
الشيخ المهنا من منبر المسجد النبوي: الثبات على الحق نجاة في زمن التقلبات
أخبارنا :
دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا، العباد إلى التفكّر في حال الدنيا وفنائها، وتبدّل أحوالها، واتخاذ أسباب الثبات على الحق، والمنهج القويم، باتباع ما جاء في كتاب ربنا، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يسأل العبدُ ربّه الهدى والتقى، ويستعيذ به من هوى النفس، وزيغ القلوب، وزوال النعمة، وسوء الخاتمة.
وأوضح الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي أن الله تعالى تفضّل على أهل هذه الأمة بفضائل لا تُحصى، وأنعم عليهم نعمًا لا تُستقصى، أكمل لهم دينهم، وأتمّ عليهم نعمته، ورضي لهم الإسلام دينًا، فما أوتي أحدٌ نعمةً -بعد الإسلام - خير من الثبات على الدين، ولُزوم السنّة، حتى يلقى العبد ربّه غير مبدّل ولا زائغ، ويُبشّر برضوان الله وكرامته عند موته، وتلك هي المنزلةُ الشريفة، والمرتبة المُنيفة التي يُكرِمُ الله بها من عباده من آمن به، ويمُنُّ بها على من استهداه من أوليائه.
وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي، أنه لما كانت العبرة بالخواتيم، كان عباد الله المتقون وأولياؤه الصالحون، أخوفَ الناس من سوء الخاتمة، ومن الزيغ بعد الهدى، لا تغرُّهم طاعةٌ عملوها، ولا توبةٌ أحدثوها، أحوالهم مع ربهم بين خوفٍ بلا قنوط، ورجاء بلا إهمال.
وحذّر فضيلته من سوء خاتمة من زاغ بعمله عن المنهج القويم، قائلًا: "كم من عامل بطاعة الله ختم له بخاتمة السوء نعوذ بالله، والله حكَمٌ عدلٌ، لا يظلمُ الناس شيئًا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فذاك يعمل الطاعة، وجُلّ همّه نظر الناس إليه، وثناؤهم عليه، وآخر يستبطيء الحسنة على طاعته، يرجو بها عرض الحياة الدنيا، وثالث يُعجَبُ بعمله، وهلم جرا، وإنما حسن الختام لمن أحسن العمل، فإن الله تعالى هو الكريم الأكرم، الغفور الشكور، لا يخذل عبدًا عبَدَه مخلصًا له، مقتفيًا في عبادته أثر نبيه، ثابتًا على دينه حتى يوم يلقى مولاه".
وأكّد إمام وخطيب المسجد النبوي أن للثبات على الحق حتى الممات، أسبابًا أرشد إليها الحقُّ المبين سبحانه، وعلّمها المُرسل رحمةً للعالمين أمته، وعمل بها سلفُ هذه الأمة وتمسكوا بها، فمن أجلها وأعظمها غناءً عن العبد، موضحًا أن أسباب الثبات على الحق تشمل ملازمة الدعاء بالهدى إلى الصراط المستقيم والثبات عليه، إذ شرع الله هذا الدعاء لعباده، وذلك في فاتحة الكتاب العزيز في قوله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"، ومن أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعائه، ومنها قوله "اللهم إني أسألك الهدى والتقى".
وتابع فضيلته، مبينًا أن من أصول أسباب الثبات على الدين اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولزوم سنته، والاقتداء به، والحذر من تتبع الأهواء المُضلة، وظلمات البدع، كما أن من أعظم أسباب الثبات كثرة ذكر الله سبحانه، والإقبال على كتاب الله تعالى، تلاوةً وتدبرًا، وأداء طاعات الخلوات، وهي أن يكون للعبد عملٌ صالح لا يطّلع عليه إلا الله جلّ جلاله، فذاك أصل الثبات، لأنه علامة الإخلاص، وبُرهان صدق الإيمان.
وأفاد أن مما يُثبّت العبد على طاعة مولاه، دوام تذكُّر الآخرة، وما يُذكّر بها، من ذكر الموت، وزيارة القبور، لأنه يقصُر الأمل، ويبعث على حسن العمل، إضافة إلى صُحبة الأخيار الأتقياء، الذين يذكّرون بالله، ويهدون بأمره، ويتواصون بالحقّ، والصبر عليه، ويحتسبون أخوّتهم محبةً في الله ربهم، فينتفعون بها في الدنيا وفي يوم الحساب، فذلك من أبين سبل الثبات على الحق.
ودعا الشيخ خالد المهنا إلى التفكّر في فناء الدنيا وزوال نعيمها، وتغيّر أحوالها، وتقليب الفكر في معاني انقطاع لذاتها ومنعها، مبينًا أن من حِكمة ذلك تثبيت قلوب العباد على الرغبة في النعيم المقيم الذي لا يُدرك -بعد رحمة الله- إلا بالثبات على الحق والصبر عليه.
