750 مليون شخص... وزواج مأساوي استمر 15 عامًا فقط.
كيت وويليام... عشرة عمر قبل التاج
بدأت قصة كيت وويليام في أروقة جامعة سانت أندروز باسكتلندا عام 2001، حيث كانا يدرسان التاريخ وتشاركا السكن الجامعي مع أصدقاء. ورغم أنهما لم يرتبطا عاطفيًا في البداية، إلا أن لحظة التحول جاءت في عرض أزياء خيري عام 2002، عندما ظهرت كيت بفستان شفاف أثار انتباه الأمير الشاب، الذي دفع 200 جنيه إسترليني لحجز طاولة قريبة من المسرح.
سرعان ما بدأت علاقة عاطفية تطوّرت تدريجيًا، ولكنها لم تكن خالية من العثرات، إذ انفصلا في أبريل 2007 بعد خمس سنوات من الارتباط. وفي مقابلتهما الرسمية بعد الخطوبة، اعترفت كيت قائلة:
"لم أكن سعيدة في ذلك الوقت، لكن ذلك الانفصال جعلني أقوى. تعلّمت الكثير عن نفسي".
أما ويليام فقال إنه كان "بحاجة إلى مساحة شخصية"، مؤكدًا أن العودة بعد الانفصال ساعدت علاقتهما على النضوج
خطوبة في جبال كينيا وزواج أسطوري
اصطحب ويليام كيت إلى كوخ في أكتوبر 2010 على ارتفاع 11 ألف قدم فوق جبل كينيا، وهناك طلب يدها مستخدمًا خاتم خطوبة والدته ديانا: الياقوتة الزرقاء المحاطة بالألماس، أحد أشهر الخواتم في العالم.
الزفاف أقيم في 29 أبريل 2011، بحضور 1,900 ضيف داخل ويستمنستر آبي، وملايين من المتابعين حول العالم. ارتدت كيت فستانًا من تصميم سارة بورتون لدار ألكسندر ماكوين، وأعارتها الملكة إليزابيث التاج الملكي Cartier Scroll Tiara. وبتلك اللحظة، تحوّلت كيت ميدلتون إلى دوقة كامبريدج، وبعدها إلى أميرة ويلز، تمامًا كما كانت ديانا من قبل.
بين الأم وابنها... دروس في الحب الملكي
رغم الفارق الزمني والعاطفي بين التجربتين، فإن المراقبين يرون في قصة كيت وويليام درسًا في الصبر، النضوج، والنية الحقيقية لبناء شراكة متكافئة. فبينما خاضت ديانا زواجًا قسريًا تقريبًا مع فارق عمري كبير، لم يكن هناك من يستمع لمخاوفها.
أما كيت، فقد دخلت القصر الملكي بعد أن أثبتت نفسها في حياة ولي العهد، واكتسبت احترام المؤسسة الملكية والجمهور على حد سواء.
النضوج العاطفي هو أساس الزواج الناجح
قصة كيت وويليام ليست فقط عن زواج ملكي ناجح، بل عن قصة حب نمت في الظل، بعيدًا عن ضغط التوقعات الفورية. لقد بنوا علاقة قبل أن يبنوا عرشًا، وهو ما يجعل زواجهما اليوم نموذجًا للثبات، في زمن التغيير السريع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر العالمية
الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر العالمية

