logo
فايننشال تايمز: هكذا نقلت إسرائيل حربها إلى الضفة الغربية

فايننشال تايمز: هكذا نقلت إسرائيل حربها إلى الضفة الغربية

جو 24٠٥-٠٥-٢٠٢٥

جو 24 :
في مساء شتوي هادئ من يناير/كانون الثاني 2024، وبينما كانت عائلة فلسطينية تجتمع أمام أحد البيوت في بلدة طمون بشمال الضفة الغربية، انقلب الهدوء إلى مأساة؛ طائرة إسرائيلية من دون طيار أطلقت صاروخا أسفر عن مقتل 3 من أقارب العائلة.
الضحايا الثلاث أبناء عمومة وهم: حمزة (8 أعوام)، ورضا (10 أعوام)، وآدم (23 عاما)، في مشهد وصفه شهود عيان بأنه يشبه مشاهد المجازر في قطاع غزة.
هرعت إيمان بشارات (والدة حمزة) إلى خارج منزلها على وقع الانفجار، لتجد جسد ابنها ممزقا بشظايا، ورأس ابن عمه رضا مفتوحا تنسكب منه أجزاء دماغه. أما آدم ففارق الحياة بين ذراعيها.
"كان كل شيء يطير.. شظايا ودماء، كأن السماء نفسها انفجرت"، هكذا تقول إيمان بصوت متهدج، وتضيف "ما رأيته كان كابوسا من غزة، لكنه حدث هنا، أمام منزلي".
تصعيد غير مسبوق
وأورد تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز أن إسرائيل كثفت منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.
ورغم أن الأنظار تركزت على غزة، فإن الأرقام تشير إلى أن الضفة شهدت أيضا تصعيدا خطيرا. فقد قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 900 فلسطيني في الضفة منذ ذلك التاريخ، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وذلك ما يجعل العامين 2023 و2024 الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة منذ بدأ تسجيل البيانات في عام 2005.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي، الذي أوقف استخدام الضربات الجوية في الضفة منذ 17 عاما، عاد إلى هذه السياسة في يونيو/حزيران 2023، لكنه زاد منها بعد هجوم حماس.
وامتدت هذه العمليات إلى استخدام المروحيات، وأحيانا الطائرات الحربية، كما حدث في مخيم طولكرم، بالإضافة إلى نشر دبابات في عمليات عسكرية داخل مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم.
ما وراء السياسة
وتبرر الحكومة الإسرائيلية، التي تعد الأكثر يمينية في تاريخ البلاد، بقيادة بنيامين نتنياهو، هذا التصعيد بالحاجة إلى مواجهة "تهديدات متصاعدة" في مناطق فقدت فيها السلطة الفلسطينية سيطرتها.
لكن محللين قالوا لفايننشال تايمز إنهم يرون أن جزءا من التصعيد يعود إلى ضغوط سياسية يمارسها حلفاء نتنياهو من أقصى اليمين، أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير الداعين إلى ضم الضفة الغربية وتعزيز القبضة العسكرية عليها.
"بعض هذا التصعيد له دوافع عملياتية، لكن هناك بلا شك أهداف سياسية وراءه. فعندما تستخدم إسرائيل طائرة F-16 ضد مخيم لاجئين كان يمكن استهدافه بطائرة مسيرة، فهذا ليس فقط لأسباب عسكرية"، كما يقول إبراهيم دلالشة مدير مركز الأفق للدراسات السياسية في رام الله.
تدمير ممنهج ومعاناة يومية
وأوضح التقرير أن الهجمات الجوية ليست الوحيدة التي تغير وجه الحياة في الضفة، إذ شملت الحملة العسكرية الإسرائيلية تدمير منازل وطرق، وتشريد آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى فرض أكثر من 800 حاجز ونقطة تفتيش جديدة، مما جعل التنقل الداخلي مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت وتيرة عنف المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين، حيث سجلت الأمم المتحدة أكثر من 2,200 هجوم شمل الاعتداء على المدنيين، وإتلاف الممتلكات، وقطع الأشجار، ودفع مجتمعات رعوية بأكملها إلى النزوح.
نحو "غزة جديدة"؟
ونقل تقرير فايننشال تايمز عن منظمات حقوق الإنسان تحذيرها من أن إسرائيل تطبّق تكتيكات الحرب على منطقة تخضع لقوانين الاحتلال، وليس لساحة نزاع مفتوح.
ونسب التقرير إلى إيتان دياموند، خبير القانون الدولي الإنساني في مركز ديكونيا في القدس، قوله إن "ما يحدث في الضفة هو عسكرة مفرطة للحياة المدنية، واستخدام الضربات الجوية وتدمير البنية التحتية بشكل واسع يتعارض تماما مع قوانين إنفاذ القانون في الأراضي المحتلة".
خوف دائم
وذكر التقرير أن أهالي الضفة لم تعد لديهم أماكن آمنة. فقد قالت إيمان بشارات "كنا نخاف من الخروج من المنزل… اليوم، نخاف ونحن داخله. إذا تمكنوا من قتل أطفالنا بلا سبب، فلا يوجد ما يمنعهم من فعل أي شيء آخر".
وختم بالقول إنه في ظل هذا التصعيد، وبين فشل المسارات السياسية وتزايد العنف، يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية واقعا يتشابه شيئا فشيئا مع ذلك الذي في غزة، لكن من دون أن يراه العالم بالوضوح ذاته.
(فايننشال تايمز)
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استدعاء السفراء الإسرائيليين في كندا ودول أوروبية بعد "إطلاق النار" على دبلوماسيين
استدعاء السفراء الإسرائيليين في كندا ودول أوروبية بعد "إطلاق النار" على دبلوماسيين

