
مهرجان درة الساحل الشرقي.. احتفال يجمع الثقافة والترفيه
أهمية مهرجان درة الساحل الشرقي: حدث يحمل في طيّاته أبعاداً مختلفة
يجمع هذا المهرجان بين الترفيه والثقافة، كما أنّ له انعكاسات اقتصادية قيّمة، فهو يساهم بالآتي:
ترسيخ مفهوم الإرث التاريخي والحضاري
يهدف هذا المهرجان بصورة أساسية إلى تسليط الضوء على الإرث التاريخي والحضاري لمدينة كلباء، إلى جانب إعطاء فرصة المشاركة للجهات الرسمية لطرح مبادراتها وأنشطتها التي تساهم في حفظ التراث بأنواعه وصونه، وإيجاد حلقة وصل بين الأجيال الناشئة والماضي العريق وترسيخ الموروث الأصيل لديهم.
لذلك استُهِلّ حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني، أعقبه أداء شعري احتفى بتاريخ مدينة كلباء العريق، وجسّد مكانتها المميزة في الماضي والحاضر.
بوابة جذب سياحي لمدينة كلباء
يساهم مهرجان درة الساحل الشرقي بتعريف الزوّار على بيئة كلباء الغنية بالمعالم السياحية والبيئية الفريدة، والتي تعكس التنوّع الجذاب؛ ففيها الجبال، والطبيعة الغنّاء، إلى جانب كونها مطلّة على البحر، مما يساهم في جعلها منطقة جاذبة للزوّار من داخل الإمارة وخارجها، كما يُعنى هذا المهرجان بتسليط الضوء على القطاع الزراعي في المدينة، إلى جانب التعريف بالحياة البرية وتربية الحيوانات هناك.
بناء اقتصاد محلّي ينبض بروح المكان
يفتح هذا المهرجان الأبواب أمام أصحاب المؤسسات الصغيرة والمشاريع التنموية التي ترغب في إثبات حضورها والتسويق لنفسها، وذلك من خلال عرض ما تقدّمه من خدمات بالتواصل المباشر مع
، كما يعدّ فرصة رائعة لأصحاب الحرف والمشغولات اليدوية للتعريف بمنتجاتهم، وبذلك يجذب المهرجان آلاف الزوار، ويزيد من إقبال السياح على المنطقة الأمر الذي يدفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام.
فعاليات مهرجان درة الساحل الشرقي: تنوّع فريد يخطف الأنظار
تميّز حفل افتتاح المهرجان بعرض بصري كشف عن تطوّر مدينة كلباء ونهضتها والمشاريع التي ضمّتها في المجالات الاقتصادية، والسياحية، والزراعية، تلاه استعراض مشوّق للخيول العربية الأصيلة، وعروض ألعاب نارية ضخمة أضاءت سماء المدينة وأضفت أجواءً احتفالية مبهرة.
ويشتمل المهرجان على فعاليات وأنشطة منوّعة تناسب مختلف الفئات العمرية، وهي على النحو الآتي:
المسارات الستة: رحلة شيّقة، ووجهة تراثية واقتصادية واحدة
اشتمل المهرجان على ستة مسارات، كل منها متخصص بمواضيع محدّدة، فكان الأول معنياً بالمحاصيل الزراعية في كلباء، مثل: الليمون، والزيتون، والرمان، أمّا الثاني فقد كان مختصاً بعرض حكايات تعليمية حول عالم البحار إلى جانب إقامة ورش يدوية لصناعة أدوات الصيد.
بينما ركّز المسار الثالث على إنتاج الألبان والتعريف بأنواعها، وإقامة ورش عمل خاصة، أما المسار الرابع فتمحور حول إلقاء محاضرات توعوية حول
وإقامة معرض لمستلزماتها، وسلط المسار الخامس الضوء على
والخيول، أما السادس فقد عُرض من خلاله عدد من مقاطع الفيديو حول أشجار القرم وأهمية الحفاظ عليها.