غرب الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • غرب الإخبارية

الكاتبة الهندية بانو مشتاق تفوز بجائزة البوكر العالمية

المصدر - فازت الكاتبة الهندية والناشطة في مجال حقوق المرأة بانو مشتاق مساء الثلاثاء بجائزة بوكر الأدبية الدولية عن مجموعتها القصصية «هارت لامب» (مصباح القلب) التي تتناول الحياة اليومية لنساء مسلمات في جنوب الهند. والمجموعة القصصية التي كتبت بالكانادية، اللغة المحلية في جنوب الهند، تروي جوانب من حياة العديد من النساء المسلمات اللواتي يعانين من التوترات الأسرية والمجتمعية. وهذا أول كتاب باللغة الكانادية يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة التي تمّ تقديمها في حفل أقيم في لندن مساء الثلاثاء وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 59 ألف يورو) يتم تقاسمها بين المؤلّفة والمترجمة ديبا بهاستي. ونشرت هذه القصص في الأصل بين عامي 1990 و2023. وبحسب منظمي الجائزة، فقد تعرض الكتاب للرقابة من جانب الدوائر المحافظة في الهند، وتم تجنبه من قبل الجوائز الأدبية الكبرى في البلاد. وقالت الكاتبة عند حصولها على الجائزة «أقبل هذا الشرف العظيم ليس كفرد، بل كصوت يقف مع العديد من الآخرين»، واصفة فوزها بأنه لحظة «لا تصدق». من جانبه قال رئيس لجنة التحكيم ماكس بورتر إن الكتاب «شيء جديد حقا للقراء الناطقين باللغة الإنجليزية، قصص جميلة مليئة بالحياة». وكان بورتر استبق الإعلان عن فوز مشتاق بالإشادة «بالكتب التي تتحدّى السلطات، من السودان إلى أوكرانيا والصين وإريتريا وإيران وتركيا، في كل مكان». وجائزة بوكر الدولية هي جائزة أدبية تمنح لكتاب خياليين. وكانت الجائزة تمنح كل عامين لكنها أصبحت منذ 216 تمنح كل عام. وفي العام الماضي، فازت ببوكر الدولية الرواية الألمانية «كايروس» للكاتبة جيني إيربنبيك والتي ترجمها مايكل هوفمان.

إطلاق سراح المغني كريس براون بكفالة 6 ملايين دولار
إطلاق سراح المغني كريس براون بكفالة 6 ملايين دولار

صدى الالكترونية

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى الالكترونية

إطلاق سراح المغني كريس براون بكفالة 6 ملايين دولار

قررت السلطات القضائية في لندن إخلاء سبيل المغني الأمريكي كريس براون، الذي يُحاكم في بريطانيا بتهمة الاعتداء والضرب في ملهى ليلي، بكفالة قدرها خمسة ملايين جنيه إسترليني (6.7 مليون دولار). وسيتمكن النجم البالغ من العمر 36 عاماً، وهو حبيب المغنية ريهانا سابقاً، من إحياء الحفلات المقررة كجزء من جولته الدولية التي من المقرر أن تبدأ في 8 يونيو في أمستردام وتشمل مواعيد عدة في بريطانيا، حسب حكم القاضي في محكمة ساوثوورك الجنائي. وبعد اتهامه بالضلوع في ممارسات عنيفة في الماضي، ألقي القبض على براون الخميس الماضي في فندق في مانشستر (شمال إنجلترا)، ثم وُجهت إليه تهمة الاشتباه في ارتكابه اعتداء في نادٍ ليلي بحي راقٍ في لندن في 19 فبراير 2023. ويُتهم براون بضرب المنتج الموسيقي أبراهام 'آبي' دياو بشكل متكرر بزجاجة في ملهى 'تايب' الليلي. وقد تصدر كريس براون في ما مضى عناوين الأخبار في الولايات المتحدة بسبب مشكلاته القانونية ، ففي عام 2009، دين المغني بضرب حبيبته آنذاك المغنية الشهيرة ريهانا ما تسبب لها بإصابات أرغمتها على إلغاء مشاركتها في حفل توزيع جوائز غرامي.

ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها
ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

