
شيخ الأزهر يؤكد ضرورة تصدر قضية غزة الإعلام العربي صباحًا ومساءً
أ ش أ – أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن القضية التي يجب أن تدور حولها ماكينة الإعلام العربي صباحًا ومساءً، هي قضية غزة وما نزل بساحتها من عدوان ودمار، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولا زالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرًا متواصلة.
جاء ذلك خلال كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، في افتتاح مؤتمر 'قمة الإعلام العربي'، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ولفيف من القيادات الإعلامية العربية.
وأعرب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، عن تمنياته للقائمين على المؤتمر والمشاركين بالتوفيق في الوصول إلى استراتيجية إعلام عربي مشترك قابلة للتطبيق، وقادرة على التعبير عن واقع هذه الأمة، وعن آلامها ومآسيها، وقادرة على حماية شبابنا، وقد أوشك على الوقوع فريسة في شباك منصات رقمية تتحكم في توجيه مشاعره وعواطفه، وتعمل -جاهدة- على تغييبه عن واقع أمته وعن مواجهة تحدياتها، بل وأوشكت أن تزين له سوء عمله بهدم الفوارق وإزالة الحدود بين الفضيلة والرذيلة في أذهان كثيرين منهم، ومع تسويق شعارات زائفة وشديدة الإغراء، مثل: التقدم والانفتاح والحرية والحداثة ونبذ الرجعية والظلامية والتخلف، وشعارات أخرى أصابت بلادنا بشيء غير قليل من الأمراض المجتمعية التي أثرت بالسلب على الذوق العام والفطرة السليمة، واضطربت بسببها معايير الحٌسن والقبح، وموازين الخطأ والصواب.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر، أن العرب والمسلمين قد عانوا من رسائل وتقارير إعلامية شوهت صورتهم في مرآة الغرب، بعد ما ربطت بين الإسلام وبين العنف والتطرف، وظلم المرأة، وصورته زورًا وبهتانًا في صورة 'حركة اجتماعية' أو'أيديولوجية سياسية' تدعو للعنف والتعصب والكراهية والتمرد على النظام العالمي.
ولفت إلى أن الإعلام الغربي قد تولى كبر هذه المفتريات، ولا يزال يمارسها حتى يوم الناس هذا، مستشهدًا بما سجله الكاتب والمفكر الفلسطيني المسيحي المنصف الدكتور إدوارد سعيد في كتابه الذائع الصيت: «تغطية الإسلام»، حيث يقول في وصف تناول الإعلام الغربي لهذا الدين، الذي يدين به ما يقرب من ملياري مسلم في شرق العالم وغربه، يقول: لقد أظهرت البحوث الدقيقة أنه لا يكاد يوجد برنامج تلفزيوني في وقت الذروة دون عدة حلقات تحتوي على صور نمطية عنصرية، ومهينة للمسلمين، وبالتالي يعتبر المسلم الواحد ممثلا لجميع المسلمين وللإسلام بشكل عام.
وشدد على أن الكثير من الصور المضللة قد تسللت إلى بلاد العرب والمسلمين، والتي انعكست آثارها- سلبا واستلابًا- على خطابنا الإعلامي العربي، واستخدمت في سبيل هذه الخطة شخصيات من بني جلدتنا برعوا في تصدير ثقافة زائفة، تعني بنقد كل ما هو عربي المنشأ أو إسلامي الفكر والتوجه، ما زاد من جسامة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها توسيع الفجوة بين وعينا المعاصر، وبين تراثنا الذي كان بالأمس القريب من أقوى مصادر عزنا وفخارنا وصمودنا في وجه العابثين بماضي هذه الأمة وبحاضرها.
وحول ما يؤرق المهمومين بهموم العرب والمسلمين قال فضيلة الإمام الأكبرما أظن أن منصفًا- في الشرق أو في الغرب- يتمارى في أن القضية التي يجب أن تدور حولها ماكينة الإعلام العربي صباحًا ومساءً، هي قضية غزة وما نزل بساحتها من عدوان ودمار، وما صاحبها من انتهاكات بشعة أنكرتها شعوب العالم ولا زالت تنكرها وتزدريها وعلى مدى تسعة عشر شهرًا متواصلة.
