logo
ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

Independent عربيةمنذ 3 أيام

في نوفمبر عام 1995، جلست الأميرة ديانا مقابل الصحافي مارتن بشير في شقة قصر كنسينغتون لتسجيل المقابلة الشهيرة التي بثت ضمن برنامج "بانوراما". وبينما طغت على التغطية الإعلامية تصريحاتها الأكثر شهرة حول تشارلز وكاميلا ورغبتها في أن تكون "ملكة في قلوب الناس"، مر قول لافت مرور الكرام، وهو تعبير حاد عن وعي ديانا بمكانتها بوصفها واحدة من أشهر نساء العالم. قالت لبشير "ترى نفسك منتجاً جيداً موضوعاً على رف، يباع جيداً، ويجني الناس كثيراً من المال من ورائك".
وربما لا يفاجأ أحد بأن ديانا كانت تدرك تماماً مدى قابليتها للتسويق كـ"منتج". فهي المرأة ذاتها التي قالت لها شقيقتها حين أعربت عن ترددها قبيل الزفاف، "وجهك على مناشف الشاي، لقد فات الأوان للتراجع". لكن تعليقها ذاك كان أيضاً نبوءة دقيقة. إذ إن كانت ديانا آنذاك "منتجاً جيداً"، فإن هذه الصفة قد ازدادت رسوخاً على مدى الأعوام الـ27 التي تلت وفاتها المأسوية.
في عام 2025، تزدهر "صناعة ديانا"، على رغم صعوبة حصر حجمها بدقة بسبب اتساعها وتشعبها. فهي حاضرة في الثقافة الشعبية بفضل دراما "التاج" الرفيعة المستوى على منصة "نتفليكس"، وأفلام السيرة الذاتية التي تراوح ما بين الميلودراما (فيلم Diana عام 2013 من بطولة نعومي واتس) والسينما الفنية (فيلم Spencer عام 2021)، فضلاً عن عدد لا يحصى من الوثائقيات ومسرحية موسيقية لاقت كثيراً من السخرية. ولا تزال فساتينها تباع بمئات الآلاف من الدولارات في المزادات.
أما صورها الأرشيفية التي توثق ملابسها اليومية، فقد أصبحت مرجعاً مفضلاً في عالم الموضة لدى أبناء الجيل "زد". ومن السهل العثور على نسخ من كنزاتها القطنية من التسعينيات على منصات مثل "إتسي" و"فينتيد". كما كان أسلوبها في الأزياء محور معارض بيعت تذاكرها بالكامل في قصر كنسينغتون، المكان الذي تحدثت فيه مع بشير، وحيث غالباً ما شعرت بحزن عميق. في متجر الهدايا هناك، تظهر صورها على الكتب وأكواب الشاي، وعلى موقع القصور الملكية التاريخية، يمكن العثور على مجوهرات مستوحاة من خاتم خطبتها المرصع بالياقوت ومن تاج سبنسر العائلي.
وهذه ليست سوى بعض الطرق المباشرة التي استثمرت بها صورة ديانا تجارياً في نظر جمهورها. في كتابه الجديد "عالم ديانا"، وهو دراسة ثقافية شاملة عن الأميرة السابقة، يستعرض المؤلف إدوارد وايت تعدد الأبعاد الثقافية والتجارية لإرث ديانا. ويزخر الكتاب بحكايات غريبة لافتة للنظر ستجذب بلا شك أي شخص مهتم بتذكارات ديانا. هل كنت تعلم، مثلاً، أن شركة صينية للملابس الداخلية أطلقت عام 2010 خطاً يحمل اسم "ديانا"، وظهرت في إعلانه امرأة شبيهة بها ترتدي الملابس الداخلية وتضع تاجاً، وتبتسم بحنان لطفل صغير بينما تعزف على آلة التشيلو؟ أو إن زوار إحدى دور الجنازات قرب مدينة برمنغهام كانوا يستقبلون طوال ما يقارب 25 عاماً بتمثال من الغرانيت يصور الأميرة؟
تمت الإشارة مراراً وتكراراً، منذ عام 1997، إلى الأسباب التي تجعل من ديانا شخصية خالدة في الذاكرة الجماعية وسلعة لا تنضب من حيث الجاذبية التجارية. من بين تلك الأسباب قدرتها الفريدة على التواصل والتعاطف مع الناس العاديين، إلى جانب "السحر الاستثنائي الذي أحاط بها، والطابع المأسوي لوفاتها"، كما يقول وايت. لكنه يشير أيضاً إلى أن ترويج صورتها تجارياً لم يأتِ من فراغ، فهي كانت في الأساس، كما يقول، "أميرة تجسد الثقافة الاستهلاكية بامتياز". ويضيف، "كانت مرتبطة بعديد من العلامات التجارية منذ البداية".
تلخص إحدى القصص هذا الأمر. يقول وايت، "في صباح يوم زفافها، وبينما كانت تستعد، بدأت فجأة تغني شارة إعلان كورنيتو"، في إشارة إلى أغنية "Just One Cornetto" الشهيرة، التي كانت تؤدَّى بأسلوب أوبرالي ساخر من قبل شخص يقلد غناء الملاحين الإيطاليين في البندقية في إعلانات المثلجات خلال الثمانينيات والتسعينيات.
يقول وايت، إن تلك اللحظة العفوية والمرحة "أثرت في الناس بعمق"، إلى حد أن القصة أعيد تداولها في مقالات الصحف وكتب السيرة، لتصبح جزءاً من أسطورتها، وكأنها دليل على بساطتها وقربها من عامة الناس. في سيرة تينا براون الشهيرة "يوميات ديانا" (2007)، المليئة بالحكايات الشيقة وكواليس الحياة الخاصة، تروي رئيسة تحرير "فانيتي فير" السابقة كيف أن ديانا "انفجرت بغناء مبهج" بينما كان فستان زفافها يسدل عليها، بمشاركة الخياطات والإشبينات في الغناء. وتظهر القصة أن العروس الملكية كانت صغيرة السن، لكنها كانت أيضاً منغمسة تماماً في عالم الإعلانات والتلفزيون التجاري ومنتجات الآيس كريم المتداولة على نطاق واسع. يقول وايت "كانت دائماً الفرد في العائلة الملكية الذي يمثل المستهلك، مثلنا تماماً".