عطاء الطبيعة في كلباء: محاصيل زراعية وألبان
ركّزت فعاليات المهرجان على الحديث حول الزراعة وإنتاج الألبان، وأحدث التقنيات المستخدمة فيه، وذلك بمشاركة خاصة من دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بإطلاق عدد من الأنشطة التفاعلية والتعليمية، والتي ساهمت من خلالها في التطرّق إلى أحدث الطرق المتبعة في تعزيز إنتاج محاصيل القمح، فضلًا عن مراقبة الوظائف الحيوية للأبقار بطرق تكنولوجية متطورة، إلى جانب تقديم تجربة فريدة للزوّار؛ إذ أتاحت لهم فرصة استخدام نظارات
(VR) لمحاكاة زيارة واقعية لمزرعة الألبان، وشملت هذه الزيارة دخول المزرعة للتعرّف إلى الأجهزة الحديثة المستخدمة في خطوط الإنتاج عن كثب، واستكشاف غرف المراقبة والتحكّم.
فعاليات أخرى لإكمال المشهد
شهد المهرجان مشاركة مميزة لهيئة الشارقة للثروة السمكية، وقد استعرضت من خلالها الحياة البحرية التي تشكّل جزءاً أصيلاً من هوية دولة الإمارات، والأدوات المستخدمة في عالم البحار، إلى جانب عرض الحرف التراثية والأعمال الشائعة في هذه البيئة مثل؛ صناعة السفن الخشبية، والغوص
.
ويحتضن المهرجان برنامجاً ترفيهياً يُرضي جميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم، من عروض فنية وموسيقية تراثية، وأنشطة ترفيهية ورياضية، إلى ورش عمل تفاعلية، ومسابقات وجوائز قيّمة، من أبرزها مسابقة "درّة الساحل الشرقي للإبداع" التي تكرّم أجمل التغطيات التصويرية للمهرجان وتعكس الأجواء المميزة فيه، وهناك جوائز قيّمة تُمنح للفائزين مما يعزز روح التنافس والإبداع.
ختاماً،
يشكّل مهرجان درة الساحل الشرقي حدثاً غنياً ومفيداً في إمارة الشارقة، وتمكّن من تحقيق أهداف عديدة ومتنوعة على الصعيد التاريخي، والثقافي، والسياحي، والبيئي، إضافةً إلى دوره في تحريك عجلة الاقتصاد، وإتاحة الفرصة أمام الكثير من الجهات الرسمية، و
للمشاركة فيه، ليؤكد على مكانة الإمارة كوجهة سياحية وتراثية أصيلة.
المراجع
[1] sharjah24.ae, مهرجان درة الساحل الشرقي يجمع بين السياحة والتراث والاستدامة
[2] sharjah24.ae, هيثم بن صقر يشهد الافتتاح الرسمي لمهرجان درة الساحل الشرقي
[3] sharjahevents.ae, مهرجان درة الساحل الشرقي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 15 دقائق
- صحيفة الخليج
رحيل مفاجئ للفنان المصري سيد صادق.. كيف كانت الساعات الأخيرة في حياته؟
ودّعت الساحة الفنية المصرية، اليوم الجمعة، الفنان الكبير سيد صادق، الذي توفي عن عمر ناهز 80 عاماً في وفاة مفاجئة، دون أن يعاني أي أمراض سابقة. وأعلن الخبر نجله، السيناريست لؤي سيد صادق، عبر منشور على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، قال فيه: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله الراجل العظيم والدي (سيد صادق)». تفاصيل مكان وموعد جنازة الفنان سيد صادق أوضح نجل الفنان أن صلاة الجنازة ستقام اليوم عقب صلاة الجمعة في مسجد الشرطة بالشيخ زايد، على أن يتم الدفن في مقابر الأسرة بطريق الفيوم. وقد أصدرت نقابة المهن التمثيلية بياناً تنعى فيه الفنان وقدمت التعازي لعائلته ومحبيه. من حي عابدين إلى خشبات المسرح وُلد سيد صادق في 18 يونيو 1945 بحي عابدين في القاهرة، وبدأ شغفه بالتمثيل منذ طفولته، حيث شارك في مسابقات المدارس وكان زميلاً للفنان نور الشريف. التحق بمعهد