Independent عربية

timeمنذ 3 أيام

  • Independent عربية

ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

في نوفمبر عام 1995، جلست الأميرة ديانا مقابل الصحافي مارتن بشير في شقة قصر كنسينغتون لتسجيل المقابلة الشهيرة التي بثت ضمن برنامج "بانوراما". وبينما طغت على التغطية الإعلامية تصريحاتها الأكثر شهرة حول تشارلز وكاميلا ورغبتها في أن تكون "ملكة في قلوب الناس"، مر قول لافت مرور الكرام، وهو تعبير حاد عن وعي ديانا بمكانتها بوصفها واحدة من أشهر نساء العالم. قالت لبشير "ترى نفسك منتجاً جيداً موضوعاً على رف، يباع جيداً، ويجني الناس كثيراً من المال من ورائك". وربما لا يفاجأ أحد بأن ديانا كانت تدرك تماماً مدى قابليتها للتسويق كـ"منتج". فهي المرأة ذاتها التي قالت لها شقيقتها حين أعربت عن ترددها قبيل الزفاف، "وجهك على مناشف الشاي، لقد فات الأوان للتراجع". لكن تعليقها ذاك كان أيضاً نبوءة دقيقة. إذ إن كانت ديانا آنذاك "منتجاً جيداً"، فإن هذه الصفة قد ازدادت رسوخاً على مدى الأعوام الـ27 التي تلت وفاتها المأسوية. في عام 2025، تزدهر "صناعة ديانا"، على رغم صعوبة حصر حجمها بدقة بسبب اتساعها وتشعبها. فهي حاضرة في الثقافة الشعبية بفضل دراما "التاج" الرفيعة المستوى على منصة "نتفليكس"، وأفلام السيرة الذاتية التي تراوح ما بين الميلودراما (فيلم Diana عام 2013 من بطولة نعومي واتس) والسينما الفنية (فيلم Spencer عام 2021)، فضلاً عن عدد لا يحصى من الوثائقيات ومسرحية موسيقية لاقت كثيراً من السخرية. ولا تزال فساتينها تباع بمئات الآلاف من الدولارات في المزادات. أما صورها الأرشيفية التي توثق ملابسها اليومية، فقد أصبحت مرجعاً مفضلاً في عالم الموضة لدى أبناء الجيل "زد". ومن السهل العثور على نسخ من كنزاتها القطنية من التسعينيات على منصات مثل "إتسي" و"فينتيد". كما كان أسلوبها في الأزياء محور معارض بيعت تذاكرها بالكامل في قصر كنسينغتون، المكان الذي تحدثت فيه مع بشير، وحيث غالباً ما شعرت بحزن عميق. في متجر الهدايا هناك، تظهر صورها على الكتب وأكواب الشاي، وعلى موقع القصور الملكية التاريخية، يمكن العثور على مجوهرات مستوحاة من خاتم خطبتها المرصع بالياقوت ومن تاج سبنسر العائلي. وهذه ليست سوى بعض الطرق المباشرة التي استثمرت بها صورة ديانا تجارياً في نظر جمهورها. في كتابه الجديد "عالم ديانا"، وهو دراسة ثقافية شاملة عن الأميرة السابقة، يستعرض المؤلف إدوارد وايت تعدد الأبعاد الثقافية والتجارية لإرث ديانا. ويزخر الكتاب بحكايات غريبة لافتة للنظر ستجذب بلا شك أي شخص مهتم بتذكارات ديانا. هل كنت تعلم، مثلاً، أن شركة صينية للملابس الداخلية أطلقت عام 2010 خطاً يحمل اسم "ديانا"، وظهرت في إعلانه امرأة شبيهة بها ترتدي الملابس الداخلية وتضع تاجاً، وتبتسم بحنان لطفل صغير بينما تعزف على آلة التشيلو؟ أو إن زوار إحدى دور الجنازات قرب مدينة برمنغهام كانوا يستقبلون طوال ما يقارب 25 عاماً بتمثال من الغرانيت يصور الأميرة؟ تمت الإشارة مراراً وتكراراً، منذ عام 1997، إلى الأسباب التي تجعل من ديانا شخصية خالدة في الذاكرة الجماعية وسلعة لا تنضب من حيث الجاذبية التجارية. من بين تلك الأسباب قدرتها الفريدة على التواصل والتعاطف مع الناس العاديين، إلى جانب "السحر الاستثنائي الذي أحاط بها، والطابع المأسوي لوفاتها"، كما يقول وايت. لكنه يشير أيضاً إلى أن ترويج صورتها تجارياً لم يأتِ من فراغ، فهي كانت في الأساس، كما يقول، "أميرة تجسد الثقافة الاستهلاكية بامتياز". ويضيف، "كانت مرتبطة بعديد من العلامات التجارية منذ البداية". تلخص إحدى