وتستمر هذه الصورة في الروايات التي تتحدث عن تشجيع الأميرة أبناءها على تناول الوجبات السريعة. ففي نهاية الفيلم الروائي "سبنسر"، نراها، كما تؤديها كريستين ستيوارت، تتوجه مع ويليام وهاري الصغيرين إلى مطعم KFC، على رغم أنها في الواقع كانت تفضل ماكدونالدز.
ويشير وايت إلى أن الجمهور "تمكن من الانغماس في حياة ديانا كما لم يحدث مع أي فرد آخر من العائلة الملكية"، لأنها "ظهرت في لحظة كانت تشهد تطورات تكنولوجية جديدة، من بينها التصوير الفوتوغرافي الملون". فقد أصبحت الصحف تملأ ملاحقها الملونة بصورها، وظهرت مجلات متخصصة مثل "ماجيستي"، التي لا تزال تصدر حتى اليوم، وكرست صفحاتها لصور العائلة الملكية عالية الجودة. وأصبح الحصول على صور لديانا صناعة مربحة للغاية، تغذيها شهية عامة لا تشبع، حتى إن المصورين أطلقوا عليها لقب "أميرة المبيعات".
"كثيراً ما كانت الفرد المستهلك بين أفراد العائلة المالكة، تماماً مثلنا جميعاً"
إدوارد وايت، مؤلف كتاب "عالم ديانا"
أدى الانتشار المتزايد لأشرطة الفيديو (VHS) إلى تمكين جمهور ديانا من إعادة مشاهدة لحظاتها الملكية المميزة مراراً وتكراراً، وهم جالسون في منازلهم. وأثناء بحثه في مادته، عثر وايت على "إعلان لوثائقي كان يعد في فترة زفافها، وكان يعرض للبيع بسعر باهظ جداً"، على حد وصفه. ولم يكن واضحاً من الإعلان ما إذا كان "نصف الشريط فارغاً، أم إن هناك شريطاً ثانياً مرفقاً به". لكن الفكرة العامة كانت أن المشتري سيتمكن من الاستمتاع بالوثائقي، ثم يسجل بث حفل الزفاف من التلفزيون لاحقاً، ليقوم بـ"صناعة تذكاره الشخصي عن ذلك اليوم". إنه تذكار بدائي على نحو غريب، لكنه يكشف كيف ساعدت المنتجات المتاحة حينها على تطوير "علاقة شخصية" بين الجمهور وديانا.
يشير وايت إلى أن الثمانينيات والتسعينيات شهدت أيضاً "بداية عصر الموضة السريعة"، مما أتاح للناس للمرة الأولى التسوق بأسلوب الأميرة. ففي زيارة ملكية لولاية فرجينيا الأميركية خلال الثمانينيات، اشترت ديانا وشاحاً حريرياً بسعر ثمانية دولارات من متجر "جي سي بيني" الشهير. "وفي غضون 24 ساعة، نفدت كل تلك الأوشحة من المتجر"، بحسب وايت. لقد كان أسلوبها في اللباس متاحاً للجمهور بطريقة لم تكن ممكنة مع أفراد العائلة الملكية في الأجيال السابقة. وكما يعبر وايت "الأميرة مارغريت لم تكن لتدخل متجر ديبنهامز وتشتري من الرف، أليس كذلك؟"
والمثير فعلاً أن تأثير أسلوب ديانا في عالم البيع لا يزال قائماً حتى اليوم، بل ربما أصبح أقوى مما كان عليه في حياتها. قبل زفافها بأشهر قليلة، التقطت لها صورة وهي ترتدي سترة حمراء مزينة برسوم خراف بيضاء، بينها خروف أسود واحد. وبعد 40 عاماً، اكتسب هذا التصميم، المسمى "الخروف الأسود"، شهرة جديدة لدى جيل جديد من المعجبين. ففي عام 2020، تعاونت علامة "روينغ بلايزرز" الأميركية مع شركة "وورم أند ووندرفل" لإعادة طرح السترة، إلى جانب نسخة معاد إنتاجها من كنزة أخرى شهيرة ارتدتها ديانا، وهي كنزة بألوان الباستيل من تصميم "غايلز أند جورج" كتب عليها "أنا رفاهية لا يقدر عليها كثر" (ويذكر أن غايلز المقصود هو النائب المحافظ السابق غايلز براندريث). وقد بيعت أول دفعة من سترة الخراف، بسعر 295 دولاراً، خلال 24 ساعة فحسب، وحققت النسخ المعاد إنتاجها مبيعات بلغت 8 ملايين دولار (5.9 مليون جنيه استرليني) في أول 18 شهراً، بحسب مجلة "تاون أند كانتري".
وعندما افتتح معرض مخصص للأميرة ديانا في مدينة لاس فيغاس عام 2022، عرضت نسخ من السترة نفسها للبيع في متجر الهدايا الخاص بالمعرض، "كما لو كانت بضائع رسمية تابعة للأميرة"، بحسب ما كتب وايت. وفي العام التالي، بيعت السترة الأصلية في مزاد دار سوذبيز بمبلغ قياسي بلغ 1.1 مليون دولار، مما جعلها أغلى سترة في التاريخ. تمثل هذه القصة مثالاً نموذجياً على ما يمكن تسميته "صناعة ديانا"، لكن ما يميز هذه القطعة تحديداً هو أنها ترسخ رمزية "أميرة الشعب" وقدرتها على تحويل أشياء يومية إلى رموز أسطورية، ويبدو أن حقيقة وجود الخروف الأسود في التصميم، الذي بات ينظر إليه لاحقاً كاستباق لدورها كغريبة عن العائلة الملكية، أضفت عليه جاذبية خاصة.
ولم تكن هذه السترة هي الوحيدة من خزانة ديانا التي وصلت إلى أرقام فلكية في المزادات. يقول مارتن نولان، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لدار "جوليانز أوكشنز" في لوس أنجليس، التي تستعد هذا الصيف لتنظيم أكبر مزاد على الإطلاق لملابس الأميرة "هل توجد صورة لديانا وهي ترتدي هذه القطعة؟ إذن هذه هي اللقطة الذهبية، لأنها تخلق رابطاً مباشراً". ويميل المشترون أيضاً إلى تفضيل القطع التي تروي قصة مميزة. من بين "القطع الأعلى سعراً في المزاد" هذه المرة، فستان زهري من تصميم "بيلفيل ساسون"، يعرف باسم "فستان الرعاية"، وتقدر قيمته ما بين 200 و300 ألف دولار. وكان هذا الفستان خيار ديانا المفضل عند زيارتها الأطفال في المستشفيات، بفضل ألوانه الزاهية ونقوشه التي تناسب الأطفال، وهو ما يعزز صورتها كامرأة حنونة ومنفتحة.