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

استدعاء السفراء الإسرائيليين في كندا ودول أوروبية بعد "إطلاق النار" على دبلوماسيين

قررت كل من كندا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والدانمارك استدعاء سفراء إسرائيل لديها تنديداً بإطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الأربعاء، على وفد يضم دبلوماسيين أوروبيين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية،. وأطلقت قوات الاحتلال النار بشكل مباشر على دبلوماسيين أوروبيين وعرب خلال زيارة دعت لها الخارجية الفلسطينية للوقوف على مجريات ما يحدث في مخيم جنين وتهجير الفلسطينيين والعمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وبشكل مباشر، أطلق جنود إسرائيليون النار على الوفد الذي يضم 25 سفيرا وقنصلا عربيا وأوروبيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فور وصولهم إلى محيط مخيم جنين مما أدى إلى إنهاء الزيارة على الفور والانسحاب من المكان، وفق قناة "الجزيرة". وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن الوفد الدبلوماسي "انحرف عن مساره" ودخل منطقة محظورة في المخيم، زاعماً أن "الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية، مضيفا أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة". وفي يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مخيم جنين ضمن هجوم أوسع على مدن ومخيمات شمالي الضفة، أسفر حتى الآن عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وتهجير 22 ألفا وتدمير 600 منزل، وفق بيانات فلسطينية. ودعت الخارجية الكندية، الأربعاء، إسرائيل إلى إجراء "تحقيق معمّق" و"محاسبة" المسؤولين عن واقعة إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة. بدورها، طالبت الخارجية الإيطالية الحكومة الإسرائيلية بتوضيح ما حدث، وأكدت أن تهديد الدبلوماسيين أمر غير مقبول. كما وصفت فرنسا ما جرى بغير المقبول، وقررت استدعاء السفير الإسرائيلي لديها، مشيرة إلى وجود فرنسيين بين أعضاء الوفد الذي زار مخيم جنين. وفي خطوة مماثلة، قالت الخارجية الإسبانية إن الهجوم على الوفد الدبلوماسي انتهاك لالتزامات إسرائيل كقوة احتلال، واستدعت السفير للاستيضاح. كذلك نددت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بإطلاق إسرائيل النار على الوفد الدبلوماسي الأوروبي في جنين. من جانبها، قالت حركة "حماس" إن "إطلاق الاحتلال النار باتجاه 25 سفيرا ودبلوماسيا بمخيم جنين إمعان في انتهاكه كل الأعراف والمواثيق الدولية". كما نددت الخارجية الفلسطينية باستهداف الوفد الدبلوماسي ووصفته بالعمل العدواني، وقالت إنه يعد خرقا خطيرا لأحكام القانون الدولي. المصدر: الجزيرة + وكالات