القصص هذا الأمر. يقول وايت، "في صباح يوم زفافها، وبينما كانت تستعد، بدأت فجأة تغني شارة إعلان كورنيتو"، في إشارة إلى أغنية "Just One Cornetto" الشهيرة، التي كانت تؤدَّى بأسلوب أوبرالي ساخر من قبل شخص يقلد غناء الملاحين الإيطاليين في البندقية في إعلانات المثلجات خلال الثمانينيات والتسعينيات. يقول وايت، إن تلك اللحظة العفوية والمرحة "أثرت في الناس بعمق"، إلى حد أن القصة أعيد تداولها في مقالات الصحف وكتب السيرة، لتصبح جزءاً من أسطورتها، وكأنها دليل على بساطتها وقربها من عامة الناس. في سيرة تينا براون الشهيرة "يوميات ديانا" (2007)، المليئة بالحكايات الشيقة وكواليس الحياة الخاصة، تروي رئيسة تحرير "فانيتي فير" السابقة كيف أن ديانا "انفجرت بغناء مبهج" بينما كان فستان زفافها يسدل عليها، بمشاركة الخياطات والإشبينات في الغناء. وتظهر القصة أن العروس الملكية كانت صغيرة السن، لكنها كانت أيضاً منغمسة تماماً في عالم الإعلانات والتلفزيون التجاري ومنتجات الآيس كريم المتداولة على نطاق واسع. يقول وايت "كانت دائماً الفرد في العائلة الملكية الذي يمثل المستهلك، مثلنا تماماً". وتستمر هذه الصورة في الروايات التي تتحدث عن تشجيع الأميرة أبناءها على تناول الوجبات السريعة. ففي نهاية الفيلم الروائي "سبنسر"، نراها، كما تؤديها كريستين ستيوارت، تتوجه مع ويليام وهاري الصغيرين إلى مطعم KFC، على رغم أنها في الواقع كانت تفضل ماكدونالدز. ويشير وايت إلى أن الجمهور "تمكن من الانغماس في حياة ديانا كما لم يحدث مع أي فرد آخر من العائلة الملكية"، لأنها "ظهرت في لحظة كانت تشهد تطورات تكنولوجية جديدة، من بينها التصوير الفوتوغرافي الملون". فقد أصبحت الصحف تملأ ملاحقها الملونة بصورها، وظهرت مجلات متخصصة مثل "ماجيستي"، التي لا تزال تصدر حتى اليوم، وكرست صفحاتها لصور العائلة الملكية عالية الجودة. وأصبح الحصول على صور لديانا صناعة مربحة للغاية، تغذيها شهية عامة لا تشبع، حتى إن المصورين أطلقوا عليها لقب "أميرة المبيعات". "كثيراً ما كانت الفرد المستهلك بين أفراد العائلة المالكة، تماماً مثلنا جميعاً" إدوارد وايت، مؤلف كتاب "عالم ديانا" أدى الانتشار المتزايد لأشرطة الفيديو (VHS) إلى تمكين جمهور ديانا من إعادة مشاهدة لحظاتها الملكية المميزة مراراً وتكراراً، وهم جالسون في منازلهم. وأثناء بحثه في مادته، عثر وايت على "إعلان لوثائقي كان يعد في فترة زفافها، وكان يعرض للبيع بسعر باهظ جداً"، على حد وصفه. ولم يكن واضحاً من الإعلان ما إذا كان "نصف الشريط فارغاً، أم إن هناك شريطاً ثانياً مرفقاً به". لكن الفكرة العامة كانت أن المشتري سيتمكن من الاستمتاع بالوثائقي، ثم يسجل بث حفل الزفاف من التلفزيون لاحقاً، ليقوم بـ"صناعة تذكاره الشخصي عن ذلك اليوم". إنه تذكار بدائي على نحو غريب، لكنه يكشف كيف ساعدت المنتجات المتاحة حينها على تطوير "علاقة شخصية" بين الجمهور وديانا. يشير وايت إلى أن الثمانينيات والتسعينيات شهدت أيضاً "بداية عصر الموضة السريعة"، مما أتاح للناس للمرة الأولى التسوق بأسلوب الأميرة. ففي زيارة ملكية لولاية فرجينيا الأميركية خلال الثمانينيات، اشترت ديانا وشاحاً حريرياً بسعر ثمانية دولارات من متجر "جي سي بيني" الشهير. "وفي غضون 24 ساعة، نفدت كل تلك الأوشحة من المتجر"، بحسب وايت. لقد كان أسلوبها في اللباس متاحاً للجمهور بطريقة لم تكن ممكنة مع أفراد العائلة الملكية في الأجيال السابقة. وكما يعبر وايت "الأميرة مارغريت لم تكن لتدخل متجر ديبنهامز وتشتري من الرف، أليس كذلك؟" والمثير فعلاً أن تأثير أسلوب ديانا في عالم البيع لا