وأكد تزايد الأهمية القصوى والمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الإعلام العربي، ودوره في الكشف المستمر عن مظلومية أصحاب الأرض وأصحاب الحق، وإبراز صمود هذا الشعب وتشبثه بأرضه، وإبقاء قضية فلسطين شعلة متقدة في وجدان شعوب العالم شرقًا وغربًا، وأن من واجب الإنصاف أن نقدر وأن نرحب بما نشهده اليوم من تغير في مواقف دول كثيرة من دول الاتحاد الأوربي حيال ما حدث ولا يزال يحدث في غزة، ونحيي كثيرا يقظة ضميرهم الإنساني النبيل.
ووجه شيخ الأزهر التحية إلى الموقف العربي الصامد في مواجهة آلة العدوان، والساعي لوقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية رغم تغطرس الاحتلال، وإلى كل أحرار العالم الذين يرون فيما يحدث جريمة إنسانية يجب وقفها علي الفور، مشددًا على أننا لا نزال بانتظار الكثير من جهود إعلامية مكثفة تٌبذل لمواجهة الظاهرة اللقيطة المسماة بظاهرة: «الإسلاموفوبيا»، والتصدي لآثارها السيئة في الشارع الغربي، رغم أنها لا تعدو أن تكون وهمًا أو خيالًا مريضًا صنعت منه تهاويل لتشويه صورة الإسلام والحط من مبادئه التي تقوم على السلام والعيش المشترك، رغم ما هو ثابت من حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد في شريعة الإسلام، ولا نعرف له مثيلا في قوانين وأنظمة وسياسات معاصرة طالما تغنى بها واضعوها، وعيرونا بافتقادها، وما إن جاءت كارثة شعب غزة حتى انكشف الغطاء وسقط القناع، وما خفي كان أعظم وأطم.
وأضاف شيخ الأزهر، أن حملات الإعلام الغربي تعدت مهمة تشويه الإسلام، وما نشأ في ظلاله من حضارة كبرى يعرف الغربيون قيمتها وقدرها وإسهامها في تنوير البشرية، وتعليمها وترقيتها، إلى مهمة أخرى هي: محاولة الطعن في ثوابت حضارة الشرق وأصول أخلاقياتها واجتماعها الإنساني والأسري، والدعوة إلى طمس معالم هذه الأخلاق، وقد نادت هذه الحملات بالحرية الشخصية أولا حتى لو أدى ذلك إلى تدمير الأسرة وتغيير شكلها، واستبدالها بأنظمة أخرى تضرب حقوق الأطفال في مقتل، وتبيح اقتراف ما حرمته الشرائع، بل الذوق الإنساني والأعراف البشرية، وسمحت بأن يتزوج الرجل الرجل، والمرأة المرأة، جنبًا إلى جنب إلى تسويغ الإلحاد والتمرد على فطرة التدين، وفي مسعى يهدف إلى تجفيف كل منابع القوة والاستقلال ومشاعر الاعتزاز بالشخصية العربية والإسلامية، وكل ذلك، أو بعضه، جدير بأن يضع في رقابنا جميعًا-وبخاصة الإعلاميون- أمانة التفكير الجاد في كيفية التصدي لهذه الرياح المسمومة وإنقاذ شبابنا وأوطاننا مما تحمله من عوامل الاستلاب والفناء والذوبان.
كما أكد شيخ الأزهر، أن التطور التقني والتكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحاضر، في مجال الذكاء الاصطناعي لابد أن يحاط بسياج من المسؤولية الأخلاقية والضوابط المهنية، وذلك حتى لا ينقلب إلى وحش كاسر يهدد الإنسانية بأسرها، والمسؤولية هنا تقع على عاتق الخبراء والمشرعين، وعليهم وحدهم حراسة هذه التقنيات من الانحراف عن غاياتها الصحيحة، انطلاقًا من مبادئ إنسانية بعيدة كل البعد عن أغراض الهيمنة والسيطرة والغزو الثقافي، مشيرًا إلى مشروع إصدار وثيقة جامعة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الذي كان قد بدأه مع الأخ الراحل البابا فرنسيس، وكانت على وشك الظهور لولا أن الأقدار شاءت برحيل البابا ترتيبًا آخر، مؤكدًا استمرار التواصل مع الفاتيكان في عهدها الجديد لإتمام هذا المشروع.