حفل تنكري عالمي
حفل تنكري عالمي

السوسنة

timeمنذ 2 ساعات

  • السوسنة

حفل تنكري عالمي

لا تحتمل إسرائيل من حلفائها الأوروبيين حتى القليل من التهديد اللفظي والإجراءات الشكلية. ثارت غضبة نتنياهو لبيان فرنسا وكندا وبريطانيا، الذي «يعارض بشدة» العمليات العسكرية في غزة، ويطالب بإدخال مساعدات، ملوحاً بعقاب (قد) يأتي. إسرائيليون وصفوا الموقف الجديد بـ«تسونامي» على إسرائيل، ونتنياهو اعتبرها «جائزة كبرى» لحركة «حماس». مع أن كل ما نسمعه لا يزال في حيز الكلام.بمقدور أوروبا أن تفعل الكثير، لكنها تكتفي بالتلويح وخطوات محدودة. بعد 53 ألف قتيل، غالبيتهم من العزّل، باعتراف الأمم المتحدة، وهو ما لم يشهده صراع من قبل، تستشيط بريطانيا، وكل ما تفعله، أن تجمّد مفاوضات حول توسيع التجارة الحرة مع حليفتها، وتستدعي السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي. مع ذلك تقوم القيامة في إسرائيل. فرنسا تهدد بالاعتراف بدولة فلسطينية، بعد وقت من التفكّير والتردد حتى تصير الدولة الموعودة وهماً من دون مقومات، أو إمكانات، بعد أن يفنى العباد.من غير لبس، أعلن وزير المالية سموتريتش أن هدف الهجوم الأخير «عربات جدعون» هو: تفكيك غزة وتدميرها تدميراً شاملاً لا سابق عالمياً له (علماً بأنها مدمرة)، حيث «لا دخول ولا خروج، بل غزو وتطهير، والبقاء حتى القضاء على (حماس)». يعتمد هؤلاء في إجرامهم على أن «الجميع اعتادوا فكرة أنه يمكنك قتل 100 غزّي في ليلة واحدة... ولا أحد في العالم يهتم»، هكذا يتفاخر العضو في البرلمان تسفي سوكوت، وهذا ما يحدث فعلاً.كثيرون يقولون إن الحرب صارت عبثية وبلا هدف واضح، مع أن المسؤولين الإسرائيليين لا يتوقفون عن تأكيد غايتهم الأخيرة: «التهجير».هل تتناسب الردود على إسرائيل مع فظاعة الجرائم التي ترتكبها والنيات التي تعلنها؟ وهل تستحق التحركات والتصريحات والتهديدات الأوروبية الرمزية الاحتفاء العربي بها باعتبارها تحولات استراتيجية. لا شيء يشي بذلك. سموتريتش نفسه يعتبر أن إدخال أقل من القليل من الطعام قد يكون كافياً لإسكات الحلفاء المحتجين، الذين جلّ ما يزعجهم رؤية 14 ألف طفل يموتون جوعاً في الأيام القليلة المقبلة.الموقف الأوروبي هو إعلان براءة مسبقة من النكبة الحتمية المقبلة التي تصرّ عليها إسرائيل. المخاوف هي غدر التاريخ من محاكمات دولية قد تطال رئيساً هنا، ووزيراً غربياً هناك. الجميع يريد أن يغسل يديه من الإبادة قبل أن تنتهي. اللغة الدبلوماسية المستخدمة من نوع «احتمال مجاعة» أو «شبهة إبادة» تبدو مقززة، إذ لم يعد من شبهات ولا احتمالات. الكارثة قائمة، والفظائع منقولة على الهواء.