logo
قرقاش يكشف تهاوي مزاعم الخرطوم ضد الإمارات أمام أدلة مجلس الأمن

قرقاش يكشف تهاوي مزاعم الخرطوم ضد الإمارات أمام أدلة مجلس الأمن

الأمناء ٣٠-٠٤-٢٠٢٥

في موقف حازم يعكس حرص دولة الإمارات على استقرار السودان وسلامة شعبه، جدد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دعوة الإمارات الصريحة لوقف الحرب الدائرة في السودان "فورا ودون شروط".
ويأتي هذا التأكيد القوي في أعقاب صدور تقرير نهائي عن مجلس الأمن الدولي، يفضح الانتهاكات المروعة التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة بحق المدنيين السودانيين، ويقوّض بشكل قاطع المزاعم الباطلة التي يروج لها قادة الجيش السوداني، المدعومون بعناصر إسلامية متشددة، في حملة تضليل ممنهجة تهدف إلى التغطية على مسؤوليتهم عن الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وعبر حسابه الرسمي على منصة إكس، أكد قرقاش أن "تقرير مجلس الأمن النهائي حول السودان يفضح انتهاكات الأطراف المتحاربة بحق المدنيين ويدحض مزاعم الجيش السوداني الباطلة ضد الإمارات، في حملة تضليل ممنهجة تهدف للتنصل من المسؤولية".
وجدد المستشار الدبلوماسي، موقف الإمارات الثابت قائلا "نجدد دعوتنا لوقف الحرب فورًا دون شروط، والانخراط الجاد في محادثات السلام، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ودعم قيام حكومة مدنية مستقلة تحقق تطلعات الشعب السوداني".
وفي سياق متصل، كشف التقرير النهائي الصادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالسودان، والذي استند إلى تحقيقات معمقة وشهادات موثوقة، عن عدم صحة الادعاءات التي وجهها الجيش السوداني لدولة الإمارات.
وأوضح السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في بيان رسمي أن التقرير "يسلط الضوء على الانتهاكات واسعة النطاق التي ارتكبها كلا الطرفين المتحاربين ضد الشعب السوداني الشقيق، بما يشمل الغارات الجوية العشوائية، والهجمات على المدنيين، وجرائم العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، إلى جانب استخدام منع وصول المساعدات الإنسانية كسلاح".
وأعرب المندوب الإماراتي عن أسفه لاستمرار "أحد الأطراف المتحاربة، القوات المسلحة السودانية، في توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد بلادي، من أجل صرف الانتباه الدولي عما يرتكبه من فظائع، بما يشمل استخدام الأسلحة الكيميائية".
وشدد على أن "هذا التقرير لا يقدم أي دعم للادعاءات الباطلة التي وجهتها القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات ولا يتضمن أية استنتاجات ضد الدولة".
وجدد السفير أبوشهاب تأكيد موقف الإمارات الداعي إلى إنهاء الحرب الأهلية في السودان "دون شروط مسبقة"، والانخراط في "محادثات سلام، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى كافة أرجاء السودان".
ولم تقتصر دعوة الإمارات على وقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية، بل أكد سفيرها لدى الأمم المتحدة على ضرورة أن يوحد المجتمع الدولي جهوده لدعم "عملية سياسية ذات مصداقية، تُفضي إلى حكومة يقودها المدنيون، مستقلة عن الجيش، وتؤدي في نهاية المطاف إلى إرساء السلام والاستقرار الدائمين للشعب السوداني الشقيق".
وكان قادة الجيش السوداني، الذين يضمون في صفوفهم عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، قد اتهموا دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بـ"انتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها بدعمها قوات شبه عسكرية في إقليم دارفور".
وقد أكدت الإمارات مرارًا رفضها القاطع لهذه الاتهامات المغرضة، واصفة إياها بأنها "لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية"، ومشددة على أنها "لا تدعم أي طرف" في الحرب الأهلية السودانية، وأنه لا يوجد أي دليل يدعم ادعاءات السودان، بما في ذلك مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية.
وعلى الرغم من الحملة الإعلامية المضللة التي يقودها الإسلاميون المهيمنون على مفاصل الحكومة والجيش السوداني، فقد لعبت دولة الإمارات دورا محوريا بالتنسيق الوثيق مع الهيئات الأممية والدولية المعنية في تقديم مساعدات الإغاثة العاجلة لملايين السودانيين المتضررين من الحرب.
ولم تتأثر جهود الإمارات الإنسانية النبيلة بهذه الاتهامات الباطلة، بل استمرت بتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وقد أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في مناسبات عديدة التزام دولة الإمارات بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي الأزمة في السودان، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ اندلاع النزاع المسلح. كما دعت الإمارات مرارا وتكرارا إلى الحوار الجاد والمباشر بين الأطراف السودانية كسبيل وحيد لإنهاء الاقتتال وحقن الدماء.
في إطار جهودها الدؤوبة لإنهاء الصراع في السودان، طرحت دولة الإمارات قبل أقل من أسبوعين مبادرة جريئة وشاملة، تضمنت خريطة طريق واضحة المعالم تهدف إلى وقف الانهيار الإنساني الشامل ونشر السلام المستدام في البلاد.
وقد قدمت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، هذه الخارطة الطموحة أمام المجتمع الدولي خلال مشاركتها في "مؤتمر لندن حول السودان"، الذي استضافته المملكة المتحدة بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
وقد جاءت هذه المبادرة لتفند بشكل قاطع "الأكاذيب والاتهامات الزائفة" التي يروج لها قادة الجيش السوداني، وتؤكد على ضرورة محاسبة جميع الأطراف المتورطة في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوداني.
وقد أولت المبادرة اهتماما خاصا بالتداعيات السياسية والإنسانية العميقة للأزمة السودانية، مع التركيز على حشد الجهود الدولية للعمل على إنهاء الصراع، والدعوة الصريحة لمساءلة ومحاسبة جميع أطراف الأزمة عما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب السوداني.
ويعكس موقف دولة الإمارات الواضح والصريح، والذي تجلى في تصريحات مستشار الرئيس وتقرير مجلس الأمن، التزاما راسخا بالسلام والاستقرار في المنطقة.
ويمثل الموقف المبدئي الثابت لدولة الإمارات، والذي تجلى بوضوح في تصريحات القيادة الرشيدة وتقرير مجلس الأمن الدولي، يمثل شهادة قوية على التزام الدولة الراسخ بالسلام والاستقرار الإقليميين.
وتعد مبادرة الإمارات الشاملة وخريطة الطريق المقترحة أساسًا متينًا للتحرك الدولي الموحد نحو إنهاء هذه الحرب المدمرة وتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والازدهار.
ومن الأهمية بمكان أن تواصل دولة الإمارات جهودها الدبلوماسية المكثفة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لحشد الدعم اللازم لهذه المبادرة، والضغط المستمر على الأطراف المتحاربة في السودان للانخراط بجدية وصدق في مفاوضات السلام.
كما أن استمرار دولة الإمارات في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي السخي للشعب السوداني، بالتنسيق الوثيق مع المنظمات الدولية والإقليمية، يعزز دورها الإنساني الرائد ويجسد قيم التضامن والعطاء التي تمثل جزءًا أصيلًا من نهجها. فالقيادة الحكيمة لدولة الإمارات ورؤيتها الاستراتيجية الثاقبة تضعها في موقع فريد للمساهمة الفعالة في تحقيق السلام المستدام والعدالة المنشودة في السودان.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل من العام 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، على خلفية خلافات حول خطة الانتقال إلى الحكم المدني.
وقد تسببت هذه الحرب في كارثة إنسانية مروعة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، باتوا بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، بينما يلوح شبح المجاعة في الأفق، وأُجبر نحو ثمانية ملايين شخص على الفرار من ديارهم بحثًا عن الأمان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليونيسف: ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية
اليونيسف: ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية

حضرموت نت

timeمنذ 4 ساعات

  • حضرموت نت

اليونيسف: ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة'اليونيسف'، إن ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية. وأوضحت في حسابها على منصة إكس أن ‏تقليصات التمويل تعني أن ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. وشددت قائلة 'على العالم أن يتحرك الآن لاستعادة التمويل ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح'.

ضياء الدين بلال يكتب: (ماما أمريكا ).. ومسرحية (حبل الكضب طويل)..!
ضياء الدين بلال يكتب: (ماما أمريكا ).. ومسرحية (حبل الكضب طويل)..!

سودارس

timeمنذ 7 ساعات

  • سودارس

ضياء الدين بلال يكتب: (ماما أمريكا ).. ومسرحية (حبل الكضب طويل)..!

وهو محاولة مكشوفة لتقليل شأن الانتصارات الميدانية الساحقة التي حققها الجيش السوداني، ومنح غطاء زائف للميليشيا وداعميها للتستر على خسائرهم العسكرية والسياسية والدبلوماسية. كيف لجيشٍ ظل لأكثر من عام يعاني من نقص الذخائر والأسلحة الأساسية، وتُحتجز سفنه المحمّلة بالمعدات في الموانئ، أن يمتلك القدرة على الحصول على أسلحة كيميائية باهظة التكاليف؟ ألا تذكّركم هذه المزاعم بحكاية أسلحة الدمار الشامل في العراق؟ تلك الأكذوبة الفاضحة التي كانت من أبرز ذرائع الولايات المتحدة لتبرير غزو العراق عام 2003، والتي ثبت لاحقاً بطلانها. هل نسيتم العرض الاستعراضي الذي قدمه وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي في فبراير من ذلك العام؟ كان الهدف من ذلك العرض إقناع المجتمع الدولي بوجود تهديد وشيك من العراق ، لتبرير شن الحرب عليه رغم غياب أي دليل قاطع على امتلاكه أسلحة نووية أو كيميائية. لاحقًا، تبيّن للعالم بأسره أن تلك المعلومات كانت كاذبة (فتل ساي)ولم يُعثر بعد الغزو على أيّ من أسلحة الدمار الشامل المزعومة. (خلونا من ده كلو)ولنعد بالذاكرة إلى الوراء قليلا، ألم تُقصف ماما أمريكا"مصنع الشفاء" للأدوية في الخرطوم في أغسطس 1998؟ ألم تكن تلك الغارة محاولة للتغطية على فضيحة الرئيس بيل كلينتون الجنسية مع المتدربة مونيكا لوينسكي؟! في مذكراته الشهيرة، يؤكد نائب مدير المخابرات الأمريكية آنذاك، جون ماكلوغلين، أن المعلومات التي استندوا إليها في قصف المصنع لم تكن صحيحة، قائلاً بوضوح: "المخابرات كانت تحت ضغط شديد لتقديم هدف واضح وسريع للرد على تفجيرات السفارات الأمريكية في أفريقيا، وقد أثّر هذا الضغط على عملية اتخاذ القرار." بنفس السيناريو والمشاهد تعاد مسرحية جديدة بنص قديم تحت عنوان (حبل الكضب طويل) ولكن الشعوب والدول التي عرفت أكاذيبهم في الماضي ، لن تصفق اليوم لذات الأكاذيب ..!