واستحضر شيخ الأزهر في ختام كلمته مأساة الصحفيين الفلسطينيين، وغيرهم ممن شاءت أقدارهم أن يدفعوا حياتهم ثمنا لشرف الكلمة وحرمة الحقيقة وتصوير الواقع دون تدليس أو تزوير، وقد استشهد منهم ما يزيد على مائتي إعلامي على تراب غزة، وآخرون غيرهم ممن أصيبوا بجروح بالغة، أو ممن بترت أطرافهم، أو هدمت بيوتهم، أو فقدوا أسرهم، أو تشردت عائلاتهم، مؤكدًا أن الاستهداف الممنهج للصحفيين في غزة إنما يهدف إلى إسكات صوت الحقيقة، ومنع الصورة الشاهدة والفاضحة لبشاعة العدوان، وطمس الأدلة وتضليل العدالة والحيلولة دون توثيق الجرائم التي ترتكب آناء الليل وأطراف النهار. ومن هذا المنطلق دعا فضيلة الإمام الأكبر كل من ينتسب إلى مهنة الإعلام النبيلة، أن يشارك في وضع استراتيجية إعلام عربي، تكون درعًا يحمي الحق، ويصون قيم الأمة ويحفظ هويتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 44 دقائق
- مصرس
أمين الأعلى للشئون الإسلامية: مواجهة الإسلاموفوبيا تتطلب خطابًا إسلاميًا عالميًا منضبطًا
أجرى الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حوارًا إعلاميًا مع وكالة أنباء أذربيجان الرسمية، تناول فيه ظاهرة الإسلاموفوبيا، أبعادها، ومخاطرها على التعايش الإنساني، وسبل التعامل معها من منظور إسلامي حضاري. مؤتمر "الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية" يأتي ذلك في إطار توجيهات الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بالمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الذي عقد في باكو تحت عنوان "الإسلاموفوبيا: فضح التحيز وتفكيك الصور النمطية". وخلال اللقاء، أكد الأمين العام أن الإسلاموفوبيا لم تعد مجرد ظاهرة إعلامية عابرة، بل تحوّلت في بعض السياقات إلى خطاب كراهية ممنهج، يهدد السلم المجتمعي ويغذي التطرف المضاد. وأوضح أن وزارة الأوقاف، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تعمل على مواجهة هذه الظاهرة من خلال محاور استراتيجية تهدف إلى تفكيك خطاب الكراهية، وتفنيد حجج التطرف، وإبطال أثره في المجتمعات، بل وفي العالم أجمع، عبر خطاب ديني رشيد يعكس حقيقة الإسلام الوسطي المعتدل.وأضاف أ.د/ البيومي أن مواجهة الإسلاموفوبيا تتطلب خطابًا إسلاميًا عالميًا منضبطًا، يستمد جذوره من القيم القرآنية والنبوية، ويرتكز إلى الرحمة والعدل واحترام التعددية الفكرية والثقافية والدينية. محاور وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني وأشار إلى أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يضطلع بدور محوري في هذه المواجهة، من خلال محاور عمل وزارة الأوقاف المتكاملة، التي تنطلق من ثوابت إسلامية راسخة في توقيتها ومضمونها، وتشمل الآتي:1- مواجهة التطرف: عبر تصدٍّ فكري منهجي لمفاهيم التيارات المتطرفة، ومجابهة جميع صور الإرهاب والتكفير والعنف، وتفكيك بنيتها الفكرية.2- مواجهة التطرف اللاديني: الذي يتجلى في التراجع الأخلاقي والقيمي، مثل الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، بما يستوجب مقاومة شاملة تعيد التوازن للمجتمع.3- بناء الإنسان: من خلال ترسيخ منظومة قيم تُنتج إنسانًا قويًّا، شغوفًا بالعلم، مُحبًّا للعمران، واسع الأفق، وطنيًّا منتميًا، قادرًا على إفادة الإنسانية.4- صناعة الحضارة: بتشجيع الابتكار في مختلف مجالات العلم، والمشاركة الفاعلة في ثورة الذكاء الاصطناعي، واستكشاف الفضاء، وابتكار حلول علمية للأزمات الإنسانية.