ويحرص نولان على التأكيد أن المزاد ليس حكراً على أصحاب الملايين، فهناك أيضاً "وثائق وبطاقات مكتوبة بخط اليد"، تقدر قيمتها ما بين 800 و1200 دولار.
أما بعض معجبي ديانا، فامتلاك شيء سبق أن لمسته أو ارتدته لم يعد مجرد وسيلة لاقتناء قطعة من التاريخ، بل أصبح يحمل طابعاً شبه ديني، كما يرى وايت حيث يقول "نعود هنا إلى الفكرة الاستهلاكية مجدداً، حيث يشعر بعض الناس وكأن في هذه القطع شيئاً من السحر... تحدثت إلى عدد من الأشخاص، ولا أريد أن أعمم، لكن بعضهم كان يتحدث وكأنه امتلك جزءاً من كفن تورينو [قطعة قماش قديمة يعتقد أن المسيح كفن بها بعد صلبه]". ويضيف، "من اللافت حقاً كيف أصبحت علاقتنا المادية بديانا قوية إلى هذه الدرجة. الأمر يكاد يشبه الطابع الكاثوليكي".
من المنطقي إذاً ألا يزال كثر يشرعون في ما يشبه "الزيارات الشعائرية" المرتبطة بديانا، إلى القصور والمنازل الفخمة المرتبطة بذكراها، وأحياناً إلى مواقع أكثر قتامة. فلا يزال "آلثورب"، مقر عائلة سبنسر التاريخي ومثوى ديانا الأخير، يجتذب عدداً كبيراً من الزوار خلال أشهر الصيف حين يفتح للعامة. تقول بيفرلي بودن، عميدة مساعدة في كلية تيزسايد للأعمال الدولية وباحثة في سياحة الموت، أي زيارة مواقع ترتبط بالموت والمآسي، إن الموقع، "لم يعد يحظى بالشعبية التي كان عليها في السابق من حيث الإقبال عليه تحديداً لكون ديانا قد نشأت هناك، لكنه لا يزال يستقطب آلاف السياح سنوياً".
وإذا كانت الرحلة إلى آلثورب لمعاينة الجزيرة وسط "بحيرة أوفال" حيث وريت ديانا الثرى تمثل الجانب المقبول من طيف "سياحة الموت"، فإن زيارة موقع الحادثة القاتل الذي أودى بحياتها تمثل طرفه الآخر المثير للجدل. تقول بودن إن "جسر ألما، حيث وقعت الحادثة في باريس، تحول على الفور إلى مزار، ولا يزال حتى اليوم موقعاً تذكارياً". والدوافع هنا متداخلة: مزيج من الفضول المروع والرغبة الحقيقية في التأمل في الموت وقصر الحياة. زيارات كهذه يصعب تحويلها إلى تجربة قابلة للبيع، على رغم وجود محاولات لذلك. ففي تقرير إخباري نشرته "بي بي سي" عام 1998، بعد عام واحد فقط من وفاة ديانا، وثق كيف أثار فندق فرنسي غضباً واسعاً بعرضه "جولة ديانا" تعيد تمثيل رحلتها الأخيرة في شوارع باريس. وبحسب التقرير، فإن "الزبائن يمكنهم، مقابل مبلغ إضافي، ركوب سيارة مرسيدس شبيهة بتلك التي كانت ديانا تستقلها في المقعد الخلفي" قبل وفاتها في الحادثة المروعة.
إنها إحدى القصص التي تدفعك للتشكيك في الصناعة بأكملها حول صورة ديانا. قرأت ذلك المقال القديم وأنا أشعر بالاشمئزاز، ودين كل من شارك فيه، لكن أليس من الممكن أنني أنا نفسي أمارس نوعاً آخر من "السياحة الكئيبة" حين أشاهد المسلسلات التي تتناول حياتها، أو أقرأ الكتب عنها، أو أتأمل ملابسها في صور التقطها مصورون طاردوها حتى الموت؟ ومع ذلك وباستثناء محاولات الاستغلال السافرة كهذه، يرى وايت أن المقتنيات والرحلات التذكارية ما هي إلا وسيلة يمارس بها الناس "مشاعرهم الصادقة تجاه ديانا"، وهي "تعابير مخلصة عن المودة والارتباط"، تحمل في طياتها "ما هو عميق عن الأثر الذي تركته في نفوس عدد كبير من الناس العاديين".
يعتقد وايت أن هوسنا الجماعي بديانا، والبحث المستمر عن طرق جديدة لاستكشاف صورتها (بل واستغلالها)، سيظل قائماً لعقود طويلة. يقول "حين يعتلي ويليام العرش، ستبقى تلك الصلة قائمة، وكذلك حين يحين دور جورج". ويضيف أن الفجوة بين ويليام وهاري تشبه "الانشقاقات الكنسية"، بين "فصيلين يتنازعان حول الإرث الحقيقي الذي تمثله ديانا"، وهو صراع سيبقي اسمها حياً في الوعي العام (بل إن كل موجة جديدة من التكهنات حول العلاقة المتوترة بين الشقيقين غالباً ما تطرح معها تساؤلات ضمنية: ماذا كانت ديانا لتقول؟).
لدى وايت نظرية أيضاً مفادها أن "ما يصمد فعلاً في العصر الحديث حين نفكر في الملكية هو القصص المصيرية التي بطلاتها نساء". خذ مثلاً افتتاننا الجماعي بزوجات هنري الثامن الست، "في الثقافة الرفيعة وفي الثقافة الشعبية" على حد سواء، لا نزال مأخوذين بهؤلاء النساء "البارزات سياسياً واجتماعياً"، اللاتي خضن الأخطار وعشن حيوات أقرب إلى المسلسلات الدرامية، ودفعن أحياناً ثمناً باهظاً مقابل ذلك. "إذا كنا لا نزال مهووسين بآن بولين بعد مرور 500 عام على وفاتها"، يقول، "فثمة احتمال كبير بأن يواصل الناس اكتشاف أشياء جديدة في [قصة ديانا]".
صدر كتاب "عالم ديانا" للكاتب إدوارد وايت عن دار ألين لين بسعر 25 جنيهاً استرلينياً. يبدأ المزاد على "أسلوب الأميرة ديانا" و"مجموعة ملكية" في دار جوليان للمزادات في 19 مايو (أيار) وينتهي في 26 يونيو (حزيران).