نتنياهو يختار جنرالا في الجيش رئيسا لجهاز "الشين بيت"
نتنياهو يختار جنرالا في الجيش رئيسا لجهاز "الشين بيت"

Independent عربية

timeمنذ 8 ساعات

  • Independent عربية

نتنياهو يختار جنرالا في الجيش رئيسا لجهاز "الشين بيت"

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الخميس اختياره اللواء دافيد زيني رئيسا جديدا لجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، في تحدٍ للنيابة العامة ولشريحة كبيرة من المجتمع. وجاء في بيان صادر عن مكتبه "أعلن رئيس الوزراء نتنياهو هذا المساء قراره تعيين اللواء دافيد زيني رئيسا جديدا للشين بيت". يؤجج قرار رئيس الوزراء جدلا قائما منذ مدة حول المنصب، وقد نظّمت تظاهرات حاشدة ضد إقالة رئيس الجهاز رونين بار وضد مساعي نتنياهو لتوسيع صلاحيات مسؤولين منتخبين في تعيين قضاة. وكانت المحكمة العليا أصدرت الأربعاء قرارا اعتبرت فيه إقالة رئيس الشين بيت "غير ملائم ومخالفا للقانون". تشكّل خطوة نتنياهو تعيين زيني رئيسا جديدا للشين بيت تحديا مباشرا للمدعية العامة غالي بهاراف-ميارا التي قالت إنه، نظرا إلى الحكم القضائي، يتعين على رئيس الوزراء "الامتناع عن أي إجراء يتعلق بتعيين رئيس جديد للشين بيت". على الرغم من قرار المحكمة العليا، قال نتنياهو إنه سيمضي قدما في تعيين رئيس جديد للشين بيت. وعلّقت المدعية العامة في إسرائيل على تعيين زيني، معتبرة أن الآلية "معيبة". وقالت باهاراف-ميارا، وهي أيضا المستشارة القانونية للحكومة، في بيان "هناك شكوك جدية (في أن نتنياهو) تصرف في حالة من تضارب المصالح، وآلية التعيين معيبة". وزيني مولود لعائلة مهاجرة من فرنسا وحفيد ناجية من معسكر الاعتقال النازي أوشفيتز، وهو يرأس حاليا قيادة التدريب في الجيش الإسرائيلي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفق مكتب نتنياهو "شغل الجنرال زيني العديد من المناصب العملياتية والقيادية" في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تاريخه كمقاتل في وحدة النخبة سايريت ماتكال، وكذلك كمؤسس للواء الكوماندو، وهي وحدة مستقلة. وأثنت الحكومة على تقرير أعده في مارس (آذار) 2023 يكشف عن عيوب الجيش الإسرائيلي في حالة "اقتحام مباغت" من غزة إلى إسرائيل. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت إقالة بار بناء على اقتراح من نتنياهو برره "بانعدام الثقة الشخصية والمهنية" بينهما، ما يمنع "الحكومة ورئيس الوزراء من ممارسة مهامهما بصورة فعالة". وتوترت علاقة بار بحكومة نتنياهو بعدما حمّلها المسؤولية في الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبعد فتح جهاز الأمن تحقيقا بشأن تلقي أحد مساعدي رئيس الحكومة أموالاً من قطر. مساء الخميس، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد زيني إلى رفض تولي رئاسة الشين بيت. وكتب رئيس حزب يش عتيد (يمين الوسط) على منصة إكس أن "نتنياهو في وضع من تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى الإعلان أنه لا يستطيع القبول بهذا التعيين ما دامت المحكمة العليا لم تعلن موقفها من هذه القضية". إلى ذلك، أعلنت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل" غير الحكومية اللجوء إلى المحكمة الإسرائيلية العليا للطعن بتعيين رئيس جديد للشين بيت. وجاء في بيان للمنظمة أنها "ستقدّم التماسا آخر إلى المحكمة العليا في الأيام المقبلة ضد هذا التعيين غير القانوني، وستواصل الوقوف بحزم ضد محاولات ضرب النظام القانوني وسيادة القانون في إسرائيل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store