وأكد الأمين العام أن وزارة الأوقاف تعمل بكل طاقتها على إبراز التجربة الإسلامية في التعايش مع الآخر، وتقديم محتوى إعلامي ودعوي يخاطب العقل العالمي بلغة الحكمة والبيان، كما تولي بقيادة الوزير اهتمامًا بالغًا بالتواصل مع المؤسسات الدينية والثقافية محليًّا ودوليًّا، بما يسهم في تعزيز أواصر التعاون الإنساني المشترك.وشدّد على أن هذه المحاور لا تخاطب العقل فحسب، بل تمسّ الروح، وتحمل دلالات إنسانية وإسلامية ذات طابع عالمي.أهمية تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام وفي ختام اللقاء، شدّد الأمين العام على أهمية تصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام، وتعزيز مسارات الحوار الإنساني، ونبذ العنف والتعصب بكل أشكاله: المذهبي، والطائفي، والعقدي، والعنصري، من أجل عالم أكثر أمنًا وسلامًا، داعيًا إلى إسكات الأصوات الشيطانية التي تنادي بالكراهية والعنف ونبذ القيم السوية، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يشكل لبنة أساسية في مواجهة هذه الظاهرة وتداعياتها. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


بوابة ماسبيرو
منذ 16 ساعات
- بوابة ماسبيرو
شيخ الأزهر لإعلاميين عرب: الكلمة أمانة ودوركم مهم في رفع الوعي بالتحديات
عقد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، جلسة نقاشيَّة مفتوحة مع عددٍ من أبرز الإعلاميين في العالم العربي، وذلك على هامش مشاركة فضيلته في قمة الإعلام العربي بدبي، التي انعقدت خلال الفترة من 25 : 27 مايو الجاري. في بداية اللقاء، أكَّد شيخ الأزهر دور الإعلام المهم في رفع الوعي بالتَّحديات، وتعبئة الرأي العام تجاه قضايا الأمة، وتعزيز الانتماء للأوطان، والحفاظ على المنظومة القيميَّة والأخلاقية، وترسيخ الاعتزاز بالأصول لدى الشباب، خاصَّة في ظل ما يواجهه عالمنا اليوم من تحدِّيات وتصاعد خطابات الكراهية والتعصب والإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أهمية العمل وفق إستراتيجية إعلامية عربية تدافع عن قضايا الأمة وتحمي الشباب من مخاطر الاستقطاب والتِّيه؛ حيث تسعى بعض المنصات الرقمية لتغييبِهم عن واقع أمتهم ومجتمعاتهم. شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين يلتقي وفدًا من أبرز الإعلاميين العرب ويناقش معهم دور الإعلام في مواجهة التَّحديات المعاصرة وأوضح فضيلته أنَّ الأزهر الشريف يعمل على تعزيز ثقافة السلام، وهي مهمة أساسية يتم تدريسها في مناهج الأزهر منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعية، مضيفًا فضيلته: 'الأديان كلها إنما نزلت لإسعاد الإنسان، وحقن الدماء، ونشر السلام بين الجميع، لا لإشعال الحروب أو تغذية الكراهية'، مشيرًا فضيلتة إلى مبادرات الأزهر في هذا السياق، التي من بينها تأسيس 'بيت العائلة المصرية'، بالتعاون مع الكنائس المصرية، الذي أسهم في تقوية النسيج الوطني والقضاء على كثيرٍ من مظاهر الطائفية، مصرحًا "عندما رأى المواطن المصري القسيس بجوار الشيخ، اختفت كثير من الفتن والمشكلات'. وتطرَّق فضيلته إلى أنَّ الأزهر تنبَّه إلى ضرورة تحقيق تقارب وتفاهم إسلامي حقيقي، من خلال عقد حوار إسلامي-إسلامي، يرتكز على المصارحة والحوار وطي صفحة الماضي، والانطلاق من المشتركات التي تجمع المدارس الفكريَّة للأمة، للانطلاق منها لما يخدم وحدة هذه الأمة وتقدمها؛ ولذا عقد الأزهر ومجلس حكماء المسلمين مؤتمر «الحوار الإسلامي» في مملكة البحرين، وانتهى إلى توقيع وثيقة "نداء أهل القبلة" التي تُعدُّ وثيقة مبادئ جامعة لتعزيز الحوار والتفاهم بين المذاهب ومدارس الفكر الإسلامي المختلفة. وأشار فضيلته إلى جهود الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تعزيز السلام العالمي، قائلًا: 'فتحنا آفاق التعاون مع الفاتيكان، ووقَّعت مع صديقي الراحل البابا