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها
ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

Independent عربية

timeمنذ 3 أيام

  • Independent عربية

ديانا... سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

في نوفمبر عام 1995، جلست الأميرة ديانا مقابل الصحافي مارتن بشير في شقة قصر كنسينغتون لتسجيل المقابلة الشهيرة التي بثت ضمن برنامج "بانوراما". وبينما طغت على التغطية الإعلامية تصريحاتها الأكثر شهرة حول تشارلز وكاميلا ورغبتها في أن تكون "ملكة في قلوب الناس"، مر قول لافت مرور الكرام، وهو تعبير حاد عن وعي ديانا بمكانتها بوصفها واحدة من أشهر نساء العالم. قالت لبشير "ترى نفسك منتجاً جيداً موضوعاً على رف، يباع جيداً، ويجني الناس كثيراً من المال من ورائك". وربما لا يفاجأ أحد بأن ديانا كانت تدرك تماماً مدى قابليتها للتسويق كـ"منتج". فهي المرأة ذاتها التي قالت لها شقيقتها حين أعربت عن ترددها قبيل الزفاف، "وجهك على مناشف الشاي، لقد فات الأوان للتراجع". لكن تعليقها ذاك كان أيضاً نبوءة دقيقة. إذ إن كانت ديانا آنذاك "منتجاً جيداً"، فإن هذه الصفة قد ازدادت رسوخاً على مدى الأعوام الـ27 التي تلت وفاتها المأسوية. في عام 2025، تزدهر "صناعة ديانا"، على رغم صعوبة حصر حجمها بدقة بسبب اتساعها وتشعبها. فهي حاضرة في الثقافة الشعبية بفضل دراما "التاج" الرفيعة المستوى على منصة "نتفليكس"، وأفلام السيرة الذاتية التي تراوح ما بين الميلودراما (فيلم Diana عام 2013 من بطولة نعومي واتس) والسينما الفنية (فيلم Spencer عام 2021)، فضلاً عن عدد لا يحصى من الوثائقيات ومسرحية موسيقية لاقت كثيراً من السخرية. ولا تزال فساتينها تباع بمئات الآلاف من الدولارات في المزادات. أما صورها الأرشيفية التي توثق ملابسها اليومية، فقد أصبحت مرجعاً مفضلاً في عالم الموضة لدى أبناء الجيل "زد". ومن السهل العثور على نسخ من كنزاتها القطنية من التسعينيات على منصات مثل "إتسي" و"فينتيد". كما كان أسلوبها في الأزياء محور معارض بيعت تذاكرها بالكامل في قصر كنسينغتون، المكان الذي تحدثت فيه مع بشير، وحيث غالباً ما شعرت بحزن عميق. في متجر الهدايا هناك، تظهر صورها على الكتب وأكواب الشاي، وعلى موقع القصور الملكية التاريخية، يمكن العثور على مجوهرات مستوحاة من خاتم خطبتها المرصع بالياقوت ومن تاج سبنسر العائلي. وهذه ليست سوى بعض الطرق المباشرة التي استثمرت بها صورة ديانا تجارياً في نظر جمهورها. في كتابه الجديد "عالم ديانا"، وهو دراسة ثقافية شاملة عن الأميرة السابقة، يستعرض المؤلف إدوارد وايت تعدد الأبعاد الثقافية والتجارية لإرث ديانا. ويزخر الكتاب بحكايات غريبة لافتة للنظر ستجذب بلا شك أي شخص مهتم بتذكارات ديانا. هل كنت تعلم، مثلاً، أن شركة صينية للملابس الداخلية أطلقت عام 2010 خطاً يحمل اسم "ديانا"، وظهرت في إعلانه امرأة شبيهة بها ترتدي الملابس الداخلية وتضع تاجاً، وتبتسم بحنان لطفل صغير بينما تعزف على آلة التشيلو؟ أو إن زوار إحدى دور الجنازات قرب مدينة برمنغهام كانوا يستقبلون طوال ما يقارب 25 عاماً بتمثال من الغرانيت يصور الأميرة؟ تمت الإشارة مراراً وتكراراً، منذ عام 1997، إلى الأسباب التي تجعل من ديانا شخصية خالدة في الذاكرة الجماعية وسلعة لا تنضب من حيث الجاذبية التجارية. من بين تلك الأسباب قدرتها الفريدة على التواصل والتعاطف مع الناس العاديين، إلى جانب "السحر الاستثنائي الذي أحاط بها، والطابع المأسوي لوفاتها"، كما يقول وايت. لكنه يشير أيضاً إلى أن ترويج صورتها تجارياً لم يأتِ من فراغ، فهي كانت في الأساس، كما يقول، "أميرة تجسد الثقافة الاستهلاكية بامتياز". ويضيف، "كانت مرتبطة بعديد من العلامات التجارية منذ البداية". تلخص إحدى القصص هذا الأمر. يقول وايت، "في صباح يوم زفافها، وبينما كانت تستعد، بدأت فجأة تغني شارة إعلان كورنيتو"، في إشارة إلى أغنية "Just One Cornetto" الشهيرة، التي كانت تؤدَّى بأسلوب أوبرالي ساخر من قبل شخص يقلد غناء الملاحين الإيطاليين في البندقية في إعلانات المثلجات خلال الثمانينيات والتسعينيات. يقول وايت، إن تلك اللحظة العفوية والمرحة "أثرت في الناس بعمق"، إلى حد أن القصة أعيد تداولها في مقالات الصحف وكتب السيرة، لتصبح جزءاً من أسطورتها، وكأنها دليل على بساطتها وقربها من عامة الناس. في سيرة تينا براون الشهيرة "يوميات ديانا" (2007)، المليئة بالحكايات الشيقة وكواليس الحياة الخاصة، تروي رئيسة تحرير "فانيتي فير" السابقة كيف أن ديانا "انفجرت بغناء مبهج" بينما كان فستان زفافها يسدل عليها، بمشاركة الخياطات والإشبينات في الغناء. وتظهر القصة أن العروس الملكية كانت صغيرة السن، لكنها كانت أيضاً منغمسة تماماً في عالم الإعلانات والتلفزيون التجاري ومنتجات الآيس كريم المتداولة على نطاق واسع. يقول وايت "كانت دائماً