التعاون، وشارك في عروض المسرح الجامعي، لكن ظروف الحياة دفعته للعمل في تجارة قطع غيار السيارات لتأمين دخله قبل أن يعود إلى المسرح في الستينات. بداية الانطلاقة الفنية جاءت انطلاقته الحقيقية مع المخرج السيد راضي في مسرحية «الشحاتين»، قبل أن يخوض أولى تجاربه التلفزيونية في مسلسل «عيون» أمام النجم فؤاد المهندس، من إخراج إبراهيم الشقنقيري. الساعات الأخيرة في حياة سيد صادق بعد ابتعاده عن الأضواء وتوقفه عن التمثيل لفترة، اتجه الفنان الراحل سيد صادق للعمل في تجارته الخاصة، حيث امتلك محلاً لبيع قطع غيار السيارات في وسط القاهرة. وكان الفنان الراحل يتابع عمله حتى أيام قليلة قبل وفاته، وأكد أبناؤه أنه لم يكن يعاني أمراضاً، بل كان ينتظر العودة في دور قوي للشاشة الصغيرة. جدير بالذكر أن آخر أعمال سيد صادق كان دوره في مسلسل أستاذ ورئيس قسم مع النجم عادل إمام، عام 2015. حقيقة اعتزال سيد صادق التمثيل قبل وفاته كشف الفنان الراحل في حديث قبل وفاته، أنه لم يعتزل التمثيل ولكن نوعية الأدوار التي يتم عرضها عليه لا تتناسب مع تاريخه، ومن أشهر أعماله دوره في مسلسل الحقيقة والسراب موضحاً أنه يعتز كثيراً بهذا الدور. لحظة وفاء إنسانية تسبق رحيل سيد صادق قبل أيام قليلة من وفاته، عاش الفنان الراحل سيد صادق لحظة مؤثرة للغاية على الهواء، حين غلبته دموعه وهو يستعيد ذكرى شخص كان له الفضل الأكبر في حياته الفنية والإنسانية. خلال لقاء إعلامي، طُلب من سيد صادق تسمية الفنان الذي ترك الأثر الأعمق في مسيرته، فتأثر بشدة، وقال: «الفنان العظيم محمد رضا». وأكد صادق أن محمد رضا لم يكن مجرد زميل، بل كان المُعلم الحقيقي الذي غيّر مسار حياته بالكامل. إرث فني حافل على مدار مشواره، شارك سيد صادق في أكثر من 247 عملاً متنوعاً في السينما والتلفزيون والمسرح، تاركاً بصمة قوية خاصة في أدوار الشر والشخصيات الخارجة عن القانون، التي اشتهر بتجسيدها بمهارة وحضور لافت.


زهرة الخليج
منذ 23 دقائق
- زهرة الخليج
«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» يطلق قسماً لأفلام الذكاء الاصطناعي.. في دورته المقبلة
#منوعات يواصل «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» تحضيرات دورته السادسة والأربعين، التي ستقام في دار الأوبرا المصرية، من 12 إلى 21 نوفمبر المقبل، والتي ستكون عامرة بالمفاجآت الفنية الكبيرة في عالم صناعة السينما. وأعلنت إدارة المهرجان إطلاق النسخة الأولى من قسم «CAIRO'S XR»، المخصص للوسائط الجديدة، كأول قسم مخصص لتكنولوجيا الوسائط الجديدة في تاريخ المهرجان، بهدف تقديم طريقة جديدة ومختلفة لسرد القصص السينمائية، تتيح تجربة أكثر تفاعلاً ومشاركة للجمهور في المنطقة. ويتيح المهرجان فرصة للفنانين والمبدعين والمطورين التقنيين؛ لعرض أعمال تستخدم تقنيات حديثة، تتخطى طرق العرض التقليدية على الشاشات في قسم «CAIRO'S XR»، حيث يعتمد البرنامج على التكنولوجيا الحديثة، التي تصنع تجارب سينمائية يستطيع المشاهد من خلالها أن يشعر ويشارك ويتفاعل مع القصة بأكثر من طريقة. «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» يطلق قسماً لأفلام الذكاء الاصطناعي.. في دورته المقبلة ويعتمد البرنامج الجديد على الجمع بين السينما، والتصميم، ومحركات الألعاب، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الأماكن