فرنسيس «وثيقة الأخوة الإنسانية»، كما فتحنا قنوات تواصل مع مختلف الكنائس بما فيها الكنائس الشرقية ومجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري في بريطانيا". وتعليقًا على سؤال حول حقوق الأقليات، قال فضيلته، إن الأزهر يرفض استخدام مصطلح «الأقليات» لما يترتب عليه من ضياع الحقوق وتقسيم المواطنين بين درجات عليا ودرجات دنيا، وأكَّد ضرورة إقرار «المواطنة الكاملة»، وما يترتب عليها من تساوي الجميع في الحقوق والواجبات، ونظم العديد من المؤتمرات، وأصدر الوثائق التي تؤكد هذا المفهوم، داعيًا الإعلاميين إلى المساهمة في تعزيز هذه القيم، مؤكدًا أن الدول يجب أن تقوم على المواطنة الكاملة والحقوق المتساوية لجميع المواطنين، دون تمييز أو تصنيف". وفيما يتعلق بالزج بالدين باعتباره سببًا لما نشهده من صراعات وحروب، قال فضيلته: "يحب أن نفرق بين تعاليم الأديان التي تدعو إلى السلام والتعايش، وبين التفسيرات الخاطئة التي يقدِّمها البعض للقتل باسم الدين وهو منها براء، فالأنبياء جميعهم أخوة، ودين الله واحد منذ آدم وحتى محمد عليهم جميعًا الصلاة والسلام"، مضيفًا فضيلته "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير العنف باسم الدين'، وما حدث هو محاولة البعض اختطاف الدين وتوظيفه في السياسة، وهو أمر مرفوض'، كما أكَّد فضيلته أن محاولات الكيان الصهيوني الخلط بين «الصهيونية» كشر مطلق، وبين «اليهودية» كدين سماوي، أصبح واضحًا، ولا يخفى على أحد. وردًّا على سؤال حول ما تشهده بعض المجتمعات من دعوات لقبول «الشذوذ الجنسي» وغيره من الأمراض المجتمعيَّة، علَّق فضيلته: 'هذه الدعوات دليل على جنون هذه الحضارة واضطرابها، وتخطيها لكل حدود الأخلاق وتعاليم الدين، ومحاولتها المستمرة لإقصائه وتهميش دوره في حياة الناس، بل وتأليه حرية الإنسان والسعي المطلق لإشباع رغباته المادية"، موضحًا أنَّ المرجعية هنا لتعاليم الأديان وليس للعقل البشري المتقلب، قائلًا: 'الدين هو الذي يثبت الأخلاق، ولا ينبغي إسناد المرجعية الأخلاقية إلى العقل وحده'. وحول الرسالة التي يَوَدُّ فضيلته توجيهها للشباب، دعا شيخ الأزهر الشباب العربي والمسلم إلى التسلُّح بالعلم والمعرفة، قائلًا: 'اقرأ أولًا قبل أن تتحدث، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والعروبة والحضارة الشرقية'.

مصرس
منذ 16 ساعات
- مصرس
مجلس حكماء المسلمين يدين انتهاكات الاحتلال بالقدس: استفزاز لمشاعر ملياري مسلم وتحريض خطير على الكراهية
أدان مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الانتهاكات والممارسات الاستفزازيَّة للاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس والاقتحامات المتكرِّرة للمسجد الأقصى المبارك. وأكد مجلس حكماء المسلمين رفضَه القاطع لمثل هذه الممارسات التعسفيَّة، التي تعد استفزازًا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم حول العالم، وتحريضًا خطيرًا على الكراهية والعنف، مطالبًا بالوقف الفوري لهذه الممارسات التحريضيَّة ومعاقبة المسئولين عنها، واتخاذ التَّدابير اللازمة لمنع تكرارها، داعيًا إلى ضرورة احترام الوضع القانوني لمدينة القدس ووقف كافة الإجراءات غير الشرعية وغير القانونيَّة بحق المسجد الأقصى المبارك.وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته والعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسَّماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكلٍ عاجلٍ ودون عوائق، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من 70 عامًا وإقرار حقِّه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.