الفرد في العائلة الملكية الذي يمثل المستهلك، مثلنا تماماً". وتستمر هذه الصورة في الروايات التي تتحدث عن تشجيع الأميرة أبناءها على تناول الوجبات السريعة. ففي نهاية الفيلم الروائي "سبنسر"، نراها، كما تؤديها كريستين ستيوارت، تتوجه مع ويليام وهاري الصغيرين إلى مطعم KFC، على رغم أنها في الواقع كانت تفضل ماكدونالدز. ويشير وايت إلى أن الجمهور "تمكن من الانغماس في حياة ديانا كما لم يحدث مع أي فرد آخر من العائلة الملكية"، لأنها "ظهرت في لحظة كانت تشهد تطورات تكنولوجية جديدة، من بينها التصوير الفوتوغرافي الملون". فقد أصبحت الصحف تملأ ملاحقها الملونة بصورها، وظهرت مجلات متخصصة مثل "ماجيستي"، التي لا تزال تصدر حتى اليوم، وكرست صفحاتها لصور العائلة الملكية عالية الجودة. وأصبح الحصول على صور لديانا صناعة مربحة للغاية، تغذيها شهية عامة لا تشبع، حتى إن المصورين أطلقوا عليها لقب "أميرة المبيعات". "كثيراً ما كانت الفرد المستهلك بين أفراد العائلة المالكة، تماماً مثلنا جميعاً" إدوارد وايت، مؤلف كتاب "عالم ديانا" أدى الانتشار المتزايد لأشرطة الفيديو (VHS) إلى تمكين جمهور ديانا من إعادة مشاهدة لحظاتها الملكية المميزة مراراً وتكراراً، وهم جالسون في منازلهم. وأثناء بحثه في مادته، عثر وايت على "إعلان لوثائقي كان يعد في فترة زفافها، وكان يعرض للبيع بسعر باهظ جداً"، على حد وصفه. ولم يكن واضحاً من الإعلان ما إذا كان "نصف الشريط فارغاً، أم إن هناك شريطاً ثانياً مرفقاً به". لكن الفكرة العامة كانت أن المشتري سيتمكن من الاستمتاع بالوثائقي، ثم يسجل بث حفل الزفاف من التلفزيون لاحقاً، ليقوم بـ"صناعة تذكاره الشخصي عن ذلك اليوم". إنه تذكار بدائي على نحو غريب، لكنه يكشف كيف ساعدت المنتجات المتاحة حينها على تطوير "علاقة شخصية" بين الجمهور وديانا. يشير وايت إلى أن الثمانينيات والتسعينيات شهدت أيضاً "بداية عصر الموضة السريعة"، مما أتاح للناس للمرة الأولى التسوق بأسلوب الأميرة. ففي زيارة ملكية لولاية فرجينيا الأميركية خلال الثمانينيات، اشترت ديانا وشاحاً حريرياً بسعر ثمانية دولارات من متجر "جي سي بيني" الشهير. "وفي غضون 24 ساعة، نفدت كل تلك الأوشحة من المتجر"، بحسب وايت. لقد كان أسلوبها في اللباس متاحاً للجمهور بطريقة لم تكن ممكنة مع أفراد العائلة الملكية في الأجيال السابقة. وكما يعبر وايت "الأميرة مارغريت لم تكن لتدخل متجر ديبنهامز وتشتري من الرف، أليس كذلك؟" والمثير فعلاً أن تأثير أسلوب ديانا في عالم البيع لا يزال قائماً حتى اليوم، بل ربما أصبح أقوى مما كان عليه في حياتها. قبل زفافها بأشهر قليلة، التقطت لها صورة وهي ترتدي سترة حمراء مزينة برسوم خراف بيضاء، بينها خروف أسود واحد. وبعد 40 عاماً، اكتسب هذا التصميم، المسمى "الخروف الأسود"، شهرة جديدة لدى جيل جديد من المعجبين. ففي عام 2020، تعاونت علامة "روينغ بلايزرز" الأميركية مع شركة "وورم أند ووندرفل" لإعادة طرح السترة، إلى جانب نسخة معاد إنتاجها من كنزة أخرى شهيرة ارتدتها ديانا، وهي كنزة بألوان الباستيل من تصميم "غايلز أند جورج" كتب عليها "أنا رفاهية لا يقدر عليها كثر" (ويذكر أن غايلز المقصود هو النائب المحافظ السابق غايلز براندريث). وقد بيعت أول دفعة من سترة الخراف، بسعر 295 دولاراً، خلال 24 ساعة فحسب، وحققت النسخ المعاد إنتاجها مبيعات بلغت 8 ملايين دولار (5.9 مليون جنيه استرليني) في أول 18 شهراً، بحسب مجلة "تاون أند كانتري". وعندما افتتح معرض مخصص للأميرة ديانا في مدينة لاس فيغاس عام 2022، عرضت نسخ من السترة نفسها للبيع في متجر الهدايا الخاص بالمعرض، "كما لو كانت بضائع رسمية تابعة للأميرة"، بحسب ما كتب وايت. وفي العام التالي، بيعت السترة الأصلية في مزاد دار سوذبيز بمبلغ قياسي بلغ 1.1 مليون دولار، مما جعلها أغلى سترة في التاريخ. تمثل هذه القصة مثالاً نموذجياً على ما يمكن تسميته "صناعة ديانا"، لكن ما يميز هذه القطعة تحديداً هو أنها ترسخ رمزية "أميرة الشعب" وقدرتها على تحويل أشياء يومية إلى رموز أسطورية، ويبدو أن حقيقة وجود الخروف الأسود في التصميم، الذي بات ينظر إليه لاحقاً كاستباق لدورها كغريبة عن العائلة الملكية، أضفت عليه جاذبية خاصة. ولم تكن هذه السترة هي الوحيدة من خزانة ديانا التي وصلت إلى أرقام فلكية في المزادات. يقول مارتن نولان، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لدار "جوليانز أوكشنز" في لوس أنجليس، التي تستعد هذا الصيف لتنظيم أكبر مزاد على الإطلاق لملابس الأميرة "هل توجد صورة لديانا وهي ترتدي هذه القطعة؟ إذن هذه هي اللقطة الذهبية، لأنها تخلق رابطاً مباشراً". ويميل المشترون أيضاً إلى تفضيل القطع التي تروي قصة مميزة. من بين "القطع الأعلى سعراً في المزاد" هذه المرة، فستان زهري من تصميم "بيلفيل ساسون"، يعرف باسم "فستان الرعاية"، وتقدر قيمته ما بين 200 و300 ألف دولار. وكان هذا الفستان خيار ديانا المفضل عند زيارتها الأطفال في المستشفيات، بفضل ألوانه الزاهية ونقوشه التي تناسب الأطفال، وهو ما يعزز صورتها كامرأة حنونة ومنفتحة. ويحرص نولان على التأكيد أن المزاد ليس حكراً على أصحاب الملايين، فهناك أيضاً "وثائق وبطاقات مكتوبة بخط اليد"، تقدر قيمتها ما بين 800 و1200 دولار. أما بعض معجبي ديانا، فامتلاك شيء سبق أن لمسته أو ارتدته لم يعد مجرد وسيلة لاقتناء قطعة من التاريخ، بل أصبح يحمل طابعاً شبه ديني، كما يرى وايت حيث يقول "نعود هنا إلى الفكرة الاستهلاكية مجدداً، حيث يشعر بعض الناس وكأن في هذه القطع شيئاً من السحر... تحدثت إلى عدد من الأشخاص، ولا أريد أن أعمم، لكن بعضهم كان يتحدث وكأنه امتلك جزءاً من كفن تورينو [قطعة قماش قديمة يعتقد أن المسيح كفن بها بعد صلبه]". ويضيف، "من اللافت حقاً كيف أصبحت علاقتنا المادية بديانا قوية إلى هذه الدرجة. الأمر يكاد يشبه الطابع الكاثوليكي". من المنطقي إذاً ألا يزال كثر يشرعون في ما يشبه "الزيارات الشعائرية" المرتبطة بديانا، إلى القصور والمنازل الفخمة المرتبطة بذكراها، وأحياناً إلى مواقع أكثر قتامة. فلا يزال "آلثورب"، مقر عائلة سبنسر التاريخي ومثوى ديانا الأخير، يجتذب عدداً كبيراً من الزوار خلال أشهر الصيف حين يفتح للعامة. تقول بيفرلي بودن، عميدة مساعدة في كلية تيزسايد للأعمال الدولية وباحثة في سياحة الموت، أي زيارة مواقع ترتبط بالموت والمآسي، إن الموقع، "لم يعد يحظى بالشعبية التي كان عليها في السابق من حيث الإقبال عليه تحديداً لكون ديانا قد نشأت هناك، لكنه لا يزال يستقطب آلاف السياح سنوياً". وإذا كانت الرحلة إلى آلثورب لمعاينة الجزيرة وسط "بحيرة أوفال" حيث وريت ديانا الثرى تمثل الجانب المقبول من طيف "سياحة الموت"، فإن زيارة موقع الحادثة القاتل الذي أودى بحياتها تمثل طرفه الآخر المثير للجدل. تقول بودن إن "جسر ألما، حيث وقعت الحادثة في باريس، تحول على الفور إلى مزار، ولا يزال حتى اليوم موقعاً تذكارياً". والدوافع هنا متداخلة: مزيج من الفضول المروع والرغبة الحقيقية في التأمل في الموت وقصر الحياة. زيارات كهذه يصعب تحويلها إلى تجربة قابلة للبيع، على رغم وجود محاولات لذلك. ففي تقرير إخباري نشرته "بي بي سي" عام 1998، بعد عام واحد فقط من وفاة ديانا، وثق كيف أثار فندق فرنسي غضباً واسعاً بعرضه "جولة ديانا" تعيد تمثيل رحلتها الأخيرة في شوارع باريس. وبحسب التقرير، فإن "الزبائن يمكنهم، مقابل مبلغ إضافي، ركوب سيارة مرسيدس شبيهة بتلك التي كانت ديانا تستقلها في المقعد الخلفي" قبل وفاتها في الحادثة المروعة. إنها إحدى القصص التي تدفعك للتشكيك في الصناعة بأكملها حول صورة ديانا. قرأت ذلك المقال القديم وأنا أشعر بالاشمئزاز، ودين كل من شارك فيه، لكن أليس من الممكن أنني أنا نفسي أمارس نوعاً آخر من "السياحة الكئيبة" حين أشاهد المسلسلات التي تتناول حياتها، أو أقرأ الكتب عنها، أو أتأمل ملابسها في صور التقطها مصورون طاردوها حتى الموت؟ ومع ذلك وباستثناء محاولات الاستغلال السافرة كهذه، يرى وايت أن المقتنيات والرحلات التذكارية ما هي إلا وسيلة يمارس بها الناس "مشاعرهم الصادقة تجاه ديانا"، وهي "تعابير مخلصة عن المودة والارتباط"، تحمل في طياتها "ما هو عميق عن الأثر الذي تركته في نفوس عدد كبير من الناس العاديين". يعتقد وايت أن هوسنا الجماعي بديانا، والبحث المستمر عن طرق جديدة لاستكشاف صورتها (بل واستغلالها)، سيظل قائماً لعقود طويلة. يقول "حين يعتلي ويليام العرش، ستبقى تلك الصلة قائمة، وكذلك حين يحين دور جورج". ويضيف أن الفجوة بين ويليام وهاري تشبه "الانشقاقات الكنسية"، بين "فصيلين يتنازعان حول الإرث الحقيقي الذي تمثله ديانا"، وهو صراع سيبقي اسمها حياً في الوعي العام (بل إن كل موجة جديدة من التكهنات حول العلاقة المتوترة بين الشقيقين غالباً ما تطرح معها تساؤلات ضمنية: ماذا كانت ديانا لتقول؟). لدى وايت نظرية أيضاً مفادها أن "ما يصمد فعلاً في العصر الحديث حين نفكر في الملكية هو القصص المصيرية التي بطلاتها نساء". خذ مثلاً افتتاننا الجماعي بزوجات هنري الثامن الست، "في الثقافة الرفيعة وفي الثقافة الشعبية" على حد سواء، لا نزال مأخوذين بهؤلاء النساء "البارزات سياسياً واجتماعياً"، اللاتي خضن الأخطار وعشن حيوات أقرب إلى المسلسلات الدرامية، ودفعن أحياناً ثمناً باهظاً مقابل ذلك. "إذا كنا لا نزال مهووسين بآن بولين بعد مرور 500 عام على وفاتها"، يقول، "فثمة احتمال كبير بأن يواصل الناس اكتشاف أشياء جديدة في [قصة ديانا]". صدر كتاب "عالم ديانا" للكاتب إدوارد وايت عن دار ألين لين بسعر 25 جنيهاً استرلينياً. يبدأ المزاد على "أسلوب الأميرة ديانا" و"مجموعة ملكية" في دار جوليان للمزادات في 19 مايو (أيار) وينتهي في 26 يونيو (حزيران).