وختم فضيلته خطبة الجمعة، مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في كل وقت وحين، وأن يناجي العبد ربّه ويسأله الثبات على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يتوفاه مسلمًا، ويُلحقه بالصالحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وينصرهم على المعتدين الظالمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جهينة نيوز
منذ 5 ساعات
- جهينة نيوز
الحاجً عبد الودود بشير الشيخ ياسين ابو سلطان في ذمه الله
تاريخ النشر : 2025-05-20 - 06:49 pm ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۞ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ۞ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ۞ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ بقلوب راضية مسلِّمة بقضاء الله وقدره ينعى ال الشيخ ياسين وال مرعي فقيدهم وعميد العائلة الحاج عبد الودود بشير الشيخ ياسين ابو سلطان والد سلطان وسعد وسيف وسها وسناء وسمر اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده تقام صلاة الجنازة غدا الاربعاء بعد صلاة الظهر من مسجد مقبرة سحاب الاسلامية والدفن في مقبرة العائلة الخاصة في سحاب تقبل التعازي لمدة ثلاث أيام اعتبارا من يوم غدا الاربعاء بعد الساعه الرابعه مساءً للرجال و النساء ولغاية التاسعة في جمعية صفد الخيرية شارع الاميرة بسمة وادي عبدون رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه و ألهمنا الصبر والسلوان و ربط على قلوبنا و آجرنا في مصيبتنا و أخلفنا خيرا منها ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون تابعو جهينة نيوز على

السوسنة
منذ 7 ساعات
- السوسنة
ما حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد .. الإفتاء تحسم الجدل
عمان - السوسنةقالت دائرة الإفتاء العام، إن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم انطبقت عليه شروط وجوب الجمعة، ولذا إذا وافق أول أيام عيد الفطر أو عيد الأضحى يوم الجمعة، فيجب إقامة صلاة الجمعة ولا تسقط بصلاة العيد؛ لأن صلاة الجمعة فرض، وصلاة العيد سنة مؤكدة، والسنة لا تُسقط الفريضة ولا تجزئ عنها، وذلك لقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.وأضافت الدائرة لـ"المملكة" الثلاثاء، أنه حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن وافق يومُ العيد يومَ الجمعة، فكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه صلى الصلاتين، وخطب الخطبتين، ولم يترك الجمعة ولا العيد، وذلك أمر مشهور معروف في كتب السنة والحديث، وهو ما ذهب إليه جماهير فقهاء المسلمين من الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة.وبينت الدائرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في ترك الجمعة ذلك اليوم لأهل العوالي الذين بعدت منازلهم عن المسجد النبوي، ويشقّ عليهم الذهاب والإياب مرتين للصلاتين، فرخص لهم أن يصلوا الظهر في أحيائهم، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (قَدْ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ؛ فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ) رواه أبو داود، حيث حمل جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية هذا الحديث على أنه واردٌ في حقّ من أتى لصلاة العيد من خارج المدينة المنورة؛ ممن لا تجب عليهم الجمعة ابتداءً؛ كونهم قاطنين خارج المدن والعمران، فهؤلاء إن انتظروا حتى يصلوا الجمعة كان في ذلك مشقة عليهم، وكذلك لو رجعوا إلى أهلهم ثم جاؤوا لصلاة الجمعة؛ فرخص لهم حينئذ في ترك الجمعة.كما أشارت الدائرة إلى بعض فقهاء الحنابلة ذهب إلى أنَّ مَن صلى العيد لا يطالب بصلاة الجمعة مطلقًا، وإنما يصلي الظهر، ويجب على الإمام إقامة صلاة الجمعة، حيث جاء في كتاب "المبدع" من كتب الحنابلة: "وإذا وقع العيد يوم الجمعة فاجتزى بالعيد، وصلى ظهراً، جاز؛ لأنه عليه السلام صلى العيد، وقال: (من شاء أن يجمع فليجمع) رواه أحمد من حديث زيد بن أرقم، وحينئذ تسقط الجمعة إسقاط حضور لا وجوب، فيكون حكمه كمريض، لا كمسافر ونحوه، عمن حضر العيد مع الإمام عند الاجتماع، ويصلي الظهر كصلاة أهل الأعذار، وعنه: لا تسقط الجمعة للعموم، كالإمام".وبينت الدائرة في الفتوى الشرعية أن المسلم يحرص على الأخذ بالأحوط ولأبرأ للذمة في مسائل العبادات، وأما القول بسقوط صلاة الظهر عمن صلى العيد إذا وافق يوم جمعة، فلا يلتفت إليه لمخالفته لمذاهب أهل السنة المعتبرة، وهو مخالف للنصوص الموجبة للصلوات الخمس في اليوم والليلة، فلا يجوز العمل به، ولا تقليده، ولا الإفتاء به، ولا عبرة بما ورد في بعض الروايات من أحاديث تنسب إلى بعض الصحابة، ظاهرها إسقاط الظهر إذا اجتمع العيدان؛ فهذه الآثار لا تثبت سندًا، وليس في متونها دلالة على هذا القول الغريب، ولو ثبتت فهي معارضة بالأدلة القطعية المصحوبة بإجماع المسلمين على وجوب الخمس صلوات في اليوم والليلة فتقدم عليه في نظر أهل العلم.وختمت دائرة الإفتاء الفتوى بالقول"فلا فسحة للجدل والخلاف الذي يُفرِّق صفوف المسلمين، بل الواجب العمل بالمحكمات، وترك المتشابهات، والتسليم بما استقرت عليه مذاهب المسلمين المتبوعة. والله تعالى أعلم".


خبرني
منذ 10 ساعات
- خبرني
الحاج رشيد حسين ملحم ابو رائد في ذمة الله
خبرني - بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، ننعى وفاة الحاج رشيد حسين ملحم (أبو رائد)، الذي انتقل إلى جوار ربه، وسيوارى جثمانه الثرى يوم الأربعاء بعد صلاة العصر في بلدة جديتا، نسأل الله عز وجل أن يغفر له، ويرحمه، ويتقبله مع الصالحين، ويجعل مثواه الجنة، وأن يربط على قلوب ابناءه وأهله وأحبّته، ويلهمهم الصبر والسلوان.