يزال قائماً حتى اليوم، بل ربما أصبح أقوى مما كان عليه في حياتها. قبل زفافها بأشهر قليلة، التقطت لها صورة وهي ترتدي سترة حمراء مزينة برسوم خراف بيضاء، بينها خروف أسود واحد. وبعد 40 عاماً، اكتسب هذا التصميم، المسمى "الخروف الأسود"، شهرة جديدة لدى جيل جديد من المعجبين. ففي عام 2020، تعاونت علامة "روينغ بلايزرز" الأميركية مع شركة "وورم أند ووندرفل" لإعادة طرح السترة، إلى جانب نسخة معاد إنتاجها من كنزة أخرى شهيرة ارتدتها ديانا، وهي كنزة بألوان الباستيل من تصميم "غايلز أند جورج" كتب عليها "أنا رفاهية لا يقدر عليها كثر" (ويذكر أن غايلز المقصود هو النائب المحافظ السابق غايلز براندريث). وقد بيعت أول دفعة من سترة الخراف، بسعر 295 دولاراً، خلال 24 ساعة فحسب، وحققت النسخ المعاد إنتاجها مبيعات بلغت 8 ملايين دولار (5.9 مليون جنيه استرليني) في أول 18 شهراً، بحسب مجلة "تاون أند كانتري". وعندما افتتح معرض مخصص للأميرة ديانا في مدينة لاس فيغاس عام 2022، عرضت نسخ من السترة نفسها للبيع في متجر الهدايا الخاص بالمعرض، "كما لو كانت بضائع رسمية تابعة للأميرة"، بحسب ما كتب وايت. وفي العام التالي، بيعت السترة الأصلية في مزاد دار سوذبيز بمبلغ قياسي بلغ 1.1 مليون دولار، مما جعلها أغلى سترة في التاريخ. تمثل هذه القصة مثالاً نموذجياً على ما يمكن تسميته "صناعة ديانا"، لكن ما يميز هذه القطعة تحديداً هو أنها ترسخ رمزية "أميرة الشعب" وقدرتها على تحويل أشياء يومية إلى رموز أسطورية، ويبدو أن حقيقة وجود الخروف الأسود في التصميم، الذي بات ينظر إليه لاحقاً كاستباق لدورها كغريبة عن العائلة الملكية، أضفت عليه جاذبية خاصة. ولم تكن هذه السترة هي الوحيدة من خزانة ديانا التي وصلت إلى أرقام فلكية في المزادات. يقول مارتن نولان، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لدار "جوليانز أوكشنز" في لوس أنجليس، التي تستعد هذا الصيف لتنظيم أكبر مزاد على الإطلاق لملابس الأميرة "هل توجد صورة لديانا وهي ترتدي هذه القطعة؟ إذن هذه هي اللقطة الذهبية، لأنها تخلق رابطاً مباشراً". ويميل المشترون أيضاً إلى تفضيل القطع التي تروي قصة مميزة. من بين "القطع الأعلى سعراً في المزاد" هذه المرة، فستان زهري من تصميم "بيلفيل ساسون"، يعرف باسم "فستان الرعاية"، وتقدر قيمته ما بين 200 و300 ألف دولار. وكان هذا الفستان خيار ديانا المفضل عند زيارتها الأطفال في المستشفيات، بفضل ألوانه الزاهية ونقوشه التي تناسب الأطفال، وهو ما يعزز صورتها كامرأة حنونة ومنفتحة. ويحرص نولان على التأكيد أن المزاد ليس حكراً على أصحاب الملايين، فهناك أيضاً "وثائق وبطاقات مكتوبة بخط اليد"، تقدر قيمتها ما بين 800 و1200 دولار. أما بعض معجبي ديانا، فامتلاك شيء سبق أن لمسته أو ارتدته لم يعد مجرد وسيلة لاقتناء قطعة من التاريخ، بل أصبح يحمل طابعاً شبه ديني، كما يرى وايت حيث يقول "نعود هنا إلى الفكرة الاستهلاكية مجدداً، حيث يشعر بعض الناس وكأن في هذه القطع شيئاً من السحر... تحدثت إلى عدد من الأشخاص، ولا أريد أن أعمم، لكن بعضهم كان يتحدث وكأنه امتلك جزءاً من كفن تورينو [قطعة قماش قديمة يعتقد أن المسيح كفن بها بعد صلبه]". ويضيف، "من اللافت حقاً كيف أصبحت علاقتنا المادية بديانا قوية إلى هذه الدرجة. الأمر يكاد يشبه الطابع الكاثوليكي". من المنطقي إذاً ألا يزال كثر يشرعون في ما يشبه "الزيارات الشعائرية" المرتبطة بديانا، إلى القصور والمنازل الفخمة المرتبطة بذكراها، وأحياناً إلى مواقع أكثر قتامة. فلا يزال "آلثورب"، مقر عائلة سبنسر التاريخي ومثوى ديانا الأخير، يجتذب عدداً