نتنياهو وصف الموقف الأوروبي بـ«النفاق الأخلاقي». قد يكون هذه المرة صادقاً. إذ إن أوروبا لا تزال الحديقة الخلفية التي تتنفس منها إسرائيل. تتبادل معها التجارة من دون عوائق. منذ زمن بعيد تعتبر نفسها جزءاً من أوروبا، فهي عضو في اتحاد كرة القدم، وتتنافس في مسابقة الأغنية «يوروفيجن» حتى وهي ترتكب جرائمها، وترتبط مع الكثير من بلديات كبريات المدن باتفاقيات تآخٍ وتعاون.أوروبا شريك اقتصادي أساسي لإسرائيل، منها تستورد ثلث احتياجاتها، وإليها ترسل ربع صادراتها، وهذا يشكل أكثر من 47 مليار يورو، أي يكاد يوازي معاملاتها مع أميركا.الأهم أن الكثير من الصادرات عسكرية لها صلة بالصواريخ وأنظمة الدفاع والطائرات من دون طيار. بقيت التبادلات والمؤتمرات والاتفاقات على حالها. لا بل تم عقد صفقات على أسلحة طورت بعد تجريبها على الغزيين أثناء الحرب، رغم كل ما سمعناه من كلام إنساني وتعاطف وإدانات.لم نرَ أي إجراء جدي، لا خوف على انقسام دول الاتحاد حول موضوع حساس، بل لأن مصلحة إسرائيل تفوق أي اعتبار. يصف إسرائيليون الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه أقرب الأصدقاء، لكنه وغيره من الحلفاء الخلّص يخشون فعلاً أن تكون إسرائيل بدأت بحفر قبرها ذاتياً. يرون الرأي العام يتنامى ضدها، ويحاولون ردعها لمصلحتها، لا حباً بقضية عادلة تستحق تحريك ضمائرهم.وإذا كان من مخاوف داخلية، فهي المزيد من الانقسام المجتمعي، واستغلال اليمين المتطرف لمشاعر الكراهية تجاه العرب لتغذية طروحاتهم وبث سمومهم.ألمانيا ماضية في دعمها الكبير لإسرائيل، فرنسا لم توقف شراء قطع لمصانع الأسلحة، وإسبانيا التي نظن أنها رأس حربة، لم تعلق التعاون مع الشركات الإسرائيلية الأمنية. كل شيء يسير على خير ما يرام. الآن فقط صدّق البرلمان الإسباني على (النظر) في (مقترح) حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل.ما وصلنا إليه، لا مفاجأة فيه. منذ بدء الحرب شرح وزير التراث إلياهو أنه يحبذ استخدام السلاح النووي ضد الفلسطينيين، ووصفهم بـ«الوحوش» واقترح إرسالهم إلى «الصحارى» بعد قطع الغذاء عنهم.هل من جديد؟! قد تكون إسرائيل اليوم بكل وحشيتها هي الأكثر وضوحاً في هذا الحفل التنكري العالمي.