الافتراضية، والتجارب التفاعلية؛ لتشجيع الفنانين على تخطي طرق العرض القديمة، وتقديم أفكار جديدة للسينما مع الحفاظ على قيمها الفنية والإنسانية. ويشمل القسم: عروضاً وتجارب، مثل: «العوالم الافتراضية الواسعة»، و«الواقع المعزز»، و«قصص تدار بالذكاء الاصطناعي»، فضلاً عن أعمال فنية تفاعلية، تتيح للجمهور أن يكون جزءًا من القصة، بدلاً من أن يكتفي بمشاهدتها فقط. وبحسب الناقد السينمائي محمد طارق، الذي يشغل منصب المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يسعى قسم «CAIRO'S XR» إلى تقديم تجربة سينمائية مختلفة، حيث تدمج الوسائط الحديثة في سرد القصة السينمائية، فبدلاً من عرض القصص بطريقة تقليدية على شاشة ثابتة، تسمح تكنولوجيا (XR) بتحويل القصة إلى تجربة حية يمكن للمشاهد أن يدخلها، ويتعرف عليها، ويتفاعل معها، ويؤثر في مجرى أحداثها. وهو ما يعكس التزام المهرجان بدعم مستقبل السينما. ويعتمد «البرنامج» على فكرة أن التكنولوجيا ليست هدفًا بحد ذاتها، بل أداة تساعد على جعل القصة أكثر عمقاً وتأثيراً في المشاعر والفكر والمكان، سواء عن طريق التجول داخل عالم افتراضي، يحاكي ذكرى من الماضي، أو التفاعل مع شخصية تُدار بالذكاء الاصطناعي، أو الانغماس في تركيب قصصي يمكن الاستكشاف فيه، فإن الأعمال المختارة تهدف إلى توسيع طريقة عرض السينما. وأعلنت إدارة «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» بدء استقبال الأعمال، التي تستخدم تقنيات الواقع الممتد (XR)، والتقنيات التفاعلية المرتبطة، مثل: تجارب الواقع الافتراضي (VR)، ومشروعات الواقع المعزز (AR)، والواقع المختلط (MR)، والتركيبات التفاعلية الغامرة، والسرديات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتجارب الممزوجة بعناصر الألعاب التفاعلية، كما حددت إدارة المهرجان تاريخ 30 أغسطس الحالي موعداً أخيراً؛ لتلقي طلبات المشاركة، عبر الرابط التالي: وسيتم عرض الأعمال، التي تُختار ضمن فعاليات دورة العام الحالي من المهرجان، ما يتيح للفنانين فرصة الظهور على منصة دولية، والتواصل مع محترفين في مجال صناعة السينما، والمساعدة في تشكيل مستقبل سرد القصص السينمائية من قلب العالم العربي.


Dubai Iconic Lady
منذ ساعة واحدة
- Dubai Iconic Lady
'أومبر دور' و'بيرل دور' من أرماف: تحيّة عِطريّة لفن الكينتسوجي بتوقيع إماراتي
دبي، الإمارات العربية المتحدة تكشف علامة أرماف للعطور، الاسم البارز في صناعة العطور الراقية في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن أحدث إبداعاتها العطرية: «أومبر دور» و*«بيرل دور»*، وهما عطران فاخران محايدان جندرياً، يُشكّلان تحيّة حسية لفن الكينتسوجي الياباني، ذلك الفن الذي يرى الجمال في الكسور ويُجسّد الفخامة من خلال الندوب التي تحولت إلى مواطن إشراق. مستوحاة من الفلسفة اليابانية العريقة التي ترى الكمال في النقص، تطرح أرماف مجموعة عطور تعبّر عن 'الفخامة غير المصقولة'، حيث تنسج خيوطاً دقيقة تربط بين الروح الداخلية والمظهر الخارجي، وتقدم تجربة عطرية ساكنة، ملهمة، وعميقة الأثر في عالم العطور السريعة الزوال. مع إطلاق 'أومبر دور 'و'بيرل دور'، تُعيد أرماف كتابة الحكاية العطرية التي لطالما ارتبطت بالثقة والمناسبات، لتقدّم مفهوماً جديداً يتعمق في السرد الثقافي والتواصل الإنساني