كبيراً من الزوار خلال أشهر الصيف حين يفتح للعامة. تقول بيفرلي بودن، عميدة مساعدة في كلية تيزسايد للأعمال الدولية وباحثة في سياحة الموت، أي زيارة مواقع ترتبط بالموت والمآسي، إن الموقع، "لم يعد يحظى بالشعبية التي كان عليها في السابق من حيث الإقبال عليه تحديداً لكون ديانا قد نشأت هناك، لكنه لا يزال يستقطب آلاف السياح سنوياً". وإذا كانت الرحلة إلى آلثورب لمعاينة الجزيرة وسط "بحيرة أوفال" حيث وريت ديانا الثرى تمثل الجانب المقبول من طيف "سياحة الموت"، فإن زيارة موقع الحادثة القاتل الذي أودى بحياتها تمثل طرفه الآخر المثير للجدل. تقول بودن إن "جسر ألما، حيث وقعت الحادثة في باريس، تحول على الفور إلى مزار، ولا يزال حتى اليوم موقعاً تذكارياً". والدوافع هنا متداخلة: مزيج من الفضول المروع والرغبة الحقيقية في التأمل في الموت وقصر الحياة. زيارات كهذه يصعب تحويلها إلى تجربة قابلة للبيع، على رغم وجود محاولات لذلك. ففي تقرير إخباري نشرته "بي بي سي" عام 1998، بعد عام واحد فقط من وفاة ديانا، وثق كيف أثار فندق فرنسي غضباً واسعاً بعرضه "جولة ديانا" تعيد تمثيل رحلتها الأخيرة في شوارع باريس. وبحسب التقرير، فإن "الزبائن يمكنهم، مقابل مبلغ إضافي، ركوب سيارة مرسيدس شبيهة بتلك التي كانت ديانا تستقلها في المقعد الخلفي" قبل وفاتها في الحادثة المروعة. إنها إحدى القصص التي تدفعك للتشكيك في الصناعة بأكملها حول صورة ديانا. قرأت ذلك المقال القديم وأنا أشعر بالاشمئزاز، ودين كل من شارك فيه، لكن أليس من الممكن أنني أنا نفسي أمارس نوعاً آخر من "السياحة الكئيبة" حين أشاهد المسلسلات التي تتناول حياتها، أو أقرأ الكتب عنها، أو أتأمل ملابسها في صور التقطها مصورون طاردوها حتى الموت؟ ومع ذلك وباستثناء محاولات الاستغلال السافرة كهذه، يرى وايت أن المقتنيات والرحلات التذكارية ما هي إلا وسيلة يمارس بها الناس "مشاعرهم الصادقة تجاه ديانا"، وهي "تعابير مخلصة عن المودة والارتباط"، تحمل في طياتها "ما هو عميق عن الأثر الذي تركته في نفوس عدد كبير من الناس العاديين". يعتقد وايت أن هوسنا الجماعي بديانا، والبحث المستمر عن طرق جديدة لاستكشاف صورتها (بل واستغلالها)، سيظل قائماً لعقود طويلة. يقول "حين يعتلي ويليام العرش، ستبقى تلك الصلة قائمة، وكذلك حين يحين دور جورج". ويضيف أن الفجوة بين ويليام وهاري تشبه "الانشقاقات الكنسية"، بين "فصيلين يتنازعان حول الإرث الحقيقي الذي تمثله ديانا"، وهو صراع سيبقي اسمها حياً في الوعي العام (بل إن كل موجة جديدة من التكهنات حول العلاقة المتوترة بين الشقيقين غالباً ما تطرح معها تساؤلات ضمنية: ماذا كانت ديانا لتقول؟). لدى وايت نظرية أيضاً مفادها أن "ما يصمد فعلاً في العصر الحديث حين نفكر في الملكية هو القصص المصيرية التي بطلاتها نساء". خذ مثلاً افتتاننا الجماعي بزوجات هنري الثامن الست، "في الثقافة الرفيعة وفي الثقافة الشعبية" على حد سواء، لا نزال مأخوذين بهؤلاء النساء "البارزات سياسياً واجتماعياً"، اللاتي خضن الأخطار وعشن حيوات أقرب إلى المسلسلات الدرامية، ودفعن أحياناً ثمناً باهظاً مقابل ذلك. "إذا كنا لا نزال مهووسين بآن بولين بعد مرور 500 عام على وفاتها"، يقول، "فثمة احتمال كبير بأن يواصل الناس اكتشاف أشياء جديدة في [قصة ديانا]". صدر كتاب "عالم ديانا" للكاتب إدوارد وايت عن دار ألين لين بسعر 25 جنيهاً استرلينياً. يبدأ المزاد على "أسلوب الأميرة ديانا" و"مجموعة ملكية" في دار جوليان للمزادات في 19 مايو (أيار) وينتهي في 26 يونيو (حزيران).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store