علي ابو حبلة : المتطرفون في حكومة نتنياهو لا يتحدّثون إلا عن الحرب والإبادة
علي ابو حبلة : المتطرفون في حكومة نتنياهو لا يتحدّثون إلا عن الحرب والإبادة

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

علي ابو حبلة : المتطرفون في حكومة نتنياهو لا يتحدّثون إلا عن الحرب والإبادة

أخبارنا : تصريحات رئيس حزب الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان في مقابلة إذاعية صباح الثلاثاء قال إن «الدولة العاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدف طرد السكان»، حتى فتحت عليه بوابات الجحيم من أفواه قادة كل الأحزاب الصهيونية والدينية الذين رأوا فيه هادما للهيكل وذابحا للبقرة المقدسة وداعما لأعداء إسرائيل. ورغم تاريخه العسكري كجنرال ونائب لرئيس الأركان، فإن الحملة عليه صوّرته كأنه يتهم الجيش وليس المؤسسة السياسية التي تقود الجيش وتوجهه. كذلك فإن المعارضين لنتنياهو من بين قادة الأحزاب رأوا في كلامه فرصة لتجييش الشارع ضده وضد حزبه في إطار انتهازية سياسية مكشوفة. وتقريبا لم يجد بين كل هؤلاء من يدافع عنه أو يرى في كلامه زلة لسان أو مبالغة في التوصيف، بل إن غولان حمل على منتقديه وقال إن هذه الحرب تجسيد لأوهام بن غفير وسموتريتش. ففي مقابلة إذاعية قال غولان «للأسف، تستمر الحرب إلى الأبد بالنسبة للحكومة الإسرائيلية. وهذا أمر مؤسف بطبيعة الحال وله تكاليف باهظة». وتساءل عما إذا كانت عملية «عربات جدعون» الحالية ضرورية، وأجاب «لقد أكملنا العملية العسكرية لكسر قوة حماس العسكرية في مايو/أيار ويونيو/حزيران من العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة أصبحت فيها أهدافها العسكرية أقل إستراتيجية، وأهدافها السياسية أكثر فأكثر، أي بقاء هذه الحكومة». في موازاة ذلك يواصل الوزيران الإسرائيليان المتطرفان بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، تحريضهما لمواصلة حرب الإبادة في قطاع غزة، تماهيا مع سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي يقول الإسرائيليون إنه يماطل ويتهرب من الوصول للاتفاق، بهدف إطالة أمد الحرب، والحفاظ على حكومته. هذا التحريض، الذي ليس الأول من نوعه، يأتي رغم إبداء قوى المقاومة لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب في غزة والانسحاب الكامل من القطاع ومع تعثر المفاوضات بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة والممعنة في استمرار الحرب دعا وزير المالية ومسؤول الشؤون المدنية سومتيرش إلى «تكثيف القتال حتى احتلال كامل القطاع، وتدمير حماس، وتنفيذ خطة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، لخروج سكان غزة طوعا من أجل إعادة توطينهم وأعمارهم في دول أخرى» وأضاف: «دولة إسرائيل لن تخضع لحماس، ولن تنهي الحرب دون تحقيق نصر كامل وتنفيذ كافة أهدافها، والتي تشمل القضاء التام على حماس وإعادة جميع الأسرى». بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، في منشور عبر إكس: «حماس لن تُملي الشروط، بل ستخضع لها، لا صفقة، لا وقف إطلاق نار، ولا مساعدات، فقط استمرار القتال حتى إخضاعهم في غزة» وتابع «يجب تصعيد الضغط، واستخدام كل القوة والقدرات، حتى النصر الكامل»، على حد تعبيره. وتنصل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري. محادثات الدوحة وهي تجري منذ أيام بين وفد إسرائيل وحماس برعاية قطريه من دون تسجيل أي اختراق جدّي حتى مساء أمس الاربعاء . وفيما يكرّر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون التصريحات بشأن « إعطاء فرصة للمفاوضات» والتوصّل إلى اتفاق، تتكفّل (( المصادر الإسرائيلية الرفيعة)) بإيصال الموقف الحقيقي عبر وسائل الإعلام العبرية، وهو أن أي اتفاق ينتهي بوقف الحرب في غزة مرفوض من جانب تل أبيب، في ظلّ غياب أي مؤشرات إلى ضغوط أميركية جدية على إسرائيل لتغيير هذا الموقف. ولا يكاد يتجاوز السقف المقبول بالنسبة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يتضمّن إطلاق لنصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء على الأقل، يعقبه استئناف عمليات القتل والتدمير. وفي المقابل، تتمسّك حركة «حماس» بموقفها الداعي إلى اتفاق يضمن وقفاً دائماً للحرب وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، مدفوعة بما تملكه من أوراق تفاوضية، خصوصاً ملف الأسرى الإسرائيليين الأحياء. وعلى هذا الأساس، أعاد المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، طرح مقترحا ((معدّلا)) يعتقد الأميركيون بأنه قد يكون مقبولاً لدى حماس، وينصّ على التزام واشنطن برعاية مفاوضات جادّة حول إنهاء الحرب خلال فترة الهدنة المؤقتة. وفي غضون ذلك، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية تصعيد عمليات القتل والتهجير، من خلال موجات قصف هي الأعنف منذ شهور، أسفرت عن مئات الشهداء المدنيين. وأعلن جيش الاحتلال أن هذه العمليات تأتي تمهيداً لمناورة عسكرية برية جديدة، أُطلق عليها اسم «عربات جدعون». وخرج نتنياهو مساء أمس ليعلن انطلاق العملية، محدداً هدفين رئيسييْن لها: «القضاء على حماس وتحرير الأسرى»، معتبراً أن الهدفين مترابطان، ومجدّداً تصميمه على تحقيق «النصر في غزة، بما في ذلك تحرير جميع الأسرى». كما دعا إلى وقف الحديث عن استحالة الانتصار، في رسالة مباشرة إلى من يشكّكون في إمكانية حسم المعركة ميدانياً، وتحرير الأسرى. ويبقى السؤال هل تنجح دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية بإنقاذ إسرائيل من غلاة المتطرفين والدعوات لاستمرار الحرب مع ما يستتبع ذلك من تداعيات وتنجح بوضع حد لحرب المجاعة والدمار والقتل والانتصار لمبدأ العدالة الإنسانية وقوانين ومواثيق الشرعية الدولية. ــ الدستور

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store