والاحتفاء بالكينونة الفردية. وفي جوهر هذين العطرين، تتجلى فلسفة الكينتسوجي، حيث تُبنى التركيبتان حول سحر خاص يستكشف الحالات الشعورية المتباينة: أحدهما يتأمل في السكون والانغماس الداخلي، والآخر يمنح معنى جديداً للنعمة والتفتح الداخلي. وفي عصر الجمال السريع، حيث تختفي الروائح كما تختفي بصمات وسائل التواصل، نجحت أرماف في إسكات الضجيج بإبداع عطري فريد لا يخضع لموجات الموضة، بل ينبع من لحظات صفاء عاطفي خالص. وتعليقاً على هذه الرحلة الإبداعية المستوحاة من فن الكينتسوجي، قال حمزة فخرالدين، المدير العام وعضو مجلس إدارة شركة ستيرلنغ للعطور: 'يحمل فن جمع قطع الخزف المكسور بالذهب دلالة رمزية عميقة؛ فهو يُعلّمنا كيف نحتضن العيوب والندوب بكرامة وأناقة. هذه المجموعة تكرّم المسار الإنساني لا برغم فشله، بل بفضله. ففي الكينتسوجي، لا تُخفى الشقوق، بل تُضاء وتُملأ بالذهب لتذكّرنا بأن العطب لا يُفني… بل يُعرّف. هذه العطور تُجسّد الاحتفال بالقوة الكامنة في إعادة الاكتمال، وبجمال القرار في أن نلمع من خلال الندوب، لا رغمها. مع 'أومبر دو' و'بيرل دور'، غصنا في أعماق التجربة، حيث يتلاقى السرد الذاتي مع التعبير الحسي الراقي.' وإذ تقف أرماف على مفترق التقاء الفخامة بالرنين العاطفي، تبني العلامة من خلال هذه المجموعة بعداً تأملياً جديداً يضيف إلى توقيعها المعروف بـ'الأناقة المتاحة'. فالعطر هنا لا يُقصد به إبهار الحواس فحسب، بل إحداث أثر وجداني يدوم. إنها عطور صُمّمت لتُشعِرك، لا لتُبهرك، تحمل رسالة مفادها أن الفخامة الحقيقية لا تكمن فقط في ما ترتديه، بل في ما يتركه فيك من أثر. في سوق مزدحم بالروائح العابرة، تطرح 'أومبر دور' و'بيرل دور' تجربة نادرة: السكون، العمق، والكرامة — تطور طبيعي لجوهر أرماف، بين الجذور والأفق. العطران يسردان حكاية مزدوجة تُكمّل إحداهما الأخرى. أومبر دور: لهب مطرّز بالذهب. مزيج دافئ من الزعفران، والكهرمان المدخّن، والأخشاب العميقة. تبدأ نغماته العُليا بالتوابل والمسك والليمون، وتستقر على قاعدة غنية من الكهرمان، والبخور، والخشب الداكن. عطر جريء، صامت، لا يسعى إلى لفت الأنظار، بل إلى التغلغل في الوجدان. بيرل دور: نعومة لؤلؤية تتخللها لمسة من الضوء الداخلي. توليفة زهرية رقيقة تتداخل مع حلاوة خفيفة فوق قاعدة دافئة ومضيئة. تتفتح نغماته العليا بالبرغموت، والميرمية، والفلفل الوردي، بينما تستقر قاعدته على الفانيليا، والعنبر الصافي، والمسك الأبيض، والباتشولي. عطر يحوّل العيوب إلى أناقة خالصة، ويُظهر جمال التناقض الهادئ. كل تركيبة تم إعدادها بعناية لتتكشف تدريجياً مع مرور الوقت، لا لتبهر من اللحظة الأولى، بل لتروي حكاية خاصة تتطور في الخفاء، وتُلامس الحواس بعمق. إنها طقوس عطرية تُعيدك إلى ذاتك، حيث الجمال لا يُؤدى… بل يُستعاد. ومن خلال هذه المجموعة، تؤكد أرماف على أن العطر لا يعرف جنساً، بل يُعبّر عن المشاعر والحالات الإنسانية. سواء وُضع من قبل 'هو' أو 'هي' أو 'هم'، فإن العطر يتحوّل إلى مرآة تعكس الطاقة لا الهوية، تُخاطب أولئك المفكرين، المتأملين، والبارعين في التعبير العاطفي، الذين يؤمنون بأن العطر أداة لتعريف الذات لا وسيلة للعرض. وبحرفيّة عالية في تصميم البصمة العطرية، تتجاوز أرماف حدود السطحية، لتُطلق ثورة صامتة تربط بين الداخل والخارج، بين الشعور والحضور.