تقرير: مقاطعة العائلة المالكة البريطانية لهاري وميغان سببها «عدم الثقة»
تقرير: مقاطعة العائلة المالكة البريطانية لهاري وميغان سببها «عدم الثقة»

الشرق الأوسط

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

تقرير: مقاطعة العائلة المالكة البريطانية لهاري وميغان سببها «عدم الثقة»

يخضع الأمير البريطاني هاري للمقاطعة من قبل العائلة المالكة، لأن لا أحد منهم يثق به - أو بزوجته ميغان ماركل، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت إلى «بيج سيكس». قال مصدر مقرب: «أعتقد حقاً أن لا أحد يثق به، وهذه هي الخلاصة. لدى العائلة المالكة مشاكل ثقة كبيرة معه، وهذا هو جوهر كل شيء... إنهم لا يثقون به وبميغان؛ ولهذا السبب لا يمكن أن تكون بينهما علاقة... ربما يكون هناك مجال للتسامح، لكنهم لن ينسوا». وأضاف: «التسامح والثقة أمران مختلفان تماماً». يأتي ذلك في أعقاب المقابلة التي أجراها هاري مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الأسبوع الماضي، التي قال فيها إنه «لا يعرف كم من الوقت» سيعيش والده، الملك تشارلز (76 عاماً)، المصاب بالسرطان. أفاد هوغو فيكرز، الكاتب وصديق العائلة المالكة: «أتعاطف تماماً مع العائلة المالكة... هاري يشبه إلى حد كبير الأميرة الراحلة ديانا. في أحد الأيام، عندما كنت في قصر باكنغهام، عُرضت عليّ رسالة كتبها الأمير فيليب إلى ديانا، قال فيها: (في كل مرة يتحدث فيها تشارلز معكِ، تُنشر المحادثة في صحيفة محلية في اليوم التالي)». أضاف فيكرز: «الشيء نفسه يحدث الآن. تشارلز، بالطبع، محق في عدم ثقته به. هاري ميؤوس منه في هذا الصدد. ما كان ينبغي له إجراء تلك المقابلة». كما كشفت التقارير عن أن الملك تشارلز رفض رؤية ابنه الأصغر عندما سافر هاري إلى المملكة المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لألعاب «إنفيكتوس» في أبريل (نيسان) 2024. وقالت المصادر: «أرسل هاري رسالة إلى تشارلز، لكنه لم يتلقَّ رداً. أراد حينها التحدث إلى والده بشأن أمور أمنية، لكن الملك رفض التحدث إليه... لقد شعر حقاً بأن والده قادر على تغيير الأمور». خسر دوق ساسكس، البالغ من العمر 40 عاماً، دعوى قضائية أمام محكمة الاستئناف ضد الحكومة البريطانية يوم الجمعة، بشأن قرار حرمانه من حمايته الأمنية الممولة من القطاع العام. الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل يشاركان بنشاط للأطفال في ألمانيا (أ.ف.ب) جادل هاري بأن فريق الحماية الخاص به في الولايات المتحدة لم يعد بإمكانه الوصول إلى معلومات الاستخبارات البريطانية اللازمة لحماية ميغان ماركل، البالغة من العمر 43 عاماً، وطفليهما - الأمير آرتشي، البالغ من العمر 6 سنوات، والأميرة ليليبت، البالغة من العمر 3 سنوات. ولم يرَ تشارلز الطفلين إلا بضع مرات. بعد قرار المحكمة، صرح الأمير قائلاً: «لا أستطيع أن أتخيل عالماً أعود فيه بزوجتي وطفلَيّ إلى المملكة المتحدة في هذه المرحلة». وادّعى أن تشارلز «لن يتحدث معي بسبب هذه الأمور الأمنية»، وكشف عن أن «هناك خلافات كثيرة بيني وبين بعض أفراد عائلتي»- واعترف بأن مذكراته «سبير» ساهمت في تأجيجها. ومع أن هذا الاعتراف كان صادماً، فإن فيكرز قال إن الحديث عن وفاة والده كان تجاوزاً للحدود.

من سحر الأميرة ديانا إلى جرأة جورجينا… فستان واحد يروي حكاية أناقة متمرّدة عبر 29 عامًا
من سحر الأميرة ديانا إلى جرأة جورجينا… فستان واحد يروي حكاية أناقة متمرّدة عبر 29 عامًا

مجلة هي

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • مجلة هي

من سحر الأميرة ديانا إلى جرأة جورجينا… فستان واحد يروي حكاية أناقة متمرّدة عبر 29 عامًا

أثارت جورجينا رودريغيز الجدل، في ظهورها الأول على السجادة الحمراء لحفل ميت غالا 2025 الذي أقيم مساء الإثنين 5 مايو في نيويورك، حيث تألقت بفستان ساتان أسود مستوحى من الإطلالة التاريخية التي ظهرت بها الأميرة الراحلة ديانا عام 1996 في الحدث نفسه، وهي كانت الإطلالة الأولى والوحيدة للأميرة في هذا الحفل العالمي. الأميرة ديانا في حفل ميت غالا عام 1996 جورجينا رودريغيز بفستان من علامة Vetements اختارت جورجينا فستاناً يتميّز بتصميمه الحريري الناعم الذي يحتضن القوام بأناقة، ويُجسّد البساطة المترفة التي كانت سمة فستان ديانا الأيقوني من تصميم "جون غاليانو" لدار ديور، والذي يُعتبر اليوم من بين أكثر الإطلالات تميّزًا في تاريخ الميت غالا. الفستان الأسود اللامع الذي ارتدته ديانا عام 1996 ما زال محفورًا في ذاكرة الموضة، وقد عُرض لاحقاً في متحف فيكتوريا وألبرت بلندن عام 2009 كجزء من معارض الموضة التاريخية. من جانبها، أوكلت رودريغيز، إلى علامة "فيتمان" Vetements الفرنسية تصميم إطلالتها، والتي تميّزت بنفس تفاصيل الدانتيل والقوام الأنيق. بعد انتهاء مراسم الحفل، نشر مصمم العلامة، "غورام غفاساليا" Guram Gvasalia، على إنستغرام تفاصيل حول مصدر إلهام هذا الفستان الفريد وحرفيته. المصمم "غورام غفاساليا" Guram Gvasalia إلى جانب جورجينا وقال في المنشور "عندما طلبت مني جورجينا أن أصمم لها فستانًا لأول حفل ميت غالا لها، كان أول ما خطر ببالي هو فستان الأميرة ديانا من توقيع جون غاليانو. ولأن قواعد اللباس في حفل ميت غالا هذا العام كانت "مصمم خصيصًا لكِ"، بدأنا بالخياطة، وأزلنا بطانة 10 سترات ومعاطف مختلفة، وأعدنا تصميمها على شكل فساتين سهرة مزينة بالدانتيل. بعد ذلك، قصينا هذه الفساتين ودمجناها في فستان سهرة واحد، مطرز يدويًا بالكامل، مما منحه لمسة "فيتمان كوتور" مميزة. أعيد تصميم الملابس الرجالية التقليدية لتتحول إلى تصميم شخصي جذاب." وأضاف "أردتُ أن أمنح جورجينا تلك اللحظة الملكية. إنها أميرة الشعب اليوم وملكة قلوب الناس. ليس بالضرورة أن يكون كل فستان قصة خيالية، لكن هذا الفستان..." جورجينا رودريغيز تألقت بفستان مستوحى من الإطلالة التاريخية التي ظهرت بها الأميرة الراحلة ديانا جورجينا أضافت لمستها العصرية إلى الإطلالة من خلال اعتماد تسريحة شعر أنيقة ومكياج ناعم يسلّط الضوء على ملامحها القوية، بينما اختارت مجوهرات ماسية من تصميم دار شوبارد Chopard أضافت البريق إلى اللوك. إطلالة جورجينا كانت بمثابة تكريم أنيق لأميرة القلوب، ورسالة تقدير لصيحات الموضة الخالدة التي تتجاوز الزمن. الأناقة المتمرّدة عنوان الإطلالتين بفارق 29 عامًا رغم الفارق الزمني بين الإطلالتين، إلا أن ما يجمع بينهما هو الفستان الانزلاقي الذي يعكس الأناقة البسيطة الممزوجة بالقوة والرمزية. فستان ديانا، الذي حمل توقيع جون غاليانو لصالح دار ديور، جاء بقصّة حريرية سوداء أنيقة، وكان حينها خطوة جريئة من أميرة خرجت لتوّها من عباءة القيود الملكية، فعبّر عن تحوّل واضح في شخصيتها وعن جرأة راقية لم تكن معهودة في إطلالاتها السابقة. أما جورجينا، فاختارت أن تكرّم هذه اللحظة الخالدة بفستان يحمل الروح نفسها، ولكن بلمسة عصرية تتماشى مع صيحات اليوم. قماش الفستان ربما تميز بلمعة مختلفة، أو بقصّة مُعدّلة عند الظهر أو الخصر، ما أضفى عليه طابعًا شخصيًا يعكس ذوق جورجينا. الأناقة المتمرّدة عنوان الإطلالتين فيما اختارت ديانا عقدًا شهيرًا من اللؤلؤ والياقوت الأزرق ليكمل فستانها ويضفي عليه لمسة ملكية بامتياز، وقع اختيار جورجينا على مجوهرات ماسية ساحرة من Chopard. تسريحة الشعر والمكياج أيضًا أظهرت الفارق بين زمنين وأسلوبين؛ فالأميرة ديانا اعتمدت شعرها القصير الأنيق مع مكياج كلاسيكي يليق بأميرة بريطانية. بينما جاءت إطلالة جورجينا أكثر حداثة، بشعر Wet hair، ومكياج أبرز ملامحها العصرية وعيونها القوية. لا شك أن الأميرة ديانا أرسلت من خلال تلك الإطلالة رسالة تحرّر وتمكين شخصية بعد مرحلة صعبة في حياتها، أما جورجينا، فقدّمت تحية راقية لأيقونة ملكية خالدة، وفي الوقت نفسه أكدت حضورها في عالم الموضة كلاعبة أساسية قادرة على التلاعب بالرموز التاريخية بأسلوبها الخاص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store